خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    علماء .. أنجبوا علماء،

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية علماء .. أنجبوا علماء،

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 01.09.09 10:46

    علماء ..... أنجبوا علماء

    أرجو المشاركة والإفادة
    Embarassed

    الحمد لله ربّ العالمين
    والصلاة والسلام على نبيّنا محمد
    وعلى آله وصحبه أجمعين
    ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين .

    أما بعد


    فلا يخفى على الإخوة والأخوات من طلبة العلم حديث النبي علماء .. أنجبوا علماء، Sallah :

    " إذا مات ابن آدم، انقطع عمله إلاّ من ثلاث؛

    - صدقة جارية،

    - علم ينتفع به،

    - ولد صالح يدعو له " .

    فكيف لو كسب أحدنا هذه الخصال الثلاث بعد موته وانقطاع عمله !!

    كيف لو كان الله الكريم أنعم علينا بولد، عالم، صالح،
    يدعو لنا بعد موتنا،
    ويطبّق وينشر العلم الذي علّمناه إيّاه،
    ويرعى الصدقة الجارية التي تركناها بعد موتنا ؟

    كم سيقرّ عيننا هذا الولد العالم الصالح الذي برّنا بعد موتنا بزيادة حسناتنا ونحن في قبورنا؛ لعل إحدى هذه الحسنات تُثَقِّل ميزاننا وتُنجينا يوم العرض على ربّ الأرض والسماء ؟

    فأولادنا مشروع استثمار لِمَا بعد موتنا


    فعلينا المحافظة على هذا المشروع بجميع السّبل المتوفّرة لكي يستمر بعد موتنا - بإذن الله -

    وعلينا أن لا نفرِّط في تعليمه من خيرَي الدنيا والآخرة، ونزرع في قلبه الإيمان والأخلاق والمنهج السّلفي النقيّ الذي يحميه من الوقوع في الشّرك والبدع

    كما دعا سيّدنا إبراهيم علماء .. أنجبوا علماء، Sallah - إمام الموحّدين - لنفسه وأولاده :
    علماء .. أنجبوا علماء، Start واجنبني وبنيّ أن نعبد الأصنام علماء .. أنجبوا علماء، End
    ( إبراهيم، 35 ) .


    وموضوع رعاية الأولاد وتربيتهم تربية إيمانيّة صالحة ليصبحوا - بإذن الله - من العلماء العاملين يخطر دائماً على بالي منذ أن رأيتُ مولودي الأول في أوّل يومٍ له في هذه الدنيا


    فبذلتُ جهدي لأقرأ ما أحصل عليه من كلام أهل العلم عن الأولاد لأستفيد منه في تربيتي لأولادي

    وقُمتُ باختصار كتاب " العيال " لابن أبي الدنيا والتعليق عليه وإضافة ما تجمّع عندي من الفوائد حول تربية السلف الصالح لأولادهم

    ( حتى كتبتُ إهداءً لابني في المقدمة أحثّه على الاستفادة منه )

    وأحاول جاهداً أن أربّي أولادي على منهج السّلف الصالح رغم أشغالي التي تلهيني عنهم .


    والآن سأدخل في صلب الموضوع،


    فأنوي - بإذن الله - أن أؤلّف كتاباً أجمع فيه العلماء الذين أنجبوا علماء،

    وأجمع ما تيسّر من أساليب تربيتهم لأولادهم التربية الإيمانيّة الصالحة التي أخرجت أولادهم من العلماء،

    وذلك لأستفيد وأفيد الإخوة والأخوات من خبراتهم وتجاربهم،

    وسأبدأ بذكر أسماء العلماء الذين أنجبوا علماء مع ذكر وفيّاتهم،

    وأرجو من الإخوة والأخوات حفظهم الله إفادتي بما وقفوا عليه في هذا الموضوع إثراءً له،

    وإن ذكروا علماء غير مشهورين أن يذكروا مراجع لترجمتهم،

    وجزاكم الله خيراً :


    1 -

    الإمام أحمد بن حنبل ( ت 241 هـ ) وابنه عبد الله ( ت 290 هـ ) .

    2 -

    داود بن علي الظاهري ( ت 270 هـ ) وابنه محمد ( ت 297 هـ ) .

    3 -

    أبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني ( ت 275 هـ ) وابنه محمد ( ت 316 هـ ) .

