بين تشدد المتدينين الذين يؤكدون أن اليهودية تحرم الشرك بالله، وتسامح العلمانيين الذين يتمسكون بحرية الاعتقاد، يواجه عبدة الأصنام فى إسرائيل مشكلة كبيرة، ويخفى معظمهم حقيقة معتقداته، ويرفضون دعوة الفضوليين لحضور أعيادهم، خاصة عيد تساوى الليل والنهار. الشخص الوحيد الذى وافق على الكشف عن هويته أمام الصحافة، كان «ألون كوفيتس» كاهن «الويكا» الأعظم فى إسرائيل، وأحد سكان مدينة «رحوفوت». يقول «ألون» لـ«يديعوت أحرونوت»: «عدد كبير من المؤمنين بتعدد الآلهة فى إسرائيل يعيشون فى رعب دائم. لكننى تجاوزت مخاوفى، وقررت ممارسة حرية العقيدة فى النور». ويضيف ألون: «بعضنا ينتمى لعائلات يهودية متشددة دينياً. ولا يستطيع أن يصدم والديه، ويقول لهما: أنا لا أؤمن باليهودية، فأنا أعبد الأصنام. ساعتها قد يقطعون عنقه بسكين باردة. كما أننى أعرف كثيراً من الشباب الإسرائيلى الناضج المهتم بديانتنا، ويقرأ عنها كثيراً، لكنهم لا يملكون الشجاعة الكافية لتغيير معتقداتهم فى سن كبيرة». بدأ «ألون كوفيتس» اهتمامه بديانة «الويكا» منذ ١٠ سنوات تقريباً. وهى ديانة جديدة ظهرت فى إنجلترا منذ ٥٠ عاماً. ويعبد أتباعها قوى الطبيعة والآلهة الوثنية. وتعرف «ألون» على الويكا بعد انضمامه للجيش الإسرائيلى، وبدأ ممارسة طقوسها الدينية بكثافة بعد انتهاء خدمته العسكرية. وأصبح المسؤول عن إدارة موقع «ويكا إسرائيل» على شبكة الإنترنت. ويقوم من خلاله بنشر دعوة الدين الجديد بين الشباب الإسرائيلى. فى موقع «ويكا إسرائيل» يحق لكل شاب أن يختار الإله الذى يناسبه، فالمسألة رهن الاختيار الشخصى، والاحتياج النفسى. ومن حق كل شخص أن يختار من بين آلهة الخصوبة، والنماء، والعشق، والحب، والحرب، والسلام، وغيرها. لكنها جميعاً آلهة قديمة تم استدعاؤها من الأساطير والميثولوجيا. فلا تسمح ديانة الويكا باستحداث الآلهة من العدم، كما يقول «صموئيل مانى»، الذى يعمل فى صياغة الأصنام الصغيرة من الذهب الخالص. عومير يبلغ من العمر ٢٠ عاماً، وهو جندى فى الجيش الإسرائيلى، أثناء الحرب الأخيرة ضد غزة، كان ينتهز فرصة هدوء المعارك ضد الفلسطينيين، لكى يرفع الصلاة لثلاثة آلهة وثنية قديمة يؤمن بها. ويدعى أن آلهته تجلت له أثناء الحرب فى غزة، الأمر الذى أنزل عليه السكينة والاطمئنان فى أوقات الشدة، وساعده فى هزيمة الفلسطينيين! بسبب خدمته فى الجيش رفض عومير إجراء حوار مع صحيفة «هاآرتس» التى حاولت رصد الظاهرة الآخذة فى الانتشار داخل المجتمع. لكنه أشار إلى أنه واحد من أتباع ديانة تحاول رد الاعتبار للآلهة الشرقية القديمة التى اعتاد الناس عبادتها وتقديسها فى الأزمنة الغابرة. فى منتدى «تعدد الآلهة» العبرى على شبكة الإنترنت، يحكى «ليمور» أنه اختار عبادة الإلهة الكنعانية عينات، ربة الحرب، أثناء خدمته فى وحدة مختارة بالجيش الإسرائيلى. وتقول «هاآرتس» إن الشباب الإسرائيلى اقتبس هذه الأفكار من حركات عبادة الأصنام المنتشرة فى أوروبا وأمريكا. وتحظى هناك بشعبية كبيرة منذ عدة سنين. ويردد أتباع الويكا أن الرئيس «شافيز» اعتنق ديانتهم بعد سلسلة حلقات قدمها عن الويكا فى برنامجه الأسبوعى بالتليفزيون الفنزويلى. ويتبادلون فى منتدياتهم صورة لشافيز، وهو يحمل كتاب الويكا المقدس، وعلى غلافه النجمة الخماسية. الدكتورة «رينا كوربت»، أستاذة علم الاجتماع الإسرائيلى، التى كتبت دراسة نشرتها جامعة «بار إيلان» عن اتساع ظاهرة عبادة الأصنام فى إسرائيل، توضح أن: «الشباب الإسرائيلى يحاول استلهام الديانات الوثنية القديمة، وإضفاء طابع عصرى عليها، وتضيف د. رينا: «كل الأشخاص الذين قابلتهم أثناء إعداد الدراسة، أقاموا طقوساً جماعية فى أماكن مفتوحة تتناسب مع طبيعة عباداتهم الوثنية، ومعظمهم يخدمون فى الوحدات المختارة بالجيش. ويشعرون بسعادة غامرة عند الاشتراك فى عمليات عسكرية ضد العرب»! الدراسة التى أعدتها الباحثة الإسرائيلية تكشف أن للويكا عدة مذاهب، لكن «الويكا السكندرية» تنتشر جداً فى أوساط عبدة الأصنام بإسرائيل. ويعتقد أتباع هذا المذهب أن الإسكندرية عروس البحر المتوسط هى مدينتهم المقدسة، إجلالاً لمكتبة الإسكندرية القديمة التى جمعت فى قاعاتها صنوف الحكمة والمعرفة. وفى موسم الربيع من كل عام، يزور الإسكندرية أتباع الويكا القادمون من أمريكا وأوروبا وإسرائيل لأداء شعائرهم الدينية التى تشتمل على حفلات جماعية، وطقوس
وثنية مختلفة!
منقول من
http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=205754&IssueID=1366
وثنية مختلفة!
منقول من
http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=205754&IssueID=1366