مقتطفات من نصيحة الشيخ العلامة المحدث إمام الجرح والتعديل أبي محمد ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى
والتي ألقاها في اجتماع أهل السنة والجماعة بساحل حضرموت بدار الحديث بالشحرفي الخامس من شهر شوال من عام 1428هـ
الله تبارك وتعالى يقول : [ إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم في شيء ] فسر أبو هريرة وغيره أن هذه الآية في أهل البدع الذين فرقوا دينهم وفرقوا الأمة والعياذ بالله
فالحذر كل الحذر من الفرقة والإختلاف ولنجتنب أسبابها التي تؤدي إلى هذه الفرقة الشنيعة التي من آثارها أن برأ الله رسوله من المتفرقين فقال : [ لست منهم في شيء ]
وقد ذم الله التحزب والتفرق وبين أنه من صفات المشركين ليتنزه المسلمون عن هذه الصفات صفات المشركين , [ وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين , من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً كل حزب بما لديهم فرحون ]
فهذا حصل في هذه الأمة
وأنا أنصح إخواني السلفيين في اليمن وغيرها في اليمن في جميع المراكز أن يتآخوا وأن يتلاحموا ويتعاونوا على البر والتقوى وأن يبتعدوا عن أسباب الفرقة
ومن أسبابها الإشاعات والقيل والقال وما شاكل ذلك
وأنصحهم على التآخي في الله وأن هذا التآخي نعمة من الله
أنصحهم بالتحابب في الله فإن هذه منزلة عظيمة يخسرها أهل الفرقة والعياذ بالله
لان الفرقة تؤدي إلى البغضاء وإلى الشحناء وإلى الأحقاد وإلى بلايا وبلايا لا يعلمها إلا الله
ويدرك الناس الكثير من مخاطرها ومن آثارها
فأنصحهم بأن يتركوا الفرقة وأسبابها
و
أن يغلقوا آذانهم عن نقل الكلام المؤدي إلى الفرقة
و
أن يسدوا أسباب الفرقة
فإن دعوة إخواننا في اليمن من أفضل الدعوات الآن السلفية في العالم
فإنها ولله الحمد قامت
على الهدى وعلى الكتاب والسنة وعلى منهج السلف وعلى سلوكهم وأخلاقهم وعلى الزهد والورع
فلا يدخل الشيطان بينهم
[ وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدواً مبيناً ]
أن يحذروا من شياطين الجن والإنس الذي يشتغلون ويشغلون أنفسهم ويشغلون السلفيين بالأسباب المؤدية إلى الفرقة
وأنا أحذرهم وأنصحهم لله عز وجل من منطلق النصيحة
وأظنهم يحفظون ويعلمون هذه الأشياء كلها
بل اعتقد أنهم يعلمون هذه الأشياء كلها بما في ذلك التحاب والتواد في الله
وماذا يترتب عليه من خير كبير في الدنيا من قوة الدعوة وانتشارها
وبسبب هذا التآخي والتعاون فإن الفرقة والله فيها ضربات قاصمة لهذه الدعوة ولها مخاطر لا يعرفها إلا من جربها
فأرجوا من الجميع الإبتعاد عن ما يؤدي إلى الفرقة ويحسم عرى المودة والفرقة والأخوة والمحبة في الله التي هي من أعلى المنازل عند الله
ويكفي في فضلها أن المتحابين في الله والمتآخين فيه يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم القيامة رجلان تحابا في الله
يقول أين المتحابين في جلالي اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي ويقول في حديث معاذ (وجبت محبتي للمتحابين فيّ والمتزاورين فيّ والمتبادلين فيّ والمتجالسين فيّ )
ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( لا تدخلوا الجنة حتى تحابوا ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم )
فهو في هذا الحديث يبين لنا أننا لا نكون من المؤمنين – لا شك طبعاً الإيمان الكامل حتى نتحاب في الله ويدلنا على الأسباب التي تحقق هذه المحبة في الله وتوصلنا إلى الجنة , أن نفشي السلام بيننا
السلام ما هو بالكلام فقط السلام بالتحية والسلام بالعمل والسلام في تبادل المحبة والإخاء في الله
فأُكد على الإخوان أن ينبذوا أسباب الفرقة
و
أن يسدوا منافذها
و
أن يدركوا مخاطرها والعياذ بالله
