مكانة الصَّحــــــابة y في القرآن والسنَّة وعند أهل البيت والأمَّة الإسلامية الْحَمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه.
الْحَمد لله الذي بعث مُحَمَّداً r رحْمَة للعالَمِين أرسله بالْهُدى ودين الْحَق ليظهره على الدين كله ولو كره الْمُشركون.
أرسله بأعظم كتاب وأعمه وأشْمَلِه، ضمَّ بيْن دفتيه أعظم العقائد وأجْمَل الأخلاق والْمَكارم وأكملها مثل الصدق والصبر والْحِلم والشجاعة والكرم، ونَهى عن الشرك والكفر والبدع والأخلاق القبيحة مثل: الكذب والكبر والعناد والبخل والْحَسد، لا سيما الكذب على الله والاستكبار على رسله ورسالاته وتكذيبها وتَحْريفها والبغي على أتباعها والطعن فيهم.
إنَّ أعظم رسول عرفته البشرية مُحَمَّد r وإنَّ أعظم كتاب عرفته البشرية هذا القرآن الذي جاء به هذا الرسول r قال تعالَى: (الم*ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ*الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ*والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ*أُوْلَـئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) .
وهذه الصفات لا تنطبق على أحد كما تنطبق على أصحاب مُحَمَّد r.
وقال تعالَى: (كتاب لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ).
وما أحد من الأمة عرف قدر هذا الكتاب وحفظه وعمل بكل ما فيه واعتصم به مثل أصحاب مُحَمَّد r فحماهم الله من الضلال والشرك والبدع ومساوئ الأخلاق وألوان الباطل فكانوا كما وصفهم عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- حيث قال: "إن الله تعالى نظر فِي قلوب العباد, فوجد قلب مُحَمَّد خيْر قلوب العباد, فاصطفاه لنفسه, وابتعثه برسالته, ثُمَّ نظر فِي قلوب العباد بعد قلب مُحَمَّد r فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد, فجعلهم وزراء نبيه, يقاتلون على دينه, فما رآه الْمُسلمون حسناً فهو عند الله حسن, وما رأوه سيئاً فهو عند الله سيء" أخرجه الإمام أحْمَد فِي مسنده (1/379) والطيالسي فِي مسنده, حديث (246) وذكره شارح الطحاوية (ص532) وحسنه الألبانِي فِي تعليقه ثُمَّ قال وصححه الْحَاكم ووافقه الذهبِي.
ولقد أثنى الله العزيز الْحَكيم عليهم وأشاد بِمَكانتهم ومنازلِهم فِي كتابه الْمُعجز الْمُحكم الذي لا يأتيه الباطل من بيْن يديه ولا من خلفه.
قال تعالَى: (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً).
ففي هذه الآيات الكريْمَات إشادة الله بأصحاب مُحْمد r فِي التوراة والإنْجِيل والقرآن وبيان لصدق إيْمانَهم وإخلاصهم ونصرهم لنبيهم r وتكفيْر لِمَن يكن الغيظ والبغضاء لَهُم.
وقال تعالى: (هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَّعَ إِيمَانِهِمْ).
وقال تعالَى: (لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً).
وقال تعالى : (إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ).
وفِي هذا النص تزكية عامة لأصحاب مُحَمَّد r.
وقال تعالَى: (وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ).
فِي هذا النص بيان لرضى الله عن أصحاب مُحَمَّد r من الْمُهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان.
وقال تعالَى: (لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ* وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ* وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ).
فهذا ثناء عظيم عليهم وبيان لِمَزاياهم وثناء على من يعرف منـزلتهم ويستغفر لَهُم.
وقال تعالى: (لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ).
فهذا ثناء على أصحاب مُحَمَّد r على تفاوت درجاتِهم ووعد شامل لَهُم جَميعاً بالْحُسنى.
وقال تعالى: (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ).
فقد حازوا الْخَيرية من كل جِهاتِها بشهادة الله لَهُم.
فهذه التزكيات الكثيرة والشهادات العظيمة من رب العالَمِين يكفيهم بعضها ومن يعترض عليها فإنَّما هو مكذب بالله ولكتابه ولرسوله، وكفى بذلك تكذيباً وكفراً.
أضف إلَى هذه التزكيات العظيمة تزكيات رسول الله r الصادق الْمَصدوق الذي لا ينطق عن الْهَوى إنْ هو إلا وحْي يوحى وتزكيات بعضهم لبعض وتزكيات أئمة أهل البيت لَهُم وتزكيات علماء الأمة.
- عن أبِي بردة عن أبيه -يعني أبا موسى الأشعري- أن رسول الله r قال: "النجوم أمنة للسماء فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد وأنا أمنة لأصحابِي فإذا ذهبت أتى أصحابِي ما يوعدون، وأصحابِي أمنة لأمتي فإذا ذهب أصحابِي أتى أمتي ما يوعدون" أخرجه مسلم فِي فضائل الصحابة حديث (2531) وأحمد (4/399).
- وعن أبِي سعيد الْخُدري -رضي الله عنه- عن النبي r قال: "يأتي على الناس زمان؛ يغزو فئام من الناس, فيقال لَهُم: فيكم من رأى رسول الله r؟ فيقولون: نعم, فيفتح لَهُم. ثُمَّ يغزو فئام من الناس, فيقال لَهُم: فيكم من رأى من صحب رسول الله r؟ فيقولون: نعم. فيفتح لَهُم. ثُمَّ يغزو فئام من الناس, فيقال لَهُم: هل فيكم من رأى من صحب من صحب رسول الله r؟ فيقولون: نعم. فيفتح لَهُم" متفق عليه واللفظ لِمُسلم, أخرجه البخاري فِي فضائل الصحابة, حديث (3649)، ومسلم فِي فضائل الصحابة, حديث (2532).
- وعن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: سئل رسول الله r "أيُّ الناس خيْر؟ قال: قرنِي ثُمَّ الذين يلونَهُم ثُمَّ الذين يَلونَهم ثُمَّ يَجِيء قَوم تبدر شهادة أحدهم يَمِينه وتبدر يَمِينه شهادته" رواه البخاري فِي فضائل الصحابة حديث (3651)، ومسلم فِي الفضائل (2533).
وروى البخاري ومسلم نَحْوه من حديث عمران بن حصيْن.
وروى مسلم نَحْوه من حديث أبِي هريرة ومن حديث عائشة -رضي الله عنهم أجْمَعين-.
- واتَّفق العلماء على أنَّ خَيْر القرون قَرنه r ثُمَّ الصحيح(1) أنَّ قرنه الصحابة والثانِي التابعون، والثالث تابعوهم.
- وعن أبِي سعيد الْخُدري -رضي الله عنه- قال النبي r: "لا تسبوا أصحابِي فلو أنَّ أحدكم أنْفق مثل أحد ذهباً ما بلغ مدَّ أحدهم ولا نصيفه" رواه البخاري فِي فضائل الصحابة حديث (3673)، ومسلم فِي فضائل الصحابة حديث (2540).
عن أبِي سعيد الْخُدري -رضي الله عنه- قال: خطب رسول الله r الناس وقال: إنَّ الله خَيْر عبداً بيْن الدنيا وبين ما عنده فاختار ذلك العبد ما عند الله، قال: فبكى أبو بكر فعجبنا لبكائه أن يُخْبر رسول الله r عن عبد خُيِّر فكان رسول الله هو الْمُخَير وكان أبو بكر أعلمنا فقال رسول الله r إن أمنَّ الناس عليَّ فِي صحبته وماله أبو بكر ولو كنت متخذاً خليلاً غير ربِي لاتَّخَذت أبا بكر خليلاًَ ولكن أخوة الإسلام ومودته لا يَبقين فِي الْمَسجد باب إلا سد إلا باب أبِي بكر". متفق عليه، رواه البخاري فِي فضائل الصحابة حديث (3654)، ومسلم فِي فضائل الصحابة حديث (2382)، وعند مسلم فبكى أبو بكر وبكى فقال: فديناك بآبائنا وأمهاتنا.
وعن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- فال: عن النبي r "لو كنت متخذاً خليلاً لاتَّخَذت أبا بكر، ولكن أخي وصاحبي" رواه البخاري فِي فضائل الصحابة حديث (3656)، ورواه مسلم فِي فضائل الصحابة من حديث عبد الله بن مسعود حديث (2383)، وروى البخاري نَحْوه من حديث عبد الله بن الزبير -رضي الله عنهما-.
عن عروة بن الزبيْر قال: سألت عبد الله بن عمرو عن أشد ما صنع الْمُشركون برسول الله r قال: رأيت عقبة بن أبِي معيط جاء إلَى النبي r وهو يصلي فوضع رداءً فِي عنقه فخنقه به خنقاً شديداً فجاء أبو بكر حتى دفعه عنه فقال: أتقتلون رجلاً أن يقول ربِي الله وقد جاءكم بالبنات من ربكم) أخرجه البخاري (3678).
من مناقب عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-
الْحَمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه .
أمَّا بعد :
وروى البخاري بإسناده إلَى ابن عباس -رضي الله عنهما – قال : إنِي لواقف فِي قوم فدعوا الله لعمر بن الْخَطاب وقد وضع على سريره إذ رجل من خلفي قد وضع مرفقه على منكبِي يقول : رحِمَك الله إن كنت لأرجو أن يَجْعلك الله مع صاحبيك لأنِي كثيرًا ما كنت أسْمَع رسول الله r يقول كنت وأبو بكر وعمر وفعلت وأبو بكر وعمر وانطلقت وأبو بكر وعمر فإن كنت لأرجو أن يَجْعلك الله معهما فالتفت فإذا هو علي بن أبِي طالب " (البخاري –كتاب المناقب- /1377)
فهذه شهادة علي -رضي الله عنه- لأخويه أبِي بكر وعمر بِمَكانتهما ومنـزلتهما من رسول الله r ينقلها عنه ابن عمه عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- .
