خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    مسئلة :الإخبار عن الله عزوجل و بعض ضوابطه

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية مسئلة :الإخبار عن الله عزوجل و بعض ضوابطه

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 05.10.08 10:45


    مسئلة :الإخبار عن الله عزوجل و بعض ضوابطه

    الإخبار عن الله عزوجل

    تعريف الخبر في اللغة : الخبر: محركة: النبأ وفي التهذيب: الخبر: ما أتاك من نبإ عمن تستخبر ( 1)
    و الخبر: هو العلم بكنه المعلومات على حقائقها ففيه معنى زائد على العلم ، وإنما هو من قولك خبرت الشئ إذا عرفت حقيقة خبره
    وأنا خابر وخبير من قولك خبرت الشئ إذا عرفت حقيقة خبره وأنا خابر وخبير من قولك خبرت الشئ إذا عرفته مبالغة مثل عليم وقدير

    ثم كثر حتى أستعمل في معرفة كنهه وحقيقته(2 ) ، أي هو ما يدل عن المُخْبَر عنه ذاتاً و صفاتاً وحالاً
    وكأن الإخبار عن الله عزوجل هو الكلام بمضامين ما تحمله الأسماء والصفات( 3) من معاني ، ولا يُصف الله عزوجل بهذه المضامين فضلاً من أن يُسمى عزوجل (4 ) .

    ونضرب لذلك مثلاً
    وهو سؤال أجاب عنه الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله عزوجل:

    السؤال :
    ما حكم قول بعض الناس : يا ساتر ؟

    الجواب :
    هم لو أخبروا خبراً لقلنا صحيح ، لكن إذا قالوا : يا ساتر دعاء ، فالله عزوجل يقول ( وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا )(لأعراف: من الآية180) فلا يُدعى الله تعالى إلا بأسمائه الحسنى أو بالصفات التي لا يتصف بها إلا هو .


    السؤال :
    كيف يخبروا بها ؟

    الجواب :
    ما قصدهم الخبر ، لو قالوا : إن الله ساتر فهذا صحيح لأن الرسول مسئلة :الإخبار عن الله عزوجل و بعض ضوابطه Sallah قال " من ستر مسلماً ستره الله "( 5) ، فأضاف الستر إلى الله ، لكن إذا دعوه بها فإنه لا يُدعى إلا بأسمائه أو صفاته التي لا يتصف بها إلا هو .


    مثل قول الرسول مسئلة :الإخبار عن الله عزوجل و بعض ضوابطه Sallah ( اللهم مُنزل الكتاب ومُجرى السحاب وهازم الأحزاب اهزمهم وانصرنا عليهم )(6 )، فدعا الله عزوجل بالصفات التى لا يتصف بها إلا هو.( 7)


    الفرق بين الإخبار والأسماء والصفات:

    قال شيخ الإسلام رحمه الله عزوجل (8 )

    فصل

    قال الله تعالى ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون فى أسمائه وقال تعالى قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيما تدعوا فله الأسماء الحسنى وقال تعالى الله لا اله إلا هو له الأسماء الحسنى وقال تعالى هو الله الخالق البارىء المصور له الأسماء الحسنى و الحسنى المفضلة على الحسنة والواحد الاحاسن ثم هنا ثلاثة أقوال:
    إما أن يقال ليس له من الأسماء إلا الأحسن ولا يدعى إلا به.


    و إما أن يقال لا يدعى إلا بالحسنى وان سمي بما يجوز وان لم يكن من الحسنى وهذان قولان معروفان
    و إما أن يقال بل يجوز فى الدعاء والخبر وذلك إن قوله ( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها) وقال (ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيما تدعوا فله الأسماء الحسنى) أثبت له الأسماء الحسنى وأمر بالدعاء بها فظاهر هذا ان له جميع الاسماء الحسنى .


    وقد يقال جنس الأسماء الحسنى بحيث لا يجوز نفيها عنه كما فعله الكفار وأمر بالدعاء بها وأمر بدعائه مسمى بها خلاف ما كان عليه المشركون من النهى عن دعائه باسمه الرحمن فقد يقال قوله (فادعوه بها) أمر ان يدعى بالأسماء الحسنى وان لا يدعى بغيرها كما قال( ادعوهم لآبائهم) فهو نهى ان يدعوا لغير آبائهم .


