التبيان لعقيدة طالبان
طالبان ديوبندية ماتريدية صوفية
يتساءل الكثير عن منهج طالبان،فهذه أقوال مستفيضة نقلتها لتؤكد المنهج
العام لهم و للملا محمد عمر خصوصاً ممن عايشهم و عاصرهم و عرفهم،و قد
جمعتها من عدة من مصادر.
في برنامج (مراسلو الجزيرة) بتاريخ 16/06/2001 و كان أحد موضوعات الحلقة
عن (الصوفية في أفغانستان ما لها و ما عليها) يقول عن تيسير علوني مراسل
قناة الجزيرة في كابول عن الفرقة النقشبندية الصوفية:(تيسير علوني: يتمتع
النقشبنديون بوزن سياسي معين في أفغانستان، وبعض مسؤولي حركة طالبان
الحاكمة في كابول ينتمون إلى هذه الطريقة التي تقوم حالياً ببعض المساعي
الحميدة للتقريب بين الحركة وتحالف الشمال المناوئ لها بهدف إنهاء النزاع
الداخلي بأفضل الطرق. )أهـ.
في برنامج أكثر من رأي الأحد 23/11/2001 قال عمر محمود أبو عمر المدعو
بأبي قتادة:( يعني الطلبة.. الطلبة الجماعة الطلبة جماعة خريجي المدارس
الشرعية التي تنتمي إلى أزهر الهند الذي يقال له "أزهر الهند"، وهو
"ديوبند"، خريجي مدارس شرعية لها تقاليدها، فالقول بأن لها غلو أو غير
غلو، هذا غير صحيح، هم مدرسة حنفية ديوبندية لها تاريخ عريق معروف في
واقعها الإسلامي في داخل.. داخل القارة الهندية، فإذاً ليس وهذا الكلام
غير صحيح. أما الذي يحدث هو أن هناك بعض المسلمين عندهم تميُّع في
الإسلام، وأي درجة متخلفة عن الالتزام بالإسلام ستنظر إلى أي إنسان ملتزم
بالإسلام بالتشدد.)أهـ.
قال الدكتور يوسف القرضاوي في برنامج :(الشريعة و الحياة) بتاريخ
23/09/2001 :(كما أن هناك.. هناك اشتراك ثقافي لأن الجميع خصوصاً بين
العلماء، هؤلاء طالبان دولا خريجي جامعات (ديوباند)، يعني المدرسة
الديوباندية الشهيرة في الهند، ومعظم.. وكذلك علماء باكستان هم أبناء
ديوباند، فهناك اشتراك في المصدر الثقافي والمرجعية الدينية والعلمية
والفكرية للجميع يعني واحدة، اللغة الأردية أيضاً عند العلماء وكذا مشتركة
بين الجميع)أهـ.
ورد في موقع إسلام أونلاين في موضوع عنوانه (من هم طالبان ):( الأفكار
والتصورات: تتبع طالبان العقيدة الماتريدية التي تؤمن بالاختيار، ومن ثم
لا تؤمن بالجبر. وفرقة الماتريدية من أهل السنة، وقد اختلفت مع فرقة
الأشاعرة – التي تنتمي أيضاً إلى أهل السنة – في 13 مسألة منها قضية الجبر
والاختيار.
ومن الناحية الفقهية، تتبع حركة طالبان المدرسة الديوبندية التي تستمد
أصولها من المذهب الحنفي التقليدي الذي يعتبر المذهب الرسمي للدولة، حيث
يُحكم به في المحاكم الشرعية التي تعمل تحت إدارة طالبان. وطبيعة هذه
المدرسة – الموجودة أيضاً في الهند وباكستان - أنها تعتبر حكم المذهب
قولاً واحداً لا يحتمل الأخذ والرد حوله. ومن ثم يصير إنزال الأحكام لدى
طالبان وفرضها على الشعب الأفغاني واجبًا دينيًا لا مفر من تنفيذه.)أهـ.