فكيف يبغضهما وكيف يرفض بيعتهما حتى لا يبايعهما إلا مكرهًا شأن الْجُبناء وكيف يزوج ابنته أم كلثوم عمر -رضي الله عنه- حاشاه مِمّا ينسبه سلالات الْمَجُوس من الْحِقد والْجُبن والعداوة لإخوته الْمُؤمنين والْخُلفاء الراشدين الْمَهديين الفاتِحين بل كان علي من وزرائهم ومن كبار مؤازريهم ومستشاريهم فِي الْحُروب ومهام الأمور .
هؤلاء يصورون للناس أنه كان هناك معارك طاحنة بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه في ولاية علي وأهل بيته والقرآن ينـزل حول هذه المعارك ويلاحق أصحاب محمد الذين لا هم لهم إلا إزاحة علي عن هذه الولاية التي أقلقتهم وأقضت مضاجعهم وشحنت قلوبهم بالعداوة والبغضاء لعلي فهم يتآمرون فيما بينهم على ألا تكون لعلي وأهل بيته أبداً، والقرآن ينـزل بكفرهم ويعاقبهم ويفضح هذه المؤامرات .
حتى يُخَيَّل للقارئ أن مُحَمّداً صلى الله عليه وسلم ما بعثه الله إلا بِهذه الولاية.
وهذا الحسد لعلي وأهل بيته بدأ من آدم من عالم الذر وبسببه أخرج من الجنة وما قبل الله توبته إلا بعد أن توسل لعلي وأهل بيته.
عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: قال النبي r: "رأيتني دخلت الجنة فإذا أنا بالرميصاء امرأة أبِي طلحة وسَمِعت خشفة، فقلت: من هذا؟ فقال: هذا بلال ورأيت قصراً بفنائه جارية فقلت: لِمَن هذا؟ فقال: لعمر، فأردت أن أدخله فأنظر إليه فذكرت غيرتك فقال: عمر بأبِي وأمي يا رسول الله أعليك أغار" رواه البخاري (3679).
عن سعيد بن الْمُسيب أن أبا هريرة -رضي الله عنه- قال: "بينا نَحْن عند رسول الله r إذ قال: بينا أنا نائم رأيتنِي فِي الْجَنَّة فإذا امرأة تتوضأ إلَى جانب قصر فقلت: لِمَن هذا القصر؟ قالوا: لعمر فذكرت غَيْرته فوليت مدبراً فبكى عمر وقال: أعليك أغار يا رسول الله ؟ " أخرجه البخاري (3680).
وعن الزهري عن حَمْزة عن أبيه أن رسول الله r قال: "بينا أنا نائم شربت -يعني اللبن- حتى أنظر إلَى الري يَجْري فِي ظفري أو فِي أظفاري ثُمَّ ناولت عمر قالوا: فما أولته يا رسول الله؟ قال: العلم" أخرجه البخاري (3681).
وقال البخاري: حدثنا مُحَمَّد بن عبد الله بن نُمَير حدثنا مُحَمَّد بن بشر حدثنا عبيد الله قال: حدثني أبو بكر بن سالِم عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أن النبي r قال: " أريت فِي الْمَنام أنِّي أنزع بدلو بكرة على قليب فجاء أبو بكر فنـزع ذنوبا أو ذنوبيْن نزعا ضعيفا والله يغفر له ثُمَّ جاء عمر بن الْخَطاب فاستحالت غربا فلم أر عبقريا يفري فريه حتى روي الناس وضربوا بعطن" قال ابن جبيْر: العبقري عتاق الزرابِي وقال: يَحْيى الزرابِي الطنافس لَهَا خُمل رقيق مبثوثة كثيرة" أخرجه البخاري حديث (3682).
وعن مُحَمَّد بن سعد بن أبِي وقَّاص عن أبيه قال: استأذن عمر بن الْخَطاب على رسول الله e وعنده نسوة من قريش يكلمنه ويستكثرنه عالية أصواتُهن على صوته فلما استأذن عمر بن الْخَطاب قمن فبادرن الْحِجاب فأذن له رسول الله e فدخل عمر ورسول الله e يضحك فقال: عمر أضحك الله سنك يا رسول الله فقال النبي e: عجبت من هؤلاء اللاتي كنَّ عندي فلمَّا سَمِعن صوتك ابتدرن الْحِجاب فقال عمر: فأنت أحق أن يهبن يا رسول الله ثُمَّ قال عمر: يا عدوات أنفسهن أتَهَبنني ولا تَهَبْن رسول الله e فقلن : نعم أنت أفظ وأغلظ من رسول الله e فقال رسول الله e: إيهاً يا بن الْخَطاب! والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكًا فجًا قط إلا سلك فجًا غيْر فجك" أخرجه البخاري حديث (3683).
حدثنا مُحَمَّد بن الْمُثنى قال: حدثنا يَحيى عن إسْمَاعيل قال: حدثنا قيس قال: قال عبد الله: "ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر" أخرجه البخاري، حديث (3684).
وعن ابن أبِي مليكة أنه سَمِع ابن عباس يقول: وضع عمر على سريره فتكنفه الناس يدعون ويصلون قبل أن يرفع وأنا فيهم فلم يرعنِي إلا رجل آخذ منكبي فإذا علي بن أبِي طالب فترحَّم على عمر وقال: ما خلفت أحدا أحب إلَي أن ألقى الله بِمِثل عمله منك وأيْمُ الله إن كنت لأظن أن يَجْعلك الله مع صاحبيك وحسبت أنِّي كثيرًا أسْمَع النبي e يقول: ذهبت أنا وأبو بكر وعمر ودخلت أنا وأبو بكر وعمر وخرجت أنا وأبو بكر وعمر" أخرجه البخاري، حديث (3685).
عن أبِي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله r: "لقد كان فيمن كان قبلكم من بني إسرائيل رجال يكلمون من غير أن يكونوا أنبياء فإن يكن فِي أمتي منهم أحد فعمر" البخاري فضائل الصحابة حديث (3689).
وعن سعيد بن الْمُسيب وأبِي سلمة بن عبد الرحْمَن قالا: سَمِعنا أبا هريرة -رضي الله عنه- يقول: قال رسول الله e: "بينما راع فِي غنمه عدا الذئب فأخذ منها شاة فطلبها حتى استنقذها فالتفت إليه الذئب فقال له: من لَهَا يوم السبع؟! ليس لَهَا راع غيري فقال الناس: سبْحان الله! فقال النبي e: فإنِّي أومن به وأبو بكر وعمر وما ثَمَّ أبو بكر وعمر" أخرجه البخاري حديث (3690).
عن بن أبِي مليكة عن الْمِسور بن مَخْرمة قال: لَمَّا طعن عمر جعل يألَم فقال له ابن عباس وكأنه يَجْزعه يا أمير المؤمنين ولئن كان ذاك لقد صحبت رسول الله e فأحسنت صحبته ثُمَّ فارقته وهو عنك راض، ثُمَّ صحبت أبا بكر فأحسنت صحبته ثُمَّ فارقته وهو عنك راض، ثُمَّ صحبتهم فأحسنت صحبتهم ولئن فارقتهم لتفارقنهم وهم عنك راضون قال : أما ما ذكرت من صحبة رسول الله e ورضاه فإنَّما ذاك منٌّ مِنَ الله تعالَى منَّ به علي وأما ما ذكرت من صحبة أبِي بكر ورضاه فإنَّما ذاك منٌّ مِنَ الله جل ذكره مَنَّ به علي ،وأما ما ترى من جزعي فهو من أجلك وأجل أصحابك والله لو أن لِي طلاع الأرض ذهبا لافتديت به من عذاب الله -عز وجل- قبل أن أراه قال حَمَّاد بن زيد حدثنا أيوب عن بن أبِي مليكة عن بن عباس دخلت على عمر بِهَذا" أخرجه البخاري، حديث (3692).
وعن ابن عمر أن رسول الله r قال: "اللهم أعز الإسلام بأحب هذين الرجلين إليك بأبِي جهل أو بعمر بن الْخَطاب" قال: فكان أحبهما إليه عمر بن الْخَطاب. أخرجه الإمام أحْمَد فِي الْمُسند (2/95) وفِي فضائل الصحابة بنفس الإسناد برقم (312) وإسناده حسن.
وعن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله -عز وجل- جعل الْحَق على قلب عمر ولسانه". أخرجه الإمام أحْمَد فِي الْمُسند (2/95)، وفِي فضائل الصحابة بنفس الإسناد برقم (313)، والترمذي (5/617) وإسناده حسن.
وقال ابن عمر: "ما نزل بالناس أمر قط فقالوا فيه وقال فيه ابن الخطاب أو قال عمر إلا نزل القرآن على نَحْو مِمَّا قال عمر. أخرجه الإمام أحْمَد فِي فضائل الصحابة برقم (314) . وأخرجه الترمذي (5/618) من طريق أبِي عامر, وإسناده حسن.
وعن أبِي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " جعل الْحَق على لسان عمر وقلبه ". أخرجه الإمام أحْمَد فِي الْمُسند (2/401)، وفي فضائل الصحابة برقم (315) وإسناده حسن.
