خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    معنى : كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية معنى : كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 13.03.10 11:06

    معنى : كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار

    معنى : كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار Bedaa-thumb2
    ظهور البدع والمحدثات في الدين، أفكارا كانت أو أعمالا، مزيدة أو منقوصة، كل ذلك يعد انحرافا وتنكبا عن السبيل، لأنها في حقيقة الأمر ضلالة وأن نتجت بدافع من المبالغة في الطاعة، وهذه القاعدة الشرعية الأصيلة حسمت القول في الحكم على البدع والمحدثات، وهي كما ترى مكونة من جملتين قصيرتين، كل واحدة منهما يمكن أن تعد ضابطا مندرجا تحت القاعدة الكلية. وهذه القاعدة الكلية من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس من وضع العلماء من الأصوليين أو الفقهاء أو غيرهم، فعن جابر رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في خطبته يحمد الله ويثني عليه بما هو له أهل ثم يقول (من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، إن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار...) الحديث، وعن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ثم أقبل علينا فوعظنا موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب فقال قائل يا رسول الله فكأن هذه موعظة مودع فماذا تعهد إلينا؟ فقال: (أوصيكم بتقوى الله، والسمع والطاعة وإن عبدا حبشيا، فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي، وسنة الخلفاء المهديين الراشدين، تمسكوا بها وعضوا بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة)، هذا، ولعل من المفيد للقارئ الكريم - إن شاء الله - أن نبسط له الكلام في شرح القاعدة الذهبية في السطور القليلة التالية، والله ولي التوفيق.

    أولا: معنى البدعة
    دأب أهل العلم في تعريف المصطلحات أن يعرفوا لها بتعريفين، تعريف لغوي يرد المصطلحات إلى أصلها في كلام العرب، وآخر يكشف عن مراد الشارع بها سواء كان مطابقا للمعنى اللغوي أو كان زائدا عليها بمعان جديدة.

    1- البدعة في اللغة:
    البدعة في اللغة هو الشيء الحديث المخترع على غير مثال سابق، قال الرازي رحمه الله في مختار الصحاح (أبدع الشيء اخترعه لا على مثال، والله بديع السماوات والأرض أي مبدعهما، والبديع المبتدع والمبتدع أيضا...)، وقال ابن منظور رحمه الله (والبدع الشيء الذي يكون أولا، وفي التنزيل {قُلْ مَا كُنتُ بِدْعاً مِّنْ الرُّسُلِ} أي ما كنت أول من أرسل قد أرسل قبلي رسل كثير).

    2- البدعة في الاصطلاح:
    عرف الإمام الشاطبي رحمه الله البدعة الشرعية بقوله (طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشرعية يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله سبحانه، وهذا على رأي من لا يدخل العادات في معنى البدعة وإنما يخصها بالعبادات وأما على رأي من أدخل الأعمال العادية في معنى البدعة فيقول: البدعة طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشرعية يقصد بالسلوك عليها ما يقصد بالطريقة الشرعية). وقال أبو شامة في تعريف البدعة هو (وهو ما لم يكن في عصر النبي صلى الله عليه وسلم مما فعله أو أقر عليه أو علم من قواعد شريعته الإذن فيه وعدم النكير عليه). وأفضل تعريف للبدعة في نظري أن البدعة هي (المحدث في الدين) فهو مطابق لقوله صلى الله عليه وسلم عليه وسلم (كل محدثة بدعة). إذن فإن كل عقيدة أو عبادة أو سلوك أو قانون مخالف للكتاب والسنة وهدي سلف الأمة الصالح رحمهم الله و قواعد الشريعة الإسلامية و أصولها الكلية بدعة.

    ثانيا: معنى (كل بدعة ضلالة)
    هذا الشق من القاعدة بيان صريح في أن كل البدع المحدثة في الدين بلا استثناء ضلال، (فقوله صلى الله عليه وسلم (كل بدعة ضلالة) من جوامع الكلم لا يخرج عنه شيء، وهو أصل من أصول الدين، وهو شبيه بقوله صلى الله عليه وسلم عليه وسلم (من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد) فكل من أحدث شيئا ونسبه إلى الدين، ولم يكن له أصل من الدين يرجع إليه فهو ضلالة، والدين بريء منه، وسواء في ذلك مسائل الاعتقادات أو الأعمال أو الأقوال الظاهرة و الباطنة). وقوله (ضلال) يقتضى بطلان التعبد به بأي وجه من الوجوه، وذلك لعدم الإذن به من الله ورسوله، والإسلام مبني على قاعدتين عظيمتين هما:
    أولا: توحيد الله وإفراده بالعبادة وهو مقتضى شهادة أن لا إله إلا الله.
    ثانيا: اتباع النبي صلى الله عليه وسلم والتقرب إلى الله بما جاء به وهو مقتضى شهادة أن محمداً رسول الله، فكل ما يعتقده الناس مما خالف الكتاب والسنة فهو مجرد خرافات وأوهام ومن وحي الشيطان، وكل ما يتقربون به من ذلك فهو مجرد طقوس لا تزكي نفسا و لا تطهر قلبا، فالبدعة سراب يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا {وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاء حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ}.
    وكان السلف الصالح رحمه الله يدركون هذا المعنى جيدا وينهون وينأون عن البدع المحدثة في الدين ولا يستحسنون منها شيئا، قال الإمام سفيان الثوري رحمه الله تعالى (البدعة أحب إلى إبليس من المعصية، المعصية يتاب منها، والبدعة لا يتاب منها).


    ثالثا: (معنى كل ضلالة في النار)
    من المتقرر في الشريعة الإسلامية المطهرة أن كل ما خالف الحق الذي جاء به الكتاب والسنة فهو ضلال قال تعالى {فَذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ}، ولكن درجات المخالفة للكتاب والسنة متفاوتة كتفاوت درجات الأمر والنهي، ولذلك قد تكون المخالفة مؤدية إلى الكفر لتعلقها بأصل الدين، أو تكون مجرد معصية لا تخرج أحدا من الملة لتعلقها بالفروع، وفي كلا الحالتين تؤثر عوارض الأهلية من الجهل والنسيان والتأويل والإكراه في المؤاخذة بالمخالفة الشرعية أو عدمها.

