خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    نقض عبارة ( منهج السلف أسلم ومنهج الخلف أعلم وأحكم ) !!!

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية نقض عبارة ( منهج السلف أسلم ومنهج الخلف أعلم وأحكم ) !!!

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 09.10.08 8:21

    نقض عبارة ( منهج السلف أسلم ومنهج الخلف أعلم وأحكم ) !!!
    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :.
    إنَّ الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيِّئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلَّ له، ومن يضلِل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلَّا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمَّداً عبده ورسوله وصفيه من خلقه وخليله ، بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وكشف الغمة وجاهد في الله حق جهاده وتركها على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك ، فصلى الله عليه وعلى آله الطبين الطاهرين وصحابته أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا .

    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة وافترقت النصارى على إثنتين وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة وفي رواية قالوا : يا رسول الله من الفرقة الناجية ؟ قال من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي ) وفي رواية قال : هي الجماعة , يد الله على الجماعة ".

    فالفرقة الناجية هم أهل السنة والجماعة . ولكي نكون من الناجين علينا معرفة هذه الفرقة وهؤلاء الجماعة . فالفرقة هم : أهل السنة والجاعة .

    * فالسنة : هي الطريقة التي كان عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه قبل ظهور البدع والمقلات .

    * والجماعة : فالمراد بهم سلف هذه الأمة من الصحابة والتابعين الذين اجتمعوا على الحق الصريح من كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يشتهروا ببدعة ولم يتهموا في الدين .

    وهم الفرقة الناجية التي قال عنها صلى الله عليه وسلم " ما تزال طائفة من أمتي ظاهرين حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون ". فقد حدد النبي صلى الله عليه وسلم الفرقة الناجية ب : ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه .فأي شيء كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه . وبما أن الصحابة ومن تبعهم بإحسان هم سلف هذه الأمة فيجب علينا معرفة أصولهم ومبائهم .


    * السلف والسلفيون *


    يطلق لفظ السلف على : الجماعة المتقدمين ومنه قوله تعالى:{فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلًا لِلْآخِرِينَ}.
    اصطلاحا : اسم لكل منَ يُقلد مذهبه في الدين ويتبع أثره كأبي حنيفة ومالك والشافعي وابن حنبل فإنهم سلف لنا والصحابة والتابعون سلف لهم .

    وقد لجأ بعض العلماء إلى تحديد السلف زمنيا بأنهم : من عاشوا قبل القرن الخامس الهجري .
    ويحدد الغزالي السلف : بالصحابة والتابعين . وبعضهم يزيد على تعريف الغزالي بأهل القرون الأولى .لقوله صلى الله عليه وسلم " خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ( قال عمران رواي الحديث: فلا أذكر بعد قرنه قرنين أو ثلاثة )".

    السلف من الناحية العقدية : فالمراد بهم الصحابة والتابعون والعلماء بأصول السنة وطرائقها, وهم حراس العقيدة وحماة الشريعة الواعون لأصولها العاملون بها قولا وعملا واعتقادا وباطنا.وليس لهم متبوع يتعصبون له إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم .

    إذا فالسلفيون هم : من قالوا نؤمن بما آمن به المسلمون الأوائل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وما آمن به أئمة الدين المشهود لهم بالخير والبر والتقوى والفهم السليم لدين الله عز وجل , فهم الذين سلكوا طريقهم واقتفوا اثرهم .

    ومفرده " سلفي " وهو : من سلك طريقهم بإرجاع الأحكام الشرعية إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .


    * الخلف *



    الخلف : هم الذين خلفوا المسلمين الأوائل واختلفوا معهم في المنهج والتطبيق وتأثروا بمناهج الفلاسفة والمتكلمين فقدموا العقل على النقل وصرفوا النصوص عن ظاهرها وعدلوا عن الوقوف عند ظاهر النص وتعللوا في عدولهم عن طريق السلف بأن طريق السلف سليم ولكنه غير عليم, فجعلوهم بمنزلة الأميين وسموهم خطأ مفوضين. مع أن حقيقة السلف أنهم فقهاء في المعاني يفقهونها ويعلمونها أكثر مما يعلمها غيرهم . ومع ذلك يقولون :" منهج السلف أسلم وطريقة الخلف أحكم وأعلم".