ومحاذيرها قد بينها الله في آيات وآثارها فيما تقدم من الآيات
نسأل الله أن يؤلف بين قلوب السلفيين في كل مكان
والله لقد أدركت عهداً زاهراً للسلفيين
كان السلفيون في مشارق الارض ومغاربها في باكستان وبنجلاديش والسودان ومصر واليمن والمغرب وغيرها يحضرون في المواسم في الحج والعمرة وهم كأنهم أخوة واحدة لا خلاف بينهم ولا يعرفون هذه الأسباب التي توجد الآن في الساحات السلفية
لا يعرفون مثل هذه الأساليب المفرقة الممزقة التي تؤدي إلى ضياع هذه الدعوة
و
تؤدي إلى فشل أهلها
و
تؤدي إلى سخط الله وذمه وبغضه ممن يفعل هذه الأشياء
كان السلفيون في العالم يأتي السلفي من أي بلد يتكلم في هذه البلد السعودية في أي مسجد شاء في مساجد الحرمين الشريفين في مساجد الرياض المدينة في مساجد مكة في مساجد جدة في أي مكان في البقاع المقدسة يتكلم أي سلفي فيها بكل حرية وبكل مودة وبكل أخاء
ولا اختلاف في منهج ولا عقيدة بين هؤلاء السلفيين في كل بقاع العالم التي ذكرتها لكم
ثم أدرك أعداء الإسلام وأهل البدع والضلال خطورة هذا المنهج
فإنه انتشر انتشاراً قوياً في العالم وفي أروبا وفي أمريكا
وأعتقد أن أعداء هذه الدعوة من الكفار ومن المبتدعة خططوا لضرب هذه الدعوة السلفية لبث أسباب الفرقة بينهم
ونحن نعرف من كيد الأحزاب الضالة أنها تبث في أوساط السلفيين من يفرقهم
فلينتبه لهذا الصنف من الناس وليكونوا على أهبة الإستعداد دائماً
ورفض أي نوع من هذه الأنواع المؤدية إلى الفرقة والإختلاف
ولندرك أن هناك أعداء متربصين يبثون في أوساطنا أسباب الفرقة فحذاري
حذاري أن تصغوا آذانكم وأبصاركم وعقولكم إلى هذه الأسباب السيئة التي تأتي غالباً من هؤلاء المتربصين الذين يدسون في أوساط خصومهم من يشتتهم ويمزقهم
أسأل الله أن يؤلف بين قلوب السلفيين في كل بلدان العالم
وأن يؤلف بين قلوبهم في اليمن خاصة
وأعيد تحذيري لهم من الميل والإصغاء لكل ما يؤدي إلى الفرقة
وأن نحسم هذه الأشياء ( وإذا كانت هناك أشياء تستدعي النظر والدراسة فليدرسها كبراءكم وأهل العلم منكم ولا يدرسها الأطفال ويشيعون أسباب الفرقة يدرسها العلماء
ويعالجونها بالحكمة و الرفق التي هي من أصول هذه الدعوة
إن الله يحب الرفق في الأمر كلة
فإذا أخطأ أحد منكم فليناصحه العقلاء الكبار إن شاؤا أفراداً وإن شاؤا جماعة بالرفق والحكمة واللين
وليجتنبوا الإشاعات والنشرات وما شاكل ذلك
وعلى من يخطئ أن يرجع عن خطئه ولا يخجل من ذلك فإن هذا شرف والله
وقد كان الصحابة إذا أخطأ أحدهم في فتوى نبه على ذاك وعمر كان وقافاً عند كتاب الله رضي الله عنه
فلا يأنف إنسان عنده خطأ أن يعترف به وليقبل إخوانه عذره ولا يستعجلوا بالنشرات وطباعات والإشاعات المشوهة لهم والتي تفرح الأعداء
وليترك معالجة هذه الأمور إلى العقلاء
وقد أوصاكم الشيخ مقبل أنه إذا كان هناك مشكلة فليجتمع لها فلان وفلان ممن سماهم
ممن يرى أنهم أكفاء لمعالجة المشاكل فليقم هؤلاء جزاهم الله خيراً بواجبهم ويعالجوا الأمور بالحكمة والموعظة الحسنة وعلى من عنده خلاف أن يلين جانبه وأن يرجع عن خطئه من أي جهة كانت من هنا أو هناك
وكل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون )
وإن كان بعض الحديث متكلم فيه لكنه يصلح إن يكون قاعدة بارك الله فيكم في الرجوع عن الخطأ
أوصيكم بالتآخي مرة أخرى والبعد عن أسباب الفرقة ومعالجة المشاكل بالوجه الصحيح وعلى الطريقة السلفية بطريقة العقلاء والكبراء
فوفق الله الجميع لما يحب ويرضى
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في : 5 شوال 1428هـ .
دار الحديث السلفية بالشحر
القائم عليها الشيخ الفاضل
عبد الله بن عمر مرعي بن بريك
حفظه الله