--------------------------------------------------------------------------------
هذا تفريغ لكلمة شيخنا ـ عببد الحميد الجهني ـ حفظه الله0
قال وفقه الله :
" يقول السائل ، حديث صاحب البطاقة التي طاشت بالسجلات هل تدل على أن التوحيد وحده ينفع بدون عمل معه ؟
لا ، حديث صاحب البطاقة ليس فيه حجة لمن قال إن تارك العمل بالكلية ينجو،لابد من بالعمل ، فكلمة لا إله إلا الله وحدها ما تنفع إذا لم تقترن بالعمل ، هذا الذي عليه السلف ، ولذلك السلف قالوا الإيمان قول وعمل ، لابد من العمل،
أما حديث الشفاعة يخرج الله من النار أناسا لم يعملوا خيرا قط ، فهذا الحديث احتج به بعض العلماء المتأخرين بأن تارك العمل بالكلية ينجو ويخرج من النار، وهذا فيه نظر من وجهين
الوجه الأول : أنهم ليس لهم سلف في هذا
الإستدلال ، بمعنى أنه لم يستدل أحد من الأئمة بهذا الحديث على هذه المسألة ، وأظن أن هذا يكفي طالب العلم ، يكفي طالب العلم أن العلماء المعاصرين الذين احتجوا بهذه اللفظة على نجاة من ترك العمل بالكلية الذي لا يصلي ولا يصوم ولا يزكي .. تارك العمل ، نعوذ بالله ، العلماء الذين احتجوا بهذه اللفظة على نجاة تارك العمل بالكلية ليس لهم سلف ، ما فيه سلف لهم بهذا الإستدلال هذا استدلال عصري حادث
والعالم مهما بلغ من العلم والمنزلة يؤخذ من قوله ويرد عليه،
العالم يا إخواني ليس نبيا ، كل ما يقول نأخذ به ، العالم كما قال مالك رحمه الله ، مالك هو الذي وضع القاعدة السلفية ، ومالك رحمه الله أخذها من النصوص العامة في الشريعة قال : كل يؤخذ من قوله ويرد عليه إلا صاحب هذا القبر، أشار إلى النبي عليه الصلاة والسلام
فهذا الاستدلال يا إخواني ينبغي أن ينتبه له طالب العلم هذا استدلال عصري ، ما استدل الأئمة الأولون بهذا الحديث على هذه المسألة ، هذا أولا
ثانيا : قد يقول قائل من طلاب العلم يمكن أنهم استدلوا به ولم يبلغنا ، أو يمكن للأئمة الأولين أنهم ما وقفوا على هذه اللفظة ما وقفوا عليها ما عرفوها ولو وقفوا عليها ربما استدلوا بها،
الجواب : أما كلمة أنهم لم يقفوا عليها فهذا بعيد ويا سبحان الله ! ما هذا الكلام ؟ أيقف المعاصرون والمتأخرون على علم لم يقف عليه الأولون ؟ هذا ممكن ؟ مستحيل أبدا ، هذا جواب عام ،أما الجواب التفصيلي ،
فإن الأئمة الأولين وقفوا على هذه اللفظة وتأملوا ما فيها وعرفوا أن هذه اللفظة قد يحتج بها بعض الناس على نجاة من يترك العمل بالكلية ، الأئمة رحمة الله عليهم الأئمة الأولون ما تركوا لنا شيئا هذه اللفظة وقفوا عليها وعرفوا ما فيها ، ولكن هل احتجوا بها أم أجابوا عنها ؟ ، هذا السؤال ، الجواب : أجابوا عنها ما احتجوا بها، أجابوا عنها ، فإن قلت لي من من الأئمة الأولين وقف على هذه اللفظة وأجاب عنها ، ما احتج بها ؟
أقول لك إمام الأئمة ، الذي كان يسمى بإمام الأئمة وهو الإمام محمد ابن خزيمة رحمه الله صاحب الصحيح وهذا الرجل أحد أئمة السنة في عصره وهو امتداد لمدرسة أحمد ابن حنبل ، الإمام محمد بن إسحاق بن خزيمة رحمه الله ،
وقف على هذه اللفظة وأجاب عنها وقال ليس المقصود هنا لم يعملوا خيرا قط أنهم لم يعملوا خيرا قط بالكلية النفي المطلق
قال هذا على طريقة العرب أو كما تقول العرب لمن فعل شيئا ولم يكمله أو ما أحسن فيه ، أنهم يقولون فلان لم يصنع شيئا، فلان لم يصنع شيئا ، وهو قد صنع ولكنه أساء أو أنه أنقص، هذا ـ معروف ـ في لغة العرب ، فلان لم يصنع شيئا ،
فمحمد ابن خزيمة رحمه الله أجاب عن هذه اللفظة بهذا الجواب فكفانا مئونة الرد ، لو نرجع إلى علمائنا الأولين لتبينت لنا هذه المسائل
