من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 10.08.09 9:51
قال الحاكم (4/14/6744) :
أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى ومحمد بن محمد بن يعقوب الحافظ قالا : ثنا محمد بن إسحاق الثقفي ، ثنا قتيبة بن سعيد ، ثنا جرير ، عن الأعمش ، عن أبي وائل ، عن مسروق قال : قالت لي عائشة رضي الله عنها : (( إني رأيتني على تل وحولي بقر تنحر )) .
فقلت لها : لئن صدقت رؤياك لتكونن حولك ملحمة .
قالت : (( أعوذ بالله من شرك بئس ما قلت )) .
فقلت لها : فلعله إن كان أمراً سيسوءك .
فقالت : (( والله لئن أخر من السماء أحب إلي من أن أفعل ذلك )) .
فلما كان بعد ذكر عندها أن عليا رضي الله عنه قتل ذا الثدية .
فقالت لي : (( إذا أنت قدمت الكوفة فاكتب لي ناساً ممن شهد ذلك ممن تعرف من أهل البلد )) .
فلما قدمت وجدت الناس أشياعاً فكتبت لها من كل شيع عشرة ممن شهد ذلك قال فأتيتها بشهادتهم .
فقالت : (( لعن الله عمرو بن العاص فإنه زعم لي أنه قتله بمصر )) .
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه . ] . انتهى .
قلت ( أحمد بن سالم ) : لقد اختلف في هذه القصة على الأعمش ؛ وإليك بيان ذلك :
قال ابن أبي شيبة في "المصنف" (6/181/30513) : [ حدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن شقيق ، عن مسروق ، عن عائشة قالت : (( رأيتني على تل كأن حولي بقراً ينحرن )) .
فقال مسروق : إن استطعت أن لا تكوني أنت هي فافعلي .
قال : فابتليت بذلك رحمها الله . ] . انتهى .
قلت : ورواية أبو معاوية عن الأعمش هي الراجحة على رواية جرير وهو ابن عبد الحميد لأن :
أبو معاوية كان أحفظ الناس لحديث الأعمش :
قال أيوب بن إسحاق بن سافري : سألت أحمد و يحيى عن أبى معاوية و جرير ، قالا : (( أبو معاوية أحب إلينا - يعنيان في الأعمش - )) .
وقال يحيى بن معين : (( أبو معاوية أثبت من جرير في الأعمش )) .
وقال الحافظ ابن حجر (12/286) : (( هو الميزان في حديث الأعمش )) .
خلاصة البحث :
رواية الحاكم شاذة لمخالفة جرير بن عبد الحميد ، لأبي معاوية الضرير .
والله أعلم .
============
وهذا جهد المقل أضعه بين أيديكم ، فإن رأيتم عيبا فسدو الخلل وبينو موضع الزلل .
أخرج الحاكم في مستدركه في كتاب معرفة الصحابة _ ذكر الصحابيات من أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم وغيرهن رضي الله عنهن ( 4/ 13 )
أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى، ومحمد بن محمد بن يعقوب الحافظ، قالا:
حدثنا محمد بن إسحاق الثقفي، حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا جرير، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن مسروق قال:
قالت لي عائشة -رضي الله تعالى عنها-:
إني رأيتني على تل، وحولي بقر تنحر.
فقلت لها: لئن صدقت رؤياك لتكونن حولك ملحمة، قالت:
أعوذ بالله من شرك، بئس ما قلت.
فقلت لها: فلعله إن كان أمراً سيسوؤك.
فقالت: والله لئن أخرّ من السماء أحب إلي من أن أفعل ذلك.
فلما كان بعد ذكر عندها أن علياً -رضي الله تعالى عنه- قتل ذا الثدية، فقالت لي:
إذا أنت قدمت الكوفة، فاكتب لي ناساً ممن شهد ذلك ممن تعرف من أهل البلد.
فلما قدمت وجدت الناس أشياعاً، فكتبت لها من كل شيع عشرة، ممن شهد ذلك.
