خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    خطرالبدعة وأثرها السيء في الأمة

    avatar
    أبو عبد الله أحمد بن نبيل
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 2798
    العمر : 48
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 19
    تاريخ التسجيل : 27/04/2008

    الملفات الصوتية خطرالبدعة وأثرها السيء في الأمة

    مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل 17.09.08 5:49

    خطرالبدعة وأثرها السيء في الأمة
    الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو
    كره الكافرون. وأصلي وأسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمّد - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.
    أما بعد: فإن أحسن الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمّد صلى الله
    عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
    أخي القارىء الكريم: ما هي البدعة التي حذّر منها الشارع ووصفها
    بالضلالة؟
    البدعة لغة: ما أحدث على غير مثال سابق.
    وشرعاً: هي طريقة مخترعة في الدين تضاهي الشريعة فهي في مقابل السنة
    وضد السنة.
    وإليك أخي المسلم بعض النصوص في شأن البدعة:
    1- عن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه
    وسلم: « ومن يعش منكم بعدي فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء
    الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم من محدثات الأمور فإن كل بدعة
    ضلالة » [أخرجه أحمد والترمذي وابن ماجة والدارمي والحاكم وابن حبان وصححه
    الألباني في الصحيحة (937).
    2- عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه
    وسلم: « من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وخير الحديث كتاب الله عزّ
    وجلّ وخير الهدي هدي محمّد ، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة » [رواه مسلم
    والبيهقي] وعنده وعند النسائي « كل ضلالة في النار » [بإسناد صحيح].
    3- وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «
    من أحدث في أمرنا ما ليس منها فهو رد » [متفق عليه] وفي رواية لمسلم"من عمل
    عملاً لا إله إلا الله عليه أمرنا فهو رد".
    قال الحافظ ابن حجر رحمه الله على كل بدعة ضلالة: "وهذه الجملة قاعدة
    شرعية ......... فكل بدعة ضلالة فلا تكون من الشرع لأن الشرع كله هدى" الفتح [13/254]،
    وأما حديث عائشة رضي الله عنها فمن جوامع الكلم وهو ميزان للأعمال الظاهرة،
    والمبتدع عمله مردود ولأهل العلم فيه قولان: الأول: أن عمله مردود عليه، والثاني:
    أن المبتدع ردّ أمر الله لأنه نصب نفسه مضاهياً لأحكم الحاكمين فشرع في الدين ما
    لم يأذن به الله".
    وإليك ما ورد في شأن البدعة من كلام بعض صحابة رسول الله صلى الله عليه
    وسلم :

    قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم"
    [رواه الطبراني والدرامي بإسناد صحيح].
    وقال عبد الله بن عمر رضي الله عنه: "كل بدعة ضلالة وإن رآها الناس حسنة"
    [أخرجه الدرامي بإسناد صحيح]. وقد أنكر ابن مسعود رضي الله عنه على قوم جالسن في
    المسجد ومع كل واحد منهم حصاً وبينهم رجل يقول كبروا مائة فيكبرون، فيقول: هللوا
    مائة فيهللون مائة، سبحوا مائة فيسبحون مائة، وقال: والذي نفسي بيده إنكم لعلى ملة
    أهدى من ملة محمّد صلى الله عليه وسلم أو مفتتحوا باب ضلالة، قالوا: ما أردنا إلا
    الخير فقال: ما أردنا إلا الخير فقال: وكم من مريد للخير لن يصيبه [أخرجه الدرامي
    وأبو نعيم بإسناد صحيح]. وهذا من فهم سلف الأمة لخطر البدعة وقد قال إمام دار الهجرة مالك رحمه الله: "من
    ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمداً خان الرسالة لأن الله يقول: {
    اليوم أكملتُ لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيتُ لكُمُ الإسلامَ ديناً } فما لم
    يكن يومئذ ديناً لا يكون اليوم ديناً" الاعتصام (1/49).
    وقال الإمام الشافعي رحمه الله: "من استحسن فقد شرع" انظر
    البدعة للهلالي(ص28)
    وقال الإمام أحمد رحمه الله: "أصول السنة عندنا التمسك بما كان
    عليه أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم والاقتداء بهم وترك البدعة وكل بدعة
    ضلالة"أصول السنة(ص25).
    [يتبع]
    avatar
    أبو عبد الله أحمد بن نبيل
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 2798
    العمر : 48
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 19
    تاريخ التسجيل : 27/04/2008

