خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    الحب الإلهي بين السلف والصوفية [رسالة ماجستير]

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية الحب الإلهي بين السلف والصوفية [رسالة ماجستير]

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 30.09.08 14:23

    الحب الإلهي بين السلف والصوفية [رسالة ماجستير]
    د. لطف الله بن ملا خوجه

    مقدمة:
    الحمدلله على نعمه، والصلاة والسلام على خير عباده ورسله
    أما بعد:

    فإن خير الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

    يقول ربنا جل شأنه: "والذين آمنوا أشد حبا لله"، ويقول:" يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه"، ويقول رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام: ( .. أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما)
    هذه النصوص تبين أن هذا الدين يقوم على المحبة، وأن غاية العبادة محبة الله، فإذا قام الدين على غير أساس من المحبة تهاوت أركانه، وإذا بذلت العبادة خالية من المحبة فقدت معناها
    إن علاقة المحب بربه علاقة أنس ولذة، فعباداته تبذل عن رضى، يتنعم فيها أكثر من تنعم العاصي بمعصيته، قد ودع حياة الشقاء عند باب المحبة، فلا يشكو هجرا ولا غما، فتح الله بصيرته، فهو أسرع شيء في طاعته، وأبطأ شيء في معصيته
    فالمحبة تحمل عن المحبين أنواع المشاق، وتهون عليهم طول الطريق، وتسليهم بأنواع الحكمة، وتضع عنهم الآصار والأغلال التي مني بها أهل الجفوة، تسير بهم كالبرق، وغيرهم يمشي تارة ويقف تارة، كمن شيك فلا انتقش، تقطع بهم المفاوز في لحظات قصيرة، والناس من حولهم في ريبهم يترددون.

    تلك المزية التي تحلت بها المحبة كانت من أهم أسباب اختياري لهذا الموضوع
    ومما دعاني كذلك لهذا الاختيار: ارتباط الحب بالتصوف عند كثير من المسلمين، هذا الارتباط نشأ في أذهانهم من تقسيم الدين إلى حقيقة وشريعة، أو باطن وظاهر، فالحقيقة والباطن في مصطلحهم هو التصوف، والشريعة والظاهر هي العبادات الظاهرة
    ولما كانت المحبة من أعمال الباطن، كان من الطبيعي أن تدخل ضمن دائرة التصوف، أكد هذا الارتباط حرص الصوفية على الاشتهار بلقب أهل المحبة والنسبة إليها، وإذا كان من الظلم حسد الناس على ما آتاهم الله من فضله، فإن من العدل أن نسأل:

    كيف استأثر التصوف بمقام المحبة، بل بمقامات القلوب، وهو الذي لم يظهر في حياة الأمة المسلمة إلا بعد أن استقرت قواعد الإسلام وأركانه؟.

    فالتصوف لم يظهر إلا بعد مضي القرن الأول والثاني بأكمله، فهل يصح أن يقال:
    إن الأمة كانت تائهة عن هذا المقام فلم تجده إلا على يد المتصوفة بعد القرن الثاني؟.
    أم أنه كان موجودا لكن بأسماء أخرى، ثم لما حل القرن الثالث تلبسه اسم التصوف؟.

    ثم – وهو السؤال الأهم - ما حقيقة هذا الحب الصوفي، هل هو قائم على قواعد الشرع، أم هو حب فلسفي يدور في خيال فيلسوف؟..

    تساؤلات تبحث عن إجابة شافية قائمة على العدل، متجردة من التحامل والتحيز.

    ولقد كان للمستشرقين دور بارز في خدمة التصوف، وكان من جهدهم أن نقبوا عن مصادر التصوف في الأفكار والملل القديمة، ولاحظوا التشابه بينها وبين الفكر الصوفي في الإسلام، وقد زعم بعض الباحثين أن دوافع المستشرقين في هذا العمل إنما كانت صادرة عن رغبة في الطعن في الإسلام، وهذا الزعم مبني على أن التصوف بريء من كل انحراف، صافي المورد والمشرب، وأنه روحانية الإسلام، فإرجاعه إلى مصادر أجنبية سلخ للروحانية من الإسلام، وادعاء بأن الإسلام إنما استفاد روحانيته من أفكار أجنبية، لكن..

