خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    إشكال في الاجتماع وصنع الطعام للميت

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية إشكال في الاجتماع وصنع الطعام للميت

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 26.11.08 10:25

    إشكال في الاجتماع وصنع الطعام للميت


    أحبتي تكلم جمع غفير عن حكم الاجتماع للميت فمنهم من أعده من النياحة لحديث جرير عند أحمد وغيره .
    لكن اين هم من حديث عائشة عند البخاري؟

    كم كنت اريد ان اسأل من أخذ بحديث جرير ما يقول في حديث عائشة

    أرجو من عنده فائدة فلا يبخل علينا نفعنا الله وإياكم لما فيه خير وصلاح .


    ===========


    عن عائشةَ زوج النبيّ صلى الله عليه وسلم

    " أنها كانت إذا مات المَيْتُ من أهلِها فاجتمعَ لذَلك النساءُ ثمّ تَفَرّقْن - إلا أهلَها وخاصّتَها - أمرَت ببُرْمَةٍ من تَلْبينةٍ فطُبِخَت , ثمّ صُنِعَ ثريدٌ فصُبّتِ التّلْبينَةُ عليها ثم قالت : كلنَ منها , فإِنّي سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول : التّلبينة مَجمّةٌ لفؤاد المريض , تَذهَبُ ببعضِ الحُزْن " .

    وهو لفظ البخاري ) ـ .


    ==========


    حديث عائشة دل على أمور منها :

    1-
    جواز الاجتماع عند أهل المصيبة.

    2-
    جواز اجتماع أهل المصيبة وغيرهم من الأصحاب والجيران.

    3-
    جواز صنع الطعام لأهل المصيبة والاجتماع عليه.

    أما حديث جرير :
    ففي مسائل الإمام أحمد لأبي داود أن الإمام أحمد قال فيه :ليس له أصل


    ==========


    هذا بحث للمسألة للشيخ أبي معاذ ظافر بن جبعان

    هذا رابطه :
    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=24014


    ===========


    كنت قرأت رسالة الأخ ظافر وعلّقتُ عليها

    وهذا بعض التعليق:

    "... فوجئتُ عندما قرأت رسالة الأخ ظافر فإني وجدته يقول عن التعزية :



    ومعلومٌ أن التعزية عبادة من العبادات...
    وكذلك يقول : ... وقد جعل الإسلام هذا الأصل من حق المسلم على المسلم، في تشييع جنازته، والصلاة عليه، والمشاركة في دفنه، وتعزية أهله من بعده، ورتب على ذلك الأجر العظيم والثواب الجزيل، كل ذلك لأجل التقارب والتراحم والتعاطف، وشرع أيضا مواساة أهله، والوقوف معهم، وتصبيرهم وتذكيرهم بالله، حتى لا يُقَطِّع الحزن جنانهم، ولا يدخل الشيطان عليهم بالوسوسة، وبالتحزين، وحتى لا يجرهم ذلك لفعل البدع والمنكرات.



    • ثم قال :
    وإذا عُلم أن التعزية سنة مشروعة، فإن البدعة لا تحيي سنة

    وقال :
    فإن التعزية مقصد، لما ورد من مشروعيتها، وفضلها، ولا وسيلة لتحصيلها في مثل هذه الأزمنة إلا باستقبال المعزين، والجلوس...


    والذي أريد أن أسأله للأخ ظافر من أين استقيت هذه الأحكام عن التعزية ؟


    أعني قولك عنها : سنة مشروعة ، أو مقصد شرعي ، وعبادة من العبادات ، ومن حق المسلم على أخيه المسلم ؟

    حبّذا لو تدلني على مراجعك العلمية لأستفيد منها .

    والذي فاجأني أيضاً قوله : وإن من المسائل التي كثر الكلام عليها بين أهل العلم مسألة الجلوس للتعزية، وخاصة في هذا الزمن، بل قد سمعت من بعضهم من يقول بأن الجلوس للتعزية بدعة منكرة"


    انتهى

    فكلامه يوحي أنها مسألة جديدة في زمننا وأنّ القول ببدعيّتها محدث وجديد .


    مع أننا نعلم أن العلماء من لدن الصحابة إلى زمننا يصفون التصدي للعزاء بأنه بدعة منكرة

    وقد ذكر الأخ ظافر بعض كلامهم في رسالته ، فلماذا نسيه ؟



    ثمّ عاد ففاجأني بقوله : اختلف العلماء ـ رحمهم الله تعالى ـ في مسألة الجلوس للتعزية على قولين : ..."