    الملفات الصوتية خطر البدعة

    مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل 17.09.08 5:56

    خطر البدعة
    1- عمله مردود عليه.
    لحديث الرسول صلى الله عليه و سلم { من أحدث في أمرنا
    هذا ما ليس منه فهو رد }متفق علية
    2- تحجب عنه التوبة ما دام مصراً على بدعته.
    لحديث الرسول صلى الله عليه و سلم "إن الله احتجز التوبة عن صاحب كل بدعة"الصحيحة[1620]
    3- لا يرد حوض النبي صلى الله عليه وسلم.
    4- عليه إثم من عمل ببدعته إلى يوم القيامة.
    5- صاحب البدعة ملعون.
    6- صاحب البدعة لا يزداد من الله إلا بعداً.
    7- البدعة تميت السنة.
    لقول التابعي الجليل حسان بن
    عطية رحمة الله"ما ابتدع قوم بدعة في دينهم الا نزع من سنتهم مثلها
    8- لبدعة سبب الهلاك
    لقول عبد الله بن مسعود"لو تركتم سنة نبيكم لضللتم"مسلم(5/156ـنووى).
    9 - البدعة بريد الكفر.
    لان المبتدع نصب نفسه مشرعاً
    10-البدعة تفتح باب الخلاف الذي لم يُبْنَ على دليل بل على الأهواء.
    11-التقليل من شأن البدع يؤدي إلى الفسوق والعصيان.
    والأدلة على ما ورد تركنا إيرادها للاختصار وهي موجودة في كتاب البدعة
    لسليم الهلالي ص17- 49.
    شبهات لمحسني البدع وردها
    1- (ما رآه المسلمون حسناً فهو عند الله حسن وما رآه المسمون سيئاً فهو
    عند الله سيّء). أولاً هذا الحديث لا يصح مرفوعاً بل هو من كلام ابن مسعود رضي
    الله عنه. وقول الصحابي لا يعارض به قول الرسول صلى الله عليه وسلم. وعلى فرض صحته
    فيخرج على أن ما رآه جميع المسلمين حسناً فيكون إجماعاً والإجماع حجة ولا حجة لمن
    رأى استحسان البدع، والإجماع الأصولي المعتبر: هو إجماع أهل العلم في عصر.
    2- قول عمر رضي الله عنه (نِعمت البدعة هذه) هذا في صلاة التراويح وهي
    سنة، ولكن عمر لما أقامها جماعة وقد ترك الرسول صلى الله عليه وسلم إقامتها على
    إمام واحد خشية أن تفرض قال ذلك من باب البدعة اللغوية، وهو ما لم يكن على غرار
    سابق فلم تكن في عهد أبي بكر رضي الله عنه، أو أن عمر رضي الله عنه لما أسرج
    المسجد واجتمع الناس رأى أن عمله هذا جديد، وهو الإسراج، فقال نعمت البدعة هذه،
    وأيضاً عمر رضي الله عنه من الخلفاء الراشدين الذين يستدل بقولهم ما لم يخالفوا
    النص.

