خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    إذا سئلت عن السبب في مهانة المسلمين و ذلتهم. فعليك بهذه القاعدة المتينة

    avatar
    أبو عبد الله أحمد بن نبيل
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 2798
    العمر : 48
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 19
    تاريخ التسجيل : 27/04/2008

    الملفات الصوتية إذا سئلت عن السبب في مهانة المسلمين و ذلتهم. فعليك بهذه القاعدة المتينة

    مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل 11.01.09 21:19

    الجزاء من جنس العمل

    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا
    وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، واشهد
    أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، أمـا
    بعـد :

    تعريــف : الجزاء من جنس العمل : سنةٌ إلهيةٌ
    وقاعدة عدليةٌ شريفة مستقاةٌ من النصوص الشرعية . ومعناها أن جزاء العمل
    من جنس عمله إن خيراً فخير ، وإن شراً فشر ( جزاءً وفاقا ) وهي نفسها (
    كما تدين تُدان )

    مقدمـــة:

    أهمية القاعـدةِ :

    لو وضع المسلم هذه القاعدة نُصب عينيه ، لزَجَرتهُ عن كثير من الذنوب
    والمعاصي ، ولتخيل دائماً ما ينتظره من عاقبة أعمالهِ . قال النبي صلي
    الله عليه وسلم : " كما لا يُجتَنى من الشوك العنب ، كذلك لا ينزلُ
    الفجارُ منازل الأبرار ، فاسلكوا أيَّ طريقٍ شئتم ، فأيّ طريقٍ سلكتم
    وردتم على أهله " أبو نعيم ـ صحيح الجامع (4452) وقال صلي الله عليه وسلم
    : " من أراد أن يعلم ما له عند الله فلينظر ما لله عنده " الدارقطني وأبو
    نعيم والحاكم / الصحيحة (3210) وصحيح الجامع (5882) وزاد الحاكم في روايته
    ( فإنّ الله يُنزل العبدَ من حيث أنزلَه من نفسه )

    فالجزاء من جنس العمل : قاعدةٌ شرعية مهمة : لها آثارٌ عظيمةُ النفع في
    إصلاح الدين والدنيا لأولي الألباب الذين يزِنونَ الأفعال بعواقبها ، وهي
    دافعة للأعمال الصالحة ، ناهية عن الظلم ، مواسية للمظلومين .

    فلو استحضر الظالم عاقبة ظلمه ، وأن الله سيسقيه من نفس الكأس عاجلاً أو
    آجلاً ، لكَفَّ عن ظلمه وتاب إلى الله . ولذلك قال سعيد بن جبير للحجاج
    عندما سأله : أختر يا سعيد أيَّ قتلة تريد أن أقتلك ؟ فقال سعيد : بل اختر
    لنفسك يا حجاج ، فوالله ما تقتلني قتلةً إلا قتلك الله مثلها يوم القيامة
    . وتقول الحكمة ( بشر القاتل بالقتل ) . ولو أن هذا الفاجر المستهتر الذي
    يعبث بحرمات الناس وينتهك أعراضهم ، علم أن عدل الله قد يقضي بأن يُنتهك
    عِرضه ، لتاب وترك أعراض الناس .

    من يزنِ في قومٍ بألفي درهم *** في أهله يُزنى بربع الدرهـم

    إن الزنا دَينٌ إذا استقرضته *** كان الوفا من أهلِ بيتك فاعلم

    وستأتي أمثلةٌ كثيرةٌ على ذلك إن شاء الله تعالى .

    وهذا الموضوعُ يدور حول ثلاثةٍ من أسماء ربِّنا عز وجل وهي : الحَكم والرحيم والعدل .
    والجزاء من جنس العمل يرتبط بهذه الأسماء الثلاثة ، ويُجازي الله عباده على حسب ما يصدر منهم من أفعال .

    أ ) أما الحَكَمُ :
    فقد قال رسول الله صلي
    الله عليه وسلم: " إن الله هو الحكم وإليه الحُكْم " أبو داود
    والنسائي والحاكم / صحيح الجامع (1841) . والحَكَم والحاكم بمعنى واحد ،
    والله حَكَمٌ في الدنيا والآخرة ، وهو المنفرد بالحُكم ، وهو خيرُ
    الحاكمين وأحكم الحاكمين .

