برائة الكتاب من بدع الدجالين
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وخليله
أما بعد
القرآن الكريم رحمة وشفاء للعالمين ويقول الله تعالي : {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا (82) } فالقرآن الذي نقرأه في
المرض وحالات الكرب لاي سبب دنيوي او اخروي لا يخرج عن كونه تعبداً وفي ذات الوقت يشرح به الله الصدور ويزكي العقول التي هي موقع الكرب وقد انتشرت في
السنوات الاخيرة ظواهر تحولت الي ثوابت ولاقت رواجا بين اعداد هائلة من اصحاب المشكلات والحاجات الاجتماعية والنفسية الذين لجأوا الي اقصر الطرق لاجابة مطالبهم
عن طريق المشايخ الذين استحدثوا طرقا شتي للعلاج بالقرآن واستخراج الجن ووصل الامر الي انشاء مواقع علي الانترنت عن العلاج بالقرآن والرقية الشرعية وهناك
اسماء لمعالجين نالوا شهرة في هذا المجال فاقت شهرة نجوم السينما امثال الشيخ السعودي منير عرب الذي انشأ موقعه علي الانترنت منذ عام تقريبا زاره ما يزيد علي
نصف مليون زائر ممن يرغبون في الاستفسار عن زواج الجن والانس وكيفية استخراج الاعمال وابطال مفعولها بل وصل الامر الي المطالبة بانشاء عيادات شرعية لعلاج
الحالات المستعصية علي الطب ووصل رصيد الحالات للشيخ المعالج بالقرآن الي ما يزيد علي 40 الف حالة ويتحول الامر الي ظاهرة مخيفة عندما نعلم ان هناك بمصر
وحدها 300 الف معالج بالقرآن وانفقت مليارات حوالي (10 مليارات) علي الدجل والشعوذة. والغريب ان معظم هؤلاء الشيوخ يؤكدون علي نجاح طرقهم في علاج حالات
اقلها مصابة بالحسد والسحر واغلبها المس الشيطاني وتلبس الجان للنفس البشرية بالاضافة الي العديد من حالات العقم وامراض القولون المستعصية ولا تقل هذه
الاحصاءات في معظم البلاد العربية بل تزيد حيث انتشرت المواقع المختلفة علي شبكة الانترنت من انحاء عربية مختلفة لقراءة الكف والعلاج عن بعد من خلال اجهزة
الفاكس او التليفون وتحول العلاج بالقرآن الكريم الي جانب هذه الظواهر الي وسيلة انقاذ سريعة لكل من يرغب في وفاق مع الحبيب او من تتمني الانجاب او من ترغب
في الحاق الاذي بزوجة ابيها او ضرتها او صديقتهاوعلي الجانب الاخر سارعت فئات اخري فقدت الامل في طرد الجان وابعاد السحر والعين والتلبس لتتعلق بأية بارقة امل
للخلاص منه ولا سيما ونحن كمسلمين نقترب دائما من الحلول التي تتصل بالعقيدة ظنا في مشروعية أي فعل يتصل بالقرآن أو الدين ومن ثم اعتقد الكثيرون في ظاهرة
العلاج بالقرآن الكريم كظاهرة صحية لامة تدين الاسلام وتتخذ من القرآن دستورا وتنوعت اساليب العلاج فلم يكتف المعالجون بالقرآن فقط بل استحدثوا بعض الادوات
للمساعدة كالزيت لزلزلة الشياطين والماء ليقضي عليهم ثم الضرب لاخراج الجان تحت ادعاء الاقتداء بالامام احمد بن حنبل الذي كان يضرب المريض حتي يغشي
عليهوامام هذه الظواهر الخطيرة علي العقيدة كان لابد من التحدث فى هذا الموضوع وتوعية الناس وتحذيرهم من الوقوع ضحايا للدجالين والمشعوذين.
ولكى تكون الفائده اشمل وأعم نعرف ما الفرق بين الدجال- العراف– الكاهن – وما هو السحر
تعريف الدجل: هوالخلط والتلبيس – يقال دجل إذا لبس وموه.
