الحمد لله رب العالمين و صلى الله و سلم على نبيه الأمين و بعد :
فهذه مجموعة من الأقوال مقتنصة من كتاب العلامة بكر أبو زيد المعلون بـ :
" التحذير من مختصرات الصابوني في التفسير"
فإليكموها :
أولا : الشيخ إِسماعيل بن محمد الأَنصاري
ملاحظات على صفوة التفاسير
1- ورد في كتاب التعريف بكتاب الصابوني ((صفوة التفاسير)) على كل مجلدة من
مجلداته الثلاث ما نصه: (صفوة التفاسير, تفسير للقرآن الكريم, جامع بين
المأْثور, والمعقول مستمد من أَوثق كتب التفسير: الطبري, الكشاف, القرطبي,
الأَلوسي, ابن كثير, البحر المحيط وغيرها . ووَجه الملاحظة في هذه العبارة
أَن تفسير الكشاف إِنما أَلفه الزمخشري على أُصول المعتزلة كما بينه أَئمة
العلم, وحذروا من دسائسه فيه, وتفسير الأَلوسي وإِن احتوى على كثير مما لا
يُستغنى عنه في التفسير فقد شانه بما فيه من تحريفات المتصوفة للقرآن
المسماة بالتفسير الإِرشادي يأْتي بها بعد فراغه من الكلام على تفسير
الآيات, ويقول في مقدمة تفسيره (1 / 8 ): فالإِنصاف كل الإِنصاف التسليم
للسادة الصوفية الذين هم مركز للدائرة المحمدية ما هم عليه واتهام ذهنك
السقيم فيما لم يصل لكثرة العوائق والعلائق إِليه:
وإِذا لم تَر الهلال فسلِّم ** لأُناس رأَوه بالأَبصار
ويقول الأَلوسي: (1 / 142, 143) بعد أَن نقل عن ابن عربي قوله في فتوحاته
في تفسير سورة الفاتحة: (( فإِذا وقع الجدار, وانهدم السور, وامتزجت
الأَنهار والتقى البحران وعدم البرزخ صار العذاب نعيماً, وجهنم جنةً, ولا
عذاب ولا عقاب إِلا نعيم وأَمانٌ بمشاهدة العيان)) . يقول الآلوسي بعد نقل
هذا الكلام الغريب: ((وهذا وأَمثاله محمول على معنى صحيح يعرفه أَهل الذوق
لا ينافي ما وردت به القواطع. ثم قال: وإِياك أَن تقول بظاهره مع ما أَنت
عليه, وكلما وجدت مثل هذا لأَحد من أَهل الله تعالى, فسلِّم لهم بالمعنى
الذي أَرادوه مما لا تعلمه أَنت ولا أَنا لا بالمعنى الذي ينقدح في عقلك
المشوب بالأَوهام, فالأَمر والله وراء ذلك)) . فهذان التفسيران ماداما
كذلك فلا يصح إِطلاق القول عليهما بأَنهما من أَوثق كتب التفسير هذا
بالنسبة إِلى ما سماه الصابوني من المصادر التي يعتبرها أَوثق التفاسير .
وحاشية الصاوي التي وصل من الانحراف فيها إِلى القول بأَن الأَخذ بظاهر
القرآن, والحديث أَصل من أُصول الكفر, وإِلى إِجازة الاستغاثة بغير الله
عز وجل فيما لا يقدر عليه إِلا الله عز وجل, وإِلى دعوى أَن قول الله
تعالى في سورة فاطر: ﴿ أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ
حَسَنًا ﴾ نزل في فرقة بأَرض الحجاز يقال لهم ((الوهابية)) كما أَن من
مراجع الصابوني بعض كتب المعتزلة . فلا يليق ما دام الأَمر هكذا إِطلاق
القول بأَن هذه المراجع من أَوثق التفاسير .
2- جاء في ((تفسير الصابوني)): (1 / 111), تفسير الرحمن الرحيم في قوله
تعالى: ﴿ وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ
الرَّحِيمُ﴾ بقوله: ((مُولي النعم, ومصدر الإِحسان)) . والواجب إِثبات صفة
الرحمة لله تعالى بدون تأْويل .
