الأخوة الأحباب أعضاء وزوار منتدى الربانيون
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
نشرت جريدة المصري اليوم , موضوعا في غاية الأهمية , وهو مراجعات مفتي ومؤسس تنظيم الجهاد سابقا التائب والراجع إلى ربه الشيخ " سيد إمام " الذي كان يلقب بالشيخ " فضل " وسماها " وثيقة التعرية " ردا فيها على أئمة خوارج هذا العصر عموما و" أيمن الظواهري " خصوصا وقد لاكت الألسن هذه التعرية كثيرا ؛ فكثيرا موافق عليها من داخل جماعة الجهاد ، كما أن هناك من إعترض عليها ، وهذا أمر طبيعي يحدث وسيحدث مابين مؤيد ومعارض لأي رأي كان ولكن بعيدا عن موافقة تلك الآراء أو مخالفتها , يجب أن ننظر إليها أنها من شخص بحجم الشيخ سيد إمام في تنظيم سفك دم ولي أمر هذه البلاد بعد تكفيره وإباحت دمه هذا من ناحية ومن ناحية أخرى رد الرجل على شركاء الأمس وتعريتهم وفضحهم ، والأخرى ردوده القوية المستدلة من الكتاب والسنة وفضح هؤلاء وعدم الخوف من تبعات ذلك . هدانا الله إلى سواء السبيل .
والآن أترككم لقراءة الحلقة الأولى والتي ستليها بقية الحلقات إنشاء الله
«المصرى اليوم» تنفرد بنشر
وثيقة «التعرية» لـ«سيد إمام» فى الرد على «تبرئة» الظواهرى«الحلقةالأولى»
إمام : أيمن الظواهرى «كداب دولى»
كتب أحمد الخطيب ١٨/ ١١/ ٢٠٠٨
أيمن الظواهرى، الرجل الثانى فى تنظيم القاعدة، «كداب دولى».. هذا أكثر ما يركز عليه الدكتور فضل، أو الشيخ سيد إمام بن عبدالعزيز الشريف، مفتى ومؤسس تنظيم الجهاد فى مصر، فى القسم الأول من وثيقته الجديدة «التعرية لكتاب التبرئة».. وهى الوثيقة التى كتبها - كما يقول هو - لتعرية أباطيل الظواهرى فى كتابه «التبرئة»، الذى كان قد كتبه ردًا على وثيقة إمام الأولى الخاصة بـ «ترشيد العمل الجهادى».
فى مقدمة الوثيقة، التى تعد المراجعات الثانية لتنظيم الجهاد و جاءت فى ٤ فصول، وتنفرد «المصرى اليوم» بنشرها، يشير إمام إلى وثيقة ترشيد العمل الجهادى، التى انتقد فيها أتباع المذهب الجهادى، واصفًا إياه بالمذهب الإجرامى الفاسد، مؤكدًا أن هؤلاء من منسوبى تنظيم القاعدة أخذتهم العزة بالإثم، وعزموا على الرد على الوثيقة الأولى حتى قبل نشرها بعدة أشهر، فسقط أحدهم قتيلاً فى صنعاء باليمن فى شهر يوليو من عام ٢٠٠٧ وهو يكتب الرد، ثم سقط الثانى فى وزيرستان باليمن فى يناير ٢٠٠٨، وهو يكتب الرد أيضًا فانبعث ثالثهما وأشقاهم الظواهرى فكتب الرد فى شهر مارس عام ٢٠٠٨ سماه كتاب «التبرئة»، تجرأ فيه على التلاعب بالدين، ولم يعتبر بما أصاب صاحبيه.
فى وثيقة «التعرية» قسم إمام ما أورده الظواهرى فى كتابه «التبرئة» إلى ٣ أقسام: الأول بعنوان «كذب وبهتان» وفيه يتهمه صراحة بأنه رجل كذاب ويؤكد أنه كان عميلاً للمخابرات السودانية باعترافه، ثم فى الثانى يرد على المغالطات الفقهية، والثالث يدور حول تعرية ما سماه تلبيس الظواهرى الأمور على القارئ.. وإلى تفاصيل الحلقة الأولى للوثيقة.
