الجزاء من جنس العمل
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا
وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، واشهد
أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، أمـا
بعـد :
تعريــف : الجزاء من جنس العمل : سنةٌ إلهيةٌ
وقاعدة عدليةٌ شريفة مستقاةٌ من النصوص الشرعية . ومعناها أن جزاء العمل
من جنس عمله إن خيراً فخير ، وإن شراً فشر ( جزاءً وفاقا ) وهي نفسها (
كما تدين تُدان )
مقدمـــة:
وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، واشهد
أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، أمـا
بعـد :
تعريــف : الجزاء من جنس العمل : سنةٌ إلهيةٌ
وقاعدة عدليةٌ شريفة مستقاةٌ من النصوص الشرعية . ومعناها أن جزاء العمل
من جنس عمله إن خيراً فخير ، وإن شراً فشر ( جزاءً وفاقا ) وهي نفسها (
كما تدين تُدان )
مقدمـــة:
أهمية القاعـدةِ :
لو وضع المسلم هذه القاعدة نُصب عينيه ، لزَجَرتهُ عن كثير من الذنوب
والمعاصي ، ولتخيل دائماً ما ينتظره من عاقبة أعمالهِ . قال النبي صلي
الله عليه وسلم : " كما لا يُجتَنى من الشوك العنب ، كذلك لا ينزلُ
الفجارُ منازل الأبرار ، فاسلكوا أيَّ طريقٍ شئتم ، فأيّ طريقٍ سلكتم
وردتم على أهله " أبو نعيم ـ صحيح الجامع (4452) وقال صلي الله عليه وسلم
: " من أراد أن يعلم ما له عند الله فلينظر ما لله عنده " الدارقطني وأبو
نعيم والحاكم / الصحيحة (3210) وصحيح الجامع (5882) وزاد الحاكم في روايته
( فإنّ الله يُنزل العبدَ من حيث أنزلَه من نفسه )
فالجزاء من جنس العمل : قاعدةٌ شرعية مهمة : لها آثارٌ عظيمةُ النفع في
إصلاح الدين والدنيا لأولي الألباب الذين يزِنونَ الأفعال بعواقبها ، وهي
دافعة للأعمال الصالحة ، ناهية عن الظلم ، مواسية للمظلومين .
فلو استحضر الظالم عاقبة ظلمه ، وأن الله سيسقيه من نفس الكأس عاجلاً أو
آجلاً ، لكَفَّ عن ظلمه وتاب إلى الله . ولذلك قال سعيد بن جبير للحجاج
عندما سأله : أختر يا سعيد أيَّ قتلة تريد أن أقتلك ؟ فقال سعيد : بل اختر
لنفسك يا حجاج ، فوالله ما تقتلني قتلةً إلا قتلك الله مثلها يوم القيامة
. وتقول الحكمة ( بشر القاتل بالقتل ) . ولو أن هذا الفاجر المستهتر الذي
يعبث بحرمات الناس وينتهك أعراضهم ، علم أن عدل الله قد يقضي بأن يُنتهك
عِرضه ، لتاب وترك أعراض الناس .
من يزنِ في قومٍ بألفي درهم *** في أهله يُزنى بربع الدرهـم
والمعاصي ، ولتخيل دائماً ما ينتظره من عاقبة أعمالهِ . قال النبي صلي
الله عليه وسلم : " كما لا يُجتَنى من الشوك العنب ، كذلك لا ينزلُ
الفجارُ منازل الأبرار ، فاسلكوا أيَّ طريقٍ شئتم ، فأيّ طريقٍ سلكتم
وردتم على أهله " أبو نعيم ـ صحيح الجامع (4452) وقال صلي الله عليه وسلم
: " من أراد أن يعلم ما له عند الله فلينظر ما لله عنده " الدارقطني وأبو
نعيم والحاكم / الصحيحة (3210) وصحيح الجامع (5882) وزاد الحاكم في روايته
( فإنّ الله يُنزل العبدَ من حيث أنزلَه من نفسه )
فالجزاء من جنس العمل : قاعدةٌ شرعية مهمة : لها آثارٌ عظيمةُ النفع في
إصلاح الدين والدنيا لأولي الألباب الذين يزِنونَ الأفعال بعواقبها ، وهي
دافعة للأعمال الصالحة ، ناهية عن الظلم ، مواسية للمظلومين .