وورد في نفس الموقع إسلام أونلاين إجابة على سؤال لسائل عن طالبان بتاريخ
1/3/2000 و الإجابة مقتبسة من كتاب (طالبان من حلم الملا إلى أمارة
المؤمنين) كما ذكروا في الموقع،و الإجابة هي:
( الجذور:
ينتمي معظم أفراد الحركة إلى المدرسة (الديوبندية) التي يدرس فيها منهج
يسمى: منهج الدرس النظامي نسبة إلى واضعه: نظام الدين بن قطب الدين
السهالوي النظام المتوفى عام 1161هـ.
……..
القومية: البشتونية.
العقيدة: ماتريدية.
المذهب الفقهي: الحنفي.)أهـ
قال الشيخ سميع الحق أمين جمعية علماء الإسلام الباكستانية في اللقاء الذي
عقد معه بقناة الجزيرة بتاريخ الخميس 9/10/1421هـ الموافق 4/1/2001م
(أنشئت الجامعة الحقانية بعد توزيع الهند سنة 1947م، بعد هذا الوقت
الطالبان والعلماء يلتحقون بالجامعة، لأنه لأنها قريبة من ثغور أفغانستان،
ووالدي -رحمه الله- الشيخ عبد الحق كان قبل ذلك يدرس في جامعة (ديوبند)،
ولمّا انقطعت الطرق بعد توزيع الهند ما كانوا يستطيعون أن يلتحقوا بجامعة
(ديوبند) أن يذهبوا إلى الهند، فاجتمعوا مع والدي الشيخ عبد الحق قالوا
رجاء أن ينفتح الأبواب، ثم نرجع.. علماء أفغانستان قبل توزيع الهند كانوا
يتلمذون مع والدي والعلماء، وبعد ذلك جاءوا بعدد كثير كل سنة، متخرجون
تقريبًا من جامعة الحقانية خمسمائة، خمسة عشر آلاف خمسة عشر آلاف)أهـ.
و للملا محمد عمر خطاب يرسله كل سنة للاجتماع الذي يعقد في كل باكستان
لعلماء (ديوبند شبه القارة الهندية)وقد قال في الخطاب عام 2000:(إنه لا
يخفى على أحد ما قدمته دار العلوم ( ديوبند ) من خدمات عظيمة للإسلام ،
فلقد كان لها دور كبير في المحافظة على العلوم والشعائر الإسلامية في شبه
القارة الهندية ، وقد قدمت للأمة رجالاً عظاماً لا تنسى إنجازاتهم العلمية
والإصلاحية والدعوية )أهـ.
ورد في افتتاحية مجلة (السنة) العدد 105 شهر مايو 2001 الآتي:( ينتمي قادة
طالبان وكثير من أتباعهم- غالبيتهم من البشتون - إلى المدرسة المولوية
المشيخية التي كان من رموزها في أفغانستان، يونس خالص ومحمد نبي مولوي،
ولذا فحركة طالبان حركة مولوية تنتمي من الناحية المذهبية إلى الأحناف
الديوبنديين(نسبة إلى ديوبند في الهند) الذين يشكلون سواد المذهب الحنفي
في شبه القارة الهندية. وتخرج معظم رموز حركة طالبان من الجامعة الحقانية
الواقعة في منطقة أكوره ختك التابعة لمدينة بيشاور ،التي يرأسها مولانا
سميع الحق، أحد أكبر الداعمين للحركة)أهـ.
و ورد في موقع قناة الجزيرة موضوعاً بعنوان (طالبان رقم يزداد صعوبة رغم
الاعتراضات ) جاء فيه:( ينتمي الملا عمر وكل زعماء حركة طالبان إلى
المدرسة الديوبندية، وهي اتجاه سني في المذهب الحنفي تأسس في مدينة ديوبند
بالهند، وبعد قيام باكستان زاد عدد المدارس الدينية الديوبندية والتحق بها
عدد كبير من الأفغان ويشكل الكثير منهم عصب حركة طالبان. وتتميز هذه
المدرسة بآرائها الفقهية المتشددة من المرأة والعديد من الشعائر
الإسلامية)أهـ.