    وهذا التعبير ليس صواب , إذ لا يُعقل أن يكون الخلف أعلم من السلف وأحكم منهم على اعتبار أن السلف هم الصحابة رضي الله عنهم ومن تبعهم بإحسان فهل يتصور أن أحدا أعلم من الصحابة وأحكم في أمور الدين ولو أنفق الواحد ممن خلفهم مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه . بل لو وزن إيمان أحدهم - كأبي بكر- بإيمان الأمة كلها لرجحت كفته .
    يكفي أنهم نهلوا من موارد الوحي الأمين وعاشوا خير القرون ويكفي أن النجاة لمن اقتفى أثر رسول الله صلى الله عليه وسلم واثرهم .

    فالرسول صلى الله عليه وسلم أوتي الوحيين الكتاب والسنة , والصحابة رضي الله عنهم ما زادوا على ذلك وما نقصو ,فكانت عقيدتهم أن هذا الدين لا يؤخذ بالرأي لأنه أكبر وأجل وأنه وحي .فهل ثبت عن الصحابة استعمال الراي في الوحي والغيبيات ؟ أم أن الكتاب والسنة فوق مستوى العقل فهما وحي ؟ والوحي غيب وليست الغيبيات من مجالات العقل حتى يلج فيها ويتحكم عليها فيعطلها أو يؤولها أو يزيد عليها أو ينقص منها .

    فإذا ثبت أن الصحابة لم يغيروا ولم يعطلوا ولم يؤولوا شيئا من الكتاب ولا من السنة .
    وإن ثبت أن ذلك سبيل النجاة ووسام الفرقة الناجية فعلى الفرق الأخرى أن تراجع نفسها مادام هناك ميزان ومعيار تعرض عليه المعتقدات ليبين صحيحها من فاسدها . فكل ما خالف هذا المعيار فهو مردود على اصحابه وغير مقبول منهم لقوله عليه الصلاة والسلام " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ".




    ======================
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية تتمة

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 09.10.08 8:23

    فإذا ثبت أن الصحابة لم يغيروا ولم يعطلوا ولم يؤولوا شيئا من الكتاب ولا من السنة .
    وإن ثبت أن ذلك سبيل النجاة ووسام الفرقة الناجية فعلى الفرق الأخرى أن تراجع نفسها مادام هناك ميزان ومعيار تعرض عليه المعتقدات ليبين صحيحها من فاسدها . فكل ما خالف هذا المعيار فهو مردود على اصحابه وغير مقبول منهم لقوله عليه الصلاة والسلام " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ".



    جزاك الله خيرا يااخي وهذه المقوله(( منهج السلف أسلم ومنهج الخلف أعلم وأحكم )) هي للاشاعره حيث يقصدون بمنهج السلف التفويض المطلق ومنهج الخلف التأويل الفاسد .

    أما منهج أهل السنة والجماعه من سلف هذه الامه واتباعهم الى قيام الساعة فهم من أثبتوا لله ماأثبته لنفسه وأثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولاتعطيل ومن غير تكييف ولاتأويل وهم أهل السنة والجماعه والطائفة المنصوره ,واهل الحديث ومايطلق عليهم إسم السلفيون فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات , اللهم اجعلنا منهم ومن الدعاة الى منهجهم .