    انتهى

    فأوحى للقارئ أنّ المسألة فيها خلاف بين العلماء أو المذاهب قديماً .

    واستدلّ لكلامه فقال :


    نُقل عن الإمام أحمد ـ رحمه الله تعالى ـ الرخصة في ذلك، فقد نَقل ابن مفلح(ت 884هـ)، والمرداوي (ت885هـ) ـ رحمهما الله تعالى ـ عنه (الرخصة لأهل الميت، نقله حنبل واختاره المجد؛ وورد عنه أيضاً الرخصة لأهل الميت ولغيرهم، وقال بكراهته إذا كان فيه تهيج للحزن)(2).


    وقال ابن قدامة(ت620هـ) ـ رحمه الله تعالى ـ:( وجملته أنه يستحب إصلاح طعام لأهل الميت، يبعث به إليهم، إعانة لهم، وجبرا لقلوبهم؛ فإنهم ربما اشتغلوا بمصيبتهم وبمن يأتي إليهم عن إصلاح طعام لأنفسهم).



    فقول ابن قدامة:(وبمن يأتي إليهم) فيه دليل على أن الاجتماع للعزاء هو قوله. اهـ


    والكلام الذي نقله عن الإمام أحمد غير واضح و لا مفهوم والمعروف عنه خلافه

    وهو المنصوص عليه في كل كتب الحنابلة .

    قال المرداوي الحنبلي :(
    ويكره الجلوس لها، هذا المذهب وعليه أكثر أصحابنا ونص عليه، قال في الفروع: اختاره الأكثر، قال في مجمع البحرين: هذا اختيار أصحابنا


    والذي أريد أن أسأله للأخ ظافر : إذا كان ابن قدامة الحنبلي في كتابه المغني يفتي بكراهة الجلوس للعزاء ولم ينقل قولاً مخالفاً لا في مذهبه ولا في غيره

    فكيف يصح أن تنسب إليه القول بالجواز ؟!

    والواضح في النص الذي نقلته عن ابن قدامة أنه يتكلّم عن صنع الطعام لأهل الميت وأنه مستحب

    ولكنكَ فهمت من قوله : فإنهم ربما اشتغلوا بمصيبتهم وبمن يأتي إليهم عن إصلاح طعام لأنفسهم)

    أنه يقول بالجواز


    وهذا الفهم بعيد ، لأنّك حمّلت الكلام أكثر مما يحتمل ونسبتَ للرجل خلاف قوله ثم قلتَ : اختلف العلماء ؟


    • حبذا يا أخ ظافر أن تدلنا على أسماء العلماء الأوائل الذين صرّحوا بجواز الجلوس للعزاء ، لكي نضعهم في مقابلة العلماء الآخرين وننظر في أدلة كل طرف .

    ـ ثمّ يتابع الأخ ظافر فيقول واستدلّوا لهذا القول بأدلة منها :

    الدليل الأول:

    حديث عائشة ـ رضي الله عنها ـ في الصحيحين: (أنها كانت إذا مات الميت من أهلها فاجتمع لذلك النساء ثم تفرقن ـ إلا أهلها وخاصتها ـ أمرت ببُرْمَةٍ من تَلبينة فطبِخَت, ثمّ صنع ثريدٌ فصُبّتِ التّلْبينَةُ عليها

    ثم قالت: كلنَ منها, فإِنّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "التّلبينة مَجمّةٌ لفؤاد المريض, تَذهبُ ببعضِ الحُزْن"(1).


    فهذا الحديث فيه الدلالة على أنهم كانوا لا يرون في الاجتماع بأساً، لا اجتماع أهل الميت، ولا اجتماع غيرهم معهم، ففي الحديث "أنها كانت إذا مات الميت "

    فهذا يدل على أنها كانت عادة عندهم، إذا مات الميت اجتمع لذلك أهل الميت، وفي الحديث "ثم يتفرقون" ولا يتفرقون إلا بعد اجتماع، ويبقى أهلها وخاصتها

    مما يدلّ على أن غيرهم كان معهم ثم ذهب، كما أن أهل الميت يصنعون لأنفسهم طعاماً، فهو من صنعة الطعام .

    انتهى

    • وهنا أعود فأسأل الأخ ظافر من هو الإمام الذي استدل بهذا الحديث ؟

    أمّا البخاري فقد استدل به في باب الأطعمة وفي باب الطب ، ولم يستدل به في باب العزاء !!