يبدأ إمام الفصل الأول من الوثيقة بقول الله جل وعلا :(إنما يفترى الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون) (النحل:١٠٥).
وقال تعالى: (والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانًا وإثمًا مبينًا) (الأحزاب:٥٨).
وقال النبى صلى اللّه عليه وسلم : (إن الكذب فجور، وإن الفجور يهدى إلى النار) الحديث رواه مسلم.
وهذه بعض أكاذيب الظواهرى وبهتانه:
* قال الظواهرى إن (وثيقة ترشيد الجهاد) كُتبت بإشراف أمريكا واليهود، وكرر هذا أكثر من عشر مرات فى صفحات ٤ و٥ و٩ و١٠ و١٩ و٦٢ و٧٤ و٧٩ و٩٩ و١٣٩ من كتاب (التبرئة)، فقال: (إن الوثيقة كتبت بإشراف وتمويل السفارة الأمريكية والمخابرات الأمريكية ـ السى آى إيه - وإف بى آى والحملة الصليبية اليهودية).
فما دليله على هذا الكلام وما مستند شهادته هذه؟. هل مستند شهادته السمع أم البصر أم نقل الشهود العدول؟ فإن لم يكن هذا ولا هذا فهو رجل كذاب مفتر، وأنا أدعوه إلى المباهلة فى هذا الأمر كما قال الله تعالى: (... ثم نبتهل فنجعل لعنت اللّه على الكاذبين) (آل عمران:٦١)، وقد دعا كثير من العلماء مخالفيهم إلى المباهلة منهم ابن عباس ومحمد بن عبد الوهاب وغيرهما، رضى اللّه عنهم، وهذه هى مباهلتى (اللهم إنك تعلم أننى ما كتبت هذه الوثيقة إلا ابتغاء نصرة دينك، وأن ما افتراه الظواهرى لم يقع وليست لى به علاقة، فاللهم أنزل لعنتك على الكاذب منا)، وأنا أطالبه بمثل هذه المباهلة كتابة وبالصوت والصورة التى لا تتيسر لى.
هذا المفترى الكذاب ما دليله؟ والله سبحانه يقول: (... قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين) (البقرة:١١١)، والنبى، صلى اللّه عليه وسلم، يقول: (البينة على المدعى) ما بينته الشرعية؟. يتخيل خيالات ويتهم بها الأبرياء، والله إنه فاجر كذاب.
وما يقوله الظواهرى اليوم عن (الوثيقة) وأنها بإشراف أمريكا واليهود، قد قاله من قبل عن شيخه الحالى ابن لادن عندما اتهمه بأنه عميل للمخابرات السعودية وسط الحركات الإسلامية لما لم يدعمهم ماليًا عام ١٩٩٥م، كما ذكرته فى الحوار الصحفى، فتهمة التخوين جاهزة دائمًا لدى الظواهرى، يظن أن كل الناس مثله.
أما عندما اتهمته أنا بالعمالة للمخابرات السودانية، فأقسم بالله الذى لا إله غيره أننى سمعت هذا الكلام من فم الظواهرى بأذنى مباشرة بدون واسطة فى السودان آخر ١٩٩٣م إذ قال لى (إنه ملتزم أمام السودانيين بتنفيذ عشر عمليات فى مصر، وإنه تسلم منهم مائة ألف دولار لهذا الغرض) هذا كلامه لي، وإن أنكره فأدعوه إلى مباهلة ثانية، وهذه مباهلتى (اللهم إن الظواهرى قد قال لى هذا الكلام مباشرة وإن أنكره فاللهم أنزل لعنتك على الكاذب منا)، لقد ذهب بقدميه يعرض عمالته على الأمن السودانى.