    =======================



    قال الشيخ العلامة ابن عثيمين:
    [لو أننا قلنا : إن مذهب السلف في آيات الصفات وأحاديثها هو التفويض الذي أراده هؤلاء لكان أجهل الخلق بالله هم السلف ،
    لأن من لا يعرف معنى الصفات كيف يعرف الله ،
    الذي لا يعرف ما معنى السميع والبصير والعزيز والحكيم كيف يعرف الله ؟!!! وهذا اللازم : إنه لازم باطل ، وبطلان اللازم يدل على بطلان الملزوم ، ومن ثم أطلق بعض العلماء من هؤلاء القول الآتي :
    ( طريقة السلف أسلم وطريقة الخلف أعلم وأحكم )
    وهذا القول فيه حق وباطل ، فقولهم : ( أسلم ) صحيح أنه أسلم لكن لا على الوجه الذي أرادوه ، لو كان مذهب السلف هو الوجه الذي أرادوه ما كان أسلم بل كان أثلم لأن مذهبا يقول : أنا أقرأ آيات الصفات وأحاديثها ولا أعرف معناها ، أين السلامة ؟
    إذا لم تعرف المعنى وتثبته فأنت غير سالم ، لكن هم قالوا : إن كون الإنسان يقول : والله ما أدري هذه سلامة ،
    طريقة الخلف يقولون : إنها أعلم وأحكم ،
    أعلم : لأنهم يثبتون معنى وأحكم لأنهم قالوا : من المحال أن ينزل الله علينا كتاباً في أعظم ما نحتاج إليه ثم لا يكون له معنى معلوماً هذا من السفه وقد بينا أن هذه القولة باطلة متناقضة كذب على السلف فيما فهموا من مذهبهم ، فنرجع إلى كلام المؤلف : قال السلف في آيات الصفات وأحاديثها : ( أمرّوها كما جاءت بلا كيف ) ، هل هذه العبارة تدل على أن السلف يفوِّضون المعنى ؟
    لا ، هذه تدل على أن السلف يثبتون المعنى معنى آيات الصفات وأحاديثها ، تدل على هذا من وجهين :
    الوجه الأول : قولهم : ( أمروها كما جاءت ) : ومن المعلوم أنها جاءت ألفاظاً لمعان ، لم تأت ألفاظا لغير معنى كالحروف الهجائية أبداً جاءت ألفاظا لمعاني فإذا مررناها كما جاءت معناه أننا نثبت اللفظ والمعنى ،
    الوجه الثاني : قولهم : ( بلا كيف ) : يعني بلا تكييف تدل على ثبوت المعنى .لأنه لولا ثبوت أصل المعنى ما احتجنا إلى قول : ( بلا كيف ) .
    إذ نفي الكيف عن ما ليس بموجود لغو من القول .
    فإذا قالوا : ( أمروها كما جاءت بلا تكييف ) : يدل على أنهم أثبتوا المعنى .
    ووجه ذلك : أن نفي التكييف يدل على ثبوت أصل المعنى .
    لأنه لولا ثبوت أصل المعنى ما احتيج إلى أن نقول : ( بلا تكييف ) .
    لأن قولنا : ( بلا تكييف ) عن شيء ليس له أصل وليس موجوداً يعتبر لغواً من القول ، وهذا واضح جداً في أن السلف يثبتون لنصوص الصفات معنى ، ووالله لولا أثبتنا للمعنى ما ذقنا طعم هذه النصوص للصفات وفي الأسماء ، ولهذا كان دعوى أن السلف لا يثبتون المعنى دعوى باطلة وقدحاً في السلف عظيماً ،
    مهما صدر هذا القول أو من أي جهة صدر هذا القول فهو خطأ ،
    إذن إذا كان السلف يثبتون المعنى بلا تكييف صاروا أسلم وأعلم وأحكم ، وهذا هو المطلوب ].
    انتهى من شرح " السفارينية".




    ================================




    عبارة ((منهج السلف أسلم ومنهج الخلف أعلم وأحكم)) يفهم منها :
    أن يكون الخلف أعلم من السلف, وهذا غير ممكن, لأن سلف الأمة ممن عاصروا النبوة, وهم أعلم الناس بكلام النبي عليه الصلاة والسلام ومعاني القرآن لما كان لهم من قدم سبق في تاريخ هذه الأمة, مع الأخذ بعين الاعتبار أنهم من أصحاب الفصاحة والبلاغة, ومن خلفهم بلا شك أقل منهم مكانة في العربية, لأن الأمة حين توسعت دبت فيها العجمة, وكان علم الخلف في العربية معتمداً على ما كان معلوماً من لغة العرب في عهد الصحابة رضوان الله عليهم ومن كان قبلهم.
    وببساطة ... كل خلفي هو عالة على كل سلفي من سلف هذه الأمة.
    ومن قال أن العلوم تنوعت وصارت ناضجة, ومثل هذا جعل علم الخلف في المرتبة العليا, قلنا له : أن هذا الافتراض يدل على جهل عميق !!!
    لأن لغة العرب (مثلاً) كانت حتى عهد الخلفاء رضوان الله عليهم تعرف عن طريق التعايش, وأكبر دليل على أن الألسنة تتغير بمخالطة غير العرب, وجود مثل هذا في مكة المكرمة في عصر الجاهلية, فكانت العرب ترسل أطفالها الى البادية حتى يتربوا في جوا فصيح ولا تؤثر عليهم ألسنة من كان يزور البيت الحرام من الحجاج.وفي تلك الحقبة من التاريخ لم تكن قد صنفت التصانيف.
    ولما دبت العجمة في الناس, كان لزاماً على الأمة أن تضبط اللغة بضوابط تحفظ من خلالها على التكوين الأصيل للغة العرب, لما في لغة العرب من أهمية عظمى لفهم القرآن الكريم الفهم الصحيح ... وعلى هذا فقس.
    العلوم اما أن تكون مستقاة من الأمر الأول لهذه الأمة, ومثل هذه العلوم عالة على سلف الأمة, واما أن تكون حادثة دخلية فلا يكون بعد الكمال الا النقصان.
    فمن ما سبق ترى أخي الكريم أن قول القائل أن الخلف أعلم لا يصح.

