بسم الله الرحمن الرحيم
أمابعد:
فهذا تذكير لإخواني المسلمين وتنبيه لهم، وإعلامهم بأنواع النفاق وأقسامه، فقد خلط البعض بين النفاق الاعتقادي
المخرج من الملة وبين النفاق العملي الذي لا يخرج صاحبه من الدين؛ ما دام أن معه الإيمان بالله وبرسوله والإيمان
باليوم الآخر، ولكنه تخلق ببعض أخلاق المنافقين الظاهرة؛ كالكذب والخيانة والغدر والفجور والتكاسل عن الصلاة في
الجماعة.
وللأسف الشديد أن الخلط يأتي ممن رقى درجات المنابر، وتنصب لدعوة الناس، فيستشهد بالحديث المتفق عليه: (آية
المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا ائتمن خان)؛ على أنه النفاق الاعتقادي المخرج من الدين، وحكم على
جمهور كبير من المسلمين بالكفر، إذ لا يكاد أحد ـ من المسلمين ـ يخلو من خَصلة أو الخصلات كلها التي جاءت في
الحديث ـ إلا من عصم الله تعالى ـ.
لهذا أردت التنبيه على ذلك في مقالي هذا باختصار فأقول:
أقسام النفاق وأنواعه:
قال الناظم الشيخ العلامة زيد بن محمد المدخلي ـ وقداختصرت منها المقصود ـ:
وكذا النفاق يا إخواني ...... أتى به وحيٌ من الرحمنِ
وهو على نوعين بالتفصيلِ ...... ذِكْرُهما آتٍ معالدليلِ
فالأول: الإثم العظيم الأكبرُ ...... أتى به النصّ الصريحُالأظهرُ
في سورة عُظمى تسمى البقرهْ ..... تُحطّم الفسّاق أعنيالسحرهْ
وسورةٌ أخرى تسمى الفاضحة ...... جاءت بياناً للنفاقواضحهْ
وسورة فُضلى بهم قد سُمّيتْ ...... آياتها جلّى بخيرٍخُتمتْ
فالنوع هذا: اسمه اعتقادي ...... منه حمانا خالق العبادِ
عذابأهله مقرّه ثبتْ ..... في أسفل النارِ رءوسهم هوتْ
له من الأنواع ستةٌ أتتْ ...... في شرعنا الميمون حقاً ثبتتْ
أولها: التكذيب للرسولِ ...... من فاجروحاقدٍ جهولِ
وثانيَ الأنواع: تكذيبٌ أتى .... من ملحدٍ باغٍ وأفّاكعتا
يرفض بعضاً من شريعة النبي ...... بغياً وعدواً يا لبيب فارهبِ
ثالثها يا صاح: بغض المرسلِ .... (الرابع) أو بغض ما به أتىفلتعقلِ
(الخامس) ثُمّ السرور بانخفاض الدينِ ... من خُلُقِ الكفّارِباليقينِ
(السادس) وكرههم للدين حين ينتصر .... قاتلهم ربي فهل منمدكر
فهذه الأنواع يا ذا أهلها ........ في أسفل النار الشديد حرّها
ودونه نوع يُسمى العملي ...... فاحذره تسلم من عقاب الأولِ
أنواعه معلومة شهيرهْ ..... فيسبعة محدودةً خطيرهْ
أولها: كذبُ الحديثِ فاعْلَمنْ ...... جاء صريحاً فيالصحاح والسننْ
والوعد ثانيها فبادر بالوفا ........... واحذر من الخلف سبيلمن جفا
ثُمّ خيانة فعنها فابتعد .......... وعكسها أدِّ كفعلالمقتصدْ
والنوع هذا يا أخيَّ الثالثْ ...... فحقق العلم فأنتالوارثْ
والرابع: الغدر بعهدٍ مطلقا ...... جرم كبير في النصوصحققا
ثم الفجور إن تكن مخاصما .... دعه احتساباً تحرِزَالمكارما
والنوع هذا خامس كما ترى ...... فراجع النص وكنمستبصرا
وسادس الأنواع: من تخلفا ..... عن العِشاء ثُمّ فجراً قدجفا
ففاته الأجر ووزره حملْ ...... والعوذ بالرحمن من سوءالعمل
(السابع) وترك غزوٍ للجهاد قد وردْ .... نوعُ نفاقٍ وكمالللعدْ
ومن نوى ولم يُطق فقد سلمْ ..... من سخط الله بنص قدعُلمْ
انتهى النظم المقصد نقله.