3- صرح الصابوني في ((تفسيره)): (1 / 135) بأَن الجهاد إِنما شُرع دفعاً
للعدوان, وردعاً للظلم والطغيان, ولم يتعرض لكونه لإِعلاء كلمة الله تعالى.
4- ورد في كتاب الصابوني, ج3, في الكلام على قصة النبي داود -عليه السلام-
ما نصه: (ونحن نعلم قطعاً أَن الأَنبياء معصومون من الخطايا إِذ لو جوزنا
عليهم شيئاً من ذلك لبطلت الشرائع, ولم نثق بشيء مما يذكرون) . والواجب
فيما جاء في القرآن من إِثبات الخطايا للأَنبياء الاقتصار على ما في
القرآن من ذلك وعدم تعديه إِلى ما في الإِسرائيليات, وإِلى توسعات مَن لم
يوفق من المفسرين في ذلك . قال شيخ الإِسلام في ((منهاج السنة)): (1 /
226): (قد اتفق المسلمون على أَنهم معصومون فيما يبلغونه عن الله تعالى
قال: وبهذا يحصل المقصود من البعثة) . ولو راجع الصابوني ما كتبه شيخ
الإِسلام ابن تيمية في هذا الباب لم يقع في ذلك . فرأْيي إِعادة طبع
الكتاب مجرداً من الأَخطاء المحتوي عليها, ومن أَنواع المجاز التي توسع
فيها. ومن توثيق أَي مرجع لا يليق توثيقه والله ولي التوفيق .
إِسماعيل بن محمد الأَنصاري
باحث في دار الدعوة والإِرشاد بالرياض
ثانيا : الشيخ خليل أَحمد كوشك
العلماء يبينون أَخطاء الصابوني
1- لقد أَرسل سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز ملاحظات فضيلة الشيخ صالح
الفوزان, وفضيلة الشيخ إِسماعيل الأَنصاري, ومعالي الرئيس العام لشئون
الحرمين, الشيخ سليمان بن عبيد لتنبيه الصابوني على بعض الأَخطاء, وقال
ناصحاً: نوصيك بتقوى الله, والحرص التام على التقيد بمذهب السلف الصالح في
جميع مؤلفاتك, ونوصيك أَيضاً بالإِكثار من تدبر القرآن الكريم, والسنة
المطهرة, وكلام سلف الأُمة, والاستفادة مما كتبه الإِمام العلامة شيخ
الإِسلام ابن تيمية, وتلميذه العلامة ابن القيم, ونوصيك بمطالعة رسالتي
((التدمرية)) و ((الحموية)) لشيخ الإِسلام, و ((الصواعق)), و ((اجتماع
الجيوش الإِسلامية)) لابن القيم وغيرها من كتب السلف .
2- وأَرسل عميد كلية التربية بجامعة الملك سعود بالرياض للصابوني حول ملاحظات الشيخ الفوزان على ((صفوة التفاسير)) فقال:
أ- هذا مع اعترافنا بأَن الصابوني يتبنى عقيدة الأَشاعرة, وقد دافع عنها
في مقالاته التي نشرتها مجلة ((المجتمع الكويتية)) ورد عليه الشيخ الفوزان
في وقتها .
ب- التهرب من تفسير آيات الصفات بالأَحاديث التي تفسرها هو محاولة من
الشيخ الصابوني لمجاملة الأَشاعرة أَو هو المنهج الاعتقادي الذي يسير عليه
.
ج- الاستدلال بالآيات على إِثبات توحيد الربوبية ووجود الرب, وعدم الاستدلال بها على توحيد الأُلوهية والعبادة .
د- نعم إِن الشيخ الصابوني فسر الإِيمان في عدة مواضع بتفسير الذين يرجئون ((يؤخرون)) العمل عن الاعتقاد في نظرهم .
3- وكتب أَحمد عباس البدوي حول ملاحظات الدكتور صالح الفوزان على ((صفوة التفاسير)) فقال:
(وانحصرت معظم الملاحظات في أَنه يُؤول متأَثراً بمذهب الأَشاعرة, وهذه حقيقة فعلاً, فهو قد تأَول كثيراً من آيات الصفات) .