وعن غضيف بن الحارث قال مررت بعمر ومعه نفر من أصحابه فأدركني رجل منهم فقال : يا فتى ادع لي بخير بارك الله فيك قال قلت ومن أنت رحمك الله قال أبو ذر قال قلت يغفر الله لك أنت أحق قال إني سمعت عمر يقول نعم الغلام وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الله وضع الْحَق على لسان عمر يقول به". أخرجه الإمام أحْمَد فِي فضائل الصحابة برقم (316) وإسناده حسن.
قال البخاري -رحمه الله-: وقال النبي r : " من حفر بئر رومة فله الجنة " فحفرها عثمان .
وقال : "من جهز جيش العسرة فله الجنة فجهزه عثمان " ذكرهما قبل حديث (3695) .
وقال البخاري وقال عبدان : أخبرني أبي عن شعبة عن أبي إسحاق عن أبي عبد الرحمن أن عثمان -رضي الله عنه- حين حوصر أشرف عليهم وقال : أنشدكم الله ولا أنشد إلا أصحاب النبي r : ألستم تعلمون أن رسول الله r قال : (من حفر رومة فله الجنة) فحفرتها ،ألستم تعلمون أنه قال : (من جهز جيش العسرة فله الجنة) قال : فصدقوه بما قال " . البخاري حديث ( 2778).
وقال الإمام أحمد في مسنده (1/59) ثنا أبو قطن ثنا يونس يعني ابن أبي إسحاق عن أبيه عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال : أشرف عثمان -رضي الله عنه- من القصر وهو محصور فقال أنشد بالله من شهد رسول الله r يوم حراء إذ اهتـز الجبل فركله بقدمه ثم قال : اسكن حراء ليس عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد وأنا معه فانتشد له رجال قال : أنشد بالله من شهد رسول الله r يوم بيعة الرضوان إذ بعثني إلى المشركين إلى أهل مكة قال : هذه يدي وهذه يد عثمان -رضي الله عنه- فبايع لي فانتشد له رجال ، قال : أنشد بالله من شهد رسول الله r قال : من يوسع لنا بهذا البيت في المسجد ببيت في الجنة فابتعته من مالي فوسعت به المسجد فانتشد له رجال ، قال : وأنشد بالله من شهد رسول الله يوم جيش العسرة قال : من ينفق اليوم نفقة متقبلة فجهزت له نصف الجيش من مالي قال : فانتشد له رجال وأنشد بالله من شهد رومة يباع ماؤها ابن السبيل فابتعتها من مالي لابن السبيل ، قال : فأنشد له رجال"رواه الترمذي في المناقب حديث (3699) من طريق أبي إسحاق عن أبي عبد الرحمن السلمي وقال : حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه من حديث أبي عبد الرحمن عن عثمان ورواه النسائي في الأحباس وقف المساجد حديث (3609) من حديث أبي إسحاق عن أبي سلمة ورواه من حديث الأحنف بن قيس ومن حديث ثمانة بن حزن القشيري .
من مناقب الخلفاء الثلاثة -رضي الله عنهم - :
حدثنا يوسف بن موسى حدثنا أبو أسامة قال حدثني عثمان بن غياث حدثنا أبو عثمان النهدي عن أبي موسى رضي الله عنه قال كنت مع النبي e في حائط من حيطان المدينة فجاء رجل فاستفتح فقال النبي e افتح له وبشره بالجنة ففتحت له فإذا أبو بكر فبشرته بما قال النبي e فحمد الله ثم جاء رجل فاستفتح فقال النبي e افتح له وبشره بالجنة ففتحت له فإذا هو عمر فأخبرته بما قال النبي e فحمد الله ثم استفتح رجل فقال لي افتح له وبشره بالجنة على بلوى تصيبه فإذا عثمان فأخبرته بما قال رسول الله e فحمد الله ثم قال الله المستعان" أخرجه البخاري ، حديث (3693) .
قال البخاري -رحمه الله- : وقال النبي r لعلي أنت مني وأنا منك ، وقال عمر توفي رسول الله وهو عنه راض .
وعن سهل بن سعد -رضي الله عنه- أن رسول الله r قال : " لأعطين الراية غداً رجلاً يفتح الله على يديه فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله r كلهم يرجو أن يعطاها ، فقال أين علي بن أبي طالب ؟ فقالوا : يشتكي عينيه يا رسول الله قال : فأرسلوا إليه فأتوني به فلما جاء بصق في عينيه ودعا له فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع فأعطاه الراية فقال علي يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا فقال أنفذ على رسلك حتى تنـزل بساحتهم ثم ادعهم للإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم" . أخرجه البخاري في المناقب حديث (3701) .
وساق البخاري حديثاً نحوه من حديث سلمة بن الأكوع وفيه : لأعطين الراية أو ليأخذن الراية غداً رجلاً يحبه الله ورسوله أو قال يحب الله ورسوله" انظر حديث (3702) .
وعن سعد بن عبيده قال : " جاء رجل إلى ابن عمر -رضي الله عنهما- فسأله عن عثمان فذكر من محاسن عمله قال : لعل ذلك يسوؤك؟ قال : نعم قال : فأرغم الله بأنفك ثم سأله عن علي فذكر من محاسن عمله قال : وهو ذاك بيته أوسط بيوت النبي r ثم قال : لعل ذلك يسوؤك قال : أجل قاال : فأرغم الله أنفك انطلق فاجهد جهدك " أخرجه البخاري (3704) .
وعن إبراهيم بن سعد عن أبيه قال : قال النبي r لعلي أما ترضى أن تكون مني بمنـزلة هارون من موسى (3706) ورواه البخاري في الغزوات عن مصعب بن سعد عن أبيه أن رسول الله r خرج إلى تبوك واستخلف علياً فقال : أتخلفني في النساء والصبيان ؟ قال ألا ترضى أن تكون مني بمنـزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي " حديث (4416) .
وعن ابن سيرين عن عبيدة عن علي -رضي الله عنه- قال : اقضوا كما كنتم تقضون فإني أكره الاختلاف حتى يكون الناس جماعة أو أموت كما مات أصحابي " فكان ابن سيرين يرى أن عامة ما يروى عن علي كذب " البخاري ( 3707) .
وقول علي : أو أموت كما مات أصحابي يريد به الخلفاء الراشدين قبله ,وفي هذا كراهة على الاختلاف وحبه لاجتماع كلمة المسلمين ومن أجل ذلك يقدم اجتهاد إخوانه على اجتهاد نفسه .
عن عائشة -رضي الله عنها- أن فاطمة عليها السلام أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من النبي r مما أفاء الله على رسوله r تطلب صدقة النبي r التي بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر فقال أبو بكر : إن رسول الله r قال لا نورث ما تركنا فهو صدقة إنما يأكل آل محمد من هذا المال - يعني مال الله- ليس لهم أن يزيدوا على المأكل : وإني والله لا أغير شيئاً من صدقات رسول الله r التي كانت عليها في عهد النبي r ولأعملن فيها بما عمل فيها رسول الله r فتشهَّد عليٌّ ثم قال : إنَّا قد عرفنا يا أبا بكر فضيلتك -وذكر قرابتهم من رسول الله r وحقهم- فتكلم أبو بكر فقال : والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله r أحب ُّإليَّ أن أصل من قرابتي ".
وعن ابن عمر " عن أبي بكر -رضي الله عنه- قال : ارقبو محمداً r في أهل بيته " أخرجها البخاري في المناقب (3711-3712-3713) وأخرج مسلم الأول في فضائل الصحابة (1759).
قال البخاري : وقال ابن عباس هو حواري النبي r وفي حديث طويل يتعلق بعثمان -رضي الله عنه- قال في الزبير " : أما والذي نفسي بيده إنه لخيرهم ما علمت وإن كان لأحبهم إلى رسول الله r .
وعن جابر -رضي الله عنه- قال النبي r إن لكل نبي حوارياً وإن حواري(2) الزبير بن العوام " متفق عليه ، أخرجه البخاري في المناقب (3719) ومسلم في الفضائل (2415) بلفظ "عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال سمعته يقول : ندب رسول الله r الناس يوم الخندق فانتدب الزبير ثم ندبهم فانتدب الزبير ثم ندبهم فانتدب الزبير فقال النبي r " لكل نبي حواري وحواري الزبير " .
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- : " أن رسول الله r كان على حراء هو وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير فتحركت الصخرة فقال رسول الله r : اهدأ فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد " .
عن عائشة -رضي الله عنها – قالت : أرق رسول الله r ذات ليلة فقال: ليت رجلاً صالحاً من أصحابي يحرسني الليلة قالت : وسمعنا صوت السلاح فقال رسول الله r من هذا ؟ قال سعد بن أبي وقاص يا رسول الله جئت أحرسك قالت عائشة فنام رسول الله r حتى سمعت غطيطه .
وفي رواية فدعا له رسول الله r ثم نام ،أخرجه البخاري في الجهاد حديث (2885) ومسلم في الفضائل (2410) .
وعن عبد الله بن شداد قال : سمعت علياً يقول : ما جمع رسول الله r أبويه لأحد غير سعد بن أبي وقاص , فإنه جعل يقول له يوم أُحُد " ارم فداك أبي وأمي " . أخرجه مسلم في الفضائل (6127) والبخاري (2905) .
وقال سعيد بن المسيب سمعت سعداً يقول : جمع لي رسول الله r أبويه يوم أحد" متفق عليه ،رواه البخاري في فضائل الصحابة حديث (3725) ومسلم (2412) .
وعن عامر بن سعد عن أبيه لقد رأيتني وأنا ثلث الإسلام.(رواه البخاري).