قال: فأتيتها بشهادتهم.
فقالت: لعن الله عمرو بن العاص، فإنه زعم لي أنه قتله بمصر.
قال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه .
وقال الذهبي : على شرط البخاري ومسلم .
وهذه الرواية معلولة بما ذكر شيخي أبو عمر وفقه الله
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showth...&threadid=9047
وما أفاد الأخ أحمد بن سالم وفقه الله هنا
حيث إن محمد بن خازم الضرير [ أبو معاوية ] من أوثق الناس في الأعمش وروايته المختصرة عند ابن أبي شيبة تعل هذه الرواية التي ذكرها الحاكم .
وهي :
حدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن شقيق ، عن مسروق ، عن عائشة قالت : (( رأيتني على تل كأن حولي بقراً ينحرن )) .
فقال مسروق : إن استطعت أن لا تكوني أنت هي فافعلي .
قال : فابتليت بذلك رحمها الله . أ.هـ المصنف (7/243) ط الباز
شاهد لهذه الرواية :
جاء عند البيهقي في الدلائل _ ( 6 / 434 ) ط دار الكتب العلمية
باب ماجاء في إخباره بخروجهم ؛ وسيماهم ؛ والمخدَّاج الذي فيهم ؛ [ وأجر من قتلهم ] ، واسم من قتل المخدج منهم ، وإشارته على علي رضي الله عنه بقتالهم ، وما ظهر بوجوه الصدق في إخباره بآثار النبوة
أخبرنا أبو عبدالله الحافظ أخبرنا الحسين بن حسن بن عامر الكندي بالكوفة من أصل سماعه حدثنا أحمد بن محمد بن صدقة الكاتب قال : حدثنا[ عمر بن ( زائدة غير صحيحة ) ]عبدالله بن عمر بن محمد بن أبان بن صالح قال هذا كتاب جدي : محمد بن أبان فقرأت فيه حدثني الحسن بن الحرِّ قال : حدثنا الحكم بن عتيبة وعبد الله بن أبي السفر عن عامر الشعبي عن مسروق قال :
قالت عائشة : عندك علم من ذي الثدية الذي أصابه علي في الحرورية ؟
قلت : لا
قالت : فاكتب لي بشهادة من شهدهم .
فرجعت إلى الكوفة وبها يومئذ أسباع فكتبت شهادة عشرة من كل سبع ثم أتيتها بشهادتهم فقرأتها عليها
قالت : أكل هؤلاء عاينوه ؟
قلت لقد سألتهم فأخبروني أن كلهم قد عاينه .
فقالت لعن الله فلانا ، فأنه كتب إلَّى أنه أصابهم بليل مصر ، ثم ارخت عينيها فبكت فلما سكتت عبرتها قالت : رحم الله عليا لقد كان على الحق وما كان بيني وبينه إلا كما يكون بين المرأة وأحمائها .
وقد وقع في هذه الرواية تصحيف وسقط في الاسناد عند ابن كثير في البداية والنهاية حوادث سنة 37 هـ ( 7 / 242 ) ط دار الكتب العلمية
الحكم عليها :
هذه الرواية لا تصح لعلتين بانتا لي والله أعلم :
1- أن عبدالله بن عمر بن محمد بن أبان [ مشكدانة ] لم يسمع من جده هذا الكتاب ؛ وإنما هو وجادة كما هو ظاهر من سياق الاسناد ، ومعلوم أن الوجادة لا يقبلها غالب أهل العلم والله أعلم ، وهو غال في التشيع ، فلا تقبل منه مثل هذه الرواية التي تؤيد بدعته ، وقد ذكره العقيلي في الضعفاء [ لعله بسبب بدعته والله أعلم ] .
2- أن محمد بن أبان بن صالح بن عمير الأسدي ضعيف ، وقد ضعفه :
ابن معين ، والنسائي ، ابن حبان ، وقال أبو حاتم : ليس هو بقوي .