أَقول: (من العجيب أَن الصابوني أَثبت رسالة الشيخ ابن باز, وكلام عميد
كلية التربية, وكلام أَحمد عباس البدوي, في كتابه المسمى ((كشف
الافتراءات)) وأَكثره افتراءات, أثبته في آخر كتابه ظناً منه أَنه مدح له,
وما درى أَن في هذا الكلام إِدانة له, وبياناً لأَخطائه في عقيدته, وكتابه
((صفوة التفاسير)), وهذا ظاهر للفهيم) .
4- لقد قال الدكتور الفوزان في كتابه ((تعقيبات)) ما يلي:
(ومن العجيب أَن الصابوني ساق آخر الحديث: ((يسجد لله كل مؤمن ومؤمنه . .
)) وحذف أَوله الذي هو تفسير للآية الكريمة, وبيان المراد بالساق, وهذا
والعياذ بالله من التلبيس والخيانة في النقل .
أَخطاء جديدة وخطيرة
1- لقد نقل الصابوني في كتاب ((صفوة التفاسير)): (3 / 220), عند قوله
تعالى: ﴿ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ﴾ [الفتح:20]: (وقال الزمخشري:
يريد أَن يد رسول الله التي تعلوا أَيد المبايعين هي يد الله) .
أَقول: (كيف يجوز للصابوني أَن يذكر هذا التشبيه الخطير عن الزمخشري
المعتزلي, ثم يُقره, ولا يرده؟ وقد نزه الله نفسه عن الشبيه فقال: ﴿
لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ﴾ [الشورى:11] .
2- ذكر الصابوني في ((مختصر ابن جرير الطبري)): (1 / 316), في الحاشية
تعليقاً على تفسير آية: ﴿ وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ
فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ﴾
[التوبة:6], فقال:
(هذا غاية في كرم الأَخلاق وحسن المعاملة, لأَن الغرض من الدعوة الهداية
والإِرشاد, لا النيل من الكفار بالقتل والأَسر, بل إِقناعهم وهدايتهم, ثم
ترك الخيار لهم أَن يُسلموا أَو يكفروا ﴿وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ
فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ﴾ [الكهف:29] فلله
ما أَسمى تعاليم الإِسلام!!) .
لقد خالف الصابوني في تفسيره آية الكهف جميع المفسرين, حتى الطبري الذي
اختصره, فقد نقل الطبري: (15 / 6, 1) عند تفسير هذه الآية قول ابن عباس,
وجاء فيه: (وليس هذا بإِطلاق من الله الكفر لمن شاء والإِيمان لمن أَراد,
إِنما هو تهديد ووعيد) . وقال ابن كثير في ((تفسيره)) (2 / 417):
﴿ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ﴾ هذا من باب
التهديد والوعيد الشديد, ولهذا قال: ﴿ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ
نَارًا ﴾ .
3- لقد منع المسئولون في السعودية - وفقهم الله - كتاب الصابوني ((كشف
الافتراءات)) لاحتوائه على استهزاء وافتراء على العلماء وجامعة أُم القرى,
فبدأَ يُصوره ويوزعه وعليه حية كبيرة, علماً بأَن الصابوني له رسالة في
تحريم التصوير, والله يحذر من هذا قائلاً: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ*كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ
اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ﴾[الصف:2, 3] .
4- صدر من مدير عام الأَوقاف والمساجد بمكة المكرمة ما يلي: بناء على خطاب
سعادة وكيل الوزارة لشئون الأَوقاف المبني على خطاب سماحة الرئيس العام
لإِدارات البحوث العلمية والإِفتاء والدعوة والإِرشاد: رقم 835 / 1 وتاريخ
30 / 3 / 1408هـ بشأْن كتاب ((صفوة التفاسير)), وما به من أَخطاء في
تأْويل لبعض آيات الصفات ونحوها, لذلك نأْمل من فضيلتكم جمع ما قد يوجد
لديكم منها وتسليمها لمستودع هذه المديرية . وعلى المستودع عدم توزيعها
حتى يتم تعديل ما بها من أَخطاء. متمنيين لكم التوفيق والسلام عليكم .
