التحذير من هشام العارف وبيان انحرافه عن منهج السلف الصالح والدفاع عن الشيخ ربيع المدخلي والشيخ
الفوزان والشيخ سعد الحصين
الحمد لله، والصلاة والسلام على
رسول الله أما بعد:
فهذا مقال جمعت فيه عدة مشاركات
كتبتها في الرد على هشام العارف مع زيادة وبيان.
(1)
إن مناداتي بالتلطف والحكمة لا يمنع من الإغلاظ على من يستحق الإغلاظ عليه؛ ممن يستخف بعلماء السنة،
ويتلون في دينه، ويتلاعب بمن حوله ممن يظن به خيراً ..
فذاك الرجل له سوابق عظيمة في التمييع والشر والتعصب الذميم والكذب والمكر وما زال مستمراً في غيه ، لكنه
يغير جلده فمرة من كبار الغلاة في مدح علي الحلبي، ومرة من كبار الغلاة في
قدح علي الحلبي ..
وذاك الرجل عنده بدعة مستمرة وهي الولاء والبراء على رأيه، فإذا رأى رأياً ألزم من تحته من الشباب بتبنيه
وتأييده ، فمن استجاب أحبه وقربه، ومن خالفه تبرأ منه وبدعه وضلله ..
فذلك الرجل وبال على الدعوة
السلفية ، لا تجني الدعوة من ورائه إلى الشوك والحنظل ..
وأنا أعرف هذا الرجل من عام 1419 فقد جاء بنحو عشرين شاباً إلى العمرة، ونسق مع بعض الناس لإقامة دورة
لأولئك الشباب وكنت من ضمن من درسهم في تلك الدورة، وكذلك الشيخ وصي الله عباس والشيخ محمد عمر با زمول وأخونا الشيخ إيهاب نادر ، وزارهم شيخنا
الشيخ ربيع في مسكنهم ..
وكان ذاك الرجل يحضر دروسي ويستفيد منها، وهو معروف بأنه طويلب علم لا يحسن قراءة القرآن ولا يكاد
يحفظ شيئاً منه، وعلمه ضعيف في كل باب من أبواب العلم لكنه ماهر في الحساب
والمحاسبة!!
وكنت على مدى ثلاث سنوات بعدها أنسق لهم الدورات وأدرسهم وأسد مسد من غاب ممن يدرسهم في تلك الدورات، وفي
آخرها درست كتاب أصول السنة للإمام أحمد، وكنت شديد اللهجة على أهل البدع
والتحزب، أدعوهم إلى الصلابة في السنة والبعد عن أهل الانحراف..
ويظهر أن بعد تلك الدورة قلب لي هشام ظهر المجن، وأصبح يبحث عن طلبة علم متساهلين
لذلك لم يطلب مني بعدها مساعدة في دوراتهم العلمية وإنما كان يطلب من فلان
وفلان من المتساهلين ..
ثم لما رددت على علي الحلبي في
مسألة الإيمان إذا به يشن حرباً على أبي عمر العتيبي ، ويتهمه بأنه عنده
خلل في العقيدة !!
لماذا يا هشام؟
الواقع هو أن أسامة بن عطايا
العتيبي رد على علي الحلبي وعنده الذي يرد على علي الحلبي ليس سلفيا !!!
وأما الشيخ صالح الفوزان والشيخ ربيع فهم عنده من قبل مشايخ حكومة !! بل قال ذلك حتى على أخينا أبي عاصم
عبدالله صوان !!
ثم لما غير جلده قبل سنتين إذا به يجعل علي الحلبي مسألة ولاء وبراء، فمن أبغضه يحبه هشام، ومن أحبه يبغضه
هشام !!
فليس عنده وسط ولا عدل بل ميل
واضح وتلون في الدين مع جهل عظيم بمنهج السلف ..
ولما حصلت الفتنة بينه وبين بعض
طلبته وأنا أعرف من قبل غلوه وانحرافه حاولت إيقافه عند حده، مع محاولة
إبقاء الشباب مع المشايخ السلفيين كالشيخ ربيع والشيخ عبيد، وحاولت جاهداً
أن أنزع منهم الغلو في الشيخ علي الحلبي الذي زرعه فيهم هشام العارف لكن لم
أستطع بسبب تخبطات هشام وبسبب غلو بعض أولئك
الشباب في الشيخ علي الحلبي ..
وفي شهر رمضان (عام1429هـ) اتصلت
بهشام العارف لأجل الصلح بينه وبين طلابه إذا
بي من أول ما كلمته يسبني ويشتمني ويتهمني بأني أخذت مالاً من جمعية إحياء
التراث !!
فعلمت أن هذا الرجل كذاب مجرم لا
يخاف الله فيما قاله ، فهو يعلم أنه كاذب ، وأنه هو الذي كان يأخذ من
جمعية إحياء التراث وليس أبو عمر العتيبي !
ثم تدخل بعض الإخوة للإصلاح بيني
وبينه بعد شهر رمضان فإذا هو يعدل كذبته تلك بكذبة أخرى وهي أنه يقصد أني
أخذت قديماً من إحياء التراث !!
وهو يعلم أنه كاذب في القديم
والحديث ، فأنا بحمد الله لم آخذ من جمعية خيرية -كإحياء التراث والبر
ونحوها - ريالاً واحداً ولا أقل من ذلك ، ولكنه الظلم والفجور الذي انطوى
عليه ذلك الشخص المعتوه ..
ومع أنه كذب علي وتخرص إلا أني
سعيت في الصلح ، وكتبت الوثيقة بنفسي لم يملها علي الشيخ ربيع ، ولم يطلب
ذلك مني - أعني كتابة وثيقة للصلح - ، بل كانت بدافع مني – و هذا بخلاف ما
نشره بعض الشباب الذين كانوا متأثرين بهشام العارف
- فلما كتبت الوثيقة أرسلتها لشيخنا الشيخ ربيع فشكرني عليها ، وعدل
عبارتين فقط في جميع الوثيقة ، وطلب من هشام ومن معه الالتزام بها ، وأنا
أرسلت للطرف الآخر للالتزام بها ..
فهشام العارف لم يلتزم ببند واحد
من الوثيقة إلا ما يتعلق بالزعامة وحطام الدنيا فأصر على بند الجمعية دون
غيرها من البنود ، وهذا إخلال منه بالوثيقة وعدم التزام بها ..
وهو من يوم أن وصلته الوثيقة وهو
يعمل بخلافها ، ولم ينشرها إلا بعد نحو شهر أو أقل قليلاً لا أتذكر الآن
والله المستعان ..
عموماً مخالفات هشام العارف لمنهج السلف ، وكذبه ، وسرقته لأموال
الدعوة معروفة عندي وعند جماعة من المشايخ ، ولكنهم يرجون من الله هدايته
وصلاحه ، لكنه ما زال مدبراً مستكبراً ، لا يحترم عالماً ، ولا يرجع إليه ،
بل هو يظهر تعظيم الشيخ ربيع والشيخ عبيد في ذلك الوقت - ويذمهما الآن -
لأجل بقاء الأتباع وإلا فهو على خلاف منهج علمائنا ..
