ستُباشِرُ الأجداثَ وَحْدَكْ // و سيَضحَكُ الباكُونَ بَعدَكْ
و سَـيـسـتَـشـيـدُ بكَ البِلَى // و ستُخلِفُ الأيّامُ عَهدَكْ
و سيَشتَهي المُتَقَرِّبون // إليكَ , بَعدَ الموْتِ , بُعدَكْ
للهِ درُّكَ ما أجَــدَّكَ // في المَـلاعِبِ , ما أجَــدَّكَ
المَوْتُ ما لابُدَّ مِنهُ // على احتِرازِكَ مِنهُ جَهدَكْ
فلَيُسْرِعَنَّ بِكَ البِلَى // و ليَقْصِدَنَّ الحَيْنُ قَصْدَكْ
و لَــيُــفْــنِــيَــنَّــكَ بالَّذي // أفْنى أباكَ بهِ , و جَدَّكْ
لوْ قدْ ظَعَنْتَ عَنِ البُيُوتِ // و دَوْحِها و سَكَنْتَ لَحْدَكْ
لَمْ تَــنْــتَــفِــعْ إلاّ بِـفِـعْـلٍ // صالِحٍ إنْ كانَ عِندَكْ
و إذا الأكُفُّ مِنَ التُّرابِ // نُفِضْنَ عنكَ تُرِكْتَ وَحدَكْ
و كأنَّ جَمعَكَ قَدْ غَدا // ما بَينَهُمْ , حِصَصاً و كدَّكْ
يَتَلَذَّذونَ بما جَمَعْتَ // لهمْ و لا يَجِدونَ فَقْدَكْ
من قصيدة أبو البقاء الرندي في رثاء الأندلس . بتصرف
لكل شيء إذا ما تم نقصان *** فلا يغر بطيب العيش إنسان
هي الأمور كما شاهدتها دولٌ *** من سرَّهُ زمنٌ ساءته أزمانُ
أين الملوك ذوو التيجان من يمنٍ *** وأين منهم أكاليلٌ وتيجانُ
وأين ما شاده شدَّادُ في إرمٍ *** وأين ما ساسه في الفرس ساسانُ
وأين ما حازه قارون من ذهب *** وأين عادٌ وشدادٌ وقحطانُ
أتى على الكل أمر لا مرد له *** حتى قضوا فكأن القوم ما كانوا إنما الدنيــا خيـــــــــال ** باطل ســـوف يفوتليس للانسان فيهــــــا ** غير تقوى الله قوت