أرجوزة البشير الإبراهيمي في مدح علماء نجد والمعاصرين له
قـد كـنت في جِنِّ النَّشَاط والأشرْ * كـأنَّني خـرجتُ عَن طورِ البَشَر
وكـنت نَـجْدِىَّ الهوى من الصغرْ * أهـيمُ فـي بَـدْر الـدُّجى إذا سَفَرْ
وَأتْـبَعُ الـظبْيَ إذا الـظبي نـفرْ * أَنْـظِـمُ إنْ هَـبَّ نـسيمٌ بِـسَحَرْ
مـا رقَّ من شعر الهَوَى وما سَحَر * وأقـطع الـليل إذا الـليل اعْـتَكَرْ
فـي جـمع أطراف العَشَايَا وَالبُكرْ * وإنْ هَـوَى نَـجْمُ الصَّباحِ وانْكدَر
لـبَّيتُ مَـنْ أعْـلى الـنِّداءَ وابتدر * ثـم ارْعَـوَيْتُ بَـعْدَ ما نادى الكِبَرْ
وأكَّـدَتْ شـهودُهُ صِـدق الـخبر * وكَـتَبَ الـشَّيبُ على الرَّأسِ النُّذُر
بَـاكَـرَني فـكان فـيه مُـزْدَجَر * فـلستُ أنْـسى فـضلهُ فيما حَجَرْ
وَلَـستُ أنْـسَى وَصـله لمن هَجَرْ * أكْـسَبَني مـا يـكسِبُ الماءُ الشَّجرْ
حُـسـناً وظِـلاً وَلِـحَاءً وثَـمَرْ * طَـبَعَني عـفواً ومِـنْ غَيْرِ ضَجَرْ
عـلى صِـفَاتٍ أَشْبَهَت نَقشَ الحجر * عَـقيدَتي فـي الـصّالحات ما أُثِرْ
عَـن أحـمد ومـا تَـرَامَى وَنُشِرْ * مِـنْ سِـيَرٍ أَعـلامُها لَـمْ تَـنْدَثِر
وَسُـننٍ مـا شَـانَ رَاويهَا الحَصَرْ * قـد طـابقت فيها البصيرةُ البَصَرْ
ومـا أَتى عَنْ صَحْبهِ الطُّهْرِ الغُرَر * والـتَّـابعينَ الـمُـقْتَفِيْن لـلأَثَـرْ
وقـائـدي فـي الـدين آيٌ وأَثَـر * صَـحَّ بَـرَاوٍ مـا وَنَـى وَلا عَثَر
وَمَـذهـبي حُـبُّ عَـلِيٍّ وَعُـمَر * والـخلفاءِ الـصَّّالحين فـي الزُّمرْ
هـذا وَلا أحْصُرُهُمْ في اثني عَشَر * لا ولا أَرْفَـعُـهمْ فّــوقّ الـبّشر
وَلا أنَــالُ وَاحـداً مِـنهم بِـشَرْ * ( وشيعتي في الحاضرينَ ) مَنْ نَشَر
دَيـنَ الـهُدَى وذبَّ عَـنهُ وَنَـفَر * لِـعِـلْمِهِ وَفـقَ الـدَّليل الـمُستَطَرْ
حَتَّى قَضَى من نُصْرة الحقِّ الوطر * هـم شِيْعَتِي في كلِّ ما أَجدَى وضَرْ
وَمَـعشَري فـي كل ما ساءَ وَسَرّ * وَعُـصبتي فـي كـلِّ بدوٍ وحضَر
أمَّــا إذا صَـبَبْتُ هـذه الـزُّمر * فـي وَاحـدٍ يـجمعُ كـلَّ ما انتثر
( فَـخُلَّتِي مَـنْ بـينهم أخٌ ظهَرْ ) * فـي الـدَّعوةِ الـكُبرى فَجَلَّى وبَهَرْ
وَجَـال فـي نَـشرِ الـعُلُومِ وقَهَرْ * كَـتَائبَ الـجَهل الـمغيرِ وانتصر
(عبداللطيف) المُرتَضَى النَّدبُ الأبر * سُـلالَةُ الـشَّيْخ الإمـام الـمُعْتَبرْ
مَـنْ آلِ بـيت الشيخِ إنْ غابَ قمرْ * عَـنِ الـوَرَى خَـلَفهُ مـنهم قَـمَرْ
فَـجَـدُّهم نَـقَّـى الـتراب وبَـذَرْ * ولَـقِـيَ الأَذَى شـديـداً فَـصَبَرْ
عـلى الأذى فـكان عُـقبَاه الظَّفَر * والابنُ والى السَّقيَ كي يَجْنِي الثَّمَرْ
( وإن أحـفـادَ الإمـام ) لَـزُمَر * ( مـحمدٌ ) مـن بينهم حَادِي الزُّمَرْ
تـقاسموا الأعـمالَ فـاختصَّ نَفَرْ * بـمـا نـهى مـحمدٌ ومـا أمـرْ
واخـتص بـالتعليمِ قـومٌ فازْدَهَر * يـبني عقولَ النشءِ مِن غَيرِ خَوَرْ
قـادَ جـيوشَ الـعِلمِ لِلنَّصرِ الأغَر * كـالسورِ يـعلو حـجراً فوقَ حجرْ
والـجيشُ مـحلولُ الـزِّمَامَ مُنتَثِر * مـا لـم يُـسَوَّرْ بـنظامٍ مُـستَقِرْ
ولـم يَـقُدهُ فـي الـملا بُعدُ نَظَرْ * مـن قـائدٍ سـاسَ الأمـورَ وخبَرْ
مُـحنَّكٍ طـوى الـزمانَ ونَـشَرْ * والـجيشُ في كلِّ الَمَعاني والصُّوَرْ