    وأما الإمام مسلم فقد استدل به في باب السلام .

    وقال شارحه : وإنما كانت عائشة رضي الله عنها تصنع ذلك لأهل الميت لأنهم شغلهم الحزن عن الغذاء فيشتد عليهم حرارة الجوع والحزن فإذا أكلوا ذلك سكنت عنهم تلك الحرارة


    انتهى

    وأمّا أنا فيدفعني الفضول لمعرفة من الذي استدل بهذا الحديث من العلماء في جواز الجلوس للعزاء ؟

    وأمّا بخصوص ما فهمه الأخ ظافر من الحديث فإني أرى أنه قد تكلّف جداً حتى خرج بهذا المعنى ، وأظن أنه لم يُسبق إليه .

    يا أخ ظافر إن علماء هذه الأمة لم يمنع واحد منهم الاجتماع عند أهل الميت عند مصيبة الموت لكي يعينوهم ويقفوا معهم في مصيبتهم ويؤدوا إليهم حقوقهم

    وهذا الأمر معروفٌ قديماً وحديثاً

    فبمجرّد وصول نبأ الوفاة يهرع الأقارب والجيران والأصدقاء إلى بيت الميت ليقدّموا العون الممكن وليصبّروا أهل الميت ويساعدوهم في أمور التغسيل والتكفين والصلاة والدفن

    ثم بعد ذلك ينصرفون إلى حوائجهم

    ويبقى المقرّبون من أهل الميت من أقاربه وذويه

    ثم بعد ذلك ينصرفون هم أيضاً

    وهذا المفهوم من حديث عائشة

    ولكن هذا لا علاقة له بمجلس العزاء الذي يقام في الأيام التالية وعلى الهيئة المعروفة !


    وأما الدليل الثاني الذي ساقه الأخ ظافر فهو :

    الدليل الثاني:
    استدلوا بما روته عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت:( لما جاء النبي صلى الله عليه وسلم قتلُ ابن حارثة و جعفر وابن رواحة جلسَ يُعرفُ فيه الحُزنُ، وأنا أنظرُ من صائر الباب شق الباب
    فأتاه رجلٌ فقال: إن نساء جعفر ـ وذكر بكاءهن
    فأمره أن ينهاهن فذهب، ثم أتاه الثانية لم يطعنه
    فقال: إنهَهُن، فأتاه الثالثة قال: والله غلبننا يا رسول الله، فزعمت أنه قال:"فاحثُ في أفواههـن التراب"

    فقـلت: أرغم الله أنفك، لم تفعل ما أمرك رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم تترك رسول الله صلى الله عليه وسلم من العَنَاء).


    انتهى

    وأنا أسأل الأخ ظافر :
    مَنْ استدل بهذا الحديث على جواز مجالس العزاء ؟

    فقد رواه البخاري واستدل به في باب الجلوس عند المصيبة يُعرف فيه الحزن .

    قال شارحه : أي جلس حزيناً ، وعدل إلى قوله : يُعرف ، ليدل على أنه صلى الله عليه وسلم كظم الحزن كظماً .

    وكان ذلك القدر الذي ظهر فيه من جِبِلَّة البشرية .

    وهذا موضع الترجمة ، وهو يدل على الإباحة لأن إظهاره يدل عليها .

    نعم

    إذا كان معه شيء من اللسان أو اليد حرم .

    انتهى

    وكذلك فعل أبو داود ، أما الإمام مسلم فقد استدل به في التشديد في النياحة وأما النسائي ففي النهي عن البكاء على الميت .

    والواضح في الحديث يا أخ ظافر أن الرجل الذي دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يعزّه بل جاءه ليخبره ببكاء نساء جعفر عليه فأمره أن ينهاهن عن البكاء .

    فما وجه الاستدلال ؟

    ثم إنّ كلامنا في مجالس التعزية خاصّة وليس في كل جلوسٍ يجلسه المرء ويمكن أن يُعزّى فيه !

    فهذا في علمي لم يمنعه أحد .

    وأما الأدلة الأخرى التي ساقها الأخ ظافر فهي كما قال : كلها ضعيفة لا تثبت ولا يحتج بها


    ومع ذلك فإنه أيضاً تكلّف في تحميلها المعنى الذي يريده وهي لا تحتمله .