    ففي باب البدع مثلا نجد أن البدع مختلفة ومتنوعة، فمنها المكفرة المخرجة من الدين كالقول بوحدة الوجود مثلا، ومنها المفسقة كالخروج على أئمة المسلمين وشق جماعتهم. وعليه فما كان من البدع مكفرة وليس لمقترفها عذر شرعي، فمن مات عليها ولم يتب فهو في النار، قال تعالى {وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيراً} أي (مستقرا و محصرا وسجنا لا محيد لهم عنه)، وأما البدع التي دون الكفر فهي من جنس المعاصي كالتعبد بالأذكار والصلوات المحدثة، وأهلها تحت مشيئة الله تعالى يوم القيامة، إن شاء غفر لهم وتجاوز عنهم برحمته الواسعة وأدخلهم الجنة ابتداء، وإن شاء عذبهم في النار، ثم أدخلهم الجنة بما لديهم من أصل التوحيد و الإيمان وسائر الأعمال الصالحة، قال تعالى: {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً}.

    خاتمة:
    إن البدع المحدثة في الدين ضلال مبين وعمل مشين، سواء كانت عقيدة في القلوب تطمس أنوار الفطرة، أو كانت أعمالا مردودة على أصحابها بعد التعب والنصب.
    ثم إنها ولو صدرت عن حسن نية وسلامة طوية ذنب ومعصية، يؤاخذ بها المكلف ويحاسب عليها شأن كل قضية، ذلك لأنها مخالفة للكتاب والسنة وهي أصل كل بلية، قال تعالى: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}.


    والنقل
    لطفا من هنا
    http://www.dawalh.com/vb/showthread.php?2835-معنى-كل-بدعة-ضلالة-وكل-ضلالة-في-النار&s=1345126caf4482fa161e6d30294fad77

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: معنى : كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 13.03.10 11:09

    البدعة كما عرفها الأئمة لغة واصطلاحاً وأقسامها وشبهات والرد عليها
    تعريف البدعة لغة واصطلاحاً..
    معنى : كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار 0159

    الصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..
    والسلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،


    معنى : كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار Line


    تعريف البدعة لغة واصطلاحاً

    أولاً : تعريف البدعة لغة :

    قال الراغب الأصفهاني : ( الإبداع إنشاء صنعة بلا احتذاء واقتداء ... والبديع يقال للمبدع نحو قوله :
    ( بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ )
    . وقوله تعالى : ( قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ ) قيل معناه مبدعاً
    لم يتقدمني رسول ... والبدعة في المذهب إيراد قول لم يستن قائلها وفاعلها فيه بصاحب الشريعة وأماثلها المتقدمة وأصولها المتقنة ) [المفردات ص 38-39]

    وقـال أبـو الـبـقـاء الـكـفـوي : ( الـبـدعة كـل عمل عـُمل عـلى غـير مـثـال سـبـق فـهـو بدعة ) [الكليات ص 226]

    ثانياً : تعريف البدعة اصطلاحاً :

    اختلفت أنظار العلماء في تعريف البدعة وتحديد مفهومها فمنهم من حصر البدعة في باب العبادات فضيق مفهومها فقصرها على
    الابتداع في باب العبادات اصطلاحاً .
    ومنهم من وسع مفهومها فأطلقها على كل محدث من الأمور وجعلها تنقسم إلى أقسام خمسة : فهي إما واجبة أو مندوبة أو مباحة أو
    مكروهة أو محرمة [انظر مسالك العلماء في تعريف البدعة في المصادر الآتية : قواعد الأحكام 2/172 ،
    الاعتصام 1/37 ، تهذيب الأسماء واللغات 3/22 ، الباعث ص 13 ، اقتضاء الصراط المستقيم ص 270 ، الأمر بالاتباع ص 81 ، تلبيس إبليس ص 16 ، فتح الباري 5/156 ، جامع العلوم والحكم ص 335 ، الفروق 4/202 ، تهذيب الفروق 4/217 ، الإبداع ص 26 ، البدعة ص 195 ، إصلاح المساجد ص 14 ، إتقان الصنعة ص 7 ، السنة والبدعة ص 195 ، السنن والمبتدعات ص 15 ، كلمة علمية هادئة في البدعة وأحكامها ص 12 ، فتاوى العقيدة ص 611 ، فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء 2/321 ، الموسوعة الفقهية 8/21.
    (1) قواعد الأحكام 2/172 فما بعدها ، فتاوى العز بن عبد السلام ص 328 ، تلبيس إبليس ص 16-17 ، تهذيب الأسماء واللغات 3/22-23 ، الباعث ص 28 ، الفروق 4/202-205 ، النهاية 1/106 ، عمدة القاري 8/245 ، فتح الباري 5/156-157 ، الأمر بالاتباع ص 89 ،
    الإبداع ص 31]

    وقد سار على أحد هذين المنهجين علماء أجلاء وعلماء أعلام لكل وجهة هو موليها وكل منهم يقصد الوصول إلى ما اعتقد أنه الحق والصواب وكل منهم اجتهد فله أجران إن أصاب وأجر واحد إن خالف قوله الصواب وسنذكر المنهجين بإختصار شديد و نبين الراجح مع الاستدلال بإختصار شديد.

    ملحوظة: من أراد التوسع في الأمر يرسل لي لكي أرسل له أدلة الطرفين مع ترجيح الأدلة بينهما و الله المستعان لأننا لن نستطيع أن
    نسترسل في أدلة الطرفين لطولها فقط سنكتب الرأيين و الترجيح .

    معنى : كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار Line

    المنهج الأول للعلماء في تعريف البدعة:

    يرى جماعة من أهل العلم منهم الإمام عز الدين بن عبد السلام سلطان العلماء وابن الجوزي وأبو شامة المقدسي والنووي والعيني
    وابن الأثير والقرافي والحافظ ابن حجر والسيوطي وغيرهم [قواعد الأحكام 2/172 فما بعدها ، فتاوى العز بن
    عبد السلام ص 328 ، تلبيس إبليس ص 16-17 ، تهذيب الأسماء واللغات 3/22-23 ، الباعث ص 28 ، الفروق 4/202-205 ،
    النهاية 1/106 ، عمدة القاري 8/245 ، فتح الباري 5/156-157 ، الأمر بالاتباع ص 89 ، الإبداع ص 31]
    أن البدعة تطلق
    على كل محدثة لم توجد في كتاب الله سبحانه وتعالى ولا في سنة رسوله صلى الله عليه و سلم سواء أكانت في العبادات أم العادات وسواء أكانت محمودة أو مذمومة.
    ويرى هؤلاء العلماء أن البدعة تنقسم إلى حسنة وسيئة فإن وافقت السنة فهي حسنة محمودة وإن خالفت السنة فهي سيئة مذمومة .
    وبناء على هذا الأساس قالوا إن البدعة تنقسم إلى الأقسام الخمسة فهي إما أن تكون واجبة أو مندوبة أو مباحة أو مكروهة أو محرمة .

