لقب (شيخ الإسلام) عند السنة والشيعة رداً على ما أثاره علي الكوراني عن ابن تيمية
لقب (شيخ الإسلام) عند السنة والشيعة
رداً على ما أثاره علي الكوراني عن ابن تيمية الحراني
بقلم:
محمد الخضر
لقب (شيخ الإسلام) عند السنة والشيعة
رداً على ما أثاره علي الكوراني عن ابن تيمية الحراني
بقلم:
محمد الخضر
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله
والصلاة والسلام على محمد بن عبد الله وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه الغر الميامين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد ،،
فإني قد قرأت مقالاً لعلي الكوراني وهو أحد علماء الشيعة الإثني عشرية المدعومين مادياً ومعنوياً في شبكة الإنترنت لبث السموم بين المسلمين والطعن في الأخيار والصالحين بدءً بخير صحب المرسلين ومروراً بالعلماء والمصلحين
فكان أن أثار شبهات كثيرة على شيخ الإٍسلام ابن تيمية في أكثر من منتدى حواري
قد وفقني الله عز وجل لإسكاته في بعضها في شبكة الاصلاح على قلة مشاركاتي هناك واكتفائي بقراءة مقالات الأخوة الأفاضل هناك الذين نكنّ لهم كل الحب ونبغطهم على سعة صدورهم وتفانيهم في الدفاع عن هذا الدين.
فكان مما أثاره علي الكوراني تلقيب ابن تيمية بـ ( شيخ الإسلام ) ، وهذه الإشكالية المصطنعة ليست وليدة اليوم
بل
كل من يطعن في ان تيمية ويتمسك بكل قشة هي إلى الغرق بصاحبها أقرب منها إلى النجاة يثير هذه الإشكالية
لكن
خصم ابن تيمية اليوم ليس من أهل السنة فتكون الحجة والإقناع سهل للغاية
بل
هو خصم عنيد لا يرتضي حقاً يخرج من مذهبه
فكيف به وهو يخرج من غيره !
ولذا آثرت أن أعالج القضية من كل جوانبها حسب الوسع والطاقة ،حتى تكون حجة على الخصم عند أهل الإنصاف.
معنى شيخ الاسلام
قال الإمام ناصر الدين الدمشقي:
( منها
أنه شيخ في الاسلام قد شاب وانفرد بذلك عمن مضى من الأتراب وحصل على الوعد المبشر بالسلامة
أنه من شاب شيبة في الاسلام فهي له نور يوم القيامة
ومنها
ما هو في عرف العوام أنه العدة ومفزعهم إليه في كل شدة
ومنها
أنه شيخ الاسلام بسلوكه طريقة أهله قد سلم من شر الشباب وجهله فهو على ألسنة في فرضه ونفله
ومنها
شيخ الاسلام بالنسبة إلى درجة الولاية وتبرك الناس بحياته فوجوده فيهم الغاية.
ومنها
أن معناه المعروف عند الجهابذة النقاد المعلوم عند أئمة الاسناد أن مشايخ الاسلام والأئمة الاعلام
هم
المتبعون لكتاب الله عز وجل
المقتفون لسنة النبي صلى الله عليه وسلم
الذين تقدموا بمعرفة أحكام القرآن ووجوه قراآته وأسباب نزوله وناسخه ومنسوخه والأخذ بالآيات المحكمات والايمان بالمتشابهات
قد
أحكموا من لغة العرب ما أعانهم على علمما تقدم
و
علموا السنة نقلا وإسنادا وعملا بما يجب العمل به اعتمادا وإيمانا بما يلزم من ذلك اعتقادا واستنباطا للأصول والفروع من الكتاب والسنة
قائمين بما فرض الله عليهم
متمسكين بما ساقه الله من ذلك إليهم
متواضعين لله العظيم الشان
خائفين من عثرة اللسان
لا يدعون العصمة ولا يفرحون بالتبجيل
عالمين أن الذي أوتوا من العلم قليل
فمن كان بهذه المنزلة حكم بأنه إمام واستحق أن يقال له شيخ الاسلام )
كتاب "الرد الوافر"( 1/22)
من أُطلق عليه اسم ( شيخ الإسلام ) من العلماء
قال الإمام ناصر الدين:
( جماعة من الشافعية والحنابلة في طبقة شيوخ شيوخنا ومن فوقهم بقليل أطلق على كل واحد منهم شيخ الاسلام طائفة من أئمة الجرح والتعديل
كأبي محمد عبد الرحمن بن ابراهيم الفزاري
و
أبي الفتح محمد بن علي القشيري
و
أبي محمد عبد الله بن مروان الفارقي الشافعيين
و
أبي الفرج عبد الرحمن ابن أبي عمر المقدسي
أول قضاة الحنابلة بدمشق
و
أبي محمد مسعود بن أحمد الحارثي
و
أبي العباس أحمد ابن تيمية الحنبليين
فهؤلاء بعض من سمي بشيخ الاسلام من هذه الطبقة
وتسميتهم بذلك مشهورة محققة )
كتاب "الرد الوافر" (1/24)
من شهد لابن تيمية من الأعلام بإمامته وأنه شيخ الاسلام
وقد ذكر الإمام ناصرالدين في كتابه "الرد الوافر"
خمسة وثمانين عالماً من المتقدمين ممن أثنى على ابن تيمية الثناء العطر
وارتضى إطلاق اسم ( شيخ الإسلام ) عليه
كعلم من اعلام هذا الدين.