    ثم ختم الأدلة بقوله : الدليل السادس:

    ومما يدل على جواز الاجتماع للتعزية
    أن الاجتماع للعزاء من العادات، وليس من العبادات
    بناء على الأصل، والأصل في الأشياء الإباحة
    وهذا ظاهر من حديث أم المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها : ( أنها كانت إذا مات الميت من أهلها فاجتمع لذلك النساء ثم تفرقن ... الحديث).

    فقول : (أنها كانت إذا مات الميت من أهلها فاجتمع لذلك )
    أنه كان عادة عندهم، ولم أرَ أحداً من العلماء ـ مع بحثي القاصر ـ
    قال: إن الاجتماع للعزاء عبادة
    ومعلوم أن البدع لا تكون في العادات المحضة، إلا إذا اعتقد بها التقرب إلى الله تعالى ، وليس لها أصل في الشرع
    فهذه العادة تصبح بدعة.


    انتهى

    ثم استشهدَ بقول شيخ الإسلام ابن تيمية :

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية
    (ت728هـ) ـ رحمه الله تعالى :

    (
    فهذا أصل عظيم تجب معرفته والاعتناء به، وهو أن المباحات إنما تكون مباحة إذا جعلت مباحات، فأما إذا اتخذت واجبات أو مستحبات كان ذلك ديناً لم يشرعه الله).

    وأقول :

    يا أخ ظافر ألا ترى معي أن كلام شيخ الإسلام واضح في حسم المسألة ، لأنه كما تعلم أن مجالس العزاء صارت عند الناس من الواجبات والمستحبّات

    ولذلك قال العلماء عنها : إنها بدعة منكرة .

    وكذلك

    قولك في العادات المحضة ، فهل هذه المجالس عادات محضة ؟

    وأنت الذي قلتَ إن التعزية عبادة وسنة ومقصد ، وهذه المجالس وسيلة إليها

    فكيف تجعلها عادات محضة !

    فإذا أتاك من يقول إن الاحتفال بالمولد النبوي هو من العادات المحضة وهو مباح

    فهل سترضى بذلك ؟

    ثم إن المباحات ليست بإطلاق

    كما قال الإمام الشاطبي :

    " إن كل مباح ليس بمباح بإطلاق ، وإنما هو مباح بالجزء خاصة ( أي بالنظر إليه في ذاته )

    وأما بالكل ( أي بالنظر فيما يتعلّق به من الأفعال ) فهو إما مطلوب الفعل ، أو مطلوب الترك "

    انتهى

    فإذا تجاوزنا معك وقلنا إن الجلوس للعزاء بحد ذاته مباح

    ونظرنا فيما يتعلّق به من الأفعال

    لوجدنا أنه يتعلّق به الكثير من البدع والمنكرات والتكاليف والإزعاجات والإرهاق والإثقال

    وتضيع لبعض المصالح كما هو مشاهد ، وكما أشرتَ إليه في رسالتك

    ومن ثمَّ

    فإنه مطلوب الترك ولم يعد مباحاً .

    فكيف و في الأصل لم نسلم لك بأنه مباح ؟

    ثم

    أسألك يا أخ ظافر لماذا كل هذا التضخيم في كلامك حين تقول :


    فدلت الأحاديث والآثار على أن السلف كانوا لا يرون بأساً في الاجتماع...

    أما الجلوس للتعزية فقط فهذا لا يُعلم أن أحداً من السلف قال: إنه من النياحة وحده، أو أنه نهي عنه، بل حديث عائشة ـ رضي الله عنها ـ حديث التلبينة ـ الذي استدل به أصحاب القول الأول يرده.


    ومما يدل على اجتماع السلف ما ذكره ابن حجر


    فهذا أبو النضر يذكر أنهم كانوا عند المسعودي وهو يُعزى في ابن له، مما يدل أن السلف كانوا يجتمعون، وليس فيه بأس.


    قلت: أما قوله ـ رحمه الله تعالى ـ:( التصدي للعزاء بدعةٌ ومكروه) فيُرد على هذا القول بالأدلة والآثار الصحيحة التي استدل بها أصحاب القول الأول. انتهى

    والسؤال :

    ]


    عدل سابقا من قبل الشيخ إبراهيم حسونة في 26.11.08 10:37 عدل 1 مرات
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: إشكال في الاجتماع وصنع الطعام للميت

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 26.11.08 10:27

    • أين الأحاديث والآثار التي تتكلم عنها وتوحي للقارئ بكثرتها

    ولم تذكر سوى حديث عائشة الذي لم يستدل به أحد من السلف على ما ذهبتَ إليه ،

    بل وليس فيه ما يساعد على قولك بالجواز .