    المنهج الثاني للعلماء في تعريف البدعة:

    وذهب جماعة من أهل العلم إلى أن البدعة مخالفة للسنة ومذمومة شرعاً لأنها محدثة لا أصل لها في الشرع وعلى هذا الإمام مالك
    والبيهقي والطرطوشي وشيخ الإسلام ابن تيمية والزركشي وابن رجب والشُّمَنِي الحنفي وغيرهم ، واختاره جماعة من العلماء المعاصرين
    [الفروق 4/202 ، تهذيب الفروق 4/229 ، الحوادث والبدع ص 21 ، اقتضاء الصراط المستقيم
    ص 270-271 ، جامع العلوم والحكم ص 335 ، البدع والمصالح المرسلة ص 103-107]


    وأساس هذا المنهج هو تعريف البدعة بالمحدث المخالف للسنة الذي جعل ديناً قويماً وصراطاً مستقيماً وعلى هذا مشى الشاطبي في أحد تعريفيه للبدعة حيث قال : ( فالبدعة إذا عبارة عن طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشرعية يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله سبحانه . وهذا على رأي من لا يدخل العادات في معنى البدعة وإنما يخصها بالعبادات ) [الاعتصام 1/37]

    معنى : كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار Line

    المنهج المرجح في تعريف البدعة:

    و بعد النظر في قولي العلماء تم ترجيح المنهج الثاني في تعريف البدعة على أنه لا بدعة حسنة في الدين و أن كل البدع مذمومة و
    هذا للآتي - مع الرد على بعض الشبهات التي يطلقها كثير من المبتدعة بل و العوام على جواز الإبتداع و أنه هناك بدعة حسنة في الدين - الشبهات في الرسالة القادمة - :

    1 . إن القول بأن البدعة في الدين تنقسم إلى حسنة وسيئة مما لا أصل له في الشرع فلا دليل عليه من قول الرسول صلى الله عليه و سلم
    فلم يرد لفظ البدعة على لسان رسول الله صلى الله عليه و سلم إلا على سبيل الذم .

    2 . قال الشاطبي : ( إن هذا التقسيم - تقسيم البدعة خمسة أقسام - أمر مخترع لا يدل عليه دليل شرعي بل هو في نفسه متدافع لأن من
    حقيقة البدعة أن لا يدل عليها دليل شرعي لا من نصوص الشرع ولا من قواعده إذ لو كان هنالك ما يدل من الشرع على وجوب أو ندب أو إباحة لما كان ثمَّ بدعة وكان العمل داخلاً في عموم الأعمال المأمور بها أو المخير فيها ... ) [الاعتصام 1/191-192]

    3 . قول الرسول صلى الله عليه و سلم : << كل بدعة ضلالة >> عام في كل بدعة أحدثت بعده
    صلى الله عليه و سلم للتقرب بها إلى الله عز وجل .

    4 . قول الرسول صلى الله عليه و سلم : << كل بدعة ضلالة >> كلية عامة شاملة مسوَّرة بأقوى
    أدوات الشمول والعموم " كل " والذي نطق بهذه الكلية وهو الرسول صلى الله عليه و سلم يعلم مدلول هذا اللفظ وهو أفصح الخلق
    وأنصح الخلق للخلق لا يتلفظ إلا بشيء يقصد معناه [الإبداع في كمال الشرع ص 18]

    ملحوظة : إن هذا المبحث الصغير من الأهمية بمكان ، إذ أن معظم أقربائنا و أهلنا و غيرهم من الأصدقاء و ما إلى ذلك يرددون هذه
    الشبهات كالببغاوات لا يعلمون من ورائها إلا أن يحللوا ما يفعلون ، و للأسف كثيراً ما نقصر في الرد عليهم لا لأننا لا نريد بل لأننا
    لا نعرف الرد على هذه الشبهات و غيرها مما سنحاول أن نورده بإذن الله تعالى في أقرب وقت ..



    ................................

    الشبهة الأولى

    قول عمر رضي الله عنه الذي رواه الإمام البخاري بسنده عن عبد الرحمن بن عبد بن عبد القاري أنه قال : << خرجت مع عمر بن الخطاب ليلة في رمضان إلى المسجد فإذا الناس أوزاع متفرقون يصلي الرجل لنفسه ، ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرهط ، فقال عمر : إني أرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل ثم عزم فجمعهم على أبي بن كعب ثم خرجت معه ليلة أخرى والناس يصلون بصلاة قارئهـم ، قال عمر : نعم البدعة هذه والتي ينامون عنها أفضل ، يريد آخر الليل وكان الناس يقومون أوله >> [صحيح البخاري مع الفتح 5/155-156] وقوله أوزاع أي جماعة متفرقون .
    قال الحافظ ابن حجر : ( في بعض الروايات نعمت البدعة بزيادة تاء ) [فتح الباري 5/156]


    الرد على الشبهة الأولى

    1 - قول عمر رضي الله عنه << نعمت البدعة هذه >> ليس فيه ما يفيد أن لفظ البدعة بمجرده يطلق في الشرع على ما هو حسن وإنما يقصد بقول عمر رضي الله عنه البدعة بمعناها اللغوي فهي التي تنقسم إلى حسنة وسيئة .


