خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    قواعد في التبرك

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية قواعد في التبرك

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 02.08.09 8:21

    ( قواعد في التبرك )

    لقد خُصَّ رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم بأمور كثيرة لم يشاركه فيها أحد من أمته، من تلك الأمور التمسُّـح والتبرُّك بما انفصـل عنه صلى الله عليه وسلم وبآثـاره، كما صحَّ بذلك الخبـر عن عـروة بن مسعود الثقفي وأبي جُحيفة رضي الله عنهما.

    بل من الصحابة من شرب دمه، وهو عبد الله بن الزبير، ومنهم من شرب بوله، وهي بركة، ومنهم من كان يسلت عَرَقه ويضعه في طيبه ويتطيب به، ويقول: هو من أطيب الطيب، وهي أم سُليم رضي الله عنهم جميعاً.

    خرَّج البخاري في صحيحه بسنده عن أبي جُحيفة رضي الله عنه قال: "خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالهاجرة، فأتي بوضوء فتوضأ، فجعل الناس يأخذون من فضل وضوئه فيتمسحون به"، وفيه: "كان إذا توضأ يقتتلون على وضوئه".

    وخرَّج البخاري في صحيحه عن عروة عندما جاء مفاوضاً عن قريش في الحديبية: "وما انتخم النبي صلى الله عليه وسلم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده".

    قال الشاطبي رحمه الله: (وخرَّج غيره ـ أي البخاري ـ من ذلك كثيراً في التبرك بشعره وثوبه وغيرهما، حتى أنه مس بأصبعه أحدهم بيده فلم يحلق ذلك الشعر الذي مسه عليه السلام حتى مات).[1]

    ماكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرهم بذلك، بل قد أنكر على بعضهم، فقد قال لعبد الله بن الزبير عندما علم أنه شرب دمَ حجامته: ويحك، لِمَ شربتَ الدم؟!

    وقال كذلك لبركة عندما وجد القدح الذي كان يبول فيه من الليل فارغاً: لعلك شربته؟! متعجباً ومستنكراً لفعلها.

    قال الشاطبي رحمه الله: (خرَّج ابن وهب في جامعه من حديث يونس بن يزيد عن ابن شهاب قال: حدثني رجل من الأنصار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا توضأ أوتنخم ابتدر من حوله من المسلمين وضوءه ونخامته فشربوه ومسحوا به جلودهم، فلما رآهم يصنعون ذلك سألهم: "لِمَ يفعلون هذا؟"، قالوا: نلتمس الطهور والبركة بذلك؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من كان منكم يحب أن يحبه الله ورسوله فليصدق الحديث، وليؤد الأمانة، ولا يؤذ جاره".

    فإن صحَّ هذا النقل فهو مشعر بأن الأولى تركه، وأن يتحرى ما هو الآكد والأحرى من وظائف التكليف، ولا يلزم الإنسان في خاصة نفسه، ولم يثبت من ذلك كله إلا ما كان من قبيل الرقية وما يتبعها).[2]

    مما يدل على أن هذا من خصائصه صلى الله عليه وسلم وأنه انفرد بذلك عن أمته، أنه لم يقع من الصحابة رضي الله عنهم أنهم فعلوا ذلك بعد موته لأحد منهم، لا لأفضلهم وأفضل الخلق بعد الأنبياء والمرسلين أبي بكر ولا لغيره.

    لقد ردَّ الشاطبي رحمه الله على من يعتقد مشروعية هذا في حق من ثبتت ولايته واتباعه لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم أن يتبرك بفضل وضوئه ويستشفي بآثاره ونحو ذلك قائلاً: (إلا أنه عارضنا في ذلك أصل مقطوع به في متنه.. وهو أن الصحابة رضي الله عنهم بعد موته عليه السلام لم يقع من أحد منهم شيء من ذلك بالنسبة إلى من خلفه، إذ لم يترك النبي صلى الله عليه وسلم بعده في الأمة أفضل من أبي بكر الصديق رضي الله عنه، فهو كان خليفته، ولم يفعل به شيء من ذلك ولا عمر رضي الله عنهما، وهو كان أفضلَ الأمة بعده، ثم كذلك عثمان، ثم علي، ثم سائر الصحابة الذين لا أحد أفضل منهم في الأمة، ثم لم يثبت لواحد منهم من طريق صحيح معروف أن متبركاً تبرَّك به على أحد تلك الوجوه، أونحوها، بل اقتصروا فيهم على الاقتداء بالأفعال والأقوال والسِّير التي اتبعوا فيها النبي صلى الله عليه وسلم، فهو إذاً إجماع منهم على ترك تلك الأشياء.