وعن سعيد بن المسيب قال : سمعت سعد بن أبي وقاص يقول ما أسلم أحد إلا في اليوم الذي أسلمت فيه ولقد مكثت سبعة أيام وإني لثلث الإسلام. أخرجهما البخاري برقم (3726-3727).
قال البخاري : " قال عمر توفي النبي r وهو عنه راض " .
عن أبي عثمان قال:لم يبق مع النبي r في بعض تلك الأيام التي قاتل فيهن رسول الله r غير طلحة وسعد ،عن حديثهما " أخرجه البخاري في فضائل الصحابة حديث (3723) ومسلم في فضائل الصحابة حديث (2414) .
وعن قيس بن أبي حازم قال : رأيت يد طلحة التي وقى بها النبي r قد شلت " رواه البخاري في فضائل الصحابة حديث (3724) .
وعن الزبير قال : كان على رسول الله r يوم أحد درعان فنهض إلى الصخرة فلم يستطع ، فاقعد تحته طلحة فصعد النبي حتى استوى على الصخرة ، قال فسمعت النبي r يقول : أوجب طلحة " أحمد (1/165) والترمذي في المناقب (1692) وهو حسن
وخرجه غيرهما من الأئمة مثل أبي يعلى وابن حبان والحاكم .
وعن جابر بن عبد الله قال سمع رسول الله r يقول : "من سره أن ينظر إلى شهيد يمشي على وجه الأرض فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله " . صححه الألباني انظر الصحيحة (126).
عن عبد الرحمن بن عوف قال : قال رسول الله r أبو بكر في الجنة وعمر في الجنة وعثمان في الجنة وعلي في الجنة وطلحة في الجنة والزبير في الجنة وعبد الرحمن بن عوف في الجنة وسعد بن أبي وقاص في الجنة وسعيد بن زيد بن عمر بن نفيل في الجنة وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة " رواه الإمام أحمد في مسنده (1/193) والترمذي في المناقب حديث (3747) ورواه الترمذي من طريق عبد الرحمن بن حميد عن أبيه عن سعيد بن زيد ، وقال هذا أصح من الأول ونقل عن البخاري أنه أصح من الحديث الأول ، وصحح الألباني الحديثين .
عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: " كنا نخير بين الناس في زمن النبي صلى الله عليه وسلم فنخير أبا بكر ثم عمر بن الخطاب ثم عثمان بن عفان رضي الله عنهم " أخرجه البخاري في فضائل الصحابة (3655).
ولا شك أن هذا يبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقره، ويؤكده مبايعة علي لعثمان راضيًا ومبايعته وثناؤه على عمر وأبي بكر رضي الله عنهما.
عن أبي جحيفة قال: سمعت عليا رضي الله عنه يقول: ألا أخبركم بخير هذه الأمة بعد نبيها؟ أبو بكر، ثم قال: ألا أخبركم بخير هذه الأمة بعد أبي بكر؟ عمر رضي الله عنه " وعن الشعبي عن وهب السوائي قال: خطبنا علي رضي الله عنه فقال: من خير هذه الأمة بعد نبيها؟ فقلت: أنت يا أمير المؤمنين، قال : لا ،خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر رضي الله عنه وما نبعد أن السكينة تنطق على لسان عمر رضي الله عنه .
عن الشعبي حدثني أبو جحيفة الذي كان عليٌّ يسميه وهب الخير قال قال علي -رضي الله عنه- : يا أبا جحيفة ألا أخبرك بأفضل هذه الأمة بعد نبيها؟ قال: قلت: بلى قال: ولم أكن أرى أن أحدا أفضل منه، قال: أفضل هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وبعد أبي بكر عمر رضي الله عنه وبعدهما آخر ثالث ولم يسمه .
وعن أبي جحيفة قال: قال على رضي الله عنه: خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وبعد أبي بكر عمر رضي الله عنه ولو شئت أخبرتكم بالثالث لفعلت.
وعن عون بن أبي جحيفة قال: كان أبي من شرط علي رضي الله عنه وكان تحت المنبر، فحدثني أبي انه صعد المنبر يعنى علياً رضي الله عنه فحمد الله تعالى وأثنى عليه وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر والثاني عمر رضي الله عنه، وقال: يجعل الله تعالى الخير حيث أحب.
انظر هذه الآثار في مسند الإمام أحمد (1/106).
وعن محمد بن الحنفية قال: قلت: لأبي أي الناس خير بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: أبو بكر قلت: ثم من؟ قال: ثم عمر، وخشيت أن يقول: عثمان قلت: ثم أنت. قال: ما أنا إلا رجل من المسلمين.
انظر إلَى هذا الإنصاف والاحترام والتقدير لأبِي بكر وعمر، فيعلن عليٌّ أنَّهما خير منه وهذا هو الْحَق الذي دلَّت عليه أقوال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأفعاله فهما وزيراه وصهراه وهُما أشد الناس حبًا له ونصرًا ونصحًا له.
كما دل عليه واقع الصحابة الذين اختاروهُمَا وقدموهُمَا على غيرهِمَا خليفتان لرسول الله صلى الله عليه وسلم الأفضل ثُم بعده الأفضل، وكذلك عثمان رضي الله عنه اختارته الأمة خليفة لعمر لأنَهم وجدوه أفضلهم رضي الله عنهم جَمِيعا.
وانظر إلَى هذا التواضع حيث يقول : " ما أنا إلا رجل من الْمُسلمين" وهذا فِي خلافته يقول: هذا وهو يعلم ويعلم الناس معه أنّه أفضل الْمَوجودين فِي وقته .
قارن بين هذا الأسلوب الشريف اللائق بالشرفاء وبين ما ينسبه إليه الروافض من التمدح والتعالِي بنحن ونَحن فِي دعاوى عريضة ومنازل فوق منازل الأنبياء بل بأمور لا تليق إلا برب العالَمِين وإله الناس أجْمعين، وتلك لا يقولَها إلا الدجاجلة الأفاكون برأ الله علياً وأهل بيته منها.
وسترى من هذه الدعاوى ما تَمُجه أسْمَاع الفضلاء النبلاء وهو كثير وكثير ومُخْجل وأول ما يَخْجل منه هم أهل البيت الشرفاء.
لَمّا فَرغ الصحابة من دفن عمر بن الْخَطاب -رضي الله عنه- اجتمع أهل الشورى الذين عيّنهم عمر بقوله : " ما أجد أحق بِهَذا الأمر من هؤلاء النفر أو الرهط الذين توفى رسول الله وهو عنهم راضٍ، فسمى عليًا وعثمان والزبير وطلحة وسعدًا وعبد الرحْمَن وقال: يشهدكم عبد الله بن عمر وليس له من الأمر شيئ كهيئة التعزية له لما اجتمعوا قال عبد الرحمن: اجعلوا أمركم إلَى ثلاثةٍ منكم. فقال الزبير: قد جعلت أمري إلَى علي. وقال طلحة: قد جعلت أمري إلَى عثمان وقال سعد: قد جعلت أمري إلَى عبد الرحْمَن بن عوف. فقال عبد الرحْمَن : أيكما تبرأ من هذا الأمر فنجعله إليه والله عليه والإسلام لينظرن أفضلهم فِي نفسه؟ فأسكت الشيخان فقال عبد الرحْمَن: أفتجعلونه إلَيَّ والله عليَّ أنْ لا آلو عن أفضلكم؟ قالا: نعم. فأخذ بيد أحدهِما فقال: لك قرابةٌ من رسول الله صلى الله عليه وسلم والقَدَمُ فِي الإسلام ما قد علمْت، فالله عليك لئن أمرتُك لتعدِلَنّ، ولئن أمرت عثمان لتسمعن ولتطيعن. ثُمَّ خلا بالآخر فقال له مثل ذلك. فلما أخذ الميثاق قال: ارفع يدك يا عثمان، فبايَعَه، فبايع له عليّ، وَوَلَجَ أهلُ الدار فبايَعوه , وقتل عثمان – رضي الله عنه - مظلوماً فبايع الصحابة علياً – رضي الله عنه – لأنه أفضل الموجودين في وقته .
وقد ورد عن علي -رضي الله عنه- إهانة قاتل الزبير وروايات عديدة عنه تتعاضد ومنها الصحيح أنه قال : إني أرجو أن أكون أنا وعثمان ممن قال الله تعالى فيهم : ( ونزعنا ما في صدورهم من غلٍّ إخوانا على سرر متقابلين ) وقال مثلها في طلحة وابنه حاضر وأهان من اعترض على قوله هذا , وقال مثلها في الزبير وأهان قاتله .
وانظر تفسير ابن جرير ( 14/36-37) والمستدرك للحاكم (2/353-354) والطبقات لابن سعد (3/168) وفي الرواة من وصف بالتشيع .
(1) إشارة إلى الاختلاف في المراد بالقرن .
(2) والحواريون هم الخلصاء .
والنقل
لطفا من هنا
http://noor-elislam.net/vb/showthread.php?t=9556
[/center]
[center]
مكانة الصَّحــــــابة y في القرآن والسنَّة
وعند أهل البيت والأمَّة الإسلامية
( الحلقة الأولـى )
بسم الله الرحمن الرحيم
مكانة الصَّحــــــابة y في القرآن والسنَّة
وعند أهل البيت والأمَّة الإسلامية
( الحلقة الأولـى )
بسم الله الرحمن الرحيم
الْحَمد لله الذي بعث مُحَمَّداً r رحْمَة للعالَمِين أرسله بالْهُدى ودين الْحَق ليظهره على الدين كله ولو كره الْمُشركون.