    2 - قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ( أكثر ما في هذا تسمية عمر تلك بدعة مع حسنها وهذه تسمية لغوية لا تسمية شرعية وذلك أن البدعة في اللغة تعم كل فعل ابتداء من غير مثال سابق وأما البدعة الشرعية فكل ما لم يدل عليه دليل شرعي ) [اقتضاء الصراط المستقيم ص 276]

    3 - وقال الإمام الشاطبي مجيباً ومعلقاً على قول عمر نعمت البدعة : ( بأن صلاة التراويح في رمضان جماعة في المسجد فقد قام بها النبي صلى الله عليه و سلم واجتمع الناس خلفه .
    فخرج أبو داود عن أبي ذر قال : << صمنا مع رسول الله صلى اله عليه و سلم رمضان فلم يقم شيئاً من الشـهر حـتـى بـقي سبـع ، فقام بنا حتى ذهب ثلث الليل فلما كانت السادسة لم يقم بنا ؟ فلما كانت الخامسة قام بنا حتى ذهب شطر الليل فقلنا : يا رسول الله لو نفلتنا قيام هذه الليلة ؟ قال ، فقال : إن الرجل إذا صلى مع الإمام حتى ينصرف حسب له قيام ليلة . قال : فلما كانت الرابعة لم يقم ، فلما كانت الثالث جمع أهله ونسائه والناس فقام بنا حتى خشينا أن يفوتنا الفلاح . قال ، قلت : وما الفلاح ؟ قال السحور . ثم لم يقم بنا بقية الشهر >>
    [ونحوه في الترمذي وقال فيه: حسن صحيح]

    معنى : كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار F10

    لكنه صلى الله عليه و سلم لما خـاف افـتـراضـه عـلـى الأمة أمسك عن ذلك ففي الصحيح عن عائشة رضي الله عنها :
    << أن النبي صلى الله عليه و سلم صلى في المسجد ذات ليلة فصلى بصلاته ناس . ثم صلى القابلة فكثر الناس ثم اجتمعوا الليلة الثالثة أو الرابعة فلم يخرج إليهم النبي صلى الله عليه و سلم فلما أصبح قال : قد رأيت الذي صنعتم فلم يمنعني من الخروج إلا أني خشيت أن يفرض عليكم >> [وذلك في رمضان وخرجه مالك في الموطأ]

    فتأملوا ففي هذا الحديث ما يدل على كونها سنة فإن قيامه أولاً بهم دليل على صحة القيام في المسجد جماعة في رمضان وامتناعه بعد ذلك من الخروج خشية الافتراض لا يدل على امتناعه مطلقاً لأن زمانه كان زمان وحيٍ وتشريع فيمكن أن يوحى إليه إذا عمل به الناس بالإلزام : فلما زالت علة التشريع بموت رسول الله صلى الله عليه و سلم رجع الأمر إلى أصله وقد ثبت الجواز فلا ناسخ له ) [الاعتصام 1/193-195 ، وانظر الحوادث والبدع ص 51-52 ، الإبداع ص 78-80]
    4 - و ربما يقول قائل لماذا لم يقم بها أبو بكر رضي الله عنه ؟! نرد و نقول - و الله المستعان - : لأحد أمرين : إما لأنه رأى أن قيام الناس آخر الليل وما هم به عليه كان أفضل عنده من جمعهم على إمام أول الليل [ذكره الطرطوشي] وإما لضيق زمانه رضي الله عنه عن النظر في هذه الفروع مع شغله بأهل الردة وغير ذلك مما هو أوكد من صلاة التراويح .
    فلما تمهد الإسلام في زمن عمر رضي الله عنه ورأى الناس في المسجد أوزاعاً - كما جاء في الخبر - قال : لو جمعت الناس على قارئ واحد لكان أمثل فلما تم له ذلك نبه على أن قيامهم آخر الليل أفضل ثم اتفق السلف على صحة ذلك وإقراره والأمة لا تجتمع على ضلالة ، وقد نص الأصوليون أن الإجماع لا يكون إلا عن دليل شرعي .


    __________________________________________________ __________


    الشبهة الثانية

    قولهم : هناك تعارض بين قول النبي صلى الله عليه وسلم :
    << من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة >> [رواه مسلم] ،
    وبين قوله صلى الله عليه و سلم : << كل بدعة ضلالة >>
    معنى : كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار 2viobar

    الرد على الشبهة الثانية

    1 - لا يمكن أن يصدر عن الصادق المصدوق قول يكذب قولاً آخر له ولا يمكن أن يتناقض كلام رسول الله صلى الله عليه و سلم أبداً .

    2 - الرسـول صلى الله عليه و سلم يقول : << من سن في الإسلام >> والبدع ليست من الإسلام ، ويقول : << حسنة >> والبدعة
    ليست بحسنة وفرق بين السن والابتداع .

    3 - إن معنى قوله صلى الله عليه و سلم : << من سن >> أي من أحيا سنة كانت موجودة فعدمت فأحياها وعلى هذا فيكون
    " السن " إضافياً نسبياً كما تكون البدعة إضافية نسبية لمن أحيا سنة بعد أن تركت .

    4 - سبب ورود الحديث وهو قصة النفر الذين وفدوا على النبي صلى الله عليه و سلم وكانوا في حالة شديدة من الضيق فدعا
    النبي صلى الله عليه و سلم إلى التبرع لهم فجاء رجل من الأنصار بصرة من فضة كادت تثقل يده فوضعها بين يدي الرسول صلى
    الله عليه و سلم ، فجعل وجه النبي صلى الله عليه و سلم يتهلل من الفرح والسرور وقال << من سن في الإسلام سنة حسنة فله
    أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة >> فهنا يكون معنى " السن " سن العمل تنفيذاً وليس سن العمل تشريعاً فصار معنى
    << من سن في الإسلام سنة حسنة >> من عمل بها تنفيذاً لا تشريعاً لأن التشريع ممنوع.



    ____________________

    الشبهة الثالثة..

    قولهم بأن قول رسول الله صلى الله عليه و سلم : << أنتم أعلم بأمر دنياكم >>
    [(صحيح) انظر حديث رقم: 1488 في صحيح الجامع] دليل كافٍ على ان هناك بدعة حسنة و أنه لا يجب الرجوع إلى الشرع
    في كل الأمور .
    معنى : كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار 134

    الرد على الشبهة الثالثة

    1 - نقول لهم : هذا دليل واضح على عدم فهمكم للبدعة من عدمه .

    2 - قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : << إذا كان شيء من أمر دنياكم فأنتم أعلم به وإذا كان شيء من أمر دينكم فإلي >>
    [(صحيح) انظر حديث رقم: 767 في صحيح الجامع] ، و هذا دليل نقلي صحيح يفحم كل مماحك .

