فوائد من كتاب كيف تصبح فصيح اللسان ؟ ؟
( بسم الله والحمد لله والصة والسلام على رسول الله وإخوانه وآله ومن لاه .. أما بعد )
الحق أنني ترددتُ أين أطرح هذا الموضوع ، أفي قسم اللغة العربية ، أم في المنتدى العام ، و آثرتُ العام ، فأرجو أن لا تثريب عليّ يغفر الله لنا و هو أرحم الراحمين
فوائد من كتاب كيف تصبح فصيح اللسان ؟
هذا عنوان كتاب لمحمد محمد صافي مستغانميّ من طبع مكتبة الصحابة الطبعة الأولى 1427 هـ
يشتمل الكتاب على بابين : الباب الأول تحدث فيه المؤلف عن البيان العربي و صناعة الإنشاء ، و الباب الثاني ذكر فيه عن جملة مختارة من خطب العرب و رسائلهم و وصاياهم و حكمهم و أمثالهم .
تكلم المؤلف مجيباً عن هذا السؤال العريض (كيف تصبح فصيح اللسان ؟ )
و لخص الإجابة :
بأنه ينبغي أن تؤخذ اللغة من معينها الحقيقيّ ، و ذلك يكون بحفظ كتاب الله و سنة رسول الله – صلى الله عليه و سلم - ، و أشعار العرب و حكمهم و أمثالهم ، و خطبهم ، و نوادرهم ، و العناية بعلوم الآلة كالنحو و الصرف و البلاغة ، و ما أشبه ذلك
و في هذه المشاركات سأهتمُّ أولاً بالفوائد من هذا الكتاب ، ثمَّ بعد ذلك نأتي على الجانب العملي ، و ربما جاء ذكرٌ للجانب العملي أثناء ذلك ، لكن محله بعد الانتهاء من سرد الفوائد
و الكتاب في نظري كان جميلاً ، و سأنتقي من فوائده – إن شاء الله – ما تيسر ، و من نافلة القول التذكير باختلاف الناس في الاختيار ، تبعاً لاهتماماتهم ، و أذواقهم ، و علمهم ، و غير ذلك من العوامل .
أما الإجابة المجملة عن سؤال هذا الكتاب
فقد تقدمت آنفاً
و إليك أخي الحبيب شذراتٍ من الأجوبة التفصيلية
عن هذا السؤال إما تصريحاً ، أو تلميحاً ، أو فوائد شوارد ، و أنا في هذا كلِّه طالب للاستفادة من إخواني الأكارم ، لن أعدم من أحد منهم فائدة ، أو تصحيحاً ، أو سؤالا ، أو مناقشةً ، و إن كنتُ أقترح أن يكون ذلك بعد انتهائي من سرد هذه الفوائد ؛ حتى يتسنى للقارئ المبارك القراءة المتواصلة من دون تشويش ، و أنقل الفائدة من الكتاب و قد يكون المؤلف نقلها من كتبٍ أخرى ، فإن نشطتُ ذكرتُ المصدر ، و إلاّ كانت خلواً منه – و هي الأغلب أعاذنا الله من الكسل - و علمَ الله أني أفرح بأي فائدة , أو تصحيح خطأ ، فالمرء إنما هو بإخوانه .
- 1 -
- أفاض أبو هلال العسكريّ في الصناعتين ، و أبو إسحاق الحصري في زهر الآداب في ذكر الأقوال المتعلقة بالبلاغة و البلغاء ، و منها :
- البلاغة قولٌ يسير ، يشتمل على معنىً خطير .
- البلاغة تقرير المعنى في الأفهام من أقرب وجوه الكلام .
- البلاغة صواب في سرعة جواب .
- ثم قال المؤلف :
و إذا أردنا تلخيص هذه التعاريف في كلمات موجزة يمكن أن نقول كما رجحه كثير من الباحثين بأن البلاغة :
هي مطابقة الكلام لمقتضى الحال مع فصاحته .
- و قيل في وصف الكلام البليغ :
- كلامٌ يمتزج بأجزاء النفس لطافةً ، و بالهواء رقةً ، و بالماء عذوبةً
- أبلغ الكلام : ما حسُن إيجازه ، و قلَّ مجازه ، و كثر إعجازه ، و تناسبت صدوره و أعجازه .
