خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    الذكر الجماعي.. بين الاتباع والابتداع / للدكتور محمد بن عبد الرحمن الخميس - زاده الله توفيقا

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية الذكر الجماعي.. بين الاتباع والابتداع / للدكتور محمد بن عبد الرحمن الخميس - زاده الله توفيقا

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 07.05.09 8:15






    الذكر الجماعي.. بين الاتباع والابتداع
    الذكر الجماعي
    بين الاتباع والابتداع




    د. محمد بن عبد الرحمن الخميس
    الأستاذ المشارك - قسم العقيدة
    جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الرياض



    الذكر الجماعي.. بين الاتباع والابتداع  / للدكتور محمد بن عبد الرحمن الخميس - زاده الله توفيقا Downloadتحميل...

    والنقل
    لطفـــاً .. من هنـــــــــا
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: الذكر الجماعي.. بين الاتباع والابتداع / للدكتور محمد بن عبد الرحمن الخميس - زاده الله توفيقا

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 27.07.09 9:14

    بيان أن قراءة القرآن جماعة بصوت واحد جرى عليه عمل أهل المغرب من غير إنكار
    بسم الله الرحمن الرحيم

    وبعد فهدا من الأمور التي جرى عليه العمل من زمن عند أهل المغرب هو قراءة القرآن جماعة ولم يعرف لإحد من أهل العلم في المغرب إنكار لها

    مما يدل على شرعيتها

    وخلال الجلسات القادمة أتحف القراء بسياقها التاريخ وأدلة الإعتبار حتى يقف الجميع على شدة المخالف لها

    وفق الله الجميع

    =================

    السلام عليك ورحمة الله وبركاته

    لم تفصح اخي - بارك الله فيك - صيغة مثل هذه القراءة !!
    أهو ترديد للحفظ ؟ لأن هذا مما لم يمنعه أحد !
    أو ربما تقصد القراءة بصوت واحد من باب التعبّد , فهذا فيه ادلة صريحة بالمنع في الصحيحين نأتي بها إن أفصحت عن المقصود .

    وعلى العموم فإن عمل أهل المغرب لا يقاس بعمل أهل المدينة - الذي اعتبره إمام دار الهجرة مصدرا للتشريع - لأنه لا كان رسول الله الذكر الجماعي.. بين الاتباع والابتداع  / للدكتور محمد بن عبد الرحمن الخميس - زاده الله توفيقا Sallah في المغرب ولا فقهاء صحابته رضي الله عنهم .

    وإن كان مما صرّح بمنعه جملة من أهل السنّة - من المبينين للسنّة كشيخ الإسلام - فسكوت أهل المغرب عنه ليس مندوحة لتجويزه !

    وننتظر - وفقك الله للحقّ - أن تكمل كلامك في كيفية مثل هذه القراءة الجماعية ؟

    إما أن نزداد علما أو أن يقوم إخواننا في بيان حكمه لنا ....

    والله أعلم


    ==============

    أخي العماني وفقك الله

    القراءة المذكورة (وتسمى قراءة الحزب وتكون بعد صلاتي الفجر والمغرب، لا شك في بدعيتها، وحرمتها، من أوجه كثيرة.
    منها:


    - أنها عمل محدث لم يعرف في زمن الصحابة ولا التابعين ولا من بعدهم، إلى أن ظهرت في أزمنة البدع والمحدثات.


    - أن القارئين لا يراعون قواعد التلاوة البتة. ومن قال بالعكس فهو جاهل بقواعد التجويد جهلا شنيعا.


    - أنهم لا يراعون الأدب مع آيات القرآن، فقارئ يبدأ مثلا فيقول (يا أيها الذين آمنوا) ثم ينقطع نفسه، أو ينشغل بسعال ونحوه، فإذا التحق بالركب من جديد، وجدهم قد جاوزوه ببضع آيات، فيدخل معهم من جديد!!.