وأشار الإمام ناصر الدين إلى أنّ هذه الأسماء لا تعني حصراً لمن أثنى على ابن تيمية ولقّّبه باسم (شيخ الإسلام )
وإنما هي مما حضره ذكره وذاع صيته.
يقول رحمه الله
( وها أنا بعون الله العلي الكبير ذاكر من أثنى عليه بذلك وبغيرهمن الجم الغفير ممن حضرني ذكره وظهر لي بل لزمني إشاعته ونشره ليعلم من حكينا عنه التكفير بذلك ما وقع فيه من المآثم والمهالك
ولقد كان العلامة الإمام قاضي قضاة مصروالشام أبو عبد الله محمد ابن الصفي عثمان ابن الحريري الانصاري الحنفي كان يقول
" إن لم يكن ابن تيمية شيخ الاسلام فمن؟! "
كتاب "الرد الوافر" (1/25)
لقب ( شيخ الإسلام )
لقب لمنصب رسمي وشرعي باعتراف أحد كبار علماء الإمامية
قال محسن الأمين في كتابه أعيان الشيعة 2/415
( وعلى ذكر إمامة الجمعة فلا بأس من بيان المراد بها هنا فنقول هي منصب علمي من قبل السلطان في الدولة الإيرانية
نظير مشيخة الإسلام في الدولة العثمانية
إلا أنّ مشيخة الإسلام كانت تُحسب في عداد الوزارة وهي بمنزلة قضاء القضاة في الدولة العباسية
وكان شيخ الإسلام هو الذي يُعيّن القضاة في جميع المملكة بخلاف إمامة الجمعة، فإنها منصب علمي صرف
وكانت مشيخة الإسلام موجودة في الدولة الإيرانية في عهد الصفوية وهي أيضاً منصب علمييفوّض من قبل السلطان ويشبه إمامة الجمعة التي حدثت مكانه في الدولة القاجارية أوقبلها ).
من أطُُلق الشيعة الإمامية عليه اسم ( شيخ الإسلام ) من علمائهم
إنّ الناظر في التراث الشيعي ليتعجب كل العجب من ادعياء العلم من الشيعة اليوم ، الذين وجهوا سهامهم لشيخ الإسلام ابن تيمية دون حق ،
وشنّعوا على من أطلق عليه مسمى ( شيخ الإسلام )
وبالغوا في ذلك أشد المبالغة
في الوقت ذاته الذي هم يجهلون أو يتجاهلون أنّ هذا اللقب قد أطلقه الشيعة القدماء على المئات من علماءهم دون أن يكون لديهم ادنى حرج في ذلك !
فالقضية ليست قضية لقب وإنما قضية عداءواضح لابن تيمية
ورغبة في التشكيك في كل ما هو حوله وما يمسه.
وإليك أيها القارئ بعضاً من هذه الحجج الدامغة:
قال محسن الأمين في كتابه (أعيان الشيعة) 1/196
وكان الشيخ حسين بن عبد الصمد العاملي والد الشيخ البهائي معيناً شيخ الإسلام في هرات ).
وقال في ترجمة (السيد ابراهيم القاييني) بأنه كان (شيخ الإسلام في قاين)
أعيان الشيعة 2/199 نقلاً عن الشيخ عبد النبي القزويني في تكملةأمل الآمل
وقال في ترجمة الميرزا ابراهيم بن الميرزا غياث الدين الخوزاني (أسند إليه منصب مشيخة الإسلام بأصبهان)
أعيان الشيعة 2/203
ويقول في ترجمة الأمير محمد حسين ابن العلامة الأمير محمد صالح الأصفهاني أنه كان ( شيخ الإسلام ملاذ المسلمين )!