أسأل الله أن يصلحه ويهديه، وأن
يرفع عنه البلاء ويشفيه ..
(2)
ومن عجيب حال ذلك المأفون أنه
يصف من يخالفه من السلفيين بل بعض المواقع السلفية الكبرى التي يشرف عليها
مشايخ فضلاء من السلفيين بأنهم خوارج كلاب النار!
مع أنه أولى بأن يوصف بذلك الوصف
لأنه خرج على العلماء ! على حد تعبيره وتعبير الإمعات الجهلة الذين يديرهم
ذاك المحاسب !!
إضافة إلى أنه طعان في ولي أمره
لا يرى صحة ولايته ، بل الأعجب من ذلك أنه يظن نفسه - في وقت من الأوقات
ولو من غير شعور! لأنه يفقده أحياناً - أنه ولي أمر الفلسطينيين !
ومن غرائب تصرفات ذلك المعتوه
أنه يستنصر باليهود على المسلمين ، ويركن إلى بعض ضباط المخابرات اليهود
حتى رأى خذلانهم له !! - أعني : خذلان اليهود له - .
ومن غرائبه أنه كان فيما سبق وزع
على الشباب السلفيين استمارات لكتابة بياناتهم وتسليمها للمخابرات
اليهودية حتى يكون متحملاً لمسؤوليتهم ! ومن لم يملأ الاستمارة فإن هشاماً
يصرح له بأنه ليس مسؤولاً عنه !!!!
وهذا المأفون كثير الغرائب
والعجاب وهو بلا شك مريض نفسي عنده خلل في عقله ، وقلبه مريض لأنه يكذب على
السلفيين ، ومن ذلك افتراؤه عليَّ أني آخذ مالاً من إحياء التراث ، وكذلك
معروف بتطاوله على العلماء السلفيين وطعنه فيهم..
وقد صرحت بحداديته وتضليله منذ
فترة لأني أعرفه حق المعرفة ، ونصحت السلفيين بهجرانه لأنه حدادي ضال مخرف
..
فمن أراد النجاة فيجب عليه
الابتعاد عن هذا المريض الضال ، ولا ينتصر له ، بل يجب البراءة منه ومن
طريقته البدعية ، والتمسك بالكتاب والسنة ومنهج السلف ، ولزوم غرز العلماء
الأكابر كشيخنا العلامة ربيع المدخلي ، والشيخ العلامة صالح الفوزان،
وغيرهما من مشايخ السنة ..
(3)
قد رأيت مقالاً كتبه أحد الجهلة
المرضى هذا نصه:
[منهج اللملمة والتجميع عند من
زكّاه المدخلي ربيع! (1)
من: سعد الحصين .. إلى: من يراه
من الراغبين في معرفة الحق نصر الله بهم دينه
هذا رأيي في دعوة جماعة التبليغ
وجماعة الإخوان هدانا الله وإياهم منذ أكثر من عشرين سنة لم يتغير، ولكن
بعض التبليغيين هداهم الله يدّعي أن زيارتي للشيخ راشد الحقان والشيخ مانع
معجب في الكويت تعني تغييراً في رأيي،وزيارتي لهماإنما كانت رداً
لزياراتهما المتكررة لي، وأنا أرى أن على الداعي إلى الله على منهاج النبوة
زيارة الجميع، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يزور اليهودي ويعامله
بالحسنى دعوة بل بيعاً وشراء حتى مات.
والله الموفق. يوم الثلاثاء
25/3/1428 هـ
إعداد: هشام
بن فهمي العارف
6/3/1431 الموافق 19/2/2010 ]
الجواب
الشيخ سعد الحصين سلفي معروف
بشهادة أهل العلم ومنهم شيخنا الشيخ ربيع حفظه الله، وقد صرح في جوابه
بموقفه الثابت من جماعة التبليغ .
وموقف الشيخ سعد الحصين هو موقف
المحذر ، وكتابه "حقيقة الدعوة إلى الله في جزيرة العرب"
من أعظم الكتب التي نفع الله بها ، ومن أحسن الكتب التي حذرت من جماعتي
الإخوان والتبليغ .
فليس في كلام الشيخ تغرير بجماعة
التبليغ ولا تمجيد لها ، ولا ثناء عليها ، ولا دعوة للتآلف والتآخي
والمحبة مع أفراد هذه الجماعة ..
وإنما اشتمل كلامه على ذكر سبب
زيارته لشخصيتين من الشخصيات التبليغية ، وقد ترتب على هذه الزيارة أن ظن
بعض الناس أنه تراجع عن موقفه المحذر من جماعة التبليغ لذلك كان بيانه
السابق الدال على ثباته على المنهج السلفي المحذر من جماعة التبليغ البدعية
.
ولكن لماذا زار الشيخ سعد الحصين
هاتين الشخصيتين التبليغيتين ؟
ذكر الشيخ سعد الحصين سببين:
السبب الأول: أنه تكرر منهما
زيارة الشيخ سعد الحصين -رغم أنه يحذر من جماعته وحزبهم- ، لذلك رد الشيخ
سعد لهما الزيارة .
وسيتساءل متسائل ويقول : وهل من
منهج السلف إذا زارني مبتدع أن أزوره ؟ بل هل من منهج السلف استقبال
المبتدع ، وقبول زيارته ؟
والجواب: أن الأصل هو هجران أهل
البدع ومنابذتهم ، والبعد عنهم ، وتحذير الناس منهم ، كما هو الحال مع
الكفار والمشركين ، وكذلك مع الفساق المظهرين لفسقهم .
ولكن: قد يقبل العالم زيارة
مبتدع لتأليف قلبه ودعوته لمنهج السلف ، أو لتخفيف شره وأذيته لأهل السنة
في بلده ، أو لأنه مبعوث من ولي أمره في بلده فيقبل زيارته لتحقيق مصلحة
شرعية أو درء مفسدة أو نحو ذلك من الأسباب التي لها مخرج في الشرع ، ولها
قائل من السلف .
ويظهر من كلام الشيخ سعد الحصين
أنه يعرفهما ، ورأى منهما إقبالاً على الحق ، ورجا هدايتهما فاجتهد في ذلك
لذلك جاءت زيارته بصورة رد الزيارة وهي في الحقيقة لأجل دعوته للسنة
ولإنقاذه من النار..
وهذا قد بينه الشيخ سعد الحصين
في السبب الثاني :
وهو: في قوله: [ وكان النبي صلى
الله عليه وسلم يزور اليهودي ويعامله بالحسنى دعوة ]
فبين أن زيارته لهما من باب
دعوتهما إلى منهاج النبوة وليس محبة وشوقاً ومجرد مكافأة لهما على
زياراتهما ..
وما فعله الشيخ سعد الحصين من
صميم منهج السلف وهو دعوة أهل الضلال والانحراف إلى منهج السلف ، ومحاولة
إخراج الناس من الظلمات إلى النور .
وعلي بن أبي طالب وابن عباس رضي
الله عنهما ناظرا الخوارج ودعوهما إلى السنة رغم وقوعهم في التكفير والبدعة
بل مع تصريحهم بكفر علي رضي الله عنه ومعاوية ومن معهما من الصحابة
والتابعين.