أرسله بأعظم كتاب وأعمه وأشْمَلِه، ضمَّ بيْن دفتيه أعظم العقائد وأجْمَل الأخلاق والْمَكارم وأكملها مثل الصدق والصبر والْحِلم والشجاعة والكرم، ونَهى عن الشرك والكفر والبدع والأخلاق القبيحة مثل: الكذب والكبر والعناد والبخل والْحَسد، لا سيما الكذب على الله والاستكبار على رسله ورسالاته وتكذيبها وتَحْريفها والبغي على أتباعها والطعن فيهم.
إنَّ أعظم رسول عرفته البشرية مُحَمَّد r وإنَّ أعظم كتاب عرفته البشرية هذا القرآن الذي جاء به هذا الرسول r قال تعالَى: (الم*ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ*الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ*والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ*أُوْلَـئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) .
وهذه الصفات لا تنطبق على أحد كما تنطبق على أصحاب مُحَمَّد r.
وقال تعالَى: (كتاب لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ).
وما أحد من الأمة عرف قدر هذا الكتاب وحفظه وعمل بكل ما فيه واعتصم به مثل أصحاب مُحَمَّد r فحماهم الله من الضلال والشرك والبدع ومساوئ الأخلاق وألوان الباطل فكانوا كما وصفهم عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- حيث قال: "إن الله تعالى نظر فِي قلوب العباد, فوجد قلب مُحَمَّد خيْر قلوب العباد, فاصطفاه لنفسه, وابتعثه برسالته, ثُمَّ نظر فِي قلوب العباد بعد قلب مُحَمَّد r فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد, فجعلهم وزراء نبيه, يقاتلون على دينه, فما رآه الْمُسلمون حسناً فهو عند الله حسن, وما رأوه سيئاً فهو عند الله سيء" أخرجه الإمام أحْمَد فِي مسنده (1/379) والطيالسي فِي مسنده, حديث (246) وذكره شارح الطحاوية (ص532) وحسنه الألبانِي فِي تعليقه ثُمَّ قال وصححه الْحَاكم ووافقه الذهبِي.
ولقد أثنى الله العزيز الْحَكيم عليهم وأشاد بِمَكانتهم ومنازلِهم فِي كتابه الْمُعجز الْمُحكم الذي لا يأتيه الباطل من بيْن يديه ولا من خلفه.
قال تعالَى: (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً).
ففي هذه الآيات الكريْمَات إشادة الله بأصحاب مُحْمد r فِي التوراة والإنْجِيل والقرآن وبيان لصدق إيْمانَهم وإخلاصهم ونصرهم لنبيهم r وتكفيْر لِمَن يكن الغيظ والبغضاء لَهُم.
وقال تعالى: (هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَّعَ إِيمَانِهِمْ).
وقال تعالَى: (لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً).
وقال تعالى : (إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ).
وفِي هذا النص تزكية عامة لأصحاب مُحَمَّد r.
وقال تعالَى: (وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ).
فِي هذا النص بيان لرضى الله عن أصحاب مُحَمَّد r من الْمُهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان.
وقال تعالَى: (لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ* وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ* وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ).
فهذا ثناء عظيم عليهم وبيان لِمَزاياهم وثناء على من يعرف منـزلتهم ويستغفر لَهُم.
وقال تعالى: (لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ).
فهذا ثناء على أصحاب مُحَمَّد r على تفاوت درجاتِهم ووعد شامل لَهُم جَميعاً بالْحُسنى.
وقال تعالى: (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ).
فقد حازوا الْخَيرية من كل جِهاتِها بشهادة الله لَهُم.
فهذه التزكيات الكثيرة والشهادات العظيمة من رب العالَمِين يكفيهم بعضها ومن يعترض عليها فإنَّما هو مكذب بالله ولكتابه ولرسوله، وكفى بذلك تكذيباً وكفراً.
أضف إلَى هذه التزكيات العظيمة تزكيات رسول الله r الصادق الْمَصدوق الذي لا ينطق عن الْهَوى إنْ هو إلا وحْي يوحى وتزكيات بعضهم لبعض وتزكيات أئمة أهل البيت لَهُم وتزكيات علماء الأمة.
- عن أبِي بردة عن أبيه -يعني أبا موسى الأشعري- أن رسول الله r قال: "النجوم أمنة للسماء فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد وأنا أمنة لأصحابِي فإذا ذهبت أتى أصحابِي ما يوعدون، وأصحابِي أمنة لأمتي فإذا ذهب أصحابِي أتى أمتي ما يوعدون" أخرجه مسلم فِي فضائل الصحابة حديث (2531) وأحمد (4/399).
- وعن أبِي سعيد الْخُدري -رضي الله عنه- عن النبي r قال: "يأتي على الناس زمان؛ يغزو فئام من الناس, فيقال لَهُم: فيكم من رأى رسول الله r؟ فيقولون: نعم, فيفتح لَهُم. ثُمَّ يغزو فئام من الناس, فيقال لَهُم: فيكم من رأى من صحب رسول الله r؟ فيقولون: نعم. فيفتح لَهُم. ثُمَّ يغزو فئام من الناس, فيقال لَهُم: هل فيكم من رأى من صحب من صحب رسول الله r؟ فيقولون: نعم. فيفتح لَهُم" متفق عليه واللفظ لِمُسلم, أخرجه البخاري فِي فضائل الصحابة, حديث (3649)، ومسلم فِي فضائل الصحابة, حديث (2532).
- وعن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: سئل رسول الله r "أيُّ الناس خيْر؟ قال: قرنِي ثُمَّ الذين يلونَهُم ثُمَّ الذين يَلونَهم ثُمَّ يَجِيء قَوم تبدر شهادة أحدهم يَمِينه وتبدر يَمِينه شهادته" رواه البخاري فِي فضائل الصحابة حديث (3651)، ومسلم فِي الفضائل (2533).
وروى البخاري ومسلم نَحْوه من حديث عمران بن حصيْن.
وروى مسلم نَحْوه من حديث أبِي هريرة ومن حديث عائشة -رضي الله عنهم أجْمَعين-.
- واتَّفق العلماء على أنَّ خَيْر القرون قَرنه r ثُمَّ الصحيح(1) أنَّ قرنه الصحابة والثانِي التابعون، والثالث تابعوهم.
- وعن أبِي سعيد الْخُدري -رضي الله عنه- قال النبي r: "لا تسبوا أصحابِي فلو أنَّ أحدكم أنْفق مثل أحد ذهباً ما بلغ مدَّ أحدهم ولا نصيفه" رواه البخاري فِي فضائل الصحابة حديث (3673)، ومسلم فِي فضائل الصحابة حديث (2540).
من مناقب أبي بكر -رضي الله عنه-
عن أبِي سعيد الْخُدري -رضي الله عنه- قال: خطب رسول الله r الناس وقال: إنَّ الله خَيْر عبداً بيْن الدنيا وبين ما عنده فاختار ذلك العبد ما عند الله، قال: فبكى أبو بكر فعجبنا لبكائه أن يُخْبر رسول الله r عن عبد خُيِّر فكان رسول الله هو الْمُخَير وكان أبو بكر أعلمنا فقال رسول الله r إن أمنَّ الناس عليَّ فِي صحبته وماله أبو بكر ولو كنت متخذاً خليلاً غير ربِي لاتَّخَذت أبا بكر خليلاًَ ولكن أخوة الإسلام ومودته لا يَبقين فِي الْمَسجد باب إلا سد إلا باب أبِي بكر". متفق عليه، رواه البخاري فِي فضائل الصحابة حديث (3654)، ومسلم فِي فضائل الصحابة حديث (2382)، وعند مسلم فبكى أبو بكر وبكى فقال: فديناك بآبائنا وأمهاتنا.
وعن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- فال: عن النبي r "لو كنت متخذاً خليلاً لاتَّخَذت أبا بكر، ولكن أخي وصاحبي" رواه البخاري فِي فضائل الصحابة حديث (3656)، ورواه مسلم فِي فضائل الصحابة من حديث عبد الله بن مسعود حديث (2383)، وروى البخاري نَحْوه من حديث عبد الله بن الزبير -رضي الله عنهما-.
عن عروة بن الزبيْر قال: سألت عبد الله بن عمرو عن أشد ما صنع الْمُشركون برسول الله r قال: رأيت عقبة بن أبِي معيط جاء إلَى النبي r وهو يصلي فوضع رداءً فِي عنقه فخنقه به خنقاً شديداً فجاء أبو بكر حتى دفعه عنه فقال: أتقتلون رجلاً أن يقول ربِي الله وقد جاءكم بالبنات من ربكم) أخرجه البخاري (3678).
من مناقب عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-
الْحَمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه .
أمَّا بعد :
وروى البخاري بإسناده إلَى ابن عباس -رضي الله عنهما – قال : إنِي لواقف فِي قوم فدعوا الله لعمر بن الْخَطاب وقد وضع على سريره إذ رجل من خلفي قد وضع مرفقه على منكبِي يقول : رحِمَك الله إن كنت لأرجو أن يَجْعلك الله مع صاحبيك لأنِي كثيرًا ما كنت أسْمَع رسول الله r يقول كنت وأبو بكر وعمر وفعلت وأبو بكر وعمر وانطلقت وأبو بكر وعمر فإن كنت لأرجو أن يَجْعلك الله معهما فالتفت فإذا هو علي بن أبِي طالب " (البخاري –كتاب المناقب- /1377)
فهذه شهادة علي -رضي الله عنه- لأخويه أبِي بكر وعمر بِمَكانتهما ومنـزلتهما من رسول الله r ينقلها عنه ابن عمه عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- .