    كيف لو استطاع المستشرقون إثبات أجنبية التصوف، وقدموا البرهان الدامغ على هذا الادعاء، ماذا عسى أن يفعل أولئك المدافعون؟‍‍.‍‍

    ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍ أليس نجاح المستشرقين في ادعائهم يلزم من يقول بأن التصوف هو روحانية الإسلام التسليم والإقرار بأن الإسلام فقير في روحانيته إلى غيره؟.

    نعم، يبدو أن ذلك لازم.

    تلك كانت أهم الدواعى التي حملتني على اختيار هذا الموضوع مادة لرسالتي التخصصية الأولى " الماجستير" محاولة مني لإجلاء حقيقة المحبة الإلهية وفق قواعد الكتاب والسنة، وبيان واقع الحب الصوفي ومدى التزامه بتلك القواعد، لعلي بذلك أعيد الأمور إلى موازينها، وأحد حدودها، وأصون دروبها من السراق وقطاع الطريق.

    وقد جعلت هذه الرسالة وعنوانها: ( الحب الإلهي بين السلف والصوفية) على بابين، أما الأول فيعني بتقرير حقيقة الحب الإلهي عند السلف، وأما الثاني فيعني بتقرير الحب الإلهي عند الصوفية مع نقد ما يستحق النقد، وتفصيل الخطة كالتالي:

    الباب الأول: محبة الله عند السلف.
    ويتكون من ثلاثة فصول:

    الفصل الأول: معنى المحبة وأهميتها، ويتضمن أربعة مباحث:
    المبحث الأول: المحبة لغة واصطلاحا.
    المبحث الثاني: العلاقة بين المحبة والتأله والتعبد.
    المبحث الثالث: أهمية محبة الله تعالى.
    المبحث الرابع: معنى محبة الله تعالى.

    الفصل الثاني: الحب والإيمان، ويتضمن مبحثين:
    المبحث الأول: المحبة والعلم.
    المبحث الثاني: الحب والعمل.

    الفصل الثالث: محبة الله لعبده، ويتضمن مبحثين:
    المبحث الأول: إثبات صفة المحبة والرد على من خالف.
    المبحث الثاني: معنى محبة الله لعبده.

    الباب الثاني: الحب الإلهي عند الصوفية.
    ويتكون من أربعة فصول:
    الفصل الأول: مقدمة عن التصوف، وفيه مبحثان:
    المبحث الأول: التصوف مصطلحا.
    المبحث الثاني: التصوف مصدرا.

    الفصل الثاني: حقيقة الحب الإلهي الصوفي، وفيه ستة مباحث:
    المبحث الأول: سبب ظهور مصطلح الحب الإلهي.
    المبحث الثاني: معنى الحب الإلهي الصوفي.
    المبحث الثالث: علامات الحب الإلهي الصوفي.
    المبحث الرابع: أقسام الحب الإلهي الصوفي.
    المبحث الخامس: الحب الإلهي الصوفي والروح.
    المبحث السادس: الحب الإلهي الصوفي والوجود.

    الفصل الثالث: الطريق إلى الحب الإلهي الصوفي، ويتضمن أربعة مباحث:
    المبحث الأول: المقامات.
    المبحث الثاني: المعرفة.
    المبحث الثالث: الجمال.
    المبحث الرابع: المجاهدة.

    الفصل الرابع: نتائج الحب الصوفي وآثاره، ويتضمن ثلاثة مباحث:
    المبحث الأول: معنى الفناء والحلول والاتحاد والوحدة.
    المبحث الثاني: الأفكار التي ساهمت في القول بالحلول والاتحاد والوحدة.
    المبحث الثالث: موقف الصوفية المتقدمين من هذه الفكرة.

    وخطة المباحث كما يلي:
    عرض صرف لأفكار الصوفية حول كل قضية من القضايا المطروحة، يعقبه النقد على ضوء عقيدة أهل السنة والجماعة، مع بيان ما يكون من مصادر أجنبية استقى منها الفكر الصوفي، ثم الخاتمة وفيها أبرز النتائج المستخلصة...
    والنقل

    لطفــــــاً .. من هنــــــــــــا

      الوقت/التاريخ الآن هو 15.11.24 2:37