مدير عام الأَوقاف والمساجد بمكة المكرمة بالنيابة خليل أَحمد كوشك
فهذه مجموعة من الأقوال مقتنصة من كتاب العلامة بكر أبو زيد المعلون بـ :
" التحذير من مختصرات الصابوني في التفسير"
فإليكموها :
أولا : الشيخ إِسماعيل بن محمد الأَنصاري
ملاحظات على صفوة التفاسير
1- ورد في كتاب التعريف بكتاب الصابوني ((صفوة التفاسير)) على كل مجلدة من
مجلداته الثلاث ما نصه: (صفوة التفاسير, تفسير للقرآن الكريم, جامع بين
المأْثور, والمعقول مستمد من أَوثق كتب التفسير: الطبري, الكشاف, القرطبي,
الأَلوسي, ابن كثير, البحر المحيط وغيرها . ووَجه الملاحظة في هذه العبارة
أَن تفسير الكشاف إِنما أَلفه الزمخشري على أُصول المعتزلة كما بينه أَئمة
العلم, وحذروا من دسائسه فيه, وتفسير الأَلوسي وإِن احتوى على كثير مما لا
يُستغنى عنه في التفسير فقد شانه بما فيه من تحريفات المتصوفة للقرآن
المسماة بالتفسير الإِرشادي يأْتي بها بعد فراغه من الكلام على تفسير
الآيات, ويقول في مقدمة تفسيره (1 / 8 ): فالإِنصاف كل الإِنصاف التسليم
للسادة الصوفية الذين هم مركز للدائرة المحمدية ما هم عليه واتهام ذهنك
السقيم فيما لم يصل لكثرة العوائق والعلائق إِليه:
وإِذا لم تَر الهلال فسلِّم ** لأُناس رأَوه بالأَبصار
ويقول الأَلوسي: (1 / 142, 143) بعد أَن نقل عن ابن عربي قوله في فتوحاته
في تفسير سورة الفاتحة: (( فإِذا وقع الجدار, وانهدم السور, وامتزجت
الأَنهار والتقى البحران وعدم البرزخ صار العذاب نعيماً, وجهنم جنةً, ولا
عذاب ولا عقاب إِلا نعيم وأَمانٌ بمشاهدة العيان)) . يقول الآلوسي بعد نقل
هذا الكلام الغريب: ((وهذا وأَمثاله محمول على معنى صحيح يعرفه أَهل الذوق
لا ينافي ما وردت به القواطع. ثم قال: وإِياك أَن تقول بظاهره مع ما أَنت
عليه, وكلما وجدت مثل هذا لأَحد من أَهل الله تعالى, فسلِّم لهم بالمعنى
الذي أَرادوه مما لا تعلمه أَنت ولا أَنا لا بالمعنى الذي ينقدح في عقلك
المشوب بالأَوهام, فالأَمر والله وراء ذلك)) . فهذان التفسيران ماداما
كذلك فلا يصح إِطلاق القول عليهما بأَنهما من أَوثق كتب التفسير هذا
بالنسبة إِلى ما سماه الصابوني من المصادر التي يعتبرها أَوثق التفاسير .
وحاشية الصاوي التي وصل من الانحراف فيها إِلى القول بأَن الأَخذ بظاهر
القرآن, والحديث أَصل من أُصول الكفر, وإِلى إِجازة الاستغاثة بغير الله
عز وجل فيما لا يقدر عليه إِلا الله عز وجل, وإِلى دعوى أَن قول الله
تعالى في سورة فاطر: ﴿ أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ
حَسَنًا ﴾ نزل في فرقة بأَرض الحجاز يقال لهم ((الوهابية)) كما أَن من
مراجع الصابوني بعض كتب المعتزلة . فلا يليق ما دام الأَمر هكذا إِطلاق
القول بأَن هذه المراجع من أَوثق التفاسير .
2- جاء في ((تفسير الصابوني)): (1 / 111), تفسير الرحمن الرحيم في قوله
تعالى: ﴿ وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ
الرَّحِيمُ﴾ بقوله: ((مُولي النعم, ومصدر الإِحسان)) . والواجب إِثبات صفة
الرحمة لله تعالى بدون تأْويل .