    3- « من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير
    أن ينقص من أجورهم شيء... » وهذا الحديث له قصة، وهي أنه جاء إلى الرسول صلى الله
    عليه وسلم قوم من مُضر حفاة عراة مجتابي النمار، فلما رآهم الرسول صلى الله عليه
    وسلم تمعَّر وجهه لِمَا رأى بهم من الفاقة، فأمر بلالاً فأذن وأقام فصلى ثم خطب
    بالناس يحثهم على الصدقة فجاء أحد الصحابة بصرة كادت يده أن تعجز عن حملها فوضعها
    أمام النبي صلى الله عليه وسلم، فتتابع الناس حتى اجتمع كَوْمان من طعام وثياب
    فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: « من سن في الإسلام سنة حسنة... » فالسنة أنه
    أحيا سنة الإنفاق بسخاء ولا إله إلا الله هو الذي سن الصدقة.
    4- العرف وهو ما عليه كثير من الناس من بدع تعارفوا عليها وتمسكوا بها
    لأنها أعرافهم التي أدركوا عليها آباءهم، وهذه هي علة المشركين في جحدهم للحق
    { إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون } . والجماعة لا إله إلا الله هم
    الكثرة ولكن الجماعة هم من وافق السنة ولو كانوا قليلين، قال صلى الله عليه وسلم:
    « إن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء، قيل: من هم يا رسول
    الله؟ قال: الذين يصلحون إذا فسد الناس » [حديث صحيح]. وقال ابن مسعود رضي الله
    عنه: "الجماعة ما وافق الحق وإن كنت وحدك".
    من أسباب البدع
    1- الجهل بالسنة المطهرة ومصطلح الحديث يحيث لا يميزون بين الصحيح
    والضعيف فتكثر الأحاديث الضعيفة والموضوعة مثل بدعة النور المحمّدي تعتمد على حديث
    موضوع "أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر" وبدعة خلق المخلوقات من أجل
    محمّد صلى الله عليه وسلم اعتمد على حديث مكذوب "لولاك لولاك ما خلقت
    الأفلاك" وخفي على واضعه أن محمّد صلى الله عليه وسلم لولا الخلق ما بُعث،
    قال تعالى: { وما أرسلناك إلا رحمةً للعالمين } [الأنبياء: 107].
    2- اتخاذ الناس رؤساء جهالاً يقومون بالفتوى والتعليم ويقولون في دين
    الله بغير علم.
    3- عادات وخرافات لا يدل عليها شرع ولا يقرها عقل مثل بدع الموالد
    والمآتم وغيرها.
    4- اعتقاد العصمة في الأئمة المجتهدين، وإعطاء الشيوخ قداسة تقارب
    منازل الأنبياء.
    5- إتباع المتشابه من الآيات والأحاديث وعدم ردها إلى المحكم/[يتبع]
    .


    عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في 17.09.08 6:04 عدل 1 مرات
    avatar
    أبو عبد الله أحمد بن نبيل
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 2798
    العمر : 48
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 19
    تاريخ التسجيل : 27/04/2008