    ب) وهو الحكيمُ أي المُحكِمُ لأمره الكوني والشرعي .
    قال ابن القيم ( وانه
    سبحانه : كما أنه البَرُّ الرحيم الودود ، فهو الحكيم الملك العدل ، فلا
    تُناقضُ حكمتُه رحمته ، بل يضع رحمته وبِرَّه وإحسانه موضعه ، ويضع عقوبته
    وعدله وانتقامه موضعه ) شفاء العليل لابن القيم .

    وقال ابنُ القيم (الحكيمُ الذي إذا أمر
    بأمر كان حَسَنا في نفسه وإذا نهى عن شيْ كان قبيحا في نفسه ، وإذا اخبر
    بخبر كان صدقا، وإذا فعل فعلاً كان صوابا ، وهذا الوصف على الكمال لا يكون
    إلا لله وحده) مدارجُ السالكين(3/460) .

    ج) وأما العدل فهو
    أيضا من أسماءِ الله الحسنى : فهو سبحانه وتعالى موصوفٌ بالعدل في فعله ،
    فأفعالُه كلُّها جاريةٌ على سنن العدل والاستقامة ، وما يُنزِلُه سبحانه
    وتعالى بالعصاةِ والمكذبين من أنواع الهلاك والخزي في الدنيا والآخرة ،
    فإنما فعل بهم ما يستحقون ، وأقوالُه كلها عدلٌ فهو لا يأمرُهم إلا بما
    فيه مصلحةٌ ، ولا ينهاهم إلا بما فيه مضرةٌ ، وكذلك حكمُه بيِن عبادِه يوم
    فصل القضاء ووزنُه لأعمالهم ،لا جورَ فيه. قال تعالىونضعُ الموازينَ
    القسط ليومِ القيامةِ فلا تُظلمُ نفسٌ شيئا  الأنبياء (47)

    الأدلة عل القاعدة من القرآن الكريم :-

    الجزاءُ من جنسِ العملِ

    1) قال الله تعالى  إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعُهُم  النساء (142) .

    قال ابن كثير( إن المنافقين لجهلهم وقلةِ
    عملهم وعقلهم يعتقدون إن أمرهم كما راجَ عند الناس ، فكذلك يكون حكمُهُم
    يوم القيامة عند الله وانّ أمرهم يروجُ عنده ، كما اخبر عنهم تعالى أنهم
    يوم القيامة يحلفون له انهم كانوا على الاستقامة والسداد ، ولكن الله
    يستدرجهم في طغيانهم ،ويخذلهم عن الحق والوصول إليه في الدنيا وكذلك يوم
    القيامة ،كما قال تعالى  يوم يقول المنافقون والمنافقاتُ للذين آمنوا
    انظرونا نقتبس من نوركم  تفسير ابن كثير (2/389) فالجزاء من جنس العمل .

    2) قال تعالـى  والسارقُ والسارقُة فاقطعوا
    أيديهما جزاءً بما كسبا نكالا من الله ، واللهُ عزيزٌ حكيم  المائدة 38 .
    قال ابن كثير (جزاء بما كسبا) أي: مجازةً على صنيعهما السئ في أخذِهما
    أموال الناس بأيديهم ، فناسب أن يقطع ما استعانا به في ذلك ، والجزاءُ من
    جنس العمل – تفسير ابن كثير (3/103)

    3) قال تعالى  من يشفعْ شفاعةً حسنةً يكن له
    نصيبٌ منها ، ومن يشفعْ شفاعةً سيئةً يكن له كفل منها  النساء ( 85 ) أي
    : من يتوسط في أمر فيترتبُ عليه خيرٌ يكن له ثوابُ الشفاعةِ والتسبب إلى
    الخير الواقع بها .