فلو استحضر الظالم عاقبة ظلمه ، وأن الله سيسقيه من نفس الكأس عاجلاً أو
آجلاً ، لكَفَّ عن ظلمه وتاب إلى الله . ولذلك قال سعيد بن جبير للحجاج
عندما سأله : أختر يا سعيد أيَّ قتلة تريد أن أقتلك ؟ فقال سعيد : بل اختر
لنفسك يا حجاج ، فوالله ما تقتلني قتلةً إلا قتلك الله مثلها يوم القيامة
. وتقول الحكمة ( بشر القاتل بالقتل ) . ولو أن هذا الفاجر المستهتر الذي
يعبث بحرمات الناس وينتهك أعراضهم ، علم أن عدل الله قد يقضي بأن يُنتهك
عِرضه ، لتاب وترك أعراض الناس .
من يزنِ في قومٍ بألفي درهم *** في أهله يُزنى بربع الدرهـم
إن الزنا دَينٌ إذا استقرضته *** كان الوفا من أهلِ بيتك فاعلم
وستأتي أمثلةٌ كثيرةٌ على ذلك إن شاء الله تعالى .
وهذا الموضوعُ يدور حول ثلاثةٍ من أسماء ربِّنا عز وجل وهي : الحَكم والرحيم والعدل .
والجزاء من جنس العمل يرتبط بهذه الأسماء الثلاثة ، ويُجازي الله عباده على حسب ما يصدر منهم من أفعال .
أ ) أما الحَكَمُ :
فقد قال رسول الله صلي
الله عليه وسلم: " إن الله هو الحكم وإليه الحُكْم " أبو داود
والنسائي والحاكم / صحيح الجامع (1841) . والحَكَم والحاكم بمعنى واحد ،
والله حَكَمٌ في الدنيا والآخرة ، وهو المنفرد بالحُكم ، وهو خيرُ
الحاكمين وأحكم الحاكمين .
ب) وهو الحكيمُ أي المُحكِمُ لأمره الكوني والشرعي .
قال ابن القيم ( وانه
سبحانه : كما أنه البَرُّ الرحيم الودود ، فهو الحكيم الملك العدل ، فلا
تُناقضُ حكمتُه رحمته ، بل يضع رحمته وبِرَّه وإحسانه موضعه ، ويضع عقوبته
وعدله وانتقامه موضعه ) شفاء العليل لابن القيم .
وقال ابنُ القيم (الحكيمُ الذي إذا أمر
بأمر كان حَسَنا في نفسه وإذا نهى عن شيْ كان قبيحا في نفسه ، وإذا اخبر
بخبر كان صدقا، وإذا فعل فعلاً كان صوابا ، وهذا الوصف على الكمال لا يكون
إلا لله وحده) مدارجُ السالكين(3/460) .
ج) وأما العدل فهو
أيضا من أسماءِ الله الحسنى : فهو سبحانه وتعالى موصوفٌ بالعدل في فعله ،
فأفعالُه كلُّها جاريةٌ على سنن العدل والاستقامة ، وما يُنزِلُه سبحانه
وتعالى بالعصاةِ والمكذبين من أنواع الهلاك والخزي في الدنيا والآخرة ،
فإنما فعل بهم ما يستحقون ، وأقوالُه كلها عدلٌ فهو لا يأمرُهم إلا بما
فيه مصلحةٌ ، ولا ينهاهم إلا بما فيه مضرةٌ ، وكذلك حكمُه بيِن عبادِه يوم
فصل القضاء ووزنُه لأعمالهم ،لا جورَ فيه. قال تعالىونضعُ الموازينَ
القسط ليومِ القيامةِ فلا تُظلمُ نفسٌ شيئا الأنبياء (47)
الأدلة عل القاعدة من القرآن الكريم :-
وهذا الموضوعُ يدور حول ثلاثةٍ من أسماء ربِّنا عز وجل وهي : الحَكم والرحيم والعدل .
