" تحذير الإخوان من إنحرافات الطحان "
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد :-
حرصا لنفع الإخوة سانزل هذا الكتاب باباً باباً لتعم الفائدة وتبين ضلالات هذا الطحان .. أسأل الله أن ينفع به ...
تأليــف : محمد بن جميل زينو ( المدرس في دار الحديث الخيرية بمكة المكرمة )
تقديــم : الدكتـــور صالـــــــــح الفـــــــــــــوزان
بموافقـة : الشيـــخ عبــد العزيـــــز بــــن بــــــــــاز
أسباب تأليف الكتاب :-
1- طلب مني كثير من طلاَّب العلم والعلماء أن أكتب رداً على الطحان ، ومنهم الشيخ : فلاح إسماعيل مدرس
العقيدة في جامعة الكويت ، ودار الأصالة للنشر والتوزيع . وقد عرضت الكتاب
على الشيخين الكريمين : عبد الرحمن السديس ، وسعود الشريم إمامي المسجد الحرام فوافقاً عليه .
2- الدفاع عن التوحيد ، والذبُّ عن السنة ، والرد على المبتدعة من طريقة السلف الصالح ، بل إنهم رفعوا من شأنه وجعلوه من الجهاد في سبيل الله تعالى :
فقد قال شيخ الإسلام ( إبن تيمية ) : " الرادُّ على أهل البدع مجاهد " ، حتى كان يحيى بن يحيى يقول : " الذبُّ عن السنة افضل من الجها د " ، الذبُّ : الدفاع . " أنظر مجموع الفتاوي 4/13 "
3- يقول العلماء : العلماء إن بُينتْ أخطاؤه ظهر الحق للناس .
4- السلف الصالح إذا رأوا مسلماً أخطأ نصحوه خشية أن يموت على هذا الخطأ ، فيُعذَّب في نار جهنم ، وخوفاً من أن
يُعذبَ الذي رآه ولم ينصحه ، ونصيحة للسامعين ليحذروا الأخطاء عملاً بقول
الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) :" لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبُّ لنفسه " " متفق عليه "
5- نظراُ لإنتشار اشرطة الطحان ، وكثرة أتباعه الذين لا يعرفون عنه الأشياء الجديدة التي منه ، وغيَّر موقفه
بعدما خرج من السعودية إلى قطر ، حيث بدت منه أخطاء يجب تصحيحها على ضوء الكتاب والسنة .
6- إستشرت الشيخ : إبن باز – رحمه الله - في تسمية الكتاب فوافق عليه وطلب مني التثبيت ، وإستشرت أيضاً الشيخ : العثيمين – رحمه الله - فقال : ردًَّ عليه ؛ وقد أعطيت الكتاب لأحد طلاَّب : عبد الرحيم الطحان ومعه خمسة عشر شريطاً للتثبت والمطابقة لما في الكتاب والأشرطة . والله أسأل أن يجعله خالصاً لوجهه الكريم وينفع به المسلمين .
( ظاهرة التكفير عند الطحان )
1- قال الطحان في الشريط : إن قلت إن الرسول " صلى الله عليه وسلم " ليس فيه بركة بعد موته كفر جدِّدإعتقادك! " هدي الإسلام في البناء "
أقول :لا يجوز تكفير المسلم ، ولا سيما إذا كان رجلاً معيناً ،ماذا قال الرسول " صلى الله عليه وسلم " في حق هذا المكفِّر لإخوانه :
أ- " من قال لأخيه يا كافر ، فقد باء بها أحدهما " " أخرجه البخاري "
ب- " أيما إمرئ قال لأخيه يا كافر ، فقد باء بها أحدهما إن كان كما قال ، وإلاَّ رجعت عليه " " متفق عليه "
ولم أر من ردَّ عليه في ظاهرة التكفير ، ولعلَّهم لم يسمعوها في شريطه
الذي تكلَّم فيه عن التبرُّك ، حينما رد عليه القاضي في قطر فضيلة الشيخ :
خالد الدرهم ، وبيَّن خطأه ، وقد أخبرني القاضي هاتفياً بأن الطحَّان عناه
بهذا التكفير ، وكأن الطحان لم يسمع التهديد الخطير الذي ذكره الرسول " صلى الله عليه وسلم " فس الأحاديث السابقة .