فكيف يبغضهما وكيف يرفض بيعتهما حتى لا يبايعهما إلا مكرهًا شأن الْجُبناء وكيف يزوج ابنته أم كلثوم عمر -رضي الله عنه- حاشاه مِمّا ينسبه سلالات الْمَجُوس من الْحِقد والْجُبن والعداوة لإخوته الْمُؤمنين والْخُلفاء الراشدين الْمَهديين الفاتِحين بل كان علي من وزرائهم ومن كبار مؤازريهم ومستشاريهم فِي الْحُروب ومهام الأمور .
هؤلاء يصورون للناس أنه كان هناك معارك طاحنة بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه في ولاية علي وأهل بيته والقرآن ينـزل حول هذه المعارك ويلاحق أصحاب محمد الذين لا هم لهم إلا إزاحة علي عن هذه الولاية التي أقلقتهم وأقضت مضاجعهم وشحنت قلوبهم بالعداوة والبغضاء لعلي فهم يتآمرون فيما بينهم على ألا تكون لعلي وأهل بيته أبداً، والقرآن ينـزل بكفرهم ويعاقبهم ويفضح هذه المؤامرات .
حتى يُخَيَّل للقارئ أن مُحَمّداً صلى الله عليه وسلم ما بعثه الله إلا بِهذه الولاية.
وهذا الحسد لعلي وأهل بيته بدأ من آدم من عالم الذر وبسببه أخرج من الجنة وما قبل الله توبته إلا بعد أن توسل لعلي وأهل بيته.
عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: قال النبي r: "رأيتني دخلت الجنة فإذا أنا بالرميصاء امرأة أبِي طلحة وسَمِعت خشفة، فقلت: من هذا؟ فقال: هذا بلال ورأيت قصراً بفنائه جارية فقلت: لِمَن هذا؟ فقال: لعمر، فأردت أن أدخله فأنظر إليه فذكرت غيرتك فقال: عمر بأبِي وأمي يا رسول الله أعليك أغار" رواه البخاري (3679).
عن سعيد بن الْمُسيب أن أبا هريرة -رضي الله عنه- قال: "بينا نَحْن عند رسول الله r إذ قال: بينا أنا نائم رأيتنِي فِي الْجَنَّة فإذا امرأة تتوضأ إلَى جانب قصر فقلت: لِمَن هذا القصر؟ قالوا: لعمر فذكرت غَيْرته فوليت مدبراً فبكى عمر وقال: أعليك أغار يا رسول الله ؟ " أخرجه البخاري (3680).
وعن الزهري عن حَمْزة عن أبيه أن رسول الله r قال: "بينا أنا نائم شربت -يعني اللبن- حتى أنظر إلَى الري يَجْري فِي ظفري أو فِي أظفاري ثُمَّ ناولت عمر قالوا: فما أولته يا رسول الله؟ قال: العلم" أخرجه البخاري (3681).
وقال البخاري: حدثنا مُحَمَّد بن عبد الله بن نُمَير حدثنا مُحَمَّد بن بشر حدثنا عبيد الله قال: حدثني أبو بكر بن سالِم عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أن النبي r قال: " أريت فِي الْمَنام أنِّي أنزع بدلو بكرة على قليب فجاء أبو بكر فنـزع ذنوبا أو ذنوبيْن نزعا ضعيفا والله يغفر له ثُمَّ جاء عمر بن الْخَطاب فاستحالت غربا فلم أر عبقريا يفري فريه حتى روي الناس وضربوا بعطن" قال ابن جبيْر: العبقري عتاق الزرابِي وقال: يَحْيى الزرابِي الطنافس لَهَا خُمل رقيق مبثوثة كثيرة" أخرجه البخاري حديث (3682).
وعن مُحَمَّد بن سعد بن أبِي وقَّاص عن أبيه قال: استأذن عمر بن الْخَطاب على رسول الله e وعنده نسوة من قريش يكلمنه ويستكثرنه عالية أصواتُهن على صوته فلما استأذن عمر بن الْخَطاب قمن فبادرن الْحِجاب فأذن له رسول الله e فدخل عمر ورسول الله e يضحك فقال: عمر أضحك الله سنك يا رسول الله فقال النبي e: عجبت من هؤلاء اللاتي كنَّ عندي فلمَّا سَمِعن صوتك ابتدرن الْحِجاب فقال عمر: فأنت أحق أن يهبن يا رسول الله ثُمَّ قال عمر: يا عدوات أنفسهن أتَهَبنني ولا تَهَبْن رسول الله e فقلن : نعم أنت أفظ وأغلظ من رسول الله e فقال رسول الله e: إيهاً يا بن الْخَطاب! والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكًا فجًا قط إلا سلك فجًا غيْر فجك" أخرجه البخاري حديث (3683).
حدثنا مُحَمَّد بن الْمُثنى قال: حدثنا يَحيى عن إسْمَاعيل قال: حدثنا قيس قال: قال عبد الله: "ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر" أخرجه البخاري، حديث (3684).
وعن ابن أبِي مليكة أنه سَمِع ابن عباس يقول: وضع عمر على سريره فتكنفه الناس يدعون ويصلون قبل أن يرفع وأنا فيهم فلم يرعنِي إلا رجل آخذ منكبي فإذا علي بن أبِي طالب فترحَّم على عمر وقال: ما خلفت أحدا أحب إلَي أن ألقى الله بِمِثل عمله منك وأيْمُ الله إن كنت لأظن أن يَجْعلك الله مع صاحبيك وحسبت أنِّي كثيرًا أسْمَع النبي e يقول: ذهبت أنا وأبو بكر وعمر ودخلت أنا وأبو بكر وعمر وخرجت أنا وأبو بكر وعمر" أخرجه البخاري، حديث (3685).
عن أبِي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله r: "لقد كان فيمن كان قبلكم من بني إسرائيل رجال يكلمون من غير أن يكونوا أنبياء فإن يكن فِي أمتي منهم أحد فعمر" البخاري فضائل الصحابة حديث (3689).
وعن سعيد بن الْمُسيب وأبِي سلمة بن عبد الرحْمَن قالا: سَمِعنا أبا هريرة -رضي الله عنه- يقول: قال رسول الله e: "بينما راع فِي غنمه عدا الذئب فأخذ منها شاة فطلبها حتى استنقذها فالتفت إليه الذئب فقال له: من لَهَا يوم السبع؟! ليس لَهَا راع غيري فقال الناس: سبْحان الله! فقال النبي e: فإنِّي أومن به وأبو بكر وعمر وما ثَمَّ أبو بكر وعمر" أخرجه البخاري حديث (3690).
عن بن أبِي مليكة عن الْمِسور بن مَخْرمة قال: لَمَّا طعن عمر جعل يألَم فقال له ابن عباس وكأنه يَجْزعه يا أمير المؤمنين ولئن كان ذاك لقد صحبت رسول الله e فأحسنت صحبته ثُمَّ فارقته وهو عنك راض، ثُمَّ صحبت أبا بكر فأحسنت صحبته ثُمَّ فارقته وهو عنك راض، ثُمَّ صحبتهم فأحسنت صحبتهم ولئن فارقتهم لتفارقنهم وهم عنك راضون قال : أما ما ذكرت من صحبة رسول الله e ورضاه فإنَّما ذاك منٌّ مِنَ الله تعالَى منَّ به علي وأما ما ذكرت من صحبة أبِي بكر ورضاه فإنَّما ذاك منٌّ مِنَ الله جل ذكره مَنَّ به علي ،وأما ما ترى من جزعي فهو من أجلك وأجل أصحابك والله لو أن لِي طلاع الأرض ذهبا لافتديت به من عذاب الله -عز وجل- قبل أن أراه قال حَمَّاد بن زيد حدثنا أيوب عن بن أبِي مليكة عن بن عباس دخلت على عمر بِهَذا" أخرجه البخاري، حديث (3692).
وعن ابن عمر أن رسول الله r قال: "اللهم أعز الإسلام بأحب هذين الرجلين إليك بأبِي جهل أو بعمر بن الْخَطاب" قال: فكان أحبهما إليه عمر بن الْخَطاب. أخرجه الإمام أحْمَد فِي الْمُسند (2/95) وفِي فضائل الصحابة بنفس الإسناد برقم (312) وإسناده حسن.
وعن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله -عز وجل- جعل الْحَق على قلب عمر ولسانه". أخرجه الإمام أحْمَد فِي الْمُسند (2/95)، وفِي فضائل الصحابة بنفس الإسناد برقم (313)، والترمذي (5/617) وإسناده حسن.
وقال ابن عمر: "ما نزل بالناس أمر قط فقالوا فيه وقال فيه ابن الخطاب أو قال عمر إلا نزل القرآن على نَحْو مِمَّا قال عمر. أخرجه الإمام أحْمَد فِي فضائل الصحابة برقم (314) . وأخرجه الترمذي (5/618) من طريق أبِي عامر, وإسناده حسن.
وعن أبِي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " جعل الْحَق على لسان عمر وقلبه ". أخرجه الإمام أحْمَد فِي الْمُسند (2/401)، وفي فضائل الصحابة برقم (315) وإسناده حسن.
وعن غضيف بن الحارث قال مررت بعمر ومعه نفر من أصحابه فأدركني رجل منهم فقال : يا فتى ادع لي بخير بارك الله فيك قال قلت ومن أنت رحمك الله قال أبو ذر قال قلت يغفر الله لك أنت أحق قال إني سمعت عمر يقول نعم الغلام وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الله وضع الْحَق على لسان عمر يقول به". أخرجه الإمام أحْمَد فِي فضائل الصحابة برقم (316) وإسناده حسن.
