روايات في كتاب الآداب الشرعية فيها إشكال حول التبرك بالصالحين السلام عليكم ورحمة الله،
قرأت بعض الفصول من كتاب الآداب الشرعية لابن مفلح رحمه الله حول التواضع، فوجدت إشكال في بعض الآثار المروية عن الإمام أحمد رحمه الله.
ليس عندي شك أن شيء لم يفعله الصحابة في مثل هذا الباب لا يجوز لغيرهم أن يحدثوه.
فالسؤال هو : كيف نفسر هذه الروايات؟
جزاكم الله خيرا:
هذه المقاطع الثلاث من الفصل "في الأدب والتواضع ومكارم الأخلاق وحظ الإمام أحمد منها":
قال ابن مفلح:
وروي من غير طريق أن الشافعي رضي الله عنه كتب من مصر كتابا وأعطاه للربيع بن سلمان وقال : اذهب به إلى أبي عبد الله أحمد بن حنبل وأتني بالجواب
فجاء به إليه فلما قرأه تغرغرت عيناه بالدموع وكان الشافعي ذكر فيه أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام وقال له اكتب إلى أبي عبد الله أحمد بن حنبل واقرأ عليه مني السلام وقل له إنك ستمتحن وتدعى إلى خلق القرآن ولا تجبهم يرفع الله لك علما يوم القيامة
فقال له الربيع البشارة فأعطاه قميصه الذي يلي جلده وجواب الكتاب ، فقال له الشافعي أي شيء رفع إليك قال : القميص الذي يلي جلده قال ليس نفجعك به ، ولكن بله وادفع إلينا الماء حتى نشركك فيه .
وفي بعض الطرق قال الربيع فغسلته وحملت ماءه إليه فتركه في قنينة وكنت أراه في كل يوم يأخذ منه فيمسح على وجهه تبركا بأحمد بن حنبل رضي الله عنهما ، وقد قال الشيخ تقي الدين كذبوا على الإمام أحمد حكايات في السنة والورع وذكره هذه الحكاية وحكاية امتناعه من الخبز الذي خبز في بيت ابنه صالح لما تولى القضاء ؟
ودفع إلى الإمام أحمد كتاب من رجل يسأله أن يدعو له فقال فإذا دعونا لهذا فنحن من يدعو لنا ؟ ."
تنبيه :
قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى "كذبو على الإمام أحمد حكايات في السنة..." رد على هذه الرواية، لكن بقي إشكال في الروايات الآتية التي رواه الخلال والمروذي فإن المروذي من أصحاب أحمد والخلال يروي عنه من غير واسطة.
وقال في موضع آخر:
"وقالت فاطمة بنت أحمد بن حنبل وقع الحريق في بيت أخي صالح وكان قد تزوج إلى قوم مياسير فحملوا إليه جهازا شبيها بأربعة آلاف دينار فأكلته النار فجعل صالح يقول ما غمني ما ذهب مني إلا ثوب أبي كان يصلى فيه أتبرك به وأصلي فيه ، قالت فطفئ الحريق ودخلوا فوجدوا الثوب على سرير قد أكلت النار ما حوله والثوب سالم
قال ابن الجوزي : وهكذا بلغني عن قاضي القضاة علي بن الحسين الزينبي أنه حكى أن الحريق وقع في دارهم فاحترق ما فيها إلا كتاب فيه شيء بخط أحمد ."
قلت:
أما هذه القصة، فلا أدري من أخرجها، وابن مفلح لم ينسبها إلى كتاب معين، فأرجو التثبيت، وفعل التبرك هنا من فعل صالح بن الإمام أحمد لو صح.
بالنسبة إلى كلام ابن الجوزي، فنحن لا ننكر كرامات الأولياء، لكن الإنكار على التبرك بآثار الصالحين لأن ليس فيه سلف من الصحابة. فعمر لم يتبرك بآثار أبي بكر، وعثمان لم يتبرك بآثار الشيخين، وعليى لم يتبرك بآثار الثلاثة.
وقال ابن مفلح في موضع آخر من نفس الفصل:
"وقال الخلال : أخبرنا المروذي سمعت أبا عبد الله يقول : كان يحيى بن يحيى قد أوصي لي بجبة قال : ففرحت بها وأردت أن آخذها قال : وكانت أعجبتني الجبة فقلت رجل صالح وقد يصلي فيها قال فجاءوا بها ومعها شيء آخر فرددته كله."