    ويفرق بين دعائه و الإخبار عنه فلا يدعى إلا بالأسماء الحسنى وأما الإخبار عنه فلا يكون باسم سيء لكن قد يكون باسم حسن او باسم ليس بسيئ وان لم يحكم بحسنه مثل اسم شيء وذات وموجود إذا أريد به الثابت وأما إذا أريد به الموجود عند الشدائد فهو من الأسماء الحسنى وكذلك المريد والمتكلم فان الإرادة والكلام تنقسم الى محمود ومذموم فليس ذلك من الأسماء الحسنى بخلاف الحكيم والرحيم والصادق ونحو ذلك فان ذلك لا يكون الا محمودا ( 9)

    وهكذا كما فى حق الرسول حيث قال( لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا فأمرهم ان يقولوا يا رسول الله يا نبى الله كما خاطبه الله بقوله يا أيها النبي يا ايها الرسول لا يقول يا محمد يا أحمد يا أبا القاسم وان كانوا يقولون فى الأخبار كالأذان ونحوه اشهد ان محمدا رسول الله كما قال تعالى( محمد رسول الله)

    وقال( ومبشرا برسول يأتى من بعدى اسمه أحمد)
    وقال (ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله)

    فهو سبحانه لم يخاطب محمدا الا بنعت التشريف كالرسول و النبي و المزمل والمدثر وخاطب سائر الأنبياء بأسمائهم مع انه فى مقام الإخبار عنه قد يذكر اسمه فقد فرق سبحانه بين حالتى الخطاب فى حق الرسول وامرنا بالتفريق بينهما فى حقه

    وكذلك هو المعتاد فى عقول الناس اذا خاطبوا الأكابر من الأمراء والعلماء والمشايخ والرؤساء لم يخاطبوهم ويدعوهم الا باسم حسن وان كان فى حال الخبر عن أحدهم يقال هو انسان وحيوان ناطق وجسم ومحدث ومخلوق ومربوب ومصنوع وابن انثى ويأكل الطعام ويشرب الشراب

    لكن كل ما يذكر من أسمائه وصفاته فى حال الإخبار عنه يدعى به فى حال مناجاته ومخاطبته وان كانت أسماء المخلوق فيها ما يدل على نقصه وحدوثه

    وأسماء الله ليس فيها ما يدل على نقص ولا حدوث بل فيها الأحسن الذى يدل على الكمال وهى التى يدعى بها

    وان كان اذا اخبر عنه يخبر باسم حسن أو باسم لا ينفى الحسن ولا يجب أن يكون حسنا وأما فى الأسماء المأثورة فما من اسم الا وهو يدل على معنى حسن

    فينبغى تدبر هذا للدعاء وللخبر المأثور وغير المأثور الذى قيل لضرورة حدوث المخالفين للتفريق بين الدعاء والخبر وبين المأثور الذى يقال او تعريفهم لما لم يكونوا به عارفين وحينئذ فليس كل اسم ذكر فى مقام يذكر فى مقام بل يجب التفريق .إ .هـ


    وقال ابن القيم رحمه الله عزوجل :


    ويجب أن تعلم هنا أمور
    أحدها

    أن ما يدخل في باب الإخبار عنه تعالى أوسع مما يدخل في باب أسمائه وصفاته كالشيء والموجود والقائم بنفسه فإنه يخبر به عنه ولا يدخل في أسمائه الحسنى وصفاته العليا

    الثاني
    أن الصفة إذا كانت منقسمة إلى كمال ونقص لم تدخل بمطلقها في أسمائه بل يطلق عليه منها كمالها وهذا كالمريد والفاعل والصانع فإن هذه الألفاظ لا تدخل في أسمائه ولهذا غلط من سماه بالصانع عند الإطلاق بل هو الفعال لما يريد فإن الإرادة والفعل والصنع منقسمة ولهذا إنما أطلق على نفسه من ذلك أكمله فعلا وخبرا

    الثالث
    أنه لا يلزم من الإخبار عنه بالفعل مقيدا أن يشتق له منه اسم مطلق كما غلط فيه بعض المتأخرين فجعل من أسمائه الحسنى المضل الفاتن الماكر تعالى الله عن قوله فإن هذه الأسماء لم يطلق عليه سبحانه منها إلا أفعال مخصوصة معينة فلا يجوز أن يسمى بأسمائها إ هـ.( 10)


    وقال أيضاً :

    السابع
    أن ما يطلق عليه في باب الأسماء والصفات توقيفي وما يطلق عليه من الأخبار لا يجب أن يكون توقيفا كالقديم والشيء والموجود والقائم بنفسه فهذا فصل الخطاب في مسألة أسمائه هل هي توقيفية أو يجوز أن يطلق عليه منها بعض ما لم يرد به السمع