أقول : إن ظاهرة التكفير ظهرت عند بعض
الجماعات الإسلامية مع الأسف الشديد ، فأساؤوا إلى سمعة المسلمين ، وعرَّضوا أنفسهم للإبتلاء ، وقد سبقهم الكاتب " سيد قطب " حينما قال في كتابه : ( معالم في الطريق ) :وأخيراً يدخل في المجتمع الجاهلي تلك المجتمعات التي تزعم لنفسها أنها مسلمة .
وقد ردَّ عليه فضيلة الشيخ : ربيع بن هادي المدخلي في كتابه :" أضواء إسلامية على عقيدة سيد قطب " .
وسبقه في الرد عليه أيضاً فضيلة الشيخ : عبد الله الدويش في كتابه سماه " المورد الزلال في الرد على أخطاء ظلال القرآن ".
قال الشيخ الألباني عن الطحان عندما سمع هجومه عليه : كنت أتمنى أن يكون مخلصاً ، وإن كان مخطئاً ، لإنه بتر جزءاً من كلامي
1- قال الطحان عن الألباني إنه أشرك بالله لأنه نازع الله في ربوبيته وإتهمه بالإعتداء على الله ، كما حصل ظلم للعباد ، لأنه إدعى علم الغيب ! " شريط توضيح الحق "
أ- أقول :هذه مغالطة أتى بها الطحان ليوهم بأن الألباني ظلمه ، وتعدى على
الله ، وبهذا شفى غليله ، ولم يأت ببينة على ما إدعاه ظلماً وعدواناً .
ب- إن الألباني لم يطلع على علم الغيب كما زعمت ، ولكن البتر من كلامه يدل
على عدم الإخلاص ، وسيأتي أنك بترت من كلام الشيخ ابن باز ، وزدت في كلام
الشوكاني كلاماً لم يقله ، وكذلك زدت في كلام الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) !!!.
2- لقد قال الطحان : والله ما أصف نفسي بالإخلاص ، ولا أعلم أنني أخلصت في حياتي وأنا على نفسي
بصيرة ، والله الذي لا إله إلاَّ هو ما أصف نفسي بهذا ، وإذا وصفت نفسي بذلك فلاشك في غروري وسفاهتي وقلة عقلي !
أقول : هذا الكلام يقوله غلاة الصوفية ، وهذا عندهم مدح بما يشبه الذم ؛ وإذا كنت تعلم من نفسك عدم إخلاصك في حياتك كلها ، فلماذا إعترضت على الألباني ، وكان عليك أن تسكت ولا تهاجمه ، ولا ترميه بالشرك .
3- أورد الطحان حديثاً قال عنه الهيثمي إسناده حسن ، وقال عنه إبن كثير إسناده جيد من رواية حذيفة قال :
سمعت النبي ( صلى الله عليه وسلم ) يقول : ( إن مما أتخوف عليكم رجلاً قرأ القرآن ، حتى إذا رؤى بهجته ونضارته ، وكان ردأ الإسلام ، فاعتزل إلى ما شاء الله ، ثم إنقلب على جاره ، فرماه بالشرك ، وقاتله بالسيف ، قالوا : يا رسول الله من أحق بالشرك : الرامي أم المرمي ؟ قال : الرامي " طبَّق الطحان هذا الحديث على السلفيين ، فقال : يحكمون على أمة خير الأنام بالتكفير والتبديع ، ولو مكّن لهم لقطعوا رقابنا وشربوا دماءنا !