    - أنهم لا يراعون الأدب مع القرآن، فبعضم يتلفت يمينا وشمالا، وبعضهم يهمس في أذن صاحبه، وبعضهم يحك رجله، وهكذا... والله المستعان.


    - أنهم يشوشون على الذاكرين والقارئين والداعين في المساجد، بأصواتهم الفظيعة، وضجيجهم المرتفع.
    إلى آخر المفاسد والمنهيات.

    أما قول القائل:



    اقتباس:

    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة البلادي
    من الأمور التي جرى عليه العمل من زمن عند أهل المغرب
    .....
    ولم يعرف لإحد من أهل العلم في المغرب إنكار لها مما يدل على شرعيتها

    فمن أعجب التخليط، وترجمته بلغة الشرع عمليا: المحدثات والبدع المنتشرة في بلاد المسلمين جائزة كلها، لأن العمل قد جرى عليها.

    مع أننا نمنع عدم إنكار أهل العلم في المغرب لهذا الفعل.

    فائدة: قد يقبل النقاش - على مضض - في القراءة الجماعية، لأن الكلام حينئذ يكون في البدعية فقط. أما هذا الموجود عندنا في المغرب فليس قراءة أصلا. ومن حضر عرف.


    ==============

    تعريج خفيف،

    قد أنكر هذا الفعل الإمام مالك ـ رحمه الله ـ وهذا الشيء معروف عنه. وإذا رأى أهل الشام ذهب إليهم وقال: ما لكم تجتمعون على قراءة واحدة ـ بصيغة الإنكار ـ وقد استدلوا هم على سكوت الإمام الأوزاعي عن فعلهم ـ إن صح ـ

    أما أهل المغرب، فما عليك أخي إلا بكتاب الإعتصام، وقد فصل الإمام الشاطبي في الموضوع مما لا يدع مجالا للشك في بدعية الفعل.


    ===============

    قد خالفوا الشرط المعتبر يا شيخ عصام في هذه القراءة حتى عند القائلين بها، ألم يقل صاحب العمل:


    وجاز أن يجتمع القوم على الذكر الجماعي.. بين الاتباع والابتداع  / للدكتور محمد بن عبد الرحمن الخميس - زاده الله توفيقا Mid الذكر الجماعي.. بين الاتباع والابتداع  / للدكتور محمد بن عبد الرحمن الخميس - زاده الله توفيقا Mid كالحزب يقرؤونه مرتلا

    وأصدقك القول أني في بعض زياراتي للمغرب الحبيب؛ أتقصد أحيانا بعد الصلاة أن أجلس قليلا لسماع هذه القراءة

    وقد وجدت فيها ما تقول من معائب - وإن كانت غير مشروعة حتى بعدمها - وأكثر...

    ولكن كانت تشدني النغمة المغربية لقراءة ورش، وأتذكر بعض الآداب التي حكي عنها العلامة سعيد أعراب في قراءة المغاربة للحزب، من مثل خفض الصوت عند الوصول لآية الذكر الجماعي.. بين الاتباع والابتداع  / للدكتور محمد بن عبد الرحمن الخميس - زاده الله توفيقا Start وقالت اليهود يد الله مغلولة الذكر الجماعي.. بين الاتباع والابتداع  / للدكتور محمد بن عبد الرحمن الخميس - زاده الله توفيقا End ورفعها عند الآية التالية الذكر الجماعي.. بين الاتباع والابتداع  / للدكتور محمد بن عبد الرحمن الخميس - زاده الله توفيقا Start غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان الذكر الجماعي.. بين الاتباع والابتداع  / للدكتور محمد بن عبد الرحمن الخميس - زاده الله توفيقا End الآيات.

    ============

    قول القائل : ولم يعرف لإحد من أهل العلم في المغرب إنكار لها مما يدل على شرعيتها .

    فيه مجازفة كبرى من وجهين:
    اولا الاعتماد على أصل غير صحيح......وهو ان عدم الانكار يدل على المشروعية....ونسي ان السنة حجة على الجميع المنكر وغيرالمنكر.