    الثامن
    أن الاسم إذا أطلق عليه جاز أن يشتق منه المصدر والفعل فيخبر به عنه فعلا ومصدرا ونحو السميع البصير القدير يطلق عليه منه السمع والبصر والقدرة ويخبر عنه بالأفعال من ذلك نحو قد سمع الله المجادلة 1 وقدرنا فنعم القادرون المرسلات 23 هذا إن كان الفعل متعديا فإن كان لازما لم يخبر عنه به نحو الحي بل يطلق عليه الاسم والمصدر دون الفعل فلا يقال حي.(11 )


    وقال أيضاً :
    فإن الفعل أوسع من الاسم ولهذا أطلق الله على نفسه أفعالا لم يتسم منها بأسماء الفاعل كأراد وشاء وأحدث ولم يسم بالمريد و الشائي والمحدث كما لم يسم نفسه بالصانع والفاعل والمتقن وغير ذلك من الأسماء التي أطلق أفعالها على نفسه فباب الأفعال أوسع من باب الأسماء


    وقد أخطأ أقبح خطأ من اشتق له من كل فعل اسما وبلغ بأسمائه زيادة على الألف فسماه الماكر والمخادع والفاتن والكائد ونحو ذلك

    وكذلك باب الإخبار عنه بالاسم أوسع من تسميته به فإنه يخبر عنه بأنه شيء وموجود ومذكور ومعلوم ومراد ولا يسمى بذلك

    فأما الواجد فلم تجيء تسميته به إلا في حديث تعداد الأسماء الحسنى والصحيح أنه ليس من كلام النبي ومعناه صحيح فإنه ذو الوجد والغنى فهو أولى بأن يسمى به من الموجود ومن الموجد

    أما الموجود فإنه منقسم إلى كامل وناقص وخير وشر وما كان مسماه منقسما لم يدخل اسمه في الأسماء الحسنى كالشيء والمعلوم ولذلك لم يسم بالمريد ولا بالمتكلم وإن كان له الإرادة والكلام لانقسام مسمى المريد والمتكلم

    وأما الموجد فقد سمي نفسه بأكمل أنواعه وهو الخالق البارئ المصور فالموجد كالمحدث والفاعل والصانع وهذا من دقيق فقه الأسماء الحسنى فتأمله وبالله التوفيق.إ هـ(12 )

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية التتمة

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 05.10.08 10:48


    قال مقيده عفا الله عنه :
    مما سبق من كلام أهل العلم تتضح لنا بعض الضوابط والقواعد في الإخبار عن الله عزوجل ومنها ما يلي :

    1- الإخبار تشتق من الأسماء والصفات والأفعال الثابتة لله عزوجل وغيرها ، ويُخبر عن الله بها ولا تجرى كأسماء عليها(13 ) .


    2- باب الإخبار أوسع الأبواب، فهو أوسع من باب الأسماء ومن باب الصفات لأنه احتواها وزاد عليها ( 14).


    3- باب الإخبار توفيقياً ، غير بابا الأسماء والصفات فإنهما توقيفيان (15 ).


    4- باب الإخبار عن لا يكون باسم سيء لكن قد يكون باسم حسن أو باسم ليس بسيئ وان لم يحكم بحسنه مثل اسم شيء وذات وموجود إذا أريد به الثابت وكذلك المريد والمتكلم فان الإرادة والكلام تنقسم إلى محمود ومذموم(16 ).

    5- بناءاً على السابق فانه لا يجوز الدعاء بكل ما ورد بالأخبار( 17) لأن الله أمر بدعائه بأسمائه الحسنى ( وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا )(الأعراف: من الآية180)، ولأن الأخبار فيها الحسنى فيها الخبر المجرد كقولنا الموجود و المتكلم والصانع وغيرها .

    نختم هذا الباب بعبارات لمشايخ الإسلام ’ أن الأولى استخدام الألفاظ الشرعية المعصومة الواردة في الكتاب العزيز والسنة المشرفة دون الإلتفات إلي هذه الألفاظ التي لم ترد فيهما فهي ألفاظ غير معصومة إنما جرت علي الألسنة يوم خضنا مع أهل الكلام أخذاً و رداً ، إليك أخي الحبيب نقولات أهل العلم رحمهم الله عزوجل .