وقد حدث ذلك بعد نحو سنة من انقطاع صلتى بهم، ووجدته يدفع إخوة جماعة الجهاد بالسودان للصدام وعمل عمليات قتالية فى مصر، فجلست معهم وحذرتهم من ذلك وأنه لا طائل من ورائه ولا يجب شرعًا، إلا أن الظواهرى أصر على التمادى فى عمالته والمتاجرة بإخوانه ودمائهم، فأمطرهم بخطبه الحماسية التى لا تمت للفقه بصلةٍ، ووعدهم بأنه سيقاتل فى مصر إلى آخر رجل، وقد كذب فلم يذهب للقتال فى مصر لا هو ولا أخوه، ولم يقبلا على أنفسهما ما دفعا إخوانهما إليه.
وكانت محصلة ذلك أن الظواهرى ملأ القبور والسجون فى مصر بإخوانه وهرب هو وأخوه من السودان ولم يحقق أى فائدة فى مصر، ثم أعلن عن وقف العمليات بعد هذه الخسائر الفادحة، وهذه عاقبة كل خائن وعميل: أوزار ودماء يحملها على ظهره لا فكاك له منها، ويزعم أنه كتب كتابه (التبرئة) لينصر دين الإسلام!
يا معشر المسلمين إن الله سبحانه لم يقص علينا أخبار بنى إسرائيل من أول القرآن إلى آخره، وكيف أنعم الله عليهم ثم غضب عليهم ولعنهم لمجرد القصص، وإنما لنعتبر بحالهم وليحذرنا من صنائعهم، ثم إن النبى، صلى اللّه عليه وسلم، قد أخبرنا أن بعض المسلمين سيتبع مسلك اليهود والنصارى فى قوله: (لتتبعن سنَنَ من قبلكم... اليهود والنصارى) الحديث متفق عليه.
وهذا الذى فعله الظواهرى معى هو ما فعله اليهود مع عبد الله بن سلام، قالوا عنه (خيرنا وابن خيرنا، فلما قال ما لم يعجبهم قالوا: شرنا وابن شرنا) والحديث متفق عليه، وذكرته فى الحوار الصحفى.
الظواهرى قال لى: (علاقتك بنا رَفَعت عنا الحرج أمام الجماعة الإسلامية، لأنهم يقولون إن معهم عالم وهو الشيخ عُمر عبد الرحمن وأنت كل الناس يشهدون بعلمك) هذا عام ١٩٩١م، وفى مطلع عام ١٩٩٤م اطلع الظواهرى على كتاب (الجامع) وأنا أراجعه المراجعة النهائية وقال لى: (هذا الكتاب فتح من الله تعالى)، وأعلنوا فى مجلتهم (المجاهدون) ـ التى كانت تصدر من لندن ـ عن قرب إصدار هذا الكتاب ووصفونى بأننى (مفتى المجاهدين فى العالم)، وأننى (العالم المرابط والمفتى المجاهد)، هذا كلامهم.
فلما كتبت (الوثيقة) قالوا: (فقهاء المارينز) و(هذه ديانة أمريكية جديدة) و(كتبت بإشراف الحملة الصليبية اليهودية). أليس تقلبهم هذا هو كما فعل اليهود مع عبد الله بن سلام، رضى اللّّه عنه؟ وفك الله أسر عُمر عبد الرحمن وأسرنا وجميع أسرى المسلمين.
ثم إن الظواهرى قال إن (الوثيقة) كتبت برعاية أمريكية، وفى نفس كتابه (التبرئة) ناقض نفسه وأقرّ بأننى - ومنذ أربعة عشر عامًا ـ نهيتهم عن الصدام فى مصر وانتقدت الجماعات الإسلامية ونهيت عن الغدر فى دار الحرب لمن دخلها بالتأشيرة وأنها أمان، اعترف الظواهرى بأن هذا هو كلامى القديم الموجود فى كتاب (الجامع) الذى وصفه بأنه (فتح من الله)، وهذا الكلام هو ما ذكرته فى (الوثيقة) عام ٢٠٠٧م.