أ- إن إنتقاد الطحان للألباني بأنه تعدى على الله ، وعلم الغيب لإتهامه بعدم الإخلاص ، ينطبق على الطحان الذي إدعى علم الغيب حينما زعم أنه لو مكن للسلفيين لقطعوا رقابنا وشربوا دماءنا ، أليس هذا من علم الغيب !
ب- إن الحديث الذي ذكره الطحان أخشى أن ينطبق عليه ، لأنه رمى جاره في قطر بالكفر كما سبق ، ورمى الألباني الذي هو من بلده بالشرك .
ج- السلفيون يتحدون الطحان الذي يزعم – وبئس ما زعم – أنهم يكفرون ويبدعون – أن يثبت هذا ، ولا سيما إذا كان شخصاً بعينه كما فعل الطحان !
د- السلفيون يستدلون على وجود الشرك بقوله الله تعالى : { وما يؤمن أكثرهم بالله إلاَّ وهم مشركون } " يوسف : 106 " .
وقوله ( صلى الله عليه وسلم ) : " لا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين وحتى تَعبد الأوثان "
" صحيح رواه الترمذي "
( الطحان يكفِّر الناس أفواجاً )
قال الطحان في شريط " البدعة " :
لسنا نحن الآن بين سنن وبدع ، نحن الآن بين بدع وردَّة ، بين بدع وكفر ، من يفعل فينا البدع ولا يتلَبس بالردة فهو صدِّيق صالح في أعرافنا ؛ الناس يخرجون من دين الله أفواجاً ، ما يتحركون ولا يسكنون إلاَّ على حسب الأعراف والعادات والتقاليد فهذا أعظم طاغوت عودي به الرسل وأخبث بدعة حدثت على وجه الأرض ، عدد المرتدين عن دين الله لا يُحصون ، ولا يوجد أبو
بكر ليرد هؤلاء المرتدين ويعيدهم إلى حظيرة الدين ، ردَّة ولا أبو بكر لها ؟
ثم قال : البدعة المكفِّرة : يحدث في دين الله شيئاً يكفر بسببه وضابط ذلك كما قرر ائمتنا الكرام : إنكار ما هو المتواتر من الإسلام
ومعلوم عند أهل الإيمان ، وجعل أن هذا من دين الإسلام أي إذا كانت بدعته تفضي إلى ما هو متواتر من دين الإسلام فبدعته مكفِّرة . إلى آخره .
أقول : إن قول الطحان خطير ، ومنقوض من وجوه :
1- إن قوله : لسنا الان بين سنن وبدع غير صحيح ، فالسنن موجودة ، والبدع موجودة .وسوء ظن بالمسلمين .
2- وأما قوله : من يفعل البدع ولايتلبس بالردة فهو صديق صالح في أعرافنا ، فهذا صحيح ، وأخشى أن ينطبق عليه ، وذلك حينما قال :
حينما نذكر أحمد كأنما نقول : سبحان الله ، والحمد لله .
3- وأما قوله : والناس يخرجون من دين الله افواجاً ، وعدد المرتدين عن دين الله لا يحصون ، فهذا التكفير الجماعي من
الطحان حذر منه الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) في أحاديث كثيرة تقدم بعضها ، ومنها قول الرسول ( صلى الله عليه وسلم) : ( إذا فقال الرجل : هلك الناس فقد أهلكهم ) " رواه مسلم " وسبق أن رمى الطحان السلفيين بالتكفير بغير دليل ولا برهان ، كما فعل القطان في الكويت .
4- أما قوله : البدعة المكفرة هي إنكار المتواتر من الإسلام ، فهذا صحيح ، لكن الطحان حينما كفَّر رجلاً في قطر من أجل التبرك ، وليس التبرك من المعلوم من الدين بالضرورة ، كأركان الإسلام والإيمان ، وهذا الضابط الذي ذكره الطحان ، وحصر البدعة المكفرة به غير صحيح ، فهناك بدع مكفرة غيرها ، كالإيمان بالمبادئ الهدامة
كالشيوعية ، والماسونية ، والعلمانية وغيرها .