    4 -

    أبو حاتم محمد بن إدريس الرازي ( ت 277 هـ ) وابنه عبد الرحمن ( ت 327 هـ ) .

    5 -

    تقي الدين علي بن عبد الكافي السّبكي ( ت 756 هـ ) وابنه تاج الدين عبد الوهاب ( ت 771 هـ ) .

    6 -

    الحافظان عبد الرحيم بن الحسين العراقي ( ت 806 هـ ) وابنه أحمد ( ت 826 هـ ) .

    7 -

    الشيخ عبد المحسن العبّاد وابنه عبد الرزاق ( معاصران ) .

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: علماء .. أنجبوا علماء،

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 01.09.09 10:54

    وكذلك الشيخ محمد الأمين الشنقيطي صاحب أضواء البيان رحمه الله ت 1393هـ وابنه محمد المختار الأصولي وابنه عبدالله الأمين المفسر حفظهما الله
    فاصل


    - إمام الظاهرية ابن حزم (ت 456 هـ) وابنه الفضل (ت 479 هـ) .

    - الحافظ ابن طاهر المقدسي (ت 507 هـ) وابنه طاهر .


    فاصل

    الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأولاده وأحفاده

    فاصل

    هذا بعض ما حضرني :

    - آل منده.
    - القاضي أبو يعلى ابن الفراء وابنه.
    - ابن مالك النحوي وابنه.
    - ابن القيم وابنه برهان الدين.
    - العراقي وابنه ولي الدين .
    - صديق حسن خان وابنه نور الحسن .
    - عبد الرحمن ابن قاسم وابنه.
    - عبد الله بن حميد وابنه صالح.


    فاصل

    الشيخ صالح الأطرام وابنه الشيخ عبدالرحمن

    فاصل

    آل قدامة
    أبو عمر محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة
    وابنه عبدالرحمن
    ومحمد بن عبد الرحمن
    وأبو العباس أحمد بن محمد
    رحم الله الجميع


    فاصل


    - أبو بكر الصديق أنجب عائشة رضي الله عنهما .
    - عمر وابنه عبد الله رضي الله عنهما.
    - علي والحسنان رضي الله عنهم.

    قصدت التنبيه لجيل غفلنا عنه ، والباقي كثير.


    فاصل

    آل مفلح الراميني الحنبلي و ذريته رحمهم الله جميعا

    فاصل

    الشيخ عبد الحق الهاشمي و ابنه الشيخ ابو تراب
    الشيخ حافظ الحكمي و ابنه الدكتور احمد
    الشوكاني و ولده


    فاصل

    أبو خيثمة زهير بن حرب أحد أعلام الحديث (ت 234 ) و ابنه أبو بكر أحمد صاحب التاريخ الكبير ( ت 279 ) و حفيده محمد بن أحمد ( ت 297 )
    قال عنهم الذهبي : وقلَّ أن اتفق هذا لثلاثة على نسق .


    فاصل

    سماحة الشيخ العلامه عبدالعزيز ابن باز رحمه الله و ابن الشيخ أحمد بن عبدالعزيز بن باز حفظه الله

    فاصل

    الجويني وابنه إمام الحرمين.

    فاصل

    الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ التميمي رحمه الله ( مفتي الديار السعودية _ سابقاً _ )

    وأبنائه :

    1_ الشيخ عبدالعزيز رحمه الله و ابنه الشيخ العلامه د. صالح حفظه الله ( وزير الشئون الإسلاميه )

    2_ الشيخ إبراهيم رحمه الله ( خلف والده في الإفتاء وتولى رئاسة الإفتاء ) .

    3_ الشيخ د. عبدالله حفظه الله ( وزير العدل و عضو هيئة كبار العلماء ) .


    فاصل


    الشيخ عبدالله بن حميد رحمه الله ( رئيس مجلس القضاء الأعلى _ سابقاً _ )

    وأبنائه :

    1_ الشيخ العلامه د. صالح ( رئيس مجلس الشورى و عضو هيئة كبار العلماء و إمام وخطيب المسجد الحرام ) .

    2_ الشيخ د. أحمد ( الأستاذ بكلية الشريعه والدراسات الإسلاميه بجامعة أم القرى ) .


