خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    كرسي الرحمن بين الاثبات والنفي

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية كرسي الرحمن بين الاثبات والنفي

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 06.10.08 16:45


    كرسي الرحمن بين الاثبات والنفي
    بسم الله الرحمن الرحيم

    والحمد لله رب العالمين

    يقول الله تعالى في سورة البقرة :
    ( اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ) الآية 255

    - هذه الآية تسمى بآية الكرسي نسبة للكرسي .

    وهي أعظم آية في القرآن كما ورد في الحديث .


    - قال الأصطخري ، قال أبوعبد الله أحمد بن حنبل : والكرسي موضع قدميه

    ( انظر كتاب العقيدة لأحمد بن حنبل- الخلال )

    - قال الامام القرطبي :
    وأرباب الإلحاد يحملونها (يقصد ذكر العرش والكرسي) على عِظم المُلْك وجلالة السلطان ، وينكرون وجود العرش والكرسيّ وليس بشيء .
    وأهل الحق يجيزونهما؛ إذ في قدرة الله متّسع فيجب الإيمان بذلك .

    والذي تقتضيه الأحاديث أن الكرسيّ مخلوق بين يديّ العرش والعرش أعظم منه

    - و قال ابن جرير الطبري في تفسيره :

    اختلف أهل التأويل في معنى"الكرسي"

    قال بعضهم : الكرسي هو علم الله تعالى

    وقال آخرون:"الكرسي": موضع القدمين.

    وقال آخرون: الكرسي: هو العرش نفسه

    وذكر أقوال الضحاك ومسلم البطين وابن عباس وأبي موسى وحديث مرفوع لعمر رضي الله عنه .


    وقد تناقض قول ابن جرير في أي هذه الأقوال أصح ، (كما بين محمود محمد شاكر)


    - وأما الامام ابن كثير :
    فقد جمع الأحاديث في هذا الباب بأسانيدها ، ولم يرجح أي من الأقوال ،
    فقد ذكر لابن أبي حاتم والطبري وشجاع بن مخلد وابن مردويه والحاكم وأبو يعلي
    والبزار وعبد بن حميد والطبراني وابن أبي عاصم والضياء .


    ---

    - روى الطبري في تفسيره :

    حدثنا أبو كريب وسلم بن جنادة، قالا حدثنا ابن إدريس، عن مطرف، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس:"وسع كرسيه" قال: كرسيه علمه.



    حدثنا أحمد بن إسحاق، قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري، عن سفيان، عن عمار الدهني، عن مسلم البطين، قال: الكرسي: موضع القدمين.


    حدثني علي بن مسلم الطوسي، قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، قال: حدثني أبي، قال: حدثني محمد بن جحادة، عن سلمة بن كهيل، عن عمارة بن عمير، عن أبي موسى، قال: الكرسي: موضع القدمين، وله أطيط كأطيط الرحل .


    حدثني به عبد الله بن أبي زياد القطواني، قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، قال: أخبرنا إسرائيل، عن أبى إسحاق، عن عبد الله بن خليفة، قال: أتت امرأة النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: ادع الله أن يدخلني الجنة! فعظم الرب تعالى ذكره، ثم قال: إن كرسيه وسع السموات والأرض، وأنه ليقعد عليه فما يفضل منه مقدار أربع أصابع- ثم قال بأصابعه فجمعها - وإن له أطيطا كأطيط الرحل الجديد، إذا ركب، من ثقله".


    حدثني عبد الله بن أبى زياد، قال: حدثنا يحيى بن أبي بكر، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن خليفة، عن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، بنحوه.


