خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    تدوين السنة

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية تدوين السنة

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 23.02.10 13:21


    تدوين السنة
    تدوين السنة 470674


    ‎‎ 1. الكتابة في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم




    ‎‎ لم يكن العرب قبل الإسلام يعتمدون على الكتابة في حفظ أشعارهم وخطبهم وقصص أيامهم و مآثرهم وأنسابهم




    بل اعتمدوا على الذاكرة، ونمت ملكة الحفظ عندهم فاشتهروا بقوة ذاكرتهم وسرعة حفظهم.




    ولكن هذا لا يعنى عدم وجود من يعرف الكتابة بينهم، ذلك لأن مجتمع مكة التجاري يحتاج إلى معرفة بالكتابة والحساب، ولكن عدد الكاتبين كان قليلاً




    ولذلك وصفهم القرآن الكريم بأنهم أميون




    فقال عز وجل:


    {هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم }


    [سورة الجمعة: 2].‏


    ‎‎


    وفي الحديث الشريف:


    ( إنّا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب )


    رواه مسلم




    وقد حث الإسلام على العلم واهتم النبي صلى الله عليه وسلم بتعليم المسلمين الكتابة، فأذن لأسرى بدر أن يفدوا أنفسهم بتعليم عشرة من صبيان الأنصار القراءة والكتابة.




    وكان بعض المسلمين يتعلمون القراءة والكتابة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث تطوع بعض المعلمين بتعليمهم، مثل: عبد الله بن سعيد بن العاص، وسعد بن الربيع الخزرجي، وبشير بن ثعلبة، وأبان بن سعيد بن العاص.




    فكثر عدد الكاتبين حتى بلغ عدد كُتّاب الوحي زهاء أربعين كاتباً ناهيك عن كُتّاب الصدقات والرسائل والعهود.‏






    كتابة الحديث في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم:


    ‎‎


    ومع وجود عدد من الكُتّاب في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وقيامهم بتدوين القرآن الكريم، فإنهم لم يقوموا بجمع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وكتابته بشمول واستقصاء




    بل اعتمدوا على الحفظ والذاكرة في أغلبه، ولم يأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بذلك




    ولعله أراد المحافظة على ملكة الحفظ عندهم، خاصة وأن الحديث تجوز روايته بالمعنى خلاف القرآن الكريم الذي هو معجز بلفظه ومعناه ومن ثم فلا تجوز روايته بالمعنى




    لذلك اقتضت الحكمة حصر جهود الكاتبين في نطاق تدوين القرآن الكريم، وللتخلص من احتمال حدوث التباس عند عامة المسلمين فيخلطوا القرآن بالحديث إذا اختلطت الصحف التي كتب فيها القرآن بصحف الحديث




    خاصة في الفترة المبكرة عندما كان الوحي ينزل بالقرآن الكريم ولم يكمل الوحي، ولم يتعود عامة المسلمين على أسلوب القرآن.




    وقد وردت أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم تنهى عن كتابة الحديث، كما وردت أحاديث تسمح بالكتابة.‏






    فأما أحاديث النهي عن الكتابة فهي:




    ‎1


    ‏(لاتكتبوا عني، ومن كتب غير القرآن فليمحه وحدثوا عني ولا حرج )


    أخرجه مسلم من حديث أبي سعيد الخدري. رضي الله عنه.‏




    ‎2.


    قال أبو سعيد الخدري رضي الله عنه:


    (استأذنا النبي صلى الله عليه وسلم أن يأذن لنا في الكتاب فأبى )


    رواه الترمذي، وصححه الألباني.‏




    3.


    حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال:


    (خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نكتب الأحاديث


    فقال:


    ما هذا الذي تكتبون ؟




    قلنا:


    أحاديث نسمعها منك .




    قال:


    كتاب غير كتاب الله، أتدرون؟


    ما ضل الأمم قبلكم إلا بما اكتتبوا من الكتب مع كتاب الله تعالى )


    رواه أحمد بألفاظ مختلفة.‏


    ‎‎


    وأقوى هذه الأحاديث حديث أبي سعيد الخدري الأول الذي أخرجه مسلم في صحيحه.‏






    وأما أحاديث السماح بالكتابة فهي:




    ‎1.


    حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال :


    " كنت أكتب كل شي أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم أريد حفظه فنهتني قريش، وقالوا تكتب كل شيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم بشر يتكلم في الغضب والرضا؟ فأمسكت عن الكتاب، فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأومأ بإصبعه إلى فيه وقال: (اكتب فو الذي نفسي بيده ما خرج منه إلا حق )" أخرجه الدارمي في سننه وأبو داود، وصححه الألباني.‏




    ‎2.


    حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال:


    "ما من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أحد أكثر حديثاً عنه مني إلا ما كان من عبد الله بن عمرو فإنه كان يكتب ولا أكتب "


    رواه البخاري.‏




    ‎3.


    حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال:


    "إن رجلاً أنصارياً شكا إلى النبي صلى الله عليه وسلم قلة حفظه فقال: (استعن بيمينك )"


    أخرجه الترمذي وقال: هذا حديث إسناده ليس بذلك القائم.‏




    ‎4.


    طلب رجل من أهل اليمن يوم فتح مكة من الصحابة أن يكتبوا له خطبة النبي صلى الله عليه وسلم بعد الفتح فاستأذنوا النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك فقال: (اكتبوا لأبي شاه )


    رواه البخاري.‏




    ‎‎ 5.


    حديث أنس:


    ( قيدوا العلم بالكتاب ) رواه الدارمي، وصححه السيوطي، وقال الهيثمي رجال الصحيح.‏




    ‎‎ 6.


    حديث رافع بن خديج: "


    قلت يا رسول الله إنا نسمع منك أشياء أفنكتبها؟ قال: (اكتبوا ولا حرج )"


    رواه الطبراني في الكبير.‏




    ‎‎ 7.


    كتب النبي صلى الله عليه وسلم كتاب الصدقات والديات والفرائض والسنن لعمرو بن حزم.‏




    ‎‎ 8.


    قال النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي توفي فيه:


    (اتئوني بكتاب أكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده )


    رواه البخاري.‏




    ‎‎ 9.


    كتابـة النبي صلى الله عليه وسلم للصحيفة بين المهاجرين والأنصار وبين المسلمين و اليهود.‏






    رأي العلماء في تعارض هذه الأحاديث:




    ‎‎ لقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن كتابة الحديث خشية اختلاطه بالقرآن الكريم الذي لم يكن قد جمع بعد، وكذلك خشية انشغال المسلمين بالحديث عن القرآن وهم حديثو عهد به




    وإلى ذلك ذهب الرامهرمزي (ت 360هـ )، بقوله تعقيباً على حديث أبي سعيد الخدري وحديث أبي سعيد: "حرصنا أن يأذن لنا النبي صلى الله عليه وسلم في الكتاب فأبى ، فأحسبه أنه كان محفوظاً في أول الهجرة، وحين كان لا يؤمن الاشتغال به عن القرآن ".‏


    ‎‎


    وأما أبو سليمان الخطابي (ت 388هـ ) فقال: "وجهه والله أعلم أن يكون إنما كره أن يكتب شيء مع القرآن في صحيفة واحدة أو يجمع بينهما في موضع واحد تعظيماً للقرآن وتنزيهاً له أن يسوى بينه وبين كلام غيره ".‏


    ‎‎


    ولذلك فقد أذن النبي صلى الله عليه وسلم لبعض الصحابة المتقنين للكتابة أن يكتبوا الحديث مثل عبد الله بن عمرو بن العاص حيث اطمأن إلى عدم خلطة القرآن بالحديث.




    وذهب بعض العلماء ورأيهم ينسجم مع ما ذكر آنفاً إلى أن أحاديث السماح بالكتابة نسخت أحاديث النهي عنها، وذلك بعد أن رسخت معرفة الصحابة بالقرآن فلم يخش خلطهم له بسواه




    وممن ذهب إلى النسخ من المتقدمين ابن قتيبة الدينوري، ومن المعاصرين الشيخ أحمد محمد شاكر




    وهذا الرأي لا يتعارض مع تخصيص بعض الصحابة مثل: عبد الله بن عمرو بالإذن في وقت النهي العام، لأن إبطال المنسوخ بالناسخ لا علاقة له ولا تأثير في تخصيص بعض أفراد العام قبل نسخه. ‏




    والنقل
    لطفا من هنا

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: تدوين السنة

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 23.02.10 14:07


    كتابة الحديث في جيل التابعين فمن بعدهم
    تدوين السنة 470674
    ‎‎ امتنع بعض كبار التابعين عن الكتابة مثل:
    عبيدة بن عمرو السلماني (ت72هـ ) وإبراهيم بن زيد (ت93هـ ) وإبراهيم بن يزيد النخعي (ت96هـ ) وعامر الشعبي (ت103هـ ). ولكن البعض الآخر منهم كان يكتب الحديث مثل: سعيد بن جبير وسعيد بن المسيب (ت94هـ ) وعامر الشعبي والضحاك بن مزاحم (ت105هـ ) والحسن البصري (ت110هـ ) ومجاهد بن جبر (ت103هـ ) ورجاء بن حيوة (ت112هـ ) وعطاء بن أبي رباح (ت114هـ ) ونافع مولى ابن عمر (ت117هـ ). وقتادة السدوسي (ت118هـ ).‏


    ‎‎ وبرز من جيل التابعين عدد من العلماء الذين اهتموا بكتابة الحديث،
    واحتفظوا بأجزاء وصحف كانوا يروونها
    مثل:‏