والجزاء من جنس العمل يرتبط بهذه الأسماء الثلاثة ، ويُجازي الله عباده على حسب ما يصدر منهم من أفعال .
أ ) أما الحَكَمُ :
فقد قال رسول الله صلي
الله عليه وسلم: " إن الله هو الحكم وإليه الحُكْم " أبو داود
والنسائي والحاكم / صحيح الجامع (1841) . والحَكَم والحاكم بمعنى واحد ،
والله حَكَمٌ في الدنيا والآخرة ، وهو المنفرد بالحُكم ، وهو خيرُ
الحاكمين وأحكم الحاكمين .
ب) وهو الحكيمُ أي المُحكِمُ لأمره الكوني والشرعي .
قال ابن القيم ( وانه
سبحانه : كما أنه البَرُّ الرحيم الودود ، فهو الحكيم الملك العدل ، فلا
تُناقضُ حكمتُه رحمته ، بل يضع رحمته وبِرَّه وإحسانه موضعه ، ويضع عقوبته
وعدله وانتقامه موضعه ) شفاء العليل لابن القيم .
وقال ابنُ القيم (الحكيمُ الذي إذا أمر
بأمر كان حَسَنا في نفسه وإذا نهى عن شيْ كان قبيحا في نفسه ، وإذا اخبر
بخبر كان صدقا، وإذا فعل فعلاً كان صوابا ، وهذا الوصف على الكمال لا يكون
إلا لله وحده) مدارجُ السالكين(3/460) .
ج) وأما العدل فهو
أيضا من أسماءِ الله الحسنى : فهو سبحانه وتعالى موصوفٌ بالعدل في فعله ،
فأفعالُه كلُّها جاريةٌ على سنن العدل والاستقامة ، وما يُنزِلُه سبحانه
وتعالى بالعصاةِ والمكذبين من أنواع الهلاك والخزي في الدنيا والآخرة ،
فإنما فعل بهم ما يستحقون ، وأقوالُه كلها عدلٌ فهو لا يأمرُهم إلا بما
فيه مصلحةٌ ، ولا ينهاهم إلا بما فيه مضرةٌ ، وكذلك حكمُه بيِن عبادِه يوم
فصل القضاء ووزنُه لأعمالهم ،لا جورَ فيه. قال تعالىونضعُ الموازينَ
القسط ليومِ القيامةِ فلا تُظلمُ نفسٌ شيئا الأنبياء (47)
الأدلة عل القاعدة من القرآن الكريم :-
الجزاءُ من جنسِ العملِ
1) قال الله تعالى إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعُهُم النساء (142) .
قال ابن كثير( إن المنافقين لجهلهم وقلةِ
عملهم وعقلهم يعتقدون إن أمرهم كما راجَ عند الناس ، فكذلك يكون حكمُهُم
يوم القيامة عند الله وانّ أمرهم يروجُ عنده ، كما اخبر عنهم تعالى أنهم
يوم القيامة يحلفون له انهم كانوا على الاستقامة والسداد ، ولكن الله
يستدرجهم في طغيانهم ،ويخذلهم عن الحق والوصول إليه في الدنيا وكذلك يوم
القيامة ،كما قال تعالى يوم يقول المنافقون والمنافقاتُ للذين آمنوا
انظرونا نقتبس من نوركم تفسير ابن كثير (2/389) فالجزاء من جنس العمل .
2) قال تعالـى والسارقُ والسارقُة فاقطعوا
أيديهما جزاءً بما كسبا نكالا من الله ، واللهُ عزيزٌ حكيم المائدة 38 .
قال ابن كثير (جزاء بما كسبا) أي: مجازةً على صنيعهما السئ في أخذِهما
أموال الناس بأيديهم ، فناسب أن يقطع ما استعانا به في ذلك ، والجزاءُ من
جنس العمل – تفسير ابن كثير (3/103)
3) قال تعالى من يشفعْ شفاعةً حسنةً يكن له
نصيبٌ منها ، ومن يشفعْ شفاعةً سيئةً يكن له كفل منها النساء ( 85 ) أي
: من يتوسط في أمر فيترتبُ عليه خيرٌ يكن له ثوابُ الشفاعةِ والتسبب إلى
الخير الواقع بها .
