صفات وخصائص أهل السنّة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا
وسيئاتِ أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له ، ومن يضلل فلا هادي له ،
وأشهدُ أن لا إله إلاّ الله وحده لا شرك له وأشهدُ أن محمداً عبده ورسوله
أما بعد :
1) من هم أهل السنة والجماعـة؟
السنـة هي الهدي الذي كان عليه الرسول صلي الله عليه وسلم وأصحابه علماً
واعتقاداً وقولاً وعملاً، وهي السنة التي يجب اتباعها ويحمد أهلها ويذم من
خالفها. وتطلق على سنن العبادات والاعتقادات كما تطلق على ما يقابل البدعة
.
والجماعة هي سلف الأمة من الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان، الذين
اجتمعوا على الكتاب والسنة وعلى أئمتهم. (راجع الاعتصام للشاطبي 1/28) فمن
سار على هدى السلف هم الجماعة ومن فارق هدى السلف هم الفرق والجماعات.
* فأهل السنة والجماعة هم المتمسكون بسنة رسول الله، الذين اجتمعوا على
ذلك، وهم الصحابة والتابعون ومن سلك سبيلهم في الاعتقاد والقول والعمل،
الذين استقاموا على الاتباع وجانبوا الابتداع، وهم باقون ظاهرون منصورون
إلى يوم القيامة. وقد يسمى أهل السنة ببعض أسمائهم أو صفاتهم المأثورة عن
رسول الله صلي الله عليه وسلم أو عن أئمتهم المقتدى بهم، فقد يطلق عليهم
أهل السنة، وقد يطلق عليهم الجماعة أو الطائفة المنصورة أو الفرقة
الناجية، وعبارة السلف الصالح ترادف أهل السنة والجماعة في اصطلاح
المحققين. كما يطلق عليهم أهل الأثر أي السنة المأثورة عن النبي صلي الله
عليه وسلم وأصحابه. ويسمون أهل الحديث كما هو مشهور عن السلف ومنهم ابن
المبارك وابن المديني وأحمد بن حنبل والبخاري وغيرهم.
* وتسموا أهل الحديث لتتبعهم أحاديث رسول الله صلي الله عليه وسلم للعمل
بها وتقديمها على كل قول. قال ابن قتيبة (فأما أصحاب الحديث فإنهم التمسوا
الحق من جهته وتتبعوه من مظانه وتقربوا إلى الله تعالي باتباعهم سنن رسول
الله وطلبهم لآثاره وأخباره براً وبحراً وشرقاً وغرباً) تأويل مختلف الأحاديث ص 71
2) صفات أهل السنة والجماعة كما يصورها السلف:
1-أهل السنة هم المتمسكون بحبل الله المتين: قال
أبوبكر الصديق رضي الله عنه (السنة هي حبل الله المتين فمن تركها فقد قطع
حبله من الله) سنن الدارمي 1/49.
2-أهل السنة هم القـدوة الصالحون الذين يهدون
إلى الحق ويرشدون إلى الصراط المستقيم: قال عمرو بن قيس ت 143هـ (إذا رأيت
الشاب أول ما ينشأ مع أهل السنة والجماعة فارجه، وإذا رأيته مع أهل البدع
فيئس منه فإن الشاب على أول نشوئه) الإبانة لابن بطة 133. وقال أيضاً: (إن
الشاب ينشأ فإن آثر أن يجالس أهل العلم كاد يسلم وإن مال إلى غيرهم كاد
يعطب) الإبانة 1/206. وقال بن شوذب ت 120هـ (من نعمة الله على الشاب
والأعجمي إذا تنسّكا أن يوفقا إلى صاحب سنة) الإبانة 133/205. وقال فضيل
بن عياض ت 187هـ (إن لله عباداً يحيي بهم البلاد وهم أصحاب السنة)
اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنّة 1/65.