    ‎‎ أبي الزبير محمد بن مسلم بن تدرس الأسدي (ت126هـ ) الذي كتب بعض حديث الصحابي جابر بن عبد الله وحديث غيره.‏


    ‎‎ وأبي العشراء الدارمي: أسامة بن مالك.‏


    ‎‎ وأيوب بن أبي تميمة السختياني (ت131هـ ).‏


    ‎‎ وأبي بردة بريد بن عبدالله بن أبي بردة.‏


    ‎‎ وحميد بن أبي حميد الطويل (ت143هـ ).‏


    ‎‎ وهشام بن عروة بن الزبير (ت146هـ ).‏


    ‎‎ وأبي عثمان عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب (ت147هـ ).‏


    ‎‎ وقد حملت كراهية بعض التابعين للكتابة
    على
    أنهم كرهوا تدوين آرائهم وفتاويهم مع الحديث
    و
    كذلك خوفهم من الاعتماد على الكراريس وإهمال الحفظ.‏


    ‎‎ وقد سعى عبد العزيز بن مروان والي مصر (وليها من سنة 65هـ إلى سنة 85هـ ) إلى جمع الحديث وتدوينه، فكتب إلى كثير بن مرة الحضرمي الذي أدرك سبعين بدرياً أن يكتب له ما سمعه من أحاديث الصحابة سوى أبي هريرة لأن حديثه كان مجموعا عنده، ولكننا لا نعلم شيئا عن نتيجة هذه المحاولة.
    ثم جاء ابنه عمر بن عبد العزيز بن مروان إلى الخلافة، فكتب إلى أبي بكر بن حزم عامله على المدينة: "انظر ما كان من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو سنة ماضية، أو حديث عَمْرة فاكتبه فإني خفت دروس العلم وذهاب أهله ".
    وأراد منه أن يكتب ما عنده عَمْرة بنت عبد الرحمن الأنصارية (ت98هـ ) والقاسم بن محمد بن أبي بكر ( ت120هـ ).‏


    ‎‎ وكتب عمر إلى علماء المدن الإسلامية الأخرى:" انظروا إلى حديث رسول الله فاجمعوه ".‏


    ‎‎ ولكن عمر بن عبد العزيز عاجلته المنية قبل أن يبعث إليه أبو بكر بن حزم بما جمعه.
    وعلى أية حال فإن هذا الجمع لم يكن شاملاً.‏


    ‎‎ أما المحاولة الشاملة فقد قام بها إمام جليل آخر هو ابن شهاب الزهري ( ت124هـ ) حيث استجاب لطلب عمر بن عبد العزيز، وكان شغوفاً بجمع الحديث والسيرة فجمع حديث المدينة وقدمه إلى عمر بن عبد العزيز الذي بعث إلى كل أرض دفتراً من دفاتره.
    وكانت هذه هي المحاولة الأولى لجمع الحديث وتدوينه بشمول واستقصاء.
    وبذلك مهد الطريق لمن أعقبه من العلماء المصنفين في القرن الثاني الهجري حيث نشطت حركة تدوين الحديث ودأب العلماء على ذلك.
    وكان لفشو الوضع في الحديث أثر في تأكيدهم على التدوين، حفظاً للسنة ومنعاً للتلاعب فيها.‏


    وممن اشتهر بوضع مصنفات في الحديث:


    1. محمد بن إسحاق (ت151هـ ) بالمدينة وهو: صاحب السيرة النبوية المشهورة باسمه، وقد اختصرها ابن هشام.‏


    ‎2. الإمام مالك بن أنس (ت179هـ ) بالمدينة حيث صنف (الموطأ ) "وتوخى فيه القوي من حديث أهل الحجاز " وهو مطبوع.‏


    ‎3. عبد الله بن المبارك (ت181هـ ) بخراسان.‏


    ‎4. عبد الرزاق بن همام الصنعاني (ت 211هـ ) في كتابه الشمهور (المصنف ). ‏


    ‎5. سعيد بن منصور صاحب السنن. وهو مطبوع باسم: سنن سعيد بن منصور.‏


    ‎6. ابن أبي شيبة صاحب المصنف المعروف بمصنف أبي شيبة. ‏


    ‎‎ ‏"وكانت طريقتهم في جمع الحديث أنهم يضعون الأحاديث في باب واحد، ثم يضعون جملة من الأبواب بعضها إلى بعض، ويجعلونها في مصنف واحد، ويخلطون الأحاديث بأقوال الصحابة وفتاوى التابعين ". وقد حملت هذه المصنفات الأولى عناوين مثل (مصنف ) و (سنن ) و (موطأ ) و (جامع ) وجمعت مادتها من الأجزاء والصحف التي دونت قبل مرحلة التصنيف.‏


