توضأوا من لحم الإبل
1- حديث جابر بن سمرة – رضي الله عنه - أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم أأتوضأ من لحوم الغنم قال: " إن شئت توضأ وإن شئت لا تتوضأ " قال: أأتوضأ من لحوم الإبل قال: " نعم توضأ من لحوم الإبل " ( رواه مسلم في الحيض 360 )
2- حديث البراء بن عازب - رضي الله عنه – أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " توضأوا من لحوم الإبل ولا توضأوا من لحوم الغنم " أبو داود 184
قال الأمام الألباني – رحمه الله تعالى – في السلسة الضعيفة – جـ 3 صـ 131 حـديث 1132
زعموا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب ذات يوم ، فخرج من أحدهم ريح ،فاستحيا أن يقوم من بين الناس ، و كان قد أكل لحم جزور ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم سترا عليه: " من أكل لحم جزور فليتوضأ " . فقام جماعة كانوا أكلوا من لحمه فتوضأوا ! و هذه القصة مع أنه لا أصل لها في شيء من كتب السنة و لا في غيرها من كتب الفقه و التفسير فيما علمت ، فإن أثرها سيىء جدا في الذين يروونها ، فإنها تصرفهم عن العمل بأمر النبي صلى الله عليه وسلم لكل من أكل من لحم الإبل أن يتوضأ، كما ثبت في " صحيح مسلم " و غيره: قالوا: يا رسول الله أنتوضأ من لحوم الغنم ؟ قال: لا ، قالوا: أفنتوضأ من لحوم الإبل ؟ قال: توضأوا . فهو يدفعون هذا الأمر الصحيح الصريح بأنه إنما كان سترا على ذلك الرجل، لا تشريعا ! و ليت شعري كيف يعقل هؤلاء مثل هذه القصة و يؤمنون بها، مع بعدها عن العقل السليم، و الشرع القويم ؟ ! فإنهم لو تفكروا فيها قليلا، لتبين لهم ما قلناه بوضوح، فإنه مما لا يليق به صلى الله عليه وسلم أن يأمر بأمر لعلة زمنية . ثم لا يبين للناس تلك العلة، حتى يصير الأمر شريعة أبدية، كما وقع في هذا الأمر، فقد عمل به جماهير من أئمة الحديث و الفقه، فلو أنه صلى الله عليه وسلم كان أمر به لتلك العلة المزعومة لبينها أتم البيان، حتى لا يضل هؤلاء الجماهير باتباعهم للأمر المطلق! و لكن قبح الله الوضاعين في كل عصر و كل مصر، فإنهم من أعظم الأسباب التي أبعدت كثيرا من المسلمين عن العمل بسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم، و رضي الله عن الجماهير العاملين بهذا الأمر الكريم، و وفق الآخرين للاقتداء بهم في ذلك و في اتباع كل سنة صحيحة . والله ولي التوفيق .