خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    الرد علي شبهة رزية الخميس

    avatar
    ام محمد زينب محمد
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    انثى عدد الرسائل : 445
    العمر : 44
    البلد : مصر
    العمل : طالبة علم
    شكر : 4
    تاريخ التسجيل : 22/05/2009

    الملفات الصوتية الرد علي شبهة رزية الخميس

    مُساهمة من طرف ام محمد زينب محمد 29.01.10 7:20

    الرد علي شبهة رزية الخميس NqL88484
    الرد علي شبهة رزية الخميس JA688799


    الرد علي شبهة رزية الخميس BTI89361

    الشبهة

    من شبه التي يرددها الشيعة الإثنى عشرية قولهم :

    أنه في يوم الخميس الذي سبق موت النبي صلى الله عليه وسلم بثلاثة أيام وقعت مؤامرة دنيئة من بعض المنافقين وعلى رأسهم عمر بن الخطاب ، كانت هذه المؤامرة هي السبب الأول لتفرق المسلمين ونشوء المذاهب .. فقد تنادى هؤلاء المنافقون وتجمعوا في بيت النبي صلى الله عليه وسلم لما علموا برغبة النبي صلى الله عليه وسلم بكتابة كتاب يوصي فيه بالإمامة لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه .

    ولما أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بكتابة الكتاب ..
    اعترض عمر بن الخطاب وحزبه وعملوا على منع الرسول صلى الله عليه وسلم من كتابة الوصية بل تجرأ عمر بن الخطاب فطعن في رسول الله صلى الله عليه وسلم واتهمه بالهذيان والهلوسة وقال : (
    إن الرجل ليهجر )

    الرد علي شبهة رزية الخميس 9y389058

    قال الخميني :

    ( قال عمر بن الخطاب
    : لقد هجر رسول الله ، وقد نقل نص هذه الرواية المؤرخون وأصحاب الحديث من البخاري ومسلم وأحمد مع اختلاف في اللفظ ،

    وهذا يؤكد أن هذه الفرية صدرت من ابن الخطاب المفتري ) وقال كذلك ( أن الرسول صلى الله عليه وسلم أغمض عينيه وفي أذنيه كلمات ابن الخطاب القائمة على الفرية والنابعة من الكفر والزندقة
    ).

    انتهى كلام الخميني انظر كتابه ( كشف الأسرار ص 137 ) .


    الرد علي شبهة رزية الخميس 9y389058

    الجواب


    المتشدق بهذه الشبهة وقع في مخالفات كثيرة منها ( الكذب والتلبيس والطعن في الإسلام ونبي الإسلام صلى الله عليه وسلم ) وإليك تفصيل هذا :

    أولاً : الكذب .. قال :
    أن عمر بن الخطاب منع الرسول صلى الله عليه وسلم من كتابة الكتاب وطعن فيه واتهمه بالهذيان والهلوسة !

    فنقول : إن اتهام عمر رضي الله عنه بقول :

    ( إن الرجل ليهجر ) كذب وافتراء ، فمن أين ثبت أن عمر رضي الله عنه قال تلك العبارة مع أن كل أحاديث البخاري ومسلم لم تنقل هذا عن عمر أبداً ،

    فروايات البخاري ومسلم لهذا الحديث ست روايات أربع منها في صحيح البخاري وروايتان في صحيح مسلم ،

    تأمل نصوص تلك الروايات يظهر لك مدى الافتراء والتلبيس الذي ارتكبه أعداء عمر رضي

    الله عنه لتشويه سيرته :


    ( 1 ) : ثلاث روايات من تلك الروايات الست لم يذكر فيها اسم عمر مطلقاً :

    • الأولى : عن سعيد بن جبير قال قال بن عباس : ( يوم الخميس وما يوم الخميس اشتد برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه فقال ائتوني أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع فقالوا ما شأنه أهجر استفهموه ، فذهبوا يردون عليه فقال دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعونني إليه وأوصاهم بثلاث قال أخرجوا المشركين من جزيرة العرب وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم وسكت عن الثالثة أو قال فنسيتها ).


    البخاري حديث رقم: 4168 كتاب المغازي / باب مرض النبي ووفاته •



    الرد علي شبهة رزية الخميس 9y389058
    الثانية : عن سعيد بن جبير عن بن عباس رضي الله عنه أنه قال : (يوم الخميس وما يوم الخميس ثم بكى حتى خضب دمعه الحصباء فقال اشتد برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه يوم الخميس فقال ائتوني بكتاب أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع فقالوا هجر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعونني إليه وأوصى عند موته بثلاث أخرجوا المشركين من جزيرة العرب وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم ونسيت الثالثة

    وقال يعقوب بن محمد سألت المغيرة بن عبد الرحمن عن جزيرة العرب فقال مكة والمدينة واليمامة واليمن وقال يعقوب والعرج أول تهامة
    ). البخاري حديث رقم : 2888 كتاب الجهاد والسير / باب جوائز الوفد



    • الثالثة : عن سعيد بن جبير عن بن عباس أنه قال :
    يوم الخميس وما يوم الخميس ثم جعل تسيل دموعه حتى رأيت على خديه كأنها نظام اللؤلؤ قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ائتوني بالكتف والدواة أو اللوح والدواة أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا فقالوا إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يهجر).

    مسلم حديث رقم ( 1637 ) كتاب الوصية / باب ترك الوصية لمن ليس له شيء يوصى فيه

    الرد علي شبهة رزية الخميس 9y389058


    ( 2 ) : الروايات الثلاث الأخرى قال عمر ( إن النبي صلى الله عليه وسلم قد غلب عليه الوجع وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله ) فقط : •

    الأولى : عن عبيد الله بن عبد الله عن بن عباس رضي الله عنه قال : ( لما حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب قال النبي صلى الله عليه وسلم هلم أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده فقال عمر إن النبي صلى الله عليه وسلم قد غلب عليه الوجع وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله فاختلف أهل البيت فاختصموا منهم من يقول قربوا يكتب لكم النبي صلى الله عليه وسلم كتابا لن تضلوا بعده ومنهم من يقول ما قال عمر فلما أكثروا اللغو والاختلاف عند النبي صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قوموا قال عبيد الله فكان بن عباس يقول إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم
    ولغطهم ).

    البخاري حديث رقم : 5345 كتاب المرضى / باب قول المريض قوموا عني

    الرد علي شبهة رزية الخميس 9y389058

    • الثانية : عن عبيد الله بن عبد الله عن بن عباس : ( قال لما حضر النبي صلى الله عليه وسلم قال وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب قال هلم أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده قال عمر إن النبي صلى الله عليه وسلم غلبه الوجع وعندكم القرآن فحسبنا كتاب الله واختلف أهل البيت اختصموا فمنهم من يقول قربوا يكتب لكم رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا لن تضلوا بعده ومنهم من يقول ما قال عمر فلما أكثروا اللغط والاختلاف عند النبي صلى الله عليه وسلم قال قوموا عني . قال عبيد الله فكان بن عباس يقول إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم ) .

    البخاري حديث رقم : 6932 كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة / باب كراهية الاختلاف•


    الثالثة : عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن بن عباس قال : ( لما حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب فقال النبي صلى الله عليه وسلم هلم أكتب لكم كتابا لا تضلون بعده فقال عمر إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد غلب عليه الوجع وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله فاختلف أهل البيت فاختصموا فمنهم من يقول قربوا يكتب لكم رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا لن تضلوا بعده ومنهم من يقول ما قال عمر فلما أكثروا اللغو والاختلاف عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قوموا

    قال عبيد الله فكان بن عباس يقول إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم ). رواه مسلم حديث رقم ( 1637) كتاب الوصية / باب ترك الوصية لمن ليس له شيء يوصى فيه .