    • وأين الدليل على أن السلف كانوا يجتمعون للعزاء ؟

    أمّا قصة المسعودي ( في رسالتك يوجد خطأ مطبعي فوفاته كانت 160هـ وليس 65هـ ) فليس فيها دليل على وجود مجلس عزاء

    ثم هب أنه فعل ذلك

    فهل فعله بالضرورة يكون جائزاً

    ألم تنح بعض الصحابيات على موتاها رغم النهي النبوي عنها

    أم سيأتي من يبيح النياحة لفعلهنّ !!!


    ـ
    ثم يا أخ ظافر الإمام مالك نهى عن الجلوس للعزاء وأبو حنيفة والشافعي وأحمد وكل من كان في طبقتهم

    وأنت لا أدري لماذا لا تعتبرهم سلفاً

    في حين تعتبر ابن حجر العسقلاني الذي جاء بعدهم بسبعة قرون فتقول عنه إنه هو السلف ؟

    وهذا قولك : إن فهم الحديث الشريف لا يكون إلا بما فهمه السلف الصالح ـ رحمهم الله تعالى

    فهذا ابن حجر يقول في شرحه لهذا الحديث : ( وفي هذا الحديث من الفوائد أيضاً جواز الجلوس للعزاء بسكينة ووقار).

    ومع ذلك

    فإنّ كلام ابن حجر ليس فيه إباحة مجالس العزاء

    بل

    هو يعني مطلق الجلوس وهذا لا خلاف فيه

    ( بمعنى أن الرجل إذا كان جالساً في بيته أو متجره أو بستانه فأتاه من يعزيه بميّته فهذا مشروع ، لا أن يُحدث مجلساً خاصّاً للعزاء ! )

    وهذا هو مقصود ابن حجر وهو شافعي المذهب ولم يُخالف أحدٌ من الشافعية في مسألة كراهية مجالس العزاء !

    يا أخ ظافر إذا كنتَ تريد أن تعرف ما هو فهم السلف لهذه المسألة فبإمكانك أن تنظر في فهارس كتب السنّة لتجد أنهم كانوا يبوّبون فيقولون كما في


    سنن ابن ماجة:

    باب ما جاء في النهي عن الاجتماع إلى أهل الميت وصنعة الطعام




    وجاء في مصنف ابن أبي شيبة

    ما قالوا في الإطعام عليه والنياحة

    ثم روى

    11348 حدثنا معن بن عيسى عن ثابت عن قيس قال:
    أدركتُ عمر بن عبد العزيز يمنع أهل الميت الجماعات

    يقول:

    ترزؤون وتغرمون.

    و إسناده حسن.

    11349 حدثنا وكيع عن مالك بن مغول عن طلحة قال: قدم جرير على عمر رضي الله عنهما فقال: هل يناح قِبلكم على الميت ؟
    قال: لا.
    قال : فهل تجتمع النساء عندكم على الميت ، ويطعم الطعام ؟
    قال: نعم.
    فقال: تلك النياحة.


    وهذا إسناد صحيح عند من اكتفى من الثقة غير المدلس المعاصرة فقط لمن يحدث عنه ، وطلحة بن مصرّف قد عاصر جريراً ، وكلاهما سكنا الكوفة.( وطلحة ثقة كبير ) وهذا هو مذهب جمهور المحدّثين ، إلا أنّ البخاري رحمه الله اشترط في صحيحه المعاصرة والتصريح بالسماع ،


    وإذا كان الأخ ظافر ( وقد ضعّفَ هذا الأثر ) يعُدّ هذا الشرط ضرورياً ، فإنه يلزمه أن يضعّف نصف الأحاديث النبوية التي رواها الإمام مسلم وأصحاب السنن والمسانيد !!!

    ولم أجد من نفى سماع طلحة من جرير ، بل إنّ ابن معين نفى سماع طلحة من أنس رضي الله عنه ، مع أنّ البخاري ومسلم والنسائي رووا لطلحة عن أنس !


    فهذان أثران صحيحان يبيّن فيهما السلف أن الاجتماع عند الميت للعزاء منهي عنه !