وهنا سأتكلم عن النفاق العملي ـ من خلال المنظومة أعلاه ـ الذي خلط فيه البعض:
قول الناظم: ودونه نوع يُسمى العملي .
أي: دون النفاق الاعتقادي؛ النفاق العملي، وهو: الذي لا يخرج صاحبه من الدين الإسلامي. قاله الناظم في الشرح.
قال الناظم:
أولها: كذبُ الحديثِ فاعْلَمنْ ...... جاء صريحاً في الصحاح والسننْ
يشير حفظه الله تعالى إلى الحديث المتفق عليه عندالبخاري ومسلم قال صلى الله عليه وسلم: (آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلاَثٌ إِذَا حَدَّثَ
كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا اؤْتُمِنَخَانَ).
واستشهد بهذا الحديث الشيخ زيد ناظم الأبيات وقال: "فالكذب في الحديث نفاق عملي".
واستشهد بالحديث أيضاً على أنه من النفاق العملي؛شيخنا إمام أهل السنة في عصر عبد العزيز بن باز رحمه الله
فقال: " أماالنفاق العملي فهو التخلق ببعض أخلاقهم ـ يعني؛ المنافقين ـ الظاهرة، مع الإيمان بالله وبرسوله والإيمان
باليوم الآخر كالكذب والخيانة ..، ومن صفاتهمما ثبت في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (آية
المنافق ثلاث: إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان)". اهـ. وسيأتي المرجع في النقل القادم.
قلت: فهذه ثلاثة أنواع من النفاق العملي الذي جاء ذكرها في النظومة (الكذب ـ خلف الوعد ـ الخيانة) وأماالأربعة
الباقية في النظومة هي:
(الرابع: الغدر، والخامس: الفجور)
الغدر بعهدٍ مطلقا ...... جرم كبير في النصوصحققا
ثم الفجور إن تكن مخاصما .... دعه احتساباً تحرِزَالمكارما
جاءت هذه الصفتان في حدبث في الصحيحين بلفظ: (أَرْبَعٌمَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا، وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ
كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا) ـوذكر ـ (وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ).
قال الشيخ زيد في شرحة لمنظومته:
"ومجموع الروايات تفيد أن علامات المنافق نفاقاً عملياً خمس علامات ـ و ـ
أن هذه الخصال الخمس إذا وجدت في مكلف
من ذكر أو أنثى مجموعة، أو وجد بعضها فيه؛ تقدر بقدره انفاقاً، غير أن المراد بهذا النفاق؛ نفاق العمل، وهو؛ النفاق الأصغر". اهـ
.
والسادس من علامات النفاق العملي الغير مخرج من الملة الذي جاءبه الناظم: التخلف عن صلاة العِشاء والفجر.
قال الناظم:
وسادس الأنواع: من تخلفا ..... عن العِشاء ثُمّ فجراً قدجفا
واستشهد الناظم في شرحه على المنظومة بالحديث الصحيح عندأحمد والبخاري وغيرهما، قال صلى الله عليه وسلم:
(إِنَّ أَثْقَلَ الصَّلاَةِ
عَلَى الْمُنَافِقِينَ صَلاَةُ الْعِشَاءِ وَالْفَجْرِ وَلَوْيَعْلَمُونَ مَا فِيهِمَا لأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْواً).