    ثم ردَّ عدم فعلهم لذلك لأحد سببين، هما:

    1. اعتقادهم أن ذلك كان من خصائصه التي انفرد بها عن أمته.

    2. أو أنهم تركوا ذلك سداً للذريعة.

    حيث قال: وبقي النظر في وجه ترك ما تركوا منه، ويحتمل وجهين:

    أحدهما: أن يعتقدوا فيه الاختصاص، وأن مرتبة النبوة يسع فيها ذلك كله، للقطع بوجود ما التمسوا من البركة والخير، لأنه عليه السلام كان نوراً كله[3] في ظاهره وباطنه، فمن التمس منه نوراً وجده على أي جهة التمسه، بخلاف غيره من الأمة ـ وإن كان حصل له من نور الاقتداء به والاهتداء بهديه ما شاء الله ـ لا يبلغ مبلغه على حال توازيه في مرتبته، ولا تقاربه، فصار هذا النوع مختصاً به كاختصاصه بنكاح ما زاد على الأربع، وإحلال بعض الواهبة نفسها له، وعدم وجوب القسم على الزوجات، وشبه ذلك، فعلى هذا المأخذ لا يصح لمن بعده الاقتداء به في التبرك على أحد تلك الوجوه ونحوها، ومن اقتدى به كان اقتداؤه بدعة، كما كان الاقتداء به في الزيادة على أربع نسوة بدعة.

    الثاني: أن لا يعتقدوا الاختصاص ولكنهم تركوا ذلك من باب الذرائع، خوفاً من أن يجعل ذلك سنة ـ كما تقدم ذكره في اتباع الآثار ـ والنهي عن ذلك، أولأن العامة لا تقتصر في ذلك على حد، بل تتجاوز فيه الحدود، وتبالغ بجهلها في التماس البركة حتى يداخلها للمتبرَّك به تعظيم يخرج به عن الحد، فربما اعتقد في المتبرَّك به ما ليس فيه، وهذا التبرك هو أصل العبادة، ولأجله قطع عمر رضي الله عنه الشجرة التي بويع تحتها رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل هو كان أصل عبادة الأوثان في الأمم الخالية.. فخاف عمر رضي الله عنه أن يتمادى الحال في الصلاة إلى تلك الشجرة حتى تعبد من دون الله، فكذلك يتفق عند التوغل في التعظيم).[4]

    وعليه فإنه لا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يتدلك أويتمسَّح بوضوء ونخامة أوما انفصل من شخص مهما كانت مكانته ومنزلته، فإن فعل فليعلم أنه مبتدع وأنه غير مقتدٍ برسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما هو مقتدٍ بأتباع زنادقة الصوفية كالحلاج ونحوه.

    قال الشاطبي رحمه الله: (حكى الفرغاني في مذيل تاريخ الطبري عن الحلاج أن أصحابه بالغوا في التبرك به حتى كانوا يتمسحون ببوله ويتبخرون بعذرته، حتى ادعوا فيه الألوهية، تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً.

    ولأن الولاية وإن ظهر لها في الظاهر آثار قد يخفى أمرها، لأنها في الحقيقة راجعة إلى أمر باطن لا يعلمه إلا الله، فربما ادعيت الولاية لمن ليس بوليّ[5]، أوادعا هو لنفسه، أوأظهر خارقة من خوارق العادات هي من باب الشعوذة، لا من باب الكرامة، أومن باب السحر، أو الخواص، أوغير ذلك، والجمهور[6] لا يعرف الفرق بين الكرامة والسحر، فيعظمون من ليس بعظيم، ويقتدون بمن لا قـدوة فيه ـ وهو الضلال البعيد ـ إلى غير ذلك من المفاسد، فتركوا العمل بما تقدم ـ وإن كان له أصل ـ لما يلزم عليه من الفساد في الدين).[7]

    قلت: هنيئاً لأتباع الحلاج ومن اقتدى بهم بهذا المسوح والبخور، فقد ازدادوا رجساً حسياً إلى رجسهم المعنوي، حيث اعتقدوا ألوهية الحلاج، لا شك أن الله جامع بينهم وبينه إن لم يكونوا قد تابوا ورجعوا إلى الإسلام.