    3 - إن البدعة هي التعبد لله بما لم يشرعه الله سبحانه وتعالى ولا جاء به الرسول صلى الله عليه و سلم ولم يأت عن الخلفاء
    الراشدين وهذا لا يكون إلا في العقائد والعبادات فالبدعة التي تعد بدعة في الدين هي البدعة في العقيدة أو العبادة قولية أو فعلية
    كبدعة نفي القدر وبناء المساجد على القبور وإقامة القباب على القبور وقراءة القرآن عندها للأموات والاحتفال بالموالد إحياء
    لذكرى الصالحين والوجهاء والاستغاثة بغير الله والطواف حول المزارات فهذه وأمثالها كلها ضلال لقول النبي صلى الله عليه
    و سلم : << إياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة >> لكن منها ما هو شرك أكبر يخرج من الإسلام كالاستغاثة
    بغير الله فيما هو من وراء الأسباب العادية والذبح والنذر لغير الله إلى أمثال ذلك مما هو عبادة مختصة بالله ومنها ما هو ذريعة إلى
    الشرك كالتوسل إلى الله بجاه الصالحين والحلف بغير الله وقول الشخص ما شاء الله وشئت ولا تنقسم البدع في العبادات إلى الأحكام الخمسة كما زعم بعض الناس لعموم الحديث : << كل بدعة ضلالة >> [فتاوى اللجنة الدائمة 2/321] ، وأما الأمور العادية والدنيوية فالمحدث منها لا يسمى بدعة شرعاً وإن سمي بدعة لغة فلا تعد المحدثات الجديدة بدعاً في الدين مثل الطائرات ووسائل الاتصالات
    ومكبرات الصوت ... الخ .
    وكذلك ما يعد من الوسائل كتعلم العلوم المختلفة كعلم النحو وكذا طبع المصحف وحفظه بوسائل الحفظ الحديثة كالأشرطة المسجلة والحاسوب ونحوها فهذه الوسائل لها أحكام الغايات والمقاصد فإذا كانت الغايات مشروعة كانت وسائلها المؤدية إليها مشروعة
    وليست من البدع في شيء.

    معنى : كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار 134


    الأصل في العبادة .... الاتباع
    إن الأصل في باب العبادات هو اتباع الرسول صلى الله عليه و سلم بدون زيادة ولا نقصان فليس لأحد مهما كان أن يزيد في العبادة
    شيئاً ولا أن ينقص منها شيئاً وقد أمر الرسول صلى الله عليه و سلم في حديثين صحيحين مشهورين بالالتزام بالعبادة كما فعلها هو
    عليه الصلاة والسلام .
    أولهما : قوله صلى الله عليه و سلم: << صلوا كما رأيتموني أصلي >> وهذا بعض حديث رواه الإمام البخاري في صـحيحه بسنده
    عن أبي قلابة قال : حدثنا مالك - هو ابن الحويرث رضي الله عنه - قال : << أتينا رسول الله صلى الله عليه و سلم ونحن شببة
    متقاربون فأقمنا عنده عشرين يوماً وليلة وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم رحيماً رفيقاً فلما ظن أنا قد اشتهينا أهلنا أو قد
    اشتقنا سألنا عمن تركنا بعدنا فأخبرناه . قال : ارجعوا إلى أهليكم فأقيموا فيهم وعلموهم ومروهم وذكر أشياء أحفظها أو لا أحفظها وصلوا كما رأيتموني أصلي فإذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم وليؤمكم أكبركم >> [صحيح البخاري مع الفتح 2/252]
    فهذا الحديث الصحيح الصريح يقرر هذا الأصل وهو لزوم الاتباع في الصلاة كما كان النبي صلى الله عليه و سلم يصلي . فنؤدي
    الصلاة كما وردت عن رسول صلى الله عليه و سلم بلا زيادة ولا نقصان .
    معنى : كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار Glitterline-043
    ثانيهما : قول الرسول صلى الله عليه و سلم : << خذوا عني مناسككم >>
    [وهو حديث صحيح رواه مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجة وغيرهم بألفاظ متقاربةصحيح مسلم بشرح النووي 3/419 ، سنن أبي داود مع شرحه عون المعبود 5/310 ،
    سنن النسائي 5/270 ، سنن ابن ماجة 2/1006]
    روى الإمام مسلم في صحيحه بسنده عن أبي الزبير أنه سمع جابراً يقول: << رأيت النبي صلى الله عليه و سلم يرمي على راحلته يوم النحر ويقول : لتأخذوا مناسككم فإني لا أدري لعلي لا أحج بعد حجتي هذه >> [صحيح مسلم بشرح النووي 3/419]
    قال الإمام النووي في شرحه للحديث : ( وأما قوله صلى الله عليه و سلم : << لتأخذوا مناسككم >> فهذه اللام لام الأمر ومعناه خذوا مناسككم وهكذا وقع في رواية غير مسلم ، وتقديره هذه الأمور التي أتيت بها في حجتي من الأقوال والأفعال والهيئات هي أمور الحج وصفته وهي مناسككم فخذوها عني واقبلوها واحفظوها واعملوا بها وعلموها الناس . وهذا الحديث أصل عظيم في مناسك الحج وهو نحو قوله صلى الله عليه و سلم : << صلوا كما رأيتموني أصلي >> ) [شرح النووي على صحيح مسلم 3/420]
    فهذان الحديثان يدلان على أن الأصل في العبادات هو التوقيف على رسول الله صلى الله عليه و سلم فلا يثبت شيء من العبادات
    إلا بدليل من الشرع .
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ( وجماع الدين أصلان أن لا يعبد إلا الله ولا نعبده إلا بما شرع لا نعبده بالبدع ، كما قال تعالى
    ( فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ) [سورة الكهف الآية 110]
    وذلك تحقيق الشهادتين شهادة أن لا إله إلا الله وشهادة أن محمداً رسول الله ، ففي الأولى : أن لا نعبد إلا إياه .
    وفي الثانية : أن محمداً هو رسوله المبلغ فعلينا أن نصدق خبره ونطيع أمره وقد بين لنا ما نعبد الله به ونهانا عـن مـحـدثـات الأمـور وأخـبـر أنـهـا ضـلالة ، قال تعالى ( بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ) )
    [العبودية ص 170-171]

