فوائد متنوعة
قال العلامة ابن القيم – رحمه الله تعالى - :
[قوله في حديث الجمعة (وطويت الصحف) أي صحف الفضل، فأما صحف الفرض فإنها لا تطوى ، لأن الفرض يسقط بعد ذلك].
بدائع الفوائد ج3/ص174 ط. العصرية.
[قوله في حديث الجمعة (وطويت الصحف) أي صحف الفضل، فأما صحف الفرض فإنها لا تطوى ، لأن الفرض يسقط بعد ذلك].
بدائع الفوائد ج3/ص174 ط. العصرية.
قال الحافظ ابن حجر في الفتح عند شرحه لهذا الحديث - (ج 3 / ص 285)
[ وَالْمُرَاد بِطَيِّ الصُّحُف طَيّ صُحُف الْفَضَائِل الْمُتَعَلِّقَة بِالْمُبَادَرَةِ إِلَى الْجُمُعَة دُونَ غَيْرهَا مِنْ سَمَاع الْخُطْبَة وَإِدْرَاك الصَّلَاة وَالذِّكْر وَالدُّعَاء وَالْخُشُوع وَنَحْو ذَلِكَ ، فَإِنَّهُ يَكْتُبهُ الْحَافِظَانِ قَطْعًا ، وَوَقَعَ فِي رِوَايَة اِبْنِ عُيَيْنَةَ عَنْ الزُّهْرِيِّ فِي آخِر حَدِيثه الْمُشَار إِلَيْهِ عِنْد اِبْنِ مَاجَة " فَمَنْ جَاءَ بَعْد ذَلِكَ فَإِنَّمَا يَجِيء لِحَقِّ الصَّلَاة ] ."
قال عليه الصلاة والسلام (ألا تعجبون كيف يصرف الله عنى شتم قريش ولعنهم يشتمون مذمما ويلعنون مذمما وأنا محمد )
وورد أنهم كانوا يقولون : مذمما عصينا ودينه أبينا . !!
من الشرك صرف هيئات العبادة لغير الله .
قال العلامة الشنقيطي في أضواء البيان في تفسير سورة الحجرات / أية 2 (7/626) : (( اعلم أنه يجب على كل مسلم أن يتأمل في معنى العبادة، وهي تشمل جميع ما أمر الله أن يتقرب إليه به من جميع القربات فيخلص تقربه بذلك إلى الله ولا يصرف شيئاً منه لغير الله كائناً ما كان.
والظاهر أن ذلك يشمل هيئات العبادة فلا ينبغي للمُسَلِّم عليه صلى الله عليه وسلم أن يضع يده اليمنى على اليسرى كهيأة المصلي، لأن هيأة الصلاة داخلة في جملتها فينبغي أن تكون خالصة لله، كما كان صلى الله عليه وسلم هو وأصحابه يخلصون العبادات وهيئاتها لله وحده )) .
وانظر أيضاً تتمة أضواء البيان (8/596)(الجن/18) .
فصل
[فائدة حديثية: الفرق بين خرَّج وأخرج]:
الفرق بين أخرج وخرَّج في اصطلاح المحدثين أن الأول يستعمل فيمن يسند، واللفظ الثاني فيمن يعزو الحديث إلى مَنْ أسنده
فيقولون: أخرج الطبراني والديلمي حديث كذا، وخرَّجه ابن حجر أو السيوطي أي عَزَاه إلى من أخرجه
وقد يستعمل بعض المحدثين خرج بمعنى أخرج وهو اصطلاح الحافظ ابن رجب في كتبه
أما استعمال أخرج مكان خرج فلم يستعمله أحد منهم
بل
هو جهل صريح.اهـ
قال الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى في كتابه الماتع البداية و النهاية (15/37-41) :
و قد سأل بعضهم ههنا سؤالا , فقال :
قد أحل الله سبحانه بأصحاب الفيل - و كانوا نصارى- ما ذكره في كتابه , و لم يفعلوا بمكة شيئا مما فعله هؤلاء , و معلوم أن القرامطة شر من اليهود و النصارى و المجوس بل و من عبدة الأصنام
و أنهم فعلوا بمكة ما لم يفعله أحد فهلا عوجلوا بالعذاب و العقوبة , كما عوجل أصحاب الفيل ؟
و قد أجيب عن ذلك
بأن أصحاب الفيل إنما عوقبوا إظهارا لشرف البيت , و لما يراد به من التشريف العظيم بإرسال النبي الكريم من البلد الذي فيه البيت الحرام , فلما أرادوا إهانة هذه البقعة التي يراد تشريفها و إرسال الرسول منها ,أهلكهم سريعا عاجلا , و لم يكن شرائع مقررة تدل على فضله , فلو دخلوه و أخربوه لأنكرت القلوب فضله.