وورد أيضاً في موقع قناة الجزيرة تحت عنوان (المشهد السياسي المقبل في
أفغانستان ):( كلمة طالبان هي جمع طالب (حسب اللغة البشتونية)، ويُقصد بها
طلاب المدارس الدينية المنتشرة في أفغانستان، وهي امتداد للمدارس الدينية
في باكستان والهند ويُطلق عليها المدارس الديوبندية نسبة إلى أول مدرسة
أنشئت في ديوبند شمالي دلهي في الهند عام 1867 على يد مجموعة من العلماء
والمشايخ في ذلك الوقت مثل محمد قاسم النانوتوي وفضل الرحمن)أهـ.
ما هي الديوبندية؟
الديوبندية نسبة إلى بلدة ديوبند و هي في مديرية سهارنفور من مدن شمال
الهند الغربية،و توجد فيها مدرسة دار العلوم الديوبندية،و قد تخرج منها
الكثير من الهنود و الباكستانيين و الأفغان،ولندع أهلها يعرفونها بنفسهم
فقد جاء في تعريف دار العلوم في (تأريخ دار العلوم بديوبند) (1/428):(دار
العلوم مسلمة ديناً،أهل السنة و الجماعة فرقةً،حنفية مذهباً،صوفيةً
مشرباً،ماتريدية أشعرية كلاماً،جشتية سلوكاً،بل هي جامعة السلاسل،ولي
اللهية فكراً،قاسمية أصولاً،رشيدية فروعاً،ديوبندية نسبةً)أهـ.
فكما يقولون (قطعت جهيزة قول كل خطيب)،فهاهم يصفون أنفسهم و يوضحون
معتقدهم،هي حنفية صوفية ماتريدية جشتية قاسمية رشيدية ديوبندية كما جاء في
تعريفها.
وورد في موقع البرغوثي تحت عنوان (الفرق الضالة-الماتريدية ) ما يلي عن مدرسة ديوبند:(
مدرسة ديوبند و الندويه [ 1283هـ- …] وفيها كثر الاهتمام بالتأليف في علم
الحديث وشروحه ، فالديوبندية أئمة في العلوم النقلية والعقلية ؛ وإلا أنهم
متصوفة محضة ، وعند كثير منهم بدع قبورية ، كما يشهد عليهم كتابهم المهند
على المفند لـ الشيخ خليل أحمد السهارنفوري أحد أئمتهم ، وهو من أهم كتب
الديوبندية في العقيدة ، ولا تختلف عنها المدرسة الندوية في كونها
ماتريدية العقيدة .)أهـ.
وقال خليل احمد السهارنفوري ، في كتابه ( المهند على المفند ) في بيان
معتقدات علماء ديوبند والرد على الإمام محمد بن عبد الوهاب ودعوته :(
ليعلم أولا قبل أن نشرع في الجواب أنا بحمد الله ومشائخنا ، رضوان الله
عليهم أجمعين ، وجميع طائفتنا وجماعتنا مقلدون لقدوة الأنام وذروة الإسلام
الإمام الهمام الإمام أبي حنيفة النعمان رضي الله تعالى عنه في الفروع ،
ومتبعون للإمام الهمام أبي الحسن الأشعري والإمام الهمام أبي منصور
الماتريدي رضي الله عنهما في الاعتقاد و الأصول ، ومنتسبون من طرق الصوفية
إلى الطريقة العلية المنسوبة إلى السادة النقشبندية والطريقة الزكية
المنسوبة إلى السادة الجشتية والى الطريقة البهية المنسوبة إلى السادة
القادرية والى الطريقة المنسوبة إلى السادة السهروردية ، رضي الله عنهم
أجمعين )أهـ .
ويقول شيخ مشايخ الديوبندية الحاج إمداد الله المهاجر المكي ، في كتابه (
شمائم امداديــة ) : ( القول بوحدة الوجود حق وصواب ، وأول من خاض في
المسألة هو الشيخ محي الدين ابن عربي )أهـ .