من مناقب عثمان -رضي الله عنه -
قال البخاري -رحمه الله-: وقال النبي r : " من حفر بئر رومة فله الجنة " فحفرها عثمان .
وقال : "من جهز جيش العسرة فله الجنة فجهزه عثمان " ذكرهما قبل حديث (3695) .
وقال البخاري وقال عبدان : أخبرني أبي عن شعبة عن أبي إسحاق عن أبي عبد الرحمن أن عثمان -رضي الله عنه- حين حوصر أشرف عليهم وقال : أنشدكم الله ولا أنشد إلا أصحاب النبي r : ألستم تعلمون أن رسول الله r قال : (من حفر رومة فله الجنة) فحفرتها ،ألستم تعلمون أنه قال : (من جهز جيش العسرة فله الجنة) قال : فصدقوه بما قال " . البخاري حديث ( 2778).
وقال الإمام أحمد في مسنده (1/59) ثنا أبو قطن ثنا يونس يعني ابن أبي إسحاق عن أبيه عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال : أشرف عثمان -رضي الله عنه- من القصر وهو محصور فقال أنشد بالله من شهد رسول الله r يوم حراء إذ اهتـز الجبل فركله بقدمه ثم قال : اسكن حراء ليس عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد وأنا معه فانتشد له رجال قال : أنشد بالله من شهد رسول الله r يوم بيعة الرضوان إذ بعثني إلى المشركين إلى أهل مكة قال : هذه يدي وهذه يد عثمان -رضي الله عنه- فبايع لي فانتشد له رجال ، قال : أنشد بالله من شهد رسول الله r قال : من يوسع لنا بهذا البيت في المسجد ببيت في الجنة فابتعته من مالي فوسعت به المسجد فانتشد له رجال ، قال : وأنشد بالله من شهد رسول الله يوم جيش العسرة قال : من ينفق اليوم نفقة متقبلة فجهزت له نصف الجيش من مالي قال : فانتشد له رجال وأنشد بالله من شهد رومة يباع ماؤها ابن السبيل فابتعتها من مالي لابن السبيل ، قال : فأنشد له رجال"رواه الترمذي في المناقب حديث (3699) من طريق أبي إسحاق عن أبي عبد الرحمن السلمي وقال : حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه من حديث أبي عبد الرحمن عن عثمان ورواه النسائي في الأحباس وقف المساجد حديث (3609) من حديث أبي إسحاق عن أبي سلمة ورواه من حديث الأحنف بن قيس ومن حديث ثمانة بن حزن القشيري .
من مناقب الخلفاء الثلاثة -رضي الله عنهم - :
حدثنا يوسف بن موسى حدثنا أبو أسامة قال حدثني عثمان بن غياث حدثنا أبو عثمان النهدي عن أبي موسى رضي الله عنه قال كنت مع النبي e في حائط من حيطان المدينة فجاء رجل فاستفتح فقال النبي e افتح له وبشره بالجنة ففتحت له فإذا أبو بكر فبشرته بما قال النبي e فحمد الله ثم جاء رجل فاستفتح فقال النبي e افتح له وبشره بالجنة ففتحت له فإذا هو عمر فأخبرته بما قال النبي e فحمد الله ثم استفتح رجل فقال لي افتح له وبشره بالجنة على بلوى تصيبه فإذا عثمان فأخبرته بما قال رسول الله e فحمد الله ثم قال الله المستعان" أخرجه البخاري ، حديث (3693) .
من مناقب علي -رضي الله عنه- :
قال البخاري -رحمه الله- : وقال النبي r لعلي أنت مني وأنا منك ، وقال عمر توفي رسول الله وهو عنه راض .
وعن سهل بن سعد -رضي الله عنه- أن رسول الله r قال : " لأعطين الراية غداً رجلاً يفتح الله على يديه فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله r كلهم يرجو أن يعطاها ، فقال أين علي بن أبي طالب ؟ فقالوا : يشتكي عينيه يا رسول الله قال : فأرسلوا إليه فأتوني به فلما جاء بصق في عينيه ودعا له فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع فأعطاه الراية فقال علي يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا فقال أنفذ على رسلك حتى تنـزل بساحتهم ثم ادعهم للإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم" . أخرجه البخاري في المناقب حديث (3701) .
وساق البخاري حديثاً نحوه من حديث سلمة بن الأكوع وفيه : لأعطين الراية أو ليأخذن الراية غداً رجلاً يحبه الله ورسوله أو قال يحب الله ورسوله" انظر حديث (3702) .
وعن سعد بن عبيده قال : " جاء رجل إلى ابن عمر -رضي الله عنهما- فسأله عن عثمان فذكر من محاسن عمله قال : لعل ذلك يسوؤك؟ قال : نعم قال : فأرغم الله بأنفك ثم سأله عن علي فذكر من محاسن عمله قال : وهو ذاك بيته أوسط بيوت النبي r ثم قال : لعل ذلك يسوؤك قال : أجل قاال : فأرغم الله أنفك انطلق فاجهد جهدك " أخرجه البخاري (3704) .
وعن إبراهيم بن سعد عن أبيه قال : قال النبي r لعلي أما ترضى أن تكون مني بمنـزلة هارون من موسى (3706) ورواه البخاري في الغزوات عن مصعب بن سعد عن أبيه أن رسول الله r خرج إلى تبوك واستخلف علياً فقال : أتخلفني في النساء والصبيان ؟ قال ألا ترضى أن تكون مني بمنـزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي " حديث (4416) .
وعن ابن سيرين عن عبيدة عن علي -رضي الله عنه- قال : اقضوا كما كنتم تقضون فإني أكره الاختلاف حتى يكون الناس جماعة أو أموت كما مات أصحابي " فكان ابن سيرين يرى أن عامة ما يروى عن علي كذب " البخاري ( 3707) .
وقول علي : أو أموت كما مات أصحابي يريد به الخلفاء الراشدين قبله ,وفي هذا كراهة على الاختلاف وحبه لاجتماع كلمة المسلمين ومن أجل ذلك يقدم اجتهاد إخوانه على اجتهاد نفسه .
عن عائشة -رضي الله عنها- أن فاطمة عليها السلام أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من النبي r مما أفاء الله على رسوله r تطلب صدقة النبي r التي بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر فقال أبو بكر : إن رسول الله r قال لا نورث ما تركنا فهو صدقة إنما يأكل آل محمد من هذا المال - يعني مال الله- ليس لهم أن يزيدوا على المأكل : وإني والله لا أغير شيئاً من صدقات رسول الله r التي كانت عليها في عهد النبي r ولأعملن فيها بما عمل فيها رسول الله r فتشهَّد عليٌّ ثم قال : إنَّا قد عرفنا يا أبا بكر فضيلتك -وذكر قرابتهم من رسول الله r وحقهم- فتكلم أبو بكر فقال : والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله r أحب ُّإليَّ أن أصل من قرابتي ".
وعن ابن عمر " عن أبي بكر -رضي الله عنه- قال : ارقبو محمداً r في أهل بيته " أخرجها البخاري في المناقب (3711-3712-3713) وأخرج مسلم الأول في فضائل الصحابة (1759).
من مناقب الزبير بن العوام -رضي الله عنه- :
قال البخاري : وقال ابن عباس هو حواري النبي r وفي حديث طويل يتعلق بعثمان -رضي الله عنه- قال في الزبير " : أما والذي نفسي بيده إنه لخيرهم ما علمت وإن كان لأحبهم إلى رسول الله r .
وعن جابر -رضي الله عنه- قال النبي r إن لكل نبي حوارياً وإن حواري(2) الزبير بن العوام " متفق عليه ، أخرجه البخاري في المناقب (3719) ومسلم في الفضائل (2415) بلفظ "عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال سمعته يقول : ندب رسول الله r الناس يوم الخندق فانتدب الزبير ثم ندبهم فانتدب الزبير ثم ندبهم فانتدب الزبير فقال النبي r " لكل نبي حواري وحواري الزبير " .
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- : " أن رسول الله r كان على حراء هو وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير فتحركت الصخرة فقال رسول الله r : اهدأ فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد " .
من مناقب سعد بن أبي وقاص-رضي الله عنه- :
عن عائشة -رضي الله عنها – قالت : أرق رسول الله r ذات ليلة فقال: ليت رجلاً صالحاً من أصحابي يحرسني الليلة قالت : وسمعنا صوت السلاح فقال رسول الله r من هذا ؟ قال سعد بن أبي وقاص يا رسول الله جئت أحرسك قالت عائشة فنام رسول الله r حتى سمعت غطيطه .
وفي رواية فدعا له رسول الله r ثم نام ،أخرجه البخاري في الجهاد حديث (2885) ومسلم في الفضائل (2410) .
وعن عبد الله بن شداد قال : سمعت علياً يقول : ما جمع رسول الله r أبويه لأحد غير سعد بن أبي وقاص , فإنه جعل يقول له يوم أُحُد " ارم فداك أبي وأمي " . أخرجه مسلم في الفضائل (6127) والبخاري (2905) .
وقال سعيد بن المسيب سمعت سعداً يقول : جمع لي رسول الله r أبويه يوم أحد" متفق عليه ،رواه البخاري في فضائل الصحابة حديث (3725) ومسلم (2412) .
وعن عامر بن سعد عن أبيه لقد رأيتني وأنا ثلث الإسلام.(رواه البخاري).