فلم تمنعه بدعتهم وضلالهم من
دعوتهم والمجيء إليهم في عقر دارهم ومكان خروجهم.
وعمر بن عبدالعزيز رحمه الله
ناظر الخوارج والقدرية مع كونهم مصرحين بالبدعة داعين إليها.
وشيخنا الألباني رحمه الله ناظر
جملة من الخوارج والتكفيريين وناصحهم مراراً وعلى أيام لبيان الحق والهدى
لهم .
بل حتى هشام
العارف جالس بعض التكفيريين وناقشه في بعض البيوت ..
وهكذا الداعية إلى الله على
منهاج النبوة-وهشام العارف ليس منهم- إذا
أراد إيصال الحق للناس لابد أن يحصل له شيء من ذلك ولكن المهم في تلك
الأحوال إظهار منهج السلف ، وإعلان البراءة من منهج أهل البدع وأن يكون
واضحاً في دعوته .
وهذا هو حال الشيخ سعد الحصين
حفظه الله ورعاه ..
أما هشام
العارف ومن معه من أهل الجهالة فلا يفقهون منهج السلف ، ويأخذون
ببعض الآثار السلفية ويتركون نصوص الكتاب والسنة ، ويتركون الآثار السلفية
الأخرى التي فيها تفصيل منهج السلف في التعامل مع أهل الضلال والانحراف ..
لكن المصيبة أن هشاماً العارف في خضم خصوماته وجداله في الدين وغلوه
وحداديته يغفل عن منهج أهل السنة من أهل الإشراك وخصوصاً المغضوب عليهم ،
فيضحك مع عساكر اليهود ، ويتودد إلى بعض ضباط المخابرات ، ويتأنس بهم !!
والآيات والأحاديث المصرحة بوجوب
معاداة المشركين ، ومفارقتهم ، والبعد عنهم ، ومجافاتهم من أصرح الأشياء
في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .
فانظروا إلى هذا الطائش كيف يترك
المحكمات الواضحات في البراءة من المغضوب عليهم من اليهود ، ويأتي إلى بعض
المواقف لأهل السنة السلفيين المصرحين فيحمل عليهم حملة شعواء دون أن يكون
لهم سبيل في الاعتذار أو المحمل الحسن الذي يوجبه حسن الظن بالسلفيين ..
وهذا كله مع مناصحة الشيخ ربيع
له ، وتوجيهه التوجيه الحسن ، ولكن أبى هذا المأفون إلا أن يفضح نفسه ، وأن
يجهر بالعداوة لعلماء السنة فأبشر بالخسران والبوار إذا لم تتب أيها
الجاهل المسكين .
أسأل الله أن يرد كيده في نحره،
وأن يشفيه من مرضه، وأن يصلحه ويصلح حال من يقلدونه ويعرضون عن لزوم غرز
العلماء السلفيين.
والله أعلم وصلى الله وسلم على
نبينا محمد
(4)
ثم قرأت له مقالاً ثانياً بعنوان
منهج اللملمة والتجميع عند من زكّاه المدخلي ربيع! (2) جاء فيه :
[قال فيه -وكتابه هنا مرفق-:
*-"وحمدت الله على الاجتماع على
منهاج النبوة كما عرفه وعمل به ونقله السلف الصالح في القرون الخيّرة
ورجوته أن يثبتنا على ذلك حتى نلقاه راضياً عنا".
فإذا كان الأمر كذلك يا سعد كما
تقول:
على منهاج النبوة كما عرفه وعمل
به ونقله السلف الصالح في القرون الخيِّرة، فما معنى قولك آخر الكتاب:
*-"فرأيت تكرار ما سبق من
النصيحة بموالاة جميع الدعاة على بصيرة ومناصحتهم فيما ترون أنهم أخطأوا
فيه".]
ثم علق عليه أحد المقلدين له على
جهالة وعماية فقال: [وماذا بعد؟!!
قال أهل التخصص صورة بمليون كلمة
موالاة جميع الدعاة!!!
هكذا مرة واحدة دون قيد
هذه السلفية بريئ منها من له ذرة
من غيرة على منهج النبوة والسلف يا سعد ويا شيخ ربيع يامن هددت وقلت: لن
يسمح لك أحد بسعد الحصين!!!]
الجواب
يظهر أن المرض انتقل من هشام العارف إلى بعض مقلديه !!
فالشيخ سعد الحصين كلامه واضح،
وتقييده واضح، ثم يقول ذلك المعلق : [دون قيد] !!!
فالشيخ سعد الحصين قال: موالاة جميع الدعاة على بصيرة
ومناصحتهم فيما ترون أنهم أخطأوا فيه]
فتضمن كلام الشيخ سعد الحصين
أصلين من أصول منهج السلف الصالح وهما :
أولاً: موالاة جميع الدعاة على
بصيرة .
فالدعاة على بصيرة هم السلفيون
المتبعون لرسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته رضي الله عنهم قال تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى
بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ
الْمُشْرِكِينَ}
قال الإمام ابن بطة رحمه الله: [فاعلموا
رحمكم الله أن من كان على ملة إبراهيم وشريعة المصطفى صلى الله عليه وسلم
ومن كان دينه دين الإسلام ومحمد نبيه ، والقرآن إمامه وحجته ، وسنة المصطفى
صلى الله عليه وسلم نوره وبصيرته ، والصحابة والتابعون أئمته وقادته ،
وهذا مذهبه وطريقته ، وقد ذكرنا الحجة من كتاب الله عز وجل ، ففيه شفاء
ورحمة للمؤمنين ، وغيظ للجاحدين .