    وقال أبو جعفر الطبري :


    [size=21]وأما الذي يدل على صحته ظاهر القرآن فقول ابن عباس الذي رواه جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، عنه أنه قال:"هو علمه" (1) . [/size]
    وذلك لدلالة قوله تعالى ذكره:"ولا يؤوده حفظهما" على أن ذلك كذلك، فأخبر أنه لا يؤوده حفظ ما علم، وأحاط به مما في السموات والأرض، وكما أخبر عن ملائكته أنهم قالوا في دعائهم:( رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا ) [غافر: 7]

    _______
    ___

    (1) .( وكتبه محمود محمد شاكر ) العجب لأبي جعفر ، كيف تناقض قوله في هذا الموضع ! فإنه بدأ فقال : إن الذي هو أولى بتأويل الآية ما جاء به الأثر عن رسول الله صلي الله عليه وسلم ، من الحديث في صفة الكرسي ، ثم عاد في هذا الموضع يقول : وأما الذي يدل على صحته ظاهر القرآن ، فقول ابن عباس أنه علم الله سبحانه . فإما هذا وإما هذا ، وغير ممكن أن يكون أولى التأويلات في معنى"الكرسي" هو الذي جاء في الحديث الأول ، ويكون معناه أيضًا "العلم" ، كما زعم أنه دل على صحته ظاهر القرآن . وكيف يجمع في تأويل واحد ، معنيان مختلفان في الصفة والجوهر ! ! وإذا كان خبر جعفر بن أبي المغيرة ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، صحيح الإسناد ، فإن الخبر الآخر الذي رواه مسلم البطين ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، صحيح الإسناد على شرط الشيخين ، كما قال الحاكم ، وكما في مجمع الزوائد 6 : 323" رواه الطبراني ، ورجاله رجال الصحيح" ، كما بينته في التعليق على الأثر : 5792 .
    ومهما قيل فيها ، فلن يكون أحدهما أرجح من الآخر إلا بمرجح يجب التسليم له .
    وأما أبو منصور الأزهري فقد قال في ذكر الكرسي : "والصحيح عن ابن عباس ما رواه عمار الدهنى ، عن مسلم البطين ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس أنه قال : "الكرسي موضع القدمين ، وأما العرش فإنه لا يقدر قدره . قال : وهذه رواية اتفق أهل العلم على صحتها .
    قال : ومن روى عنه في الكرسي أنه العلم ، فقد أبطل" ، وهذا هو قول أهل الحق إن شاء الله .

    وقد أراد الطبري أن يستدل بعد بأن الكرسي هو"العلم" ، بقوله تعالى : "ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما" ، فلم لم يجعل"الكرسي" هو"الرحمة" ، وهما في آية واحدة؟ ولم يجعلها كذلك لقوله تعالى في سورة الأعراف : 156 : "قال عذابي أصيب به من أشاء ورحمتي وسعت كل شيء"؟ واستخراج معنى الكرسي من هذه الآية كما فعل الطبري ، ضعيف جدا ، يجل عنه من كان مثله حذرا ولطفا ودقة .
    وأما ما ساقه بعد من الشواهد في معنى"الكرسي" ، فإن أكثره لا يقوم على شيء ، وبعضه منكر التأويل ، كما سأبينه بعد إن شاء الله .

    وكان يحسبه شاهدا ودليلا أنه لم يأت في القرآن في غير هذا الموضع ، بالمعنى الذي قالوه ، وأنه جاء في الآية الأخرى بما ثبت في صحيح اللغة من معنى"الكرسي" ، وذلك قوله تعالى في"سورة ص" : "ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب" .

    ( يتبع )
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: كرسي الرحمن بين الاثبات والنفي

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 06.10.08 16:47

    أحاديث الكرسي المرفوعة والثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم
    من جامع الأحاديث ويشتمل على جمع الجوامع للإمام السيوطى

