خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    الفرق بين الكرسى والعرش - لفضيلة الشيخ العلامة : محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله تعالى

    أبو عبد الرحمن عبد المحسن
    أبو عبد الرحمن عبد المحسن
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 601
    العمر : 41
    البلد : مصر
    العمل : طالب
    شكر : 0
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية الفرق بين الكرسى والعرش - لفضيلة الشيخ العلامة : محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله تعالى

    مُساهمة من طرف أبو عبد الرحمن عبد المحسن 04.03.09 22:12

    ما هو الفرق بين عرش الربّ وكرسيه
    السؤال :
    ما هو الفرق بين الكرسي والعرش ؟

    الجواب :
    الحمد لله



    الكرسي هو موضع قدمي الرحمن عز وجل على أصح الأقوال فيه ، والعرش أكبر من الكرسي .

    والعرش هو أعظم المخلوقات ، وعليه استوى ربنا استواءً يليق بجلاله ، وله قوائم ، ويحمله حملة من الملائكة عظام الخلق .

    وقد أخطأ من جعلهما شيئاً واحداً .

    وهذه أدلة ما سبق مع طائفة من أقوال العلم :

    عن ابن مسعود قال : بين السماء الدنيا والتي تليها خمسمائة عام وبين كل سماء خمسمائة عام ، وبين السماء السابعة والكرسي خمسمائة عام ، وبين الكرسي والماء خمسمائة عام ، والعرش فوق الماء ، والله فوق العرش لا يخفى عليه شيء من أعمالكم . رواه ابن خزيمة في " التوحيد " ( ص 105 ) ، والبيهقي في " الأسماء والصفات " ( ص 401 ) .

    والأثر : صححه ابن القيم في " اجتماع الجيوش الإسلامية " ( ص 100 ) ، والذهبي في " العلو " ( ص 64 ) .

    قال الشيخ ابن عثيمين :

    هذا الحديث موقوف على ابن مسعود ، لكنه من الأشياء التي لا مجال للرأي فيها ، فيكون لها حكم الرفع ، لأن ابن مسعود لم يُعرف بالأخذ من الإسرائيليات .

    " القول المفيد شرح كتاب التوحيد " ( 3 / 379 ) .

    وقال الإمام محمد بن عبد الوهاب في مسائل هذا الحديث :

    ... التاسعة : عِظَم الكرسي بالنسبة إلى السماء .

    العاشرة : عظم العرش بالنسبة إلى الكرسي .

    الحادية عشرة : أن العرش غير الكرسي والماء .

    " شرح كتاب التوحيد " ( ص 667 ، 668 ) .

    وعرش الرحمن هو أعظم المخلوقات ، وأوسعها .

    قال تعالى : { فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش العظيم } [ المؤمنون / 116 ] ، وقال تعالى { وهو رب العرش العظيم } [ التوبة / 129 ] ، وقال تعالى { ذو العرش المجيد } [ البروج / 15 ] .

    قال القرطبي :

    خصَّ العرش لأنه أعظم المخلوقات فيدخل فيه ما دونه .

    " تفسير القرطبي " ( 8 / 302 ، 303 ) .

    وقال ابن كثير :

    { وهو رب العرش العظيم } أي : هو مالك كل شيء وخالقه ؛ لأنه رب العرش العظيم الذي هو سقف المخلوقات ، وجميع الخلائق من السموات والأرضين وما فيهما وما بينهما تحت العرش مقهورين بقدرة الله تعالى ، وعلمه محيط بكل شيء ، وقدره نافذ في كل شيء ، وهو على كل شيء وكيل .

    " تفسير ابن كثير " ( 2 / 405 ) .

    وقال رحمه الله :

    { ذو العرش } أي : صاحب العرش العظيم العالي على جميع الخلائق ، و{ المجيد } : فيه قراءتان : الرفع على أنه صفة للرب عز وجل ، والجر على أنه صفة للعرش ، وكلاهما معنى صحيح .

    " تفسير ابن كثير " ( 4 / 474 ) .

    والمجيد : المتسع عظيم القدر .

    عن أبي سعيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " الناس يُصعقون يوم القيامة فأكون أول من يفيق فإذا أنا بموسى آخذ بقائمة من قوائم العرش فلا أدري أفاق قبلي أم جوزي بصعقة الطور " . رواه البخاري ( 3217 ) .

    وللعرش حملة يحملونه .

    قال تعالى : ( الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلماً فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم ) [ غافر / 7 ] .

    وهم على خِلقة عظيمة .

    عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أُذِن لي أن أحدِّث عن ملَك من ملائكة الله من حملة العرش ، إنَّ ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام " .

    رواه أبو داود ( 4727 ) .

    والحديث : قال عنه الحافظ ابن حجر : وإسناده على شرط الصحيح .

    " فتح الباري " ( 8 / 665 ) .

    والعرش فوق الكرسي بل فوق كل المخلوقات .

    قال ابن القيم :

    إنه إذا كان سبحانه مبايناً للعالَم فإما أن يكون محيطا به أو لا يكون محيطا به ، فإن كان محيطاً به لزِم علوّه عليه قطعاً ضرورة علو المحيط على المحاط به ، ولهذا لما كانت السماء محيطة بالأرض كانت عالية عليها ، ولما كان الكرسي محيطاً بالسماوات كان عالياً عليها ، ولما كان العرش محيطاً بالكرسي كان عالياً فما كان محيطاً بجميع ذلك كان عالياً عليه ضرورة ولا يستلزم ذلك محايثته لشيء مما هو محيط به ولا مماثلته ومشابهته له .