ونحن الآن وبالله التوفيق نذكر
الحجة من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يعين الله على ذكره ، فإن
الحجة إذا كانت في كتاب الله عز وجل وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام ، فلم
تبق لمخالف عليهما حجة إلا بالبهت والإصرار على الجحود والإلحاد ، وإيثار
الهوى ، واتباع أهل الزيغ والعمى ، وسنتبع السنة أيضا بما روي في ذلك عن
الصحابة والتابعين وما قالته فقهاء المسلمين ، ليكون زيادة في بصيرة
للمستبصرين ، فلقد ضل عبد خالف طريق المصطفى فلم يرض بكتاب الله وسنة نبيه
صلى الله عليه وسلم وإجماع أهل دينه ، فقد كتب عليه الشقاء ، ولأجل ذلك
أخرجهم النبي صلى الله عليه وسلم من أمته وسماهم يهودا ومجوسا ، وقال : « إن مرضوا فلا تعودوهم ، وإن ماتوا فلا تشهدوهم »]
قال الطحاوي رحمه الله: [وَعُلَمَاءُ
السَّلَفِ مِنَ السَّابِقِينَ ، وَمَنْ بَعْدَهُمْ مِنَ التَّابِعِينَ - أَهْلِ الْخَيْرِ وَالْأَثَرِ ، وَأَهْلِ الْفِقْهِ وَالنَّظَرِ - لَا يُذْكَرُونَ إِلَّا بِالْجَمِيلِ ، وَمَنْ ذَكَرَهُمْ بِسُوءٍ فَهُوَ عَلَى
غَيْرِ السَّبِيلِ]
قال ابن أبي العز: َى : { وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ
لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا } (1) . فَيَجِبُ
عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ بَعْدَ مُوَالَاةِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ مُوَالَاةُ الْمُؤْمِنِينَ ، كَمَا نَطَقَ بِهِ الْقُرْآنُ ، خُصُوصًا الَّذِينَ هُمْ
وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ ، الَّذِينَ جَعَلَهُمُ اللَّهُ بِمَنْزِلَةِ النُّجُومِ ، يُهْدَى بِهِمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ . وَقَدْ
أَجْمَعَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى هِدَايَتِهِمْ وَدِرَايَتِهِمْ ، إِذْ كُلُّ أُمَّةٍ قَبْلَ مَبْعَثِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
عُلَمَاؤُهَا شِرَارُهَا ، إِلَّا الْمُسْلِمِينَ ، فَإِنَّ عُلَمَاءَهُمْ خِيَارُهُمْ ، فَإِنَّهُمْ خُلَفَاءُ الرَّسُولِ مِنْ أُمَّتِهِ ،
وَالْمُحْيُونَ لِمَا مَاتَ مِنْ سُنَّتِهِ ، فَبِهِمْ قَامَ الْكِتَابُ وَبِهِ قَامُوا ، وَبِهِمْ نَطَقَ الْكِتَابُ وَبِهِ نَطَقُوا ،
وَكُلُّهُمْ مُتَّفِقُونَ اتِّفَاقًا يَقِينًا عَلَى وُجُوبِ اتِّبَاعِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وَلَكِنْ إِذَا وُجِدَ
لِوَاحِدٍ مِنْهُمْ قَوْلٌ قَدْ جَاءَ حَدِيثٌ صَحِيحٌ بِخِلَافِهِ - :
فَلَا بُدَّ لَهُ فِي تَرْكِهِ مِنْ عُذْرٍ .
وَجِمَاعُ الْأَعْذَارِ
ثَلَاثَةُ أَصْنَافٍ :
أَحَدُهَا : عَدَمُ اعْتِقَادِهِ
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَهُ .
وَالثَّانِي : عَدَمُ
اعْتِقَادِهِ أَنَّهُ أَرَادَ تِلْكَ الْمَسْأَلَةَ بِذَلِكَ الْقَوْلِ .
وَالثَّالِثُ : اعْتِقَادُهُ
أَنَّ ذَلِكَ الْحُكْمَ مَنْسُوخٌ.
فَلَهُمُ الْفَضْلُ عَلَيْنَا
وَالْمِنَّةُ بِالسَّبْقِ ، وَتَبْلِيغِ مَا أُرْسِلَ بِهِ الرَّسُولُ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْنَا ، وَإِيضَاحِ مَا كَانَ
مِنْهُ يَخْفَى عَلَيْنَا ، فَرَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَأَرْضَاهُمْ . { رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ
سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ
آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ } .
فأين هشام
العارف من هذا المنهج السلفي الأصيل؟
وقال ابن أبي العز في شرح الطحاوية: [فهذه
النُّصُوصُ كُلُّهَا ثَبَتَ فِيهَا مُوَالَاة الْمُؤْمِنِينَ بَعْضِهِمْ لِبَعْضٍ ، وَأَنَّهُمْ أَوْلِيَاءُ الله ، وَأَنَّ الله وَلِيُّهُمْ
وَمَوْلَاهُمْ . فالله يَتَوَلَّى عِبَادَه الْمُؤْمِنِينَ ، فَيُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَه ، وَيَرْضَى عَنْهُمْ وَيَرْضَوْنَ عنه ، وَمَنْ عَادَى له
وَلِيًّا فَقَدْ بَارَزَه بِالْمُحَارَبَة]
فالشيخ سعد الحصين قيد الدعاة
بأنهم الذين على بصيرة ويعني بهم السلفيين.
بقي الأمر محصوراً في الشيخ الذي
يعتبره الشيخ سعد الحصين من دعاة منهج النبوة الذين هم على بصيرة هل أصاب
في ذلك أم لا ؟
فإن أصاب يشكر على ذلك ولا كلام
لمنتقد ..
وإن أخطأ بين له خطؤه البيان
الجلي البعيد عن المماحكة والغلو الذي أصبح طبعاً لهشام العارف لا يكاد
ينفك عنه .
الأصل الثاني: مناصحة من أخطأ من
السلفيين الذين هم الدعاة على بصيرة ..
فهذا من أصول المنهج السلفي
والرسول صلى الله عليه وسلم قال: ((الدين النصيحة))
قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال: ((لله، ولكتابه،
ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم)).
أما أن يتخذ خطأ السلفي ذريعة
للطعن فيه، والتشهير به، وإخراجه من السلفية فهو منهج الروافض الأرجاس،
والخوارج الأنجاس، والحدادية الأشرار.
وهذا عين ما فعله هشام العارف مع الشيخ سعد الحصين، ثم مع الشيخ
الفوزان، ثم مع الشيخ ربيع على فرض أنهم أخطؤوا .
فسلك هشام
العارف مسلك الروافض والخوارج والحدادية في الطعن في علماء السنة،
والتشهير بهم، فلم يراع عالماً ولا كبيراً في السن قد شابت لحيته في
السلفية علماً وعملاً.
ومع ذلك نجد بعض الأغمار يتشدقون
بالسلفية، ويزعمون أن مسلكهم البدعي الخارجي هو من الشجاعة في بيان الحق،
ومن الغربلة {ألا ساء ما يزرون}.
وفي الحقيقة إن ما قام به هشام هو غربلة لأتباعه ليتبين السلفي المخلص الصادق
من المنافق التاجر ممن يحسن ظنه بهشام ولم يكن
تبين له بعد سوء مسلك هشام ، وفساد طويته..
وهنا أقول: إن هشاماً العارف محب للزعامة، استمات في بقائه زعيماً،
وتحمل الذل والهوان ليبقى زعيماً فلا حافظ على دنيا، ولا على دين، بل سلك
مسلك الخوارج والحدادية في الطعن في علماء السنة، وسلك مسلك اللصوص
والمتاجرين بالدين في الاستيلاء على أموال الدعوة وتصريفها في مسلكه البدعي
المزري.
وأخيراً: أنصح هشاماً أن يتداوى من مرضه الحسي والمعنوي، أما الحسي
فالتداوي بالرقية الشرعية وغير ذلك من الطب النبوي، وأما المعنوي فيتوب
إلى الله من مسلكه الحدادي ويعتذر من العلماء، ويترك عنه الغلو والانحراف،
ويثني ركبه عند العلماء للاستفادة والطلب.
وأنصح المغترين به أن يتقوا الله
وأن يتوبوا من البقاء مع هشام العارف مع ظهور
زيغه وانحرافه ومخالفته للفرقة الناجية المنصورة.
