خذها مني وأنا دون سن البلوغ
أقول : عذراً رسول الله .. لقد خرج علينا شرذمة أشباه الناس يدعون ثقافة زعموا .. يدعون علماً وما علموا ، لم نجد لهم ديانة ، ولم نستنتج منهم دليلاً أو برهانا .
جهلوا أو تجاهلوا أن ديننا هو الطهارة ، وأن قرآننا وسنة حبيبنا وقائدنا وعظيمنا وسيدنا ونبينا ، يدعوا إلى الطهارة الحسية والمعنوية .
نسوا أو تناسوا أن صلاتنا التي هي عماد ديننا ، لا تكون إلا بطهارة جوارحنا وأبداننا ، هذا بالنسة للطهارة الحسية ، والمعنوية كذلك ، فإن ديننا هو أعف الأديان ([2]) وأطهرها وأنقاها، إن تمعنت فيه وجدته قد نأى بنا عن مقدمات الزنا والاختلاط ، والتبرج واللواط ، والخورام والشطاط ، والخضوع بالقول والانبساط .
وبعد ..
أقول هذا لأننا قد سمعنا منهم قولاً كبار ، لم يقل به جماد أو حمار ، ولم نجد له في عقلنا مكاناً أو قرار ، قالوه بدون حياء أو وقار ، لم نسمع به في أي بيت أو دار .
سبوا رسولنا .. سبوا حبيبنا .. سبوا الهادي المهدي .. سبوا الأمين المرضي .. وانحطوا فطعنوا في أصول ديننا .. عذراً عن تقصيرنا يا نبينا ، ونبرؤ إليك اللهم إلهنا .
فرأيت أنه يجب أن يتكلم لساني ، وأن يكتب بناني ، دفاعاً عن النبي العدنان ، المبعوث من عند الكريم المنان ، دفاعاً عن رسول الله وحبيبه ، دفعاً عن خيرة خلق الله وخليله .
وأقول إجمالاً : "توضيح الواضح فاضح" إن رسول الله صادق أمين ، وإن أبت شرذمة الملحدين ، إن رسولنا شهد بصدق رسالته المؤمن والكافر ، فعجباً لك أيها العلج الماكر ، ألأنك في دنياك حائر ، وحول مجونك دائر ؟!! من أنت وأنت النكرة حتى تتكلم فيمن أعلى الله تعالى ذكره .. { َمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ } { مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّه } { مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ } { ورفعنا لك ذكرك }.
أقول : إن رسولنا اجتمعت فيه الصفات الحميدة ، والخصال المجيدة ، والأخلاق العظيمة ، قال الله تعالى –ومن أصدق من الله قيلاً : { وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ } وسئلت أمنا الطاهرة، وهي له الملازمة، عن أخلاقه، فقالت : "كان خلقه القرآن" ودعى –صلى الله تعالى عليه وآله وسلم- إليها قائلاً : "إن من أحبكم إلي أحسنكم أخلاقاً" . فالخلق الخلق ، الأدب الأدب .
ارجعوا إلى سيرة نبينا ، استمعنوا فيها وأمعنوا ، تأملوها وتدبروها ، استشفوها واستظهروها ، فوالله ما قرأها قلب إلا وقبل ، وأيقن أنه صادق أمين ، وخير خلق الله أجمعين ، ومبعوث رحمة للعالمين ، بشرع قويم وصراط مستقيم .
ومما ذكر يقف كل لبيب ويعلم كل نجيب مصدق لرسالة الرسول الأسبق كذب هذا الرجل الأحمق ، ومع ذلك أقول : لا عجب أن أحبلت مناهج الباطنية العوجاء مثل هذه الشراذم النكراء ، فمن طرحه عرف أنه باطني، أثنى على ابن عربي وأمير المؤمنين علي ، في الوقت الذي يسب فيه النبي –صلى الله عليه وسلم .
وبما أن المقام مقام اختصار ، والكاتب يحتاج للحرق فالانصهار ، إليكم بعض صفات خير الأبرار ، من دون ضرر أو ضرار ، فأقول ([3]) :
لقد أرسل الله تعالى رسولنا بعد الاستخلاص، والتطهير من الأدناس ، فأصبح المهيأ لأشرف الأخلاق وأجمل الأفعال المؤهل لأعلى المنازل وأفضل الأعمال .
كامل الخَلق ؛ وهبه الله تعالى : السكينة ؛ الباعثة للهيبة والتعظيم ، الداعية للتقديم والتسليم ، والمحبة ؛ المنبعثة من المصافاة والمودة ، وحسن القبول؛ الجالب لممايلة القلوب حتى تسرع إلى طاعته، وتذعِن بموافقته ، وميل النفوس إلى متابعته؛ وانقيادها لموافقته، وثباتها على شدائده ومصابرته .
كامل الخُلق ؛ وهبه الله تعالى : رجاحة عقل وصحة وهم وصدق فِراسة ، وثباتاً عند الشدائد وصبراً ، وزهداً في الدنيا وسعياً ، وتواضعاً للناس وهم أتباع ، وخفض جناحه لهم وهو مطاع ، وحلماً ذا وقار ، وبعداً عن طيش يهزه، أو خرق يستفزه ، وحفظاً للعهد، ووفاء بالوعد .