وقال سيد حسين أحمد المدني وهو أحد علماء الديوبندية ، في كتابه ( الشهاب
الثاقب على المسترق الكاذب ) الذي ألفه في الرد على الوهابية (السلفية) :
( إنا نتوسل بالأنبياء بل برجال شجرة أهل التصوف كالجشتية والنقشبندية وما
سواهما من مشائخ السلاسل )أهـ.
ورد في كتاب (هذه هي الديوبندية فاعرفوها)لدكتور عبد الرحمن بن جابر
الفريوائي ص 24 تحت عنوان (حقيقة الديوبندية) الآتي:(إن لحمة الديوبندية و
سداها من التأويل و التعطيل في العقيدة،و التعصب الأعمى للمذهب الحنفي،و
الانخراط في سلك التصوف البدعي،و تمجيد ابن عربي الحلولي،و كتبهم في
التفسير و شروح الحديث و علم الكلام و التأريخ و التراجم طافحة بإخضاع
النصوص الشرعية لهذه المبادئ)أهـ.
قال الشيخ سميع الله نجيب الله أمير جماعة الدعوة للكتاب السنة السلفية في
ولاية كُنَر بأفغانستان:( هذا الملا محمد عمر في أيام الجهاد بمقابلة
الروس ما سمعنا باسمه لا في المجاهدين و لا في أهل العلم،ليس مشهور و لا
بالعلم و لا بالجهاد،كان يعني طالب عادي و درس في مدارس الديوبنديين،درس
في مدارس ديوبندية،كانوا يدرسوا في كويتا [بروشستان] مدارس تابعة
للديوبندية،و منهجه منهج ديوبنديين،و الديوبنديين معروف عقيدتهم هم يقولون
نحن على مذهب الإمام أبي حنيفة -رحمه الله- في الفروع،أما في الأصول على
مذهب أبي منصور الماتريدي هذا في كتبهم مشهور ،يدرسون في العقيدة كتاب
(شرح العقائد النسفية) و شرح خيري وهكذا شرح مواقف،كذلك كتاب صغير اسمه
(نور الظلام) في المدارس الابتدائية في العقيدة وذكروا في هذا الكتاب
حديثاً منسوباً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون:قال رسول الله
صلى الله عليه و آله وسلم أن:(أنا من نور الله و الخلق من نوري)،يقول هو
كجزء من نور الله تعالى و الخلق من نوري،هذا في كتاب عقيدة في عندهم في
(نور الظلام) موجود يدرس في المدارس الابتدائية عندهم و كذلك قالوا قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الكتاب مذكور( النعمان سراج
أمتي)،النعمان بن ثابت أبو حنيفة رحمة الله عليه،،عقيدته كعامة الناس.. ..
لكن محمد نبي محمدي،أنتم تعرفون منظمات سابقة سبعة وواحدة من هذه المنظمات
حركة (انقلابي إسلامي) و زعيمها مولوي محمد نبي محمدي،و هؤلاء ثلاثة من
الصوفية صبغة الله مجددي و محمد نبي محمدي و سيد أحمد جيلاني،وهو قال هذا
الملا محمد عمر من مجاهدينا في وقت الجهاد،و تلميذ لهذه المدارس،محمد نبي
محمدي مريد لصبغة الله مجددي،صبغة الله الذي يعتقد أن [الأولياء] يتصرفون
في الكون ,كذا و كذا.. عقيدة الحلوليين و هكذا)أهـ.
و قد ذكر الشيخ سميع الله في شريط مسجل أن الملا محمد عمر يحتفظ في ضريح
بعباءة منسوبة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم،و يطوفون حولها،و يلبسها كل
يوم خميس في نواحي قندهار،و يقول :(دخلنا كابول ببركة هذه الجبة).وذكر
الشيخ مضايقاتهم للسلفيين،و أن أحد مسؤولي طالبان قال لبعض الطلاب
السلفيين:(إن جامعتكم مثل جامعات اليهود)،بل إنهم منعوا الشيخ سميع الله
من إقامة درس التفسير في رمضان لأنه وهابي كما يزعمون.
