خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    خطوات نحو الكتابة الراقية

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    خطوات نحو الكتابة الراقية Empty خطوات نحو الكتابة الراقية

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 05.11.08 12:15

    خطوات نحو الكتابة الراقية

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وآله ؛ وبعد :

    فقد فشا في زماننا القلم وكثر الكتاب مصداقاً لخبر النبي صلى الله عليه وسلم ، ونتج عن هذه الكثرة الكاثرة سلبيات كثيرة منها تكلم الرويبضة في أمر العامة وانتشار غثاء الكتابة من كتابٍ يريدون العلو والظهور ولو على طريقة الأعرابي الذي لطخ الكعبة_ شرفها الله _ بالقاذورات قائلاً : " أحببت أن أذكر ولو باللعنة " .
    وقد أحببت أن أكتب بعض ما يعين الناشئ على إتقان صناعة الكتابة راجياً من القراء التفاعل الإيجابي وإبداء ما لديهم من ملحوظات .


    **خطوات الكتابة الأدبية والفكرية الراقية :

    1- إخلاص النية لله تعالى ونبل المقصد ذوداً عن الحق ودحضاً للباطل .

    2- الدعاء بالسداد والقبول مع الاستعانة الدائمة بالله والتوكل عليه في بلوغ الغايات العالية .

    3- حدد ما هو الهدف من الكتابة : تعليمي ؛ إخباري ؛ حواري ؛...

    4- اختر الطريقة المناسبة لعرض الموضوع : رمزية ؛ مباشرة ؛ مقالة ؛ قصة ؛...

    5- ما هي نوعية الكتابة : علمية ؛ أدبية ؛ فكرية ؛ جادة ؛ ساخرة ؛...

    6- يطول الموضوع أو يقصر حسب نوعه وطبيعة المتلقي والمساحة المتاحة .

    7- لا تنشر الكتابة مباشرة ؛ فلا بد من تنقيحها وقراءتها في أحوال مختلفة خاصة قبل النوم " لإعمال العقل الباطن " ، ثم اعرضها على الثقات للمشورة خاصة في بدايات الكتابة .

    8- كتابة التاريخ في نهاية كل موضوع ليتتبع الكاتب مراحل تطوره الكتابي ورقيه الفكري ، وكم من كتابة كنا نراها فريدة عصرها فلما قرأناها بعد مدة عجبنا من سذاجتها .

    9- حتى تكتب بتفوق لا بد أن تقرأ بتذوق ؛ فلن تكون كاتباً بارعاً حتى تصير قارئاً مميزاً .
    واعلم _ غير معلم _ أن القراءة وظيفة يومية ينبغي إتقانها .
    انظر _ غير مأمور _ "كيف تقرأ كتاباً" للمنجد
    "القراءة المثمرة" لبكار
    " معالم في طريق الطلب" للسدحان
    " المشوق إلى القراءة" للعمران ، وغيرها من بابتها كثير .

    10- استخدم أفصح لغة دائماً وابذل وسعك وجهدك في ذلك ؛ وقد قيل : " لم يسمع من الشافعي كلمة وفي العربية أحسن منها في مكانها " ومثله حكي عن المتنبي في شعره .

    11- كن حريصاً على تطبيق قواعد النحو محافظاً على قانون اللغة وسنن اللسان العربي القويم ؛ وحاذر اللحن والهجين والعامية فهي أقبح من الجدري في الوجه الحسن .

    12- العناية بالإملاء وعلامات الترقيم ؛ فهي زينة الكاتب وحلية الكتابة
    ولتنظر في ذلك :
    "قواعد الإملاء والترقيم" لعبد السلام هارون
    "علامات الترقيم" لأحمد زكي باشا
    " التحرير العربي" للفريح وشوقي .

    13- يحسن بالكاتب ألا يتخم مقاله بعلامات الاستفهام والتعجب والنقط المتتابعة والأقواس الفارغة وأمثالها ، وإن كان لا بد فلتكن ملح طعام لا طعاماً بلا ملح . وسبب النهي عن الإكثار منها كونها كالبهرج الزائف يخدع بها الغر دون الحصيف وتدل _ غالباً _ على غوغائية الكاتب وخوائه وفراغه حيث يتقاطع مع الطبل في الانتفاخ الخارجي والفراغ الداخلي .

