بدعة الإحتفال برأس السنة الهجرية .
الإحتفال بالهجرة
وهو في آخر يوم من السنة الماضية وأول يوم في السنة الجديدة
المطلب الأول
صفة الإحتفال به :
ويكون بإقامة الخطب والمحاضرات وعقد الندوات والتحدث عن هجرته r , وما لا قاه من قريش في أثناء الهجرة , واتخاذه يوم إجازة في بعض البلدان الإسلامية , كما ترسل التهاني والتبريكات بهذه المناسبة .
ولم يقتصر الإحتفال به على هذا الحد , بل اخترع المبتدعة لتعظيمه دعاءاً يعرف بدعاء ليلتي أول العام وآخره
( قال القاسمي في كتابه " إصلاح المساجد "(129)
وهذا دعاء لم يؤثر عن النبي r ولا عن أصحابه ولا عن التابعين ولم يرد في مسند من المسانيد ولا في كتب الموضوعات . )
ورتبوا على ذلك عظيم الأجر والحفظ من الشيطان .
فما جاء في دعاء أول السنة قولهم : " اللهم أنت الأبدي القديم الأول وعلى فضلك القديم وجودك المعول , وهذا عام جديد قد أقبل نسألك العصمة من الشيطان وأوليائه , والعون على هذه النفس الأمارة بالسوء , والإشتغال بما يقربني إليك زلفى يا ذا الجلال والإكرام يا أرحم الراحمين " .
يقول ذلك ثلاثاً وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم .
ويزعمون" أن من دعا بهذا الدعاء أول يوم من المحرم فإن الشيطان يقول : استأمن على نفسه فيما بقي من عمره ؛ لأن الله يوكل به ملكين يحرسانه من الشيطان "
( انظر هامش دلائل الخيرات للجزولي (237 _ 238) .
أما دعاء آخر السنة فهو : اللهم ما عملت في هذه السنة مما نهيتني عنه فلم أتب منه بعد جرأتي على معصيتك فإني أستغفرك فاغفر لي ... الخ .
ويقولون بزعمهم أن من قرأ هذا الدعاء ثلاث مرات فإن الشيطان يقول تعبنا معه طول السنة فأفسد علينا تعبنا في ساعة واحدة .
((المصدر السابق 242 _ 243 ))
كما استدلوا في تعظيم هذين اليومين إلى حديث موضوع لا يصح عن رسول الله r وهو " من صام آخر يوم من ذي الحجة وأول يوم من المحرم فقد ختم السنة الماضية , وافتتح السنة المقبلة بصوم جعله الله كفارة خمسين سنة " (( انظر الموضوعات لابن الجوزي 2/199 )) .
المطلب الثاني
الأدلة على بدعيته : لا شك أن هذا الإحتفال أمر محدث مبتدع لم يؤثر عن النبي r ولا عن أحد من الصحابة ولا سلف الأمة , ولم يكن من السُّنة اتخاذ أيام الحوادث أعياداً وأفراحاً . وإنما كان أول من احتفل به _ فيما اطلعت عليه _ ناصروا البدعة من ملوك الدولة الفاطمية , حيث كان أحد أعيادهم ... اتخذوه محاكاة لليهود والنصارى في اتخاذ رأس السنة عيداً لهم .
فمن ذلك الوقت حتى يومنا هذا نجد أن كثيراً من المسلمين اهتموا بهذه المناسبة وأولوها عناية فائقة وأضفوا عليها طابع القدسية والجلال حتى أصبحت كأنها شرعية .
ومما يدل على بطلانه ما اخترعوا له من الأدعية المكذوبة التي رتبوا عليها الفضل العظيم مما جعل بعض الجهلة يترك الفرائض طوال السنة حتى إذا جاء هذا اليوم دعا بذلك الدعاء , فكان تكفيراً لجميع الخطايا التي ارتكبها في السنة , وهذا بيِّن البطلان , فلا حول ولا قوة إلا بالله ..
(( الأعياد وأثرها على المسلمين ص 393 و 394 و 395: تأليف الدكتور سليمان بن سالم السحيمي حفظه الله )) .
والنقل
لطفــــــاً .. من هنــــــــــــا