    معنى : كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار Glitterline-043


    حكم البدعة
    إن البدعة مذمومة شرعاً لأنها إما زيادة في الدين أو نقص منه أو تغيير فيه فهي تقع في دائرة النهي ولا تخرج عنها ، قال الشاطبي يرحمه الله في بيان حكم البدعة ما نصه : ( ... ثبت في الأصول أن الأحكام الشرعية خمسة نخرج عنها الثلاثة فيبقى حكم الكراهية وحكم التحريم فاقتضى النظر انقسام البدع إلى القسمين فمنها بدعة محرمة ومنها بدعة مكروهة وذلك أنها داخلة تحت جنس المنهيات - وهي - لا تعدو الكراهة والتحريم فالبدع كذلك ) [الاعتصام 2/36-37]
    وليس المقصود بالكراهة في كلام الشاطبي الكراهة التنزيهية وإنما الكراهة التحريمية ، لأن الكراهة التنزيهية اصطلاح للمتأخرين لم يعرف عن المتقدمين من السلف فلم يقولوا فيما لا حرج فيه إنه مكروه ولم يكن من شأنهم أن يقولوا فيما لا نص فيه ، هذا حلال وهذا حرام لئلا يكونوا ممن قال الله تعالى فيهم : ( وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ ) [سورة النحل الآية 116]
    معنى : كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار 7.7
    قال الشاطبي : ( فإذا وجدت في كلامهم - أي السلف - في البدعة أو غيرها " أكره هذا ولا أحب هذا وهذا مكروه " وما أشبه ذلك فلا تقطعن على أنهم يريدون التنزيه فقط فإنه إذا دل الدليل في جميع البدع على أنها ضلالة فمن أين يعد فيها ما هو مكروه كراهية التنزيه ؟ ) [الاعتصام 2/55]
    1 - ويدل على أن البدعة لا تكون مكروهة تنزيهاً قوله صلى الله عليه و سلم : << من رغب عن سنتي فليس مني >> وقد جاء هذا القول النبوي رداً على من قال من الصحابة : << أما أنا فأقوم الليل ولا أنام >> وعلى من قال : << أما أنا فلا أتزوج النساء >> وعلى من قال : << أما أنا أصوم الدهر ولا أفطر >> وهذا قد ورد في حديث النفر الثلاثة الذين سألوا عن عبادة النبي صلى الله عليه و سلم ، فأتى النبي صلى الله عليه و سلم بهذه العبارة وهي أشد شيء في الإنكار ولم يكن ما التزم به هؤلاء الثلاثة من الصحابة إلا فعل مندوب أو ترك مندوب إلى فعل مندوب آخر .
    معنى : كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار 7.7
    2 - ويدل على ذلك أيضاً ما جاء في الحديث أنه عليه الصلاة والسلام : << رأى رجلاً قائماً في الشمس فقال : ما بال هذا ؟ قالوا : نذر ألا يستظل ولا يتكلم ولا يجلس ويصوم ، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : مره فليجلس وليتكلم وليستظل وليتم صومه >> [رواه البخاري]قال الإمام مالك : ( وقد أمره رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يتم ما كان لله طاعة ويترك ما كان لله معصية ) [صحيح البخاري مع الفتح 11/5 ، صحيح مسلم مع شرح النووي 3/525]
    معنى : كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار 7.7
    3 - ويدل على ذلك أيضاً ما رواه الإمام البخاري في صحيحه عن قيس بن أبي حازم قال : << دخل أبو بكر على امرأة من أحمس يقال لها زينب بنت المهاجر فرآها لا تكلم ، فقال : مالها لا تكلم ؟ قالوا : حجت مصمتة . قال لها : تكلمي فإن هذا لا يحل هذا من عمل الجاهلية … >> [صحيح البخاري مع الفتح 8/148 ، وقد نسب الشيخ علي محفوظ هذا القول إلى رسول الله وهو خطأ انظر الإبداع ص 145]
    فتأمل كيف جعل القيام في الشمس وترك الكلام من المعاصي مع أنهما من المباحات ولكن لما أجريت مجرى المشروعات صارت معصية لله عند الإمام مالك كما في الأول وعند أبي بكر رضي الله عنه في الثاني .
    فالبدعة معصية لله تعالى لأنها مضادة للشارع الحكيم ومراغمة له حيث نصب المبتدع نفسه منصب المستدرك على الشريعة وهذا لا يصح أبداً .
    وأخيراً نذكر ما قاله الشيخ الألباني في حكم البدعة : ( يجب أن نعلم أن أصغر بدعة يأتي بها الرجل في الدين هي محرمة بعد تبين كونها بدعة وليس في البدع - كما يتوهم البعض - ما هو في رتبة المكروه فقط ) [حجة النبي صلى الله عليه وسلم ص 103]

    معنى : كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار 7.7

    أسباب الابتداع
    وقد أرجع الشيخ الألباني أسباب الابتداع إلى عدة أمور :