" الشيخ محمد بن جميل زينو "
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد :-
حرصا لنفع الإخوة سانزل هذا الكتاب باباً باباً لتعم الفائدة وتبين ضلالات هذا الطحان .. أسأل الله أن ينفع به ...
تأليــف : محمد بن جميل زينو ( المدرس في دار الحديث الخيرية بمكة المكرمة )
تقديــم : الدكتـــور صالـــــــــح الفـــــــــــــوزان
بموافقـة : الشيـــخ عبــد العزيـــــز بــــن بــــــــــاز
أسباب تأليف الكتاب :-
1- طلب مني كثير من طلاَّب العلم والعلماء أن أكتب رداً على الطحان ، ومنهم الشيخ : فلاح إسماعيل مدرس
العقيدة في جامعة الكويت ، ودار الأصالة للنشر والتوزيع . وقد عرضت الكتاب
على الشيخين الكريمين : عبد الرحمن السديس ، وسعود الشريم إمامي المسجد الحرام فوافقاً عليه .
2- الدفاع عن التوحيد ، والذبُّ عن السنة ، والرد على المبتدعة من طريقة السلف الصالح ، بل إنهم رفعوا من شأنه وجعلوه من الجهاد في سبيل الله تعالى :
فقد قال شيخ الإسلام ( إبن تيمية ) : " الرادُّ على أهل البدع مجاهد " ، حتى كان يحيى بن يحيى يقول : " الذبُّ عن السنة افضل من الجها د " ، الذبُّ : الدفاع . " أنظر مجموع الفتاوي 4/13 "
3- يقول العلماء : العلماء إن بُينتْ أخطاؤه ظهر الحق للناس .
4- السلف الصالح إذا رأوا مسلماً أخطأ نصحوه خشية أن يموت على هذا الخطأ ، فيُعذَّب في نار جهنم ، وخوفاً من أن
يُعذبَ الذي رآه ولم ينصحه ، ونصيحة للسامعين ليحذروا الأخطاء عملاً بقول
الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) :" لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبُّ لنفسه " " متفق عليه "
5- نظراُ لإنتشار اشرطة الطحان ، وكثرة أتباعه الذين لا يعرفون عنه الأشياء الجديدة التي منه ، وغيَّر موقفه
بعدما خرج من السعودية إلى قطر ، حيث بدت منه أخطاء يجب تصحيحها على ضوء الكتاب والسنة .
6- إستشرت الشيخ : إبن باز – رحمه الله - في تسمية الكتاب فوافق عليه وطلب مني التثبيت ، وإستشرت أيضاً الشيخ : العثيمين – رحمه الله - فقال : ردًَّ عليه ؛ وقد أعطيت الكتاب لأحد طلاَّب : عبد الرحيم الطحان ومعه خمسة عشر شريطاً للتثبت والمطابقة لما في الكتاب والأشرطة . والله أسأل أن يجعله خالصاً لوجهه الكريم وينفع به المسلمين .
( ظاهرة التكفير عند الطحان )
1- قال الطحان في الشريط : إن قلت إن الرسول " صلى الله عليه وسلم " ليس فيه بركة بعد موته كفر جدِّدإعتقادك! " هدي الإسلام في البناء "
أقول :لا يجوز تكفير المسلم ، ولا سيما إذا كان رجلاً معيناً ،ماذا قال الرسول " صلى الله عليه وسلم " في حق هذا المكفِّر لإخوانه :
أ- " من قال لأخيه يا كافر ، فقد باء بها أحدهما " " أخرجه البخاري "
ب- " أيما إمرئ قال لأخيه يا كافر ، فقد باء بها أحدهما إن كان كما قال ، وإلاَّ رجعت عليه " " متفق عليه "
ولم أر من ردَّ عليه في ظاهرة التكفير ، ولعلَّهم لم يسمعوها في شريطه
الذي تكلَّم فيه عن التبرُّك ، حينما رد عليه القاضي في قطر فضيلة الشيخ :
خالد الدرهم ، وبيَّن خطأه ، وقد أخبرني القاضي هاتفياً بأن الطحَّان عناه
بهذا التكفير ، وكأن الطحان لم يسمع التهديد الخطير الذي ذكره الرسول " صلى الله عليه وسلم " فس الأحاديث السابقة .