فهل عندما كتبت هذا الكلام نفسه فى (الجامع) عام ١٩٩٣م كنت فى حجز أى جهاز أمنى؟ وهل كتبته محاباة لأحد؟. وفى عام ١٩٩٣م عندما أبعدتنا باكستان كان أمامى خيار اللجوء السياسى لأوروبا ورفضته، وعُرض عَلَىّ قبل ذلك أيضًا ورفضته، وفضّلت أن أعيش بين المسلمين فى البلاد المتخلفة رغم المخاطر الأمنية. فهل ما ذكرته فى (الجامع) كان برعاية صليبية يهودية؟
النبى، صلى الله عليه وسلم، قال: (ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟) قالوا: بلى يا رسول الله، قال: (الإشراك بالله، وعقوق الوالدين) وكان متكئًا فجلس فقال: (ألا وقول الزور) فمازال يكررها حتى قالوا: ليته سكت. الحديث متفق عليه.
فشهادة الزور من أكبر الكبائر وهى فسق، والظواهرى لا يستحى ويشهد زورًا عَلَىّ. فى حين أن الكفار يستحيون من الكذب، كما قال أبو سفيان لما سأله هرقل عن أحوال النبى، صلى اللّه عليه وسلم، لما أرسل إليه يدعوه إلى الإسلام، فبحث هرقل عن قومٍ من بلد النبى، صلى اللّه عليه وسلم، فأتاه حراسه برهطٍ فيهم أبو سفيان وكان كافرًا وذلك بعد الحديبية، قال هرقل: أيكم أقرب نسبًا بهذا الرجل الذى يزعم أنه نبى؟،
فقال سفيان: فقلت أنا أقربهم نسبًا، فقال: أدنوه منى وقربوا أصحابه فاجعلوهم عند ظهره، ثم قال لترجمانه: قل لهم إنى سائل هذا عن هذا الرجل فإن كذبنى فكذبوه، قال سفيان: (فو الله لولا الحياء من أن يأثروا علىّ كذبًا لكذبت عنه) الحديث متفق عليه. فهذا سفيان، رضى الله عنه، فى كفره قبل إسلامه استحى أن يكذب أمام أصحابه، والظواهرى الملقب بالشيخ المجاهد ـ يكذب على صفحات الكتب أمام العالم ولا يستحى.
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
نشرت جريدة المصري اليوم , موضوعا في غاية الأهمية , وهو مراجعات مفتي ومؤسس تنظيم الجهاد سابقا التائب والراجع إلى ربه الشيخ " سيد إمام " الذي كان يلقب بالشيخ " فضل " وسماها " وثيقة التعرية " ردا فيها على أئمة خوارج هذا العصر عموما و" أيمن الظواهري " خصوصا وقد لاكت الألسن هذه التعرية كثيرا ؛ فكثيرا موافق عليها من داخل جماعة الجهاد ، كما أن هناك من إعترض عليها ، وهذا أمر طبيعي يحدث وسيحدث مابين مؤيد ومعارض لأي رأي كان ولكن بعيدا عن موافقة تلك الآراء أو مخالفتها , يجب أن ننظر إليها أنها من شخص بحجم الشيخ سيد إمام في تنظيم سفك دم ولي أمر هذه البلاد بعد تكفيره وإباحت دمه هذا من ناحية ومن ناحية أخرى رد الرجل على شركاء الأمس وتعريتهم وفضحهم ، والأخرى ردوده القوية المستدلة من الكتاب والسنة وفضح هؤلاء وعدم الخوف من تبعات ذلك . هدانا الله إلى سواء السبيل .
والآن أترككم لقراءة الحلقة الأولى والتي ستليها بقية الحلقات إنشاء الله
«المصرى اليوم» تنفرد بنشر
وثيقة «التعرية» لـ«سيد إمام» فى الرد على «تبرئة» الظواهرى«الحلقةالأولى»
إمام : أيمن الظواهرى «كداب دولى»
كتب أحمد الخطيب ١٨/ ١١/ ٢٠٠٨
أيمن الظواهرى، الرجل الثانى فى تنظيم القاعدة، «كداب دولى».. هذا أكثر ما يركز عليه الدكتور فضل، أو الشيخ سيد إمام بن عبدالعزيز الشريف، مفتى ومؤسس تنظيم الجهاد فى مصر، فى القسم الأول من وثيقته الجديدة «التعرية لكتاب التبرئة».. وهى الوثيقة التى كتبها - كما يقول هو - لتعرية أباطيل الظواهرى فى كتابه «التبرئة»، الذى كان قد كتبه ردًا على وثيقة إمام الأولى الخاصة بـ «ترشيد العمل الجهادى».