وعن سعيد بن المسيب قال : سمعت سعد بن أبي وقاص يقول ما أسلم أحد إلا في اليوم الذي أسلمت فيه ولقد مكثت سبعة أيام وإني لثلث الإسلام. أخرجهما البخاري برقم (3726-3727).
من مناقب طلحة بن عبيد الله-رضي الله عنه- :
قال البخاري : " قال عمر توفي النبي r وهو عنه راض " .
عن أبي عثمان قال:لم يبق مع النبي r في بعض تلك الأيام التي قاتل فيهن رسول الله r غير طلحة وسعد ،عن حديثهما " أخرجه البخاري في فضائل الصحابة حديث (3723) ومسلم في فضائل الصحابة حديث (2414) .
وعن قيس بن أبي حازم قال : رأيت يد طلحة التي وقى بها النبي r قد شلت " رواه البخاري في فضائل الصحابة حديث (3724) .
وعن الزبير قال : كان على رسول الله r يوم أحد درعان فنهض إلى الصخرة فلم يستطع ، فاقعد تحته طلحة فصعد النبي حتى استوى على الصخرة ، قال فسمعت النبي r يقول : أوجب طلحة " أحمد (1/165) والترمذي في المناقب (1692) وهو حسن
وخرجه غيرهما من الأئمة مثل أبي يعلى وابن حبان والحاكم .
وعن جابر بن عبد الله قال سمع رسول الله r يقول : "من سره أن ينظر إلى شهيد يمشي على وجه الأرض فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله " . صححه الألباني انظر الصحيحة (126).
منقبة عظيمة وبشرى كبيرة للعشرة y :
عن عبد الرحمن بن عوف قال : قال رسول الله r أبو بكر في الجنة وعمر في الجنة وعثمان في الجنة وعلي في الجنة وطلحة في الجنة والزبير في الجنة وعبد الرحمن بن عوف في الجنة وسعد بن أبي وقاص في الجنة وسعيد بن زيد بن عمر بن نفيل في الجنة وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة " رواه الإمام أحمد في مسنده (1/193) والترمذي في المناقب حديث (3747) ورواه الترمذي من طريق عبد الرحمن بن حميد عن أبيه عن سعيد بن زيد ، وقال هذا أصح من الأول ونقل عن البخاري أنه أصح من الحديث الأول ، وصحح الألباني الحديثين .
موقف الصحابة من أبِي بكرٍ
وعمر وعثمان -y- :
وعمر وعثمان -y- :
عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: " كنا نخير بين الناس في زمن النبي صلى الله عليه وسلم فنخير أبا بكر ثم عمر بن الخطاب ثم عثمان بن عفان رضي الله عنهم " أخرجه البخاري في فضائل الصحابة (3655).
ولا شك أن هذا يبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقره، ويؤكده مبايعة علي لعثمان راضيًا ومبايعته وثناؤه على عمر وأبي بكر رضي الله عنهما.
موقف علي -رضي الله عنه-
من أبي بكر وعمر وسائر الصحابة
من أبي بكر وعمر وسائر الصحابة
عن أبي جحيفة قال: سمعت عليا رضي الله عنه يقول: ألا أخبركم بخير هذه الأمة بعد نبيها؟ أبو بكر، ثم قال: ألا أخبركم بخير هذه الأمة بعد أبي بكر؟ عمر رضي الله عنه " وعن الشعبي عن وهب السوائي قال: خطبنا علي رضي الله عنه فقال: من خير هذه الأمة بعد نبيها؟ فقلت: أنت يا أمير المؤمنين، قال : لا ،خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر رضي الله عنه وما نبعد أن السكينة تنطق على لسان عمر رضي الله عنه .
عن الشعبي حدثني أبو جحيفة الذي كان عليٌّ يسميه وهب الخير قال قال علي -رضي الله عنه- : يا أبا جحيفة ألا أخبرك بأفضل هذه الأمة بعد نبيها؟ قال: قلت: بلى قال: ولم أكن أرى أن أحدا أفضل منه، قال: أفضل هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وبعد أبي بكر عمر رضي الله عنه وبعدهما آخر ثالث ولم يسمه .
وعن أبي جحيفة قال: قال على رضي الله عنه: خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وبعد أبي بكر عمر رضي الله عنه ولو شئت أخبرتكم بالثالث لفعلت.
وعن عون بن أبي جحيفة قال: كان أبي من شرط علي رضي الله عنه وكان تحت المنبر، فحدثني أبي انه صعد المنبر يعنى علياً رضي الله عنه فحمد الله تعالى وأثنى عليه وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر والثاني عمر رضي الله عنه، وقال: يجعل الله تعالى الخير حيث أحب.
انظر هذه الآثار في مسند الإمام أحمد (1/106).
وعن محمد بن الحنفية قال: قلت: لأبي أي الناس خير بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: أبو بكر قلت: ثم من؟ قال: ثم عمر، وخشيت أن يقول: عثمان قلت: ثم أنت. قال: ما أنا إلا رجل من المسلمين.
انظر إلَى هذا الإنصاف والاحترام والتقدير لأبِي بكر وعمر، فيعلن عليٌّ أنَّهما خير منه وهذا هو الْحَق الذي دلَّت عليه أقوال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأفعاله فهما وزيراه وصهراه وهُما أشد الناس حبًا له ونصرًا ونصحًا له.
كما دل عليه واقع الصحابة الذين اختاروهُمَا وقدموهُمَا على غيرهِمَا خليفتان لرسول الله صلى الله عليه وسلم الأفضل ثُم بعده الأفضل، وكذلك عثمان رضي الله عنه اختارته الأمة خليفة لعمر لأنَهم وجدوه أفضلهم رضي الله عنهم جَمِيعا.
وانظر إلَى هذا التواضع حيث يقول : " ما أنا إلا رجل من الْمُسلمين" وهذا فِي خلافته يقول: هذا وهو يعلم ويعلم الناس معه أنّه أفضل الْمَوجودين فِي وقته .
قارن بين هذا الأسلوب الشريف اللائق بالشرفاء وبين ما ينسبه إليه الروافض من التمدح والتعالِي بنحن ونَحن فِي دعاوى عريضة ومنازل فوق منازل الأنبياء بل بأمور لا تليق إلا برب العالَمِين وإله الناس أجْمعين، وتلك لا يقولَها إلا الدجاجلة الأفاكون برأ الله علياً وأهل بيته منها.
وسترى من هذه الدعاوى ما تَمُجه أسْمَاع الفضلاء النبلاء وهو كثير وكثير ومُخْجل وأول ما يَخْجل منه هم أهل البيت الشرفاء.
بيعة علي لعثمان -رضي الله عنهما- :
لَمّا فَرغ الصحابة من دفن عمر بن الْخَطاب -رضي الله عنه- اجتمع أهل الشورى الذين عيّنهم عمر بقوله : " ما أجد أحق بِهَذا الأمر من هؤلاء النفر أو الرهط الذين توفى رسول الله وهو عنهم راضٍ، فسمى عليًا وعثمان والزبير وطلحة وسعدًا وعبد الرحْمَن وقال: يشهدكم عبد الله بن عمر وليس له من الأمر شيئ كهيئة التعزية له لما اجتمعوا قال عبد الرحمن: اجعلوا أمركم إلَى ثلاثةٍ منكم. فقال الزبير: قد جعلت أمري إلَى علي. وقال طلحة: قد جعلت أمري إلَى عثمان وقال سعد: قد جعلت أمري إلَى عبد الرحْمَن بن عوف. فقال عبد الرحْمَن : أيكما تبرأ من هذا الأمر فنجعله إليه والله عليه والإسلام لينظرن أفضلهم فِي نفسه؟ فأسكت الشيخان فقال عبد الرحْمَن: أفتجعلونه إلَيَّ والله عليَّ أنْ لا آلو عن أفضلكم؟ قالا: نعم. فأخذ بيد أحدهِما فقال: لك قرابةٌ من رسول الله صلى الله عليه وسلم والقَدَمُ فِي الإسلام ما قد علمْت، فالله عليك لئن أمرتُك لتعدِلَنّ، ولئن أمرت عثمان لتسمعن ولتطيعن. ثُمَّ خلا بالآخر فقال له مثل ذلك. فلما أخذ الميثاق قال: ارفع يدك يا عثمان، فبايَعَه، فبايع له عليّ، وَوَلَجَ أهلُ الدار فبايَعوه , وقتل عثمان – رضي الله عنه - مظلوماً فبايع الصحابة علياً – رضي الله عنه – لأنه أفضل الموجودين في وقته .
موقف علي -رضي الله عنه- من طلحة والزبير :
وقد ورد عن علي -رضي الله عنه- إهانة قاتل الزبير وروايات عديدة عنه تتعاضد ومنها الصحيح أنه قال : إني أرجو أن أكون أنا وعثمان ممن قال الله تعالى فيهم : ( ونزعنا ما في صدورهم من غلٍّ إخوانا على سرر متقابلين ) وقال مثلها في طلحة وابنه حاضر وأهان من اعترض على قوله هذا , وقال مثلها في الزبير وأهان قاتله .
وانظر تفسير ابن جرير ( 14/36-37) والمستدرك للحاكم (2/353-354) والطبقات لابن سعد (3/168) وفي الرواة من وصف بالتشيع .
....... /// يتبع إن شاء الله
(1) إشارة إلى الاختلاف في المراد بالقرن .
(2) والحواريون هم الخلصاء .
والنقل
لطفا من هنا
http://noor-elislam.net/vb/showthread.php?t=9556
[/center]