3- صرح الصابوني في ((تفسيره)): (1 / 135) بأَن الجهاد إِنما شُرع دفعاً
للعدوان, وردعاً للظلم والطغيان, ولم يتعرض لكونه لإِعلاء كلمة الله تعالى.
4- ورد في كتاب الصابوني, ج3, في الكلام على قصة النبي داود -عليه السلام-
ما نصه: (ونحن نعلم قطعاً أَن الأَنبياء معصومون من الخطايا إِذ لو جوزنا
عليهم شيئاً من ذلك لبطلت الشرائع, ولم نثق بشيء مما يذكرون) . والواجب
فيما جاء في القرآن من إِثبات الخطايا للأَنبياء الاقتصار على ما في
القرآن من ذلك وعدم تعديه إِلى ما في الإِسرائيليات, وإِلى توسعات مَن لم
يوفق من المفسرين في ذلك . قال شيخ الإِسلام في ((منهاج السنة)): (1 /
226): (قد اتفق المسلمون على أَنهم معصومون فيما يبلغونه عن الله تعالى
قال: وبهذا يحصل المقصود من البعثة) . ولو راجع الصابوني ما كتبه شيخ
الإِسلام ابن تيمية في هذا الباب لم يقع في ذلك . فرأْيي إِعادة طبع
الكتاب مجرداً من الأَخطاء المحتوي عليها, ومن أَنواع المجاز التي توسع
فيها. ومن توثيق أَي مرجع لا يليق توثيقه والله ولي التوفيق .
إِسماعيل بن محمد الأَنصاري
باحث في دار الدعوة والإِرشاد بالرياض
ثانيا : الشيخ خليل أَحمد كوشك
العلماء يبينون أَخطاء الصابوني
1- لقد أَرسل سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز ملاحظات فضيلة الشيخ صالح
الفوزان, وفضيلة الشيخ إِسماعيل الأَنصاري, ومعالي الرئيس العام لشئون
الحرمين, الشيخ سليمان بن عبيد لتنبيه الصابوني على بعض الأَخطاء, وقال
ناصحاً: نوصيك بتقوى الله, والحرص التام على التقيد بمذهب السلف الصالح في
جميع مؤلفاتك, ونوصيك أَيضاً بالإِكثار من تدبر القرآن الكريم, والسنة
المطهرة, وكلام سلف الأُمة, والاستفادة مما كتبه الإِمام العلامة شيخ
الإِسلام ابن تيمية, وتلميذه العلامة ابن القيم, ونوصيك بمطالعة رسالتي
((التدمرية)) و ((الحموية)) لشيخ الإِسلام, و ((الصواعق)), و ((اجتماع
الجيوش الإِسلامية)) لابن القيم وغيرها من كتب السلف .
2- وأَرسل عميد كلية التربية بجامعة الملك سعود بالرياض للصابوني حول ملاحظات الشيخ الفوزان على ((صفوة التفاسير)) فقال:
أ- هذا مع اعترافنا بأَن الصابوني يتبنى عقيدة الأَشاعرة, وقد دافع عنها
في مقالاته التي نشرتها مجلة ((المجتمع الكويتية)) ورد عليه الشيخ الفوزان
في وقتها .
ب- التهرب من تفسير آيات الصفات بالأَحاديث التي تفسرها هو محاولة من
الشيخ الصابوني لمجاملة الأَشاعرة أَو هو المنهج الاعتقادي الذي يسير عليه
.
ج- الاستدلال بالآيات على إِثبات توحيد الربوبية ووجود الرب, وعدم الاستدلال بها على توحيد الأُلوهية والعبادة .
د- نعم إِن الشيخ الصابوني فسر الإِيمان في عدة مواضع بتفسير الذين يرجئون ((يؤخرون)) العمل عن الاعتقاد في نظرهم .
3- وكتب أَحمد عباس البدوي حول ملاحظات الدكتور صالح الفوزان على ((صفوة التفاسير)) فقال:
(وانحصرت معظم الملاحظات في أَنه يُؤول متأَثراً بمذهب الأَشاعرة, وهذه حقيقة فعلاً, فهو قد تأَول كثيراً من آيات الصفات) .