واستشهد بهذا الحديث أيضاً على أنه من خصال النفاق العملي الذي لا يُخرج صاحبه من الدين الإسلامي؛ الإمام ابن باز
حيث قال: "أما النفاق العملي فهو التخلق ببعض أخلاقهم ـ يعني؛ المنافقين ـ الظاهرة، مع الإيمان بالله وبرسوله
والإيمان باليوم الآخر؛ التكاسل عن الصلاة في الجماعة، (أثقل الصلاةعلى المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر ولو
يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا)". اهـ. "مجموع فتاوى ومقالات متنوعة" (7/84).
قال الناظم في شرحه:
"من أشدهم نفاقاً عمليا ً؛ المتخلف عن صلاة العشاء وصلاة الفجر؛ أي: لمن لم يحضرها مع
الجماعة من غير عذرشرعي". اهـ
.
والسابع من أنواع النفاق العملي الذي جاء في النظومة:
وترك غزوٍ للجهاد قد وردْ .... نوعُ نفاقٍ وكمال للعدْ
والناظم يشير إلى حديث أحمد، مسلم، قالصلى الله عليه وسلم: (مَنْ مَاتَ وَلَمْ يَغْزُ وَلَمْ يُحَدِّثْ بِهِ نَفْسَهُمَاتَ عَلَى شُعْبَةٍ
مِنْ نِفَاقٍ).
واستشهد به الناظم في شرحه، ـ إن هذا دليل على ـ" أن ترك الغزو في سبيل الله وعدم حديث النفس به نفاق عملي". اهـ.
فالذي أردت التنبيه عليه: أنه لا ينبغي لأحد أنينبري للدعوة إلى الله وهو جاهل بالكتاب والسنة ، وإن انتسب للدعوة
وتسمى بالداعية أو بالشيخ أو بالخطيب، فإن هذه الألقاب لا ترفع أهل الجهل وإن تلبسوا بها، ولا تخفض أهل العلم إن لم
يتلقبوابها.
ملاحظة/ الترقيم الذي في المنظومة
هكذا: (الرابع) (الخامس) هو؛ من عملي كي أوضح الأقسام بالعدد عندما لم يرد في المنظومة.
هذا وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين،،
كتبه
أبو فريحان جمال بن فريحان الحارثي
الجمعة
22/1/1431هـ.
أمابعد:
فهذا تذكير لإخواني المسلمين وتنبيه لهم، وإعلامهم بأنواع النفاق وأقسامه، فقد خلط البعض بين النفاق الاعتقادي
المخرج من الملة وبين النفاق العملي الذي لا يخرج صاحبه من الدين؛ ما دام أن معه الإيمان بالله وبرسوله والإيمان
باليوم الآخر، ولكنه تخلق ببعض أخلاق المنافقين الظاهرة؛ كالكذب والخيانة والغدر والفجور والتكاسل عن الصلاة في
الجماعة.
وللأسف الشديد أن الخلط يأتي ممن رقى درجات المنابر، وتنصب لدعوة الناس، فيستشهد بالحديث المتفق عليه: (آية
المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا ائتمن خان)؛ على أنه النفاق الاعتقادي المخرج من الدين، وحكم على
جمهور كبير من المسلمين بالكفر، إذ لا يكاد أحد ـ من المسلمين ـ يخلو من خَصلة أو الخصلات كلها التي جاءت في
الحديث ـ إلا من عصم الله تعالى ـ.