و أما هؤلاء القرامطة فإنما فعلوا ما فعلوا بعد تقرير الشرائع و تمهيد القواعد و العلم بالضرورة من دين الله بشرف مكة و الكعبة , و كل مؤمن يعلم أن هؤلاء قد ألحدوا في الحرم إلحادا بالغا عظيما , و انهم من أعظم الملحدين الكافرين بما تبين من كتاب الله و سنة رسوله , فلهذا لم يحتج الحال إلى معاجلتهم بالعقوبة
بل أخرهم الرب تعالى ليوم تشخص فيه الأبصار , و الله سبحانه يمهل و يملي و يستدرج , ثم يأخذ أحذ عزيز
مقتدر , كما قال النبي صلى الله عليه و سلم ( إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته )
ثم قرأ قوله تعالى
: ( وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللهَ غَــافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّلِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ)
و قال تعالى لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الذِينَ كَفَرُوا فِي البِلاَدِ * مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَاْوَهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ المِهَادُ)
و قال : ( نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلاً ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلًى عَذَابٍ غَلِيظْ ) و قال : ( مَتَاعٌ فِي الدُنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ العَذَابَ الشَدِيدَ بِمَا كَانُوا يَكفُرُونَ)
اهـ .
قال نبينا الكريم. صلى الله عليه وسلم: (( أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن: الفخر بالأحساب, والطعن في الأنساب, والاستسقاء بالنجوم, والنياحة على الميت)) رواه مسلم (934).
قال الشيخ الإمام العلامة سليمان بن عبدالله بن الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب وهو يشرح هذا الحديث العظيم في كتابه القيم:" تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد" ص 389: (( قوله ;الفخر بالأحساب>
أي:
التشرف بالآباء والتعاظم بِعَدِّ مناقبهم ومآثرهم وفضائلهم
وذلك جهل عظيم, إذ لا شرف إلا بالتقوى
كما قال تعالى:
(( وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى إلا من آمن وعمل صالحا)) الآية,
وقال تعالى:
(( إن أكرمكم عند الله أتقاكم)),
وروى أبو داود عن أبي هريرة مرفوعا:
(( إن الله قد أذهب عنكم عُبِّيَّةَ الجاهلية وفخرها بالآباء, مؤمن تقي, أو فاجر شقي, الناس بنو آدم, وآدم من تراب, ليدعنَّ رجالٌ فخرَهم بأقوام إنما هم فحم من فحم جهنم , أو ليكونن أهون على الله من الجعلان التي تدفع بأنفها النتن)),
و(الأحساب):
جمع حسب, وهو ما يعده الإنسان له ولآبائه من شجاعة وفصاحة ونحو ذلك.
قوله ;والطعن في الأنساب>
أي:
الوقوع فيها بالذم والعيب, أو بقدح في نسب أحد من الناس, فيقول: ليس هو من ذرية فلان, أو يعيره بما في آبائه من المطاعن
ولهذا لما عير أبو ذر رضي الله عنه رجلا بأمه, قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر:
(( أعيرته بأمه؟! إنك امرؤ فيك جاهلية))
متفق عليه
فدلَّ ذلك أن التعيير بالأنساب من أخلاق الجاهلية...