فى مقدمة الوثيقة، التى تعد المراجعات الثانية لتنظيم الجهاد و جاءت فى ٤ فصول، وتنفرد «المصرى اليوم» بنشرها، يشير إمام إلى وثيقة ترشيد العمل الجهادى، التى انتقد فيها أتباع المذهب الجهادى، واصفًا إياه بالمذهب الإجرامى الفاسد، مؤكدًا أن هؤلاء من منسوبى تنظيم القاعدة أخذتهم العزة بالإثم، وعزموا على الرد على الوثيقة الأولى حتى قبل نشرها بعدة أشهر، فسقط أحدهم قتيلاً فى صنعاء باليمن فى شهر يوليو من عام ٢٠٠٧ وهو يكتب الرد، ثم سقط الثانى فى وزيرستان باليمن فى يناير ٢٠٠٨، وهو يكتب الرد أيضًا فانبعث ثالثهما وأشقاهم الظواهرى فكتب الرد فى شهر مارس عام ٢٠٠٨ سماه كتاب «التبرئة»، تجرأ فيه على التلاعب بالدين، ولم يعتبر بما أصاب صاحبيه.
فى وثيقة «التعرية» قسم إمام ما أورده الظواهرى فى كتابه «التبرئة» إلى ٣ أقسام: الأول بعنوان «كذب وبهتان» وفيه يتهمه صراحة بأنه رجل كذاب ويؤكد أنه كان عميلاً للمخابرات السودانية باعترافه، ثم فى الثانى يرد على المغالطات الفقهية، والثالث يدور حول تعرية ما سماه تلبيس الظواهرى الأمور على القارئ.. وإلى تفاصيل الحلقة الأولى للوثيقة.
يبدأ إمام الفصل الأول من الوثيقة بقول الله جل وعلا :(إنما يفترى الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون) (النحل:١٠٥).
وقال تعالى: (والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانًا وإثمًا مبينًا) (الأحزاب:٥٨).
وقال النبى صلى اللّه عليه وسلم : (إن الكذب فجور، وإن الفجور يهدى إلى النار) الحديث رواه مسلم.
وهذه بعض أكاذيب الظواهرى وبهتانه:
* قال الظواهرى إن (وثيقة ترشيد الجهاد) كُتبت بإشراف أمريكا واليهود، وكرر هذا أكثر من عشر مرات فى صفحات ٤ و٥ و٩ و١٠ و١٩ و٦٢ و٧٤ و٧٩ و٩٩ و١٣٩ من كتاب (التبرئة)، فقال: (إن الوثيقة كتبت بإشراف وتمويل السفارة الأمريكية والمخابرات الأمريكية ـ السى آى إيه - وإف بى آى والحملة الصليبية اليهودية).
فما دليله على هذا الكلام وما مستند شهادته هذه؟. هل مستند شهادته السمع أم البصر أم نقل الشهود العدول؟ فإن لم يكن هذا ولا هذا فهو رجل كذاب مفتر، وأنا أدعوه إلى المباهلة فى هذا الأمر كما قال الله تعالى: (... ثم نبتهل فنجعل لعنت اللّه على الكاذبين) (آل عمران:٦١)، وقد دعا كثير من العلماء مخالفيهم إلى المباهلة منهم ابن عباس ومحمد بن عبد الوهاب وغيرهما، رضى اللّه عنهم، وهذه هى مباهلتى (اللهم إنك تعلم أننى ما كتبت هذه الوثيقة إلا ابتغاء نصرة دينك، وأن ما افتراه الظواهرى لم يقع وليست لى به علاقة، فاللهم أنزل لعنتك على الكاذب منا)، وأنا أطالبه بمثل هذه المباهلة كتابة وبالصوت والصورة التى لا تتيسر لى.
