خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    تسلية المصاب

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية تسلية المصاب

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 14.08.10 8:37







    تسلية المصاب
    تسلية المصاب 470674
    دار ابن خزيمة

    تسلية المصاب 250
    أخي المصاب بفقد حبيب أو فراق عزيز - آجرك الله في مصيبتك وأخلف لك خيراً منها - إن لله ما أخذ وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى، فاصبر واحتسب، ودع الجزع فإنه لا يفيد شيئاً، بل يضاعف مصيبتك، ويفوت عليك الأجر ويعرّضك للإثم.
    أخي - رزقك الله الصبر والاحتساب - إليك في هذه الأسطر بعض الأمور التي تخفف عليك مصيبتك، وتهوّن وقع البليّة في قلبك.
    أولاً: الإيمان بالقضاء والقدر وأن ما أصابك من الفجيعة بفقد حبيبك إنما هو بقدر الله، لم يأت من عدو ولا حاسد، وإنما هو من أرحم الراحمين، وأحكم الحاكمين، قال تعالى: تسلية المصاب Braket_r قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ تسلية المصاب Braket_l [التوبة:51] وقال تعالى: تسلية المصاب Braket_r مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ تسلية المصاب Braket_l [التغابن:11] وقال عليه الصلاة والسلام: { كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة } [رواه مسلم].
    ثانياً: العلم بأن الموت سببيل كل حي، وأن الجميع مصيرهم إليه. قال تعالى: تسلية المصاب Braket_r كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ تسلية المصاب Braket_l [العنكبوت:] وقال: تسلية المصاب Braket_r كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ تسلية المصاب Braket_l [الرحمن:27،26] فكل مخلوق سوف يموت. قال الشاعر:




    وما الناس إلا هالك وابن هالك *** وذو نسب في الهالكين عريق
    ثالثاً: تذكر أن هذه الحياة معبر وطريق إلى الآخرة، وأن الجميع مسافرون إليها. وسيستقرون هناك، وحينئذ يجتمع المسلم بحبيبه وقريبه في الجنة في نعيم دائم، وحياة أبدية فسل نفسك وعللها بقرب اللقاء، فالموعد هناك إن شاء الله تعالى، قال بعضهم - وقد مات ابن له:




    وهون ما ألقى من الوجد أنني *** أجاوره في داره اليوم أو غدا
    رابعاً: أن تعلم أن الدنيا دار ابتلاء وامتحان؛ ولذا فهي مليئة بالمصائب، والأكدار، والأحزان، كما قال تعالى: تسلية المصاب Braket_r وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ تسلية المصاب Braket_l [البقرة:155] وقال تعالى: تسلية المصاب Braket_r لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ تسلية المصاب Braket_l [البلد:].
    خامساً: اعلم أن الجزع لا يفيد، بل يضاعف المصيبة، ويفوّت الأجر، ويعرّض المرء للإثم. قال علي بن ابي طالب: ( إن صبرت جرت عليك المقادير وأنت مأجور، وإن جزعت جرت عليك المقادير وأنت مأزور ) وقال بعضهم: ( المصيبة للصابر واحدة وللجازع اثنتان ).
    سادساً: أن نتذكر أن العبد وأهله وماله ملك لله عز وجل، فله ما أخذ، وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى، قال لبيد:




