صفة الهرولة صفة قعلية اختيارية أخطأ بعضهم فأولها لقياسه الخالق بالمخلوق فظن أن ما يلزم المخلوق حال الهرولة يلزم الخالق، والله سبحانه وتعالى لايدرك بقياس ولايقاس بالناس لاإله إلاّ هو. وإنما أتي هؤلاء لتشبيههم ابتداء فجرهم هذا التشبيه إلى التعطيل.
وليس في إثباتها صفة لله ما يستشنع إذا علم أن الهرولة في اللغة هي ضرب من الإتيان في سرعة، وأهل السنة يثبتون الإتيان والمجيء.
وقد أثبتها الدارمي في رده على بشر المريسي، وأبو إسحق الحربي في غريب الحديث، وأبو موسى المديني في المجموع المغيث، وممن أثبتها القاضي أبو يعلى حيث قال معلقاً على هذا الحديث: لا يمتنع الاخذ بظاهر الاحاديث في إمرارها على ظواهرها من غير تأويل، وكذلك عبدالله بن محمد الهروي، في كتابه الأربعين في دلائل التوحيد، باب الهرولة لله عزوجل، وهو ظاهر صنيع البخاري رحمه الله حيث أورد الحديث في كتاب التوحيد من صحيحه وهذا الكتاب ذكره مقرراً صفات الباري سبحانه، ويؤكد هذا إيراده له في الرد على أهل التعطيل، وهو ظاهر صنيع ابن حبان في تبويبه على الحديث، وهو قول المباركفوري وغيرهم.
قال الشيخ عبدالعزيز بن باز في معرض رده على سائل سأله عن الحديث: "ومن تقرب إلى باعا تقربت منه ذراعاً ومن أتاني يبمشي أتيته هرولة" وقد ذكر عبث بعض المحققين بتأويله: "ولا مانع من إجراء الحديث على ظاهره على طريق السلف الصالح، فإن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم سمعوا هذا الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يعترضوه، ولم يسألوا عنه، ولم يتأولوه، وهم صفوة الأمة وخيرها، وهم أعلم الناس باللغة العربية، وأعلم الناس بما يليق بالله وما يليق نفيه عن الله سبحانه وتعالى.
فالواجب في مثل هذا أن يتلقى بالقبول، وأن يحمل على خير المحامل، وأن هذه الصفة تليق بالله لا يشابه فيها خلقه فليس تقربه إلى عبده مثل تقرب العبد إلى غيره، وليس مشيه كمشيه، ولا هرولته كهرولته، وهكذا غضبه، وهكذا رضاه، وهكذا مجيئه يوم القيامة وإتيانه يوم القيامة لفصل القضاء بين عباده وهكذا استواؤه على العرش، وهكذا نزوله في آخر الليل كل ليلة، كلها صفات تليق بالله جل وعلا، لا يشابه فيها خلقه فكما أن استواءه على العرش، ونزوله في آخر الليل في الثلث الأخير من الليل، ومجيئه يوم القيامة، لا يشابه استواء خلقه ولا مجيء خلقه ولا نزول خلقه؟ فهكذا تقربه إلى عباده العابدين له والمسارعين لطاعته، وتقربه إليهم لا يشابه تقربهم، وليس قربه منهم كقربهم منه، وليس مشيه كمشيهم، ولا هرولته كهرولتهم (بل هو شيء) يليق بالله لا يشابه فيه خلقه سبحانه وتعالى كسائر الصفات، فهو أعلم بالصفات وأعلم بكيفيتها عز وجل. وقد أجمع السلف على أن الواجب في صفات الرب وأسمائه إمرارها كما جاءت واعتقاد معناها وأنه حق يليق بالله سبحانه وتعالى، وأنه لا يعلم كيفية صفاته إلا هو، كما أنه لا يعلم كيفية ذاته إلا هو، فالصفات كالذات، فكما أن الذات يجب إثباتها لله وأنه سبحانه وتعالى هو الكامل في ذلك، فهكذا صفاته يجب إثباتها له سبحانه مع الإيمان والاعتقاد بأنها أكمل الصفات وأعلاها، وأنها لا تشابه صفات الخلق، كما قال عز وجل: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ
وقال عز وجل: فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ [النحل: 74] . وقال سبحانه: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [الشورى: 11]. فرد على المشبهة بقوله: "ليس كمثله شيء" وقوله: "فلا تضربوا لله الأمثال" ورد على (المعطلة) بقوله: "وهو السميع البصير" وقوله: "قل هو الله أحد الله الصمد" "إن الله عزيز حكيم" وقوله: "إن الله سميع بصير" وقوله: "إن الله غفور رحيم" "إن الله على كل شيء قدير" إلى غير ذلك.