    4) قال تعالى من جاء بالحسنةِ فله عشرُ أمثالها ،ومن جاء بالسيئةِ فلا يُجزَي إلا مثلها  الانعام (160)

    5) قال تعالى هل تُجزونَ إلا ما كنتم تعملون  النمل (90)

    6) قال تعالى يا أيها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس، فافسحوا يفسح الله لكم  المجادلة (11)
    قال ابن كثر:(وذلك
    إن الجزاءَ من جنس العمل ، كما جاء في الحديث الصحيح " من بنى لله مسجدا،
    بنى الله له بيتا في الجنة " وفي الحديث الاخر "من يسرَّ على معسر يسَّر
    الله له في الدنيا والآخرة . 4\324

    7) قال تعالى ولاتكونوا كالذين نسو الله فانساهُم انفسهم اولئك هم الفاسقون ) الحشر (19)
    قال ابن كثير :( أي لا تنسوا ذكر الله تعالى فينسيكُم العمل الصالح الذي ينفعكم في معادكم فإن الجزاءَ من جنس العمل) التفسير(4\342 ) والايات كثيرة . َ
    [ يتبع]


    عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في 11.01.09 21:39 عدل 2 مرات
    avatar
    أبو عبد الله أحمد بن نبيل
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 2798
    العمر : 48
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 19
    تاريخ التسجيل : 27/04/2008

    الملفات الصوتية رد: إذا سئلت عن السبب في مهانة المسلمين و ذلتهم. فعليك بهذه القاعدة المتينة

    مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل 11.01.09 21:23

    أمثلةٌ على الجزاءِ من جنس العمل :

    1) إفشاءُ السلام

    قال رسول الله صلي الله عليه وسلم( أُفشوا السلام تسلموا ) البخاريُّ في الادبِ المفردِ
    وغيرُه وحسَّنَهَ في صحيح الجامع (1098) والصحيحة (1493) للألباني.

    قال المناويُ "افشوا السلام بينكم تسلموا من التنافر والتقاطع وتدوم لكم
    المودةُ ، وتجمع القلوب وتزول الضغائنُ " ، فأخبر رسولُ الله أن السلامَ
    يبعث على التحابب وينفي التقاطع قال رسولُ الله صلي
    الله عليه وسلم( إذا اصطحبَ رجلان مسلمان
    فحال بينهما شجرٌ او حجرٌ " أومدرٌ "فليسلّمِ أحدُهُما على الاخَرِ ،
    وتبادلو السلامَ) البيهقيُّ و حسَّنَهُ في صحيح الجامع رقم (352) . وقال
    رسولُ الله صلي
    الله عليه وسلم:" إنّ موجباتِ المغفرةِ بذلُ السلامِ وحُسْن الكلام "
    الطبراني و صححه الألباني في صحيح الجامع (2228)

    2) البلاءُ والمرضُ :

    قـال رسولُ الله صلي
    الله عليه وسلم:" إن عِظَمَ الجزاءِ مع عِظَمِ البلاءِ ، فإن الله تعالى
    إذا احبَّ قوما ابتلاهم ، فمن رضيَ فله الرضى ، ومن سخط فله السخط "
    الترمذيُّ وإبنُ ماجة وحسَّنَةُ في صحيح الجامع والصحيحة (146) .قال ابنُ
    القيم : ( رضي العبدِ عن ربه في جميع الحالات يثمرُ رضَى رِّبه عنه ،فاذا
    رضى عنه بالقليل من الرزق رضى رُّبه به عنه بالقليلِ من العملِ ) مدراج
    السالكين (2\206 ).

    3) الاستماعُ إلى حديثِ قومٍ وهم له كارهون

    قال رسولُ الله صلي
    الله عليه وسلم:" من استمع إلى حديثِ قوم وهم له كارهون ، صُبَّ في
    أُذنيهِ الآنكُ" الطبراني وصححه في صحيح الجامع (5904) أي من استمع إلى
    حديثِ قومٍ وهم لا يريدون استماعه أو يكرهون استماعه . أما مستمعُ حديثِ
    قوم يقصد منهم الفساد أو ليحترز من شرهم فلا يدخل تحته . قال ابن حجر (فتح
    12/447 ): (أما الوعيد على ذلك بصبِّ اللآنكِ في اذنه فمن الجزاءِ من جنس
    العمل )

    4) لعنُ من لا يستحق اللعنةَ

    قال رسولُ الله صلي
    الله عليه وسلم:" لا تلعن الريحَ فانها مامورةٌ ، وانه من لعن شيئا
    ليس له بأهل رجعت اللعنةُ عليه " ابو داوود و الترمذي وصححه الألباني في
    صحيح الجامع (527) . والجزاء من جنس العمل .

    5) صِلةُ الارحامِ و قطعُ الارحامِ

    عن ابي هريرة عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم :" إن الرحم شَجْنَةٌ من
    الرحمن ، فقال الله : من وصلكِ وصلتُه ، ومن قطعكِ قطعتهُ " البخاريُ. أي
    انها أثرٌ من اثار الرحمة مشتبكةٌ بها فالقاطع لها منقطعٌ من رحمة الله .