فإن فال قائل ابن خزيمة يحتاج كلامه هذا إلى دليل إلى أن يدعم كلامه ؟
نقول موجود في الأدلة ما يدعم كلامه رحمه الله وهو حديث الذي قتل تسعة وتسعين رجلا وأكمل المئة تعرفون الحديث ، هذا الرجل جاء إلى العالم وسأله ، قال له هل لي من توبة ، قال نعم ومن يحول بينك وبين التوبة هو قد قتل مئة رجل ، قتل مئة نفس ، ولكن أنت بأرض سوء وإن في أرض كذا وكذا أناس صالحون إذهب واعبد الله معهم ، الرجل تحرك في وسط الطريق حضرته الوفات في وسط الطريق فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب ، ملائكة العذاب تقول لم يعمل خيرا قط ، ملائكة الرحمة تقول الرجل جاء إلى الله تائبا
الشاهد في الكلام انتبه له ، قول الملائكة لم يعمل خيرا قط
الجواب : هل هذا الرجل لم يعمل خيرا قط ؟ لا ، أولا أنه تاب، هذا عمل
ثانيا أنه هاجر، هذا عمل ، والملائكة ملائكة الرحمة قالت جاء إلى الله تائبا فالرجل عمل خيرا ولكن المقصود أن هذا الخير الذي عمله قليل جدا نذر يسير ولذلك يصح نفيه ، صح نفيه ، ولكن الله سبحانه وتعالى من رحمته أنه قال لأرض السوء تباعدي وقال لأرض الخير تقاربي فأخذته ملائكة الرحمة وهذا مصداق قول النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث القدسي ، قول النبي عن ربه سبحانه وتعالى سبقت رحمتي غضبي
فرحمت الله سبقت غضبه أو سبقت غضبه
فحديث البطاقة يا أخى ليس فيه حجة وقلنا لكم الإحتجاج إنما هو بحديث الشفاعة لم يعملوا خيرا قط وهذا الجواب عليه والله أعلم
وكذلك أيضا الإحتجاج بهذا الحديث ، كما أن الإحتجاج بهذا الحديث على أن تارك الصلاة ليس كافرا أيضا فيه نظر
من أين ؟ يؤخذ من الكلام السابق أن العلماء الأولين الأئمة الذين بحثوا في هذه المسألة ما أدخلوا هذا الحديث في البحث ، وإنما بحثوا في أدلة أخرى
والله أعلم اهــ
جزى الله خيرا شيخنا على هذا البيان الشافي الكافي
هذا تفريغ لكلمة شيخنا ـ عببد الحميد الجهني ـ حفظه الله0
قال وفقه الله :
" يقول السائل ، حديث صاحب البطاقة التي طاشت بالسجلات هل تدل على أن التوحيد وحده ينفع بدون عمل معه ؟
لا ، حديث صاحب البطاقة ليس فيه حجة لمن قال إن تارك العمل بالكلية ينجو،لابد من بالعمل ، فكلمة لا إله إلا الله وحدها ما تنفع إذا لم تقترن بالعمل ، هذا الذي عليه السلف ، ولذلك السلف قالوا الإيمان قول وعمل ، لابد من العمل،
أما حديث الشفاعة يخرج الله من النار أناسا لم يعملوا خيرا قط ، فهذا الحديث احتج به بعض العلماء المتأخرين بأن تارك العمل بالكلية ينجو ويخرج من النار، وهذا فيه نظر من وجهين
الوجه الأول : أنهم ليس لهم سلف في هذا
الإستدلال ، بمعنى أنه لم يستدل أحد من الأئمة بهذا الحديث على هذه المسألة ، وأظن أن هذا يكفي طالب العلم ، يكفي طالب العلم أن العلماء المعاصرين الذين احتجوا بهذه اللفظة على نجاة من ترك العمل بالكلية الذي لا يصلي ولا يصوم ولا يزكي .. تارك العمل ، نعوذ بالله ، العلماء الذين احتجوا بهذه اللفظة على نجاة تارك العمل بالكلية ليس لهم سلف ، ما فيه سلف لهم بهذا الإستدلال هذا استدلال عصري حادث
والعالم مهما بلغ من العلم والمنزلة يؤخذ من قوله ويرد عليه،
العالم يا إخواني ليس نبيا ، كل ما يقول نأخذ به ، العالم كما قال مالك رحمه الله ، مالك هو الذي وضع القاعدة السلفية ، ومالك رحمه الله أخذها من النصوص العامة في الشريعة قال : كل يؤخذ من قوله ويرد عليه إلا صاحب هذا القبر، أشار إلى النبي عليه الصلاة والسلام
فهذا الاستدلال يا إخواني ينبغي أن ينتبه له طالب العلم هذا استدلال عصري ، ما استدل الأئمة الأولون بهذا الحديث على هذه المسألة ، هذا أولا