". أهـ المراد.
http://www.binbaz.org.sa/last_resault.asp?hID=4452
وقد ورد في الفتوى ( رقم 6932) من فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء (3/142) ما يلي :
س : هل لله صفة الهرولة ؟
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه …وبعد
ج: نعم صفة الهرولة على نحو ما جاء في الحديث القدسي الشريف على ما يليق به قال تعالى : " إذا تقرب إلي العبد شبراً تقربت إليه ذراعاً وإذا تقرب إلي ذراعاً تقربت منه باعاً وإذا أتاني ماشياً أتيته هرولة " رواه : البخاري ومسلم
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم"
وقال العلامةالألباني في فتاوه: "الهرولة كالمجيء والنزول صفات ليس يوجد عندنا ما ينفيها".
وقد أثبتها من الثبات المعاصرين العلامة عبدالرزاق عفيفي والشيخ ابن عثيمين وابن غديان وابن قعود وفئام ممن عرفوا طريق أهل الحق والسنة.
ولم يؤثر عن أحد من السلف في القرون الثلاثة المفضلة تأويل هذه الصفة، وقد حكى الترمذي بعدهم تأويل البعض لها ولم يسمهم ولم يصرح بموافقتهم، فمن تشبث بحرف الإمام الترمذي ورماه بقول لم يقل به ثم ضرب بأقول من سبق من الأئمة عرض الحائط فقد أعظم الفرية وأكبر الجناية.
والله أعلم.
وليس في إثباتها صفة لله ما يستشنع إذا علم أن الهرولة في اللغة هي ضرب من الإتيان في سرعة، وأهل السنة يثبتون الإتيان والمجيء.
وقد أثبتها الدارمي في رده على بشر المريسي، وأبو إسحق الحربي في غريب الحديث، وأبو موسى المديني في المجموع المغيث، وممن أثبتها القاضي أبو يعلى حيث قال معلقاً على هذا الحديث: لا يمتنع الاخذ بظاهر الاحاديث في إمرارها على ظواهرها من غير تأويل، وكذلك عبدالله بن محمد الهروي، في كتابه الأربعين في دلائل التوحيد، باب الهرولة لله عزوجل، وهو ظاهر صنيع البخاري رحمه الله حيث أورد الحديث في كتاب التوحيد من صحيحه وهذا الكتاب ذكره مقرراً صفات الباري سبحانه، ويؤكد هذا إيراده له في الرد على أهل التعطيل، وهو ظاهر صنيع ابن حبان في تبويبه على الحديث، وهو قول المباركفوري وغيرهم.
قال الشيخ عبدالعزيز بن باز في معرض رده على سائل سأله عن الحديث: "ومن تقرب إلى باعا تقربت منه ذراعاً ومن أتاني يبمشي أتيته هرولة" وقد ذكر عبث بعض المحققين بتأويله: "ولا مانع من إجراء الحديث على ظاهره على طريق السلف الصالح، فإن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم سمعوا هذا الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يعترضوه، ولم يسألوا عنه، ولم يتأولوه، وهم صفوة الأمة وخيرها، وهم أعلم الناس باللغة العربية، وأعلم الناس بما يليق بالله وما يليق نفيه عن الله سبحانه وتعالى.