لهذا أردت التنبيه على ذلك في مقالي هذا باختصار فأقول:
أقسام النفاق وأنواعه:
قال الناظم الشيخ العلامة زيد بن محمد المدخلي ـ وقداختصرت منها المقصود ـ:
وكذا النفاق يا إخواني ...... أتى به وحيٌ من الرحمنِ
وهو على نوعين بالتفصيلِ ...... ذِكْرُهما آتٍ معالدليلِ
فالأول: الإثم العظيم الأكبرُ ...... أتى به النصّ الصريحُالأظهرُ
في سورة عُظمى تسمى البقرهْ ..... تُحطّم الفسّاق أعنيالسحرهْ
وسورةٌ أخرى تسمى الفاضحة ...... جاءت بياناً للنفاقواضحهْ
وسورة فُضلى بهم قد سُمّيتْ ...... آياتها جلّى بخيرٍخُتمتْ
فالنوع هذا: اسمه اعتقادي ...... منه حمانا خالق العبادِ
عذابأهله مقرّه ثبتْ ..... في أسفل النارِ رءوسهم هوتْ
له من الأنواع ستةٌ أتتْ ...... في شرعنا الميمون حقاً ثبتتْ
أولها: التكذيب للرسولِ ...... من فاجروحاقدٍ جهولِ
وثانيَ الأنواع: تكذيبٌ أتى .... من ملحدٍ باغٍ وأفّاكعتا
يرفض بعضاً من شريعة النبي ...... بغياً وعدواً يا لبيب فارهبِ
ثالثها يا صاح: بغض المرسلِ .... (الرابع) أو بغض ما به أتىفلتعقلِ
(الخامس) ثُمّ السرور بانخفاض الدينِ ... من خُلُقِ الكفّارِباليقينِ
(السادس) وكرههم للدين حين ينتصر .... قاتلهم ربي فهل منمدكر
فهذه الأنواع يا ذا أهلها ........ في أسفل النار الشديد حرّها
ودونه نوع يُسمى العملي ...... فاحذره تسلم من عقاب الأولِ
أنواعه معلومة شهيرهْ ..... فيسبعة محدودةً خطيرهْ
أولها: كذبُ الحديثِ فاعْلَمنْ ...... جاء صريحاً فيالصحاح والسننْ
والوعد ثانيها فبادر بالوفا ........... واحذر من الخلف سبيلمن جفا
ثُمّ خيانة فعنها فابتعد .......... وعكسها أدِّ كفعلالمقتصدْ
والنوع هذا يا أخيَّ الثالثْ ...... فحقق العلم فأنتالوارثْ
والرابع: الغدر بعهدٍ مطلقا ...... جرم كبير في النصوصحققا
ثم الفجور إن تكن مخاصما .... دعه احتساباً تحرِزَالمكارما
والنوع هذا خامس كما ترى ...... فراجع النص وكنمستبصرا
وسادس الأنواع: من تخلفا ..... عن العِشاء ثُمّ فجراً قدجفا
ففاته الأجر ووزره حملْ ...... والعوذ بالرحمن من سوءالعمل
(السابع) وترك غزوٍ للجهاد قد وردْ .... نوعُ نفاقٍ وكمالللعدْ
ومن نوى ولم يُطق فقد سلمْ ..... من سخط الله بنص قدعُلمْ
انتهى النظم المقصد نقله.
وهنا سأتكلم عن النفاق العملي ـ من خلال المنظومة أعلاه ـ الذي خلط فيه البعض:
قول الناظم: ودونه نوع يُسمى العملي .
أي: دون النفاق الاعتقادي؛ النفاق العملي، وهو: الذي لا يخرج صاحبه من الدين الإسلامي. قاله الناظم في الشرح.
قال الناظم:
أولها: كذبُ الحديثِ فاعْلَمنْ ...... جاء صريحاً في الصحاح والسننْ
يشير حفظه الله تعالى إلى الحديث المتفق عليه عندالبخاري ومسلم قال صلى الله عليه وسلم: (آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلاَثٌ إِذَا حَدَّثَ
كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا اؤْتُمِنَخَانَ).
واستشهد بهذا الحديث الشيخ زيد ناظم الأبيات وقال: "فالكذب في الحديث نفاق عملي".
واستشهد بالحديث أيضاً على أنه من النفاق العملي؛شيخنا إمام أهل السنة في عصر عبد العزيز بن باز رحمه الله
فقال: " أماالنفاق العملي فهو التخلق ببعض أخلاقهم ـ يعني؛ المنافقين ـ الظاهرة، مع الإيمان بالله وبرسوله والإيمان
باليوم الآخر كالكذب والخيانة ..، ومن صفاتهمما ثبت في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (آية
المنافق ثلاث: إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان)". اهـ. وسيأتي المرجع في النقل القادم.