    أقوال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عزوجل :

    القاعدة الثانية (18 ) :
    أن ما أخبر به الرسول مسئلة :الإخبار عن الله عزوجل و بعض ضوابطه Sallah عن ربه عزوجل فانه يجب الإيمان به سواء عرفنا معناه أو لم نعرف لأنه الصادق المصدوق فما جاء فى الكتاب والسنة وجب على كل مؤمن الإيمان به وإن لم يفهم معناه ،كذلك ماثبت باتفاق سلف الأمة وأئمتها مع ان هذا الباب يوجد عامته منصوصا فى الكتاب والسنة متفق عليه بين سلف الأمة، وما تنازع فيه المتأخرون نفيا وإثباتا فليس على أحد بل ولا له ان يوافق أحدا على إثبات لفظه أو نفيه حتى يعرف مراده فإن أراد حقا قبل وإن أراد باطلا رد وان اشتمل كلامه على حق وباطل لم يقبل مطلقا ولم يرد جميع معناه بل يوقف اللفظ ويفسر المعنى.أ.هـ


    وقال رحمه الله عزوجل ( 19) :
    وأما السلف والأئمة فلم يدخلوا مع طائفة من الطوائف فيما ابتدعوه من نفى او اثبات بل اعتصموا بالكتاب والسنة وراوا ذلك هو الموافق لصريح العقل فجعلوا كل لفظ جاء به الكتاب والسنة من اسمائه وصفاته حقا يجب الأيمان به وان لم تعرف حقيقة معناه وكل لفظ احدثه الناس فاثبته قوم ونفاه اخرون فليس علينا ان نطلق اثباته ولا نفيه حتى نفهم مراد المتكلم

    فان كان مراده حقا موافقا لما جاءت به الرسل والكتاب والسنة من نفى او اثبات قلنا به
    و
    ان كان باطلا مخالفا لما جاء به الكتاب والسنة من نفى او اثبات منعنا القول به وراوا ان الطريقة التى جاء بها القرآن هى الطريقة الموافقة لصريح المعقول وصحيح المنقول وهى طريقة الأنبياء والمرسلين .ا.هـ

    ابن أبى العز الحنفي رحمه الله عزوجل( 20):
    (التعبير عن الحق بالألفاظ الشرعية النبوية الإلهية هو سبيل أهل السنة والجماعة ، والمعطلة يعرضون عما قاله الشارع من الأسماء والصفات ، و لا يتدبرون معانيها ، ويجعلون ما ابتدعوه من المعاني والألفاظ هو المحكم الذى يجب اعتقاده ، وأما أهل الحق والسنة والإيمان فيجعلون ما قاله الله ورسوله هو الحق الذى يجيب اعتقاده واعتماده ) ا.هـ

    ويقول العلامة ابن باز رحمه الله عزوجل( 21):
    قوله (قديم بلا ابتداء) هذا اللفظ لم يرد في أسماء الله الحسنى كما نبه الشارح رحمه الله وغيره، وإنما ذكره كثير من علماء الكلام ليثبتوا به وجوده قبل كل شيء وأسماء الله توقيفية لا يجوز إثبات شيء منها إلا بالنص من الكتاب العزيز أو السنة الصحيحة، ولا يجوز إثبات شيء منها بالرأي كما نص على ذلك أئمة السلف الصالح، ولفظ القديم لا يدل على المعنى الذي أراده أصحاب الكلام، لأنه يقصد به في اللغة العربية المتقدم على غيره وإن كان مسبوقا بالعدم كما في قوله سبحانه )وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ) (يّـس:39) وإنما يدل على المعنى الحق بالزيادة التي ذكرها المؤلف وهو قوله (قديم بلا ابتداء) ولكن لا ينبغي عده في أسماء الله الحسنى، لعدم ثبوته من جهة النقل ويغني عنه اسمه سبحانه الأول كما قال عز وجل: )هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ )(الحديد: من الآية3)الآية والله ولي التوفيق.