شاهد آخر :
أخرج نعيم بن حماد في كتاب الفتن _ ( ص 50 ) ط دار الكتب _ قصة مسروق مع عائشة بدون ذكر لعن عَمْرٍ رضي الله عنه :
181_ حدثنا هشيم عن حصين عن أبي وائل عن مسروق قال لما نشب الناس في أمر عثمان رضى الله عنه أتيت عائشة رضى الله عنها فقلت لها إياك أن يستنزلوك عن رأيك
فقالت بئس ما قلت يا بني ! لأن أقع من السماء إلى الأرض _ إلى غير عذاب الله _ أحب إلي من أن أعين على دم رجل مسلم وذلك أني رأيت رؤيا رأيتني كأني على ظرب وحولي غنم أو بقر ربوض فوقع فيها رجال ينحرونها حتى ما أسمع لشيء منها خوار ، قالت فذهبت أنزل من الظرب فكرهت أن أمرُّ على الدماء فيصيبني منها شيء وكرهت أن أرفع ثيابي فيبدوا مني ما لا أحب
فبينا أنا كذلك إذ أتاني رجلان أو ثوران واحتملاني حتى جازا بي تلك الدماء .
قال حصين فحدثنا أبو جميلة قال : رأيت يوم الجمل حيث عقر بها بعيرها ؛ أتاها عمَّار ومحمد بن أبي بكر فقطعا الرحل ثم احتملاها في هودجها حتى أدخلاها دار أبي خلف ، فسمعت بكاء أهل الدار على رجل أصيب يومئذ
قالت ما هؤلاء ؟
قالوا يبكون على صاحبهم .
قالت أخرجوني أخرجوني .
وهذه الرواية ظاهرها الصحة فيما يبدوا لي والله أعلم
وهي لا تفيد الروافض قبحهم الله تعالى فيما يريدون من ذكر لعن عمروٍ رضي الله عنه في الرواية التي أخرجها الحاكم
وجاءت قصة رؤيا عائشة رضي الله عنها دون ذكر عمروٍ أو غيره من الصحابة :
أ _ حدثنا هشيم عن مجالد عن الشعبي عن عائشة رضى الله عنها أنها رأت كأنها على ظرب وحولها غنم وبقر ربوض فوقع فيها رجل فقصت ذلك على أبي بكر رضى الله عنه
فقال لئن صدقت رؤياك ليقتلن حولك فئة من الناس .أ . هـ . الفتن لنعيم بن حماد ( ص 50 )
وتابع هشيما عليها ( أبو أسامة )
ب _ حدثنا أبو أسامة عن مجالد عن الشعبي قال قالت عائشة لأبي بكر إني رأيت في المنام بقرا ينحرن حولي قال إن صدقت رؤياك قتلت حولك فئة . أ . هـ . مصتف ابن أبي شيبة ( 7/ 240 ) ط الباز
وتابعه (يحيى بن سعيد )
ج _ حدثني أبو موسى محمد بن المثنى الزمن الزبن قال حدثنا يحيى بن سعيد عن مجالد عن عامر قال قالت عائشة لأبي بكر رأيت كأني على أكمة وبقر ننحر حولي قال لئن صدقت رؤياك ليقتلن حولك فئام من الناس . أ.هـ . الإشراف في منازل الأشرف لابن أبي الدنيا .
وهذه الروايات الثلاث الأخيرة [ مرسلة ] لا تصح : لأن الشعبي لم يسمع من عائشة رضي الله عنها كما نص على ذلك أبو حاتم رحمه الله ، فهو لا يروي عنها إلا بواسطة مسروق بن الأجدع رحمه الله تعالى .
فيظهر
أن جميع الروايات التي فيها لعن عمرو بن العاص رضي الله عنه لا تصح
وأن الروايات الصحيحة هي التي فيها ذكر رؤيا عائشة رضي الله عنها مجردة عن غيرها
والله أعلم وأحكم
وكتب
خالد بن عمر الفقيه الغامدي
9/4/1424