هل تجب طاعة ولي الأمر إذا كان يناصر المبتدعة, وهل الكلام فيه يعتبر غيبة ؟
فضيلة الشيخ زيد المدخلي
سؤال
أجاب عنه فضيلة الشيخ
زيد بن هادي المدخلي
حفظه الله
السؤال :
فضيلة الشيخ, هل تجب طاعة ولي الأمر إذا كان يناصر المبتدعة, وهل الكلام فيه يعتبر غيبة ؟
الجواب:
طاعة ولي الأمر قيدها الرسول صلى الله عليه وسلم في المعروف
وأما الكلام فيه بما هو فيه فهذا من طريقة أهل البدع لا من طريقة أهل السنة والجماعة
لأن
التشهير بولي الأمر بما فيه وعقد الجلسات لمثل هذا الصنيع لا ينتج عنها صلاح ولا إصلاح
و إنما ينتج عنها الشر المستطير و الاختلاف بين الناس والبغض للولاة
فتضطرب الأمور وتحل النقم محل النعم
فالحذر الحذر من ذلك فإنه تصرف سيء لا يجوز أبدا
ولكن
الدعاء لهم والنصيحة لمن يقدر على أداء النصيحة و بذلها هو الذي ينفع ويفيد
ومن لم يقدر على إيصال النصيحة بنفسه فليتصل بمن يقدر أن يوصل النصيحة السرية بالمعروف
هذا هو الذي ينبغي أن يكون .
و أما الخوض في شأن حكام المسلمين و سياستهم فهو من الخطأ المحض الذي يجب تركه
لأنه
من صفات أهل البدع لا من صفات أهل السنة و الجماعة .
فأما أهل السنة والجماعة
فإنهم يدعون للحكام المسلمين و إن جاروا و فسقوا , ولا يدعون عليهم , و يظهرون محاسنهم و لا يظهرون مساوئهم
و هذا معلوم قاله علماء السلف ويقول به أتباعهم اليوم
وما ذلك إلا لأنه يترتب على إظهار المساوئ وعقد المجالس لغيبتهم من السوء و المكروه و الفرقة و الفوضى ما يعلمه الكثير من طلاب العلم ,
وعلى كل حال
فإن النصوص في هذا الشأن حاسمة
منها
قول النبي صلى الله عليه وسلم
(( اسمع و أطع و إن ضرب ظهرك وأخذ مالك)).
فقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى الصبر على ما قد يجري من الحكام المسلمين على رعاياهم
وحذر من الخروج لما فيه من الشر على الخاص و العام.
هذه طريقة السلف ومنهجهم ومنهج أتباعهم
أما
عقد الجلسات في الخوض في أعراض الحكام أو العلماء أو غيرهم من فئات الناس , ولو وقعوا فيما وقعوا فيه
فهذا لا يجوز
ولا يلزم مما ذكر عدم التحذير من أهل البدع و الداعين إليها و الناشرين لها والكلام فيهم
بما يبعد الناس عنهم و يحذر الناس منهم
, فرق بين هذا وهذا
فإن
التحذير من أهل البدع و الداعين إليها من ضروب الجهاد في سبيل الله
و
من باب النفع العام للمسلمين و ليس من باب الغيبة و البهتان المذمومين
فليعلم .
المصدر
العقد المنضد الجديد
الجزء الأول ص ـ 89 ـ