هذا المفترى الكذاب ما دليله؟ والله سبحانه يقول: (... قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين) (البقرة:١١١)، والنبى، صلى اللّه عليه وسلم، يقول: (البينة على المدعى) ما بينته الشرعية؟. يتخيل خيالات ويتهم بها الأبرياء، والله إنه فاجر كذاب.
وما يقوله الظواهرى اليوم عن (الوثيقة) وأنها بإشراف أمريكا واليهود، قد قاله من قبل عن شيخه الحالى ابن لادن عندما اتهمه بأنه عميل للمخابرات السعودية وسط الحركات الإسلامية لما لم يدعمهم ماليًا عام ١٩٩٥م، كما ذكرته فى الحوار الصحفى، فتهمة التخوين جاهزة دائمًا لدى الظواهرى، يظن أن كل الناس مثله.
أما عندما اتهمته أنا بالعمالة للمخابرات السودانية، فأقسم بالله الذى لا إله غيره أننى سمعت هذا الكلام من فم الظواهرى بأذنى مباشرة بدون واسطة فى السودان آخر ١٩٩٣م إذ قال لى (إنه ملتزم أمام السودانيين بتنفيذ عشر عمليات فى مصر، وإنه تسلم منهم مائة ألف دولار لهذا الغرض) هذا كلامه لي، وإن أنكره فأدعوه إلى مباهلة ثانية، وهذه مباهلتى (اللهم إن الظواهرى قد قال لى هذا الكلام مباشرة وإن أنكره فاللهم أنزل لعنتك على الكاذب منا)، لقد ذهب بقدميه يعرض عمالته على الأمن السودانى.
وقد حدث ذلك بعد نحو سنة من انقطاع صلتى بهم، ووجدته يدفع إخوة جماعة الجهاد بالسودان للصدام وعمل عمليات قتالية فى مصر، فجلست معهم وحذرتهم من ذلك وأنه لا طائل من ورائه ولا يجب شرعًا، إلا أن الظواهرى أصر على التمادى فى عمالته والمتاجرة بإخوانه ودمائهم، فأمطرهم بخطبه الحماسية التى لا تمت للفقه بصلةٍ، ووعدهم بأنه سيقاتل فى مصر إلى آخر رجل، وقد كذب فلم يذهب للقتال فى مصر لا هو ولا أخوه، ولم يقبلا على أنفسهما ما دفعا إخوانهما إليه.
وكانت محصلة ذلك أن الظواهرى ملأ القبور والسجون فى مصر بإخوانه وهرب هو وأخوه من السودان ولم يحقق أى فائدة فى مصر، ثم أعلن عن وقف العمليات بعد هذه الخسائر الفادحة، وهذه عاقبة كل خائن وعميل: أوزار ودماء يحملها على ظهره لا فكاك له منها، ويزعم أنه كتب كتابه (التبرئة) لينصر دين الإسلام!
يا معشر المسلمين إن الله سبحانه لم يقص علينا أخبار بنى إسرائيل من أول القرآن إلى آخره، وكيف أنعم الله عليهم ثم غضب عليهم ولعنهم لمجرد القصص، وإنما لنعتبر بحالهم وليحذرنا من صنائعهم، ثم إن النبى، صلى اللّه عليه وسلم، قد أخبرنا أن بعض المسلمين سيتبع مسلك اليهود والنصارى فى قوله: (لتتبعن سنَنَ من قبلكم... اليهود والنصارى) الحديث متفق عليه.
وهذا الذى فعله الظواهرى معى هو ما فعله اليهود مع عبد الله بن سلام، قالوا عنه (خيرنا وابن خيرنا، فلما قال ما لم يعجبهم قالوا: شرنا وابن شرنا) والحديث متفق عليه، وذكرته فى الحوار الصحفى.