الدجال: المموه الكذاب – الذى يكثر من الكذب والتلبيس.
تعريف العراف: هوالذى يدعى معرفة الغيب كأن يدعى معرفة المسروق اين هو – والأمر الذى ضل على صاحبه اين هو.
تعريف الكاهن : هو الذى يتكهن اى يدعى معرفة الأمور المستقبلية ويحدث الناس انه سيحصل فى يوم كذا وكذا وعام كذا.
تعريف الدجل: هوالخلط والتلبيس – يقال دجل إذا لبس وموه.
الدجال: المموه الكذاب – الذى يكثر من الكذب والتلبيس.
تعريف العراف: هوالذى يدعى معرفة الغيب كأن يدعى معرفة المسروق اين هو – والأمر الذى ضل على صاحبه اين هو.
تعريف الكاهن : هو الذى يتكهن اى يدعى معرفة الأمور المستقبلية ويحدث الناس انه سيحصل فى يوم كذا وكذا وعام كذا.
وهذان التعريفان : الخاصان بالعراف والكاهن دليلان على كفرهما وكفر من صدق بهمالأن التصديق هوإعتقاد فلا يصدق الإنسان شيئ إلا وهو موقن
معتقدا إعتقادا جازما على صدق ذلك الشيئ الذى صدق به.
تعريف السحر: لغة: هوكل مادق ولطف وخفى سببه.
تعريف السحر: لغة: هوكل مادق ولطف وخفى سببه.
إصطلاحا:السحر أنواع كثيرة قيل ثمانية بل تزيد.
من حديث سعيد بن ابى الزبير عن جابر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال "لكل داء دواء فإذا اصيب دواء الداء برأ بإذن الله عز وجل " وهذا يعني اللجوء الي
اهل الاختصاص من الاطباء وفق المنهج العلمي الذي يقدره الاسلام اما ما نراه في عصرنا هذا انما هو دجل ونصب واحتيال علي السذج من البشر فالقرآن الكريم هو علاج
للاخلاق وبناء الانسان وتوجهاته في الحياة وما يحدث الان هو وسيلة لابتزاز الاموال بطرق غير مشروعة وكونهم يرفعون كلمة القرآن والعلاج بها فهو قول صدق ولكن
تطبيقه خاطيء لان العلاج بالقرآن هو علاج للانفس وليس للجروح والامراض كالصرع واستخراج الجن وغيرها وقد ثبت من الواقع ان اللجوء لهذه الطرق مسألة خارجة
عن القانون لما يحدث بها من ممارسات خاطئة ومثل هذه الظاهرة تحدث عندما يتواري العلم والعقل والثقافة الحقيقية ودخول الناس في دائرة اليأس والاحباط وهي مسألة
متداخلة بين المعالج والمريض الذي ينساق وراء ظواهر الجهل من قدرة هؤلاء المعالجين علي جلب الشفاء وفي بعض الاوقات يدخل التهيؤ النفسي للمرضي الذين
يذهبونوفي داخلهم شحنة كبيرة من الثقة مما سمعوه عن هؤلاء الدجالين الذين دائما ما يستخدمون من حولهم من افراد لاشاعة الشهرة والسمعة ولديهم خبرة في اصطياد
هؤلاءالمرضي وفي بعض الاحيان تؤتي مساعيهم نتائج ايجابية. أما الرقية والدعاء فهو مطلوب في كل زمان ومكان ولكنه ليس لعلاج الامراض البينه التي تحتاج لطبيب
اما
التحسب من النظرة وبعض الشكاوي النفسية او حالات الهموم والتراكمات التي تصيب الكثيرين نتيجة ضغوط الحياة فهي لا تدخل في مرض الحسد الحقيقي ومقبولان نعالج
التحسب من النظرة وبعض الشكاوي النفسية او حالات الهموم والتراكمات التي تصيب الكثيرين نتيجة ضغوط الحياة فهي لا تدخل في مرض الحسد الحقيقي ومقبولان نعالج