قلت:
هذه رواية ليس فيه التصريح بقصد التبرك، وربما أحب الجبة لصاحبها لا تبركا بها، لكن الرواية الآتية هل فيها التصريح؟ أرجو من الإخوة المتمكنين من طلبة العلم أن يفيدوني، جزاكم الله خيرا.
وفي فصل "إنكار أحمد للتبرك به وتواضعه وثناؤه على معروف الكرخي" قال:
"روى الخلال في أخلاق أحمد عن علي بن عبد الصمد الطيالسي قال مسحت يدي على أحمد بن حنبل ثم مسحت يدي على بدني وهو ينظر فغضب غضبا شديدا وجعل ينفض يده ويقول عمن أخذتم هذا ؟ وأنكره إنكارا شديدا .
وقال المروذي في كتاب الورع سمعت أبا عبد الله يقول قد كان يحيى بن يحيى أوصى لي بجبته فجاءني بها ابنه فقال لي فقلت رجل صالح قد أطاع الله فيها أتبرك بها قال فذهب فجاءني بمنديل ثياب فرددتها مع الثياب."
فهنا، الإمام يرد على من تبرك به إنكارا شديدا كأنه يرد على نفس الفعل ويعتبره من المحدثات، لكن القصة الثانية (قصة الجبة) فيها "فقلت رجل صالح قد أطاع الله فيها أتبرك بها".
كما قلت، أرجو من طلبة العلم المتمكنين أن يفيدوني بارك الله فيكم ببيان معنى هذه الروايات؟
وأعلم أن أفعال الناس ليست بحجة سوى أفعال رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكن هل هذه الروايات تعني أن التبرك من الأمور المختلف فيها؟
أو لها تفسير آخر كأن الإمام يقصد تذكير نفسه بالصالحين فإذا رأى شيء ذكره بهم اجتهد في العبادة (ولا أحب هذا التفسير لأنه نفس حجة من اتخذ صور لتذكره بالصالحين ثم عكفوا عليها فعبدوها).
قرأت بعض الفصول من كتاب الآداب الشرعية لابن مفلح رحمه الله حول التواضع، فوجدت إشكال في بعض الآثار المروية عن الإمام أحمد رحمه الله.
ليس عندي شك أن شيء لم يفعله الصحابة في مثل هذا الباب لا يجوز لغيرهم أن يحدثوه.
فالسؤال هو : كيف نفسر هذه الروايات؟
جزاكم الله خيرا:
هذه المقاطع الثلاث من الفصل "في الأدب والتواضع ومكارم الأخلاق وحظ الإمام أحمد منها":
قال ابن مفلح:
وروي من غير طريق أن الشافعي رضي الله عنه كتب من مصر كتابا وأعطاه للربيع بن سلمان وقال : اذهب به إلى أبي عبد الله أحمد بن حنبل وأتني بالجواب
فجاء به إليه فلما قرأه تغرغرت عيناه بالدموع وكان الشافعي ذكر فيه أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام وقال له اكتب إلى أبي عبد الله أحمد بن حنبل واقرأ عليه مني السلام وقل له إنك ستمتحن وتدعى إلى خلق القرآن ولا تجبهم يرفع الله لك علما يوم القيامة
فقال له الربيع البشارة فأعطاه قميصه الذي يلي جلده وجواب الكتاب ، فقال له الشافعي أي شيء رفع إليك قال : القميص الذي يلي جلده قال ليس نفجعك به ، ولكن بله وادفع إلينا الماء حتى نشركك فيه .
وفي بعض الطرق قال الربيع فغسلته وحملت ماءه إليه فتركه في قنينة وكنت أراه في كل يوم يأخذ منه فيمسح على وجهه تبركا بأحمد بن حنبل رضي الله عنهما ، وقد قال الشيخ تقي الدين كذبوا على الإمام أحمد حكايات في السنة والورع وذكره هذه الحكاية وحكاية امتناعه من الخبز الذي خبز في بيت ابنه صالح لما تولى القضاء ؟
ودفع إلى الإمام أحمد كتاب من رجل يسأله أن يدعو له فقال فإذا دعونا لهذا فنحن من يدعو لنا ؟ ."