    6) من عالَ البناتِ وادّبهن

    قال صلى الله عليه وسلم :" ليس أحدٌ من أمتي يعولُ ثلاثَ بنات أو
    ثلاثَ اخوات ،فيحسن اليهن إلاّ كُنَّ له ستراً من النار ) البيهقي في
    الشعب ، وصححه الألباني في صحيح الجامع 5248
    قال المناوي (كما ستَرَهُنَّ في الدنيا عن ذُلِّ السؤالِ وهتكِ الأَعراضِ
    باحتياجهن إلى الغير ربما جرّ الى الفاحشة وجُوزِيَ بالسترِ من النار
    جزاءً و فاقاًً ) فتح القدير (5\362) . والجزاءُ من جنسِ العمل .

    7) المشاؤون في الظلم الى المساجد

    قال رسولُ الله صلي
    الله عليه وسلم:" بشّر المشائين في الظُّلَم إلى المساجد بالنور
    التام يوم القيامة " صحيح ابى داود 570 ، الترمذي وصحيح الجامع 2820 .
    مشوا في الظلم إلى المساجد ، فأنعم الله عليهم بالنور التام يوم القيامة .
    والجزاءُ من جنسِ العمل .

    8) من بنى لله مسجداً

    قال رسولُ الله صلي
    الله عليه وسلم:" من بنى مسجداً لله يذكر الله فيه ، بنى الله له مثله في الجنة ) " احمد والنسائي وابن ماجة صحيح الجامع (6006)

    9 ) تسوية الصفوف

    قال رسول الله صلي
    الله عليه وسلم:" اقيموا الصفوف ،فأنما تَصفُّون بصفوف الملائكةِ ،
    وحاذوا بين المناكبِ ، وسدّوا الخلل ، ولينوا بأيدي إخوانكم ، ولاتذروا
    فُرجاتٍ للشيطان ، ومن وصل صفاً وصله الله ، ومن قطع صفاً قطعه الله "
    احمد وأبو داوود صحيح الجامع (1198) ، والنسائي والحاكم والصحيحة (743)
    .قال المناويُ ( من وصل صفاً بوقوفه ، وصله الله برحمته ورفع درجته ، ومن
    قطع صفاً لغير حاجة أبعده الله عن ثوابه ومزيد رحمته ، والجزاء من جنس
    العمل ) فيض القدير 5712 .

    10) التأخّرُ عن الصلاة

    قال رسول الله صلي
    الله عليه وسلم: " لا يزال قومٌ يتأخرونَ حتى يؤخّرَهُم الله " مسلم وابن
    خزيمة . قال النوويُ( أي عن الصفوف الأولى حتى يؤخرهم الله عن رحمته ، أو
    عظيم فصله " شرح مسلم( 15914) تأخّروا في الدنيا عن الصفوف الأولى ،
    فأخّرهم الله عز وجل يوم القيامة ، والجزاء من جنس العمل .

    11) الأنفاق والبخل عنه

    عن أسماء قالت : قال رسول الله صلي
    الله عليه وسلم: " أنفقي ولا تحصُى ، فيُحصِي اللهُ عليك ، ولا تُوعي فيوُعى اللهُ عليكِ " متفق عليه .

    *والأيعاءُ : حفظُ المالِ بالوعاءِ وجعلُه فيه ، أي لا تمنعى فضلَ اللهِ
    عن الفقراءِ ، فيمنعُ اللهُ عنكِ فضلَه . قال ابنُ باز ( الصوابُ إثباتُ
    وصفِ الله بذلك حقيقةً ، وهو سبحانه يجازي العاملَ بمثل عمله ، فمن مكر
    مكر به ، ومن خادع خدعه ، وهكذا من أوعى أوعى الله عليه ، وهذا قول أهل
    السنة والجماعة فألزمه ) تعليق ابن باز على فتح الباري (35213) ، والجزاءُ
    من جنس العمل .