    14- تزيين الكتابة بالشواهد من القرآن والسنة والأقوال الخالدة والأمثال والشعر ؛ مع ضرورة العناية بصحة النقل وتمييز المنقول .
    ويلاحظ أن الأمثال والحكم غدت بياناً غائباً عن الساحة الثقافية خاصة لدى جيل الشباب
    ولذا انصح بقراءة هذه الكتب :
    "معجم الأمثال العربية" د. عفيف عبد الرحمن
    " قاموس الأمثال والحكم العالمية" سمير شيخاني
    " معجم التراكيب اللفظية" د.أحمد أبو سعد
    " معجم الأمثال والتراكيب" د. محمد حسن الشريف
    " موسوعة الأمثال العربية" د. إميل يعقوب ، وغيرها .

    15- احرص على تكوين ثروة لغوية واسعة ، وليكن لك نظر دائم وإطلاع مستمر في المعاجم
    كالقاموس المحيط " طبعة الرسالة "
    واللسان " طبعة دار صادر "
    ومعجم المقاييس لابن فارس " طبعة دار الجيل "
    وفقه اللغة للثعالبي وإكمال الإعلام لابن مالك " طبعة جامعة أم القرى "
    وجواهر الألفاظ لقدامة بن جعفر والألفاظ الكتابية للهمداني ، وغيرها .
    وانظر في مقامات الحريري والسيوطي ففيهما كنز لمن طلبه .

    16- كن دقيق الملاحظة بعيد النظر متجاوزاً الحدث إلى ما وراءه ، واستفد من الأحداث المألوفة لكتابة غير مألوفة .
    وانظر مثالاً على ذلك " مقالتين بعنوان " بين خروفين " و " بين هرين " للرافعي في وحي القلم
    واستمع إلى خطبة رمضانية عجيبة عبر منبر الحرم عن الشيطان بالصوت الأجش للخطيب الفحل سعود الشريم .

    17- لا تطرح فكرة إلا بعد وضوحها في ذهنك وإلمامك بكافة جوانبها مع الإيمان القوي بمضمونها .

    18- اهتم بالتجديد والإبداع ولا تكن كابنة الجبل _ الصدى _ ، وتجنب تكرار الكلمات والجمل والأفكار إلا ما كان لضرورة ملحة لأن التكرار مجلبة للملال .

    19- التزم جانب الهدوء وحسن الأدب وابتعد عن التشنج والانفعال ؛ وتوقع المعارضة والمخالفة لرأيك وربما سوء الفهم لمقالك .

    20- دع القلم يجري خاطاً مداده على القرطاس ، وإياك إياك والتوقف ؛ فإن الماء إذا ركد أسن ، ولا تستعجل النشر أو تستبطئ الثمرة ؛ فمن كانت همته عالية ؛ فسيبلغ حتماً مكانة عالية .

    ** آمل ممن يستطيع من القراء أن ينقلها إلى منتديات أخرى أن يفعل تعميماً للفائدة مع ذكر المصدر ؛
    والسلام .

    4 من رجب الأصم عام 1423 ( الموافق في تقويم النصارى 11 سبتمبر 2002 ) .

    أحمد بن مسند السرحاني

    ـــــــــــــــــــــــــــــ

    منقول
    من موقع
    صيد الفوائد
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    خطوات نحو الكتابة الراقية Empty رد: خطوات نحو الكتابة الراقية

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 05.11.08 12:35

    أنواع الكتابة

    1 ـ الكتابة الإجرائية (الوظيفية) .. وهي ما تؤدي عملاً وظيفيًا .. كالتعاميم .. والمراسلات .. والإعلانات .. والإرشادات.. في المؤسسات .. والإدارات الحكومية.

    2 ـ الكتابة الإبداعية (الفنية) وهي ما يسجله الكاتب من أحاسيس ومشاعر .. وخلجات نفس .. بألفاظ منتقاه .. وعبارات راقية .. يستطيع من خلالها الكاتب .. التأثير في القارئ .. بحيث يعيش معه تلك المشاعر والأحاسيس..

    وهذه تصلح في الشعر .. والنثر البليغ.. ونحو ذلك من ضروب الأدب.

    3 ـ الكتابة العلمية .. وهذه أشرف الأنواع .. وهي ما يكون الهدف منها نشر العلم وتبليغه..

    وهي أجل الأنواع .. والتي ينبغي أن توظف فيها الآيات القرآنية .. والأحاديث النبوية .. والآثار السلفية .. لإيصال الخير إلى الناس ودعوتهم .. إلى دين الله .. وبيان الحلال والحرام ..

    ونوع الكتابة وأسلوبها العلمي يختلف باختلاف الفنون .. بل إنه يختلف من شخص لشخص آخر.

    فالمفسر الذي يفسر الآيات القرآنية .. غير الذي يكتب في بيان الأحكام الشرعية الفقيه..

    كما أن الذي يكتب في العلل والجرح والتعديل .. غير الذي يكتب في الوعظ والقصص.. وهكذا.