    الرد علي شبهة رزية الخميس 9y389058
    تأمل جيدا الروايات التي ذكر فيها لفظ ( الهجر ) تجد فيها ما يفضح كذب هؤلاء وتزويرهم :
    - هذه الروايات لم يذكر فيها اسم عمر مطلقاً .

    - لم تصرح بالقائل بل جاءت بصيغة الجمع ( فقالوا ) ! ، أو بصيغة الاستفهام (أهجر استفهموه ) .
    ومع هذا كله ومع أنه لا توجد رواية واحدة صحيحة تنسب تلك العبارة لعمر رضي الله عنه ، إلا أن هؤلاء يصرون

    على اتهام عمر رضي الله عنه والافتراء عليه ، معتمدين في ذلك على خلط الروايات الصحيحة بغير الصحيحة وبتر بعض الروايات لتمرير كذبهم وافترائهم
    .

    (( إذاً من قائل هذه العبارة ))
    القائل ليس شخصاً محدداً قال ابن حجر
    : ( ويظهر لي ترجيح ثالث الاحتمالات التي ذكرها القرطبي ، ويكون قائل ذلك بعض من قرب دخوله في الإسلام ) ( فتح الباري 8/133 ) .


    ثانياً : ( التلبيس ) .. قوله : علم هؤلاء المنافقون برغبة النبي صلى الله عليه وسلم بكتابة كتاب يوصي فيه بالإمامة لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه !


    الرد علي شبهة رزية الخميس 9y389058

    avatar
    ام محمد زينب محمد
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    انثى عدد الرسائل : 445
    العمر : 44
    البلد : مصر
    العمل : طالبة علم
    شكر : 4
    تاريخ التسجيل : 22/05/2009

    الملفات الصوتية رد: الرد علي شبهة رزية الخميس

    مُساهمة من طرف ام محمد زينب محمد 29.01.10 7:24

    الرد علي شبهة رزية الخميس BKf90051

    الرد علي شبهة رزية الخميس 9y389058


    والجواب :

    رغبة النبي صلى الله عليه وسلم بكتابة الكتاب يوم الخميس لم تكن هي المرة الأولى التي يهم فيها النبي صلى الله عليه وسلم بكتابة هذا الكتاب بل أبدى هذه الرغبة أكثر من مرة وصرح بمراده من هذا الكتاب في مواضع أخرى فقد ثبت في صحيح البخاري ومسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم
    قال لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنه :
    ادعي لي أباك وأخاك حتى أكتب كتابا ، فإني أخاف أن يتمنى متمن ، ويقول قائل : أنا أولى ، ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر ) ،

    فهذا الحديث الصحيح صريح في أن الكتاب الذي هم النبي صلى الله عليه وسلم بكتابته أكثر من مرة هو النص على استخلاف أبي بكر رضي الله عنه ، ثم ترك النبيصلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم الكتابة اعتماداً على ما علمه من تقدير الله تعالى ، ويؤيد هذا ما جاء عند الحاكم في المستدرك أنه صلى الله عليه وسلم قال :

    ( أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده أبداً، ثم ولانا قفاه ؛ ثم أقبل علينا فقال: يأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر ) .

    . بهذا جزم كثير من علمائنا المحققون كسفيان بن عيينة والقرطبي وابن تيمية وغيرهم ، ولكن الإثني عشرية كعادتهم يأخذون من الأحاديث ما يوافق هواهم ويتركون ما يكشف تدليسهم وكذبهم .

    الرد علي شبهة رزية الخميس 9y389058

    هل في اختلاف الصحابة إساءة للنبي صلى الله عليه وسلم :

    السؤال المهم .. ما تركه النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكتبه ولم يبلغه .. هل كان أصلاً من الأصول ؟ هل كان واجباً من الواجبات ؟

    هل كان أمراً من ضروريات الدين ؟ الصحيح أن ما كان النبي صلى الله عليه وسلم ينوي كتابته لم يكن من ضروريات الإسلام ، والدليل القاطع على هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم ترك كتابته ، فلو كان أمراً واجباً لم يتركه النبي صلى الله عليه وسلم ولو عارضته البشرية كلها ، وهذا هو الذي فهمه الصحابة رضي الله عنه ، فاجتهد بعضهم ممن دخل في الإسلام حديثاً بقصد التخفيف على النبي صلى الله عليه وسلم وعدم الإثقال عليه وهو مريض ، مع ظنهم أن في الأمر سعة وسيتمكن النبي صلى الله عليه وسلم من الكتابة بعد تعافيه من مرضه ، فلا أحد من الصحابة كان يعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم سيموت بعد ثلاثة أيام ؟ لهذه الأسباب اختلفوا في مسألة الكتابة ، ولم يقصدوا أبداً معصية النبي صلى الله عليه وسلم أو مخالفته

    الرد علي شبهة رزية الخميس 9y389058

    ، وهذا شبيه باجتهاد علي رضي الله عنه عندما رفض الاستجابة لأمر النبي صلى الله عليه وسلم في صلح الحديبة فقد أمره النبي صلى الله عليه وسلم بمسح لفظ ( رسول الله ) من وثيقة الصلح عندما اعترض عليها مشركوا مكة فلم ينفذ علي أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لكنه لم يأثم لأنه لم يقصد المعصية والمعاندة والمخالفة بل ترك الإمتثال لأمر النبي صلى الله عليه وسلم لاستصعابه واستعظامه إزالة وصف النبوبة عن اسم النبي صلى الله عليه وسلم فقدم الأدب على الامتثال كما قال علمائنا رحمهم الله ،

    ولهذا لا يشنع على علي رضي الله عنه بمجرد مخالفته لأمر النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد رأى بعض الصحابة ترك الكتابة وصرحوا برأيهم في حضرة النبي صلى الله عليه وسلم وكبار الصحابة من
    المهاجرين والأنصار وكبار آل البيت رضي الله عنه ومع هذا لم يعنف الرسول صلى الله عليه وسلم هؤلاء ولم يذمهم ، ولم ينكر الصحابة وآل البيت فعل هؤلاء ولم يسبوهم أو يشتموهم لأنه لم يظهر لهم أن قائل تلك العبارة أراد بها الإساءة للنبي صلى الله عليه وسلم ! فتصوير الأمر على أنه جريمة ومؤامرة .. نابع من خلفية مبغضة لذلك الجيل !



    رابعاً : المتشدق بهذه الشبه يطعن في رسول الله صلى الله عليه وسلم و آل بيته وأصحابه رضي الله عنه ودينه الذي جاء به :

    لو سلمنا .. أن عمر رضي الله عنه طعن في النبي صلى الله عليه وسلم واتهمه بالهذيان والهلوسة و تآمر لمنع النبي من كتابة الوصية لعلي رضي الله عنه وسعى في ظلم آل البيت وأغتصب الخلافة .. لكان هذا من أعظم الطعن في النبي صلى الله عليه وسلم وآل البيت والصحابة رضي الله عنه والإسلام !

    فالنبي صلى الله عليه وسلم .. المأمور بالتبليغ من رب العالمين .. يترك بعض ما أمر بتبليغه لمعارضة عمر ! ويعيش النبي صلى الله عليه وسلم بعد يوم الخميس ثلاثة أيام ولا يكتب شيئاً لأن عمر لا يرغب في الكتابة ! فأين أمانة التبليغ التي كلف بها وأين الثقة بضمان الله القائل (( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ
    ()

    ، بل أعظم من هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم يسهم بتصرفاته وأفعاله التي هي وحي من رب العالمين بخداع المسلمين والتغرير بهم فالنبي صلى الله عليه وسلم يقرب عمر ويكرمه بالإصرار على خطبة بنته حفصة ثم الزواج بها لتنال شرف لقب ( أم المؤمنين ) رغم علمه بنفاقها ونفاق أبيها وتآمرهم وسوء طويتهم ، فأي تغرير أكبر من هذا إن كان الأمر كما قالوا !

