الفرق بين الفراسة وسوء الظن
السؤال :-
كيف أفرق بين الفراسة وبين الظن السوء ؟
سؤال يحيرني يا شيخ كيف أفرق بين الفراسة وبين الظن السوء , وما هو تعريف كلا منهما ؟
وجزاك الله خيرا شيخي الحبيب.
المفتي :
الشيخ عبد الرحمن السحيم
الجواب :
وجزاك الله خيراً
الفراسة نور يقذفه الله في قلوب أوليائه ، يُفرِّقون به بين الحق والباطل
كما في قوله الله تعالى :
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ)
ويستدلّون على بواطن الأمور بظواهرها
كما في قوله تعالى :
(إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ) .
قال مجاهد : للمتفرسين
قال ابن جُزيّ في تفسيره : للمتوسمين أي للمتفرسين ، ومنه فراسة المؤمن . اهـ .
والفراسة في اللغة : التثبت والنظر .
وقال الزجاج :
المتوسمون في اللغة النظّار المتثبتِّون في نظرهم حتى يعرفوا حقيقة سِمَة الشيء
يُقال : توسمت في فلان كذا أي عرفت وسم ذلك فيه
وقال غيره المتوسم الناظر في السمة الدالة على الشيء .
نقله ابن الجوزي .
ويُروى أن رجلا دَخَل على عثمان رضي الله عنه فقال له عثمان : أرى في عينيك الزنا ، فقال الرجل : أَوَحْي بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
وكان شاه بن شجاع الكرماني لا تخطئ له فراسة
وكان يقول :
من غضّ بصره عن المحارم ، وأمسك نفسه عن الشهوات ، وعمر باطنه بدوام المراقبة ، وظاهره بإتباع السنة ، وعوّد نفسه أكل الحلال ؛ لم تخطئ له فراسة .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله مُعقّباً على قول الكرماني :
والله تعالى يجزي العبد على عمله بما هو من جنس عمله ، فَغَضّ بصره عما حرم يعوضه الله عليه من جنسه بما هو خير منه ، فيُطلق نور بصيرته ويفتح عليه .
وممن اشتهر بذلك الإمام الشافعي رحمه الله .
أما سوء الظن فهو لا يكون بالاستدلال على الباطن بالظاهر ، ولا هو فُرقان يقذفه الله في قلب ولـيِّـه .
وقد قال الله تبارك وتعالى :
(وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاَّ ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا)
وقال النبي صلى الله عليه وسلم :
إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث .
رواه البخاري ومسلم .
قال الخطابي :
هو تحقيق الظن وتصديقه دون ما يهجس في النفس ، فإن ذلك لا يُمْلَك .
والله تعالى أعلم .
المصدر :-
http://www.almeshkat.net/vb/showthre...threadid=34492
ومن لديه توضيح فلا يبخل علينا به .
والله من وراء القصد.
أظن أن الفرق بين الاثنين ان الفراسة تكون الظن بالمرء فى امور لا يعلمها كثير من الناس و انما بعضهم ممن اتاه الله الفراسة
مثل ما حصل مع عثمان رضى الله عنه والرجل ....
والفراسة كما قال الشيخ نور يقذفه الله فى قلب العبد ....
اما سوء الظن فيكون من الشيطان ....
وقد أحسن الشيخ ابن تيمية على الكلام عن الفراسة فى كتابه الفرقان بين اولياء الرحمن واولياء الشيطان
وقال ان فراسة المؤمن غالبا ما تصدق .
والنقل
لطفـــــاً .. من هنــــــــــــــا