3-ومن صفاتهم أنهم لا يتسمّون بغير الإسلام
والسنة والجماعة: قال ابن عباس (من أقر باسم من هذه الأسماء المحدثة فقد
خلع ربقة الإسلام من عنقه) الشرح والإبانة 137 . وقد نقل القاضي عياض عن
الإمام مالك قال: (وسأل رجل مالكاً من أهل السنة يا أبا عبد الله؟ قال:
الذين ليس لهم لقب يعرفون به لا جهمي ولا رافضي ولا قدري) ترتيب المدارك
1/72. وقال ابن القيم: سئل بعض الأئمة عن السنة فقال: (ما لا اسم له سوى
السنة) مدارج السالكين 3/174. وقال ميمون بن مهران ت 117هـ (إياكم وكل اسم
يسمى بغير الإسلام) الشرح والإبانة 137.
فأهل السنة لا ينتمون للأحزاب ولا الشعارات ولا القوميات ولا يتعصبون
للأوطان ولا الشعوب ولا القبائل إنما يجمعهم شعار السنة والإسلام في أي
مكان وأي زمان.
4-أهل السنة هم خيار الناس ينهون عن البدع
وأهلها: يقول الفضيل بن عياض ت 187هـ (أدركت خيار الناس كلهم أصحاب سنة
ينهون عن أصحاب البدع) الشرح والإبانة 153 . وقيل لأبي بكر بن عياش ت
194هـ من السنّي؟ قال: (الذي إذا ذكرت الأهواء لم يتعصب إلى شيئ منها)
اللالكالي 1/60 . فأهل السنة هم خيار الأمة وهم الذين ينهون عن أصحاب
البدع والأهواء ولا يتعصبون لغير الحق.
5-أنهم الغرباء إذا فسد الناس: لأنهم طائفة
قليلة من الأمة ولأنهم فرقة من ثلاث وسبعين فرقة فهم الغرباء بين أصحاب
البدع والفرق. يقول الحسن البصري ت 110هـ (فإن أهل السنة كانوا أقل الناس
فيما مضى وهم أقل الناس فيما بقي، الذين لم يذهبوا مع أهل الاتراف في
اترافهم ولا مع أهل البدع في بدعهم، وصبروا على سنتهم حتى لقوا ربهم فكذلك
إن شاء الله فكونوا) سنن الدارمي 1/72.
ويقول سفيان الثوري ت 161هـ (استوصوا بأهل السنة خيراً فإنهم غرباء) وكان
يقول: (إذا بلغك عن رجل بالمشرق صاحب سنة وآخر بالمغرب فابعث إليهم
بالسلام وادع لهما، ما أقل أهل السنة والجماعة) اللالكائي 1/64.
ويقول عبد الله بن المبارك ت 181هـ (أعلم أني أرى أن الموت اليوم كرامة
لكل مسلم لقي الله على السنة فإنا لله وإنا إليه راجعون فإلى الله نشكو
وحشتنا وذهاب الأخوان وقلة الأعوان، وظهور البدع ...) ابن وضاح في البدع 39.
6- أهل السنة والجماعة هم الأئمة العدول أهل الحديث:
قال عليه الصلاة والسلام (يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله، ينفون عنه
تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين) الخطيب في شرف أصحاب
الحديث 28 وابن عدي في الكامل 1/152 و 3/902 وصححه العلائي في بغية الملتمس.
ويقول ابن سيرين ت 110هـ (لم يكونوا يسألون عن الإسناد فلما وقعت الفتنة
قالوا: سمّو لنا رجالكم فينظر إلى أهل السنة فيؤخذ حديثهم وينظر إلى أهل
البدع فلا يؤخذ حديثهم) مسلم في المقدمة 1/15 والترمذي في كتاب العلل 5/740.
7- أهل السنة هم الذين يحزن الناس لفراقهم: قال
أيوب السختياني (إني أخبر بموت الرجل من أهل السنة وكأني أفقد بعض أعضائي)
الحلية لابن نعيم 3/9 واللالكائي 1/61. ولما توفي الإمام الداروردي ت
187هـ جزع سفيان بن عيينة ت 198هـ فقيل له: ما علمنا أنك تبلغ مثل هذا
قال: إنه من أهل السنة) اللالكائي 1/61.