والله
أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد
كتبه:
أسامة بن عطايا العتيبي
المدينة النبوية
6/3/1431هـ
الفوزان والشيخ سعد الحصين
الحمد لله، والصلاة والسلام على
رسول الله أما بعد:
فهذا مقال جمعت فيه عدة مشاركات
كتبتها في الرد على هشام العارف مع زيادة وبيان.
(1)
إن مناداتي بالتلطف والحكمة لا يمنع من الإغلاظ على من يستحق الإغلاظ عليه؛ ممن يستخف بعلماء السنة،
ويتلون في دينه، ويتلاعب بمن حوله ممن يظن به خيراً ..
فذاك الرجل له سوابق عظيمة في التمييع والشر والتعصب الذميم والكذب والمكر وما زال مستمراً في غيه ، لكنه
يغير جلده فمرة من كبار الغلاة في مدح علي الحلبي، ومرة من كبار الغلاة في
قدح علي الحلبي ..
وذاك الرجل عنده بدعة مستمرة وهي الولاء والبراء على رأيه، فإذا رأى رأياً ألزم من تحته من الشباب بتبنيه
وتأييده ، فمن استجاب أحبه وقربه، ومن خالفه تبرأ منه وبدعه وضلله ..
فذلك الرجل وبال على الدعوة
السلفية ، لا تجني الدعوة من ورائه إلى الشوك والحنظل ..
وأنا أعرف هذا الرجل من عام 1419 فقد جاء بنحو عشرين شاباً إلى العمرة، ونسق مع بعض الناس لإقامة دورة
لأولئك الشباب وكنت من ضمن من درسهم في تلك الدورة، وكذلك الشيخ وصي الله عباس والشيخ محمد عمر با زمول وأخونا الشيخ إيهاب نادر ، وزارهم شيخنا
الشيخ ربيع في مسكنهم ..
وكان ذاك الرجل يحضر دروسي ويستفيد منها، وهو معروف بأنه طويلب علم لا يحسن قراءة القرآن ولا يكاد
يحفظ شيئاً منه، وعلمه ضعيف في كل باب من أبواب العلم لكنه ماهر في الحساب
والمحاسبة!!
وكنت على مدى ثلاث سنوات بعدها أنسق لهم الدورات وأدرسهم وأسد مسد من غاب ممن يدرسهم في تلك الدورات، وفي
آخرها درست كتاب أصول السنة للإمام أحمد، وكنت شديد اللهجة على أهل البدع
والتحزب، أدعوهم إلى الصلابة في السنة والبعد عن أهل الانحراف..
ويظهر أن بعد تلك الدورة قلب لي هشام ظهر المجن، وأصبح يبحث عن طلبة علم متساهلين
لذلك لم يطلب مني بعدها مساعدة في دوراتهم العلمية وإنما كان يطلب من فلان
وفلان من المتساهلين ..
ثم لما رددت على علي الحلبي في
مسألة الإيمان إذا به يشن حرباً على أبي عمر العتيبي ، ويتهمه بأنه عنده
خلل في العقيدة !!
لماذا يا هشام؟
الواقع هو أن أسامة بن عطايا
العتيبي رد على علي الحلبي وعنده الذي يرد على علي الحلبي ليس سلفيا !!!
وأما الشيخ صالح الفوزان والشيخ ربيع فهم عنده من قبل مشايخ حكومة !! بل قال ذلك حتى على أخينا أبي عاصم
عبدالله صوان !!
ثم لما غير جلده قبل سنتين إذا به يجعل علي الحلبي مسألة ولاء وبراء، فمن أبغضه يحبه هشام، ومن أحبه يبغضه
هشام !!
فليس عنده وسط ولا عدل بل ميل
واضح وتلون في الدين مع جهل عظيم بمنهج السلف ..
ولما حصلت الفتنة بينه وبين بعض
طلبته وأنا أعرف من قبل غلوه وانحرافه حاولت إيقافه عند حده، مع محاولة
إبقاء الشباب مع المشايخ السلفيين كالشيخ ربيع والشيخ عبيد، وحاولت جاهداً
أن أنزع منهم الغلو في الشيخ علي الحلبي الذي زرعه فيهم هشام العارف لكن لم
أستطع بسبب تخبطات هشام وبسبب غلو بعض أولئك
الشباب في الشيخ علي الحلبي ..
وفي شهر رمضان (عام1429هـ) اتصلت
بهشام العارف لأجل الصلح بينه وبين طلابه إذا
بي من أول ما كلمته يسبني ويشتمني ويتهمني بأني أخذت مالاً من جمعية إحياء
التراث !!
فعلمت أن هذا الرجل كذاب مجرم لا
يخاف الله فيما قاله ، فهو يعلم أنه كاذب ، وأنه هو الذي كان يأخذ من
جمعية إحياء التراث وليس أبو عمر العتيبي !
ثم تدخل بعض الإخوة للإصلاح بيني
وبينه بعد شهر رمضان فإذا هو يعدل كذبته تلك بكذبة أخرى وهي أنه يقصد أني
أخذت قديماً من إحياء التراث !!
وهو يعلم أنه كاذب في القديم
والحديث ، فأنا بحمد الله لم آخذ من جمعية خيرية -كإحياء التراث والبر
ونحوها - ريالاً واحداً ولا أقل من ذلك ، ولكنه الظلم والفجور الذي انطوى
عليه ذلك الشخص المعتوه ..
ومع أنه كذب علي وتخرص إلا أني
سعيت في الصلح ، وكتبت الوثيقة بنفسي لم يملها علي الشيخ ربيع ، ولم يطلب
ذلك مني - أعني كتابة وثيقة للصلح - ، بل كانت بدافع مني – و هذا بخلاف ما
نشره بعض الشباب الذين كانوا متأثرين بهشام العارف
- فلما كتبت الوثيقة أرسلتها لشيخنا الشيخ ربيع فشكرني عليها ، وعدل
عبارتين فقط في جميع الوثيقة ، وطلب من هشام ومن معه الالتزام بها ، وأنا
أرسلت للطرف الآخر للالتزام بها ..
فهشام العارف لم يلتزم ببند واحد
من الوثيقة إلا ما يتعلق بالزعامة وحطام الدنيا فأصر على بند الجمعية دون
غيرها من البنود ، وهذا إخلال منه بالوثيقة وعدم التزام بها ..
وهو من يوم أن وصلته الوثيقة وهو
يعمل بخلافها ، ولم ينشرها إلا بعد نحو شهر أو أقل قليلاً لا أتذكر الآن
والله المستعان ..
عموماً مخالفات هشام العارف لمنهج السلف ، وكذبه ، وسرقته لأموال
الدعوة معروفة عندي وعند جماعة من المشايخ ، ولكنهم يرجون من الله هدايته
وصلاحه ، لكنه ما زال مدبراً مستكبراً ، لا يحترم عالماً ، ولا يرجع إليه ،
بل هو يظهر تعظيم الشيخ ربيع والشيخ عبيد في ذلك الوقت - ويذمهما الآن -
لأجل بقاء الأتباع وإلا فهو على خلاف منهج علمائنا ..