    فاصل

    العلامة المتفنن عبدالله بن جبرين , وابنه الأصولي د . عبدالرحمن

    العلامة محقق عقيدة السلف حمود التويجري , وأبناءه السبعة - ماشاء الله - وعلى رأسهم الشيخ د . عبدالله بن حمود كلهم من طلبة العلم المتمكنين المعتنين .




    والنقل
    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=146316
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: علماء .. أنجبوا علماء،

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 01.09.09 10:58



    فاصل

    قلت :

    وأنا - وإن لم أكن- غير أني أرجو لي ولأبنائي

    لما له من أثر حميد في الدارين

    فاصل

    والحمد لله على كل حال

    فاصل

    أبو عبد الله

    فاصل


    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: علماء .. أنجبوا علماء،

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 01.09.09 11:59

    ...

    أخرج أحمد والترمذي عن كعب بن مالك - رضي الله عنه - قال:
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما ذئبان جائعان أرسلا في غنم بأفسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه" ..

    الخصلة الثانية من هذا الحديث الشريف .. "والشرف لدينه" .. هي بيت القصيد وموضوع النقاش ..

    من الأخطاء المتكررة والشنيعة .. في تربية النشء .. وبناء الفلذات .. القذف في روع الطالب أن يحصّل كل فضائل الدين والدنيا .. ويتحلى بالمروءة والنجدة والسخاء والجود والزهد والشهامة والفروسية .. ويكون فكها مليحا خفيف الظل .. يجيد الخطابة ويحترف الكتابة .. ويحفظ المتون ويشارك في الفنون .. ويقرض الأشعار ويحلل الأخبار .. وينكر المنكرات في المجالس .. ويعظ الناس .. ويحذرهم مغبة التفريط في صيام الهواجر وقيام الأسحار .. ويأسى على فساد المجتمع وانهيار الأخلاق وانتحار الفضيلة ..! ..

    على الشاب أن يحيط بكل ذلك وأجمع منه في وقت قصير جدا من عمره القصير جدا ..

    لا بد أن نشحنه بكل المكارم والفضائل والمعالي ونجمع له:

    إقدام عمرو في سماحة حاتم **** في حلم أحنف في ذكاء إياس

    ونصيّره الرجل الألف كما قال ابن دريد:

    والناس ألف منهم كواحدٍ **** وواحد كالألف إن أمر عنى

    لا بد أن يحوز الطالب الكمال وتُرى فيه مخايل النجابة والنضج ..

    لكن – وبكل أسف – غالبا ما تجري الرياح بما لا تشتهي السفن .. وتخيب الظنون .. ونفاجأ بالطامة الكبرى .. ونجد أن الأمور ليس كما رسمنا وخططنا وتوهمنا .. وفي أحسن الأحوال نعترف بالخلل وننعي الجيل القادم ..! وننسى الركن الأهم في القضية التربوية .. الطالب لا الوسيلة التعليمية ولا غيرها كما يزعمون ..

    الحقيقة المرة ..

    هي الإغراق في الأماني .. والحرص على الشرف للدين .. والاهتمام بصورة الإسلام لا حقيقته .. والتلبس بمسوح ضأن على نفس قد دساها ..

    الحقيقة ..

    أننا لسنا واقعيين! ولم نتعامل بواقعية مع المتلقي المسكين .. لم نراعِ الحاجات النفسية .. والطبائع الجبلية .. والفروقات الفردية للناس ..

    أردنا أن نستنسخ آلافا من الشافعي وشيخ الإسلام وصلاح الدين بتقنية التكلف وبسيف الحياء فخرج لنا آلافا من الشباب بإمكانات عادية ومتواضعة ..

    أردنا عمرا وأراد الله خارجة .. والحمد لله على كل حال ..

    سببٌ من أسباب ذلك هو تنافس المربين على الحظوة .. وحرص كل منهم على الشرف لدينه ..

    لا بد لمن أراد أن يلحق بنا .. أن يتبعنا حذو القذة بالقذة .. ويأخذنا بكليتنا .. يفكر كما نفكر .. ويتكلم كما نتكلم .. ويكتب كما نكتب .. ويبكي في التراويح كما نبكي ويُعلن تحسره على أحوال المسلمين في كشمير والشيشان .. ويسب من نسب ويلعن من نلعن .. وإلا فإن قدره أقل من قدرنا .. وورعه دون ورعنا .. واهتمامه بالمسلمين ليس كاهتمامنا ..