    ‎‎ وفي القرن الثالث الهجري استمر نشاط العلماء في التدوين وبدأوا يقصرون المصنفات على الأحاديث حاذفين أقوال الصحابة والتابعين من كتب الحديث، وقد رتبوا الأحاديث على طريقة المسانيد بأن جمعوا أحاديث كل صحابي على حدة وإن تباينت المواضيع التي تناولتها، وممن عرف من أوائل المصنفين للمسانيد:‏


    ‎1. أبو داود الطيالسي (ت204هـ ).‏


    ‎2. عبد الله بن الزبير الحميدي (ت219هـ ).‏


    ‎3. أحمد بن حنبل (ت240هـ )، وهو المسند المشهور المتداول.‏


    ‎4. خليفة بن خياط (ت240هـ ).‏


    ‎5. عبد بن حميد (249هـ ).‏


    ‎6. عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي (ت255هـ )، طبع منه المجلد الأول.‏


    ‎7. أبو بكر أحمد بن عمرو البزار (ت292هـ ).‏


    ‎8. أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي (ت327هـ ).‏


    ‎9. أبو سعيد الهيثم بن كليب بن شريح الشاشي (ت335هـ )في المسند الكبير.‏


    ‎‎ وقد وصلت إلينا بعض هذه المسانيد ولا يمكن الجزم بفقدان المصنفات والمسانيد الأخرى، فهناك الألوف من المخطوطات العربية في مكتبات اسطنبول والمغرب والمكتبات الأخرى في أرجاء العالم، التي لا توجد لدينا فهارس شاملة عن بعضها وقد يكون فيها بعض المصنفات والمسانيد التي نحسبها مفقودة.‏


    ‎‎ وعلى أية حال
    فإن هذه المسانيد لم تقتصر على جمع الحديث الصحيح، بل احتوت على الأحاديث الضعيفة أيضاً، مما يجعل من الصعوبة الافادة منها إلا من قبل العلماء المتضلعين في الحديث وعلومه
    وكذلك فإن طريقة الترتيب تجعل من الصعوبة الوقوف على أحاديث حكم معين، لأنها لم ترتب على أبواب الفقه.
    مما حدا بالإمام محمد بن إسماعيل البخاري (ت 256 هـ ) إلى تصنيف كتابه (الصحيح ) الذي يقتصر على الأحاديث الصحيحة وإن كان لا يستوفيها جميعاً، وجرى على منواله الإمام مسلم بن الحجاج النيسابوري(ت 361هـ ) في صحيحه، وقد رتبا صحيحهما على أبواب الفقه تسهيلاً على العلماء والفقهاء عند الرجوع إليهما في حكم معين.‏


    ‎‎ وقد اعتبر العلماء صحيحي البخاري ومسلم أصح كتب الحديث، وقد اعتمد كل منهما في تصنيف كتابه على كتب المسانيد وصحف الحديث الأخرى التي تلقاها سماعاً عن شيوخه الذين صنفوها أو نقلوها عن مصنفيها بإسنادهم إليهم، إضافة إلى الروايات الشفهية التي أضافها كل من البخاري ومسلم إلى صحيحيهما، وبذلك حفظا مادة كثير من كتب المسانيد المفقودة.‏


    ‎‎ وقد تابعهم في الترتيب على أبواب الفقه معاصروهم والمتأخرون عنهم مثل: ‏


    ‎1. ابن ماجة، محمد بن يزيد، (ت273هـ ) في سننه.‏


    ‎2. أبو دواد، سليمان بن الأشعث السجستاني، (ت275هـ ) في السنن.‏


    ‎3. الترمذي، محمد بن عيسى بن سورة السلمي، (ت 279 هـ ) في جامعه.‏


    4. النسائي، أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي، (ت 303 هـ ) في سننه. ‏


    ‎‎ وقد اعتبر العلماء القرن الثالث أسعد عصور السنة وأزهاها، ففيه دونت الكتب الستة التي اعتمدتها الأمة، ونشطت رحلة العلماء، وكان اعتمادهم على الحفظ والتدوين معاً، فكان النشاط العلمي قوياً خلاله
    فبرز العلماء والنقاد وتجلت ثمار هذا النشاط في تدوين الصحاح. وقد اقتصر دور العلماء في القرون التالية على الجمع بين كتب السابقين أو اختصارها بحذف الأسانيد أو تهذيبها أو إعادة ترتيبها، وهكذا أنصب اهتمامهم على الكتب المدونة، وقلت بينهم الرواية الشفهية، لذلك اعتبر الحافظ الذهبي رأس سنة ثلثمائة للهجرة الحد الفاصل بين المتقدمين والمتأخرين من نقاد الحديث. ‏


    والنقل
    لطفا من هنا
    http://www.el3b.com/islam/islamic_school/SUNNAH/s1-8.html




      الوقت/التاريخ الآن هو 14.11.24 18:58