    وما المال والأهلون إلا ودائع *** ولا بد يوماً أن ترد الودائع
    سابعاً: التعزّي بالمصيبة العظمى، وهي مصيبة فقد النبي تسلية المصاب Article_salla كما قال عليه الصلاة والسلام: { إذا أصاب أحدكم مصيبة فليذكر مصيبته بي، فإنها أعظم المصائب } [رواه ابن سعد وصححه الألباني]. فلن تصاب الأمة بعد نببيها بمثل مصيبتها بفقده عليه الصلاة والسلام.
    ثامناً: الإستعانة على المصيبة بالصلاة، قال تعالى: تسلية المصاب Braket_r وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ تسلية المصاب Braket_l [البقرة:45] وقد { كان رسول الله تسلية المصاب Article_salla إذا حزَبهُ أمر صلّى } [رواه أبو داود وحسّن سنده ابن حجر]، ومعنى حزَبهُ: أي نزل به مهم أو أصابه غم. ولما أُخبر ابن عباس بوفاة أحد إخوانه استرجع وصلى ركعتين أطال فيهما الجلوس ثم قام وهو يقول: تسلية المصاب Braket_r وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ تسلية المصاب Braket_l. قال ابن حجر: ( أخرجه الطبري بإسناد حسن ). ومعنى استرجع: أي قال إنا لله وإنا إليه راجعون.
    تاسعاً: تذكر ثواب المصائب والصبر عليها وإليك شيئاً منه:
    1 - دخول الجنة: قال تعالى: تسلية المصاب Braket_r وَالمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ (23) سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ تسلية المصاب Braket_l [الرعد:24،23] وقال عليه الصلاة والسلام: { يقول الله عز وجل: ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا قبضت صفيّه من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة } [رواه البخاري]. وصفيّه هو الحبيب المصافي كالولد والأخ وكل من يحبه الإنسان، والمراد باحتسبه: صبر على فقده راجياً الأجر من الله على ذلك، وفي الحديث القدسي، قال الله عز وجل: { ابن آدم إن صبرت عند الصدمة الأولى لم أرض لك ثواباً دون الجنة } [رواه ابن ماجة]. وصحح سنده البوصيري.
    2 - إن الصابرين يوفون أجورهم بغير حساب. قال تعالى: تسلية المصاب Braket_r إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ تسلية المصاب Braket_l [الزمر:10] قال الأوزاعي: ( ليس يوزن لهم ولا يكال. إنما يغرف لهم غرفاً ).
    3 - معيّة الله لهم. وهي المعيّة الخاصة المقتضية للمعونة والنصرة والتوفيق. قال تعالى: تسلية المصاب Braket_r إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ تسلية المصاب Braket_l [البقرة:153].
    4 - محبته لهم. قال تعالى: تسلية المصاب Braket_r وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ تسلية المصاب Braket_l [آل عمران:146].
    5 - تكفر السيئات. قال عليه الصلاة والسلام: { ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفّر الله بها خطاياه } [متفق عليه]. والنصب: التعب، والوصب: المرض، وقال عليه الصلاة والسلام: { ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله وما عليه خطيئة } [رواه الترمذي وقال حسن صحيح].
    6 - حصول الصلوات والرحمة من الله والهداية. قال تعالى: تسلية المصاب Braket_r وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ (156) أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ تسلية المصاب Braket_l [البقرة:155-157] قال بعض السلف وقد عُزِّي على مصيبة نالته: ( مالي لا أصبر وقد وعدني الله على الصبر ثلاث خصال كل خصلة منها خير من الدنيا وما عليها ) يعني الخصال المذكورة في هذه الآية.
    7 - رفع منزلة المصاب. قال عليه الصلاة والسلام: { إن العبد إذا سبقت له من الله منزلة لم يبلغها بعمله ابتلاه الله في جسده أو في ماله أو في ولده ثم صبّره على ذلك حتى يبلّغه المنزلة التي سبقت له من الله تعالى } [رواه أبو داود وصححه الألباني]. ولهذا قال بعضهم: ( التهنئة بأجل الثواب أولى من التعزية بعاجل المصيبة ).
    وفي الختام: أسأل الله أن يرحم ميتك ويغفر له وأن يفسح له في قبره، وينوّر له فيه، وأن يدخله برحمته فسيح جنته، إنه سميع مجيب. ولا تغفل - أخي المصاب - عن الدعاء لميتك فهو بحاجة إليه، وهو أعظم ما تهديه إليه. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
    والنقل
    لطفا من هنا
    http://www.kalemat.org/sections.php?so=va&aid=250


      الوقت/التاريخ الآن هو 14.11.24 23:20