وفي الحديث دليل على شهادة أن محمدا رسول الله, لأن هذه الأخبار من أنباء الغيب, فأخبر بها النبي صلى الله علي وسلم, فكان كما أخبر))
انتهى كلامه رحمه الله.
ذكر فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله فائدة جليلة عند قول الله تعالى:
{وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ} [البقرة:30] حيث رد على من أنكر إثبات الأفعال لله عز وجل بزعم أن الأفعال حوادث، ولا تصدر إلا عن حادث.
قال رحمه الله:
ومن فوائد الآية:
إثبات الأفعال لله عزّ وجلّ أي أنه تعالى يفعل ما شاء متى شاء كيف شاء؛
ومن أهل البدع من ينكر ذلك زعماً منه أن الأفعال حوادث؛ والحوادث لا تقوم إلا بحادث فلا يجيء، ولا يستوي على العرش، ولا ينْزل، ولا يتكلم، ولا يضحك، ولا يفرح، ولا يعجب؛
وهذه دعوى فاسدة من وجوه:.
الأول:
أنها في مقابلة نص؛ وما كان في مقابلة نص فهو مردود على صاحبه.
الثاني:
أنها دعوى غير مسلَّمة؛ فإن الحوادث قد تقوم بالأول الذي ليس قبله شيء.
الثالث:
أن كونه تعالى فعالاً لما يريد من كماله، وتمام صفاته؛ لأن من لا يفعل إما أن يكون غير عالم، ولا مريد؛ وإما أن يكون عاجزاً؛ وكلاهما وصفان ممتنعان عن الله سبحانه وتعالى. فتَعَجَّبْ كيف أُتي هؤلاء من حيث ظنوا أنه تنزيه لله عن النقص؛ وهو في الحقيقة غاية النقص!!!
فاحمد ربك على العافية، واسأله أن يعافي هؤلاء مما ابتلاهم به من سفه في العقول، وتحريف للمنقول.
تفسير القرآن الكريم للشيخ رحمه الله (1/116-117).
عن خباب بن الأرت رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن بني إسرائيل لما هلكوا قَصُّوا».
قال الشيخ الألباني رحمه الله:
"وهذا إسناد حسن" ثم قال: "قصوا: قال في "النهاية": "وفي رواية: «لما هلكوا قَصُّوا» أي: اتكلوا على القول وتركوا العمل،
فكان ذلك سبب هلاكهم، أو بالعكس؛ لما هلكوا بترك العمل أخلدوا إلى القصص"
وأقول –أي الألباني-:
ومن الممكن أن يقال: إن سبب هلاكهم اهتمام وعاظهم بالقصص والحكايات دون الفقه والعلم النافع الذي يُعرِّف الناسَ بدينهم فيحملهم ذلك على العمل الصالح، لما فعلوا ذلك هلكوا
وهذا شأن كثير من قصاص زماننا الذين جل كلامهم في وعظهم حول الإسرائيليات والرقائق والصوفيات، نسأل الله العافية" اهـ
["السلسلة الصحيحة": رقم 1681].
قال شيخ الإسلام (رحمه الله) :
"ونحن لا نعني بأهل الحديث المقتصرين على سماعه، أو كتابته أو روايته،
بل نعني بهم:
كل من كان أحق بحفظه ومعرفته وفهمه ظاهراً وباطناً، واتباعه باطناً وظاهراً"
(مجموع الفتاوى4/95).
- و "أهل الحديث هم السلف من القرون الثلاثة ومن سلك سبيلهم من الخلف" (مجموع الفتاوى6/355).
أهل الحديث هم أهل النبي وإن *** لم يصحبوا نفسَه، أنفاسَه صحبوا.
والنقل
لطفـــــــاً .. من هنــــــــا