    وبهذا نجد أنّ قول الأخ ظافر :

    " أما الجلوس للتعزية فقط فهذا لا يُعلم أن أحداً من السلف قال: إنه من النياحة وحده، أو أنه نهي عنه ".

    غير صحيح .

    والعجيب

    أن الأخ ظافر يقول في رسالته : ولا خلاف في تحريم المآتم .
    والسؤال


    ما الفرق بين المآتم ومجالس العزاء ؟؟

    إذا كان الشافعي يقول : "والمأتم هي الجماعة وإن لم يكن لهم بكاء "
    وهل مجالس العزاء عندكم هي للأفراح ، أم تجدد الحزن ؟

    والأعجب من ذلك أن الأخ ظافر وبكل بساطة أتى إلى حديث جرير البجلي وهو :

    " كنا نعد الاجتماع إلى أهل الميت وصنعة الطعام بعد دفنه من النياحة " فضعّفه وزعم أنّ الدارقطني قد أعلّه !!!

    وبعد ذلك أعلن أنه لم يبقَ للمانعين أي دليل يعتمدون عليه .


    مع أن الحديث صحيح باتفاق كل العلماء المحدّثين الأوائل والأواخر

    وهذا الأثر صححه الإمام النووي كما في المجموع.

    وقال البوصيري في مصباح الزجاجة :

    (إسناده صحيح رجال الطريق الأول على شرط البخاري، والثاني على شرط مسلم).

    وصححه الألباني في أحكام الجنائز، وفي صحيح ابن ماجه.

    بل قال شارحه السندي :

    قوله :

    " كنا نعدّ الاجتماع .. هذا بمنزلة رواية إجماع الصحابة ، أو تقرير النبي صلى الله عليه وسلّم

    وعلى الثاني فحكمه الرفع ، وعلى التقديرين فهو حجّة .."


    وأمّا تضعيف الأخ ظافر للحديث بكل طرقه فلا يمكن أبداً ، قد يضعّف أحد طرقه

    أمّا أصل الحديث وبكل طرقه فهذا غير ممكن وغير مقبول وفيه خروج على قواعد علم الحديث ، وعلى إجماع أئمة هذا الشأن .


    ولبيان ذلك أقول :

    أولاًـ إن حديث الطبراني بمفرده كاف وواف ، وهو:
    2278 حدثنا أحمد بن يحيى الحلواني ثنا سعيد بن سليمان عن عباد بن العوام عن إسماعيل عن قيس بن أبي حازم قال: قال جرير بن عبد الله رضي الله عنه : ....... الحديث
    وهذا إسناد في غاية الصحة

    ثانياً ـ بالنسبة لتدليس هشيم فهذا مُسلّم به ، ولكن ما هي رتبة هذا الإسناد إن سلمنا أن هشيم قد دلس فيه ، خاصة وأن شيخ هُشيم الذي دلسه قد عُرف وهو شريك بن عبد الله القاضي.
    قال عنه الحافظ في التقريب: صدوق يخطئ كثيراً ، تغير حفظه منذ ولي القضاء بالكوفة ، وكان عادلاً فاضلاً عابداً شديداً على أهل البدع.

    وقال الذهبي: .. أحد الأعلام وثّقه ابن معين
    وقال غيره سيء الحفظ ، وقال النسائي: ليس به بأس
    هو أعلم بحديث الكوفيين من الثورى قاله ابن المبارك.

    وهذا يعني أن هذا الإسناد يصلح للاعتبار عند جميع المحدثين المتشددين منهم وغيرهم

    والغريب

    أن الأخ ظافر قد أهمل الحديث ولم يجعل له أي اعتبار .

    ثالثاً ـ

    يقول الأخ ظافر : إن الدارقطني أعلَّ إسناد عباد بن العوام

    ولا أعلم كيف فهم هذا من كلام الدارقطني

    فمن المعلوم لمن طالع في كتاب علل الدارقطني أن الدارقطني يتكلم فيه على الأحاديث والأسانيد على وجه عام فيصحح تارة ويضعّف أخرى، ويتكلم على الرجال فيضعّف تارة ويوثق أخرى ....

    ولم يقل أحدٌ من أهل العلم أن مجرد مرور ذكر إسناد أو حديث في علل الدارقطني هو إعلالٌ لهذا الحديث منه

    خاصة إذا كان إيراد الإسناد ، كما في حالتنا هذه ، في معرض تبيين أصل الحديث ، ورواياته ، أو ما صح من أسانيده أو بذكر المخالف ، أو رجحان الآخر ... .