    فيضطر المسكين ليرضى عنه المربي – الذي يحتاج إلى مربي – إلى التصنع والتكلف .. حرصا على الشرف لدينه ..
    وليست النائحة المستأجرة كالنائحة الثكلى ..!

    هذا .. مع أنه لم تتجلى له معاني الإيمان بعدُ .. ولم تتداخل في دمه ووجدانه .. فيظل برهة على هذا التكلف الذي يزيد مع الأيام .. وهو يحسه في نفسه ويكرهه ويمجه ..

    نحوجه أن يتشبع بما لم يعط .. ونضطره أن يصانع في أمور كثيرة .. حتى نقبله في صفنا .. ونعتبره في خندقنا!
    .. نضيق على عباد الله .. والله لطيف بعباده .. !

    قد نسينا أن بداية الألف ميل خطوة .. وأن حقائق الإيمان والتفاعل والانفعال مع أحوال المسلمين والوصول إلى مرحلة "المؤمن للمؤمن كالبنيان" .. مرحلة لا يصل إليها المرء إلا بعد جهاد جهيد وتربية شاقة وتزكية طويل أمدها

    .. لا يمكن أن يبلغها الحدث والشاب اليافع .. إلا منة من الله .. وعجب ربنا من شاب ليست له صبوة! ..


    قال ابن رجب الحنبلي:

    وها هنا أمر ينبغي التفطن له وهو أن التدقيق في التوقف عن الشبهات إنما يصلح لمن استقامت أحواله كلها، وتشابهت أعماله في التقوى والورع، فأما من يقع في انتهاك المحرمات الظاهرة، ثم يريد أن يتورع عن شيء من دقائق الشبه، فإنه لا يحتمل له ذلك، بل ينكر عليه ...

    وسأل رجل بشر بن الحارث عن رجل له زوجة وتأمره أمه بطلاقها، فقال: إن كان بر أمه في كل شيء، ولم يبق من برها إلا طلاق زوجته فليفعل، وإن كان يبرها بطلاق زوجته، ثم يقوم بعد ذلك إلى أمه فيضربها، فلا يفعل.

    وسئل الإمام أحمد رحمه الله عن رجل يشتري بقلا، ويشترط الخوصة: يعني التي تربط بها جزرة البقل، فقال أحمد أيش هذه المسائل؟! .. قيل له: إنه إبراهيم بن أبي نعيم، فقال أحمد: إن كان إبراهين بن أبي نعيم، فنعم هذا يشبه ذاك.
    وإنما أنكر أحمد هذه المسائل ممن لا يشبه حاله، وأما أهل التدقيق في الورع فيشبه حالهم هذا ...

    واستأذن رجلٌ الإمام أحمد أن يكتب من محبرته، فقال له: اكتب فهذا ورع مظلم

    واستأذنه آخر في ذلك فتبسم، وقال: لم يبلغ ورعي ولا ورعك هذا، وهذا قاله على وجه التواضع وإلا فهو كان في نفسه يستعمل هذا الورع، وكان ينكره على من لم يصل إلى هذا المقام، بل يتسامح في المكروهات الظاهرة، ويقدم على الشبهات، من غير توقف. انتهى .

    في كلام ابن رجب هذا تجلية لما أريد .. فالدعوة إلى معالي الأمور لا ينكرها إلا مجنون .. والذي أقصده كيف نبلغ المعالي

    .. هل تربية النشء بطريقة التكلف والمجاملة هي طريقة صحيحة .. أم آفة يجب معالجتها واقتلاعها فورا؟! ..

    قال السري السقطي: لئن أقابل الله بكل ذنب إلا التكلف .ا.هـ.

    وأبلغ من ذلك قول الله تعالى على لسان المصطفى صلى الله عليه وسلم:
    {قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين}
    [ص/86]

    وقد جاء في الحديث:
    "كان خلقه سجية لا تلهوقا" ..

    قال الثعالبي:
    إذا كان يبدي من سخائه ومرؤته ودينه غير ما عليه سجيته فهو متلهوق.ا.هـ.

    قريب من هذا .. ما أخرجه أبو نعيم في "الحلية"
    عن إبراهيم قال: سمع عمر رضي الله عنه رجلا يقول: اللهم إني أستنفق نفسي ومالي في سبيلك
    فقال عمر: أولا يسكت أحدكم، فإن ابتلي صبر، وإن عوفي شكر.ا.هـ.