[يتبع]
وسيئاتِ أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له ، ومن يضلل فلا هادي له ،
وأشهدُ أن لا إله إلاّ الله وحده لا شرك له وأشهدُ أن محمداً عبده ورسوله
أما بعد :
1) من هم أهل السنة والجماعـة؟
السنـة هي الهدي الذي كان عليه الرسول صلي الله عليه وسلم وأصحابه علماً
واعتقاداً وقولاً وعملاً، وهي السنة التي يجب اتباعها ويحمد أهلها ويذم من
خالفها. وتطلق على سنن العبادات والاعتقادات كما تطلق على ما يقابل البدعة
.
والجماعة هي سلف الأمة من الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان، الذين
اجتمعوا على الكتاب والسنة وعلى أئمتهم. (راجع الاعتصام للشاطبي 1/28) فمن
سار على هدى السلف هم الجماعة ومن فارق هدى السلف هم الفرق والجماعات.
* فأهل السنة والجماعة هم المتمسكون بسنة رسول الله، الذين اجتمعوا على
ذلك، وهم الصحابة والتابعون ومن سلك سبيلهم في الاعتقاد والقول والعمل،
الذين استقاموا على الاتباع وجانبوا الابتداع، وهم باقون ظاهرون منصورون
إلى يوم القيامة. وقد يسمى أهل السنة ببعض أسمائهم أو صفاتهم المأثورة عن
رسول الله صلي الله عليه وسلم أو عن أئمتهم المقتدى بهم، فقد يطلق عليهم
أهل السنة، وقد يطلق عليهم الجماعة أو الطائفة المنصورة أو الفرقة
الناجية، وعبارة السلف الصالح ترادف أهل السنة والجماعة في اصطلاح
المحققين. كما يطلق عليهم أهل الأثر أي السنة المأثورة عن النبي صلي الله
عليه وسلم وأصحابه. ويسمون أهل الحديث كما هو مشهور عن السلف ومنهم ابن
المبارك وابن المديني وأحمد بن حنبل والبخاري وغيرهم.
* وتسموا أهل الحديث لتتبعهم أحاديث رسول الله صلي الله عليه وسلم للعمل
بها وتقديمها على كل قول. قال ابن قتيبة (فأما أصحاب الحديث فإنهم التمسوا
الحق من جهته وتتبعوه من مظانه وتقربوا إلى الله تعالي باتباعهم سنن رسول
الله وطلبهم لآثاره وأخباره براً وبحراً وشرقاً وغرباً) تأويل مختلف الأحاديث ص 71
2) صفات أهل السنة والجماعة كما يصورها السلف:
1-أهل السنة هم المتمسكون بحبل الله المتين: قال
أبوبكر الصديق رضي الله عنه (السنة هي حبل الله المتين فمن تركها فقد قطع
حبله من الله) سنن الدارمي 1/49.
2-أهل السنة هم القـدوة الصالحون الذين يهدون
إلى الحق ويرشدون إلى الصراط المستقيم: قال عمرو بن قيس ت 143هـ (إذا رأيت
الشاب أول ما ينشأ مع أهل السنة والجماعة فارجه، وإذا رأيته مع أهل البدع
فيئس منه فإن الشاب على أول نشوئه) الإبانة لابن بطة 133. وقال أيضاً: (إن
الشاب ينشأ فإن آثر أن يجالس أهل العلم كاد يسلم وإن مال إلى غيرهم كاد
يعطب) الإبانة 1/206. وقال بن شوذب ت 120هـ (من نعمة الله على الشاب
والأعجمي إذا تنسّكا أن يوفقا إلى صاحب سنة) الإبانة 133/205. وقال فضيل
بن عياض ت 187هـ (إن لله عباداً يحيي بهم البلاد وهم أصحاب السنة)
اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنّة 1/65.