أقول : إن ظاهرة التكفير ظهرت عند بعض
الجماعات الإسلامية مع الأسف الشديد ، فأساؤوا إلى سمعة المسلمين ، وعرَّضوا أنفسهم للإبتلاء ، وقد سبقهم الكاتب " سيد قطب " حينما قال في كتابه : ( معالم في الطريق ) :وأخيراً يدخل في المجتمع الجاهلي تلك المجتمعات التي تزعم لنفسها أنها مسلمة .
وقد ردَّ عليه فضيلة الشيخ : ربيع بن هادي المدخلي في كتابه :" أضواء إسلامية على عقيدة سيد قطب " .
وسبقه في الرد عليه أيضاً فضيلة الشيخ : عبد الله الدويش في كتابه سماه " المورد الزلال في الرد على أخطاء ظلال القرآن ".
قال الشيخ الألباني عن الطحان عندما سمع هجومه عليه : كنت أتمنى أن يكون مخلصاً ، وإن كان مخطئاً ، لإنه بتر جزءاً من كلامي
1- قال الطحان عن الألباني إنه أشرك بالله لأنه نازع الله في ربوبيته وإتهمه بالإعتداء على الله ، كما حصل ظلم للعباد ، لأنه إدعى علم الغيب ! " شريط توضيح الحق "
أ- أقول :هذه مغالطة أتى بها الطحان ليوهم بأن الألباني ظلمه ، وتعدى على
الله ، وبهذا شفى غليله ، ولم يأت ببينة على ما إدعاه ظلماً وعدواناً .
ب- إن الألباني لم يطلع على علم الغيب كما زعمت ، ولكن البتر من كلامه يدل
على عدم الإخلاص ، وسيأتي أنك بترت من كلام الشيخ ابن باز ، وزدت في كلام
الشوكاني كلاماً لم يقله ، وكذلك زدت في كلام الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) !!!.
2- لقد قال الطحان : والله ما أصف نفسي بالإخلاص ، ولا أعلم أنني أخلصت في حياتي وأنا على نفسي
بصيرة ، والله الذي لا إله إلاَّ هو ما أصف نفسي بهذا ، وإذا وصفت نفسي بذلك فلاشك في غروري وسفاهتي وقلة عقلي !
أقول : هذا الكلام يقوله غلاة الصوفية ، وهذا عندهم مدح بما يشبه الذم ؛ وإذا كنت تعلم من نفسك عدم إخلاصك في حياتك كلها ، فلماذا إعترضت على الألباني ، وكان عليك أن تسكت ولا تهاجمه ، ولا ترميه بالشرك .
3- أورد الطحان حديثاً قال عنه الهيثمي إسناده حسن ، وقال عنه إبن كثير إسناده جيد من رواية حذيفة قال :
سمعت النبي ( صلى الله عليه وسلم ) يقول : ( إن مما أتخوف عليكم رجلاً قرأ القرآن ، حتى إذا رؤى بهجته ونضارته ، وكان ردأ الإسلام ، فاعتزل إلى ما شاء الله ، ثم إنقلب على جاره ، فرماه بالشرك ، وقاتله بالسيف ، قالوا : يا رسول الله من أحق بالشرك : الرامي أم المرمي ؟ قال : الرامي " طبَّق الطحان هذا الحديث على السلفيين ، فقال : يحكمون على أمة خير الأنام بالتكفير والتبديع ، ولو مكّن لهم لقطعوا رقابنا وشربوا دماءنا !
أ- إن إنتقاد الطحان للألباني بأنه تعدى على الله ، وعلم الغيب لإتهامه بعدم الإخلاص ، ينطبق على الطحان الذي إدعى علم الغيب حينما زعم أنه لو مكن للسلفيين لقطعوا رقابنا وشربوا دماءنا ، أليس هذا من علم الغيب !