    وان قال قائل : هم علموا ما علمنا, ولكن سكتوا عنه, فنقول لهم : اما أن يكون الذي سكتوا عنه ليس من الدين, واما أن يكون من الدين.
    فان كان من الدين, فهذا ادعاء أن الصحابة قد كتموا العلم ولم يبلغوه, وان حفظ الله لهذا الدين كان قاصراً في عصر من العصور ((والعياذ بالله)).
    واما ان يكون ما تركوه ليس ديناً, ((فهلا وسعك مع وسعهم)).

    هذا ما فاض به الخاطر, والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: نقض عبارة ( منهج السلف أسلم ومنهج الخلف أعلم وأحكم ) !!!

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 09.10.08 8:26

    قال الشيخ العلامة ابن عثيمين:
    [وبهذا تعرف ضلال أو كذب من قالوا: إن طريقة السلف هي التفويض، هؤلاء ضلوا إن قالوا ذلك عن جهل بطريقة السلف، وكذبوا إن قالوا ذلك عن عمد، أو نقول: كذبوا على الوجهين على لغة الحجاز، لأن الكذب عند الحجازيين بمعنى الخطأ.
    وعلى كل حال، لا شك أن الذين يقولون: إن مذهب أهل السنة هو التفويض، أنهم أخطأوا، لأن مذهب أهل السنة هو إثبات المعنى وتفويض الكيفية.
    وليعلم أن القول بالتفويض ـ كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ من شر أقوال أهل البدع والإلحاد!
    عندما يسمع الإنسان التفويض، يقول: هذا جيد، أسلم من هؤلاء وهؤلاء، لا أقول بمذهب السلف، ولا أقول بمذهب أهل التأويل، أسلك سبيلاً وسطاً وأسلم من هذا كله، وأقول: الله أعلم ولا ندري ما معناها. لكن يقول شيخ الإسلام: هذا من شر أقوال أهل البدع والإلحاد‍‍‌‍
    وصدق رحمه الله. وإذا تأملته وجدته تكذيباً للقرآن وتجهيلاً للرسول r واستطالة للفلاسفة.
    تكذيب للقرآن، لأن الله يقول: ]ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء[ [النحل: 89]، وأي بيان في كلمات لا يدرى ما معناها؟‍ وهي من أكثر ما يرد في القرآن، وأكثر ما ورد في القرآن أسماء الله وصفاته، إذا كنا لا ندري ما معناها، هل يكون القرآن تبياناً لكل شيء؟‌‍ أين البيان؟
    إن هؤلاء يقولون: إن الرسول r لا يدري عن معاني القرآن فيما يتعلق بالأسماء والصفات وإذا كان الرسول عليه الصلاة والسلام لا يدري، فغيره من باب أولى.
    وأعجب من ذلك يقولون: الرسول r يتكلم في صفات الله، ولا يدري ما معناه يقول: "ربنا الله الذي في السماء"، وإذا سئل عن هذا؟ قال: لا أدري وكذلك في قوله: "ينزل ربنا إلى السماء الدنيا" وإذا سئل ما معنى "ينزل ربنا"؟ قال: لا أدري.... وعلى هذا، فقس.
    وهل هناك قدح أعظم من هذا القدح بالرسول r بل هذا من أكبر القدح رسول من عند الله ليبين للناس وهو لا يدري ما معنى آيات الصفات وأحاديثها وهو يتكلم بالكلام ولا يدري معنى ذلك كله.
    فهذان وجهان: تكذيب بالقرآن وتجهيل الرسول.
