كرة الندم-القدم.
الحمدلله رب العالمين,والصلاة والسلام على أشرف المرسلين,نبينا محمد الأمين,وآله الطيبين,وصحابته الغرالميا مين ,ومن سارعلى نهجهم إلى يوم الدين أما بعد:لقد هالني مشاهدته وعاينته وسمعت عنه من تفاقم أمر كرة الندم /القدم/إذأصبح شبابنا وكهولنا يتابعونها متابعة عمياء وكنت أظن الأمرهينا لكنني بإمعان النظر,أدركت إحداق الخطر,وعلمت أن المر لايقـف عند مجرد المشاهدة بالبصر,بل تعدى إلى الموالاة بالقلوب,وخوض المعارك والخطوب,فعطلت من أجلها الجمعة والجماعات, والفرائض الواجبات,وأقول هذا لاعن مبالغات,بل عن تأن وحلم ودراسات,وأخطر من ذلك كله تعلق القلب بها حتى صار كالمأسور,في غفلة عن المأمور وارتكاب للمحظور,لمست هذاوأنافي الدرس بين المغرب والعشاء,إذا بالهتاف يملأ الفضاء,فتساءلت ماهذا البلاء,فقيل لي:هذا أول هدف للجزائرعلى مصرالغراء,ثم ما كادت الصلاة تنقضي حتى خرج الشباب يجوبون الطرقات,تعبيراعن الفرحة بالصيحات والصرخات,فلاإله إلاالله,أليس هذا التفات بالقلب إلى غيرفاطر السموات
ويؤ يده أن أكثر هؤلاء لم يصلوا المغرب والعشاء,ولقدازددت أسفاعلى أسف حينما علمت أن النساء قدفتن بكرة الندم/القدم/حتى بلغ الأمربإحدى الفتيات أنهابدأت تقـفزفي حجرتها وتريدأن تتسلق النافذة ,فانتهرها الأب -وهو يقول-إن في بيتي رجلا
وماأشعر.ناهيك عن صعودالنساء-عندفوزالفريق-على السطوح -وقدعلت أصواتهن بالزغردات ,أفهكذا تكون ربات الحجال؟إن هذا لهو سوء الحال.
وسأنقل لك أخي القارئ بعض المفاسدالتى سطرها العلامة حمودالتويجري في كتابه الموسوم":بالإيضاح والتبيين لماوقع فيه الأكثرون من مشابهة المشركين"ص224/244حيث ذكر سبعة وجوه في تحريمها فقال رحمه الله:
1-أن فيها تشبها بالكفار.
2-أن فيها صدا عن ذكر الله.
3-أنها مشتــملة على المضرة.
4-أن اللعب بها من الأشر والمرح ومقابلة النعم بضد الشكر.
5-أنه يكثربين اللاعبين الوقاحة والبذاءة وسلاطة اللسان من السب ونحوه.
6-أن فيها كشـفا للعورات وهذا محرم.
7-أنها من اللهو الباطل.
هذا ما ذكره رحمه الله من وجوه تحريمها وهي على وجه الإجمال كما ترى تحتاج إلى شيء من التفــــــــــــصيل وسنذكر من ذلك ما يجلي بعض الغوامض, فنقول وبالله التوفيق:
*أما ما ذكره من أنها تشبه بالكفار,فإنهم هم الذين اخترعوها ومن عندهم مبدؤها فــقـــد جاء في "فن كرة القدم"ص5/6 أن منشأ هذه اللعبة بلاد الصين إذ كانت تسمى" بتسو تشو" وذلك في القرنين الثالث والرابع قبل الميلاد ثم انتقلت إلى إيطاليا فكان الإيطاليون يلعبونها تحت اسم:"كالسيو"سنة 1410م وكانت الممارسات الأولى لكرة القدم في إنكلترا إثر موت حارس مرمى مفاجئ في23 شباط "فبراير"1585م وفي عام 1863م تأ سست في بريطانيا أول جمعية كرة الندم (القدم ) البريطانية وقد طور الانكليز هذه اللعبة وسادوا فيها نحوامن سبعين عاما ثم انتشرت بعدذلك ,ودخلت بشرها على المسلمين وقدأصبح اليوم أكثرمن 130دولة أعضاء في الإتحاد لعالمي لفرق كرة الندم وهذا الأخير تأسس في21أيار"مايو"1904م.فهل بعد هذا يبقى شك في كون هذه اللعبة من عند الكفار.