    الرد علي شبهة رزية الخميس 9y389058

    وآل البيت .. الذين أظهروا صنوف الشجاعة والفروسية والقوة الباهرة يتركون عمر يطعن في النبي صلى الله عليه وسلم ويتآمر عليه بل ويظلم فاطمة رضي الله عنه ويعتدي عليها ويغتصب حقها وحقهم وهم مسالمين مداهنين تحت رداء التقية الذليل ! فأي ذل وأي هوان وأي إهانة أعظم من هذا !

    والصحابة .. الذين تركوا أموالهم وديارهم وأهليهم وقاتلوا الوالد والولد ، لأجل دين محمد صلى الله عليه وسلم والذين ضحوا وصبروا وبذلوا في بدر وأحد وخيبر وفتح مكة وغيرها من معارك الإسلام لأجل دين محمد صلى الله عليه وسلم كيف يرضون أن يطعن عمر في شخص النبي صلى الله عليه وسلم ويتآمر عليه ويظلم ويغتصب دون أن يحركوا ساكناً ..

    أبعد كل هذه التضحيات والبطولات يخسرون دينهم لأجل رجل متآمر منافق كما يزعمون !


    وصورة الإسلام التي يروج لها هؤلاء .. أنه دين ربى نبيه صلى الله عليه وسلم مجموعة من الخونة الظلمة بايعوا علياً بالإمامة وهم ألوف في غدير خم ، ثم تأمروا وخانوا ومكروا واجتهدوا في إخفاء الحق، وعملوا على إنكار أصل من أصول هذا الدين وهي الإمامة ، فأي صلاح وإصلاح يرجى من خلف دين هذه باكورة إنجازاته ! وهؤلاء هم قادة رجاله !

    الرد علي شبهة رزية الخميس 9y389058

    الخاتمة

    بغض عمر رضي الله عنه والتآمر عليه قديم متأصل في نفوس كثير من أعدائه ، فمن هم أعدائه ولما أبغضوه ؟

    شارك عمر رضي الله عنه في كل معارك الإسلام وفتوحاته ولا شك أن هذا خلق له أعداء كثيرون ، ساءهم ما فعل عمر رضي الله عنه بأهلهم وأقوامهم وأديانهم ، ومع كل انتصار يشارك فيه عمر رضي الله عنه تزداد عداوة هؤلاء لعمر رضي الله عنه ويتأصل حقدهم ويستفحل كيدهم ، فتأمروا وخططوا وبذلوا وحاولوا حتى استطاعوا اغتياله وهو يصلي في محراب رسول الله صلى الله عليه وسلم على يد أبو لؤلوة المجوسي

    الرد علي شبهة رزية الخميس 9y389058
    ، هذه أسباب العداء لعمر رضي الله عنه وهذا واحد من ألد أعدائه ، لكن أعداءه كثر لم يشفي غليلهم ما فعله أبو لؤلوءة بل واصلوا مسيرة الحقد والتأمر ، فخلال القرن الهجري الأول وبعد سنوات من استشهاد عمر رضي الله عنه يتجرأ رأس الفتنة (( عبدالله ابن سبأ )) فيعلن صراحة عن بغضه لعمر واتهمه بمخالفة النبي صلى الله عليه وسلم والتأمر على آل البيت واغتصاب الخلافة من علي رضي الله عنه

    الرد علي شبهة رزية الخميس 9y389058
    ، قال القمي والنوبختي :

    أن عبدالله بن سبأ كان أول من أظهر الطعن في أبي بكر وعمر وعثمان والصحابة وتبرأ منهم ) ( المقالات والفرق ص 20 ، فرق الشيعة ص 44 ) .

    ثم
    سار علماء الإثني عشرية على هذا النهج فكرروا هذه الترهات والأكاذيب بهدف الطعن في عمر رضي الله عنه ، ففي القرن
    ( السابع الهجري )
    رددها الحلي في كتابه منهاج الكرامة ،

    وفي القرن ( الرابع عشر الهجري ) ذكرها عبد الحسين شرف الدين الموسوي في كتابه المراجعات ص ( 284 ، 255 ) ،
    وفي هذا العصر صاح بها الخميني وغيره من علماء الإثني عشرية ...
    فهي خطة محكمة توافق عليها أعداء عمر رضي الله عنه وسلسلة متصلة هدفها الأول الطعن فيمن ساهم في تأسيس الدولة الإسلامية وحقق الانتصارات في بدر والقادسية وما بينهما من ملاحم وبطولات

    صحوة الشيعة

    avatar
    ام محمد زينب محمد
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    انثى عدد الرسائل : 445
    العمر : 44
    البلد : مصر
    العمل : طالبة علم
    شكر : 4
    تاريخ التسجيل : 22/05/2009

    الملفات الصوتية رد: الرد علي شبهة رزية الخميس

    مُساهمة من طرف ام محمد زينب محمد 29.01.10 7:25

    كيف الرد على ما ينقمه الشيعة على عمر في هذا الحديث؟

    د.محمد بن عبد الله القناص عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم


    المصدر:
    موقع الإسلام اليوم

    السؤال :

    ما صحة الخبر أو الأثر الذي نسمعه من الشيعة في سبهم لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وهو إنه عند وفاة النبي صلى الله عليه وسلم -أو في أيامه الأخيرة- أمر أن يؤتى له بقرطاس وقلم ليكتب للناس كتاباً لا يضلوا بعده أبداً، وعند ذلك تدخَّل عمر بن الخطاب، وقال: إنه (أي النبي) ليهجر، ومعنى يهجر أي يهذي والعياذ بالله، وقال (أي عمر): حسبنا كتاب الله، فهذا مخالف لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم. هذه رواية الشيعة التي يرددونها! أرجو التوضيح.

    الجواب :

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله، وبعد:الحديث المشار إليه في السؤال أخرجه البخاري (3168)، ومسلم (1637) من حديث سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: يَوْمُ الْخَمِيسِ وَمَا يَوْمُ الْخَمِيسِ ثُمَّ بَكَى حَتَّى بَلَّ دَمْعُهُ الْحَصَى فَقُلْتُ: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ وَمَا يَوْمُ الْخَمِيسِ؟ قَالَ اشْتَدَّ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَعُهُ فَقَالَ: ائْتُونِي أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لَا تَضِلُّوا بَعْدِي فَتَنَازَعُوا وَمَا يَنْبَغِي عِنْدَ نَبِيٍّ تَنَازُعٌ وَقَالُوا: مَا شَأْنُهُ أَهَجَرَ اسْتَفْهِمُوهُ قَالَ: دَعُونِي فَالَّذِي أَنَا فِيهِ خَيْرٌ أُوصِيكُمْ بِثَلَاثٍ أَخْرِجُوا الْمُشْرِكِينَ مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ وَأَجِيزُوا الْوَفْدَ بِنَحْوِ مَا كُنْتُ أُجِيزُهُمْ قَالَ: وَسَكَتَ عَنْ الثَّالِثَةِ أَوْ قَالَهَا فَأُنْسِيتُهَا".