    وفيه فتح الباب للزنادقة الذين تطاولوا على أهل التفويض، وقال: أنتم لا تعرفون شيئاً، بل نحن الذين نعرف، وأخذوا يفسرون القرآن بغير ما أراد الله، وقالوا: كوننا نثبت معاني للنصوص خير من كوننا أميين لا نعرف شيئاً وذهبوا يتكلمون بما يريدون من معنى كلام الله وصفاته!! ولا يستطيع أهل التفويض أن يردوا عليهم، لأنهم يقولون: نحن لا نعلم ماذا أراد الله، فجائز أن يكون الذي يريد الله هو ما قلتم! ففتحوا باب شرور عظيمة، ولهذا جاءت العبارة الكاذبة: "طريقة السلف أسلم وطريقة الخلف أعلم وأحكم"!.
    يقول شيخ الإسلام رحمه الله: "هذه قالها بعض الأغبياء" وهو صحيح، أن القائل غبي.
    هذه الكلمة من أكذب ما يكون نطقاً ومدلولاً، "طريقة السلف أسلم وطريقة الخلف أعلم وأحكم"، كيف تكون أعلم وأحكم وتلك أسلم؟! لا يوجد سلامة بدون علم وحكمة أبداً! فالذي لا يدري عن الطريق، لا يسلم، لأنه ليس معه علم، لو كان معه علم وحكمة، لسلم، فلا سلامة إلا بعلم وحكمة.
    إذا قلت: إن طريقة السلف أسلم، لزم أن تقول: هي أعلم وأحكم وإلا لكنت متناقصاً.
    إذاً، فالعبارة الصحيحة: "طريقة السلف أسلم وأعلم وأحكم"، وهذا معلوم.
    وطريقة الخلف ما قاله القائل:
    لعمري لقد طفت المعاهد كلها وسيرت طرفي بين تلك المعالم
    فلم أرد إلا واضعا كف حائر على ذقـن أو قارعاً سـن نادم
    هذه الطريقة التي يقول عنها: إنه ما وجد إلا واضعاً كف حائر ذقن. وهذا ليس عنده علم، أو آخر: قارعاً سن نادم لأنه لم يسلك طريق السلامة أبداً.
    والرازي وهو من كبرائهم يقول:
    نهايــة إقدام العقـول عقـال وأكثر سعي العالمين ضـلال
    وأرواحنا في وحشة من جسومنا وغاية دنيانــا أذى ووبـال
    ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا
    ثم يقول: "لقد تأملت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية، فما رأيتها تشفي عليلاً ولا تروي غليلاً، ووجدت أقرب الطرق طريقة القرآن، أقرأ في الإثبات: ]الرحمن على العرش استوى[ [طه: 5] ]إليه يصعد الكلم الطيب[ [الشورى: 11]، ]ولا يحيطون به علما[ [طه: 110]، ومن جرب مثل تجربتي، عرف مثل معرفتي" أهؤلاء نقول: إن طريقتهم أعلم وأحكم؟!
    الذي يقول: "إني أتمنى أن أموت على عقيدة عجائز نيسابور" والعجائز من عوام الناس، يتمنى أن يعود إلى الأميات! هل يقال: إنه أعلم وأحكم؟!
    أين العلم الذي عندهم؟!
    فتبين أن طريقة التفويض طريق خاطئ، لأنه يتضمن ثلاث مفاسد: تكذيب القرآن، وتجهيل الرسول، واستطالة الفلاسفة! وأن الذين قالوا: إن طريقة السلف هي التفويض كذبوا على السلف! أو الذين قالوا: إن طريقة السلف هي التفويض كذبوا على السلف، بل هم يثبتون اللفظ والمعني ويقررونه، ويشرحونه بأوفى شرح.
    أهل السنة والجماعة لا يحرفون ولا يعطلون، ويقولون بمعنى النصوص كما أراد الله: ]ثم استوى على العرش[ [الأعراف: 54]، بمعنى: علا عليه وليس معناه: استولى. ]بيده[: يد حقيقية وليست القوة ولا نعمة، فلا تحريف عندهم ولا تعطيل].
    انتهى المقصود من " شرح الواسطية".