    " الصواعق المرسلة " ( 4 / 1308 ) .

    7. والعرش ليس هو المُلْك وليس هو الكرسي .

    قال ابن أبي العز الحنفي :

    وأما من حرَّف كلام الله وجعل العرش عبارة عن الملك ، كيف يصنع بقوله تعالى : { ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية } [ الحاقة / 17 ] ، وقوله { وكان عرشه على الماء } [ هود / 7 ] ؟ أيقول : ويحمل ملكه يومئذ ثمانية ، وكان ملكه على الماء ويكون موسى عليه السلام آخذا بقائمة من قوائم المُلْك ؟ هل يقول هذا عاقل يدري ما يقول .

    وأما الكرسي فقال تعالى : { وسع كرسيه السموات والأرض } [ البقرة / 255 ] ، وقد قيل : هو العرش ، والصحيح : أنه غيره ، نُقل ذلك عن ابن عباس رضي الله عنهما وغيره روى ابن أبي شيبة في كتاب " صفة العرش " والحاكم في " مستدركه " وقال : إنه على شرط الشيخين ولم يخرجاه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله تعالى : { وسع كرسيه السموات والأرض } أنه قال : " الكرسي موضع القدمين ، والعرش لا يقدر قدره إلا الله تعالى " .

    وقد روي مرفوعاً ، والصواب : أنه موقوف على ابن عباس ...

    قال أبو ذر رضي الله عنه : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " ما الكرسي في العرش إلا كحلْقة من حديد أُلقيت بين ظهري فلاة من الأرض " .

    .. وهو كما قال غير واحدٍ من السلف : بين يدي العرش كالمرقاة إليه .

    " شرح العقيدة الطحاوية " ( ص 312 ، 313 ) .

    وقال الشيخ ابن عثيمين :

    هناك من قال : إن العرش هو الكرسي لحديث " إن الله يضع كرسيَّه يوم القيامة " ، وظنوا أن الكرسي هو العرش .

    وكذلك زعم بعض الناس أن الكرسي هو العلم ، فقالوا في قوله تعالى : { وسع كرسيه السموات والأرض } أي : علمه .

    والصواب : أن الكرسي موضع القدمين ، والعرش هو الذي استوى عليه الرحمن سبحانه .
    والعلم : صفة في العالِم يُدرك فيها المعلوم . والله أعلم .
    القول المفيد شرح كتاب التوحيد " ( 3 / 393 ، 394 ) .

    منقول
    أبو عبد الرحمن عبد المحسن
    أبو عبد الرحمن عبد المحسن
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 601
    العمر : 41
    البلد : مصر
    العمل : طالب
    شكر : 0
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: الفرق بين الكرسى والعرش - لفضيلة الشيخ العلامة : محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله تعالى

    مُساهمة من طرف أبو عبد الرحمن عبد المحسن 04.03.09 22:13

    الصفة الثالثة عشرة: "الاستواء على العرش".


    استواء الله على العرش من صفاته الثابتة له بالكتاب، والسنة، وإجماع السلف.

    قال الله تعالى: (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى)(53). وذكر استواءه على عرشه في سبعة مواضع من القرآن.

    وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله لما قضى الخلق كتب عنده فوق عرشه إن رحمتي سبقت غضبي" رواه البخاري(54).

    وقال النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه أبو داود في "سننه": "إن بعد ما بين سماء إلى سماء إما واحدة أو اثنتان أو ثلاث وسبعون سنة إلى أن قال في العرش: بين أسفله وأعلاه مثل ما بين سماء إلى سماء ثم الله تعالى فوق ذلك" وأخرجه أيضاً الترمذي، وابن ماجه(55)، وفيه علة أجاب عنها ابن القيم رحمه الله في تهذيب سنن أبي داود (ص92 - 93 ج7).

    وأجمع السلف على إثبات استواء الله على عرشه فيجب إثباته من غير تحريف، ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل.

    وهو استواء حقيقي، معناه: العلو والاستقرار على وجه يليق بالله تعالى.

    وقد فسره أهل التعطيل بالاستيلاء. ونرد عليهم بما سبق في القاعدة الرابعة ونزيد وجهاً رابعاً: أنه لا يعرف في اللغة العربية بهذا المعنى. ووجهاً خامساً: أنه يلزم عليه لوازم باطلة مثل أن العرش لم يكن ملكاً لله ثم استولى عليه بعد.

    والعرش لغة: السرير الخاص بالملك.

    وفي الشرع: العرش العظيم الذي استوى عليه الرحمن جل جلاله، وهو أعلى المخلوقات وأكبرها، وصفه الله بأنه عظيم، وبأنه كريم، وبأنه مجيد.

    والكرسي غير العرش؛ لأن العرش هو ما استوى عليه الله تعالى، والكرسي موضع قدميه لقول ابن عباس رضي الله عنهما: "الكرسي موضع القدمين، والعرش لا يقدر أحد قدره". رواه الحاكم في مستدركه. وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه(56).

    (56)"المستدرك" للحاكم (2/282).




    مختصر لمعة الاعتقاد الهادي الى سبيل الرشاد
    لفضيلة الشيخ العلامة : محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله تعالى




    http://www.ibnothaimeen.com/all/books/article_16861.shtml

      الوقت/التاريخ الآن هو 22.11.24 21:35