أسأل الله أن يصلحه ويهديه، وأن
يرفع عنه البلاء ويشفيه ..
(2)
ومن عجيب حال ذلك المأفون أنه
يصف من يخالفه من السلفيين بل بعض المواقع السلفية الكبرى التي يشرف عليها
مشايخ فضلاء من السلفيين بأنهم خوارج كلاب النار!
مع أنه أولى بأن يوصف بذلك الوصف
لأنه خرج على العلماء ! على حد تعبيره وتعبير الإمعات الجهلة الذين يديرهم
ذاك المحاسب !!
إضافة إلى أنه طعان في ولي أمره
لا يرى صحة ولايته ، بل الأعجب من ذلك أنه يظن نفسه - في وقت من الأوقات
ولو من غير شعور! لأنه يفقده أحياناً - أنه ولي أمر الفلسطينيين !
ومن غرائب تصرفات ذلك المعتوه
أنه يستنصر باليهود على المسلمين ، ويركن إلى بعض ضباط المخابرات اليهود
حتى رأى خذلانهم له !! - أعني : خذلان اليهود له - .
ومن غرائبه أنه كان فيما سبق وزع
على الشباب السلفيين استمارات لكتابة بياناتهم وتسليمها للمخابرات
اليهودية حتى يكون متحملاً لمسؤوليتهم ! ومن لم يملأ الاستمارة فإن هشاماً
يصرح له بأنه ليس مسؤولاً عنه !!!!
وهذا المأفون كثير الغرائب
والعجاب وهو بلا شك مريض نفسي عنده خلل في عقله ، وقلبه مريض لأنه يكذب على
السلفيين ، ومن ذلك افتراؤه عليَّ أني آخذ مالاً من إحياء التراث ، وكذلك
معروف بتطاوله على العلماء السلفيين وطعنه فيهم..
وقد صرحت بحداديته وتضليله منذ
فترة لأني أعرفه حق المعرفة ، ونصحت السلفيين بهجرانه لأنه حدادي ضال مخرف
..
فمن أراد النجاة فيجب عليه
الابتعاد عن هذا المريض الضال ، ولا ينتصر له ، بل يجب البراءة منه ومن
طريقته البدعية ، والتمسك بالكتاب والسنة ومنهج السلف ، ولزوم غرز العلماء
الأكابر كشيخنا العلامة ربيع المدخلي ، والشيخ العلامة صالح الفوزان،
وغيرهما من مشايخ السنة ..
(3)
قد رأيت مقالاً كتبه أحد الجهلة
المرضى هذا نصه:
[منهج اللملمة والتجميع عند من
زكّاه المدخلي ربيع! (1)
من: سعد الحصين .. إلى: من يراه
من الراغبين في معرفة الحق نصر الله بهم دينه
هذا رأيي في دعوة جماعة التبليغ
وجماعة الإخوان هدانا الله وإياهم منذ أكثر من عشرين سنة لم يتغير، ولكن
بعض التبليغيين هداهم الله يدّعي أن زيارتي للشيخ راشد الحقان والشيخ مانع
معجب في الكويت تعني تغييراً في رأيي،وزيارتي لهماإنما كانت رداً
لزياراتهما المتكررة لي، وأنا أرى أن على الداعي إلى الله على منهاج النبوة
زيارة الجميع، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يزور اليهودي ويعامله
بالحسنى دعوة بل بيعاً وشراء حتى مات.
والله الموفق. يوم الثلاثاء
25/3/1428 هـ
إعداد: هشام
بن فهمي العارف
6/3/1431 الموافق 19/2/2010 ]
الجواب
الشيخ سعد الحصين سلفي معروف
بشهادة أهل العلم ومنهم شيخنا الشيخ ربيع حفظه الله، وقد صرح في جوابه
بموقفه الثابت من جماعة التبليغ .
وموقف الشيخ سعد الحصين هو موقف
المحذر ، وكتابه "حقيقة الدعوة إلى الله في جزيرة العرب"
من أعظم الكتب التي نفع الله بها ، ومن أحسن الكتب التي حذرت من جماعتي
الإخوان والتبليغ .
فليس في كلام الشيخ تغرير بجماعة
التبليغ ولا تمجيد لها ، ولا ثناء عليها ، ولا دعوة للتآلف والتآخي
والمحبة مع أفراد هذه الجماعة ..
وإنما اشتمل كلامه على ذكر سبب
زيارته لشخصيتين من الشخصيات التبليغية ، وقد ترتب على هذه الزيارة أن ظن
بعض الناس أنه تراجع عن موقفه المحذر من جماعة التبليغ لذلك كان بيانه
السابق الدال على ثباته على المنهج السلفي المحذر من جماعة التبليغ البدعية
.
ولكن لماذا زار الشيخ سعد الحصين
هاتين الشخصيتين التبليغيتين ؟
ذكر الشيخ سعد الحصين سببين:
السبب الأول: أنه تكرر منهما
زيارة الشيخ سعد الحصين -رغم أنه يحذر من جماعته وحزبهم- ، لذلك رد الشيخ
سعد لهما الزيارة .
وسيتساءل متسائل ويقول : وهل من
منهج السلف إذا زارني مبتدع أن أزوره ؟ بل هل من منهج السلف استقبال
المبتدع ، وقبول زيارته ؟
والجواب: أن الأصل هو هجران أهل
البدع ومنابذتهم ، والبعد عنهم ، وتحذير الناس منهم ، كما هو الحال مع
الكفار والمشركين ، وكذلك مع الفساق المظهرين لفسقهم .
ولكن: قد يقبل العالم زيارة
مبتدع لتأليف قلبه ودعوته لمنهج السلف ، أو لتخفيف شره وأذيته لأهل السنة
في بلده ، أو لأنه مبعوث من ولي أمره في بلده فيقبل زيارته لتحقيق مصلحة
شرعية أو درء مفسدة أو نحو ذلك من الأسباب التي لها مخرج في الشرع ، ولها
قائل من السلف .
ويظهر من كلام الشيخ سعد الحصين
أنه يعرفهما ، ورأى منهما إقبالاً على الحق ، ورجا هدايتهما فاجتهد في ذلك
لذلك جاءت زيارته بصورة رد الزيارة وهي في الحقيقة لأجل دعوته للسنة
ولإنقاذه من النار..
وهذا قد بينه الشيخ سعد الحصين
في السبب الثاني :
وهو: في قوله: [ وكان النبي صلى
الله عليه وسلم يزور اليهودي ويعامله بالحسنى دعوة ]
فبين أن زيارته لهما من باب
دعوتهما إلى منهاج النبوة وليس محبة وشوقاً ومجرد مكافأة لهما على
زياراتهما ..
وما فعله الشيخ سعد الحصين من
صميم منهج السلف وهو دعوة أهل الضلال والانحراف إلى منهج السلف ، ومحاولة
إخراج الناس من الظلمات إلى النور .
وعلي بن أبي طالب وابن عباس رضي
الله عنهما ناظرا الخوارج ودعوهما إلى السنة رغم وقوعهم في التكفير والبدعة
بل مع تصريحهم بكفر علي رضي الله عنه ومعاوية ومن معهما من الصحابة
والتابعين.