    والجامع الأزهر وكنوز الحقائق للمناوى ، والفتح الكبير للنبهانى
    الحديث الأول
    355- أتانى جبريل وفى يده كالمرآة البيضاء فيها كالنُّكتة السوداء فقلت يا جبريل ما هذه قال هذه الجمعة قلت وما الجمعة قال لكم فيها خير قلت وما لنا فيها قال تكون عيدًا لك ولقومك من بعدك وتكون اليهود والنصارى تبعًا لك قلت وما لنا فيها قال لكم فيها ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله فيها شيئًا من الدنيا والآخرة هو له قَسْمٌ إلا أعطاه إياه أو ليس له بقسم إلا ذخر له عنده ما هو أفضل منه أو يتعوذ من شر هو عليه مكتوب إلا صرف عنه من البلاء ما هو أعظم منه قلت وما هذه النُّكتة فيها قال هى الساعة وهى تقوم يوم الجمعة وهو عندنا سيد الأيام ونحن ندعوه يوم القيامة يوم المزيد قلت مِمَ ذلك قال لأن ربك اتخذ فى الجنة واديًا
    من مسك أبيض فإذا كان يوم الجمعة هبط من عِلِّيِّين على كرسيِّه ثم حف الكرسى بمنابر من ذهب مكللة بالجواهر ثم يجىء النبيون حتى يجلسون عليها وينزل أهل الغُرَف حتى يجلسون على ذلك الكَثِيب ثم يتجلى لهم ثم يقول سلونى أُعْطِكم فيسألونه الرضا فيقول رِضاى أُحلُّكم دارى وأَنالكم كرامتى فسلونى أُعطكم فيسألونه الرضا فيشهدهم أنه قد رضى عنهم فيفتح لهم ما لم ترَ عينٌ ولم تسمع أذن ولم يخطر على قلب بشر وذالكم مقدار انصرافكم من يوم الجمعة ثم يرتفع ويرتفع معه النبيون والصديقون والشهداء ويرجع أهل الغرف إلى غرفهم وهى دُرَّةٌ بيضاء ليس فيها فَصْم ولا قَصْم أو درة حمراء أو زبرجدة خضراء منها غرفها وأبوابها مُطَّرِدَة فيها أنهارها متدلية فيها ثمارها فيها أزواجها وخدمها فليسوا إلى شىء أحوج منهم إلى يوم الجمعة ليزدادوا إلى ربهم نظرًا وليزدادوا منه كرامة (ابن أبى شيبة ، والبزار ، والطبرانى فى الأوسط ، وأبو يعلى عن أنس)
    أخرجه ابن أبى شيبة (1/477 ، رقم 5517) والطبرانى فى الأوسط (2/314 ، رقم 2084) ، وأبو يعلى (7/228 ، رقم 4228) ، قال المنذرى (4/311) : رواه ابن أبى الدنيا ، والطبرانى فى الأوسط بإسنادين ، أحدهما جيد قوى ، وأبو يعلى مختصرًا ، ورواته رواة الصحيح ، والبزار .
    وقال الهيثمى (10/421) : رواه البزار ، والطبرانى فى الأوسط بنحوه ، وأبو يعلى باختصار ، ورجال أبى يعلى رجال الصحيح ، وأحد إسنادى الطبرانى رجاله رجال الصحيح ، غير عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان ، وقد وثقه غير واحد ، وضعفه غيرهم ، وإسناد البزار ، فيه خلاف . وأخرجه أيضًا : عبد الله بن أحمد فى السنة