فالواجب في مثل هذا أن يتلقى بالقبول، وأن يحمل على خير المحامل، وأن هذه الصفة تليق بالله لا يشابه فيها خلقه فليس تقربه إلى عبده مثل تقرب العبد إلى غيره، وليس مشيه كمشيه، ولا هرولته كهرولته، وهكذا غضبه، وهكذا رضاه، وهكذا مجيئه يوم القيامة وإتيانه يوم القيامة لفصل القضاء بين عباده وهكذا استواؤه على العرش، وهكذا نزوله في آخر الليل كل ليلة، كلها صفات تليق بالله جل وعلا، لا يشابه فيها خلقه فكما أن استواءه على العرش، ونزوله في آخر الليل في الثلث الأخير من الليل، ومجيئه يوم القيامة، لا يشابه استواء خلقه ولا مجيء خلقه ولا نزول خلقه؟ فهكذا تقربه إلى عباده العابدين له والمسارعين لطاعته، وتقربه إليهم لا يشابه تقربهم، وليس قربه منهم كقربهم منه، وليس مشيه كمشيهم، ولا هرولته كهرولتهم (بل هو شيء) يليق بالله لا يشابه فيه خلقه سبحانه وتعالى كسائر الصفات، فهو أعلم بالصفات وأعلم بكيفيتها عز وجل. وقد أجمع السلف على أن الواجب في صفات الرب وأسمائه إمرارها كما جاءت واعتقاد معناها وأنه حق يليق بالله سبحانه وتعالى، وأنه لا يعلم كيفية صفاته إلا هو، كما أنه لا يعلم كيفية ذاته إلا هو، فالصفات كالذات، فكما أن الذات يجب إثباتها لله وأنه سبحانه وتعالى هو الكامل في ذلك، فهكذا صفاته يجب إثباتها له سبحانه مع الإيمان والاعتقاد بأنها أكمل الصفات وأعلاها، وأنها لا تشابه صفات الخلق، كما قال عز وجل: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ
وقال عز وجل: فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ [النحل: 74] . وقال سبحانه: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [الشورى: 11]. فرد على المشبهة بقوله: "ليس كمثله شيء" وقوله: "فلا تضربوا لله الأمثال" ورد على (المعطلة) بقوله: "وهو السميع البصير" وقوله: "قل هو الله أحد الله الصمد" "إن الله عزيز حكيم" وقوله: "إن الله سميع بصير" وقوله: "إن الله غفور رحيم" "إن الله على كل شيء قدير" إلى غير ذلك.
". أهـ المراد.
http://www.binbaz.org.sa/last_resault.asp?hID=4452
وقد ورد في الفتوى ( رقم 6932) من فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء (3/142) ما يلي :
س : هل لله صفة الهرولة ؟
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه …وبعد
ج: نعم صفة الهرولة على نحو ما جاء في الحديث القدسي الشريف على ما يليق به قال تعالى : " إذا تقرب إلي العبد شبراً تقربت إليه ذراعاً وإذا تقرب إلي ذراعاً تقربت منه باعاً وإذا أتاني ماشياً أتيته هرولة " رواه : البخاري ومسلم
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم"
وقال العلامةالألباني في فتاوه: "الهرولة كالمجيء والنزول صفات ليس يوجد عندنا ما ينفيها".
وقد أثبتها من الثبات المعاصرين العلامة عبدالرزاق عفيفي والشيخ ابن عثيمين وابن غديان وابن قعود وفئام ممن عرفوا طريق أهل الحق والسنة.
ولم يؤثر عن أحد من السلف في القرون الثلاثة المفضلة تأويل هذه الصفة، وقد حكى الترمذي بعدهم تأويل البعض لها ولم يسمهم ولم يصرح بموافقتهم، فمن تشبث بحرف الإمام الترمذي ورماه بقول لم يقل به ثم ضرب بأقول من سبق من الأئمة عرض الحائط فقد أعظم الفرية وأكبر الجناية.
والله أعلم.