خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    تحذيرُ المؤمنين مِنْ خطرِ ذِي الوجهين على الدِّين

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية تحذيرُ المؤمنين مِنْ خطرِ ذِي الوجهين على الدِّين

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 25.05.10 9:08


    تحذيرُ المؤمنين مِنْ خطرِ ذِي الوجهين على الدِّين
    تحذيرُ المؤمنين مِنْ خطرِ ذِي الوجهين على الدِّين 470674


    [size=29]ذو الوجهين


    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه


    أما بعد:

    أَكتبُ هذه الكلمات من القلب إلى القلب نصيحةً لإخواني السلفيين وتحذيراً لهم من تلك الفئة المنافقة التي تأتي أهل الحق وأهل الباطل بوجهٍ واحدٍ, تلك الفئة التي طالما عانى منها السلفيون في أنحاء المعمورة, تلك الفئة التي تأتي السلفيين بوجهٍ لسان حاله يقول إنا معكم وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنما نحن مستهزئون.

    إن ما دفعني إلى كتابة هذه الكلمات أنني خَبرتُ وعرفتُ أُناساً ما عُهِدَ عنهم إلا الخوضُ في الفتن والطعنُ في العلماء والمدحُ المفرط لأهل البدع ولِنُوَّابِهم أصحابِ القواعدِ الحديثة.

    وما فاجأني أنَّ تلك الفئة تُحاول كسبَ ثقةِ السلفيين بطريقةٍ خسيسةٍ دنيئةٍ, لا يفعلها إلا صاحب قلب خالٍ من الحياء والمروءة والكرامة, قلبٍ مليءٍ بالخبث واللؤم والمكر, ونَسِيَ هؤلاء أنّ المكرَ السَّيِّئَ لا يحيقُ إلا بأهلِهِ.

    فطريقة هؤلاء هي طريقة أصحاب الوجوه الذين يأتون أهلَ الباطل بوجهٍ ويُظهِرون الرضا عنهم ويأتون أهلَ الحق بنفسِ الوجه كي ينالوا رضاهم.

    وإنه لممّا يُحزنُ القلبَ ويُثيرُ القلق أن تلك الفئة مدسوسةٌ في صفوف السلفيين الطيبين, يحاولون اكتساب ثقتهم لِنَيلِ مآربهم وأهدافهم.

    وعلى سبيل المثال لا الحصر: يقوم أحدهم في المنتديات السلفية بالثناء على المشايخ السلفيين وطلاب العلم الصادقين ويُظهر لهم الرضا, ولمّا ينقلب إلى منتديات أهل الباطل وأصحاب القواعد الحديثة شنَّع على من كان يثني عليهم من قبل.

    فلا أدري أيُّ قلبٍ يحملُ هذا الخبيثُ, وبأيِّ وجه سيُقابل ربَّه يوم لا ينفع مال ولا بنون.


    قال الله تعالى:

    ((أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ))[الواقعة:81]

    قال الإمام السمعاني رحمه الله:

    "أي مكذبون تكذيب منافق, والمدهن والمداهن بمعنى واحد, والمداهن هو ذو الوجهين وهو الذي يكون قلبه خلاف لسانه ولسانه خلاف قلبه, ويقال المدهنون: هم الذين يدفعون الصدق والحق بأحسن وجه يقدر عليه, ومنه


    قوله تعالى
    ( ودوا لو تدهن فيدهنون )
    يعني:
    تكذب فيكذبون وترائي فيراءون".

    [تفسير السمعاني: 5/360]

    و عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

    "إن شر الناس ذو الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه"

    [البخاري:6/2626 , ومسلم: 4/2011]

    قال الحافظ ابن حجر رحمه الله:

    "قال القرطبي: إنما كان ذو الوجهين شر الناس لأن حاله حال المنافق إذ هو متملق بالباطل وبالكذب مدخل للفساد بين الناس, وقال النووي: هو الذي يأتي كل طائفة بما يرضيها فيظهر لها أنه منها ومخالف لضدها وصنيعه نفاق ومحض كذب وخداع وتحيل على الاطلاع على أسرار الطائفتين وهي مداهنة محرمة"

    [فتح الباري: 10/475]

    وعدَّ الهيثمي في الزواجر أن ذا الوجهين صاحب كبيرة فقال:

    " الكبيرة الثالثة والخمسون بعد المائتين:

    كلام ذي اللسانين وهو ذو الوجهين الذي لا يكون عند الله وجيها"

    [الزواجر: 2/574-576]



    وختاماً:

    أسأل اللهَ العليَّ القدير أن يحفظ علماءَنا وإخواننا من كيد الكائدين ومن حقد الحاقدين, والله غالبٌ على أمره ولكنّ أكثر الناس لا يعلمون


    والنقل
    لطفا من هنا
    http://www.sahab.net/forums/showthread.php?t=372932
    [/size]

      الوقت/التاريخ الآن هو 26.11.24 10:02