    الملفات الصوتية سيئات البدعة

    مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل 17.09.08 6:03

    "سيئات البدعة"
    قال الشيخ العلامة فقيه الزمان محمد بن الصالح العثيمين رحمه الله في
    شرحه الماتع لرياض الصالحين ج1 ص 383:
    وليعلم أن الإنسان المبتدع يقع في محاذير كثيرة :
    أولاً : أن ما ابتدعه فهو ضلال بنص القرآن والسنة ، وذلك أن ما جاء به
    النبي صلى الله عليه وسلم فهو الحق ، وقد قال الله تعالى : ( فَمَاذَا بَعْدَ
    الْحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ) (يونس:32) ، هذا دليل القرآن .
    ودليل السنة قوله صلى الله عليه وسلم : ( كل بدعة ضلالة ) ، ومعلوم أن
    المؤمن لا يختار أن يتبع طريق الضالين الذين يتبرأ منهم المصلي في كل صلاة (
    اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ
    غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ) (الفاتحة:6،7) .
    ثانياً : أن في البدعة خروجاً عن إتباع النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد
    قال الله تعالى : ( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي
    يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ) (آل عمران:31) ، فمن ابتدع
    بدعة يتعبد لله بها فقد خرج عن إتباع النبي صلى الله عليه وسلم ، لأن النبي صلى
    الله عليه وسلم لم يشرعها ، فيكون خارجاً عن شرعة الله فيما ابتدعه .
    ثالثاً : أن البدعة التي ابتدعها تنافي تحقيق شهادة أن محمد رسول الله
    ؛ لأن من حقق شهادة أن محمداً رسول الله فإنه لا يخرج عن التعبد بما جاء به ، بل
    يلتزم شريعته ولا يتجاوزها ولا يقصر عنها ، فمن قصر في الشريعة أو زاد فيها قصر في
    ابتاعه ، إما بنقص أو زيادة ، وحينئذ لا يحقق شهادة أن محمداً رسول الله .
    رابعاً : أن مضمون البدعة الطعن في الإسلام ، فإن الذي يبتدع تتضمن
    بدعته أن الإسلام لم يكمل , أنه كمل الإسلام بهذه البدعة ، وقد قال الله تعالى : (
    الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي
    وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً ) (المائدة:3) ، فيقال لهذا المبتدع : أنت
    الآن أتيت بشريعة غير التي كمل عليها الإسلام ، وهذا يتضمن الطعن في الإسلام وإن
    لم يكن الطعن فيه باللسان ، لكن الطعن فيه هنا بالفعل ، أين رسول الله صلى الله
    عليه وسلم ، ثم أين الصحابة عن هذه العبادة التي ابتدعها ؟ أهم جهل منها ؟ أم في
    تقصير عنها ؟ إذاً فهذا يكون طعناً في الشريعة الإسلامية .
    خامساً : أنه يتضمن الطعن في رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وذلك لأن
    هذه البدعة التي زعمت أنها عبادة أما أن يكون الرسول صلى الله عليه وسلم لم يعلم
    بها ، وحينئذ يكون جاهلاً ، وإما أن يكون قد علم بها ولكنه كتمها ، وحينئذ يكون
    كاتماً للرسالة أو بعضها ، وهذا خطير جداً.
    سادساً : أن البدعة تتضمن تفريق الأمة الإسلامية ؛ لأن الأمة الإسلامية
    إذا فتح الباب لها في البدع صار هذا يبتدع شيئاً ، وهذا يبتدع شيئاً ، وهذا يبتدع
    شيئاً ، كما هو الواقع الآن ، فتكون الأمة الإسلامية كل حزب منها بما لديه فرح كما
    قال تعالى : ( كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ) (الروم: 32) ، كل حزب
    يقول الحق معي ، والضلال مع الآخر ، وقد قال الله تعالى لنبيه : ( إِنَّ الَّذِينَ
    فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا
    أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (159)
    مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ
    فَلا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لا يُظْلَمُون َ) (الأنعام:159،160) .
    فإذا صار الناس يبتدعون تفرقوا ، وصار كل واحد يقول الحق معي ، وفلان
    ضال مقصر ، ويرميه بالكذب والبهتان وسوء القصد وما أشبه ذلك .
    ونضرب لهذا مثلاً بأولئك الذين ابتدعوا عيد ميلاد الرسول عليه الصلاة
    والسلام ، وصاروا يحتفلون بما يدعون أنه اليوم الذي ولد فيه ، وهو اليوم الثاني
    عشر من شهر ربيع الأول ، أتدرون ماذا يقولون لمن لا يفعل هذه البدعة ؟ يقولون
    هؤلاء يبغضون الرسول ويكرهونه، لهذا لم يفرحوا بمولده، ولم يقيموا له احتفالاً،
    وما أشبه ذلك، فتجدهم يرمون أهل الحق بما هم أحق به منهم.
    والحقيقة أن المبتدع بدعته تتضمن أنه يبغض الرسول صلى الله عليه وسلم
    وإن كان يدعي أنه يحبه ؛ لأنه إذا ابتدع هذه البدعة والرسول عليه الصلاة والسلام
    لم يشرعها للأمة ، فهو كما قلت سابقاً إما جاهل وإما كاتم .
    سابعاً : أن البدعة إذا انتشرت في الأمة اضمحلت السنة ، لأن الناس
    يعملون ؛ فإما بخير وإما بشر ، ولهذا قال بعض السلف : (( ما ابتدع قوم بدعة إلا
    أضاعوا من السنة مثلها )) ، يعني أو أشد . فالبدع تؤدي إلى نسيان السنن واضمحلالها
    بين الأمة الإسلامية .
    وقد يبتدع بعض الناس بدعة بنية حسنة ، لكن يكون أحسن في قصده وأساء في
    فعله ، ولا مانع أن يكون القصد حسناً والفعل سيئاً ، ولكن يجب على من علم أنه فعله
    سيئ أن يرجع عن فعله ، وأن يتبع السنة التي جاء بها رسول الله صلى الله عليه وسلم

    ثامناً : من المفاسد أيضاً : أن المبتدع لا يحكم الكتاب والسنة ؛ لأنه
    يرجع إلى هواه ، يحكم هواه ، وقد قال الله تعالى : ( فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي
    شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ
    بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ) (النساء:59) (إِلَى اللَّهِ ) أي كتابه عز وجل ،
    (وَالرَّسُولِ ) أي إليه في حياته وإلى سنته بعد وفاته صلوات الله وسلامه عليه ،
    والله الموفق .
    ومن ارد المزيد
    فإليكم كتاب " البدعة وأثرها السيء في الأمة " للشيخ
    سليم الهلالي حفظه الله، وهو من أفضل ما اطلعت عليه في البدعة وخطرها.
    من هنا

      الوقت/التاريخ الآن هو 14.11.24 18:47