    1 - أحاديث ضعيفة لا يجوز الاحتجاج بها ولا نسبتها إلى النبي صلى الله عليه و سلم ومثل هذا لا يجوز العمل به عندنا على ما بينته في مقدمة " صفة صلاة النبي صلى الله عليه و سلم " وهو مذهب جماعة من أهل العلم كابن تيمية وغيره .
    2 - أحاديث موضوعة أو لا أصل لها خفي أمرها على بعض الفقهاء فبنوا عليها أحكاماً هي من صميم البدع ومحدثات الأمور !
    وهذان السببان يعودان إلى الجهل بالسنة النبوية عامة ، والجهل بعلم مصطلح الحديث خاصة فكثير ممن يقعون في البدع لا يفرقون بين ما يصح الاستدلال به من الأحاديث وبين ما لا يصح فلا يعرفون الحديث الصحيح من الضعيف والموضوع . ويأخذون الحديث من أي مصدر كان حتى من كتب الموضوعات ، كمثل ذلك الخطيب الذي كان يخطب الجمعة فقال في خطبته : قال النبي صلى الله عليه و سلم في الحديث الموضوع كذا وكذا ... ، ولا يعرف هذا المسكين ما هو الحديث الموضوع ؟!
    مع أن أهل العلم متفقون على أنه لا يجوز العمل بالحديث الموضوع لأنه كذب على رسول الله صلى الله عليه و سلم . ومن المعلوم أن كثيراً من البدع استندت إلى أحاديث موضوعة متهافتة [انظر البدع الحولية ص 51-52]
    قلت : إنه يوجد من أدعياء العلم و الدعوة ما يزيد عن المئات و تكون بعض دروسهم قائمة في الأساس على حديث موضوع !! و إنا لله و إنا إليه راجعون و سنتعرض لبعضهم بإذن الله لبيان ما هم عليه من ضلال و حيدة عن الطريق القويم .. و نسأل الله تعالى أن يرزقنا الإخلاص في القول و العمل ..
    معنى : كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار E12107fa6ebz2
    3 - اجتهادات واستحسانات صدرت من بعض الفقهاء خاصة المتأخرين منهم لم يدعموها بأي دليل شرعي ، بل ساقوها مساق المسلمات من الأمور ، حتى صارت سنناً تتبع ! ولا يخفى على المتبصر في دينه أن ذلك مما لا يسوغ اتباعه، إذ لا شرع إلا ما شرعه الله تعالى ، وحسب المستحسن - إن كان مجتهداً - أن يجوز له هو العمل بما استحسنه ، وأن لا يؤاخذه الله به ، أما أن يتخذ الناس ذلك شريعة وسنة فلا ثم لا . فكيف وبعضها مخالف للسنة العملية ... .
    4 - عادات وخرافات لا يدل عليها الشرع ولا يشهد لها عقل وإن عمل بها بعض الجهال واتخذوها شرعة لهم ولم يعدموا من يؤيدهم ولو في بعض ذلك ممن يدعي العلم ويتزيا بزيهم [مناسك الحج والعمرة ص 44-45]
    معنى : كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار E12107fa6ebz2
    ويضاف إلى ما قاله الشيخ الألباني أن من أسباب البدع أيضاً :
    5 - تحكيم العقل في النصوص الشرعية من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه و سلم الواردة في العبادات مع أن العقل لا مدخل له في هذا الباب لأنه لا يستطيع أن يدرك أسرار التشريع في العبادات فلو سأل أعقل الناس نفسه لماذا نصلي المغرب ثلاث ركعات ولماذا نصلي العشاء أربعاً لما وجد جواباً مقبولاً عقلاً .
    ولو سأل آخر نفسه لماذا نصلي التراويح جماعة ولا نصلي سنة العشاء جماعة ؟ مع أن كلاً منهما سنة .
    ولو قلنا لماذا نقرأ القرآن في الصلاة حال القيام ولا نقرأه حال الركوع والسجود ؟ والقرآن هو القرآن .
    فالأصل في هذا الباب أن لا ينبغي للعقل أن يتقدم بين يدي الشرع ولا بد من الوقوف عند موارد النصوص ، فإن الله سبحانه وتعالى جعل للعقول في إدراكها حداً تنتهي إليه لا تتعداه ولم يجعل لهاء سبيلاً إلى الإدراك في كل مطلوب كما قال الشاطبي [الاعتصام 2/318]

    معنى : كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار E12107fa6ebz2


    أسباب انتشار البدع
    يمكن إرجاع انتشار البدع للأسباب الآتية :

    1 - سكوت كثير من أهل العلم والمنتسبين للعلم الشرعي كأئمة المساجد وأساتذة العلم الشرعي في الجامعات عن البدع لأنهم كما يزعمون لا يريدون إثارة العامة عليهم . ومن باب المحافظة على القديم وإبقائه على قدمه ؟!
    2 - عمل الكثير من أهل العلم والمنتسبين للعلم الشرعي وخاصة في بلادنا بالبدع وتأييدهم لها وعملهم على انتشارها لموافقتها أهوائهم أو مشاربهم الحزبي الضيقة فتقلدهم العامة لثقتها بهم فيقولون قال الشيخ الفلاني قال كذا وكذا وفعل كذا فيحتجون على صحة موقفهم بأقوال المشايخ وأفعالهم مع أنه لا دليل في ذلك ما لم يكن موافقاً للشرع .
    3 - تبني الحكام والمسؤولين للبدع وتشجيعها لموافقتها لأهوائهم ولخدمتها لأغراضهم كما هو مشاهد في حفلات الموالد والهجرة والإسراء والمعراج وغير ذلك من المواسم المنسوبة إلى الدين زوراً وبهتاناً كما سيأتي في الفصل الثاني .
    4 - نظراً لمضي مدة على انتشار البدع وتناقل الناس لها جيلاً بعد جيل صار مغروساً في أذهان العامة أن هذه البدع من الدين وصار اعتبار البدع من الدين قضية مسلمة فأصبح من الصعوبة بمكان وقف انتشارها إلا بجهود كبيرة وبتوفيق من الله سبحانه وتعالى . [انظر البدع الحولية ص 71-75]

