من الكذب الأبلج : مناظرة شيخ الإسلام ابن تيمية مع ابن عطاء الله الإسكندري
قرأت خبرها في بعض المنتديات، وأولها: "
نقل ابن كثير وابن الأثير من أصحاب الطبقات والسير الصحيحة هذه المناظرة التاريخية العظيمة بحق.
شهادة ابن تيمية لسيدي ابن عطاء الله السكندري رضي الله عنه.
كان الشيخ ابن تيمية منفياً بالاسكندرية، ثم عفا عنه السلطان فجاء إلى القاهرة وذهب ليصلي المغرب بالأزهر خلف الشيخ أحمد ابن عطاء الله السكندري رضي لله عنه، وبعد صلاة المغرب فوجئ به سيدي ابن عطاء الله رضي الله عنه يصلي خلفه فهنأه بسلامة الوصول وقال له أعاتب أنت عليّ يا فقيه فقال ابن تيمية أعرف أنك ما تعمدت إيذائي ولكنه الخلاف في الرأي على أن كل من آذاني فهو منذ اليوم في حل مني
فقال سيدي ابن عطاء الله ماذا تعرف عني يا شيخ أحمد ابن تيمية .."
إلخ الهراء والهذيان.
وهذه القصة نقلها بعض المعاصرين -كما ذكر لي- في كتاب جمع فيه مناظرات شيخ الإسلام، ولعله تلقاها عن الشرقاوي أو نحوه.
ومع أن كل إنسان يقرأ الاستغاثة في الرد على البكري، أو التوسل والوسيلة يعلم يقينا كذب القصة ويرى البون بين الكلام المنقول وكلام العلم الإمام.
ولا أود الوقوف هنا مع فصولها، ونقل ما ذكر من كلام العلم الإمام فيها، وما سطره يراعه في كتبه.
ولكني عندما قرأت (الحديتة) تذكرت أن شيخ الإسلام كان توجهه إلى الإسكندرية عام 709 هـ في أوله وهو العام الذي مات فيه ابن عطاء الله، فاستبعدت أن يلقى الشيخ الإمام ابن عطاء الله بعد خاصة وأنه قد مكث في الإسكندرية نحو تسعة أشهر.
فائدة عابرة: وقد كان فيها معتقلاً اعتقالاً أشبه باصطلاحات العصر بالاعتقال السياسي، فقد جرع شيخ الإسلام المنبجي غصصاً فألب عليه المنبجي تلميذه الملك الثوري الذي انقلب على السلطان قالوون أعني به الجاشنكير بيبرس.
فما لانت لشيخ الإسلام تجاهه قناة ولعل من فراسته العجيبة ولعلها قراءة للأحداث السياسية وفقه للواقع منه رحمه الله توقعه لقرب انتهاء أيام بيبرس وزوال ملكه وقرب حسابه، وكان يصرح بذلك. [أشار إلى ذلك ابن كثير في البداية وغيره].
بل ذكر ابن القيم أن توقعاته لسير الأحداث وحسن استقرائه لذلك الواقع كان قبل أن يتحرك إلى مصر عندما استدعي أول الأمر، فحذره بعض طلابه وأخبره بأنهم قاتلوه، فذكر له شيخ الإسلام عدم تمكنهم من ذلك وذكر له ما يتوقع حصوله فوقع بحذافيره.
الحاصل أن الجاشنكير نفى شيخ الإسلام إلى الإسكندرية طمعاً في أن يتجرأ عليه أحدهم فينال منه أو يقتله، ولكن أبرم الله أمراً آخراً أعز فيه وليه وكبت فيه عدوه والحمد لله على إحسانه أهـ الفائدة باختصار.
وعوداً على قصة المناظرة المزعومة:
منذ أن دخل شيخ الإسلام الإسكندرية عام 709 كان معتقلاً فإن خرج يشهد الجمع وما يعقد له من مجالس فقط، فكيف يقال ذهب وصلى ولقي فلاناً الذي كان مقيماً بالقاهرة ولعل هذا ما جهله مؤلف القصة!!
فإن قيل لا ولكن القصد لقيه بعد أن أتى به السلطان قالوون مكرماً معززاً على ما ذكر هنا، قيل هذه كذبة صلعاء، بلقاء، بلجاء، تضحك العقلاء
فإن ابن عطاء الله السكندري مات في جمادى الآخرة من عام 709 هـ كما ذكر ابن تغري بردي في النجوم الزاهرة، وشيخ الإسلام ابن تيمية ما رجع إلى القاهرة من الإسكندرية إلاّ في شوال من نفس العام بإجماع المؤرخين
وقد نقل هذا التاريخ جمع منهم ابن كثير بسند الثقات العدول المتصل.
فقل لي بربك كيف يجتمعان؟ وابن عطاء في قبره ربما أرم!
أيها المنكح الثريا سهيلاً * عمرك الله كيف يلتقيان!
هي شامية إذا ما استقلت * وسهيل إذا استقل يماني
هي شامية إذا ما استقلت * وسهيل إذا استقل يماني
وصدق من قال:
ما أحسن الصدق والمغبوط قائله * وأقبح الكذب عند الله والنـاس
ومع ذلك تجد بعضهم:
تستثقل الصدق فيهم إذن سامعه * وتطرب القوم فيهم رنّة الكذب
وأشنع الكذب عندي ما يُمازجه * شيء من الصدق تمويها على الفِكَر
والنقل
لطفــاً .. من هنـــــــــــــا
وأشنع الكذب عندي ما يُمازجه * شيء من الصدق تمويها على الفِكَر
والنقل
لطفــاً .. من هنـــــــــــــا