ب- إن الحديث الذي ذكره الطحان أخشى أن ينطبق عليه ، لأنه رمى جاره في قطر بالكفر كما سبق ، ورمى الألباني الذي هو من بلده بالشرك .
ج- السلفيون يتحدون الطحان الذي يزعم – وبئس ما زعم – أنهم يكفرون ويبدعون – أن يثبت هذا ، ولا سيما إذا كان شخصاً بعينه كما فعل الطحان !
د- السلفيون يستدلون على وجود الشرك بقوله الله تعالى : { وما يؤمن أكثرهم بالله إلاَّ وهم مشركون } " يوسف : 106 " .
وقوله ( صلى الله عليه وسلم ) : " لا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين وحتى تَعبد الأوثان "
" صحيح رواه الترمذي "
( الطحان يكفِّر الناس أفواجاً )
قال الطحان في شريط " البدعة " :
لسنا نحن الآن بين سنن وبدع ، نحن الآن بين بدع وردَّة ، بين بدع وكفر ، من يفعل فينا البدع ولا يتلَبس بالردة فهو صدِّيق صالح في أعرافنا ؛ الناس يخرجون من دين الله أفواجاً ، ما يتحركون ولا يسكنون إلاَّ على حسب الأعراف والعادات والتقاليد فهذا أعظم طاغوت عودي به الرسل وأخبث بدعة حدثت على وجه الأرض ، عدد المرتدين عن دين الله لا يُحصون ، ولا يوجد أبو
بكر ليرد هؤلاء المرتدين ويعيدهم إلى حظيرة الدين ، ردَّة ولا أبو بكر لها ؟
ثم قال : البدعة المكفِّرة : يحدث في دين الله شيئاً يكفر بسببه وضابط ذلك كما قرر ائمتنا الكرام : إنكار ما هو المتواتر من الإسلام
ومعلوم عند أهل الإيمان ، وجعل أن هذا من دين الإسلام أي إذا كانت بدعته تفضي إلى ما هو متواتر من دين الإسلام فبدعته مكفِّرة . إلى آخره .
أقول : إن قول الطحان خطير ، ومنقوض من وجوه :
1- إن قوله : لسنا الان بين سنن وبدع غير صحيح ، فالسنن موجودة ، والبدع موجودة .وسوء ظن بالمسلمين .
2- وأما قوله : من يفعل البدع ولايتلبس بالردة فهو صديق صالح في أعرافنا ، فهذا صحيح ، وأخشى أن ينطبق عليه ، وذلك حينما قال :
حينما نذكر أحمد كأنما نقول : سبحان الله ، والحمد لله .
3- وأما قوله : والناس يخرجون من دين الله افواجاً ، وعدد المرتدين عن دين الله لا يحصون ، فهذا التكفير الجماعي من
الطحان حذر منه الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) في أحاديث كثيرة تقدم بعضها ، ومنها قول الرسول ( صلى الله عليه وسلم) : ( إذا فقال الرجل : هلك الناس فقد أهلكهم ) " رواه مسلم " وسبق أن رمى الطحان السلفيين بالتكفير بغير دليل ولا برهان ، كما فعل القطان في الكويت .
4- أما قوله : البدعة المكفرة هي إنكار المتواتر من الإسلام ، فهذا صحيح ، لكن الطحان حينما كفَّر رجلاً في قطر من أجل التبرك ، وليس التبرك من المعلوم من الدين بالضرورة ، كأركان الإسلام والإيمان ، وهذا الضابط الذي ذكره الطحان ، وحصر البدعة المكفرة به غير صحيح ، فهناك بدع مكفرة غيرها ، كالإيمان بالمبادئ الهدامة
كالشيوعية ، والماسونية ، والعلمانية وغيرها .
" الشيخ محمد بن جميل زينو "