فاضل الأقوال ؛ وهبه الله تعالى : حكمة بالغة وعلوماً جمة باهرة وهو الأمي ، وحفظا لما أطلعه الله تعالى عليه من قصص الأنبياء مع الأمم وأخبار العالم في الزمن الأقدم ، وإحكاماً لما شرع بأظهر دليل، وبياناً بأوضح تعليل ، وأمراً بمحاسن الأخلاق، ودعاء إلى مستحسن الآداب ، ناهياً عن التقاطع والتباعد ، ووضوح الجواب إذا سئل ، وظهور الحجاج إذا جودل ، والحفظ للسان ، وتحرير الكلام في التوخي به إبان حاجته، والاقتصار منه على قدر كفايته ، أفصح الناس لساناً، وأوضحهم بياناً، وأوجزهم كلاماً، وأجزلهم ألفاظاً وأصحهم معاني .
فاضل الأعمال ؛ وهبه الله تعالى : حسناً في سيرته، وصحة في سياسته ، وأعطاه جمعاً بين رغبة من استمال ، ورهبة من استطال، حتى اجتمع الفريقان على نصرته، وقاموا بحقوق دعوته ، وآتاه عدلاً فيما شرعه من الدين عن الغلو والتقصير إلى التوسط ، لم يمل بأصحابه إلى الدنيا ولا إلى رفضها، وإنما أمرهم فيها بالاعتدال ، وآتاه تصدياً لمعالم الدين، ونوازل الأحكام، حتى أوضح للأمة ما كلفوا به من العبادات، وبين لهم ما يحل ويحرم من مباحات ومحظورات ، كان منتصباً لجهاد الأعداء، مع ما خص به من الشجاعة في حروبه، والنجدة في مصابرة عدوه ، وأيضاً ما منح من السخاء والجود، حتى جاد بكل موجود، وآثر بكل مطلوب ومحبوب . أهـ
وقبل الختام أقول :
الـحمد لله ذي العز المجيـــــد ** الحمد لله المبدئ المعيـــد
أمرنا بالصــلاة على النبي ** في كل وقت وحين بـمـزيـــد
فصلاة وسلاماً عليك نبينا ** ونبرؤ إلى الله من كل عربيد
أناس دخل الخنا عقولهم ** وسيصهرون في النار بالحديد
طعنوا في أصل من أصول ديننا ** دين الله العزيز المجيــد
سبوا رســــول الله الذي ** حبنا له في كل وقت يـــزيــــــد
شراذمٌ أشبــاه النــاس جهلوا ** أنك على كل شيئ شهيـــد
فـاللهم اهدهم او انتقم ** منهم وأنت فعـــال لمــا تريـــــــد
ولا تجعل لهم في الأرض بقية ** وما أنت بظــلام للعبيــــد
فإن الشقاء في الناس قد انتشر ** ولا ريب أن بينهم سعيد
وإن الهوى يعمي البصير ** والاتباع لـنـبـيـنـا حـمـيــــــــد
فأنصـحـكـم إخواني بالاسـ ** ـتمســاك بحبل الله وبالتوحيد
نشهدك اللهم بأننا نحب ** خليلك وكل متبع لشرعك السديد
أمرنا بالصــلاة على النبي ** في كل وقت وحين بـمـزيـــد
فصلاة وسلاماً عليك نبينا ** ونبرؤ إلى الله من كل عربيد
أناس دخل الخنا عقولهم ** وسيصهرون في النار بالحديد
طعنوا في أصل من أصول ديننا ** دين الله العزيز المجيــد
سبوا رســــول الله الذي ** حبنا له في كل وقت يـــزيــــــد
شراذمٌ أشبــاه النــاس جهلوا ** أنك على كل شيئ شهيـــد
فـاللهم اهدهم او انتقم ** منهم وأنت فعـــال لمــا تريـــــــد
ولا تجعل لهم في الأرض بقية ** وما أنت بظــلام للعبيــــد
فإن الشقاء في الناس قد انتشر ** ولا ريب أن بينهم سعيد
وإن الهوى يعمي البصير ** والاتباع لـنـبـيـنـا حـمـيــــــــد
فأنصـحـكـم إخواني بالاسـ ** ـتمســاك بحبل الله وبالتوحيد
نشهدك اللهم بأننا نحب ** خليلك وكل متبع لشرعك السديد
فأنصحه وشبهه بالتوبة والاستغفار ، قبل الانحدار في النار ، أنصحه بالأوبة والندامة ، قبل يوم انعدامه الكرامة ، حين يرجو ممن سبه أن يشفع له .
الله تعالى أسأل أن يرد آبق المسلمين ويهدي ضال الكافرين
وأسأله سبحانه أن يصلي على خليله وحبيبه نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .. آمين
وما توفيقي إلا بالله
كتبه
عبد الحميد بن محمد
في : 18/11/1430هـ 6/11/2009م
وأسأله سبحانه أن يصلي على خليله وحبيبه نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .. آمين
وما توفيقي إلا بالله
كتبه
عبد الحميد بن محمد
في : 18/11/1430هـ 6/11/2009م
__________________
([1]) هذا من باب عطف المترادفات ؛ لأن الحمد هو الثناء .
([2]) والمقصود بالدين المعنى اللغوي لا الإصطلاحي .. وإلا فكل الأديان عفيفة طاهرة ، لاتحاد المنبع .
([3]) تصرف مع زيادة مع بعض الاقتباسات من كلام العلامة الماوردي من كتابه "أعلام النبوة" في"الباب العشرين" والنقل عن كتاب "بيان الشريعة الغراء لفضل العلم والعلماء" لوالدي فضيلة الشيخ محمد بن عبد الحميد حسونة –حفظه الله تعالى ونفعنا بعلمه .