    ثانيا....تجاهل ما ذكره كبار علماء المالكية شرقا وغربا.....وعلى رأسهم قول الامام نفسه.وقد أصاب اخونا ابو أنس لما أشار الى كتاب الاعتصام......وهذه بعض النقول منه.
    .
    قال الامام الشاطبي وهو مالكي من الغرب الاسلامي:

    قال مالك : أول من جعل مصحفا الحجاج بن يوسف يريد أنه أول من رتب القراءة في المصحف إثر صلاة الصبح في المسجد


    قال ابن رشد : مثل ما يصنع عندنا إلى اليوم فهذه محدثة ـ أعني وضعه في المسجد ـ لأن القراءة في المسجد مشروع في الجملة معمول به إلا أن تخصيص المسجد بالقراءة على ذلك الوجه هو المحدث


    ومثله وضع المصاحف في زماننا للقراءة يوم الجمعة وتحبيسها على ذلك القصد.


    وقال فى موضع آخر:

    ويشبه هذا ما في سماع ابن القاسم عن مالك في القوم يجتمعون جميعا فيقرؤون في السورة الواحدة مثل ما يفعل أهل الإسكندرية فكره ذلك وأنكر أن يكون من عمل الناس


    وسئل ابن القاسم أيضا عن نحو ذلك فحكى الكراهية عن مالك ونهى عنها ورآها بدعة

    وقال في رواية أخرى عن مالك : وسئل عن القراءة بالمسجد فقال : لم يكن بالأمر القديم وإنما هو شيء أحدث ولم يأت آخر هذه الأمة بأهدى مما كان عليه أولها والقرآن حسن

    قال ابن رشد : يريد التزام القراءة في المسجد بإثر صلاة من الصلوات على وجه ما مخصوص حتى يصير ذلك كله ما يجامع قرطبة إثر صلاة الصبح ( قال ) : فرأى ذلك بدعة.
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: الذكر الجماعي.. بين الاتباع والابتداع / للدكتور محمد بن عبد الرحمن الخميس - زاده الله توفيقا

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 27.07.09 9:24

    المعترض

    ========
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد

    فإن الناظر في كتب أهل العلم المعتمدة خاصة عندنا نحن أهل المغرب العربي يجدها تنص صراحة على أن قراءة القرآن جماعة بصوت واحد المسمى عندنا في المغرب بالحزب الراتب كان معروفا وستة متبعة من غير نكير

    فقد قال ابن لب " أما قراءة الحزب في الجماعة علىالعادة فلم يكرهه أحد إلا مالك على عادته في إيثار الاتباع وجمهور العلماء على جوازه واستحبابه وتمسكوا في ذلك بالحديث الصحيح أهـ

    أراد حديث ما اجتمع قوم " المعيار

    وفيه أيضا أن ابن عرفة شوهد يجمع الثلاثة والأربعة في حزب واحد للتجويد وشوهد أبو الحسن البطرني يجمع الثلاثة في القراءة

    وقال ابن لب إن العمل بذلك تضافر عليه أهل هذه الأمصار وهي مقاصد من بقصدها فلن يخيب من أجرها

    ولكن مع هذا كله تجد من بعض من يتلقى العلم على أهل بلده ولم يتعلم العلم الشرعي على مذهب أهل بلده وليس عيبا على من تعلم العلم على غير مذهب أهل بلده أن ينشره في بلده شريطة أن يحترم علماء بلده

    وأحسب هذا من باب التفتوح على بقية المذاهب ولكن شدة الإنكار هو الغريب

    أعود فأقول إن وصف هذا العمل بالبدعة أمر غير محمود
    وكأن هولاء ماعلموا أن البدعة لابد فيها من توفر شرطيين أساسين حتى يوصف العمل بالبدعة بها