قلت: فهذه ثلاثة أنواع من النفاق العملي الذي جاء ذكرها في النظومة (الكذب ـ خلف الوعد ـ الخيانة) وأماالأربعة
الباقية في النظومة هي:
(الرابع: الغدر، والخامس: الفجور)
الغدر بعهدٍ مطلقا ...... جرم كبير في النصوصحققا
ثم الفجور إن تكن مخاصما .... دعه احتساباً تحرِزَالمكارما
جاءت هذه الصفتان في حدبث في الصحيحين بلفظ: (أَرْبَعٌمَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا، وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ
كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا) ـوذكر ـ (وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ).
قال الشيخ زيد في شرحة لمنظومته:
"ومجموع الروايات تفيد أن علامات المنافق نفاقاً عملياً خمس علامات ـ و ـ
أن هذه الخصال الخمس إذا وجدت في مكلف
من ذكر أو أنثى مجموعة، أو وجد بعضها فيه؛ تقدر بقدره انفاقاً، غير أن المراد بهذا النفاق؛ نفاق العمل، وهو؛ النفاق الأصغر". اهـ
.
والسادس من علامات النفاق العملي الغير مخرج من الملة الذي جاءبه الناظم: التخلف عن صلاة العِشاء والفجر.
قال الناظم:
وسادس الأنواع: من تخلفا ..... عن العِشاء ثُمّ فجراً قدجفا
واستشهد الناظم في شرحه على المنظومة بالحديث الصحيح عندأحمد والبخاري وغيرهما، قال صلى الله عليه وسلم:
(إِنَّ أَثْقَلَ الصَّلاَةِ
عَلَى الْمُنَافِقِينَ صَلاَةُ الْعِشَاءِ وَالْفَجْرِ وَلَوْيَعْلَمُونَ مَا فِيهِمَا لأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْواً).
واستشهد بهذا الحديث أيضاً على أنه من خصال النفاق العملي الذي لا يُخرج صاحبه من الدين الإسلامي؛ الإمام ابن باز
حيث قال: "أما النفاق العملي فهو التخلق ببعض أخلاقهم ـ يعني؛ المنافقين ـ الظاهرة، مع الإيمان بالله وبرسوله
والإيمان باليوم الآخر؛ التكاسل عن الصلاة في الجماعة، (أثقل الصلاةعلى المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر ولو
يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا)". اهـ. "مجموع فتاوى ومقالات متنوعة" (7/84).
قال الناظم في شرحه:
"من أشدهم نفاقاً عمليا ً؛ المتخلف عن صلاة العشاء وصلاة الفجر؛ أي: لمن لم يحضرها مع
الجماعة من غير عذرشرعي". اهـ
.
والسابع من أنواع النفاق العملي الذي جاء في النظومة:
وترك غزوٍ للجهاد قد وردْ .... نوعُ نفاقٍ وكمال للعدْ
والناظم يشير إلى حديث أحمد، مسلم، قالصلى الله عليه وسلم: (مَنْ مَاتَ وَلَمْ يَغْزُ وَلَمْ يُحَدِّثْ بِهِ نَفْسَهُمَاتَ عَلَى شُعْبَةٍ
مِنْ نِفَاقٍ).
واستشهد به الناظم في شرحه، ـ إن هذا دليل على ـ" أن ترك الغزو في سبيل الله وعدم حديث النفس به نفاق عملي". اهـ.
فالذي أردت التنبيه عليه: أنه لا ينبغي لأحد أنينبري للدعوة إلى الله وهو جاهل بالكتاب والسنة ، وإن انتسب للدعوة
وتسمى بالداعية أو بالشيخ أو بالخطيب، فإن هذه الألقاب لا ترفع أهل الجهل وإن تلبسوا بها، ولا تخفض أهل العلم إن لم
يتلقبوابها.
ملاحظة/ الترقيم الذي في المنظومة
هكذا: (الرابع) (الخامس) هو؛ من عملي كي أوضح الأقسام بالعدد عندما لم يرد في المنظومة.
هذا وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين،،
كتبه
أبو فريحان جمال بن فريحان الحارثي
الجمعة
22/1/1431هـ.