قصة لطيفة مع شيخ الإسلام ابن تيمية في إثبات صفة العلو
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في درء التعارض (6/343):
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في درء التعارض (6/343):
(ولهذا تجد المنكر لهذه القضية [أي ثبوت صفة العلو لله تعالى] يقر بها عند الضرورة ولا يلتفت إلى ما اعتقده من المعارض لها، فالنفاة لعلو الله إذا حزب أحدهم شدة وجه قلبه إلى العلو يدعو الله.
ولقد كان عندي من هؤلاء النافين لهذا من هو من مشايخهم وهو يطلب مني حاجة، وأنا أخاطبه في هذا المذهب كأني غير منكر له، وأخرت قضاء حاجته حتى ضاق صدره فرفع طرفه ورأسه إلى السماء وقال: يا الله!
فقلت له: أنت محقق! لمن ترفع طرفك ورأسك؟ وهل فوق عندك أحد؟ فقال: أستغفر الله، ورجع عن ذلك لما تبين له أن اعتقاده يخالف فطرته، ثم بينت له فساد هذا القول فتاب من ذلك ورجع إلى قول المسلمين المستقر في فطرهم).
قلت: وقد ذكرتني هذه القصة بقصة أبي المعالي الجويني؛ فقد قال الذهبي في العلو (2/1347):
(قال أبو منصور بن الوليد الحافظ في رسالة له إلى الزنجاني انبأنا عبد القادر الحافظ بحران أنبأنا الحافظ أبو العلاء أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي الحافظ قال سمعت أبا المعالي الجويني وقد سئل عن قوله: (الرحمن على العرش استوى)، فقال: كان الله ولا عرش ... وجعل يتخبط في الكلام، فقلت: قد علمنا ما أشرت إليه فهل عندك للضرورات من حيله؟
فقال: ما تريد بهذا القول؟ وما تعني بهذه الإشارة؟ فقلت: ما قال عارف قط يا رباه إلا قبل أن يتحرك لسانه قام من باطنه قصد لا يلتفت يمنة ولا يسرة يقصد الفوق، فهل لهذا القصد الضروري عندك من حيلة؟ فنبئنا نتخلص من الفوق والتحت، وبكيت وبكى الخلق، فضرب الأستاذ بكمه على السرير وصاح: ياللحيرة! وخرق ما كان عليه وانخلع، وصارت قيامة في المسجد، ونزل ولم يجبني إلا: يا حبيبي الحيرة الحيرة! والدهشة الدهشة! فسمعت بعد ذلك أصحابه يقولون: سمعناه يقول: حيرني الهمذاني).
قال الألباني تعليقا على القصة: (إسناد هذه القصة صحيح مسلسل بالحفاظ) مختصر العلو ص 277.
والنقل
لطفـاً .. من هنــــــــــا