الظواهرى قال لى: (علاقتك بنا رَفَعت عنا الحرج أمام الجماعة الإسلامية، لأنهم يقولون إن معهم عالم وهو الشيخ عُمر عبد الرحمن وأنت كل الناس يشهدون بعلمك) هذا عام ١٩٩١م، وفى مطلع عام ١٩٩٤م اطلع الظواهرى على كتاب (الجامع) وأنا أراجعه المراجعة النهائية وقال لى: (هذا الكتاب فتح من الله تعالى)، وأعلنوا فى مجلتهم (المجاهدون) ـ التى كانت تصدر من لندن ـ عن قرب إصدار هذا الكتاب ووصفونى بأننى (مفتى المجاهدين فى العالم)، وأننى (العالم المرابط والمفتى المجاهد)، هذا كلامهم.
فلما كتبت (الوثيقة) قالوا: (فقهاء المارينز) و(هذه ديانة أمريكية جديدة) و(كتبت بإشراف الحملة الصليبية اليهودية). أليس تقلبهم هذا هو كما فعل اليهود مع عبد الله بن سلام، رضى اللّّه عنه؟ وفك الله أسر عُمر عبد الرحمن وأسرنا وجميع أسرى المسلمين.
ثم إن الظواهرى قال إن (الوثيقة) كتبت برعاية أمريكية، وفى نفس كتابه (التبرئة) ناقض نفسه وأقرّ بأننى - ومنذ أربعة عشر عامًا ـ نهيتهم عن الصدام فى مصر وانتقدت الجماعات الإسلامية ونهيت عن الغدر فى دار الحرب لمن دخلها بالتأشيرة وأنها أمان، اعترف الظواهرى بأن هذا هو كلامى القديم الموجود فى كتاب (الجامع) الذى وصفه بأنه (فتح من الله)، وهذا الكلام هو ما ذكرته فى (الوثيقة) عام ٢٠٠٧م.
فهل عندما كتبت هذا الكلام نفسه فى (الجامع) عام ١٩٩٣م كنت فى حجز أى جهاز أمنى؟ وهل كتبته محاباة لأحد؟. وفى عام ١٩٩٣م عندما أبعدتنا باكستان كان أمامى خيار اللجوء السياسى لأوروبا ورفضته، وعُرض عَلَىّ قبل ذلك أيضًا ورفضته، وفضّلت أن أعيش بين المسلمين فى البلاد المتخلفة رغم المخاطر الأمنية. فهل ما ذكرته فى (الجامع) كان برعاية صليبية يهودية؟
النبى، صلى الله عليه وسلم، قال: (ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟) قالوا: بلى يا رسول الله، قال: (الإشراك بالله، وعقوق الوالدين) وكان متكئًا فجلس فقال: (ألا وقول الزور) فمازال يكررها حتى قالوا: ليته سكت. الحديث متفق عليه.
فشهادة الزور من أكبر الكبائر وهى فسق، والظواهرى لا يستحى ويشهد زورًا عَلَىّ. فى حين أن الكفار يستحيون من الكذب، كما قال أبو سفيان لما سأله هرقل عن أحوال النبى، صلى اللّه عليه وسلم، لما أرسل إليه يدعوه إلى الإسلام، فبحث هرقل عن قومٍ من بلد النبى، صلى اللّه عليه وسلم، فأتاه حراسه برهطٍ فيهم أبو سفيان وكان كافرًا وذلك بعد الحديبية، قال هرقل: أيكم أقرب نسبًا بهذا الرجل الذى يزعم أنه نبى؟،
فقال سفيان: فقلت أنا أقربهم نسبًا، فقال: أدنوه منى وقربوا أصحابه فاجعلوهم عند ظهره، ثم قال لترجمانه: قل لهم إنى سائل هذا عن هذا الرجل فإن كذبنى فكذبوه، قال سفيان: (فو الله لولا الحياء من أن يأثروا علىّ كذبًا لكذبت عنه) الحديث متفق عليه. فهذا سفيان، رضى الله عنه، فى كفره قبل إسلامه استحى أن يكذب أمام أصحابه، والظواهرى الملقب بالشيخ المجاهد ـ يكذب على صفحات الكتب أمام العالم ولا يستحى.
عدل سابقا من قبل أبو الحسن حافظ بن غريب في 06.01.09 21:30 عدل 1 مرات