تنبيه :
قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى "كذبو على الإمام أحمد حكايات في السنة..." رد على هذه الرواية، لكن بقي إشكال في الروايات الآتية التي رواه الخلال والمروذي فإن المروذي من أصحاب أحمد والخلال يروي عنه من غير واسطة.
وقال في موضع آخر:
"وقالت فاطمة بنت أحمد بن حنبل وقع الحريق في بيت أخي صالح وكان قد تزوج إلى قوم مياسير فحملوا إليه جهازا شبيها بأربعة آلاف دينار فأكلته النار فجعل صالح يقول ما غمني ما ذهب مني إلا ثوب أبي كان يصلى فيه أتبرك به وأصلي فيه ، قالت فطفئ الحريق ودخلوا فوجدوا الثوب على سرير قد أكلت النار ما حوله والثوب سالم
قال ابن الجوزي : وهكذا بلغني عن قاضي القضاة علي بن الحسين الزينبي أنه حكى أن الحريق وقع في دارهم فاحترق ما فيها إلا كتاب فيه شيء بخط أحمد ."
قلت:
أما هذه القصة، فلا أدري من أخرجها، وابن مفلح لم ينسبها إلى كتاب معين، فأرجو التثبيت، وفعل التبرك هنا من فعل صالح بن الإمام أحمد لو صح.
بالنسبة إلى كلام ابن الجوزي، فنحن لا ننكر كرامات الأولياء، لكن الإنكار على التبرك بآثار الصالحين لأن ليس فيه سلف من الصحابة. فعمر لم يتبرك بآثار أبي بكر، وعثمان لم يتبرك بآثار الشيخين، وعليى لم يتبرك بآثار الثلاثة.
وقال ابن مفلح في موضع آخر من نفس الفصل:
"وقال الخلال : أخبرنا المروذي سمعت أبا عبد الله يقول : كان يحيى بن يحيى قد أوصي لي بجبة قال : ففرحت بها وأردت أن آخذها قال : وكانت أعجبتني الجبة فقلت رجل صالح وقد يصلي فيها قال فجاءوا بها ومعها شيء آخر فرددته كله."
قلت:
هذه رواية ليس فيه التصريح بقصد التبرك، وربما أحب الجبة لصاحبها لا تبركا بها، لكن الرواية الآتية هل فيها التصريح؟ أرجو من الإخوة المتمكنين من طلبة العلم أن يفيدوني، جزاكم الله خيرا.
وفي فصل "إنكار أحمد للتبرك به وتواضعه وثناؤه على معروف الكرخي" قال:
"روى الخلال في أخلاق أحمد عن علي بن عبد الصمد الطيالسي قال مسحت يدي على أحمد بن حنبل ثم مسحت يدي على بدني وهو ينظر فغضب غضبا شديدا وجعل ينفض يده ويقول عمن أخذتم هذا ؟ وأنكره إنكارا شديدا .
وقال المروذي في كتاب الورع سمعت أبا عبد الله يقول قد كان يحيى بن يحيى أوصى لي بجبته فجاءني بها ابنه فقال لي فقلت رجل صالح قد أطاع الله فيها أتبرك بها قال فذهب فجاءني بمنديل ثياب فرددتها مع الثياب."
فهنا، الإمام يرد على من تبرك به إنكارا شديدا كأنه يرد على نفس الفعل ويعتبره من المحدثات، لكن القصة الثانية (قصة الجبة) فيها "فقلت رجل صالح قد أطاع الله فيها أتبرك بها".
كما قلت، أرجو من طلبة العلم المتمكنين أن يفيدوني بارك الله فيكم ببيان معنى هذه الروايات؟
وأعلم أن أفعال الناس ليست بحجة سوى أفعال رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكن هل هذه الروايات تعني أن التبرك من الأمور المختلف فيها؟
أو لها تفسير آخر كأن الإمام يقصد تذكير نفسه بالصالحين فإذا رأى شيء ذكره بهم اجتهد في العبادة (ولا أحب هذا التفسير لأنه نفس حجة من اتخذ صور لتذكره بالصالحين ثم عكفوا عليها فعبدوها).
والنقل
لطفــــــــــــاً .. من هنـــــــــــــــا
لطفــــــــــــاً .. من هنـــــــــــــــا