    (1/250 ، رقم 460) ، والضياء (6/272 ، رقم 2291) .
    الحديث الثاني
    8100 - إن كرسيه وسع السموات والأرض وإن له أطيط كأطيط الرحل الجديد إذا ركب من ثقله (البزار عن عمر)
    أخرجه البزار (1/457 ، رقم 325) ، قال الهيثمى (1/84) : رجاله رجال الصحيح . وأخرجه أيضًا : الدارقطنى فى الصفات (ص 29 ، رقم 35) ، وأبو الشيخ فى العظمة (2/548) ، والضياء (1/263 ، رقم 151) ، وقال : إسناده حسن
    الحديث الثالث
    26989- يقول الله للعلماء يوم القيامة إذا قعد على كرسيه لقضاء عباده إنى لم أجعل علمى وحلمى فيكم إلا وأنا أريد أن أغفر لكم على ما كان منكم ولا أبالى (الطبرانى ، وأبو نعيم عن ثعلبة بن الحكم الليثى وحسن)
    أخرجه الطبرانى (2/84 ، رقم 1381) قال الهيثمى (1/126) : رجاله موثقون .
    الحديث الرابع
    28328 - عن عمر : أن امرأة أتت النبى - صلى الله عليه وسلم - فقالت يا رسول الله ادع الله أن يدخلنى الجنة فعظم الرب وقال إن عرشه فوق سبع سموات وفى لفظ إن كرسيه وسع السموات والأرض وإن له أطيطا كأطيط الرحل الجديد إذا ركب فى ثقله (أبو يعلى ، وابن أبى عاصم ، وابن خزيمة ، والدارقطنى فى الصفات ، والطبرانى فى السنة ، وابن مردويه ، والضياء) [كنز العمال 29863]
    أخرجه ابن أبى عاصم (1/252 ، رقم 573) ، والدارقطنى فى الصفات (1/30 ، رقم 35) ، والضياء (1/264 ، رقم 152) . قال الهيثمى (10/159) رواه أبو يعلى فى الكبير ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن خليفة الهمذانى وهو ثقة .
    الحديث الخامس
    38933- - عن ابن عباس : عن النبى - صلى الله عليه وسلم - فى قوله {وسع كرسيه السموات والأرض} قال الكرسى موضع القدمين ولا يقدر قدر العرش شىء (الدارقطنى فى الصفات)[كنز العمال 1683]
    أخرجه الدارقطنى فى الصفات (1/30 ، رقم 36) .
    الحديث السادس :
    روى الدرامي في مسنده [ 2800 ] حدثنا محمد بن الفضل ثنا الصعق بن حزن عن علي بن الحكم عن عثمان بن عمير عن أبي وائل عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : قيل له ما المقام المحمود قال ذاك يوم ينزل الله تعالى على كرسيه يئط كما يئط الرحل الجديد من تضايقه به وهو كسعة ما بين السماء والأرض ويجاء بكم حفاة عراة غرلا فيكون أول من يكسى إبراهيم يقول الله تعالى اكسوا خليلي فيؤتي بريطتين بيضاوين من رياط الجنة ثم أكسى على أثره ثم أقوم عن يمين الله مقاما يغبطني الأولون والآخرون
    الحديث السابع :
    جامع الأحاديث رقم 3- آتِى يوم القيامة باب الجنة فيُفتح لى فأرى ربى وهو على كُرْسِيِّه فيتجلَّى لى فأَخِرّ ساجدًا (عثمان بن سعيد الدارمى فى كتاب النقض على بشر المريسى ، وابن النجار عن ابن عباس)
    أخرجه عثمان بن سعيد الدارمى فى كتاب النقض على بشر المريسى العنيد (ص 30 ، رقم 19)
    ---
    (يتبع)
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: كرسي الرحمن بين الاثبات والنفي

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 06.10.08 16:48

    قول القرطبي في تفسيره
    قوله تعالى : { وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السماوات والأرض } ذكر ابن عساكر في تاريخه عن عليّ رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الكرسي لؤلؤة والقلم لؤلؤة وطول القلم سبعمائة سنة وطول الكرسيّ حيث لا يعلمه إلا الله " وروى حمّاد بن سلمة عن عاصم بن بَهْدَلَة وهو عاصم بن أبي النجود عن زِرّ بن حُبَيش عن ابن مسعود قال : بين كل سماءين مسيرة خمسمائة عام وبين السماء السابعة وبين الكرسي خمسمائة عام ، وبين الكرسي وبين العرش مسيرة خمسمائة عام ، والعرش فوق الماء والله فوق العرش يعلم ما أنتم فيه وعليه . يقال : كُرسيّ وكرسِيّ والجمع الكراسيّ .
    وقال ابن عباس : كرسيه علمه . ورجحه الطبري ، قال : ومنه الكُرّاسة التي تضم العلم؛ ومنه قيل للعلماء : الكراسيّ؛ لأنهم المعتمد عليهم؛ كما يقال : أَوْتَادُ الأرض .