3-ومن صفاتهم أنهم لا يتسمّون بغير الإسلام
والسنة والجماعة: قال ابن عباس (من أقر باسم من هذه الأسماء المحدثة فقد
خلع ربقة الإسلام من عنقه) الشرح والإبانة 137 . وقد نقل القاضي عياض عن
الإمام مالك قال: (وسأل رجل مالكاً من أهل السنة يا أبا عبد الله؟ قال:
الذين ليس لهم لقب يعرفون به لا جهمي ولا رافضي ولا قدري) ترتيب المدارك
1/72. وقال ابن القيم: سئل بعض الأئمة عن السنة فقال: (ما لا اسم له سوى
السنة) مدارج السالكين 3/174. وقال ميمون بن مهران ت 117هـ (إياكم وكل اسم
يسمى بغير الإسلام) الشرح والإبانة 137.
فأهل السنة لا ينتمون للأحزاب ولا الشعارات ولا القوميات ولا يتعصبون
للأوطان ولا الشعوب ولا القبائل إنما يجمعهم شعار السنة والإسلام في أي
مكان وأي زمان.
4-أهل السنة هم خيار الناس ينهون عن البدع
وأهلها: يقول الفضيل بن عياض ت 187هـ (أدركت خيار الناس كلهم أصحاب سنة
ينهون عن أصحاب البدع) الشرح والإبانة 153 . وقيل لأبي بكر بن عياش ت
194هـ من السنّي؟ قال: (الذي إذا ذكرت الأهواء لم يتعصب إلى شيئ منها)
اللالكالي 1/60 . فأهل السنة هم خيار الأمة وهم الذين ينهون عن أصحاب
البدع والأهواء ولا يتعصبون لغير الحق.
5-أنهم الغرباء إذا فسد الناس: لأنهم طائفة
قليلة من الأمة ولأنهم فرقة من ثلاث وسبعين فرقة فهم الغرباء بين أصحاب
البدع والفرق. يقول الحسن البصري ت 110هـ (فإن أهل السنة كانوا أقل الناس
فيما مضى وهم أقل الناس فيما بقي، الذين لم يذهبوا مع أهل الاتراف في
اترافهم ولا مع أهل البدع في بدعهم، وصبروا على سنتهم حتى لقوا ربهم فكذلك
إن شاء الله فكونوا) سنن الدارمي 1/72.
ويقول سفيان الثوري ت 161هـ (استوصوا بأهل السنة خيراً فإنهم غرباء) وكان
يقول: (إذا بلغك عن رجل بالمشرق صاحب سنة وآخر بالمغرب فابعث إليهم
بالسلام وادع لهما، ما أقل أهل السنة والجماعة) اللالكائي 1/64.
ويقول عبد الله بن المبارك ت 181هـ (أعلم أني أرى أن الموت اليوم كرامة
لكل مسلم لقي الله على السنة فإنا لله وإنا إليه راجعون فإلى الله نشكو
وحشتنا وذهاب الأخوان وقلة الأعوان، وظهور البدع ...) ابن وضاح في البدع 39.
6- أهل السنة والجماعة هم الأئمة العدول أهل الحديث:
قال عليه الصلاة والسلام (يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله، ينفون عنه
تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين) الخطيب في شرف أصحاب
الحديث 28 وابن عدي في الكامل 1/152 و 3/902 وصححه العلائي في بغية الملتمس.
ويقول ابن سيرين ت 110هـ (لم يكونوا يسألون عن الإسناد فلما وقعت الفتنة
قالوا: سمّو لنا رجالكم فينظر إلى أهل السنة فيؤخذ حديثهم وينظر إلى أهل
البدع فلا يؤخذ حديثهم) مسلم في المقدمة 1/15 والترمذي في كتاب العلل 5/740.
7- أهل السنة هم الذين يحزن الناس لفراقهم: قال
أيوب السختياني (إني أخبر بموت الرجل من أهل السنة وكأني أفقد بعض أعضائي)
الحلية لابن نعيم 3/9 واللالكائي 1/61. ولما توفي الإمام الداروردي ت
187هـ جزع سفيان بن عيينة ت 198هـ فقيل له: ما علمنا أنك تبلغ مثل هذا
قال: إنه من أهل السنة) اللالكائي 1/61.
[يتبع]
عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في 12.01.09 18:42 عدل 1 مرات