انفسنا بقراءة القرآن او تلاوة بعض آياته كرقية تهديء من الروع وتدخل السكينة في القلوب وهذا الفعل لا يحتاج الي وسيط بين العبد وربه ويمكن ان نفعل ذلك بأنفسنا
ولا سيما وان الامر يدخل في بند التحريم كذهاب النساء الي هؤلاء الدجالين واستخدامهم كذرائع تحت مسميات قد تؤدي الي حوادث كهتك العرض واعتداء علي حرمات الله
مثل لمس جسد المرأة وتحسس جسدها بحجة قراءة بعض الآيات القرآنية فهذا عمل شيطاني غير مقبول. ومن هنا كان درء هذه الذرائع امراً ضرورياً لحماية اعراض
النساء وعفافهن. ان كثيرا من المعالجين للاسف الشديد يرجمون بالغيب من حيث يعلمون او لا يعلمون وهذه مسألة خطيرة تتعلق بالاعتقاد كأن يقولون للمريض انه مصاب
بعين او سحر او مس والمس ابكم لا يتكلم وبالنسبة للعين ليس هناك دلالات معينة لها او مكتوب فوق جبهة الانسان انه مصاب بالعين وهذه المسألة تتطلب المناقشة بكل
عقلانية فنحن نؤمن بأن للعين اثراً وان الله اخبرنا في القرآن في عدة آيات عن الحسد كما اخبرنا الرسول عليه السلام في عدد من الروايات بأن العين حق لكن بعض
المعالجين يطلقون الاحكام ويدعون ان هذه حالة عين بعينها فهذا رجم بالغيب لان العين من العلم الذي لا يعلمه الا الله وعلي المعالج ان يرقي او يقرأ علي الحالة دون
تعيين والسحر ايضا من الغيبيات وتتشابه واصبح معظم المعالجين يطلقون كلمة السحر علي كثير من المرضي دون العلم] الرسول صلى الله عليه وسلم ذاته عندما سحر لم
يكن يعلم بما هو عليه ولما جاءه الملكان ووقف احدهما عند رأسه والاخر عند قدميه فقال احدهما لصاحبه ما بال الرجل؟ فقال مطبوب وقال من طبه؟ اي من سحره قال لبيد
ابن العصم في مشط ومشاطه وجف طلع نخله ذكر في بئر دوران وكان الرسول صلي الله عليه وسلم يستمع اليهما فأمر نفرا من الصحابة ان ينزلوا البئر ويخرجوا منه
السحر ويفكوه وهذارسول الله الكريم بعث الله له الملائكة لتخبره انه مسحور فمن يخبر امثالنا بما حل به من مرض. اما قضية المس فقد خاض فيها المعالجون وتوسعوا
فيها لدرجة ان بعضهم من جهلهم بالرقية الشرعية يعتبر كل ما يلم بالانسان يكون بسبب الجن وهذا يعد عبثا بالمفاهيم وفي هذا العصر الذي عمت فيه البلوي وطمست
الحقائق جاء هؤلاء المعالجون بادعية لم تكن علي عهد الرسول وعهد الصحابة رضي الله عنهم ولا علي عهد التابعين فتجاوزوا اسلوب الدعاء كقولهم اللهم ابطل اليمن
وسحر السودان وسحر كذا وكذا كذلك ممارسة الاتفاق مع بعض العطارين وهي ظاهرة انتشرت بشكل كبير بأن يتفق المعالج مع بعض العطارين فيقرأعلي الماء بكميات
كبيرة ويضعها عند العطار ليبيعها باسمه حتي اصبح لكل شيخ زبائنه الذين يطلبون وصفته او علاجه بالذات ومن ثم يتحول الامر الي خطر علي العقيدة وليس رقية
شرعية حيث ذكر الرسول عليه افضل الصلوات من تعلق قلبه لشيء فقد اوكل اليه
أبو محمد الرضواني