    =====================



    قال الشيخ العلامة ابن عثيمين :
    [ من المشهور عندهم قولهم : طريقة السلف أسلم وطريقة الخلف أعلم وأحكم ، وهذا القول على ما فيه من التناقض قد يوصل إلى الكفر ، فهو :
    أولاً : فيه تناقض ، لأنهم قالوا طريقة السلف أسلم ، ولا يعقل أن تكون الطريقة أسلم وغيرها أعلم وأحكم ، لأن الأسلم يستلزم أن يكون أعلم وأحكم فلا سلامة إلا بعلم بأسباب السلامة وحكمة في سلوك هذه الأسباب .
    ثانياً : أين العلم والحكمة من التحريف والتعطيل ؟
    ثالثاً : يلزم منه أن يكون هؤلاء الخالفون أعلم بالله من رسوله - صلى الله عليه وسلم - وأصحاب ، لأن طريقة السلف هي طريقة النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه .
    رابعاً : أنها قد تصل الكفر ، لأنها تستلزم تجهيل النبي - صلى الله عليه وسلم - وتسفيهه ، فتجهيله ضد العلم ، وتسفيهه ضد الحكمة ، وهذا خطر عظيم .
    فهذه العبارة باطلة حتى وإن أرادوا بها معني صحيحاً ، لأن هؤلاء بحثوا وتعمقوا وخاضوا في أشياء كان السلف لم يتكلموا فيها ، فإن خوضهم في هذه الأشياء هو الذين ضرهم وأوصلهم إلى الحيرة والشك ، وصدق النبي - صلى الله عليه وسلم - حين قال : " هلك المتنطعون " ، فلو أنهم بقوا على ما كان عليه السلف الصالح ولم يتنطعوا ، لما وصلوا إلى هذا الشك والحيرة والتحريف ، حتى إن بعض أئمة أهل الكلام كان يتمني أن يموت على عقيدة أمه العجوز التي لا تعرف هذا الضلال ، ويقول بعضهم : ها أنا أموت على عقيدة عجائز نيسابور .
    وهذا من شدة ما وجدوا من الشك والقلق والحيرة ، ولا تظن أن العقيدة الفاسدة يمكن أن يعيش الإنسان عليها أبداً ، لا يمكن أن يعيش الإنسان إلا على عقيدة سليمة ، وإلا ابتلي بالشك والقلق والحيرة ، وقد قال بعضهم : أكثر الناس شكاً عند الموت أهل الكلام ، وما بالك والعياذ بالله بالشك عند الموت يختم للإنسان بضد الإيمان .
    لكن لو أخذنا العقيدة من كتاب الله وسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسهولة وبما جري عليه السلف ، ونقول كما قال الرازي وهو من علمائهم ورؤسائهم : رأيت أقرب الطرق طريقة القرآن : أقرأ في الإثبات : { الرحمن على العرش استوس } [ طه : 5] ، يعني : فأثبت ، وأقرأ في النفي : { ليس كمثله شيء } [ الشوري : 11] { ولا يحيطون به علماً } [ طه : 110] ، ومن جرب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي ، لأنه أقر هذا الكلام ، فقال : لقد تأملت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية ، فما رأيتها تروي غليلاً ولا تشفي عليلاً ، ووجدت أقرب الطرق طريق القرآن .
    والحاصل أن هؤلاء المنكرين لما جاء في الكتاب والسنة من صفات الله عز وجل اعتماداً على هذا الظن الفاسد أنها تقتضي التمثيل قد ضلوا ضلالاً مبيناً ، فالصحابة رضي الله عنهم هل ناقشوا الرسول - صلى الله عليه وسلم - في هذا ؟ والذي نكاد نشهد به إن لم نشهد به أنه حين يمر عليهم مثل هذا الحديث يقبلونه على حقيقته ، لكن يعلمون أن الله لا مثل له ، فيجمعون بين الإثبات وبين النفي].
    " القول المفيد ..."



    والنقل
    لطفــــاً .. من هنــــــــــــــا

      الوقت/التاريخ الآن هو 15.11.24 5:32