    الشرط الأول : أن تكون حادثة في دين لم تعرف زمن النبوة

    الشرط الثاني : أن ينافض أصلا من أصول الدين أو تعود عليه بالإبطال

    فمتى توفر الشرطان صح وصفه باتلبدعة ومتى تخلف الشرط الأول فإننا وجدنا أهل العلم يطلقون عليه لفظ البدعة اللغوية فقط ويستدلون لذلك بحديث من سن في الإسلام سنة يعمل بها من بعده كان له من الأجر ,,,,,,,,الحديث روام مسلم وغيره

    وقد قال عمر بن الخطاب في قيام الليل في رمضان جماعة نعمت البدعة هذه رواه البخاري وغيره

    وعلق ابن تيمية الحنبلي :" الذي فعله سنة لكنه قال " نعمت البدعة هذه أي بدعة في اللغة لكونهم فعلوا مالم يكونوا يفعلونه في حياة رسرا الله " الفتاوى

    وعلى هذا فقد نطلق على الشيء أنه بدعة في اللغة وليس بدعة من جخة الشرع بل قد يكون واجبا أو مستحبا قال القرافي " البدعة تعرض على قواعد الشرعية وأدلتها فأي شيء تناولها من الأدلة والقواعد ألحقت به يتبع


    ===============

    الرد
    ======

    أما قولك لا يعلم من ينكرها !
    دعوى عريضة

    فمن علماء المغاربة المتأخرين الشيخ النتيفي رحمه الله كان ينكرها.

    ومن قبله الامام الشاطبي من أيمة الأندلس

    فكيف يقال جرى بها العمل من غير إنكار؟

    أما الاستدلال بكلام ابن لب فجار على أصوله لأن البدعة عنده تعتريها الأحكام الخمسة وبين فساد ذلك تلميذه الشاطبي.

    والنقاش في ذلك يطول ولعلك تطالع قريبا إنشاء الله بحث إحدى أخواتنا في رسالة جامعية مفيدة
    (تأصيل مفهوم البدعة بين الشاطبي وابن لب )

    وفقكم الله لطاعته.

    ================

    أعتذر عن الرد على كلام الأخ (بلادي)، لأن النقاش لن يكون مفيدا، لأسباب:

    أولها: أن المخالف مقلد، ينادي على نفسه بالتقليد. والمقلد كيف يناقِش غيره؟

    وثانيها: أن المخالف انحدر من تقليد الأئمة - وهو مثل أكل الميتة يجوز عند الضرورة بشروطه - إلى تقليد (أهل البلد) و(ما جرى عليه العمل)، وهذا ما لم يقله إمام معتبر.

    وثالثها: أن في كلام المخالف نعرة من التعصب الجاهلي للبلد وعلماء البلد (وهو: البلادي).

    ورابعها: أنه يخلط بين المذهب المالكي وبين عادات المغاربة وموروثاتهم الثقافية، وهذا الخلط شنشنة نعرفها من أخزم.

    وخامسها: أن عنده إشكالا عميقا في فهم معنى السنة والبدعة.

    وسادسها: أنه على مذهب الخلف في تقسيم البدعة، وتعريفها.

    وسابعها: أن الكلام ينبغي أن ينجر بالضرورة إلى منهج التلقي، ومسائل الاعتصام بالكتاب والسنة، وتعريف البدعة وأصولها.
    وهذه مباحث عظام يضيق الصدر عن مناقشتها مع من يظهر في كلامه ضعف التأصيل العلمي، وهشاشة التقعيد الفقهي.

    وثامنها: أن كلام المخالف جمع ركاكة الأسلوب وسخافة المعنى. والنقاش في مثل هذه الحالة، تضييع للوقت، وهدر للعمر، فيما لا ينفع.

    والله المستعان.


    والنقل
    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=31711
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: الذكر الجماعي.. بين الاتباع والابتداع / للدكتور محمد بن عبد الرحمن الخميس - زاده الله توفيقا

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 08.09.10 10:31

    ما حكم التكبير الجماعيِّ بصوتٍ واحدٍ يومَ العيد وأيامِ التشريق؟يجيب الشيخ محمد علي فركوس ـ حفظ الله
    الذكر الجماعي.. بين الاتباع والابتداع  / للدكتور محمد بن عبد الرحمن الخميس - زاده الله توفيقا 470674



    السؤال:

    ما حكم التكبير الجماعيِّ بصوتٍ واحدٍ يومَ العيد وأيامِ التشريق؟ وجزاكم الله خيرًا.

