على [ الحكومات الإسلامية ] العودة إلى [ الكتاب والسنة ] !
سماحة الإمام الوالد عبد العزيز بن عبد الله بن باز :
الحمد لله رب العالمين ، والعاقبة للمتقين ، والصلاة والسلام على عبده ورسوله وخليله وأمينه على وحيه نبينا وإمامنا وسيدنا محمد بن عبد الله ؛ وعلى آله وأصحابه ومن سلك سبيله واهتدى بهداه إلى يوم الدين .
أما بعد :
فإني أشكر الله - عز وجل - على ما من به من هذا اللقاء بإخوتي في الله أعضاء المجلس التأسيسي لـ " الرابطة " ، وسائر ضيوفنا الكرام في هذا المجلس في رحاب بيت الله العتيق للنظر في شؤون المسلمين والنصيحة لهم ودعوتهم إلى كل ما فيه سعادتهم ونجاحهم .
أما بعد :
فإني أشكر الله - عز وجل - على ما من به من هذا اللقاء بإخوتي في الله أعضاء المجلس التأسيسي لـ " الرابطة " ، وسائر ضيوفنا الكرام في هذا المجلس في رحاب بيت الله العتيق للنظر في شؤون المسلمين والنصيحة لهم ودعوتهم إلى كل ما فيه سعادتهم ونجاحهم .
وإني بهذه المناسبة أرحب بإخواني أجمل ترحيب ، وأسأل الله أن يوفقنا جميعًا لما فيه صلاح البلاد والعباد ، وأن يجعلنا جميعًا من الهداة المهتدين ، وأن يصلح أحوال المسلمين جميعًا في كل مكان ، وأن يمنحهم الفقه في الدين ، وأن يولي عليهم خيارهم ويصلح قادتهم إنه جل وعلا جواد كريم .
ثم إنه من المعلوم لدى الجميع ما ابتلي به المسلمون اليوم في أنحاء كثيرة في فلسطين ، وفي البوسنة والهرسك ، وفي الصومال ، وفي الفلبين ، وفي مواطن كثيرة ابتلوا بشر كثير من أعدائهم ، فهم في أشد الحاجة إلى الدعم والمساعدة والمساندة ضد أعداء الله ، وسمعنا في كلمة خادم الحرمين الشريفين ما يشفى ويكفي من الدعوة إلى مناصرتهم ودعمهم والعناية بشئونهم من جميع المسلمين ؛ فجزاه الله خيرًا وأجزل مثوبته على كلمته ، فهي كلمة مهمة نافعة ومفيدة .
وإني أؤيد ما تضمنته كلمته وفقه الله من وجوب التضامن بين المسلمين والتعاون على البر والتقوى ، والتناصح ضد الأعداء ، والتواصي بكتاب الله ، وسنة رسوله - عليه الصلاة والسلام - ، والثبات عليها ، ودعوة جميع الحكومات الإسلامية إلى تحكيم الشريعة والتحاكم إليها في جميع الشؤون والاستقامة عليها ، فهي الطريق الوحيد للنصر على الأعداء وجمع الكلمة والتعاون على البر والتقوى .
فقد استقام عليها سلفنا الصالح مع نبيهم - صلى الله عليه وسلم - وبعده ، فنصرهم الله على عدوهم فكسروا كسرى ، وكسروا قيصر ، وسادوا في البلاد وحكموا العباد وقادوهم إلى الخير وحكموا فيهم بشرع الله ، وبسبب ذلك نصروا من ربهم - عز وجل - .
ولا سبيل إلى هذا النصر وإلى هذا الجمع الصحيح والاتفاق الصحيح ، لا سبيل إلى ذلك إلا بالعودة إلى ما كانوا عليه بالاستقامة على دين الله والنصر لدينه والحكم بشريعة الله ، هذا هو الطريق الذي سلكه سلفنا الصالح
ويجب على الحكومات الإسلامية ويجب على العلماء التواصي بهذا الأمر والنصيحة لله ولعباده ، وأن يحكم الولاة شرع الله في عباد الله ، وأن يلزموا المسلمين بالاستقامة على دين الله قولاً وعملاً وعقيدةً ، وأن يجتمعوا على الحق والهدى وأن ينصروا إخوانهم أينما كانوا
ويجب على الدول الإسلامية وأولياء المسلمين وعلى كل مسلم حسب طاقته أن ينصر إخوانه بكل ما يستطيع في فلسطين ، والبوسنة والهرسك ، والصومال ، والهند ، والفلبين وفي كل مكان ، ويجب التعاون على البر والتقوى ، يجب على المسلمين جميعًا - ولا سيما الحكومات الإسلامية والرؤساء - يجب عليهم أن يبذلوا وسعهم في تحكيم شريعة الله وفي مساعدة إخوانهم في الله حتى ينتصروا على عدوهم وحتى يجتمع شملهم وحتى يأخذوا حقوقهم وافية كاملة .
المسلمون شيء واحد وجسد واحد ؛ فالمؤمنون إخوة يجب الإصلاح بينهم ويجب دعمهم ومساعدتهم ضد عدوهم ، ويجب التعاون على البر والتقوى في كل شأن ، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح : ( المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا ) . ويقول الرسول - عليه الصلاة والسلام - : ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) . ويقول - صلى الله عليه وسلم - : ( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ، ولا يسلمه ) . ومعنى لا يسلمه : لا يخذله ؛ بل ينصره ويعينه على الحق ، وعلى عدوه الذي ظلمه .
ونصيحتي لكل المسلمين في كل مكان ولجميع الدول الإسلامية ولرؤسائهم وقادتهم والنصيحة للجميع أن يتقوا الله ، وأن ينصروا دين الله ، وأن يحكموا شرع الله فيما بينهم ، وأن يلزموا الشعوب بذلك فهذا هو طريق العزة ، وطريق الكرامة ، وطريق الاجتماع على الحق ، وطريق النصر على الأعداء .
ونصيحتي لهم - أيضًا - أن يتقوا الله في مناصرة إخوانهم في كل مكان بالمال والسلاح والرجال في فلسطين ، والبوسنة والهرسك ، والصومال ، والفلبين ، والهند وفي كل مكان ، ويجب على من كان حول المسلمين في كل مكان أن يعينهم بما يستطيع ، فاتقوا الله ما استطعتم في نصرهم وإعانتهم وإنصافهم من عدوهم .
وأسأل الله أن يوفق المسلمين جميعًا إلى رضاه ، ويصلح أحوالهم وأعمالهم وقلوبهم ، وأن ينصر دينه ويعلي كلمته ، وأن يوفق حكام المسلمين جميعًا للاستقامة على الحق ، وتحكيم شريعة الله والتحاكم إليها ، والثبات عليها والدعوة إليها بصدق وإخلاص ،
وأن يصلح أحوال المسلمين ويفقههم في الدين ، وأن يوفق ولاة أمرنا ؛ وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين .
نسأل لله أن يوفقهم جميعًا لما فيه رضاه ، وأن ينصر بهم الحق ، وأن يصلح لهم البطانة ، وأن يعينهم على كل خير .
إنه - جل وعلا - جواد كريم ، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان .
والنقل
http://www.sahab.net/home/index.php?Site=News&Show=651