[يتبع]
طالبان ديوبندية ماتريدية صوفية
يتساءل الكثير عن منهج طالبان،فهذه أقوال مستفيضة نقلتها لتؤكد المنهج
العام لهم و للملا محمد عمر خصوصاً ممن عايشهم و عاصرهم و عرفهم،و قد
جمعتها من عدة من مصادر.
في برنامج (مراسلو الجزيرة) بتاريخ 16/06/2001 و كان أحد موضوعات الحلقة
عن (الصوفية في أفغانستان ما لها و ما عليها) يقول عن تيسير علوني مراسل
قناة الجزيرة في كابول عن الفرقة النقشبندية الصوفية:(تيسير علوني: يتمتع
النقشبنديون بوزن سياسي معين في أفغانستان، وبعض مسؤولي حركة طالبان
الحاكمة في كابول ينتمون إلى هذه الطريقة التي تقوم حالياً ببعض المساعي
الحميدة للتقريب بين الحركة وتحالف الشمال المناوئ لها بهدف إنهاء النزاع
الداخلي بأفضل الطرق. )أهـ.
في برنامج أكثر من رأي الأحد 23/11/2001 قال عمر محمود أبو عمر المدعو
بأبي قتادة:( يعني الطلبة.. الطلبة الجماعة الطلبة جماعة خريجي المدارس
الشرعية التي تنتمي إلى أزهر الهند الذي يقال له "أزهر الهند"، وهو
"ديوبند"، خريجي مدارس شرعية لها تقاليدها، فالقول بأن لها غلو أو غير
غلو، هذا غير صحيح، هم مدرسة حنفية ديوبندية لها تاريخ عريق معروف في
واقعها الإسلامي في داخل.. داخل القارة الهندية، فإذاً ليس وهذا الكلام
غير صحيح. أما الذي يحدث هو أن هناك بعض المسلمين عندهم تميُّع في
الإسلام، وأي درجة متخلفة عن الالتزام بالإسلام ستنظر إلى أي إنسان ملتزم
بالإسلام بالتشدد.)أهـ.
قال الدكتور يوسف القرضاوي في برنامج :(الشريعة و الحياة) بتاريخ
23/09/2001 :(كما أن هناك.. هناك اشتراك ثقافي لأن الجميع خصوصاً بين
العلماء، هؤلاء طالبان دولا خريجي جامعات (ديوباند)، يعني المدرسة
الديوباندية الشهيرة في الهند، ومعظم.. وكذلك علماء باكستان هم أبناء
ديوباند، فهناك اشتراك في المصدر الثقافي والمرجعية الدينية والعلمية
والفكرية للجميع يعني واحدة، اللغة الأردية أيضاً عند العلماء وكذا مشتركة
بين الجميع)أهـ.
ورد في موقع إسلام أونلاين في موضوع عنوانه (من هم طالبان ):( الأفكار
والتصورات: تتبع طالبان العقيدة الماتريدية التي تؤمن بالاختيار، ومن ثم
لا تؤمن بالجبر. وفرقة الماتريدية من أهل السنة، وقد اختلفت مع فرقة
الأشاعرة – التي تنتمي أيضاً إلى أهل السنة – في 13 مسألة منها قضية الجبر
والاختيار.
ومن الناحية الفقهية، تتبع حركة طالبان المدرسة الديوبندية التي تستمد
أصولها من المذهب الحنفي التقليدي الذي يعتبر المذهب الرسمي للدولة، حيث
يُحكم به في المحاكم الشرعية التي تعمل تحت إدارة طالبان. وطبيعة هذه
المدرسة – الموجودة أيضاً في الهند وباكستان - أنها تعتبر حكم المذهب
قولاً واحداً لا يحتمل الأخذ والرد حوله. ومن ثم يصير إنزال الأحكام لدى
طالبان وفرضها على الشعب الأفغاني واجبًا دينيًا لا مفر من تنفيذه.)أهـ.