    قال الشاعر :
    يَحُفّ بهم بِيضُ الوُجوه وعُصْبَةٌ ... كَراسيّ بالأحْداث حين تَنُوبُ
    أي علماء بحوادث الأُمور .
    وقيل : كُرسيّه قدرته التي يمسك بها السموات والأرض ، كما تقول : اجعل لهذا الحائط كرسياً ، أي ما يعمده . وهذا قريب من قول ابن عباس في قوله «وَسِعَ كُرْسِيُّهُ» قال البيهقيّ : وروينا عن ابن مسعود وسعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله «وسع كرسيه» قال : علمه . وسائر الروايات عن ابن عباس وغيره تدل على أن المراد به الكرسي المشهور مع العرش . وروى إسرائيل عن السدي عن أبي مالك في قوله «وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ» قال : إن الصّخْرة التي عليها الأرض السابعة ومنتهى الخلق على أرجائها ، عليها أربعة من الملائكة لكل واحد منهم أربعة وجوه : وجه إنسان ووجه أسد ووجه ثور ووجه نسر؛ فهم قيام عليها قد أحاطوا بالأرضين والسموات ، ورؤوسهم تحت الكرسيّ والكرسيّ تحت العرش والله واضع كرسيه فوق العرش . قال البيهقيّ : في هذا إشارة إلى كرسيين : أحدهما تحت العرش ، والآخر موضوع على العرش . وفي رواية أسباط عن السديّ عن أبي مالك ، وعن أبي صالح عن ابن عباس ، وعن مرّة الهمدانيّ عن ابن عباس ، وعن مُرّة الهَمَدَانيّ عن ابن مسعود عن ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله «وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ» فإن السَّمَوَاتِ والأَرْضَ في جوف الكرسيّ والكرسيّ بين يدي العرش .
    وأرباب الإلحاد يحملونها على عِظم المُلْك وجلالة السلطان، وينكرون وجود العرش والكرسيّ وليس بشيء . وأهل الحق يجيزونهما؛ إذ في قدرة الله متّسع فيجب الإيمان بذلك .
    قال أبو موسى الأشعري : الكرسيّ موضع القدمين وله أطِيطٌ كأطِيط الرَّحْل . قال البيهقيّ : قد روينا أيضاً في هذا عن ابن عباس وذكرنا أن معناه فيما يُرى أنه موضوع من العرش موضع القدمين من السرير ، وليس فيه إثبات المكان لله تعالى . وعن ابن بُريدة عن أبيه قال : " لما قدم جعفر من الحبشة قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ما أعجب شيء رأيتَه»؟ قال : رأيت امرأة على رأسها مِكْتَلُ طعامٍ فمرّ فارس فأذْرَاه فقعدت تجمع طعامها ، ثم التفتت إليه فقالت له : ويل لك يوم يضع الملك كرسيه فيأخذ للمظلوم من الظالم! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تصديقاً لقولها : «لا قُدِّست أُمّةٌ أو كيف تقدس أُمة لا يأخذ ضعيفُها حقَّه من شديدها» "
    قال ابن عطية : في قول أبي موسى «الكرسي موضع القدمين» يريد هو من عرش الرحمن كموضع القدمين من أسِرة الملوك ، فهو مخلوق عظيم بين يدي العرش نسبته إليه كنسبة الكرسيّ إلى سرير الملك .
    وقال الحسن ابن أبي الحسن : الكرسيّ هو العرش نفسه؛ وهذا ليس بمرضيّ ،
    والذي تقتضيه الأحاديث أن الكرسيّ مخلوق بين يديّ العرش والعرش أعظم منه .

    وروى أبو إدريس الخولانيّ " عن أبي ذرّ قال : قلت يا رسول الله ، أيّ ما أنزل عليك أعظم؟ قال : «آية الكرسيُّ ثم قال يا أبا ذرّ ما السموات السبع مع الكرسيّ إلا كحلقة ملقاة في أرض فلاة وفضل العرش على الكرسيّ كفضل الفلاة على الحلقة» "
    أخرجه الآجُرِّي وأبو حاتم البستيّ في صحيح مسنده والبيهقيّ وذكر أنه صحيح .
    وقال مجاهد : ما السموات والأرض في الكرسيّ إلا بمنزلة حلقة ملقاة في أرض فلاة . وهذه الآية منبِئة عن عِظم مخلوقات الله تعالى ، ويستفاد من ذلك عِظم قدرة الله عز وجل إذْ لا يَؤُدُه حفظ هذا الأمر العظيم .
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: كرسي الرحمن بين الاثبات والنفي

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 06.10.08 16:53

    ملف الوورد للموضوع .

    الملفات المرفقة
    : كرسي الرحمن بين الاثبات والنفي.doc‏ : 107.0 كيلوبايت : doc كرسي الرحمن بين الاثبات والنفي Doc : 36


    والنقل
    لطفـــــــاً .. من هنـــــــــــا

      الوقت/التاريخ الآن هو 15.11.24 5:52