    12) إنظارُ المظالم المعسرِ أو التجاوزُ عنه

    عن ابن مسعود قال :قال رسولُ الله صلي
    الله عليه وسلم:" حوسِبَ رجلٌ ممن كان قبلكم ،
    فلم يوجد له من الخير شيءٌ ، إلا انه كان رجلاً موسراً فكان يخالط الناس ،
    وكان يأمر غلمانه أن يتجاوزوا عن المعسر ، فقال تعالى : نحن أحقُّ بذلك
    منه تجاوزوا عنه " ، الترمزيُّ و البخاريُ في الأدبِ والحاكمُ وصححه في
    صحيح الجامع الصغير (3154) ، فهذا الرجلُ يسامحُ الناسَ ويتجاوز عنهم ،
    سامحه الله وتجاوز عنه ذنوبه .

    13)عتق الرقاب

    في الصحيحين عن أبي هريرة قال: قال رسولُ الله صلي
    الله عليه وسلم: " من اعتق رقبة
    مسلمة ، اعتق الله له بكل عضو منها عضوا من النار حتى فَرْجَهُ بفرجة "
    متفق عليه . قال المناوي : (جزاء وفاقا والجزاء من جنس العمل ) فيض القدبر
    (6\106)

    14) من منع فضل مائة

    عن ابي هريرة قال : قال رسول الله صلي
    الله عليه وسلم: " ثلاثة لا يكلمهم الله يم
    القيامة ولاينظر اليهم : رجل حلف على سلعته لقد اعطى بها اكثر مما اعطى
    وهو كاذب ،ورجل حلف على يمين كاذبة بعد العصر ليقطع بها مال رجل مسلم ،
    ورجل منع فضل مائه ، فيقول الله : اليوم امنعك فضلي كما منعتَ فضلَ مالم
    تعمل يداك ) متفق عليه . والجزاء من جنس العمل .

    [يتبع]


    عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في 11.01.09 21:42 عدل 1 مرات
    avatar
    أبو عبد الله أحمد بن نبيل
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 2798
    العمر : 48
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 19
    تاريخ التسجيل : 27/04/2008

    الملفات الصوتية رد: إذا سئلت عن السبب في مهانة المسلمين و ذلتهم. فعليك بهذه القاعدة المتينة

    مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل 11.01.09 21:33

    15) والسابقون السابقون

    قال الله تعالى  والسابقون السابقون  الواقعة 10 ، قال ابن
    كثير(المراد بالسابقين هم المبادرون الى فعل الخيرات كما أمروا , كما قال
    تعالى  سابقوا الى المغفرة من ربكم وجنة  فمن سابق في هذه الدنيا ، وسبق
    الى الخير كان من السابقين الى الكرامة ، فان الجزاء من جنس العمل ، وكما
    تدين تدان ، ولهذا قال تعالى  اولئك المقربون في جنات النعيم  تفسير ابن كثير (7\490)

    16)الرفق والرحمة

    قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:" إرحم من في الارض ، يرحمك من في السماء " الطبراني والحاكم وصححه في صحيح الجامع (909)

    قال المناوي (إرحم من في الارض : يشمل جميعَ اصناف الخلائق ، فيرحُم
    البَرَّ والفاجرَ والناطق والمبهم والوحش والطير ) فيض القدير( 1\473 )قال
    رسول الله صلي الله عليه وسلم:" إرحموا ترحموا واغفروا يغفر لكم " احمد والبخاري في الادب
    الفرد وصححه الالباني في صحيح الجامع( 910)
    وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم:" من لا يرحم الناس لايرحمه الله " متفق عليه . وقال رسول
    الله صلي الله عليه وسلم:" من لايرحم لايرحم ، ومن لايغفر لايغفر له " احمد .
    وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم:" من رحم ولو ذبيحة عصفور ، رحمه الله يوم القيامة " رواه البخاري في الادب والطبرانىـ صحيح الجامع 6137.

    17)من ضارَّ ضارَّ الله به

    قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:" من ضارَّ ضارَّ الله به ، ومن شاقَّ شاقَّ الله عليه " أحمد وأصحاب السنن / في صحيح الجامع( 6248)
    قال المناوي ( من ضارَّ : أي أوصل ضِراراً للمسلم بغير حق . ضار الله به :
    أي أوقع به الضرر البالغ . ومن شاق : أي أوصل مشقة الى أحد بمحاربة أو
    غيرها . شق الله عليه : أي أدخل عليه مايشق عليه مجازة له على فعله بمثله ) فيض القدير 6/173

    18) الحب في الله يؤدي الى محبة الله للعبد

    قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:" زار رجل أخا له في قرية ، فبعث الله له ملكا على
    مدرجته ، فقال : أين تريد ؟ قال : أخاً لي في هذه القرية ، فقال : هل له
    عليك من نعمة تَربُّها؟ قال : لا إلاّ أني أحبه في الله ، قال : فإنني
    رسول الله إليك إنَّ الله أحبك كما أحببته " مسلم وأحمد والجزاء من جنس العمل .