    فلماذا الطعن في إسناد عباد بن العوام ، وهو إسناد صحيح بلا خلاف ؟!

    وطريقه مغايرة لطريق هشيم !!

    ولماذا إلصاق هذا الطعن بالإمام الدارقطني وهو منه بريء ؟؟

    وإليكم عبارة الدارقطني التي ساقها الأخ ظافر قال :

    " .. وأعله الدارقطني (كذلك)، فقد سئل عن حديث قيس عن جرير رضي الله عنه:

    (كانوا يرون الاجتماع إلى أهل الميت، وصنع الطعام من النياحة)

    فقال:
    يرويه هُشيم بن بشير واختلف عنه فرواه سريج بن يونس والحسن بن عرفة عن هُشيم عن إسماعيل عن قيس عن جرير، ورواه خالد بن القاسم المدائني. ( قيل: ثقة؟، قال ـ أي الدارقطني ـ: لا أضمن لك هذا.
    خرجوه عن هُشيم عن شريك عن إسماعيل، ورواه أيضا عباد بن العوام عن إسماعيل كذلك .

    والسؤال :

    أين ذكر إعلال هذا الحديث في كلام الدارقطني ؟؟؟

    أرجو من الأخ ظافر أن يعيد النظر في هذه المسألة .

    وكذلك

    فإن قول الأخ ظافر إن النياحة يكون فيها أمران مجتمعان :
    الاجتماع للعزاء وصنعة الطعام ، ولا تكون بواحد منهما منفرداً


    وهذا بعيد لأن قول جرير البجلي : كنا نعد الاجتماع إلى أهل الميت وصنعة الطعام بعد دفنه من النياحة "

    ليس يلزم منه إقترانهما ضرورة .

    وهذا ما فهمه العلماء في جميع المذاهب

    [/size]


    عدل سابقا من قبل الشيخ إبراهيم حسونة في 26.11.08 10:51 عدل 1 مرات
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: إشكال في الاجتماع وصنع الطعام للميت

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 26.11.08 10:28

    وقد نقلتُ بعض أقوالهم في رسالتي . وبدليل تفريقهم بين ذكر الإطعام وبين النياحة :[/size]



    جاء في مصنف عبد الرزاق
    باب الصبر والبكاء والنياحة.


    ثم روى

    6689 عبد الرزاق عن الثوري عن هلال بن خباب عن أبي البختري قال:

    الطعام على الميت من أمر الجاهلية ، وبيتوتة المرأة عند أهل الميت من أمر الجاهلية، والنياحة من أمر الجاهلية.
    وهذا إسناد حسن.



    وجاء في مصنف ابن أبي شيبة

    ما قالوا في الإطعام عليه والنياحة.


    ثم روى


    11346 حدثنا وكيع بن الجراح عن سفيان عن هلال بن خباب عن أبي البختري قال:

    الطعام على الميت من أمر الجاهلية ، والنوح من أمر الجاهلية.

    وهذا إسناد حسن كما سبق.



    ثمّ

    ختم الأخ ظافر رسالته بهذه النتيجة :



    الراجح في هذه المسألة:



    الذي ترجح لي في هذه المسألة هو القول الأول، فلا بأس بالجلوس لاستقبال المعزين وذلك بشروط:



    أ- أن يخلو المجلس من المنكرات، والبدع.



    ب- ألاَّ يكون فيه تجديد للحزن، وإدامة له.



    ت- ألاَّ يكون فيه تكلفة مالية على أهل الميت، وإثقال عليهم.



    د- ألاَّ يصاحب الجلوس نياحة، أو تسخط، أو جزع.



    هـ- ألاَّ يطيل المعزي المكث عند أهل الميت، حتى لا يفضي ذلك إلى الإثقال عليهم.



    ز- ألا يكون في جلوسه تضييع لمصالحه الشخصية، أو لمصالح المسلمين.



    فإذا كان مجلس العزاء خالياً من هذه المحاذير فالجلوس فيه مباحٌ لا بأس به. والله ـ تعالى ـ أعلم.



    يا أخ ظافر ولمّا كانت مجالس العزاء لا تخلو عن واحدة من هذه المحاذير

    ألم يكن من الأولى ترجيح القول الثاني

    (الذي عليه كل المذاهب السلفية والخلفية) في منع هذه المجالس .



    ولكنني أجدك قد أخذت بحديث عائشة فضخّمته جداً ثم رحت تبطل به حجج كل العلماء وأخبار السلف وفتاوى المذاهب وهو لا يحتمل ذلك .