- 2 -
- و من حِكَم العرب المأثورة :
المرء مخبوء تحت لسانه
و
لسان المرء جماله في المحافل
و
سلاحه في الجحافل
و
المرءُ لا يُعرف قدره إلا بعد تحدثه ، فإن تكلم و أحسن و أجاد ، تطلعت إليه العيون و ساد ، و إن أصابه عِيٌّ أو حصرٌ أعرض عنه السامعون ، و انصرف عنه الحاضرون .
يوضحه قول زهير :
و كائن ترى من صامتٍ لك معجِبٍ زيادته أو نقـصه في التــكلمٍ
لسان الفتى نصفٌ ، و نصـفٌ فؤاده فلم يبقَ إلا صورة اللحم و الدم
- و قد تطلق كلمة اللسان و يراد بها الذِّكر الحسن ، و الصيتُ الجميل
قال تعالى على لسان خليله إبراهيم – صلى الله عليه و سلم –
" و اجعل لي لسان صدق في الآخرين "
أي اجعل لي ثناءً حسناً فيمن بعدي .
- "و عن ابن عمر – رضي الله عنهما – أنَّ رجلاً أتاه فقال له : ما تقول في رجلٍ ماتَ و ترك أخوه و أبوه ؟ فقال ابن عمر : ويحك ، أباه و أخاه ، فقال الرجل : فما لأباه و أخاه ؟ قال ابن عمر : أبيه و أخيه ، قال الرجل : قد قلتُ فأبيتَ . قال ابن عمر : إنا لله و إنا إليه راجعون ، ما فاتكَ من أدبك أضرُّ بك مما فاتك من ميراثك " الإبانه .
- 3 -
- لعلماء البلاغة أقوالٌ عديدة في تعريف الفصاحة .
و هم متفقون على أن الأصل اللغوي لكلمة الفصاحة مأخوذٌ من صِفة اللبن ، إذ تقول العرب : فصُحَ اللبن إذا أُخذت منه الرغوة .
قال ابن منظور في لسان العرب : " أفصح اللبن : ذهب اللّبأ عنه ، و فصُح اللبن إذا أُخِذت عنه الرغوة ...
و الفصاحة : البيان ، و فصُح الرجل فصاحةً ، فهو فصيح من قومٍ فصحاء و فِصَاح و فُصُح " ثم عرف الرجل الفصيح بأنه " المنطلق اللسان في القول الذي يعرف جيّد الكلام من رديئه "
- قال ابن الأثير :
" إن الكلام الفصيح هو الظاهر البيّن "
- و قال
" ... فالفصيح إذن من الألفاظ هو الحسن " المثل السائر .
- 4 -
- تكلم المؤلف عن الكتب المفيدة في الارتقاء باللغة ، و اهتم بالأوائل لبعدهم عن اللحن و الخطل في الغالب
فمن هذه الكتب :
- فصيح ثعلب و شروحه .
- إصلاح المنطق لابن السكّيت .
- تهذيب الألفاظ للتبريزي .
- فقه اللغة للثعالبيّ .
- أدب الكاتب لابن قتيبة .
- الصحاح للجوهري .
- المجمل و معجم مقاييس اللغة لابن فارس .
- الجمهرة لابن دريد .
- المخصص و المحكم لابن سيده .
- تهذيب اللغة للأزهري .
- لسان العرب لابن منظور .
- قال : و أحيل القارئ الذي يتعشَّق دقائق الأفعال و الأسماء و وجوه استعمالها إلى كتاب :
- تهذيب اللغة للتبريزي .
- كتاب الألفاظ لعبد الرحمن بن عيسى الكاتب .
- كتاب الألفظ لابن مرزبان الباحث .
- جواهر الألفاظ لقدامة بن جعفر .
- ففيها غنىً و مقتعٌ و بالله التوفيق .
- ثم أثنى على كتب متنوعة في أماكن متفرقة منها :
- شذا العرف في فن الصرف .
- جواهر البلاغة للسيّد الهاشمي .
- الإيضاح للقزويني .
- الصناعتين .
- النثر و الشعر لأبي هلال العسكري .
- سر الفصاحة للخفّاجي .
- المثل السائر لابن الأثير .
- أسرار البلاغة للجُرجاني .
- عروس الأفراح بشرح تلخيص المفتاح لبهاء الدين السبكي .
- عيون الأخبار لابن قتيبة .
- زهر الآداب للحصري .
- صبح الأعشى للقلقشندي .
- البيان و التبيين للجاحظ .
- العقد الفريد لابن عبد ربه .
- المفرد العلم في رسم القلم ( كتاب في الإملاء )