أعيان الشيعة 2/203
ويقول في ترجمة السيد ميرزا ابراهيم بنمحمد العاملي الكركي بأنه كان ( شيخ الإسلام في طهران )
أعيان الشيعة 2/207
وقد ترجم لابراهيم المشهدي باسم
( آقا ابراهيم المشهدي شيخ الإسلام )
أعيان الشيعة 2/227
ويقول في ترجمة
( السيد أبو الحسن ابن السيد عبد الله ... ابن نعمة الله الجزائري)
ما نصه
( وفي أيام كريم خان الزندي سلطان إيران نال مرتبة شيخ الإسلام )أعيان الشيعة 2/328
( السيد أبو الحسن ابن السيد عبد الله ... ابن نعمة الله الجزائري)
ما نصه
( وفي أيام كريم خان الزندي سلطان إيران نال مرتبة شيخ الإسلام )أعيان الشيعة 2/328
وترجم محسن الأمين لأبي الحسن المهدي باسم
( شيخ الإسلام أبو الحسن بن علي بن محمد المهدي )
أعيان الشيعة 2/329
وكذلك الحال في حسن اللاهجي حيث قال
( حسن اللاهجي شيخ الإسلام )
أعيان الشيعة 2/367 تحت ترجمة الشيخ أبو طالب بن عبد الله الجيلاني الأصفهاني
وقال محسن الأمين في ترجمة محمد بن ماجد
( كان العالم الشيخ محمد بن ماجد شيخ الإسلام وولي الحسبة الشرعية في البحرين )
انظر ترجمته في أعيان الشيعة 3/69
ويقول عن أبو الحسن الجزائري
( وشيخنا الأجل الأعلم شيخ الإسلام زين الدين أبو الحسن علي بن هلال الجزائري )
أعيان الشيعة 3/138
ويقول في ترجمة السيد ميرزا أسد الله الطباطبائي التبريزي
( كان فقيهاً متكلماً ، وهو شيخ الإسلام من طرف نادر شاه وكريم خان الزندي في بلادآذربيجان ).
ويقول في ترجمة اسماعيل التبريزي
( كان من علماء تبريز وشيخ الإسلام فيها )
أعيان الشيعة 3/314
ويقول عن غياث الدين
( كان من فقهاء المشهد وله منصب شيخ الإسلام )
أعيان الشيعة 3/470
وقال في ترجمة جواد الكاظمي
( وكان من أجلة تلامذة شيخنا البهائي ، كان شيخ الإسلام في استراباد ) أعيان الشيعة 4/271
وهناك الكثير الكثير من هذه الأسماء أعرضت عنها للاختصار
هذا بخلاف الأسماء الأخرى
كـ
( ثقة الإٍسلام )
و
(أمين الإٍسلام )
و
(ركن الإسلام)
والتي فيها من الدلالة ما في لفظ (شيخ الإسلام) وربما زيادة
لكن
المفاجأة فيما سيأتي!
ابن المطهر الحلي أبرز أعداء ابن تيمية كان شيخاً للإسلام عندهم !
من محاسن الصدف - كما يقول عامة الناس - التي أوقعت هؤلاء الأدعياء في حرج شديد أن تجد ابن المطهرالحلي صاحب كتاب ( منهاج الكرامة ) الذي رد عليه شيخ الإسلام ابن تيمية بكتابه الشهير ( منهاج السنة ) عُرف باسم ( شيخ الإسلام ) عند الشيعة الإمامية دون استنكارأحد منهم
في حين أنهم يوجهون السهام لابن تيمية وكأنه أول من قيل فيه هذا الإسم أو ابتدعه على خارطة المشيخة في الإسلام !
يقول محسن الأمين واصفاً ابن المطهر
(وشيخ الكل الإمام الأجل شيخ الإسلام قاطبة فقيه أهل البيت في زمانه بحر العلوم مفتي الفرق جمال الدين ابي منصور الحسن بن يوسف بن المطهر قدس الله روحه ونوّرضريحه ) !
ويقول فيه في موضع آخر
( تاج الشريعة ركن الإسلام )
أعيان الشيعة 3/138
أن يُطلق على ابن المطهر لقب ( شيخ الإسلام )
و
( تاج الشريعة )
و ( ركن الإسلام )
فهذا أمر طبيعي لا يُحتاج معه إلى وقفة
لكن
ان يُطلق على ابن تيمية لقب ( شيخ الإسلام ) كباقي علماء المسلمين فتلك جريمة لا تُغتفر !
أين هؤلاء من الإنصاف ومن الموضوعية وهم يتمسحون بها ليل نهار؟!
آية الله العظمى أم شيخ الإسلام؟
وهنا حُق لنا أن نتساءل
( أوليس لقب ( آية الله العظمى )
و
( حجة الإسلام والمسلمين )
وأمثالها من الألقاب أولى بالوقوف من لقب ( شيخ الإسلام )؟
من أين جاءت هذه الأسماء؟
وهل هي في الأصل ترجمة عربية ولقب ممسوخ من تسميةعُرفت في التاريخ لرجال الدين عند المجوس كما يقول موسوى الموسوي رحمه الله؟
هذا
والحمد لله رب العالمين.
والنقل
لطفا من هنا
http://www.11emam.com/vb/showthread.php?t=17987