    أرجو من الأخ ظافر أن يكون صدره رحباً ويتسع لما أقول .


    وفي الحقيقة

    أنني كنت أتمنى أن أقع في رسالتك على أمر يمكنني به أن أترخّص في هذا الأمر
    الذي يسبب لي ضغطاً اجتماعياً ولكنني لم أجد .

    والسلام عليكم .


    ========


    جزاك الله خيرا أخي أبو ادريس على ما قدمت

    وللفائدة

    توجد رسالة باسم -التروية في بيان حكم الجلوس للتعزية- من تأليف مليحان بن مهرج الفايد الرشيدي, مراجعة فضيلة الشيخ بدر بن عبدالله البدر

    والرسالة مفيدة في هذا الباب

    وقد انتهى بان الجلوس للعزاء بدعة.

    وملحق بالرسالة جزء فيه تخريج حديث جرير بن عبدالله البجلي رضي الله عنه.
    هذا مااردت ان اشارك به مختصرا.


    واخيرا,

    اقول كما قال اخي ابو ادريس:
    وفي الحقيقة أنني كنت أتمنى أن أقع في رسالتك-يا اخ ظافر- على أمر يمكنني به أن أترخّص في هذا الأمر
    الذي يسبب لي ضغطاً اجتماعياً ولكنني لم أجد .

    والسلام عليكم


    ========


    السلام عليكم

    وبارك الله فيكم


    بداية أرجو من الإخوة المشاركين الذين نقلوا أن مذهب أحمد هو جواز هذه المجالس أن يدلوني على مكان هذه الرواية ؛

    فالكتب التي ذكرتموها ليست عندي.



    والذي وجدته في كتب المذهب الحنبلي هو عدم الجواز سواء في (المغني) أو (الإنصاف) أو غيرها





    وبخصوص ما قيل أن الإمام أحمد


    قال عن حديث جرير : (لا أصل له)
    فهذا بعيد جدًا فيما أرى.


    وذلك لأسباب :



    إن هذا القول لا وجود له في النسخة المدنية لـ (مسائل الإمام أحمد) لأبي داود!




    وإنما ـ حسب ما ورد في نسخة رشيد رضا ـ هذا القول وجدوه في ورقات وجدوها مرفقة في آخر النسخة الدمشقية (الظاهرية) فأضافوها إلى النسخة المطبوعة .




    إن جميع المحدّثين عندما تعرّضوا للكلام على هذا الحديث لم يذكروا قول الإمام أحمد هذا!

    فلو كان معروفًا ومحفوظًا عندهم لذكروه .




    قال الإمام البوصيري في (مصباح الزجاجة) بعد روايته لحديث جرير :

    ((هذا إسناد صحيح ، رجال الطريق الأول على شرط البخاري
    و الثاني على شرط مسلم ..))
    انتهى [1/535]




    فحديث بهذا الإسناد كيف يُعقل أن يقول عنه الإمام أحمد لا أصل له؟؟!!




    روى هذا الحديث الإمام أحمد في مسنده ، وأحمد بن منيع في مسنده ، وابن ماجه في سننه بالسند المتصل ومع المتابعات

    ولم يطعن فيه أحدٌ من أئمة علم الحديث

    فلا يُعقل أن يقول فيه الإمام أحمد (لا أصل له)!!



    قال الإمام السندي في شرح هذا الحديث:

    ((قوله (كنا نرى)

    هذا بمنزلة رواية إجماع الصحابة رضي الله عنهم
    أو
    تقرير النبي صلى الله عليه وسلم

    وعلى الثاني فحكمه الرفع
    وعلى التقديرين فهو حجة ؛


    ثمّ قال :

    (( وبالجملة فهذا عكس الوارد

    إذ الوارد أن يصنع الناسُ الطعامَ لأهل الميت

    فاجتماع الناس في بيتهم حتى يتكلَّفوا لأجلهم الطعام قلبٌ لذلك

    وقد ذكر كثير من الفقهاء أن الضيافة لأهل الميت قلبٌ للمعقول

    لأن الضيافة حقها أن تكون للسرور لا للحزن!))

    انتهى حاشية السندي على ابن ماجه.


    والسلام عليكم



    والنقل
    لطفـــــــــاً .. من هنـــــــــــــا

      الوقت/التاريخ الآن هو 26.11.24 19:57