4) قال تعالى من جاء بالحسنةِ فله عشرُ أمثالها ،ومن جاء بالسيئةِ فلا يُجزَي إلا مثلها الانعام (160)
5) قال تعالى هل تُجزونَ إلا ما كنتم تعملون النمل (90)
6) قال تعالى يا أيها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس، فافسحوا يفسح الله لكم المجادلة (11)
قال ابن كثر:(وذلك
إن الجزاءَ من جنس العمل ، كما جاء في الحديث الصحيح " من بنى لله مسجدا،
بنى الله له بيتا في الجنة " وفي الحديث الاخر "من يسرَّ على معسر يسَّر
الله له في الدنيا والآخرة . 4\324
7) قال تعالى ولاتكونوا كالذين نسو الله فانساهُم انفسهم اولئك هم الفاسقون ) الحشر (19)
قال ابن كثير :( أي لا تنسوا ذكر الله تعالى فينسيكُم العمل الصالح الذي ينفعكم في معادكم فإن الجزاءَ من جنس العمل) التفسير(4\342 ) والايات كثيرة . َ
[ يتبع]
قال ابن كثير( إن المنافقين لجهلهم وقلةِ
عملهم وعقلهم يعتقدون إن أمرهم كما راجَ عند الناس ، فكذلك يكون حكمُهُم
يوم القيامة عند الله وانّ أمرهم يروجُ عنده ، كما اخبر عنهم تعالى أنهم
يوم القيامة يحلفون له انهم كانوا على الاستقامة والسداد ، ولكن الله
يستدرجهم في طغيانهم ،ويخذلهم عن الحق والوصول إليه في الدنيا وكذلك يوم
القيامة ،كما قال تعالى يوم يقول المنافقون والمنافقاتُ للذين آمنوا
انظرونا نقتبس من نوركم تفسير ابن كثير (2/389) فالجزاء من جنس العمل .
2) قال تعالـى والسارقُ والسارقُة فاقطعوا
أيديهما جزاءً بما كسبا نكالا من الله ، واللهُ عزيزٌ حكيم المائدة 38 .
قال ابن كثير (جزاء بما كسبا) أي: مجازةً على صنيعهما السئ في أخذِهما
أموال الناس بأيديهم ، فناسب أن يقطع ما استعانا به في ذلك ، والجزاءُ من
جنس العمل – تفسير ابن كثير (3/103)
3) قال تعالى من يشفعْ شفاعةً حسنةً يكن له
نصيبٌ منها ، ومن يشفعْ شفاعةً سيئةً يكن له كفل منها النساء ( 85 ) أي
: من يتوسط في أمر فيترتبُ عليه خيرٌ يكن له ثوابُ الشفاعةِ والتسبب إلى
الخير الواقع بها .
4) قال تعالى من جاء بالحسنةِ فله عشرُ أمثالها ،ومن جاء بالسيئةِ فلا يُجزَي إلا مثلها الانعام (160)
5) قال تعالى هل تُجزونَ إلا ما كنتم تعملون النمل (90)
6) قال تعالى يا أيها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس، فافسحوا يفسح الله لكم المجادلة (11)
قال ابن كثر:(وذلك
إن الجزاءَ من جنس العمل ، كما جاء في الحديث الصحيح " من بنى لله مسجدا،
بنى الله له بيتا في الجنة " وفي الحديث الاخر "من يسرَّ على معسر يسَّر
الله له في الدنيا والآخرة . 4\324
7) قال تعالى ولاتكونوا كالذين نسو الله فانساهُم انفسهم اولئك هم الفاسقون ) الحشر (19)
قال ابن كثير :( أي لا تنسوا ذكر الله تعالى فينسيكُم العمل الصالح الذي ينفعكم في معادكم فإن الجزاءَ من جنس العمل) التفسير(4\342 ) والايات كثيرة . َ
[ يتبع]
عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في 11.01.09 21:39 عدل 2 مرات