    19) نصرة المؤمنين ونصحهم

    قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:" من يكن في حاجة أخيه يكن الله في حاجته " متفق عليه .
    قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:" من ردَّ عن عِرض أخيه ، ردَّ الله عن وجهه النار يوم القيامة " أحمد والترمذي وصححه في صحيح الجامع (6138) .
    قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:" من ستر أخاه المسلم في الدنيا ، ستره الله يوم القيامة "
    متفق عليه . قال المناوي ( من ستر أخاه بأن اطلع منه على ما يشينه في دينه
    أو عرضه أو ماله أو أهله فلم يهتكه ) فيض القدير (6/149) .
    قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:" من نصر أخاه بظهر الغيب نصره الله في الدنيا والآخرة "
    البيقي وصححه الألباني في صحيح الجامع (6450 ) والصحيحة (1217) .
    وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم:" من نفس عن مؤمن كربةً من كرب الدنيا ، نفَّس الله عنه
    كربة من كُرب يوم القيامة ، ومن يسّر على معسرٍ ، يسر الله عليه في الدنيا
    والآخرة " أحمد ومسلم والأربعة إلا النسائي . والجزاء من جنس العمل .

    20) أداء الديون

    قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:" من أخذ أموال الناس يريد أداءها ، أدّي الله عنه ومن أخذها يريد اتلافها أتلفه الله " البخاري وأحمد .

    21) رضا الله وعقوق الوالدين

    قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:" رضا الب في رضا الوالدين ، وسخطه في سخطهما " الطبراني ـ وصححه في صحيح الجامع ( 3501)
    قال المناوي ( أي غضبهما الذي يوافق القوانين الشرعية ) فيض القدير (4/33)

    22) الانتحـار

    قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:" من قتل نفسه بشيئ في الدنيا عُذب به يوم القيامة " مسلم .

    23) شرب الخمر

    قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:" أتاني جبريل فقال : يا محمد ، إنَّ الله عزّوجل لعن
    الخمر ، وعاصرَها ، ومعتصرها ، وشاربَها ، وحاملَها ، والمحمولةَ إليه ،
    وبائعها ، ومُبتاعَها ، وساقيها ، ومَسقيها " الطبراني والحاكم والبيهقي
    في الشعب وصححه في صحيح الجامع 72 .
    وعن ابن عمر قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم" من شرِب الخمر في الدنيا ، ثم لم يتُب منها حُرِمها في الآخرة " متفق عليه .
    قال ابن حِجر : " ويحمل الحديث عند أهل السنة على أنه لا يدخلها ولا يشرب
    الخمر فيها إلاّ إن عفا الله عنه كما في بقية الكبائر وهو في المشيئة " فتح (10/35 )
    قال المناوي : " يحرم منها جزاءً وِفاقا ، ومن استعجل الشيء قبل أوانه
    عوقب بحرمانه ، فيالها من حسرة وندامة ، حيث باع أنهاراً من خمرٍ لذَّةٍ
    للشاربين بشرابٍ مُذهب للعقل مُفسد للدنيا والدين " فيض القدير 6/157 .
    والجزاء من جنس العمل .

    24) الريـاء

    قال صلى الله عليه وسلم : " ما من عبدٍ يقوم في الدنيا مقام سُمعة
    ورياءٍ إلاّ سمَّع الله به على رؤوس الخلائق يوم القيامة " الطبراني صححه الألباني في صحيح الترغيب( 1/17)
    قال المناوي ( سمّع الله به ) أي يُظهر للخلق سَريرتَه ويملأ اسماعهم مما انطوى عليه جزاءً وِفاقاً " فيض القدير 6/242

    25) تتبُّع عورات المسلمين

    قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: " لا تؤذوا المسلمين ولا تُعيِّروهم ، ولا تتَّبِعوا
    عوراتهم فإن من تتبَّع عورة أخيه المسلم يتتبع الله عورته ، ومن تتبع الله
    عورته يفضحه ولو في جوف رَحلِه"

    26) لبس الحرير والذهب للرجل

    قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: " إن كنتم تحبون حِلية الجنة وحريرها فلا تلبسوها في الدنيا " أحمد والنسائي في صحيح الجامع1451.
    وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: " من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة " متفق عليه .