فلم تمنعه بدعتهم وضلالهم من
دعوتهم والمجيء إليهم في عقر دارهم ومكان خروجهم.
وعمر بن عبدالعزيز رحمه الله
ناظر الخوارج والقدرية مع كونهم مصرحين بالبدعة داعين إليها.
وشيخنا الألباني رحمه الله ناظر
جملة من الخوارج والتكفيريين وناصحهم مراراً وعلى أيام لبيان الحق والهدى
لهم .
بل حتى هشام
العارف جالس بعض التكفيريين وناقشه في بعض البيوت ..
وهكذا الداعية إلى الله على
منهاج النبوة-وهشام العارف ليس منهم- إذا
أراد إيصال الحق للناس لابد أن يحصل له شيء من ذلك ولكن المهم في تلك
الأحوال إظهار منهج السلف ، وإعلان البراءة من منهج أهل البدع وأن يكون
واضحاً في دعوته .
وهذا هو حال الشيخ سعد الحصين
حفظه الله ورعاه ..
أما هشام
العارف ومن معه من أهل الجهالة فلا يفقهون منهج السلف ، ويأخذون
ببعض الآثار السلفية ويتركون نصوص الكتاب والسنة ، ويتركون الآثار السلفية
الأخرى التي فيها تفصيل منهج السلف في التعامل مع أهل الضلال والانحراف ..
لكن المصيبة أن هشاماً العارف في خضم خصوماته وجداله في الدين وغلوه
وحداديته يغفل عن منهج أهل السنة من أهل الإشراك وخصوصاً المغضوب عليهم ،
فيضحك مع عساكر اليهود ، ويتودد إلى بعض ضباط المخابرات ، ويتأنس بهم !!
والآيات والأحاديث المصرحة بوجوب
معاداة المشركين ، ومفارقتهم ، والبعد عنهم ، ومجافاتهم من أصرح الأشياء
في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .
فانظروا إلى هذا الطائش كيف يترك
المحكمات الواضحات في البراءة من المغضوب عليهم من اليهود ، ويأتي إلى بعض
المواقف لأهل السنة السلفيين المصرحين فيحمل عليهم حملة شعواء دون أن يكون
لهم سبيل في الاعتذار أو المحمل الحسن الذي يوجبه حسن الظن بالسلفيين ..
وهذا كله مع مناصحة الشيخ ربيع
له ، وتوجيهه التوجيه الحسن ، ولكن أبى هذا المأفون إلا أن يفضح نفسه ، وأن
يجهر بالعداوة لعلماء السنة فأبشر بالخسران والبوار إذا لم تتب أيها
الجاهل المسكين .
أسأل الله أن يرد كيده في نحره،
وأن يشفيه من مرضه، وأن يصلحه ويصلح حال من يقلدونه ويعرضون عن لزوم غرز
العلماء السلفيين.
والله أعلم وصلى الله وسلم على
نبينا محمد
(4)
ثم قرأت له مقالاً ثانياً بعنوان
منهج اللملمة والتجميع عند من زكّاه المدخلي ربيع! (2) جاء فيه :
[قال فيه -وكتابه هنا مرفق-:
*-"وحمدت الله على الاجتماع على
منهاج النبوة كما عرفه وعمل به ونقله السلف الصالح في القرون الخيّرة
ورجوته أن يثبتنا على ذلك حتى نلقاه راضياً عنا".
فإذا كان الأمر كذلك يا سعد كما
تقول:
على منهاج النبوة كما عرفه وعمل
به ونقله السلف الصالح في القرون الخيِّرة، فما معنى قولك آخر الكتاب:
*-"فرأيت تكرار ما سبق من
النصيحة بموالاة جميع الدعاة على بصيرة ومناصحتهم فيما ترون أنهم أخطأوا
فيه".]
ثم علق عليه أحد المقلدين له على
جهالة وعماية فقال: [وماذا بعد؟!!
قال أهل التخصص صورة بمليون كلمة
موالاة جميع الدعاة!!!
هكذا مرة واحدة دون قيد
هذه السلفية بريئ منها من له ذرة
من غيرة على منهج النبوة والسلف يا سعد ويا شيخ ربيع يامن هددت وقلت: لن
يسمح لك أحد بسعد الحصين!!!]
الجواب
يظهر أن المرض انتقل من هشام العارف إلى بعض مقلديه !!
فالشيخ سعد الحصين كلامه واضح،
وتقييده واضح، ثم يقول ذلك المعلق : [دون قيد] !!!
فالشيخ سعد الحصين قال: موالاة جميع الدعاة على بصيرة
ومناصحتهم فيما ترون أنهم أخطأوا فيه]
فتضمن كلام الشيخ سعد الحصين
أصلين من أصول منهج السلف الصالح وهما :
أولاً: موالاة جميع الدعاة على
بصيرة .
فالدعاة على بصيرة هم السلفيون
المتبعون لرسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته رضي الله عنهم قال تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى
بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ
الْمُشْرِكِينَ}
قال الإمام ابن بطة رحمه الله: [فاعلموا
رحمكم الله أن من كان على ملة إبراهيم وشريعة المصطفى صلى الله عليه وسلم
ومن كان دينه دين الإسلام ومحمد نبيه ، والقرآن إمامه وحجته ، وسنة المصطفى
صلى الله عليه وسلم نوره وبصيرته ، والصحابة والتابعون أئمته وقادته ،
وهذا مذهبه وطريقته ، وقد ذكرنا الحجة من كتاب الله عز وجل ، ففيه شفاء
ورحمة للمؤمنين ، وغيظ للجاحدين .