    لقد أجمع علماء الإسلام في بغداد في عصره على كفر الحلاج، وأباحوا قتله، فقتل بسيف الشرع لزندقته دون استتابة، مع ذلك نجد بعض المتصوفة يستغيثون به وبأمثاله حتى اليوم: "بالشبلي، بالحلاج، بابن عربي".

    قال القاضي عياض رحمه الله: (وأجمع فقهاء بغداد أيام المقتدر من المالكية[8] على قتل الحلاج وصلبه لدعواه الألوهية، والقول بالحلول، وقوله أنا الحق، مع تمسكه في الظاهر بالشريعة، ولم يقبلوا توبته).[9]

    وقال الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية[10]: (قدِّم الحلاج فضرب ألف سوط، ثم قطعت يداه ورجلاه، وحزَّ رأسُه، وأحرقت جثته، وألقي رمادها في دجلة، ونصب الرأس يومين ببغداد على الجسر، ثم حمِل إلى خرسان وطيف به في تلك النواحي).

    مع كل ذلك نجد من بعض مرضى القلوب من يصف الحلاج وأمثاله كمحمود محمد طه أوغيرهما بشهداء الفكر، نعوذ بالله من الضلال والخذلان.

    وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، حامي حمى التوحيد، وعلى وآله وصحبه أجمعين.
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: قواعد في التبرك

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 02.08.09 8:22

    فاصل

    البركة والتبرك أنواع وأحكام


    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

    [قال بعضهم : [... ومن الأفضل أن يقوم بعملية التحنيك - وهو : مضغ تمر، أو عسل، أو شيء حلو، وتدليك حَنَك الطفل به - من يتصف بالتقوى والصلاح تبركاً به ! وتيمنا بصلاح المولود وتقواه ].

    قلت: الصحيح الثابت أن المحنِّك "يدْعُو للْمَوْلودِ بِالبَرَكَةِ"، كما جاء في "صحيح البخاري" (10/707) من حديث أبي موسى الأشعري. وفي صحيح مسلم (3/193) من حديث عائشة رضي الله عنها " يُبَرِّكُ عَلَيْهِمْ" - أي: يدعو لهم بالبركة صلى الله عليه وسلم -.

    وأما التبرك بالأشخاص، بذواتهم، أو بنعلهم، أو بريقهم، أو بوضوئهم، فليس تبركاً مشروعاً البتة، إلا ما كان مِن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، إذ إن ذاته، وآثاره صلى الله عليه وسلم بركة - ولم يصحّ أن شيئاً بقي منها إلى الآن- أما غيره فلا.

    والتبرك المشروع له أنواعٌ كثيرةٌ، فمنها:

    ‌أ. التبرك بأمرٍ شرعيٍّ معلومٍ مثل "القرآن"، قال الله تعالى { كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ} [ص/29]، ومِن بركته:

    1. أنَّ مَن أخذ به حصل له الفتح، فأنقذ الله بذلك أمماً كثيرةً مِن الشرك.

    2. أنَّ الحرف الواحد بعشر حسنات، كما في الحديث الذي رواه الترمذي (5/175) مِن حديث ابن مسعود، وقال عنه: حسن صحيح.

    3. أنَّه يقدَّم صاحبُه على الناس في الإمامة، كما في الحديث الذي رواه البخاري (2/234) مِن حديث ابن عمر، ومسلم (5/172) مِن حديث أبي مسعود البدري.

    4. أنَّه يقدَّم حافظهُ على غيره في اللحد ، كما فعلهصلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه البخاري (3/272) مِن حديث جابر رضي الله عنه.

    5. أنَّ الله تعالى يرفع صاحبه درجةً بكل آيةٍ كان يحفظها في الدنيا، كما رواه الترمذي (5/177) ، وقال: حسن صحيح ، وأبو داود (2/73) ، مِن حديث عبد الله بن عمرو.