    أعني أن لكل أهل فن عباراتهم .. وأساليبهم في التحرير والبيان .. وهو ما يسمى بلغة القوم.

    ومن التقعر في الكلام .. والتفيهق .. استخدام بعض الأساليب في غير مكانها اللائق بها..

    كأن يستخدم الشخص مثلاً الأساليب الأدبية المغرقة في الخيال والتصوير الفني .. في تفسير كتاب الله تعالى .. أو في شرح حديث النبي (صلى الله عليه وسلم) .

    أو أن يستخدم اللغة الفصيحة الغريبة .. عند حديثه عن ترجمة رجلٍ مثلاً .. أو ذكر علل حديث .. ونحو ذلك.

    وفق الله الجميع لكل خير.

    تنبيه :
    حفزني لكتابة هذا النثار .. ما رأيته في مقالة الأخ الحبيب (ذو المعالي) .. التي بعنوان (حلية القلم) ..

    ولقد اطلعت على شبه هذا الكلام المنمق الجميل .. الذي يأخذ بالألباب .. في (منتدى الفجر) ..

    فكأني به لكاتبنا.. فأنعم وأكرم ..

    وتلك منحة .. وفضل من الله .. يؤتيه من يشاء (والله ذو الفضل العظيم)..

    وكتب

    ابن آدم
    منتصف ليلة الاثنين التاسع من صفر لسنة (1423هـ).

    والنقل
    لطفـاً .. من هنــــــــا
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    خطوات نحو الكتابة الراقية Empty رد: خطوات نحو الكتابة الراقية

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 05.11.08 12:36

    أخي ذو المعالي ...

    كلامنا الآن عن الكتابة العلمية ، فلا تعارض بين استعمال الأدلة من ( الكتاب والسنة والحجج ... ) والأسلوب الفصيح المتأدب ، بل سبك هاتيك المباحث في هذا القالب يكسبه حلاوة وطلاوة ، أليس كذالك ، بلى !!

    وهاهي كتب أئمة الإسلام من أمثال ( الشافعي ، ومسلم في مقدمته ، وابن جرير ، وابن حزم ، وابن تيمية ، وابن القيم ، وابن حجر ، والشوكاني ... وغيرهم ) = ماثلة للعيان .

    والموضوع يستحق البسط ... ولكن ...

    وأنقل ههنا كلاما لشيخ الإسلام فيه غنية ، قال في ( منهاج السنة : 8/ 53 ـ55 ) :

    ((وليست الفصاحة التشدق في الكلام والتقعير في الكلام ولا سجع الكلام ، ولا كان في خطبة علي ولا سائر خطباء العرب من الصحابة وغيرهم تكلف الأسجاع ، ولا تكلف التحسين الذي يعود إلى مجرد اللفظ الذي يسمى علم البديع كما يفعله المتأخرون من أصحاب الخطب والرسائل والشعر ...

    وإنما البلاغة المأمور بها في مثل قوله تعالى ( وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا ) هي : علم المعاني والبيان ، فيذكر من المعاني ما هو أكمل مناسبة للمطلوب ، ويذكر من الألفاظ ما هو أكمل في بيان تلك المعاني .

    فالبلاغة : بلوغ غاية المطلوب أو غاية الممكن من المعاني بأتم ما يكون من البيان ، فيجمع صاحبها بين تكميل المعاني المقصودة وبين تبيينها بأحسن وجه ، ومن الناس من تكون همته إلى المعاني ولا يوفيها حقها من الألفاظ المبينة ، ومن الناس من يكون مبينا لما في نفسه من المعاني لكن لا تكون تلك المعاني محصلة للمقصود المطلوب في ذلك المقام .

    فالمخبر مقصودة تحقيق المخبر به ، فإذا بينه وبين ما يحقق ثبوته لم يكن بمنزلة الذي لا يحقق ما يخبر به أو لا يبين ما يعلم به ثبوته .
    وأما تكلف الأسجاع والأوزان ، والجناس والتطبيق ، ونحو ذلك مما تكلفه متأخروا الشعراء والخطباء والمترسلين والوعاظ = فهذا لم يكن من دأب خطباء الصحابة والتابعين والفصحاء منهم ، ولا كان ذلك مما يهتم به العرب .

    وغالب من يعتمد ذلك يزخرف اللفظ بغير فائدة مطلوبة من المعاني ، كالمجاهد الذي يزخرف السلاح وهو جبان )) انتهى الغرض منه.

    والله الموفق .
    المصدر السابق

      الوقت/التاريخ الآن هو 23.11.24 23:40