    وفي لفظ آخر: عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: يَوْمُ الْخَمِيسِ وَمَا يَوْمُ الْخَمِيسِ ثُمَّ جَعَلَ تَسِيلُ دُمُوعُهُ حَتَّى رَأَيْتُ عَلَى خَدَّيْهِ كَأَنَّهَا نِظَامُ اللُّؤْلُؤِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ائْتُونِي بِالْكَتِفِ وَالدَّوَاةِ أَوْ اللَّوْحِ وَالدَّوَاةِ أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ أَبَدًا فَقَالُوا إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَهْجُرُ. وفي لفظ آخر: عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا حُضِرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِي الْبَيْتِ رِجَالٌ فِيهِمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَلُمَّ أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لَا تَضِلُّونَ بَعْدَهُ، فَقَالَ عُمَرُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ غَلَبَ عَلَيْهِ الْوَجَعُ وَعِنْدَكُمْ الْقُرْآنُ حَسْبُنَا كِتَابُ اللَّهِ، فَاخْتَلَفَ أَهْلُ الْبَيْتِ فَاخْتَصَمُوا، فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: قَرِّبُوا يَكْتُبْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كِتَابًا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ مَا قَالَ عُمَرُ، فَلَمَّا أَكْثَرُوا اللَّغْوَ وَالِاخْتِلَافَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قُومُوا، قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: فَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ: إِنَّ الرَّزِيَّةَ كُلَّ الرَّزِيَّةِ مَا حَالَ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَيْنَ أَنْ يَكْتُبَ لَهُمْ ذَلِكَ الْكِتَابَ مِنْ اخْتِلَافِهِمْ وَلَغَطِهِمْ. واللفظ لمسلم،
    هذا هو الحديث بألفاظه كما أخرجه الإمام مسلم.

    ومن المعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي توفي فيه عزم على أن يكتب كتاباً يتضمن استخلاف أبي بكر، ففي صحيح البخاري (5666)، ومسلم (2387)
    من حديث عَائِشَةَ –رضي الله عنها– قَالَتْ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَرَضِهِ: ادْعِي لِي أَبَا بَكْرٍ أَبَاكِ وَأَخَاكِ حَتَّى أَكْتُبَ كِتَابًا فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يَتَمَنَّى مُتَمَنٍّ وَيَقُولُ قَائِلٌ أَنَا أَوْلَى وَيَأْبَى اللَّهُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَّا أَبَا بَكْرٍ "، وعن ابن أبي مليكة قال: سُئِلَتْ عائشة مَنْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُسْتَخْلِفًا لَوْ اسْتَخْلَفَهُ؟ قَالَتْ: أَبُو بَكْرٍ. فَقِيلَ لَهَا: ثُمَّ مَنْ بَعْدَ أَبِي بَكْرٍ؟ قَالَتْ: عُمَرُ. ثُمَّ قِيلَ لَهَا: مَنْ بَعْدَ عُمَرَ؟ قَالَتْ: أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ ثُمَّ انْتَهَتْ إِلَى هَذَا". أخرجه مسلم (2385)، ثم إنه حصل التنازع والاختلاف عنده صلى الله عليه وسلم، واشتبه الأمر على عمر –رضي الله عنه– هل غلب على النبي صلى الله عليه وسلم الوجع، أم لم يغلب عليه الوجع فيكون كلامه من الكلام المعروف الذي يجب قبوله، ولم يجزم عمر بذلك والشك جائز على عمر –رضي الله عنه–، إذ لا معصوم إلا النبي صلى الله عليه وسلم، والنبي صلى الله عليه وسلم قد عزم على أن يكتب الكتاب، فلما حصل الاختلاف والتنازع وحصل الشك علم أن الكتاب لا يحصل به المقصود، وقد علم أن الله يجمعهم على ما عزم عليه كما قال: "يَأْبَى اللَّهُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَّا أَبَا بَكْرٍ"، ولو أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يكتب الكتاب، وكان هذا مما يجب تبليغه وبيانه للناس لم يمنعه من ذلك أحد لا عمر ولا غيره،

    قال الإمام البيهقي في كتابه دلائل النبوة (7/184): "قصد عمر بن الخطاب رضي الله عنه بما قال التخفيف على رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآه قد غلب عليه الوجع، ولو كان ما يريد النبي صلى الله عليه وسلم أن يكتب لهم شيئاً مفروضاً لا يستغنون عنه لم يتركه باختلافهم ولغطهم لقول الله عز وجل: "بلغ ما أنزل إليك من ربك"، كما لم يترك تبليغ غيره بمخالفة من خالفه، ومعاداة من عاداه، وإنما أراد ما حكى سفيان بن عيينة عن أهل العلم قبله أن يكتب استخلاف أبي بكر، ثم ترك كِتْبَته اعتماداً على ما علم من تقدير الله تعالى....، وقال: يأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكرٍ، ثم نبه أمته على خلافته باستخلافه إياه في الصلاة حين عجز عن حضورها".

    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "الذي وقع في مرضه كان من أهون الأشياء وأبينها، وقد ثبت في الصحيح أنه قال لعائشة في مرضه
    : ادعي لي أباك وأخاك حتى أكتب لأبي بكر كتابا لا يختلف عليه الناس من بعدي" ثم قال: يأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر، فلما كان يوم الخميس همَّ أن يكتب كتابا فقال عمر: ماله أهجر؟ فشك عمر هل هذا القول من هجر الحمى؟ أو هو مما يقول على عادته؟ فخاف عمر أن يكون من هجر الحمى، فكان هذا مما خفى على عمر، كما خفى عليه موت النبي صلى الله عليه وسلم بل أنكره ثم قال بعضهم هاتوا كتابا، وقال بعضهم لا تأتوا بكتاب، فرأى النبي صلى الله عليه وسلم أن الكتاب في هذا الوقت لم يبق فيه فائدة؛ لأنهم يشكون هل أملاه مع تغيره بالمرض أم مع سلامته من ذلك، فلا يرفع النزاع فتركه، ولم تكن كتابة الكتاب مما أوجبه الله عليه أن يكتبه أو يبلغه في ذلك الوقت، إذ لو كان كذلك لما ترك صلى الله عليه وسلم ما أمره الله به، لكن ذلك مما رآه مصلحة لدفع النزاع في خلافة أبي بكر، ورأى أن الخلاف لا بد أن يقع، وقد سأل ربه لأمته ثلاثا فأعطاه اثنتين ومنعه واحدة، سأله أن لا يهلكهم بسنة عامة فأعطاه إياها، وسأله أن لا يسلط عليهم عدواً من غيرهم، فأعطاه إياها، وسأله أن لا يجعل بأسهم بينهم، فمنعه إياها، وهذا ثبت في الصحيح.

    وقال ابن عباس: الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين أن يكتب الكتاب فإنها رزية أي مصيبة في حق الذين شكوا في خلافة أبي بكر رضي الله عنه، وطعنوا فيها، وابن عباس قال ذلك لما ظهر أهل الأهواء من الخوارج والروافض ونحوهم، وإلا فابن عباس كان يفتي بما في كتاب الله، فإن فلم يجد في كتاب الله فبما في سنة رسول الله، فإن لم يجد في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فبما أفتى أبو بكر وعمر...ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم ترك كتابة الكتاب باختياره فلم يكن في ذلك نزاع ولو استمر على إرادة الكتاب ما قدر أحد أن يمنعه.... ومن جهل الرافضة أنهم يزعمون أن ذلك الكتاب كان كتابه بخلافة علي، وهذا ليس في القصة ما يدل عليه بوجه من الوجوه ولا في شيء من الحديث المعروف عند أهل النقل أنه جعل عليا خليفة كما في الأحاديث الصحيحة ما يدل على خلافة أبي بكر، ثم يدعون مع هذا أنه كان قد نص على خلافة علي نصا جليا قاطعا للعذر، فإن كان قد فعل ذلك فقد أغنى عن الكتاب، وإن كان الذين سمعوا ذلك لا يطيعونه فهم أيضا لا يطيعون الكتاب فأي فائدة لهم في الكتاب لو كان كما زعموا" [ينظر: منهاج السنة (6/315–318)]،