ونحن الآن وبالله التوفيق نذكر
الحجة من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يعين الله على ذكره ، فإن
الحجة إذا كانت في كتاب الله عز وجل وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام ، فلم
تبق لمخالف عليهما حجة إلا بالبهت والإصرار على الجحود والإلحاد ، وإيثار
الهوى ، واتباع أهل الزيغ والعمى ، وسنتبع السنة أيضا بما روي في ذلك عن
الصحابة والتابعين وما قالته فقهاء المسلمين ، ليكون زيادة في بصيرة
للمستبصرين ، فلقد ضل عبد خالف طريق المصطفى فلم يرض بكتاب الله وسنة نبيه
صلى الله عليه وسلم وإجماع أهل دينه ، فقد كتب عليه الشقاء ، ولأجل ذلك
أخرجهم النبي صلى الله عليه وسلم من أمته وسماهم يهودا ومجوسا ، وقال : « إن مرضوا فلا تعودوهم ، وإن ماتوا فلا تشهدوهم »]
قال الطحاوي رحمه الله: [وَعُلَمَاءُ
السَّلَفِ مِنَ السَّابِقِينَ ، وَمَنْ بَعْدَهُمْ مِنَ التَّابِعِينَ - أَهْلِ الْخَيْرِ وَالْأَثَرِ ، وَأَهْلِ الْفِقْهِ وَالنَّظَرِ - لَا يُذْكَرُونَ إِلَّا بِالْجَمِيلِ ، وَمَنْ ذَكَرَهُمْ بِسُوءٍ فَهُوَ عَلَى
غَيْرِ السَّبِيلِ]
قال ابن أبي العز: َى : { وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ
لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا } (1) . فَيَجِبُ
عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ بَعْدَ مُوَالَاةِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ مُوَالَاةُ الْمُؤْمِنِينَ ، كَمَا نَطَقَ بِهِ الْقُرْآنُ ، خُصُوصًا الَّذِينَ هُمْ
وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ ، الَّذِينَ جَعَلَهُمُ اللَّهُ بِمَنْزِلَةِ النُّجُومِ ، يُهْدَى بِهِمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ . وَقَدْ
أَجْمَعَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى هِدَايَتِهِمْ وَدِرَايَتِهِمْ ، إِذْ كُلُّ أُمَّةٍ قَبْلَ مَبْعَثِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
عُلَمَاؤُهَا شِرَارُهَا ، إِلَّا الْمُسْلِمِينَ ، فَإِنَّ عُلَمَاءَهُمْ خِيَارُهُمْ ، فَإِنَّهُمْ خُلَفَاءُ الرَّسُولِ مِنْ أُمَّتِهِ ،
وَالْمُحْيُونَ لِمَا مَاتَ مِنْ سُنَّتِهِ ، فَبِهِمْ قَامَ الْكِتَابُ وَبِهِ قَامُوا ، وَبِهِمْ نَطَقَ الْكِتَابُ وَبِهِ نَطَقُوا ،
وَكُلُّهُمْ مُتَّفِقُونَ اتِّفَاقًا يَقِينًا عَلَى وُجُوبِ اتِّبَاعِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وَلَكِنْ إِذَا وُجِدَ
لِوَاحِدٍ مِنْهُمْ قَوْلٌ قَدْ جَاءَ حَدِيثٌ صَحِيحٌ بِخِلَافِهِ - :
فَلَا بُدَّ لَهُ فِي تَرْكِهِ مِنْ عُذْرٍ .
وَجِمَاعُ الْأَعْذَارِ
ثَلَاثَةُ أَصْنَافٍ :
أَحَدُهَا : عَدَمُ اعْتِقَادِهِ
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَهُ .
وَالثَّانِي : عَدَمُ
اعْتِقَادِهِ أَنَّهُ أَرَادَ تِلْكَ الْمَسْأَلَةَ بِذَلِكَ الْقَوْلِ .
وَالثَّالِثُ : اعْتِقَادُهُ
أَنَّ ذَلِكَ الْحُكْمَ مَنْسُوخٌ.
فَلَهُمُ الْفَضْلُ عَلَيْنَا
وَالْمِنَّةُ بِالسَّبْقِ ، وَتَبْلِيغِ مَا أُرْسِلَ بِهِ الرَّسُولُ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْنَا ، وَإِيضَاحِ مَا كَانَ
مِنْهُ يَخْفَى عَلَيْنَا ، فَرَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَأَرْضَاهُمْ . { رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ
سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ
آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ } .
فأين هشام
العارف من هذا المنهج السلفي الأصيل؟
وقال ابن أبي العز في شرح الطحاوية: [فهذه
النُّصُوصُ كُلُّهَا ثَبَتَ فِيهَا مُوَالَاة الْمُؤْمِنِينَ بَعْضِهِمْ لِبَعْضٍ ، وَأَنَّهُمْ أَوْلِيَاءُ الله ، وَأَنَّ الله وَلِيُّهُمْ
وَمَوْلَاهُمْ . فالله يَتَوَلَّى عِبَادَه الْمُؤْمِنِينَ ، فَيُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَه ، وَيَرْضَى عَنْهُمْ وَيَرْضَوْنَ عنه ، وَمَنْ عَادَى له
وَلِيًّا فَقَدْ بَارَزَه بِالْمُحَارَبَة]
فالشيخ سعد الحصين قيد الدعاة
بأنهم الذين على بصيرة ويعني بهم السلفيين.
بقي الأمر محصوراً في الشيخ الذي
يعتبره الشيخ سعد الحصين من دعاة منهج النبوة الذين هم على بصيرة هل أصاب
في ذلك أم لا ؟
فإن أصاب يشكر على ذلك ولا كلام
لمنتقد ..
وإن أخطأ بين له خطؤه البيان
الجلي البعيد عن المماحكة والغلو الذي أصبح طبعاً لهشام العارف لا يكاد
ينفك عنه .
الأصل الثاني: مناصحة من أخطأ من
السلفيين الذين هم الدعاة على بصيرة ..
فهذا من أصول المنهج السلفي
والرسول صلى الله عليه وسلم قال: ((الدين النصيحة))
قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال: ((لله، ولكتابه،
ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم)).
أما أن يتخذ خطأ السلفي ذريعة
للطعن فيه، والتشهير به، وإخراجه من السلفية فهو منهج الروافض الأرجاس،
والخوارج الأنجاس، والحدادية الأشرار.
وهذا عين ما فعله هشام العارف مع الشيخ سعد الحصين، ثم مع الشيخ
الفوزان، ثم مع الشيخ ربيع على فرض أنهم أخطؤوا .
فسلك هشام
العارف مسلك الروافض والخوارج والحدادية في الطعن في علماء السنة،
والتشهير بهم، فلم يراع عالماً ولا كبيراً في السن قد شابت لحيته في
السلفية علماً وعملاً.
ومع ذلك نجد بعض الأغمار يتشدقون
بالسلفية، ويزعمون أن مسلكهم البدعي الخارجي هو من الشجاعة في بيان الحق،
ومن الغربلة {ألا ساء ما يزرون}.
وفي الحقيقة إن ما قام به هشام هو غربلة لأتباعه ليتبين السلفي المخلص الصادق
من المنافق التاجر ممن يحسن ظنه بهشام ولم يكن
تبين له بعد سوء مسلك هشام ، وفساد طويته..
وهنا أقول: إن هشاماً العارف محب للزعامة، استمات في بقائه زعيماً،
وتحمل الذل والهوان ليبقى زعيماً فلا حافظ على دنيا، ولا على دين، بل سلك
مسلك الخوارج والحدادية في الطعن في علماء السنة، وسلك مسلك اللصوص
والمتاجرين بالدين في الاستيلاء على أموال الدعوة وتصريفها في مسلكه البدعي
المزري.
وأخيراً: أنصح هشاماً أن يتداوى من مرضه الحسي والمعنوي، أما الحسي
فالتداوي بالرقية الشرعية وغير ذلك من الطب النبوي، وأما المعنوي فيتوب
إلى الله من مسلكه الحدادي ويعتذر من العلماء، ويترك عنه الغلو والانحراف،
ويثني ركبه عند العلماء للاستفادة والطلب.
وأنصح المغترين به أن يتقوا الله
وأن يتوبوا من البقاء مع هشام العارف مع ظهور
زيغه وانحرافه ومخالفته للفرقة الناجية المنصورة.
والله
أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد
كتبه:
أسامة بن عطايا العتيبي
المدينة النبوية
6/3/1431هـ
منقول من سحاب السلفية