ثانيا : قد يقول قائل من طلاب العلم يمكن أنهم استدلوا به ولم يبلغنا ، أو يمكن للأئمة الأولين أنهم ما وقفوا على هذه اللفظة ما وقفوا عليها ما عرفوها ولو وقفوا عليها ربما استدلوا بها،
الجواب : أما كلمة أنهم لم يقفوا عليها فهذا بعيد ويا سبحان الله ! ما هذا الكلام ؟ أيقف المعاصرون والمتأخرون على علم لم يقف عليه الأولون ؟ هذا ممكن ؟ مستحيل أبدا ، هذا جواب عام ،أما الجواب التفصيلي ،
فإن الأئمة الأولين وقفوا على هذه اللفظة وتأملوا ما فيها وعرفوا أن هذه اللفظة قد يحتج بها بعض الناس على نجاة من يترك العمل بالكلية ، الأئمة رحمة الله عليهم الأئمة الأولون ما تركوا لنا شيئا هذه اللفظة وقفوا عليها وعرفوا ما فيها ، ولكن هل احتجوا بها أم أجابوا عنها ؟ ، هذا السؤال ، الجواب : أجابوا عنها ما احتجوا بها، أجابوا عنها ، فإن قلت لي من من الأئمة الأولين وقف على هذه اللفظة وأجاب عنها ، ما احتج بها ؟
أقول لك إمام الأئمة ، الذي كان يسمى بإمام الأئمة وهو الإمام محمد ابن خزيمة رحمه الله صاحب الصحيح وهذا الرجل أحد أئمة السنة في عصره وهو امتداد لمدرسة أحمد ابن حنبل ، الإمام محمد بن إسحاق بن خزيمة رحمه الله ،
وقف على هذه اللفظة وأجاب عنها وقال ليس المقصود هنا لم يعملوا خيرا قط أنهم لم يعملوا خيرا قط بالكلية النفي المطلق
قال هذا على طريقة العرب أو كما تقول العرب لمن فعل شيئا ولم يكمله أو ما أحسن فيه ، أنهم يقولون فلان لم يصنع شيئا، فلان لم يصنع شيئا ، وهو قد صنع ولكنه أساء أو أنه أنقص، هذا ـ معروف ـ في لغة العرب ، فلان لم يصنع شيئا ،
فمحمد ابن خزيمة رحمه الله أجاب عن هذه اللفظة بهذا الجواب فكفانا مئونة الرد ، لو نرجع إلى علمائنا الأولين لتبينت لنا هذه المسائل
فإن فال قائل ابن خزيمة يحتاج كلامه هذا إلى دليل إلى أن يدعم كلامه ؟
نقول موجود في الأدلة ما يدعم كلامه رحمه الله وهو حديث الذي قتل تسعة وتسعين رجلا وأكمل المئة تعرفون الحديث ، هذا الرجل جاء إلى العالم وسأله ، قال له هل لي من توبة ، قال نعم ومن يحول بينك وبين التوبة هو قد قتل مئة رجل ، قتل مئة نفس ، ولكن أنت بأرض سوء وإن في أرض كذا وكذا أناس صالحون إذهب واعبد الله معهم ، الرجل تحرك في وسط الطريق حضرته الوفات في وسط الطريق فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب ، ملائكة العذاب تقول لم يعمل خيرا قط ، ملائكة الرحمة تقول الرجل جاء إلى الله تائبا
الشاهد في الكلام انتبه له ، قول الملائكة لم يعمل خيرا قط
الجواب : هل هذا الرجل لم يعمل خيرا قط ؟ لا ، أولا أنه تاب، هذا عمل
ثانيا أنه هاجر، هذا عمل ، والملائكة ملائكة الرحمة قالت جاء إلى الله تائبا فالرجل عمل خيرا ولكن المقصود أن هذا الخير الذي عمله قليل جدا نذر يسير ولذلك يصح نفيه ، صح نفيه ، ولكن الله سبحانه وتعالى من رحمته أنه قال لأرض السوء تباعدي وقال لأرض الخير تقاربي فأخذته ملائكة الرحمة وهذا مصداق قول النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث القدسي ، قول النبي عن ربه سبحانه وتعالى سبقت رحمتي غضبي
فرحمت الله سبقت غضبه أو سبقت غضبه
فحديث البطاقة يا أخى ليس فيه حجة وقلنا لكم الإحتجاج إنما هو بحديث الشفاعة لم يعملوا خيرا قط وهذا الجواب عليه والله أعلم
وكذلك أيضا الإحتجاج بهذا الحديث ، كما أن الإحتجاج بهذا الحديث على أن تارك الصلاة ليس كافرا أيضا فيه نظر
من أين ؟ يؤخذ من الكلام السابق أن العلماء الأولين الأئمة الذين بحثوا في هذه المسألة ما أدخلوا هذا الحديث في البحث ، وإنما بحثوا في أدلة أخرى
والله أعلم اهــ
جزى الله خيرا شيخنا على هذا البيان الشافي الكافي