    وقال رحمه الله في موضع آخر: "عمر رضي الله عنه قد ثبت من علمه وفضله ما لم يثبت لأحد غير أبي بكر، ففي صحيح مسلم عن عائشة –رضي الله عنها- عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول
    :
    قد كان في الأمم قبلكم مُحَدَّثون، فإن يكن في أمتي أحد فعمر" قال ابن وهب: تفسير "محدثون" ملهمون، وروى البخاري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "
    إنه قد كان فيما مضى قبلكم من الأمم مُحدَّثون، وإنه إن كان في أمتي هذه منهم فإنه عمر بن الخطاب"
    ،

    وفي لفظ للبخاري: "لقد كان فيمن كان قبلكم من بني إسرائيل رجال يكلَّمون من غير أن يكونوا أنبياء، فإن يكن في أمتي منهم أحد فعمر" وفي الصحيح عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: بينا أنا نائم إذ رأيت قدحا أُتيت به فيه لبن، فشربت منه حتى أني لأرى الرَّيَّ يخرج من أظفاري، ثم أعطيت فضلي عمر بن الخطاب، قالوا: فما أوَّلته يا رسول الله؟ قال: العلم"، وفي الصحيحين عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بينا أنا نائم رأيت الناس يُعرضون عليَّ وعليهم قمص، ومنها ما يبلغ الثدي، ومنها ما يبلغ دون ذلك، ومر عمر بن الخطاب وعليه قميص يجرّه "قالوا ما أوَّلت ذلك يا رسول الله؟ قال: الدين"، وفي الصحيحين عن ابن عمر قال:
    قال عمر: وافقت ربي في ثلاث: في مقام إبراهيم، وفي الحجاب، وفي أسارى بدر" وللبخاري عن أنس قال: قال عمر: "وافقت ربي في ثلاث أو وافقني ربي في ثلاث: قلت: يا رسول الله لو اتخذت من مقام إبراهيم مصلَّى فنزلت: (واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى)، وقلت: يا رسول الله يدخل عليك البَرُّ والفاجر، فلو أمرت أمّهات المؤمنين بالحجاب فأنزل الله آية الحجاب، وبلغني معاتبة النبي صلى الله عليه وسلم بعض أزواجه، فدخلت عليهم فقلت: إن انتهيتن، أو ليبدلن الله رسوله خيرا منكن حتى أتت إحدى نسائه فقالت: يا عمر أما في رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يعظ نساءه حتى تعظهن أنت فأنزل الله: "عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن" الآية.

    وأما قصة الكتاب الذي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد أن يكتبه، فقد جاء مبينا كما في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه: ادعي لي أباك وأخاك حتى أكتب كتاباً، فإني أخاف أن يتمنى متمنٍّ ويقول قائل: أنا أولى، ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر، وفي صحيح البخاري عن القاسم بن محمد قال قالت عائشة: وارأساه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كان وأنا حي فاستغفر لك وأدعو لك، قالت عائشة: واثكلاه، والله إني لأظنك تحب موتي، فلو كان ذلك لظللت آخر يومك مُعَرِّساً ببعض أزواجك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    "بل أنا وارأساه، لقد هممت أن أرسل إلى أبي بكر وابنه وأعهد: أن يقول القائلون أو يتمنى المتمنون، ويدفع الله ويأبى المؤمنون. وفي صحيح مسلم عن ابن أبي مليكة، قال: سمعت عائشة وسُئلت: من كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مستخلفا لو استخلف؟ قالت: أبو بكر، فقيل لها: ثم من بعد أبي بكر؟ قالت: عمر قيل لها: ثم من بعد عمر؟ قالت: أبو عبيدة عامر بن الجراح ثم انتهت إلى هذا،

    وأما عمر فاشتبه عليه هل كان قول النبي صلى الله عليه وسلم من شدة المرض أو كان من أقواله المعروفة، والمرض جائز على الأنبياء ولهذا قال: ماله أهجر؟ فشك في ذلك ولم يجزم بأنه هجر والشك جائز على عمر فإنه لا معصوم إلا النبي صلى الله عليه وسلم لا سيما وقد شك بشبهة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان مريضا فلم يدر أكلامه كان من وهج المرض، كما يعرض للمريض أو كان من كلامه المعروف الذي يجب قبوله، وكذلك ظن أنه لم يمت حتى تبين أنه قد مات، والنبي صلى الله عليه وسلم قد عزم على أن يكتب الكتاب الذي ذكره لعائشة، فلما رأى أن الشك قد وقع علم أن الكتاب لا يرفع الشك، فلم يبق فيه فائدة، وعلم أن الله يجمعهم على ما عزم عليه، كما قال:
    ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر، وقول ابن عباس: إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين أن يكتب الكتاب، يقتضي أن هذا الحائل كان رزية وهو رزية في حق من شك في خلافة الصديق أو اشتبه عليه الأمر؛ فإنه لو كان هناك كتاب لزال هذا الشك، فأما من علم أن خلافته حق فلا رزية في حقه ولله الحمد، ومن توهم أن هذا الكتاب كان بخلافة علي فهو ضال باتفاق عامة الناس من علماء السنة والشيعة،

    أما أهل السنة فمتفقون على تفضيل أبي بكر وتقديمه، وأما الشيعة القائلون بأن عليًّا كان هو المستحق للإمامة فيقولون: إنه قد نص على إمامته قبل ذلك نصا جليا ظاهرا معروفا، و
    حينئذ فلم يكن يحتاج إلى كتاب، وإن قيل: إن الأمة جحدت النص المعلوم المشهور فلأن تكتم كتابا حضره طائفة قليلة أولى وأحرى، وأيضا فلم يكن يجوز عندهم تأخير البيان إلى مرض موته، ولا يجوز له ترك الكتاب لشك من شك فلو كان ما يكتبه في الكتاب مما يجب بيانه وكتابته، لكان النبي صلى الله عليه وسلم يبينه ويكتبه ولا يلتفت إلى قول أحدٍ، فإنه أطوع الخلق له، فعُلم أنه لما ترك الكتاب لم يكن الكتاب واجبا، ولا كان فيه من الدين ما تجب كتابته حينئذ، إذ لو وجب لفعله، ولو أن عمر رضي الله عنه اشتبه عليه أمر ثم تبين له أو شكَّ في بعض الأمور فليس هو أعظم ممن يفتي ويقضي بأمور، ويكون النبي صلى الله عليه وسلم قد حكم بخلافها مجتهدا في ذلك ولا يكون قد علم حكم النبي صلى الله عليه وسلم فإن الشك في الحق أخف من الجزم بنقيضه، وكل هذا إذا كان باجتهاد سائغ كان غايته أن يكون من الخطأ الذي رفع الله المؤاخذه به" منهاج السنة (6/20-26).

    وقال المازري: "
    إنما جاز للصحابة الاختلاف في هذا الكتاب مع صريح أمره لهم بذلك؛ لأن الأوامر قد يقارنها ما ينقلها من الوجوب فكأنه ظهرت منه قرينة دلت على أن الأمر ليس على التحتم بل على الاختيار، فاختلف اجتهادهم وصمم عمر على الامتناع لما قام عنده من القرائن بأنه صلى الله عليه وسلم قال ذلك عن غير قصد جازم، وعزمه صلى الله عليه وسلم كان إما بالوحي وإما بالاجتهاد، وكذلك تركه إن كان بالوحي فبالوحي وإلا فبالاجتهاد أيضا". ينظر: فتح الباري (8/133).