    27) لبس ثوب الشُّهرة

    قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: " من لبس ثوب شُهرةٍ ألبسه الله يوم القيامة ثَوبا
    مثله ، ثُمّ تُلهب فيه النار " أبو داوود وابن ماجة وحسنه في صحيح الجامع رقم( 6402 )
    قال المناوي ( من لبس ثوب شهرة أي ثوب تكبر وتفاخر ، والشهرة هي التفاخر
    في اللباس المرتفع أو المنخفض للغاية إذا كان شهرةً وخيلاء وتكبراً ، أمّا
    إذا كان لبسه تواضعا فهو ممدوح ، كما إنّ لُبس الرفيع من الثياب إذا كان
    تجملا وإظهاراً للنعمة) فيض القدير 6/218

    28) من ترك اللباس تواضعا لله

    قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: " من ترك اللباس تواضعا لله ، وهو يقدر عليه ، دعاه
    الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق ، حتى يُخيِّره من أي حُلل الإيمان شاء
    يلبسها " الترمذي والحاكم وحسّنه في الصحيحة 717 وصحيح الجامع( 6021)

    قال المناوي ( من ترك اللباس أي لِبس الثِّياب الحسنة تواضعاً لله أي لا
    لِيُقال إنه متواضع أو زاهد ) فيض القدير 6/101 . والجزاء من جنس العمل .

    29)ذكر الله تعالى
    قال تعالى " فاذكروني أذكركم " . والجزاء من جنس العمل . قال رسول الله صلي
    الله عليه وسلم:" ما جلس قوم يذكرون الله ، إلاّ حفّتهم الملائكة ، وغشيتهم الرحمة
    ، ونزلت عليهم السكينة ، وذكرهم الله فيمن عنده " مسلم صحيح الجامع( 5484)
    وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم:" قال الله تعالى : يا ابن آدم إن ذكرتني في نفسك ،
    ذكرتُك في نفسي ، وإن ذكرتني في ملأ ذكرتك في ملأ خير منهم ، وإن دنوت
    منّي شبراً ، دنوت منك ذراعا ، وإن دنوت منّي ذراعا دنوت منك باعاً ، وإن
    أتيتني تمشي أتيت إليك أُهروِل " أحمد وصححه الألباني في صحيح الجامع
    (4337) والصحيحة (2012)
    [يتبع]


    عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في 11.01.09 21:50 عدل 1 مرات
    avatar
    أبو عبد الله أحمد بن نبيل
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 2798
    العمر : 48
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 19
    تاريخ التسجيل : 27/04/2008

    الملفات الصوتية رد: إذا سئلت عن السبب في مهانة المسلمين و ذلتهم. فعليك بهذه القاعدة المتينة

    مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل 11.01.09 21:37

    30)أخذ الأجر على تعليم القرآن

    قال رسول الله :" من أخذ على تعليم القرآن قوسا ، قلّده الله مكانها
    قوسا من نار جهنم يوم القيامة " أبو نعيم والبيهقي صححه الألباني في
    الصحيحة 256 وصحيح الجامع 5858 . والجزاء من جنس العمل .

    31)الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلّم :
    قال رسول الله :" من صلى علىّ واحدةً ، صلى الله عليه عشر صلوات ، وحطّ
    عنه عشر خطيئات ، ورفع له عشر درجات " البخاري وأحمد والنسائي ـ صحيح
    الجامع (6235) .
    قال ابن القيم في جلاء الإفهام : هذا موافق للقاعدة المستقرة في الشريعة
    إن الجزاء من جنس العمل .فصلاة الله على المصلي على رسوله جزاءً لصلاته هو
    عليه .