    معنى : كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار Basma27

    قسم الإمام الشاطبي البدعة إلى قسمين :
    الأول : البدعة الحقيقية .الثاني : البدعة الإضافية .
    البدعة الحقيقية فهي التي لم يدل عليها دليل شرعي لا من كتاب ولا سنة ولا إجماع ولا استدلال معتبر عند أهل العلم لا في الجملة ولا في التفصيل [الاعتصام 1/286]
    فالابتداع في البدعة الحقيقية من جميع وجوهها فهي بدعة محضة ليست فيها جهة تندمج بها في السنة فهي خارجة عن الشرع من كل وجه [الإبداع ص55]
    معنى : كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار 187841zzukfm12dl
    ومن أمثلة البدعة الحقيقية :
    1 - اختراع عبادة ما أنزل الله بها من سلطان مثل الطواف بمقامات الأولياء والصالحين كما يزعم الزاعمون .
    فإن الطواف المشروع في الإسلام هو الطواف بالكعبة المعظمة فقط لأنه الذي قامت عليه الأدلة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه و سلم فلذا فإن طواف بعض الجهلة من العوام بمسجد قبة الصخرة باطل شرعاً .
    2 - ما زعمه الدجالون من المتصوفة من القول بسقوط التكاليف الشرعية عند الوصول إلى مرتبة معينة من مراتب التصوف فلا تجب عليهم صلاة ولا صيام ولا زكاة ولا حج . وتباح لهم المحرمات كالزنا واللواط وشرب الخمر وغيرها [انظر الفكر الصوفي في ضوء الكتاب والسنة ص 62،686 ، البدعة ص 323] وهذا كله من الدجل والخرافات والأباطيل ومن تلبيس إبليس على هؤلاء الضالين المضلين .
    3 - بناء الأضرحة والنصب على القبور كما يشاهد الآن من إقامة نصب للشهداء فيبنون على القبر بناءً مرتفعاً بالحجارة والرخام على أشكال مختلفة ويكتبون عليه الآيات القرآنية بالخط المذهب الجميل ويجعلون حول هذه الأضرحة الهياكل المعدنية على أشكال القباب ونحوها . وكل ذلك غير مشروع لما ثبت في الحديث الصحيح عن أبي الهياج الأسدي قال : << قال لي علي بن أبي طالب ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسـول الله  أن لا تـدع تـمثـالاً إلا طمسته ولا قـبـراً مشـرفاً إلا سويته >> [رواه مسلم].
    معنى : كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار 187841zzukfm12dl
    4 - تحريم الحلال أو تحليل الحرام اعتماداً على شبهات واهية ضعيفة فمن تحريم الحلال ما جاء في الحديث عن عبد الله بن عباس أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : << يا رسول الله إني إذا أصبت اللحم انتشرت للنساء وأخذتني شهوتي فحرمت عليَّ اللحم فأنزل الله : ( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ وَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلَالًا طَيِّبًا ) >> [رواه الترمذي وقال : هذا حديث حسن غريب . وقال الشيخ الألباني : صحيح]
    ومن تحليل الحرام ما يقوله أدعياء العلم من علماء السلاطين من اعتبار فوائد البنوك الربوية من الحلال ضاربين بعرض الحائط النصوص الصريحة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه و سلم الواردة في تحريم الربا.
    معنى : كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار 187841zzukfm12dl
    البدعة الاضافية
    البدعة الإضافية فهي التي لها شائبتان إحدهما لها من الأدلة متعلق فلا تكون من تلك الجهة بدعة والأخرى ليس لها متعلق إلا مثل ما للبدعة الحقيقية فلما كان العمل الذي له شائبتان لم يتخلص لأحد الطرفين وضعنا له هذه التسمية وهي البدعة الإضافية أي أنها بالنسبة إلى إحدى الجهتين سنة لأنها مستندة إلى دليل وبالنسبة إلى الجهة الأخرى بدعة لأنها مستندة إلى شبهة لا إلى دليل أو غير مستندة إلى شيء .
    والفرق بينهما من جهة المعنى أن الدليل عليها من جهة الأصل قائم ومن جهة الكيفيات أو الأحوال أو التفاصيل لم يقم عليها مع أنها محتاجة إليه لأن الغالب وقوعها في التعبديات لا في العاديات المحضة [انظر الاعتصام 1/286-287]
    وخلاصة قول الإمام الشاطبي في البدعة الإضافية أن الأمر يكون مشروعاً في الأصل وقامت الأدلة على مشروعيته ولكن الكيفية أو الهيئة التي يؤدى بها ليست مشروعة فمن هنا سميت هذه البدعة إضافية لأنها لم تتخلص لأحد الطرفين المخالفة الصريحة أو الموافقة الصريحة [البدعة ص 324]
    معنى : كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار 187841zzukfm12dl
    ومن الأمثلة على البدعة الإضافية ما يلي :
    1- الأذان للعيدين ولصلاة الكسوف فالأذان في أصله مشروع ولكن الأذان للعيدين والكسوف لم يثبت عن الرسول صلى الله عليه و سلم .
    2 - ومن ذلك تخصيص الأيام الفاضلة بأنواع من العبادات التي لم تشرع لها تخصيصاً كتخصيص اليوم الفلاني بكذا وكذا من الركعات أو بصدقة كذا أو كذا أو الليلة الفلانية بقيام كذا وكذا ركعة أو بختم القرآن فيها أو ما أشبه ذلك [الاعتصام 2/12]
    3 - ختم الصلاة على الهيئة المعروفة التي يفعلها كثير من الأئمة فإنه من جهة كونه قرآناً وذكراً ودعاءً مشروع ومن جهة ما عرض له من رفع الصوت في المسجد ومن جهة كونه لم يفعله الرسول? غير مشروع [الإبداع ص 59]
    معنى : كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار 187841zzukfm12dl
    4 - الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه و سلم بعد الأذان بحيث تجعل جزءً من الأذان كما هو المعهود في كثير من المساجد فمن جهة فالصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه و سلم مشروعان ثابتان . ومن جـهـة أخـرى من حـيـث جعلهما جزءً من الأذان غير مشروعين . ولذا قال الشيخ ابن حجر المكي لما سئل عن الصلاة والسلام على النبي? بعد الأذان كما يفعله المؤذنون اليوم فأجاب بأن الأصل سنة والكيفية بدعة [الفتاوى الفقهية الكبرى 1/131 ، الإبداع ص 59]
    5 - رفع الصوت بالأذكار في الجنازة فالذكر من حيث الأصل مشروع وثابت ولكن باعتبار ما عرض له أنه في الجنازة مخالف لهدي المصطفى صلى الله عليه و سلم لأن السنة في الجنازة المشي بصمت وسكوت للتفكر في حال الموت .
    6 - تخصيص زمان معين بعبادة معينة والمداومة على ذلك ، فإن ذلك بدعة إضافية ومثاله ما ورد عن أبي البختري قال : أخبر رجل ابن مسعود رضي الله عنه أن قوماً يجلسون في المسجد بعد المغرب فيهم رجل يقول : << كبروا الله كذا وسبحوا الله كذا وكذا واحمدوه كذا وكذا . قال عبد الله : فإذا رأيتهم فعلوا ذلك فأتني فأخبرني بمجلسهم ، فلما جلسوا أتاه الرجل فأخبره فجاء عبد الله بن مسعود فقال : والذي لا إله غيره لقد جئتم ببدعة ظلماً أو قد فضلتم أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم علماً. فقال عمرو بن عتبة : نستغفر الله . فقال : عليكم الطريق فالزموه ولئن أخذتم يميناً وشمالاً لتضلن ضلالاً بعيداً >> [رواه عبد الرزاق والدارمي بإسناد جيد وهو أثر صحيح بمجموع طرقه]
    ويظهر أن ابن مسعود أنكر على هؤلاء القوم واعتبر عملهم بدعة مع أن الذي فعلوه ما هو إلا تكبير وتسبيح وتحميد ولكن لما خصوا ذلك بزمان معين بدون دليل شرعي أنكره عليهم .

    معنى : كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار 187841zzukfm12dl


    والنقل
    لطفا من هنا
    http://www.dawalh.com/vb/showthread.php?1851-البدعة-كما-عرفها-الأئمة-لغة-واصطلاحاً-وأقسامها-وشبهات-والرد-عليها&s=1345126caf4482fa161e6d30294fad77


      الوقت/التاريخ الآن هو 15.11.24 3:39