    الجواب :

    الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمَّا بعد:

    فالتكبير الجماعيُّ والاجتماعُ عليه بصوتٍ واحدٍ لم يُنقل عن النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم، ولا عن الصحابةِ رضي الله عنهم ما يَقضي بمشروعيته، بل كُلُّ ذِكر لا يُشرَعُ الاجتماعُ عليه بصوتٍ واحدٍ، سواء كان تهليلاً أو تسبيحًا أو تحميدًا أو تلبية أو دعاءً، شُرِع رفع الصوت فيه أم لم يشرع، فكان الذِّكر المنفردُ هو المشروعُ برفع الصوت أو بخفضه، ولا تَعَلُّقَ له بالغير، وقد نقل -في حَجَّة الوداع- أنَّ أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم كان منهمُ المكبر ومنهم المهلِّل ومنهم الملبِّي(١- أخرجه البخاري في «صحيحه» كتاب العيدين، باب التكبير أيام منى وإذا غدا إلى عرفة: (927)، ومسلم في «صحيحه» كتاب الحج، باب التلبية والتكبير في الذهاب من منى إلى عرفات في يوم عرفة: (3098). عن محمَّد بن أبي بكر الثقفي قال: «قلت لأنس بن مالك غداة عرفة: ما تقول في التلبية هذا اليوم؟ قال: سرت هذا المسير مع النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم وأصحابِه فمِنَّا المكبِّر ومِنَّا المهلِّل، ولا يَعيب أحدُنا على صاحبه».)، و«الأَصْلُ فِي العِبَادَاتِ التَّوْقِيفُ وَأَنْ لاَ يُعْبَدَ اللهُ إِلاَّ بِمَا شَرعَ»، والمعلوم في الاجتماعِ على صوتٍ واحدٍ أنه من عبادةِ النصارى في قراءتهم الإنجيل جماعةً في كنائسهم، ولا يُعلم ذلك في شرعنا، أمَّا الآثارُ الثابتةُ عن بعضِ السلف كابن عمرَ وأبي هريرةَ رضي الله عنهما أنهما: «كَانَا يخرجان إلى السُّوقِ في أيَّام التشريق يُكبِّران، ويُكبِّرُ الناسُ بتكبيرهما»(٢- أخرجه البخاري معلقا بصيغة الجزم في «صحيحه» كتاب العيدين، باب فضل العمل في أيام التشريق: (1/ 329)، وصححه الألباني في «الإرواء»: (3/124).)، وما روى ابنُ أبي شَيبةَ بسندٍ صحيحٍ عن الزهريِّ قال: «كَانَ النَّاسُ يُكَبِّرُونَ يَوْمَ العِيدِ حِينَ يَخْرُجُونَ مِنْ مَنَازِلِهِمْ، حَتَّى يَأْتُوا المُصَلَّى، وَحَتَّى يَخْرُجَ الإِمَامُ، فَإِذَا خَرَجَ الإِمَامُ سَكَتُوا، فَإِذَا كَبَّرَ كَبَّرُوا»(٣- أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف»: (1/ 488)، وصححه الألباني في «الإرواء»: (2/121).)، فإنَّ المراد منها أنهم يقتدون به في التكبير وفي صفته، لا أنهم يجتمعون على التكبير بصوتٍ واحدٍ، كصلاة المأمومين مع إمامهم، فإنهم يُكبِّرون بتكبيره. لذلك ينبغي الاقتداءُ بالنبي صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم، والاستنانُ بسُنَّته وسُنَّةِ الخلفاء الراشدين، وصحابته المرضيِّين السالكين هديَه، والمتَّبعين طريقتَه في الأذكار والأدعية وغيرهما، والشرُّ كُلُّ الشرِّ في مخالفته والابتداع في أمره، قال صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ»(٤- أخرجه البخاري في «صحيحه» كتاب الصلح، باب إذا اصطلحوا على صلح جور فالصلح مردود: (2550)، ومسلم في «صحيحه» كتاب الأقضية، باب نقض الأحكام الباطلة ورد محدثات الأمور: (4492)، من حديث عائشة رضي الله عنها)، وقال صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «إِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ، وَكُلَّ ضَلاَلَةٍ فِي النَّارِ»(٥- أخرجه أبو داود في «سننه» كتاب السنة، باب في لزوم السنة: (4607)، والترمذي في «سننه» كتاب العلم، باب ما جاء في الأخذ بالسنة واجتناب البدع: (2676)، وابن ماجه في «سننه» باب اتباع سنة الخلفاء الراشدين المهديين: (42)، وأحمد في «مسنده»: (17608)، من حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه، والحديث صححه ابن الملقن في «البدر المنير»: (9/582)، وابن حجر في «موافقة الخبر الخبر»: (1/136)، والألباني في «السلسلة الصحيحة»: (2735)، وشعيب الأرناؤوط في «تحقيقه لمسند أحمد»: (4/126)، وحسَّنه الوادعي في «الصحيح المسند»: (938))، وقال تعالى: ﴿فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [النور: 63].