    وهذه النصوص عن هؤلاء العلماء الأجلاء توضح المقصود بالحديث، وتدحض افتراءات الشيعة وتلبيسهم وتنقصهم لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه هذا والله اعلم
    avatar
    ام محمد زينب محمد
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    انثى عدد الرسائل : 445
    العمر : 44
    البلد : مصر
    العمل : طالبة علم
    شكر : 4
    تاريخ التسجيل : 22/05/2009

    الملفات الصوتية رد: الرد علي شبهة رزية الخميس

    مُساهمة من طرف ام محمد زينب محمد 29.01.10 7:27

    حسبنا كتاب الله

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
    عند وفاة الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- طلب بأن يكتب كتابا بألا يضلوا بعده أبداً، فقال الخليفة -عمر بن الخطاب-رضي الله عنه- دعوه فإنه يهجر، وقال: حسبنا كتاب الله، ووقف معه جماعة، والبعض منهم وقف مع النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- فمن أفضل قول النبي -صلى الله عليه واله وسلم- أم قول عمر بن الخطاب-رضي الله عنه-، ومن أفضل الذين قالوا ما قاله عمر-رضي الله عنه- أم الذين قالوا ما قاله الرسول -عليه الصلاة والسلام-، والله -سبحانه وتعالى- يقول: "ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا، ومن المعلوم أن الرسول-صلى الله عليه وسلم- كلا مه وحي من الله ولا ينطق عن الهوى ولو كان في مرضه، فهل معقول أن يقول عمر-رضي الله عنه- مثل هذا القول، فهل قول عمر-رضي الله عنه- على صواب أم خطأ. أفتونا مأجورين.





    الفتوى :

    أجاب عن السؤال الشيخ/ د. محمد بن سليمان المنيعي (عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى).
    الجـواب:
    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
    ينبغي للمسلم أن ينشغل بما ينفعه من فقه أحكام دينه ودنياه، وأن يعرض عن كل خلاف وقع في الصدر الأول؛ لأن أمثال ذلك قد ولغ فيه أهل الأهواء والفرق الضالة، واستملوه لذم من يرون ذمه من صحابة رسول الله – صلى الله عليه وسلم-، والتشكيك في كثير من مسلمات الدين.

    وفي الجملة:
    فقد روى الشيخان بسندهما عن ابن عباس – رضي الله عنهما-، قال: (لما حضر رسول الله –صلى الله عليه وسلم- الوفاة، وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب – رضي الله عنه-، فقال النبي –صلى الله عليه وسلم-: "هلم أكتب لكم كتاباً لا تضلون بعده"، فقال عمر – رضي الله عنه-: (إن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قد غلب عليه الوجع وعندكم القرآن، حسبنا كتاب الله، فاختلف أهل البيت، فاختصموا، فمنهم من يقول: قربوا يكتب لكم رسول الله –صلى الله عليه وسلم- كتاباً لن تضلوا بعده، ومنهم من يقول: ما قال عمر، فلما أكثروا اللغو والاختلاف، قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم-: "قوموا" قال عبيد الله – رضي الله عنه-: فكان ابن عباس يقول: إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم.

    أما قصة الكتاب الذي كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم-
    يريد أن يكتبه، فقد جاء مبيَّناً كما في الصحيحين، عن عائشة –رضي الله عنها- قالت:
    قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم- في مرضه: "ادعي لي أباك وأخاك؛ حتى أكتب كتاباً؛ فإني أخاف أن يتمنى متمن ويقول قائل: أنا أولى، ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر".

    وأما عمر – رضي الله عنه-
    فقد ثبت من علمه وفضله ما لم يثبت لأحد غير أبي بكر- رضي الله عنه-،
    فقد أخبر عنه صلى الله عليه وسلم أنه محدَّث، أي ملهم، ووافق ربه في ثلاثة أمور،
    وأمر بالاقتداء به وأبي بكر، وغير ذلك مما لا يحصى في فضله ومناقبه.

    وقد سئلت عائشة – رضي الله عنها-:
    من كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم- مستخلفاً لو استخلف؟ قالت: أبو بكر، فقيل لها: من بعد أبي بكر؟ قالت: عمر.

    وأما قول عمر – رضي الله عنه-:
    فاشتبه عليه، هل كان قول النبي –صلى الله عليه وسلم- من شدة المرض أو كان من أقواله المعروفة، والمرض جائز على الأنبياء، ولهذا قال ما قال، فشك في ذلك ولم يجزم، والشك جائز على عمر – رضي الله عنه-؛ فإنه لا معصوم إلا النبي – صلى الله عليه وسلم- لاسيما وقد شك بشبهة، فإن النبي –صلى الله عليه وسلم- كان مريضاً فلم يدر أكلامه كان من وهج المرض كما يعرض للمريض، أو كان من كلامه المعروف الذي يجب قبوله، ومثل ذلك في قصة موته صلى الله عليه وسلم حين ظنَّ أنه لم يمت حتى تبيَّن أنه قد مات.


    فكان هذا مما خفي على عمر – رضي الله عنه-
    كما خفي عليه موت النبي –صلى الله عليه وسلم-، بل أنكره، ثم قال بعضهم: هاتوا كتاباً، وقال بعضهم: لا تأتوا بكتاب.

    والنبي – صلى الله عليه وسلم- قد عزم على أن يكتب الكتاب الذي ذكره لعائشة – رضي الله عنها- فلما رأى أن الشك قد وقع، علم أن الكتاب لا يرفع الشك، فلا يرفع النزاع فتركه، إذ لم يبق فيه فائدة، وقد علم أن الله يجمعهم على ما عزم عليه، كما قال، ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر – رضي الله عنه-.

    وأيضاً فلو كان ما يكتبه في الكتاب مما يجب بيانه وكتابته لكان النبي –صلى الله عليه وسلم- يبينه ويكتبه، ولما ترك ما أمره الله به، ولا يلتفت إلى قول أحد؛ فإنه أطوع الخلق له، ولا يجوز له ترك الكتاب لشك من شك، فعلم أنه لما ترك الكتاب لم يكن الكتاب واجباً، ولا كان فيه من الدين ما تجب كتابته حينئذ إذ لو وجب لفعله.

    فالنبي –صلى الله عليه وسلم- ترك كتابة الكتاب باختياره، فلم يكن في ذلك نزاع، ولو استمر على إرادة الكتاب ما قدر أحد أن يمنعه.

    واعلم أن مثل هذا النزاع قد كان يقع في صحته ما هو أعظم منه، فالذي وقع بين أهل قباء وغيرهم كان أعظم من هذا بكثير، حتى أنزل فيه: "وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا" الآية..

    وأيضاً فقد تنازع المسلمون يوم بدر في الأنفال، فقال الآخذون: هي لنا، وقال الذاهبون خلف العدو: هي لنا، وقال الحافظون لرسول الله –صلى الله عليه وسلم-: هي لنا، حتى أنزل الله –تعالى-: "يسألونك عن الأنفال..." الآية..

    وقد ثبت في الصحيح أنهم كانوا في سفر فاقتتل رجل من المهاجرين ورجل من الأنصار، فقال المهاجري: يا للمهاجرين، وقال الأنصاري: يا للأنصار، فقال النبي – صلى الله عليه وسلم-: "أبدعوى الجاهلية وأنا بين ظهرانيكم؟ دعوها؛ فإنها منتنة".

    وأما قول ابن عباس –رضي الله عنهما- إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وبين أن يكتب الكتاب.
    فإنه قد قال ذلك لما ظهر أهل الأهواء من الخوارج والروافض ونحوهم، وكلامه يقتضي أن الرزية في حق من شك في خلافة الصديق – رضي الله عنه- وطعنوا فيها أو اشتبه عليهم الأمر، فإنه لو كان هناك كتاب لزال هذا الشك، فأما من علم أن خلافته حق فلا رزية في حقه ولله الحمد.

    ثم ابن عباس – رضي الله عنهما- كان يفتي بما في كتاب الله، فإن لم يجد في كتاب الله فبما في سنة رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، فإن لم يجد في سنة رسول الله –صلى الله عليه وسلم- فبما أفتى أبو بكر وعمر – رضي الله عنهما-، وهذا ثابت من حديث ابن عيينة عن عبد الله بن أبي يزيد عن ابن عباس – رضي الله عنهما-، ومن عرف حال ابن عباس – رضي الله عنهما- علم أنه كان يفضل أبا بكر وعمر على علي – رضي الله عنهم-.