أَقول: (من العجيب أَن الصابوني أَثبت رسالة الشيخ ابن باز, وكلام عميد
كلية التربية, وكلام أَحمد عباس البدوي, في كتابه المسمى ((كشف
الافتراءات)) وأَكثره افتراءات, أثبته في آخر كتابه ظناً منه أَنه مدح له,
وما درى أَن في هذا الكلام إِدانة له, وبياناً لأَخطائه في عقيدته, وكتابه
((صفوة التفاسير)), وهذا ظاهر للفهيم) .
4- لقد قال الدكتور الفوزان في كتابه ((تعقيبات)) ما يلي:
(ومن العجيب أَن الصابوني ساق آخر الحديث: ((يسجد لله كل مؤمن ومؤمنه . .
)) وحذف أَوله الذي هو تفسير للآية الكريمة, وبيان المراد بالساق, وهذا
والعياذ بالله من التلبيس والخيانة في النقل .
أَخطاء جديدة وخطيرة
1- لقد نقل الصابوني في كتاب ((صفوة التفاسير)): (3 / 220), عند قوله
تعالى: ﴿ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ﴾ [الفتح:20]: (وقال الزمخشري:
يريد أَن يد رسول الله التي تعلوا أَيد المبايعين هي يد الله) .
أَقول: (كيف يجوز للصابوني أَن يذكر هذا التشبيه الخطير عن الزمخشري
المعتزلي, ثم يُقره, ولا يرده؟ وقد نزه الله نفسه عن الشبيه فقال: ﴿
لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ﴾ [الشورى:11] .
2- ذكر الصابوني في ((مختصر ابن جرير الطبري)): (1 / 316), في الحاشية
تعليقاً على تفسير آية: ﴿ وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ
فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ﴾
[التوبة:6], فقال:
(هذا غاية في كرم الأَخلاق وحسن المعاملة, لأَن الغرض من الدعوة الهداية
والإِرشاد, لا النيل من الكفار بالقتل والأَسر, بل إِقناعهم وهدايتهم, ثم
ترك الخيار لهم أَن يُسلموا أَو يكفروا ﴿وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ
فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ﴾ [الكهف:29] فلله
ما أَسمى تعاليم الإِسلام!!) .
لقد خالف الصابوني في تفسيره آية الكهف جميع المفسرين, حتى الطبري الذي
اختصره, فقد نقل الطبري: (15 / 6, 1) عند تفسير هذه الآية قول ابن عباس,
وجاء فيه: (وليس هذا بإِطلاق من الله الكفر لمن شاء والإِيمان لمن أَراد,
إِنما هو تهديد ووعيد) . وقال ابن كثير في ((تفسيره)) (2 / 417):
﴿ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ﴾ هذا من باب
التهديد والوعيد الشديد, ولهذا قال: ﴿ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ
نَارًا ﴾ .
3- لقد منع المسئولون في السعودية - وفقهم الله - كتاب الصابوني ((كشف
الافتراءات)) لاحتوائه على استهزاء وافتراء على العلماء وجامعة أُم القرى,
فبدأَ يُصوره ويوزعه وعليه حية كبيرة, علماً بأَن الصابوني له رسالة في
تحريم التصوير, والله يحذر من هذا قائلاً: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ*كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ
اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ﴾[الصف:2, 3] .
4- صدر من مدير عام الأَوقاف والمساجد بمكة المكرمة ما يلي: بناء على خطاب
سعادة وكيل الوزارة لشئون الأَوقاف المبني على خطاب سماحة الرئيس العام
لإِدارات البحوث العلمية والإِفتاء والدعوة والإِرشاد: رقم 835 / 1 وتاريخ
30 / 3 / 1408هـ بشأْن كتاب ((صفوة التفاسير)), وما به من أَخطاء في
تأْويل لبعض آيات الصفات ونحوها, لذلك نأْمل من فضيلتكم جمع ما قد يوجد
لديكم منها وتسليمها لمستودع هذه المديرية . وعلى المستودع عدم توزيعها
حتى يتم تعديل ما بها من أَخطاء. متمنيين لكم التوفيق والسلام عليكم .
مدير عام الأَوقاف والمساجد بمكة المكرمة بالنيابة خليل أَحمد كوشك
وهذا كتاب الشيخ بكر ابو زيد رحمة الله تعالي