    6. أنْ جعل الله تعالى في قراءته شفاءً للمؤمنين ، سواءً مِن الأمراض الحسيَّةِ، أو المعنويةِ، قال تعالى {وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ} [الإسراء /82] ، وغير ذلك كثير.

    ‌ب. التبرك بأمرٍ حسيٍّ معلومٍ، مثل العلم، والدعاء، ونحوهما، فالرجلُ يُتبرك بعلمه، ودعوته إلى الخير، فيكون هذا بركة لأننا نِلْنا منه خيراً كثيراً.

    ‌ج. التبرك بهيئةٍ شرعيَّةٍ مثل الاجتماع على الطعام، والأكل مِن جوانب القصعة، ولعق الأصابع، وكيْل الطعام.

    = قال صلى الله عليه وسلم "اجْتَمِعُوا عَلى طَعَامِكُم وَاذْكُروا اسْمَ اللهِ عَلَيْهِ يُبَارَكْ لَكُمْ فِيهِ " رواه أبو داود (3/346)، وابن ماجه (2/1093)، وحسَّنه شيخُنا الألباني في "السلسلة الصحيحة" (664).

    = وقال صلى الله عليه وسلم " البرَكَةُ تَنْـزِلُ في وَسَطِ الطَّعَامِ، فَكُلُوا مِنْ حَافَّتَيْهِ، وَلاَ تَأْكُلُوا مِنْ وَسَطِهِ " رواه الترمذي (4/260) - واللفظ له - وقال: حسن صحيح، وأبو داود (3/348) ، وابن ماجه (2/1090).

    = وأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بلعق الأصابع وقال: "فإِنَّهُ لاَ يَدْرِي في أَيَّتِهِنَّ البَرَكَةُ" رواه مسلم (13/205).

    = وقال صلى الله عليه وسلم "كيلوا الطَّعامَ يُبَارَكْ لَكُمْ فِيهِ" رواه البخاري (4/434).

    ‌د. التبرك بالأمكنة، فهناك أمكنةٌ جعل الله فيها البركة إذا تحقق في العمل الإخلاص والمتابعة كالمساجد، وخاصة المسجد الحرام والمسجد النبوي، والمسجد الأقصى، ومسجد قباء، وأحاديث فضل الصلاة فيها مشهورةٌ معلومةٌ.

    هـ. التبرك بالأطعمة، وهناك أنواعٌ مِن الطعام جعل الله فيها بركة مثل:

    1. الزيت، قال صلى الله عليه وسلم "كُلُوا الزَّيْتَ وَادَّهِنُوا بِهِ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ" - أي: الزيتون- رواه الترمذي (4/285) ، وابن ماجه (2/1103) ، وانظر "السلسلة الصحيحة"(379).

    2. الحبَّةُ السوداء، قال صلى الله عليه وسلم "الحبَّةُ السَّوْداءُ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ إِلاَّ السَّام" رواه البخاري (10/176) ، ومسلم (14/201) ، والسام: الموت.

    3. ماء زمزم، قال صلى الله عليه وسلم: "إِنَّها -أي ماء زمزم - مُبَارَكَةٌ، إِنَّهَا طَعَامُ طُعْمٍ " رواه مسلم (16/27).

    ‌و. التبرك بالأزمنة، وهناك أزمنةٌ خصّها الشرع بزيادة فضلٍ وبركةٍ؛ مثل: شهر رمضان، وليلة القدر، والعشر الأول من ذي الحجة، ويوم الجمعة، والثلث الأخير من الليل. (1)

    ====================


    (1) استفدتُه من "القول المفيد شرح كتاب التوحيد " للشيخ ابن عثيمين (1/191)، و"التبرك المشروع والتبرك الممنوع" للدكتور علي بن نفيع العلياني، وانظر "التبرك، أنواعه، وأحكامه" للدكتور ناصر الجديع.


    __________________

    قال الفضيل :

    من استوحش من الوحدة، واستأنس بالناس: لم يسلم من الرياء
    لا حج ولا جهاد أشد من حبس اللسان، وليس أحد أشد غمّاً ممن سجن لسانه"
    "السير" (8/436).

    والنقل
    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=24370

      الوقت/التاريخ الآن هو 15.11.24 0:47