ما نسبه ابن حزم رحمه الله لأهل السنة من أن كلام الله هو علمه
قال رحمه الله في الفصل(3/11):وقال أهل السنة أن كلام الله عز وجل هو علمه لم يزل وأنه غير مخلوق وهو قول الإمام أحمد بن حنبل وغيره رحمهم الله .
وقالت الأشعرية : كلام الله تعالى صفة ذات لم تزل غير مخلوقة وهو غير الله تعالى وخلاف الله تعالى وهو غير علم الله تعالى وأنه ليس لله تعالى إلا كلام واحد.ا.هـ
وقد نقله عنه صاحب مفاتيح الفقه الحنبلي (1/203):
وعزاه مثله للإمام أحمد وغيره من أئمة السلف.ولم يتعقبه بشيء
وقال ابن حزم رحمه الله (3/17):
وأما علم الله تعالى فلم يزل وهو كلام الله تعالى وهو القرآن وهو غير مخلوق.ا.هـ
.......
وهذا الكلام منه رحمه الله مردود من وجوه منا:
1- أن صفة الكلام غير صفة العلم كما أن صفة السمع غير صفة البصر.
2- صفة الكلام تتفق مع صفة العلم في أمور منها:
أ- أن كلاً منهما صفة ذاتية
ب- أن متعلق صفة الكلام وصفة العلم كل شيء
كما قال السفاريني رحمه الله:
والعلم والكلام قد تعلقا بـكل شيء يا خلـيلي مطلقا
فمتعلقهما الواجب والممكن والمستحيل.وانظر شرح السفارينية للشيخ ابن عثيمين.
....
وهما يختلفان في أمور منها:
أن العلم لا يتعلق بالمشيئة لأن لا يمكن أن يتخلف في أي وقت.
والكلام متعلق بالمشيئة فإنه (سبحانه ) متى شاء تكلم ومتى شاء لم يتكلم.
كما أن الكلام بصوت وحرف.
...
فهل تكلم أحد من أهل السنة على مذهب ابن حزم رحمه الله في كلام الله تعالى؟.
==============
قولكم حفظكم الله: (أن متعلق صفة الكلام وصفة العلم كل شيء)
قول أهل السّنّة أنَّ الكلام متعلِّق بالممكن، والَّذي يعلِّقُهُ بكلِّ شيءٍ هم الأشاعرة؛ بل الأشاعرة يقصدون بتعلُّقهِ بكلِّ شيءٍ؛ أنَّه تعلُّقَ دلالةٍ.
وليتك أخي الكريم تنقل شرح ابن عثيمين على بيت السَّفَّارينيِّ؛ فما أظُنَّ الشَّيخ وافقهُ على ما قال.
(والكلام متعلق بالمشيئة فإنه (سبحانه ) متى شاء تكلم ومتى شاء لم يتكلم.)
التَّصويب أن يقال
يتكلَّم بما شاء متَّى شاء، أمَّا (ومتى شاء لم يتكلم) فهذا غير صحيحٍ؛ فالله لم يزل ولا يزال متكلِّمًا، والله يخلق بكن، قال تعالى: (إنَّما أمره إذا أراد شيئًا أن يقول له كن فيكون)، وقال تعالى: (كلَّ يومٍ هو في شأنٍ)
والسُّكوت نوعان:
1- انقطاع الكلام؛ وهذا منتفٍ عن الله جلَّ وعزَّ.
2- تركُ إظهار الحكم ؛ وهذا مثبتٌ لله سبحانه وتعالى.
والله أعلم