وورد في نفس الموقع إسلام أونلاين إجابة على سؤال لسائل عن طالبان بتاريخ
1/3/2000 و الإجابة مقتبسة من كتاب (طالبان من حلم الملا إلى أمارة
المؤمنين) كما ذكروا في الموقع،و الإجابة هي:
( الجذور:
ينتمي معظم أفراد الحركة إلى المدرسة (الديوبندية) التي يدرس فيها منهج
يسمى: منهج الدرس النظامي نسبة إلى واضعه: نظام الدين بن قطب الدين
السهالوي النظام المتوفى عام 1161هـ.
……..
القومية: البشتونية.
العقيدة: ماتريدية.
المذهب الفقهي: الحنفي.)أهـ
قال الشيخ سميع الحق أمين جمعية علماء الإسلام الباكستانية في اللقاء الذي
عقد معه بقناة الجزيرة بتاريخ الخميس 9/10/1421هـ الموافق 4/1/2001م
(أنشئت الجامعة الحقانية بعد توزيع الهند سنة 1947م، بعد هذا الوقت
الطالبان والعلماء يلتحقون بالجامعة، لأنه لأنها قريبة من ثغور أفغانستان،
ووالدي -رحمه الله- الشيخ عبد الحق كان قبل ذلك يدرس في جامعة (ديوبند)،
ولمّا انقطعت الطرق بعد توزيع الهند ما كانوا يستطيعون أن يلتحقوا بجامعة
(ديوبند) أن يذهبوا إلى الهند، فاجتمعوا مع والدي الشيخ عبد الحق قالوا
رجاء أن ينفتح الأبواب، ثم نرجع.. علماء أفغانستان قبل توزيع الهند كانوا
يتلمذون مع والدي والعلماء، وبعد ذلك جاءوا بعدد كثير كل سنة، متخرجون
تقريبًا من جامعة الحقانية خمسمائة، خمسة عشر آلاف خمسة عشر آلاف)أهـ.
و للملا محمد عمر خطاب يرسله كل سنة للاجتماع الذي يعقد في كل باكستان
لعلماء (ديوبند شبه القارة الهندية)وقد قال في الخطاب عام 2000:(إنه لا
يخفى على أحد ما قدمته دار العلوم ( ديوبند ) من خدمات عظيمة للإسلام ،
فلقد كان لها دور كبير في المحافظة على العلوم والشعائر الإسلامية في شبه
القارة الهندية ، وقد قدمت للأمة رجالاً عظاماً لا تنسى إنجازاتهم العلمية
والإصلاحية والدعوية )أهـ.
ورد في افتتاحية مجلة (السنة) العدد 105 شهر مايو 2001 الآتي:( ينتمي قادة
طالبان وكثير من أتباعهم- غالبيتهم من البشتون - إلى المدرسة المولوية
المشيخية التي كان من رموزها في أفغانستان، يونس خالص ومحمد نبي مولوي،
ولذا فحركة طالبان حركة مولوية تنتمي من الناحية المذهبية إلى الأحناف
الديوبنديين(نسبة إلى ديوبند في الهند) الذين يشكلون سواد المذهب الحنفي
في شبه القارة الهندية. وتخرج معظم رموز حركة طالبان من الجامعة الحقانية
الواقعة في منطقة أكوره ختك التابعة لمدينة بيشاور ،التي يرأسها مولانا
سميع الحق، أحد أكبر الداعمين للحركة)أهـ.
و ورد في موقع قناة الجزيرة موضوعاً بعنوان (طالبان رقم يزداد صعوبة رغم
الاعتراضات ) جاء فيه:( ينتمي الملا عمر وكل زعماء حركة طالبان إلى
المدرسة الديوبندية، وهي اتجاه سني في المذهب الحنفي تأسس في مدينة ديوبند
بالهند، وبعد قيام باكستان زاد عدد المدارس الدينية الديوبندية والتحق بها
عدد كبير من الأفغان ويشكل الكثير منهم عصب حركة طالبان. وتتميز هذه
المدرسة بآرائها الفقهية المتشددة من المرأة والعديد من الشعائر
الإسلامية)أهـ.