    وأيضاً فإن عمر – رضي الله عنه- اشتبه عليه أمر ثم تبيّن له شك في بعض الأمور، فليس هذا أعظم ممن يفتي ويقضي بأمور، ويكون النبي –صلى الله عليه وسلم- قد حكم بخلافها مجتهداً في ذلك، ولا يكون قد علم حكم النبي –صلى الله عليه وسلم-، وكل هذا إذا كان باجتهاد سائغ كان غايته أن يكون من الخطأ الذي رفع الله المؤاخذة به.

    كما قضى علي – رضي الله عنه- في الحامل المتوفى عنها زوجها أنها تعتد أبعد الأجلين مع ما ثبت في الصحاح عن النبي –صلى الله عليه وسلم- أنه أفتى بذلك لسبيعة الأسلمية – رضي الله عنها- بأنها تحل بوضع الحمل،
    وانظر إلى طلبه رضي الله عنه نكاح بنت أبي جهل حتى غضب النبي –صلى الله عليه وسلم- فرجع عن ذلك،
    وأمثال هذا كثير من علي – رضي الله عنه- وغيره من صحابة رسول الله –صلى الله عليه وسلم،
    غير أن هذا ومثله لم يقدح في علي – رضي الله عنه- لكونه كان مجتهداً ثم رجع إلى ما تبيّن له من الحق،
    فكذلك عمر – رضي الله عنه- لا يقدح فيه ما قاله باجتهاده مع رجوعه إلى ما تبيّن له من الحق. والله أعلم.





    المصدر
    موقع الإسلام اليوم

    avatar
    ام محمد زينب محمد
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    انثى عدد الرسائل : 445
    العمر : 44
    البلد : مصر
    العمل : طالبة علم
    شكر : 4
    تاريخ التسجيل : 22/05/2009

    الملفات الصوتية رد: الرد علي شبهة رزية الخميس

    مُساهمة من طرف ام محمد زينب محمد 29.01.10 7:28

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى ثم اما بعدوصلتنى رسالة من احدى الاخوات الفاضلات تخبرنى فيها بحوار دار بينها وبين احدىجاراتها من الامامية الاثنا عشرية حاولت الاخيرة من خلاله ان تثير على اختنا كل مااستطاعت من شبهات , كان ذلك ايام عرض سيرة الفاروق رضى الله عنه على قناة المستقلةو مما دندنت حوله كثيرا شبهة ما يسمى برزية يوم الخميس فارسلت الى الاخت الكريمةتطلب منى ردا مختصرا على تلك الحادثة التى تستغل كثيرامن جانب الروافض فى التلبيسعلى عوام اهل السنة ومحاولة زعزعة ثقتهم فيما يكنونه للجبل الاشم عمر الفاروق رضىالله عنه وارضاه من حب وفضل وتقدير فسارعت بتلبية سؤلها على قدر طاقتى وبما يسرالله لى ثم بدى لى بعد ذلك ان اساهم بنتاج جهدى المتواضع فى هذه الساحة المباركةلعل الله ان ينفع به
    اضف الى ذلك ان فى النفس بعض التساؤلات سوف اقوم بطرحها فىنهاية الموضوع واتمنى ان اجد عليها أجوبة معتبرة من الزملاء الامامية


    فاقولوبالله التوفيق


    انه لا شك ولا مرية عند كل اريب مطلع على كتب الاثنا عشريةخبير باحوالهم كم الحقد والبغض والكراهية التى يكنونها لاصحاب رسول الله صلى اللهعلية وسلم وان النصيب الاوفى من ذلك للفاروق رضى الله عنه , ولا عجب فهو مدمر عروشفارس وكاسر ظهورأسود عرينهم المفترسة ومبيد امبروطوريتهم المزعومة


    وقد وردتهذه الحادثة فى مصادر متعدده اكثرها من طرق ضعيفه لذا ساكتفى بالروايات الصحيحة عنداهل السنة سواء فى البخارى ومسلم او غيرهما

    -
    ففى البخارى ومسلم

    (
    عنابن عباس رضي الله عنهما قال: لما حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي البيت رجالفيهم عمر بن الخطاب فقال النبي صلى الله عليه وسلم "هلمَّ أكتب لكم كتاباً لا تضلونبعده"، فقال عمر: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد غلب عليه الوجع وعندكمالقرآن. حسبنا كتاب الله. فاختلف أهل البيت فاختصموا؛ فمنهم من يقول قرّبوا يكتبلكم رسول الله رسول الله صلى الله عليه وسلم كتاباً لن تضلوا بعده، ومنهم من يقولما قال عمر؛ فلمّا أكثروا اللغو والاختلاف قال رسول الله رسول الله صلى الله عليهوسلم

    "
    قوموا". قال عبيد الله فكان يقول ابن عباس: إن الرزية كل الرزية ماحال بين رسول الله وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب لاختلافهم ولغطهم)

    -
    وفيرواية عند البخاري قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما كثر عنده اللغط: (دعونيفالذي أنا فيه خير مما تدعونني إليه، وأوصى عند موته بثلاث
    :

    أخرجوا المشركينمن جزيرة العرب، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم. قال الراوي ونسيتالثالثة
    )

    -
    وفي رواية أخرى للبخاري: (ولا ينبغي عند نبي تنازع فقالوا: ما لهأهجر؟ استفهموه. فقال: ذروني فالذي أنا فيه خير مما تدعونني إليه
    )

    -
    وفيرواية أخرى للبخاري أن من قال إن رسول الله وجع بعض الرجال دون نسبة هذا القوللعمر؛ وفيها أن طائفة من أهل البيت كانت مع عمر في رواية جاء فيها
    :
    (
    لما حضررسول الله رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي البيت رجال فقال رسول الله صلى اللهعليه وسلم "هلمّوا أكتب لكم كتاباً لا تضلون بعده
    "
    فقال بعضهم: إن رسول اللهرسول الله صلى الله عليه وسلم قد غلبه الوجع وعندكم القرآن، حسبنا كتاب الله. فاختلف أهل البيت واختصموا

    فمنهم من يقول قربوا يكتب لكم كتاباً لا تضلون بعده،ومنهم من يقول غير ذلك. فلما أكثروا اللغو والاختلاف قال رسول الله رسول الله صلىالله عليه وسلم: قوموا)

    -
    وفي رواية عند الحاكم في المستدرك: (قال رسول اللهرسول الله صلى الله عليه وسلم "اتوني بدواة وكتف أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعدهأبداً

    "
    ثم ولانا قفاه، ثم أقبل علينا فقال: "يأبى الله والمؤمنون إلا أبابكر")

    وهذا يحتمل أن رسول الله كتب شيئاً من ذلك الكتاب والذي يتضمن استخلافأبي بكر لا كما تدعي الشيعة


    -
    وفي رواية "البيهقي" جاءت كلمة هجر بصيغةالسؤال: (قالوا ما شأنه أهجر؟ استفهموه. فذهبوا يفدون عليه. قال: "دعوني فالذي أنافيه خير مما تدعونني إليه")

    -
    وفي رواية له: (فقال بعض من كان عنده إن نبيالله ليهجر). وكذا عند الطبري وعند الإمام أحمد بصيغة (فقالوا ما شأنه أهجر
    …)

    -
    وفي مسند الحميدي من حديث ابن عباس (فقال: ائتوني أكتب لكم كتاباً لنتضلوا بعده أبداً، فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع. فقالوا ما شأنه أهجراستفهموه
    …).