    وكذا قال العلامة الألباني رحمه الله عزوجل :
    في نفس الموضع فى التعليق على الطحاوية :
    اعلم أنه ليس من أسماء الله تعالى : ( القديم ) وإنما هو من استعمال المتكلمين فإن القديم في لغة العرب التي نزل بها القرآن - هو المتقدم على غيره فيقال : هذا قديم للعتيق وهذا جديد للحديث ولم يستعملوا هذا الاسم إلا في المتقدم على غيره لا فيما لم يسبقه عدم كما قال تعالى : ( حتى عاد كالعرجون القديم ) [ يس : 39 ] والعرجون القديم : الذي يبقى إلى حين وجود العرجون الثاني فإذا وجد الجديد قيل للأول قديم وإن كان مسبوقا بغيره كما حققه شيخ الإسلام ابن تيمية في " مجموع الفتاوى " ( 1 / 245 ) والشارح في " شرحه "


    لكن أفاد الشيخ ابن مانع هنا فيما نقله عن ابن القيم في " البدائع " أنه يجوز وصفه سبحانه بالقدم بمعنى أنه يخبر عنه بذلك وباب الأخبار أوسع من باب الصفات التوقيفية . ا.هـ

    كل هذا في اعتصام السلف بالألفاظ الشرعية فى بابي الأسماء والصفات ،لذا قال الشيخ عمر سليمان الأشقر ( 22)( أقول والأفضل في باب الإخبار أن يُصار إلي اللفظ الوارد في الكتاب والسنة عند وجود مثل هذا اللفظ ، فنقول : الأول بدل القديم ، ونقول القيوم بدل القيام بالنفس ، ونقول الآخر بدل الأزلي والأبدي ، فالتعبير بالمنصوص أولى و أحري )أ.هـ

    و الله عزوجل أعلى واعلم وأعز وأحكم .

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
    ( 1) تاج العروس
    ( 2) الفروق اللغوية
    ( 3) بكل أنواعها السابق ذكرها
    ( 4) ويكون بذلك دخل فيه الأسماء والصفات وزاد عليها
    ( 5) أخرجه مسلم 2699
    ( 6) متفق عليه من عبد الله بن أبى أوفى مسئلة :الإخبار عن الله عزوجل و بعض ضوابطه Radia
    ( 7) شرح العقيدة السفارينية صـ167،166
    (8 ) مجموع الفتاوى جـ6 ص143:141
    (9 ) ألفاظ تدل على الكمال لكن تحمل النقص بالتقدير الذهني كالمتكلم ، والمريد ، والفاعل والشائي ( الذي يشاء )
    مثاله : المتكلم قد يتكلم بخير وقد يتكلم بشر فلا يسمى الله به لأن أسماءه لا تحمل النقص ولو بالتقدير .
    ولهذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الأصفهانية ص 5 : ( وأما تسميته سبحانه بأنه مريد وأنه متكلم فإن هذين الاسمين لم يردا في القرآن ولا في الأسماء الحسنى المعروفة ، ومعناهما حق ، ولكن الأسماء الحسنى المعروفة هى التي يدعى الله بها وهي التي جاءت في الكتاب والسنة وهي التي تقتضي المدح والثناء بنفسها والعلم والقدرة والرحمة ونحو ذلك هي في نفسها صفات مدح والأسماء الدالة عليها أسماء مدح وأما الكلام والإرادة فلما كان جنسه ينقسم إلى محمود كالصدق والعدل وإلى مذموم كالظلم والكذب والله تعالى لا يوصف إلا بالمحمود دون المذموم جاء ما يوصف به من الكلام والإرادة في أسماء تخص المحمود كاسمه الحكيم والرحيم والصادق والمؤمن والشهيد والرؤوف والحليم والفتاح ونحو ذلك 0
    فلهذا لم يجىء في أسمائه الحسنى المأثورة المتكلم المريد ا0هـ باختصار المُجلى د كاملة الكوارى0
    (10 ) بدائع الفوائد جـ1 صـ170،169
    (11 ) بدائع الفوائد جـ1 صـ170
    (12 ) مدارج السالكين جـ 3 صـ416،415
    (13 ) راجع كلام الشيخ العثيمين ’
    (14 ) راجع كلام ابن تيمية ’ وابن القيم ’ ((باب الأخبار أوسع من باب الصفات ، وما يطلق عليه من الأخبار ؛ لا يجب أن يكون توقيفياً ؛ كالقديم ، والشيء ، والموجود ....))( ).
    (15 ) كما سبق
    (16 ) راجع كلام شيخ الإسلام ابن تيمية
    (17 ) انظر رقم 1
    (18 ) مجموع الفتاوى جـ3 صـ41
    (19 ) مجموع الفتاوى جـ6 صـ 36
    (20 ) شرح العقيدة الطحاوية
    (21 ) التعليق على الطحاوية
    (22 ) أسماء الله وصفاته في معتقد أهل السنة والجماعة صـ133


    والنقل
    لطفــــــــــــاً .. من هنــــــــــــــا

      الوقت/التاريخ الآن هو 15.11.24 3:17