وأما أن فيها صدا عن ذكرالله فهذا مما لا ينكره إلا مكابر"فمثلا في مقابلة الجزائر ومصر الأسبوع الماضي بملعب البليدة بلغ عدد المتفرجين إلى سبعين ألف متفرج,هذا بالنسبة إلى العدد المحصى عن طريق تذاكر الدخول التي بيعت بألفين دينار جزائري للتذكرة الواحدة هذا فضلا عن المتسللين ممن لا يحصون وفضلا عن الملايين المتربعين أمام المتلفة عفوا التلفزة,في شتى أنحاء المعمورة ,فهل هؤلاء صلوا صلواتهم وهم داخل الملعب أم هم "خلف أضاعوا الصلوة واتبعوا الشهوات ؟الجواب عند القارئ اللبيب .
أما أنها مشتملة على المضرة ,فحدث ولا حرج عن الإصابات البالغة التي تصل في كثير من الأحيان إلى حد الإعاقة ,أو إلى الإغماء الذي ليس بعده إفاقة,بل لأجل الكرة تقام المعارك,وتنشب الحروب,وتموت الضحايا,ولجلالها تطلق الزوجات,و تقطع أواصر القربات,ويطعن الأخ بالسكين أخاه,ولا حول ولا قوة إلا بالله.
قال الشيخ محمد بن إبراهيم مفتي الديار السعودية سابقا في فتاواه "8/ص116-117":ومن المفاسد ما يصاحب اللعب بها من الأخطار على أبدان اللاعبين نتيجة التصادم والتلاكم,فلا ينتهي اللاعبون بها من لعبهم في الغالب دون أن يسقط بعضهم في ميدان اللعب مغمى عليه أو مكسورة رجله ,أويده,وليس أدل على صدق هذا من ضرورة وجود سيارة إسعاف طبية تقف بجانبهم وقت اللعب بها
وأما أنها من الأشر والبطر في مقابلة النعم فنعم فكم من فريق يفتخر على الآخر بحذاقة اللعب,وكم من مشجع يفتخر أيضا على أخيه,بأن فريقه أفضل من غيره وهو عين الأشر والبطرو الكبر .وهو محرم بلا شك صاحبه أثم بلا ريب
وما ذكره الشيخ التويجري من أنها محل للسب و الشتم وسلاطة اللسان فهذا مشاهد معيش وهذا فيه مجانبة لسبيل أهل الصلاح والتقوى قال عليه الصلاة والسلام ":سباب المسلم فسوق وقتاله كفر"حديث صحيح موقوفا صحيح النسائي 4105 وقال:"سباب المسلم كالمشرف على الهلكة"صحيح الصحيحة 1878
أما أن فيها كشفا للعورات فلاعبوها يلعبونها وقد كشفوا عن أفخاذهم والفخذ عورة على الصحيح كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:الفخذ عورة "وهو حديث صحيح صححه الألباني في صحيح أبي داود4014.
وأما أنها من اللهو الباطل فلحديث "كل شيء ليس من ذكر الله-عز وجل-فهو لغو أو لهو أو سهو إلا أربع خصال :مشي الرجل بين الغرضين وتأديبه فرسه وملاعبته أهله وتعلم السباحة" صححه الألباني في الصحيحة 315 فثبت بهذا أن هذه اللعبة من اللغو و اللهو.
هذه الحلقة الأولى وسنتبعها بحلقة أخرى -إن شاء الله تعالى- وكتبه أبو العباس محمد رحيل حامدا