    -
    وعند أبي يعلى من غير لفظة (هجر) ولا (وجع) من حديث ابنعباس: (اشتد برسول الله رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه فقال
    :
    "
    ائتوني أكتبلكم كتاباً لا تضلون بعده". فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع. فقال: "دعوني، فماأنا فيه خير مما تسألون عنه". قال أمرهم بثلاث
    )


    نستنتج من هذهالروايات

    1-
    ان كلمة.( أهجر ) لم تصدر عن عمر رضى اللهعنه فى اى من الروايات الصحيحة

    2-
    انها صدرت بلفظ ( قالوا ) للجمع ثم اتبعتبكلمة (استفهموه) على طريقة الانكار ,اى اسالوه فان النبى صلى الله عليه وسلم لايصدر منه هذيان ابدا


    3-
    ان الهجر فى لغةالعرب يدور علىمعنيين:

    -
    أختلاط الكلام بوجه غير مفهوم ، وهو على معنيين
    :

    ا- مايعرض للأنبياء عليهم السلام وهو عدم تبيين الكلام لبحة عارضة فى الصوت او ثقلاللسان حين الكلام من اثر الحمى

    وقد ثبت بإجماع أهل السير أن نبينا صلى اللهعليه وسلم اصابته بحة الصوت في مرض موته


    ب- جريان الكلام غير المنتظم أوالمخالف للمقصود على اللسان بسبب الغشى العارض بسبب الحميات المحرقة في الأكثر


    وهذا وإن كان ناتجا عن العوارض البدنية فقد أختلف العلماء في جواز عروضهللأنبياء ، فجوزه بعضهم قياساً على النوم ومنعه آخرون ،

    فلعل القائل بذلك القولأراد المعنى الاول فيكون المعنى ان هذا الكلام خلاف عادته فلعلنا لم نفهم كلامهبسبب وجود الضعف في ناطقته فلا إشكال


    وعلى التسليم بجواز المعنى الاولللكلمة فان من قالوها لم يقصدوا بها اتهام ولا منقصة لرسول الله صلى الله عليهوسلم


    -
    قال الإمام النووي والسيوطي والقاضي عياض رواية (أهجر) بالهمز أيبالاستفهام اعتراضاً على من رفض الكتابة للرسول صلى الله عليه وسلم
    أي هل يمكنأن يهذي حتى تمنعوا عن أن تحضروا دواة ليكتب لنا الكتاب؟ ؟؟

    وقال ايضا : (وإن صحت الروايات الأخرى كانت خطأ من قائلها، قالها بغير تحقيق بل لما أصابه منالحيرة والدهشة
    لعظيم ما شاهده من النبي صلى الله عليه وسلم من هذه الحالالدالة على وفاته وعظيم المصاب وخوف الفتن والضلال بعده)اهـ


    4-
    قول عمر "إنهوجع" او " غلبه الوجع "عند البخاري ومسلم انما معناه أن الرسول صلى الله عليه وسلمقد زاد عليه الالم ونخشىيؤذيه طول الكتابة وهو بهذه الحالة فلا مانع من تاجيل مايريد كتابته الى ان يصح من وعكته من باب الرفق به صلى الله عليه وسلم

    وكانعمر رضى الله عنه يتكلم عن يقين جازم انه اذا كان ما سيكتبه رسول الله صلى اللهعليه وسلم من الدين فلن يموت الا بعد تبليغهولم يخطر ببالعمر رضى الله عنه ( الذى لا يدعى لنفسه ولا ندعى له علم الغيب ) ان رسول الله صلىالله عليه سيموت فى مرضه هذا بدليل عدم تصديقه لخبر وفاته عندما أعلن عنها فكانكلامه رضى الله عنه نابعا من شفقته ورفقه برسول الله صلى الله عليه وسلم

    واستحضاره لقول الله عز وجل (مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ )الانعام 38


    وقوله تعالى:(الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْوَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً فَمَنِاضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌرَّحِيمٌ )المائده 3

    وبهذا يتضح ان اثبات صدور لفظالوجع من عمر رضى الله عنه لا يحمل اى منقصة لرسول الله صلى الله عليه وسلم

    5-
    إن رفض الكتابة لم يكن من عمر رضى الله عنه وحده فالروايات كما مر ذكرفي الفاظها "أهلالبيت" و"بعض القوم
    "

    فلا شك ان هذاشامل لكل من حضر في البيت كما ذكر في الصحيحين وغيره وحمله على عمر دون غيره تحكمظاهر


    6-
    ان بيت النبى صلى الله عليه وسلم كان مليئا بالمسلمين منهم ذووالقدم الراسخة فى الاسلام ومنهم حدثاء العهد به


    فلا يمتنع ان كلمة اهجر قدصدرت عن قوم حدثاء فى الاسلام تخفى عليهم مثل هذه الامور وخصوصا انه لم يثبت دليلعلى تعيين قائلها

    7-
    ان امر النبى صلى الله عليه وسلم كان على وجه الندبوليس على الوجوب وهذا ما فهمه من رفض الكتابة وان كان البعض قد فهم منها الوجوب

    وقد بينالإمام المازري والقرطبي ان ذلك لقرائن فَهِمَها بعض الصحابة الذين رفضوا الكتابة،بينما ظن الباقون إنها للوجوب فحمَلها مَن منعَ الكتابة على الندب كما حملوا قولهعليه السلام: "لا يصلين أحدكم العصر إلا في بني قريظة
    "
    صحيح البخاري من حديثسعيد بن جبير فتح الباري 8/133


    والذي يدل على أن أمرهكان للندب عدم إنكاره عليه الصلاة والسلام لمن خالف أمره والنبي صلى الله عليه وسلملا يقر مخالفة الواجب إجماعاً واتفاقاً

    الدليل على ذلك ايضا انه بقى بعدهااربعة ايام دون أن يكتب كما نص على ذلك الإمام البخاري ولو كان أمره واجباً واللهأمره بالكتابة لما توانى لحظة عن الكتابة
    ولعاد إلى الطلب مراراً، وهو المأموربتبليغ ما أمر به
    .

    وهذا موافق لما فهمه على رضى الله عنه في صلح الحديبيةعندما أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم بمحي كلمة رسول الله فلم يفعل ذلك رضىالله عنه

    لحمله "على تقديم الأدب على الامتثال" كما ذكر ذلك علماء أهلالسنة


    وهذه هى الفقرة التى وردت فى كتب أهل السنة والشيعة:

    عندمارفض المشركون كتابة "محمد رسول الله": ( فقال المشركون: لا تكتب محمد رسول الله؛ لو كنت رسولاًلم نقاتلك. فقال لعلي: "امحه". فقال علي: ما أنا بالذي أمحاه. فمحاه رسول الله بيده …)فتح الباري 5/303


    وفي كتب الشيعة مثل ذلك: ( امح يا علي واكتبمحمد بن عبد الله. فقال أمير المؤمنين عليه السلام: ما أمحو اسمك من النبوة أبداًفمحاه رسول الله بيده). اهـ

    الإرشاد 1/ 121. وإعلام الورى 97. وتفسير القمي 2/313

    (
    بحار الأنوار20/333 تفسير مجمع البحرين9/197 للطبرسي
    تفسير الميزان للطباطبائي18/267
    ).

    وهذه رواية المجلسى


    بحارالأنوار - ج 20 ص 359 : فقال سهيل : اكتب اسمه يمضي الشرط ، فقال له أمير المؤمنينعليه السلام : ويلك يا سهيل كف عن عنادك ، فقال له النبي صلى الله عليه وآله : " امحها يا علي " : فقال يا رسول الله إن يدي لا تنطلق بمحو اسمك من النبوة ، قال له : " فضع يدي عليها " ( 4 ) فمحاها رسول الله صلى الله عليه وآله بيده

    وهذارابط تفسير القمى


      الوقت/التاريخ الآن هو 14.11.24 10:16