    فائـــدة :
    قال رسول الله :" أتاني جبريلُ فقال: يا محمد: أما يرضيك إن ربك عز وجل
    يقول : أنه لا يصلي عليك أحد من أمتك صلاةً إلا صليت عليه بها عشراً ولا
    يسلم عليك أحد من أمتك إلا سلمت عليه عشراً ،فقلت بلى أي رب " أحمد
    والنسائي والحاكم وابن حبان ـ وصححه الألباني في الصحيحة (827) وصحيح
    الجامع (71)

    32) طريق العلم الشرعي : قال رسول الله :"
    من سلك طريقاً يطلب فيه علماً ، سلك الله به طريقاً إلى الجنة" أحمد
    والأربعة ـ صحيح الجامع ( 6173) .
    وقال رسول الله :" من سُئل عن علم فكتمه ، ألجمه الله يوم القيامة بلجام
    من نار" ابن ماجه ـ صححه في صحيح الجامع (5589). والجزاء من جنس العمل .

    33) الولاية على أمور المسلمين

    قال رسول الله :" اللهم من وليَ من أمرِ أمتي شيئاً فشقَّ عليهم
    فاشقق عليه ، ومن وليَ من أمر أمتي شيئاً فرفق بهم فارفق به " مسلم .
    قال المناوي ( لا مانع من إرادة الأعم هنا ( شيئاً ) من الولاية كخلافة
    وقضاء وإمارة ووصاية وغير ذلك ) فيض القدير . قال رسول الله :" ما من إمام
    أو والٍ يغلق بابه دون ذوي الحاجة والخلَّة والمسكنة إلا أعلق الله أبواب
    السماء دون خلته وحاجته ومسكنته " أحمد والترمذي وصححه الألباني في
    الصحيحة (630) وصحيح الجامع ( 5562) .
    قال المناوي ( أي يمنعهم من الولوج عليه وعرض أحوالهم عليه ويترفع عن
    استماع كلامهم ، إلا منعه الله عما يبتغيه وحجب دعاءه عن الصعود إليه
    جزاءً وفاقاً ) فيض القدير (5/470) .
    قال رسول الله :" ما من أميرِ عشرةٍ إلا وهو يؤتَى به يوم القيامة مغلولاً
    ، حتى يفكه العد ل أو يوبقه الجور " البيهقي وصححه الألباني في الصحيحة
    (344) وصحيح الجامع ( 5571)

    34) احفظ الله يحفظك

    قال ابن عباس رضي الله عنهما : كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم
    فقال:" ياغلام، ألا أعلمك كلماتٍ ينفعك الله بهن؟ فقلت بلى ، فقال : احفظ
    الله يحفظك ، احفظ الله تجده أمامك ، تعَرَّف على الله في الرخاء يعرفك في
    الشدة " أحمد والبيهقي والترمذي ، وله شواهد .
    قال ابن رجب( احفظ الله يحفظك : يعني إن مَنْ حفظ حدود الله وراعى حقوقه ،
    حفظه الله ، فإن الجزاء من جنس العمل ) جامع العلوم والحكم . وقال أيضاً (
    يعني احفظ حدود الله وحقوقه وأوامره ونواهيه ، أي امتثل أوامره واجتنب
    نواهيه ، ولا تتجاوز ما أمر به إلى ما نهى عنه ، فدخل في ذلك فعل الواجبات
    جميعاً وترك المحرمات كلها وذلك كله يدخل في حفظ حدود الله )

    أما حفظ الله لعبده فهو أنواع :

    * أشرفها وأفضلها : أن يحفظ عليه دينه وإيمانه في حياته من الشبهات
    المردية والبدع المضلة والشهوات المحرمة ، ويتوفاه على الإسلام .
    * أن يحفظه في صحة بدنه وقوته وعقله وماله وولده .
    * أن يحفظه بأن يمنع عنه ما يريد من الدنيا رحمةً به كما في حديث محمود بن
    لبيد قال : قال رسول الله :" إن الله تعالى ليحمي عبده المؤمن من الدنيا
    وهو يحبه كما تحمون مريضكم الطعام والشراب وتخافون عليه " احمد والحاكم ـ
    وصححه الألباني في صحيح الجامع ( 1810)


    فالجزاء من جنس العمل
    قاعدة شرعية عدلية أدلتها كثيرة في النصوص الشرعية
    وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

    كتبه

    أبو عبد الله إبراهيم المزروعي السلفي ثم الإمارات

    منقول من سحاب السلفية

      الوقت/التاريخ الآن هو 14.11.24 23:55