    إن أفضل الطرق لتربية الشباب .. ليس حملهم على التدثر بالفضائل والتحلي بالشمائل بسيف الحياء .. وجعل الشاب يتزيا بما لم يقر في قلبه بعد .. فإن نتائجه وخيمة .. وابحث هنا وهناك وستجدها! .. فليس الإيمان بالتحلي ولا بالتمني ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل .. وهناك فرق بين التورع والتوارع! ..

    أول ما يعلم الناشيء عند بعض المجموعات التوارع والتكلف فيفسد عليه التوارع دينه ودنياه كما يفسد الذئبُ الغنمَ ..

    أحيانا .. نعيّش الشاب في واقع يحتم عليه أن ينكر كل منكر ... وشخصيته ضعيفة وتجربته قليلة .. نكلفه ما لا يطيق .. ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها .. فنتحمل نحن جزاء ما صنعته أيدينا من أي نتيجة أو عقبى فادحة ..

    فيا فوز المربي الصادق الذي يغرس في صغاره شرف الدين!.

    ويا خسارة المربي الكاذب الذي يغرس في صغاره الشرف للدين! ..

    نعطي الشاب شريط "17 قصة مبكية" أو شريط "هادم اللذات" وننتظره يفرغ من سماعه ليعلن توبته ويسكب عبرته ..!
    ...

    ونحن نريد الشباب كلهم أن يكونوا أبا بكر – رضي الله عن أبي بكر - ..

    ومكلف الأيام ضد طباعها **** متطلب في الماء جذوة نارِ ..

    إن التدرج سنة كونية وما ثاب إخوة يوسف إلا بعد دهر طويل ..
    وما آمن عدي بن حاتم إلا بعد تردد سنين ..
    وما دخل الناس في دين الله أفواجا إلا بعد تسعة عشرة عاما من الدعوة والتبليغ ..

    والناس متفاوتون والإيمان درجات ..
    ولا تخالط بشاشته القلوب إلا بعد تعب وبذل وتضحية ..

    وهذه لا أحسبها تتحقق للكثير وهم في أولى خطوات الالتزام والتوجه للكريم العلام ..

    إن أفضل أنموذج للتربية أُراه .. هي القدوة ..

    نعم
    هي القدوة الصالحة .. التي تأمر الناس بخلقها .. بتعاملها .. بنصحها .. بصدقها والنور الذي منحها إياه باريها ..

    قال الشيخ عبد الله بن محمد الأمين الشنقيطي في ترجمة أبيه يصف كيف كان يربيهم وينشئهم، قال:
    لا أذكر أن أبي قال لي يوما افعل كذا‍! أو لا تفعل كذا‍!
    إلا أنه كان يمدح العلم ويذم الجهل أمامنا .. إلا الصلاة فكنت كثير النوم فيوقظني لصلاة الفجر فأنام فيضع الإبريق في أذني لأستيقظ .. رحمه الله ..

    اقرأ سير الأوائل وكيف تأثرهم بمعلميهم وشيوخهم بالدل والسمت والسيرة .. رحمهم الله وقاتل الله أهل التكلف ..


    والنقل
    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=146749
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: علماء .. أنجبوا علماء،

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 01.09.09 12:13



    ((( استدراك )))

    فاصل

    أيها الكرام ..
    لا مطعن في صلاحية القدوة الحسنة في التربية والتعليم ..


    لكنها

    لا تتنافى مع (افعل ولا تفعل) بحال ..

    فهي لا تهدمهما إلا عند المخالفة.

    وهي غير واردة في مثالنا <الشيخ الشنقيطي>

    قال تعالى:

    {وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله }
    الآية ..
    فقد كان عليه السلام يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر؛ مع كونه قدوةً لغيره في الوقت نفسه بلا تعارض..

    ينهاهم عن المنكر ولا يخالفهم إلى ما ينهاهم عنه.

    وكان قصدي من التعقيب:


    إبراز أهمية الأمر والنهي في الجوانب التربوية .. بشرط أن يكونا وفق الضوابط الشرعية والمصلحية العامة، وألا نخطئ في إهدار أهميتهما.. موغلين في متابعة النظريات الإيحائية واعتمادها كمنهاج كلي وقانون لا ينخرم..


    المصدر السابق



      الوقت/التاريخ الآن هو 15.11.24 0:25