وورد أيضاً في موقع قناة الجزيرة تحت عنوان (المشهد السياسي المقبل في
أفغانستان ):( كلمة طالبان هي جمع طالب (حسب اللغة البشتونية)، ويُقصد بها
طلاب المدارس الدينية المنتشرة في أفغانستان، وهي امتداد للمدارس الدينية
في باكستان والهند ويُطلق عليها المدارس الديوبندية نسبة إلى أول مدرسة
أنشئت في ديوبند شمالي دلهي في الهند عام 1867 على يد مجموعة من العلماء
والمشايخ في ذلك الوقت مثل محمد قاسم النانوتوي وفضل الرحمن)أهـ.
ما هي الديوبندية؟
الديوبندية نسبة إلى بلدة ديوبند و هي في مديرية سهارنفور من مدن شمال
الهند الغربية،و توجد فيها مدرسة دار العلوم الديوبندية،و قد تخرج منها
الكثير من الهنود و الباكستانيين و الأفغان،ولندع أهلها يعرفونها بنفسهم
فقد جاء في تعريف دار العلوم في (تأريخ دار العلوم بديوبند) (1/428):(دار
العلوم مسلمة ديناً،أهل السنة و الجماعة فرقةً،حنفية مذهباً،صوفيةً
مشرباً،ماتريدية أشعرية كلاماً،جشتية سلوكاً،بل هي جامعة السلاسل،ولي
اللهية فكراً،قاسمية أصولاً،رشيدية فروعاً،ديوبندية نسبةً)أهـ.
فكما يقولون (قطعت جهيزة قول كل خطيب)،فهاهم يصفون أنفسهم و يوضحون
معتقدهم،هي حنفية صوفية ماتريدية جشتية قاسمية رشيدية ديوبندية كما جاء في
تعريفها.
وورد في موقع البرغوثي تحت عنوان (الفرق الضالة-الماتريدية ) ما يلي عن مدرسة ديوبند:(
مدرسة ديوبند و الندويه [ 1283هـ- …] وفيها كثر الاهتمام بالتأليف في علم
الحديث وشروحه ، فالديوبندية أئمة في العلوم النقلية والعقلية ؛ وإلا أنهم
متصوفة محضة ، وعند كثير منهم بدع قبورية ، كما يشهد عليهم كتابهم المهند
على المفند لـ الشيخ خليل أحمد السهارنفوري أحد أئمتهم ، وهو من أهم كتب
الديوبندية في العقيدة ، ولا تختلف عنها المدرسة الندوية في كونها
ماتريدية العقيدة .)أهـ.
وقال خليل احمد السهارنفوري ، في كتابه ( المهند على المفند ) في بيان
معتقدات علماء ديوبند والرد على الإمام محمد بن عبد الوهاب ودعوته :(
ليعلم أولا قبل أن نشرع في الجواب أنا بحمد الله ومشائخنا ، رضوان الله
عليهم أجمعين ، وجميع طائفتنا وجماعتنا مقلدون لقدوة الأنام وذروة الإسلام
الإمام الهمام الإمام أبي حنيفة النعمان رضي الله تعالى عنه في الفروع ،
ومتبعون للإمام الهمام أبي الحسن الأشعري والإمام الهمام أبي منصور
الماتريدي رضي الله عنهما في الاعتقاد و الأصول ، ومنتسبون من طرق الصوفية
إلى الطريقة العلية المنسوبة إلى السادة النقشبندية والطريقة الزكية
المنسوبة إلى السادة الجشتية والى الطريقة البهية المنسوبة إلى السادة
القادرية والى الطريقة المنسوبة إلى السادة السهروردية ، رضي الله عنهم
أجمعين )أهـ .
ويقول شيخ مشايخ الديوبندية الحاج إمداد الله المهاجر المكي ، في كتابه (
شمائم امداديــة ) : ( القول بوحدة الوجود حق وصواب ، وأول من خاض في
المسألة هو الشيخ محي الدين ابن عربي )أهـ .