تَـنَاسُقٌ كـالربطِ مـا بينَ السُّوَر * والـجـيشُ أسـتاذٌ لِـنَفعٍ يُـدَّخَرْ
والـجيشُ أشـبالٌ لـيومٍ يُـنْتَظَر * والـكُلُّ قـد سِـيقُوا إلـيكَ بِـقَدَرْ
صُـنعٌ مِـنَ اللهِ الـعزيزِ الـمُقتَدِر * خـلِّ الـهُوَيْنَى لـلضعيفِ المُحْتَقَرْ
واركـبْ جوادَ الحزمِ فالأمرُ خَطَرْ * فَـيَا أخـاً عـرفْتُهُ عـفَّ الـنَّظَرْ
عَـفَّ الُـخُطَى عفَّ اللسانِ والفِكَر * ويـا أخـاً جـعلتُهُ مُـرمُى السَّفَرْ
وغـايةَ الـجمعِ المفيدِ في الحَضَر * تَـجـمَعُنِي بِـكَ خِـلالٌ وسِـيَرْ
مـا اجـتَمَعَت إلا ثوَى الخَيرُ وَقَرّ * ولـيسَ فـيها تـاجرٌ ومـا تَـجَرْ
ولـيس مـنها ما بَغَى الباغِي وَجَر * ومـا تَـقَارُضُ الـثَّنَا فِـينَا يُـقَرْ
إنَّ فُـضُولَ الـقولِ جزءٌ مِن سَقَر * فـلا أقـولُ فـي أخـي ليثٌ خَطَرْ
ولا يـقـولُ إنَّـنِي غَـيثٌ قَـطَر * وإنـمـا هِــي عِـظَاتٌ وَعِـبَرْ
عَـرَفْتَ مَـبْدَاهَا فَـهل تَـمَّ الخَبَر * وبَـيـنَنَا أسـبابُ نُـصْحٍ تُـدَّكَرْ
كِـتْمانُها غَـبنٌ وَغِـشٌ وضَـرَر * لا تـنسَ ( حـوَّا ) إنَّها أُخْتُ الذَّكر
تَـحْمِلُ مـا يـحمِلُ من خَيرٍ وشر * تُـثْمِرُ مـا يُـثمِرُ مِـنْ حُلوٍ وَمُر
وَكَـيـفَما تـكوَّنتْ كـانَ الـثَّمر * وكُـلُّ مـا تَـضَعُهُ فـيها اسـتَقَرْ
فـكَيفَ يـرضَى عـاقلٌ أنْ تستمر * مَـزيدَةً عـلى الـحَواشِي والطُّرَر
تَـزرَعُ فِي فِي النَّشءِ أفَانِيْنَ الخَوَر * تُـرضِعُهُ أخـلاقَها مـع الـدِّرَر
وإنَّـها إنْ أهـملت كـان الـخَطَر * كـان الـبَلا كان الفَنَا كان الضَّرَر
وإنَّـهـا إن عُـلِّمت كـانت وَزَر * أَوْلا فَـوزْرٌ جـالبٌ سُـوءَ الأثرْ
ومَـنْـعها مـن الـكتابِ والـنَّظر * لَــم تـأتِ فـيهِ آيـةٌ ولا خَـبَر
والـفُضليَاتُ مِـن نِسَا صَدرٍ غَبَرْ * لَـهُنَّ فِـي الـعِرفان وِردٌ وَصَدَر
وانْـظُرْ هَـدَاك اللهُ مـاذا يُـنْتظر * مِـن أُمَّـة قـدْ شلََّ نِصْفَها الخَدَر
وانـظُرْ فـقدْ يـهديكَ للخَير النَظَر * وَخُـذ مِـنَ الـدَّهرِ تَجَارِيب العِبر
هَـل أمَّـةٌ مِـنْ الـجماهير الكُبَر * فـيما مَـضَى مِنَ القُرون وحَضَر
خَـطَّت مِنَ المَجدِ وَمِن حُسنِ السِّير * تَـارِيْـخُها إِلا بـأُنْـثَى وذَكَـر؟
ومَـن يَـقُل فـي عِلمِها غّيٌّ وَشَر * فَـقُلْ لَـه هِـيَ مَـعَ الـجَهْلِ أَشَر
ولا يـكونُ الـصَّفو إلا عَـن كَدَر * وإنَّ تَـيَّـار الـزَّمـانِ الـمُنحدِر
لَـجَـارِفٌ كُـلَّ بـناءٍ مُـشْمَخِر * فـاحذَر وَسابق فَعَسى يُجدِي الحَذَرْ
وَاعـلَم بـأنَّ الـمُنكراتِ وَالـغِيَر * تَـدَسَّـسَت لـلـغُرُفاتِ وَالـحُجَر
مِـن مِصرَ والشَّامِ وَمِنْ شّطِّ هَجر
وأنَّــهـا قـارئـةٌ ولا مَـفـر * إنْ لـم يَـكن عَـنك فَعن قومٍ أخر
واذكـر فَفي الذِّكرى إلى العقل ممر * مَـنْ قـال قِدْماً ( بِيَدِي ثم انتحر )
حُـطْهَا بِـعلْم الـدِّين والخُلُقِ الأبر * صَـبيَّةً تَـأمن بَـوائق الـضَّرر
خُـذهـا إلـيك دُرَّة مِـنَ الـدُّرر * مِـنْ صـاحب رَازَ الأمُور وَخَبَرْ
صَـمِيمَةً فـي المُنجِباتِ من مُضَر * نِـسْبَتُها الـبَدوُ وَسُـكناها الحَضَر
http://toislam.net/files.asp?order=3...&per=1050&kkk=
إلى آخر ما قاله في تلك القصيدة.
.. يتبع ..