ما هو الغرض من الاتيان ب ( لا ) في قوله لا أقسم بيوم القيامة
ما هو الغرض من الاتيان ب ( لا ) في قوله لا أقسم بيوم القيامة
وهل من عادة العرب عند القسم ان تسبق المقسم به بلا وبارك الله فيكم
==========
ذكر الشيخ العثيمين رحمه الله في شرح رسالته (أصول في التفسير) أن العلماء علي ثلاثة أقوال في هذه المسألة
1- (لا) زائدة وجاءت للتوكيد
2- (لا) للتنبيه يعني تقدريها (لا) انتبه , ثم يقسم (أقسم بيوم القيامة)
3- (لا) للنفي لتدل علي أن الأمر واضح لا يحتاج إلي قسم
==============
تلخيص معناها عند الشيخ الشنقيطي من كلام الشيخ عطية سالم ، قال :
خلاصة ما ساقه رحمة الله تعالى علينا وعليه :
قال : الجواب عليها من أوجه :
الأول ، وعليه الجمهور أن لا هنا صلة على عادة العرب ، فإنها ربما لفظت بلفظة لا من غير قصد معناها الأًلي ، بل لمجرد تقوية الكلام وتوكيده كقوله :
ما منعك إذا رأيتهم ضلوا ألا تتبعني . يعني أن تتبعني .
وقوله : لئلا يعلم أهل الكتاب .
وقوله : فلا وربك لا يؤمنون .
وقول امرئ القيس :
فلا وأبيك ابنة العامري ... لا يدع القوم أني أفر
يعني وأبيك ، وأنشد الفراء لزيادة لا في الكلام الذي فيه معنى الجحد ، قول الشاعر :
ما كان يرضى رسول الله دينهم ... والأطيبان أبو بكر ولا عمر
يعني وعمر ، وأنشد الجوهري لزيادتها قول العجاج :
في بئر لا حور سرى وما شعر ... فإفكه حتَّى رأى الصبح شجر
والحور : الهلكة : يعني في بئر هلكة ، وأنشد غيره :
تذكرت ليلى فاعترَتني صبابة ... وكاد صميم القَلب لا يتقطع
والوجه الثاني : أن لا نفي لكلام المشركين المكذبين للنبي صلى الله عليه وسلم .
وقوله : أقسم : إثبات مستأنف .
وقيل : إن هذا الوجه ، وإن قال به كثير من العلماء ، إلا أنه ليس بوجيه عندي ، لقوله تعالى في سورة القيامة { وَلاَ أُقْسِمُ بالنفس اللوامة } ، لأن قوله { وَلاَ أُقْسِمُ بالنفس اللوامة } يدل على انه لم يرد الإثبات المستأنف بعد النفي بقوله أقسم والله تعالى أعلم .
الوجه الثالث : أنها حرف نفي أيضاً ووجهه أن إنشاء القسم يتضمن الإخبار عن تعظيم المقسم به . فهو نفي لذلك الخبر الضمني على سبيل الكناية . والمراد أنه لا يعظم بالقسم ، بل هو في نفسه عظيم أقسم به أولاً . وهذا القول ذكره صاحب الكشاف وصاحب روح المعاني ، ولا يخلو عند يمن نظر .
الوجه الرابع : أن اللام لام الابتداء ، أشبعت فتحتها . والعرب ربما أشبعت الفتحة بألف والكسرة بياء والضمة بواو . ومثاله في الفتحة قول عبد يغوث الحارث :
وتَضحك مني شيخة عبشمية ... كأن لم ترى قَبلي يَسيرا يمانيا
فالأصل : كأن لم تر ، ولكن الفتحة أشبعت .
وقول الراجز :
إذا العجوز غضبت فطلق ... ولا ترضاها ولا تملق
وقول عنترة في معلقته :
ينباع من ذفري غضوب جسرة ... زيافة مثل العتيق المكدم
فالأصل ينبع ، يعين العرق ينبع من الذفري من ناقته ، فأشبعت الفتحة فصارت ينباع ، وقال : ليس هذا الإشباع من ضرورة الشعر .
ثم ساق الشواهد على الإشباع بالضمة والكسرة ، ثم قال : يشهد لهذا لوجه قراءة قنبل : لأقسم بهذا البلد بلام الابتداء ، وهو مروي عن البزي والحسن . والعلم عند الله تعالى اهـ . ملخصاً .
فأنت ترى أنه رحمة الله قدم فيها أربعة أوجه صلة ، ونفي الكلام قبلها ، وتأكيد للقسم ، ولام ابتداء . واستدل له بقراءة قنبل أي لأقسم متصلة ، أما كونها لام ابتداء لقراءة قنبل والحسن ، فقد تقدم أن ابن جرير لا يستجيز هذه القراءة لإجماع الحجة من القراء على قراءتها مفصولة { لا } أقسم .
ولعل أرجح هذه الأوجه كلها أنها لتوكيد القسم ، كما ذكر ابن جرير عن نحويي الكوفة والله تعالى أعلم .
" أضواء البيان "
والنقل
لطفــــاً .. من هنــــــــــــــــا
لطفــــاً .. من هنــــــــــــــــا