وقال سيد حسين أحمد المدني وهو أحد علماء الديوبندية ، في كتابه ( الشهاب
الثاقب على المسترق الكاذب ) الذي ألفه في الرد على الوهابية (السلفية) :
( إنا نتوسل بالأنبياء بل برجال شجرة أهل التصوف كالجشتية والنقشبندية وما
سواهما من مشائخ السلاسل )أهـ.
ورد في كتاب (هذه هي الديوبندية فاعرفوها)لدكتور عبد الرحمن بن جابر
الفريوائي ص 24 تحت عنوان (حقيقة الديوبندية) الآتي:(إن لحمة الديوبندية و
سداها من التأويل و التعطيل في العقيدة،و التعصب الأعمى للمذهب الحنفي،و
الانخراط في سلك التصوف البدعي،و تمجيد ابن عربي الحلولي،و كتبهم في
التفسير و شروح الحديث و علم الكلام و التأريخ و التراجم طافحة بإخضاع
النصوص الشرعية لهذه المبادئ)أهـ.
قال الشيخ سميع الله نجيب الله أمير جماعة الدعوة للكتاب السنة السلفية في
ولاية كُنَر بأفغانستان:( هذا الملا محمد عمر في أيام الجهاد بمقابلة
الروس ما سمعنا باسمه لا في المجاهدين و لا في أهل العلم،ليس مشهور و لا
بالعلم و لا بالجهاد،كان يعني طالب عادي و درس في مدارس الديوبنديين،درس
في مدارس ديوبندية،كانوا يدرسوا في كويتا [بروشستان] مدارس تابعة
للديوبندية،و منهجه منهج ديوبنديين،و الديوبنديين معروف عقيدتهم هم يقولون
نحن على مذهب الإمام أبي حنيفة -رحمه الله- في الفروع،أما في الأصول على
مذهب أبي منصور الماتريدي هذا في كتبهم مشهور ،يدرسون في العقيدة كتاب
(شرح العقائد النسفية) و شرح خيري وهكذا شرح مواقف،كذلك كتاب صغير اسمه
(نور الظلام) في المدارس الابتدائية في العقيدة وذكروا في هذا الكتاب
حديثاً منسوباً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون:قال رسول الله
صلى الله عليه و آله وسلم أن:(أنا من نور الله و الخلق من نوري)،يقول هو
كجزء من نور الله تعالى و الخلق من نوري،هذا في كتاب عقيدة في عندهم في
(نور الظلام) موجود يدرس في المدارس الابتدائية عندهم و كذلك قالوا قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الكتاب مذكور( النعمان سراج
أمتي)،النعمان بن ثابت أبو حنيفة رحمة الله عليه،،عقيدته كعامة الناس.. ..
لكن محمد نبي محمدي،أنتم تعرفون منظمات سابقة سبعة وواحدة من هذه المنظمات
حركة (انقلابي إسلامي) و زعيمها مولوي محمد نبي محمدي،و هؤلاء ثلاثة من
الصوفية صبغة الله مجددي و محمد نبي محمدي و سيد أحمد جيلاني،وهو قال هذا
الملا محمد عمر من مجاهدينا في وقت الجهاد،و تلميذ لهذه المدارس،محمد نبي
محمدي مريد لصبغة الله مجددي،صبغة الله الذي يعتقد أن [الأولياء] يتصرفون
في الكون ,كذا و كذا.. عقيدة الحلوليين و هكذا)أهـ.
و قد ذكر الشيخ سميع الله في شريط مسجل أن الملا محمد عمر يحتفظ في ضريح
بعباءة منسوبة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم،و يطوفون حولها،و يلبسها كل
يوم خميس في نواحي قندهار،و يقول :(دخلنا كابول ببركة هذه الجبة).وذكر
الشيخ مضايقاتهم للسلفيين،و أن أحد مسؤولي طالبان قال لبعض الطلاب
السلفيين:(إن جامعتكم مثل جامعات اليهود)،بل إنهم منعوا الشيخ سميع الله
من إقامة درس التفسير في رمضان لأنه وهابي كما يزعمون.
[يتبع]