    والعلمُ عند اللهِ تعالى، وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.



    الجزائر في: 26 ربيع الأول 1429ﻫ
    الموافق ﻟ: 03 أفريل 2008م



    ١- أخرجه البخاري في «صحيحه» كتاب العيدين، باب التكبير أيام منى وإذا غدا إلى عرفة: (927)، ومسلم في «صحيحه» كتاب الحج، باب التلبية والتكبير في الذهاب من منى إلى عرفات في يوم عرفة: (3098). عن محمَّد بن أبي بكر الثقفي قال: «قلت لأنس بن مالك غداة عرفة: ما تقول في التلبية هذا اليوم؟ قال: سرت هذا المسير مع النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم وأصحابِه فمِنَّا المكبِّر ومِنَّا المهلِّل، ولا يَعيب أحدُنا على صاحبه».

    ٢- أخرجه البخاري معلقا بصيغة الجزم في «صحيحه» كتاب العيدين، باب فضل العمل في أيام التشريق: (1/ 329)، وصححه الألباني في «الإرواء»: (3/124).

    ٣- أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف»: (1/ 488)، وصححه الألباني في «الإرواء»: (2/121).

    ٤- أخرجه البخاري في «صحيحه» كتاب الصلح، باب إذا اصطلحوا على صلح جور فالصلح مردود: (2550)، ومسلم في «صحيحه» كتاب الأقضية، باب نقض الأحكام الباطلة ورد محدثات الأمور: (4492)، من حديث عائشة رضي الله عنها.

    ٥- أخرجه أبو داود في «سننه» كتاب السنة، باب في لزوم السنة: (4607)، والترمذي في «سننه» كتاب العلم، باب ما جاء في الأخذ بالسنة واجتناب البدع: (2676)، وابن ماجه في «سننه» باب اتباع سنة الخلفاء الراشدين المهديين: (42)، وأحمد في «مسنده»: (17608)، من حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه، والحديث صححه ابن الملقن في «البدر المنير»: (9/582)، وابن حجر في «موافقة الخبر الخبر»: (1/136)، والألباني في «السلسلة الصحيحة»: (2735)، وشعيب الأرناؤوط في «تحقيقه لمسند أحمد»: (4/126)، وحسَّنه الوادعي في «الصحيح المسند»: (938).

    http://www.ferkous.net/rep/Bh46.php



    والنقل
    لطفا من هنا
    http://www.sahab.net/forums/showthread.php?t=381329


      الوقت/التاريخ الآن هو 15.11.24 0:26