القطر المصري بين فقه الجهاد وأهل الجهل والعناد
إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ؛ من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله .
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴾ [ آل عمران : 102 ] .
﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ . [ النساء : 1 ] .
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا . يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ . [ الأحزاب : 70 - 71 ] .
إن خير الحديث كتاب الله ، وخير الهدي ؛ هدي محمد - صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار .
أما بعد :
لقد كثرت الصيحات المطالبة بالجهاد – سواء كانت داخلية او خارجية - عبر كل فتنة او محنة تمر بأى بلد اسلامى دون فقه لمعنى الجهاد من حيت حده ووقته وشروطه ....
فهذا يصرخ على الصفحات ويقول افتحوا الحدود نريد الخروج !!
واخر جالسا على أريكته فى قعر بيته يقول حاربوا اليهود وفكوا القيود !!
وأخر يعيب على الحكام ويقول عمالة بلا حدود !!
وللاسف وجد هذا الصراخ - فى بلدنا وأرضنا - بعض الإمعات الذين لا يعلمون كثيرا من الامور والمسلمات ، فراحوا يهرفون بها فى المواقع والمنتديات ، حتى وصل الامر الى المنابر وعلت عليها هذه الصيحات .
وغاب عنهم " أن الجهاد لا يشرع فى حالة ضعف المسلمين وقوة اعدائهم ، وانه مناط بولاة الامر وحدهم ، وانه لا بد من احترام العهود والمواثيق ، وان مناصرة المظلومين من المسلمين لا تشرع ضد قوم بيننا وبينهم ميثاق الى غير ذلك من الاحكام " .
فلزم البيان :
اولا : شرعية الجهاد :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تواترت النصوص القرآنية والنبوية في الأمر بالجهاد وذكر فضائله كما قال تعالى وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
وقال يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ. تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ
وخرج الشيخان عن أنس بن مالك – رضى الله عنه - قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - :" لغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها ".
وكما أخرج الشيخان عن أبي هريرة – رضي الله عنه - عن رسول الله– صلى الله عليه وسلم - أنه قال:" انتدب الله لمن خرج في سبيله ، لا يخرجه إلا جهاد في سبيلي ، وإيمان بي، وتصديق برسولي، فهو عليّ ضامن أن أدخله الجنة، أو أرجعه إلى مسكنه الذي خرج منه، نائلاً ما نال من أجر أو غنيمة " .
وقال الأثرم: قال أحمد – رحمه الله تعالى - : لا نعلم شيئاً من أبواب البر أفضل من السبيل .
وقال الفضل بن زياد : سمعت أبا عبد الله، وذكر له أمر الغزو ؟ فجعل يبكي، ويقول: ما من أعمال البر أفضل منه . وقال عنه غيره: ليس يعدل لقاء العدو شيء ا.هـ " المغنى " (11-10/13)
وقال ابن القيم – رحمه الله تعالى - فى" زاد المعاد " (1/34) و" أعلام الموقعين " (1/ 4):
ولأجلها – أي التوحيد- جردت سيوف الجهاد ا.هـ
ثانيا : حكم الجهاد :
ــــــــــــــــــــــــــــ
قال ابن قدامة – رحمه الله تعالى - فى " المغني " (13/ 6) :
والجهاد من فروض الكفايات في قول عامة أهل العلم، وحكي عن سعيد بن المسيب أنه من فروض الأعيان – ثم قال – قول الله تعالى : لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى.
وهذا يدل على أن القاعدين غير آثمين مع جهاد غيرهم، وقال الله تعالى : وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا ولأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يبعث السرايا، ويقيم هو وسائر أصحابه ا.هـ .
عدل سابقا من قبل أبو خديجة عصام الدين في 06.01.09 5:20 عدل 1 مرات