خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    مكانة العلماء في الشريعة الغرّاء

    avatar
    أبو محمد عبد الله السلفي
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    عدد الرسائل : 208
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 0
    تاريخ التسجيل : 27/04/2008

    الملفات الصوتية مكانة العلماء في الشريعة الغرّاء

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبد الله السلفي 15.05.08 17:41

    مكانة العلماء في الشريعة الغرّاء

    نعم .. العلماء حفظة الشريعة، وحرّاس الملة من :
    زيغ زائغ، أو زيف زائف، أو تأويل جاهل، أو انحراف منحرف

    هذّبوا
    العلوم، ونقّحوا الفنون، وضبّطوا القواعد، وجردوا النصوص مما علق بها من ضعيف أو موضوع أو معلول

    وبينوا
    لنا الراجح من المرجوح، فتركوا لنا إرثاً عظيماً خالصاً سائغاً للمنهومين، يروي غليل الواردين، ويلبي حاجات الطالبين، وخلّفوا لنا سيرةً بيضاء نقيةً .

    لقد
    ضحّوا في سبيل العلم بالغالي والنفيس، وبذلوا في تحصيله كل عظيم،
    آثروه على كل عزيز، وقدموه على كل أمر خطير،
    لم يركنوا إلى دعه، ولم يخلدوا إلى راحة،
    وتحملوا شظف
    الشظف: يبس العيش وشدته. انظر "لسان العرب"(9/176)
    العيش غير ضجرين ولا متبرمين ولا نادمين
    بل احتسبوا ذلك كله في ذات الله تعالى، ورجوا به النفع للعباد، وتضرعوا لله بالنجاة يوم التلاق
    فلما نظر الله في قلوبهم، وعلم صدق نيّاتهم أكرمهم في الدنيا بعلو الدرجات ورفعة المنازل والمرتبات
    والله سبحانه المسؤول بأن يتمم ذلك لهم في الآخرة، نظير ما قدموا، وجزاء ما بذلوا .

    "أولئك قوم شيّد الله فخرهم فما فوقه فخر وإن عظم الفخر
    "مختصر نصيحة أهل الحديث"للخطيب البغدادي ص (42) تعليق: د.يوسف محمد صديق دار الأصالة .

    "وقوله -أي علي بن أبي طالب -رضي الله تعالى عنه:
    "هجم بهم العلم على حقيقة الأمر فاستلانوا ما استوعره المترفون وانسوا مما استوحش منه الجاهلون"
    لما كانت طريق الآخرة وعرة على أكثر الخلق؛ لمخالفتها لشهواتهم، ومباينتها لإرادتهم ومألوفاتهم
    قلّ سالكوها وزهدهم فيها قلة علمهم أو عدمه بحقيقة الأمر، وعاقبة العباد ومصيرهم، وما هيئوا له وهيء لهم
    فقلّ علمهم بذلك واستلانوا مركب الشهوة والهوى على مركب الإخلاص والتقوى
    وتوعرت عليهم الطريق وبعدت عليهم الشقة وصعب عليهم مرتقى عقابها وهبوط أوديتها وسلوك شعابها
    فاخلدوا إلى الدعة والراحة وآثروا العاجل على الآجل، وقالوا عيشنا اليوم نقد وموعودنا نسيئة
    فنظروا إلى عاجل الدنيا واغمضوا العيون عن أجلها
    ووقفوا مع ظاهرها ولم يتأملوا باطنها، وذاقوا حلاوة مباديها وغاب عنهم مرارة عواقبها
    ودرّ لهم ثديها فطاب لهم الارتضاع واشتغلوا به عن التفكر في الفطام ومرارة الانقطاع...

    أما القائمون لله بحجته خلفاء نبيه في أمته

    فإنهم لكمال علمهم وقوته نفذ به إلى حقيقة الأمر وهجم بهم عليه
    فعاينوا ببصائرهم ما عشيت عنه بصائر الجاهلين، فاطمأنت قلوبهم به"
    "مفتاح دار السعادة" للعلامة ابن القيم (1/461-462) بتصرف



    نقلا عن كتاب
    "بيان الشريعة الغراء لفضل العلم والعلماء..."

      الوقت/التاريخ الآن هو 26.11.24 10:51